(( من بريدي ))
[ [ و تلك الأيام نداولها بين الناس ] ]
الإنسان و في بحثه المستمر والدؤوب عن اخيه الإنسان ..
لا يزال يكتشف الجديد , و يصادف الغريب و العجيب ..
قبور و نقوش و مقتنيات تعود اعمارها الى مئات السنين , تتحدث عن أناس سكنوا هذه الأرض و عمروها بطريقتهم و أنشأوا فيها الحضارات ..
و لكن سنة الله في الكون .. انه هو من سيرث كل هذا ..
فذهبوا ورحلوا و مضوا واندثرت تلك الحضارة ..
فلم يبقى منها إلا " آثار " لهم ..
حفظتها لهم التربة التي مشوا عليها و سكنوا و ترعرعوا عليها ..
لياتي انسان هذا الزمان , ليجد كل هذا ..
و يتفكر فيه , و يتدبر في عظمة الحي الذي لا يموت ..
الإنسان يبحث عن اخيه الإنسان ..
حكاية طويلة من اجزاء عديدة .. لم ولن تنتهي ..
و هذه احدى فصولها .. و هذه المرة في مدينة الظهران ..
ابطالها المختص بمتحف الدمام الإقليمي ..
الأستاذ سعيد الصناع .. و الأميرة " تاج " !
و اترككم مع احداث هذه الحكاية ..
الرماد» يكشف قبر أميرة في الظهران
لم تكن "أميرة ثاج" التي دفنت محاطة بالذهب قبل نحو 50 عاما قبل الميلاد تعرف أن المختص الأثري في متحف الدمام الإقليمي سعيد الصناع سيكتشف قبرها من بقعة الرماد التي امتزجت مع رمال تل صمد لمئات السنين دون أن تمسسه يد بشر من قبل، وذلك في محافظة الظهران بالمنطقة الشرقية ووضع دفانو "الأميرة" كما اصطلح على تسميتها الرماد لئلا يُسرق من قبل المجهولين، كما توضح طريقة الدفن ب"أن معتقدا دينيا" ساد المنطقة في تلك المرحلة الزمنية الغابرة، والتي لم يتحدث عنها مدونو التاريخ.وعلى رغم اكتشاف أميرة ثاج في الخمسين عاما التي سبقت ميلاد المسيح، إلا أن مقابر أخرى اكتشفت في ذات المنطقة التاريخية نقلت الفترة الزمنية لتصبح أكثر عمقا في التاريخ، إذ حددت ب"1700 قبل الميلاد". ومع أن تلك المقابر لم تكن باذخة كما هو الحال مع قبر الأميرة،الا أن أهميتها تكمن في الفترة الزمينة التي تعود لها، ويرى مختصون أثريون بأن منطقة ثاج الواقعة على بعد 80 كيلو مترا غربي مدينة الجبيل غيرت وجهة النظر المتعلقة بتاريخ المنطقة والتي برزت بعد اكتشاف أميرة ثاج
ويقول المختص الأثري سعيد الصناع: "إن تواصل الحفريات بعد عام من العثور على الأميرة ساهم في اكتشاف مقابر أخرى أقدم من قبر الأميرة التي كانت يونانية اللباس"، موضحا أنها كانت صغيرة السن، حسب حجم هيكلها العظمي. ويستدل الصناع على صحة العمق الزمني ب"طريقة الدفن"، إذ يقول: "إن الدفن القرفصائي يُبين نفس طريقة الدفن الموجود في حضارة ديلمون (1700 قبلالميلاد)"، مشيرا إلى أن ذلك يعطي قفزا نوعيا في عدد السنوات، مضيفا "إن المنطقة كانت غنية جدا، بدليل أن الأميرة كانت محاطة بالذهب، فحتى ملابسها كانت مطرزة بالذهب الخالص، وكانت ترتدي قناعا ذهبيا على وجهها، ووخاتمين ذهب بهما عقيق منقوش عليه صور لوجود مدقنة، إضافة إلى شريط ذهبي في شعرها وقلادة ذهبية وأساور ذهب يزن الواحد منها نحو 20 كيلو". ويتابع "تم العثور أيضا على فخاريات نادرة جدا"، مشيرا إلى أسمها ب"الفخار الأتيكي"، وهو الوحيد المجلوب من الخارج
