إذا كنت تملك قطعه من الأرض تريد حمايتها من الأعداء ,,,
ألا تفكر أن تُبني بجسر عظيم حولها؟؟
هذا ما حصل في الصين في عام 221 ميلادي,,,
لقد بني الصينيون أطول سور في العالم كله
و هو واحد من عجائب الدنيا السبعة.
هذا السور العظيم اكتمل بنائه خلال 15 سنه فقط
فهل تحلم أن تسير عليه يوما ما ؟؟
السور العظيم .. رمز الصين
ليس رجلا حقيقيا من لم يزر سور الصين العظيم"، قالها الزعيم الصيني الراحل، ماو تسي تونغ عام 1935.
هذا الشطر من قصيدة السور العظيم جعلت زيارة الحائط الضخم ضرورة.
بعد أن أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في قائمة التراث العالمي عام 1987، ازداد عدد زوار السور العظيم كثيرا،
وتقول الأرقام إنه منذ فتح قطاع بادالينغ من السور للزوار رسميا عام 1954 زاره، إلى الآن، مائة وثلاثون مليونا منهم 14 مليون أجنبي، وزاره حوالي أربعمائة رئيس دولة وشخصية قيادية مثل نيكسون وتاناكا كاكوي وريغان وبوتين ومانديلا. بات السور العظيم مكانا لاستقبال كبار زوار الصين. زاره العديد من نجوم الفن والرياضة ومنهم شوارزنغر وبيليه.
الصين دولة كبيرة من دول شرق آسيا وتعتبر من أقدم دول العالم حضارة، حيث يعود تاريخ حضارة الصين إلى 6000 عام، ولعل أهم آثار الحضارة الصينية القديمة هو سور الصين العظيم وهو أعظم مشروع قديم في العالم، ولشدة ضخامة حجمه فقد رآه رجال الفضاء من القمر، وهو طويل جداً حيث يمتد لمسافة تبلغ حوالي 6700 كم، ويقال إن الطوب المستخدم في بناء السور العظيم يكفي لبناء جدار بارتفاع 5 أمتار وسمك متر واحد يلف حول الكرة الأرضية كلها مرة واحدة
سور الصين العظيم هو أعظم مشروع معماري في تاريخ الحضارة البشرية. ويمتد على الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين (جمهورية الصين الشعبية)، من تشنهوانغتاو على خليج بحر بوهاي (البحر الأصفر) في الشرق إلى منطقة غاوتاي في مقاطعة غانسو في الغرب. تم بناء سور آخر إلى الجنوب، وامتد من منطقة بكين إلى هاندان
البنـــــــــــــــــــــــاء
تم بناء السور من الطين والحجارة، غطي جانبه الشرقي بالطوب. يبلغ عرضه 4.6 متر إلى 9.1 مترا في قاعدته (بمعدل 6 أمتار)، يصبح ضيقا في أعلاه (3.7 م). يتراوح طوله بين 3 و8 أمتار. وضعت ابراج للحراسة يبلغ طولها الإجمالي 12 مترا كل 200 متر تقريبا. تعتبر الجهة الشرقية من السور والتي تمتد على بضعة مئات من الكيلومترات أحسن الأجزاء المحفوظة، بينكما لم تتبقى من الأجزاء الأخرى غير آثار بسيطة.
انتشرت مقولة أن سور الصين هو المعلم الوحيد الذي بناه الإنسان ويمكن معاينته من الفضاء، إلا أن رجل الفضاء الصيني "يانغ لى وى" كذب هذه المقولة، فقد كان الغطاء النباتي الكثيف المحيط بالسور وسمكه لا يسمحان برؤيته. رغم كل الجهود التي بذلها الحكام الصينيون لإنهاء بناءه، لم يقم السور بمهمته المطلوبة في الدفاع عن البلاد ضد هجمات الشعوب البدوية (البرابرة). وحدها الغزوات التي قام بها أباطرة ملوك "تشنغ"، والذين كانوا ينحدرون بدورهم من أحد هذه الشعوب، سمحت للبلاد بالتخلص من هذه التهديدات
تــــــــــــاريخ السور
تم بناء أولى الأجزاء من السور أثناء عهد حكام "تشونكيو-تشانغو" (800-400 ق.م). كان البناء الجديد يسمح لهم بحماية مملكتهم من هجمات الشعوب الشمالية(التركية: من ترك و منغول و تونغوز=منشوريين)، وبالأخص "شييونغنو=هيونغ-نو =الهون"، إحدى القبائل من شعب الهون التركي. قام أحد حكام أسرة "تشين"، وهو "شي هوانغدي" ببناء أغلب أجزاء السور، كان هو أيضا يخشى الحملات التي كانت تشن من قبل قبائل بدوية من السهوب الشمالية.
