لوحة فان خوخ السعيدة للبيع
تقرير: فيليب سميث
تقرير: فيليب سميث
لوحة ( الطفل والبرتقالة) للفنان الهولندي فينسنت فان خوخ معروضة للبيع في مزاد علني. يريد مالك اللوحة السويسري استخدام عائدات اللوحة في عمل خيري من أجل الأطفال. تعتبر لوحة الطفل والبرتقالة آخر ما رسمه فان خوخ، قبل أسابيع من انتحاره، وستعرض اللوحة للبيع في معرض الفن والتحف القديمة (تيفاف) في مدينة ماسترخت الهولندية في الفترة من 7 إلى 16 مارس.
" ما شغلني بعمق وحماس أكثر بكثير من كل المشتغلين بالرسم هو رسم البروتريهات (الوجوه) ... البورتريه الحديث."
كتب فنسنت فان خوخ هذه الكلمات عن ولعه الجديد في رسالة لأخته فيلمينا يوم 5 يونيه 1890 وكان ذلك في الفترة بين إدخاله إلى مصحة عقلية في جنوب فرنسا، وانتحاره في نهاية يوليو 1890.
انطباع سعيد
في ذلك الوقت، كان فان خوخ قد ترك انطباعا سعيدا جدا لدى شقيقه ثيو وزوجته يو. كانا يعيشان معا مع ابنهما فنسنت الذي ولد في عيد الفصح في باريس، حيث زارهما. خلال سبعين يوما رسم فان خوخ حوالي 80 لوحة. كان يعيش بالقرب من باريس، في قرية اوفيرس سور اوس.
مستلهما ابن أخيه، رسم فان خوخ العديد من وجوه الأطفال، ومنها تلك اللوحة المعروضة هذه الأيام للبيع.
يبلغ إبعاد اللوحة المرسومة على القماش 50 x 50 سنتيمترا (20x20 بوصة). ماذا نرى في لوحة الطفل والبرتقالة ؟ تصف ايما وارد من مركز بيع اللوحات الفنية ديكينسون ذلك:
" إنه رسم بهيج. حيث ترى ولدا صغيرا بشعر أشقر طويل وعينين زرقاوين. يجلس في حقل من الأزهار الصفراء، ويرتدي سترة زرقاء. ويحمل بين يديه برتقالة."
ارتفاع الأسعار
لا تعرض لوحات فان خوخ كل يوم للبيع. منذ سنوات ارتفعت الأسعار حتى وصلت إلى مبالغ طائلة. عشرات الملايين من الدولارات وهو أمر غير مألوف. حيث بلغ السعر المعلن للوحة الطفل والبرتقالة المعروضة في ماسترخت حوالي 30 مليون دولار. وكانت أرملة شقيقه يو فان خوخ عام قد باعت اللوحة 1908، مع أربع لوحات أخرى، بمبلغ 10.000 جيلدر، أي حوالي ( 4500 يورو أو 6400 دولار). وهو جزء صغير من قيمتها المادية اليوم. ولكن المتحدث باسم متحف فان خوخ في أمستردام يقول، بأن المتحف لا ينوي التقدم لشراء اللوحة:
" الحصول على هذه اللوحة ليست من اولوياتنا الآن. نحن مهتمون أكثر بالأعمال التي تنتمي إلى فترات زمنية أخرى."
سبب جيد
المالكون الحاليون للوحة ينحدرون من عائلة السويسري هانلوزر بوهلر الذي اشترى اللوحة عام 1916. وكان قد أسس مع زوجته متحف فيلا فلورا في مدينة فينترتور، والذي ضم أعمال كبار الفنانين أمثال رودن، رينوار، تولوز- لاوترس، ماتيس وأيضا فان خوخ.
لا تعتبر لوحة الطفل والبرتقالة جزء من مجموعة المتحف المذكور. فهي كانت معلقة في بيت المالك، ولكنها كانت تعرض بانتظام في المتاحف، وفقا لخبير متمرس قليل الكلام يقيم في فينترتور. كان المتحف قد قدم رقم هواتفه للراغبين في المزيد من المعلومات. ولم يشأ الرجل القول بأنه أحد مالكي اللوحة، فقط قال أن عوائد اللوحة ستنفق من في عمل خيري للأطفال. ولم يعط مزيدا من المعلومات لأن العائلة لا ترغب في جذب الاهتمام الاعلامي.
أبن النجار
عرف المزيد عن الطفل الذي يظهر في اللوحة، والذي يرجح أن يكون راؤول ليفير، الذي كان يبلغ العامين، وهو أبن النجار فينسنت ليفير، جار فان خوخ، الذي كان قد استأجر غرفة في نزل محلي.
تقول تاجرة اللوحات الفنية ايما وارد:
" إنها لوحة من آخر اللوحات التي رسمها فان خوخ في حياته. يمكنك من خلال اللوحة رؤية أنه كان سعيدا جدا، وكان منهمكا مع الأطفال في الريف، حيث الأطفال أكثر صحة وعافية من الأطفال في المدينة، التي يعيش بها ابن أخيه فنسنت. في رسائله غالبا ما يسأل شقيقه ثيو أن يحضر فنسنت الصغير لرؤيته. كان من الواضح أنه يتمنى كل الخير لابن أخيه."
يمكنك أيضا من خلال وجنتي ابن النجار المتوردتين معرفة أن العيش في المناطق المفتوحة مثل الريف جيد للأطفال، بالإضافة إلى ذلك يمكنك من خلال الألوان البهيجة، وضربات الفرشاة النشيطة والقوية على القماش معرفة أن صحة فينسنت فان خوخ قد تحسنت أيضا بالحياة في قرية اوفيرس. ولكن فجاءة، في نهاية يوليو 1890، أطبق شيء ما بحدة وأطلق فان خوخ النار على صدره. توفي بعد يومين من الحادث. ولكن ايما وارد تقول بأنه لا يوجد دليل على أنه كان مكتئبا:
" الأسابيع الأخيرة من حياته تعتبر من أكثر الأوقات غزارة في عمله وإنتاجه. في هذه اللوحة يمكنك بوضوح أن ترى فان خوخ سعيدا."
تعليق