وعلى رغم اكتشاف "أميرة ثاج" التي لم يمسسها العمران أو يقترب منها، إلا أن هناك نحو 450 موقعا أثريا مهددا بالزحف العمراني والتدخل البشري، أهمها منطقة "الدفي" التي تهددها الصناعة، وجبل بري الذي تهدده الكسارات، كما أن منطقة "العزيزية" في مدينة الخبر، والقطيف، وتاروت والزارة كلها مناطق تتواجد بها الآثار، بيد أن الزحف العمراني يهددها. ويرى سعيد الصناع أن الزحف العمراني القريب من المناطق الأثرية ساهم لحد كبير في اندثار آثار المنطقة، مؤكدا "أن المتحف قام بتسوير الآثار المهملة كي لا تنتهي، فتضيع قيمتها التاريخية"، مشيرا إلى أن ساحل المنطقة الشرقية تمتد فيه الآثار بامتداد الخليج العربي، ف"هو غني بالآثار الهامة التي يعود بعضها لنحو 500 عام (قبل الميلاد)"، مبينا أهمية المناطق الأثرية التي يديرها المتحف كموقع جنوب الظهران العائد لفترة حضارة ديلمون التاريخية. وعن المواقع المهددة، جراء الزحف العمراني يقول: "هناك مواقع عدة بدأ الزحف العمراني يهددها، منها موقع "عين السيح"، ويقع بالقرب من حي العزيزية في الخبر، إذ بدأ الزحف العمراني يهدده في شكل جدي"، مضيفا "في نفس المنطقة يقع موقع "الراكة"، وهو أول موقع اكتشف من قبل مختصي المتحف خارج منطقة القطيف وتاروت"، مشيرا لعمله الشخصي فيه "شخصيا عملت فيه خلال موسمين متتاليين، وهو موقع أثري غني بالآثار التي تعود لقبيل ظهور الإسلام، واكتشفنا فيه منقوشات كتبت بالخط المسند".
وعلى رغم وجود آثار غنية لا تقع على السواحل، إلا أن المنطقة الشرقية تمتاز بكثرة آثارها على السواحل، ويرى الصناع أن حضارات عدة نشأت في المنطقة بسبب التجارة والصيد المعتمد على البحر، و"هذان العاملان أديا إلى نشوء الآثار في منطقتنا"، مضيفا "تعتبر هذه المواقع الأثرية مواقعا استمرت فيها الحياة، إذ استوطن أهلها السواحل قبل الإسلام وصولا لزماننا"، ويتابع "حصل زحف عمراني على بعض المناطق الأثرية التي تتواجد على السواحل وخصوصا في مدينة القطيف وجزيرة تاروت".
من جهة أخرى يقدم مختصو الآثار في متحف الدمام أدلة أحفورية على وجود حيوانات ضخمة قطنت المنطقة قبل ملايين السنين، منها "الماموث" المنقرض، وهو الذي انحدر من سلالته الفيل، إذ وجدت عظام متحجرة ل"الماموث"، ما يدل على وجود ديناصورات في هذه المنطقة، ويبدي علماء آثار سعوديون قلقا بالغا يعيشه تجاه بعض المواقع الأثرية الهامة التي لم تسور حتى اللحظة، والتي يستطيع أي شخص سلب محتوياتها إن التفت لها كما هي الحال في موقع غرب بلدة العوامية (محافظة القطيف) الأثري، والذي تكثر فيه القطع الفخارية التي تعود لعصور زمنية مختلفة. وعلى رغم اندثار بعض الآثار في الشرقية، إلا أن الصناع يؤكد قيام المتحف ب"جولات تفقدية"، ويوضح "نقوم بجولات تفقدية على الآثار التي نديرها، ونرمم الموقع بنفس المواد الخام التي بني بها، وهذا يحتاج وقتا طويلا لإنهاء المهمة"، مضيفا "رممنا قلعة تاروت في فترة سابقة وما زلنا ننتظر ترميم بعض أجزائها".
تعليق