بعد توحيد الصين من قبل "تشين شي هوانغ" ( 221 ق.م) تسارعت وتيرة بناء السور، انتهت الأعمال سنة 204 ق.م، بعد أن شارك فيها أكثر من 300,000 شخص. واصلت أسرات "هان" (206 ق.م) ثم "سوي" (589-618 م) أعمال البناء. ساهمت أسرة "منغ" (1368-1644 م) في مد السور وتدعيمه، كما تم استبدال الأجزاء التي بنيت بالطين، ببناءات من الطوب. بلغ البناء طوله النهائي (6,700 كلم) وامتد بموازاة الأنهر المجاورة وتشكلت انحناءاته مع تضاريس الجبال والتلال التي يجتازها. و معظم المواد المستخدمة في بناء السور تجلب من الصين نفسها, وأهم المواد الخشب والقرميد والحجارة والتربة، وقد استخدمت الحجارة على الجبال الشاهقة بينما استخدمت التربة في السهول، أما في المناطق الصحراوية فقد بنيت الأسوار بالقصب وأغصان الأشجار المبطنة بالرمال. وسور الصين في الوقت الحالي لم يعد ينفع لصد الهجوم لأن هجوم الأعداء يكون بالطائرات، ولكنه يعتبر أثراً سياحياً يذهب إليه الناس من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بمنظره وتأمل قوة القدماء
أضيف سور الصين العظيم إلى قائمة التراث العالمي التي حددتها اليونسكو عام 1987.ويعتبر مركز التراث العالمي باليونيسكو سور الصين العظيم أكبر مشروع دفاعي في الصين وفي العالم من حيث وقت الإنشاء ومجهود العمل، لا مثيل له، وهو واحد من عجائب الدنيا السبع.
يعتبر السور معجزة في تاريخ العمارة البشري، لم يبق منه إلا أطلال. السور الذي نراه حاليا هو سور أسرة مينغ رئيسيا، ويتكون من قطاعات في المقاطعات الصينية بما فيها السور ببكين: سور بادالينغ وسور جينشانلينغ وسور موتيانيوي وسور سيماتاي وسور قوبيكو الخ؛ وسور هوانغياقوان بمدينة تيانجين وسور شانهايقوان بمقاطعة خبي وسور جيايويقوان بمقاطعة قانسو الخ. الأجنبي الذي يزور الصين قد لا يعرف أي منها أفضل للزيارة. كل سور يلوّح براية "سور الصين العظيم" لاجتذاب الزوار، ولكن الحقيقة أنه من بين الأسوار الموجودة في الصين، قطاع بادالينغ هو الأكثر متانة والأفضل حفظا ويعتبر أفضل مكان لمشاهدة المناظر الجميلة. قطاع بادالينغ عقدة مواصلات للمدن، ويتكون السور من مضيق وسور المدينة ومنصة المدينة وبرج الإنذار. مبني على حافة الجبال ويرتفع ويهبط مع تضاريس الجبال. ينطق قوة واندفاعا مثل تنين ضخم ممتد على قمم الجبال الشامخة. قطاع بادالينغ بني بكثير من الصخر المستطيل الكبير، يبلغ متوسط ارتفاع السور ثمانية أمتار، وسطحه مبلط بعرض ستة أمتار ليكون طريقا يتسع لخمسة خيول تعدو جنبا إلى جنب أو عشرة أشخاص يمشون كتفا بكتف. وبنيت شرفات السور بارتفاع 7ر1 أمتار على الجانب الخارجي لسطح السور، عليها فتحات للمراقبة وفتحات لإطلاق النار. توجد منصة سور المدينة على مسافة من ثلاثمائة إلى خمسمائة متر على السور، شكل المنصة يشبه القلعة الصغيرة ومكونة من طابقين، في الطابق العلوي فتحات للمراقبة وفتحات لإطلاق النار، ويسكن جنود الدفاع عن المدينة في الطابق السفلي وتخزن الحبوب والأجهزة العسكرية فيه أيضا. وفي الأماكن الاستراتيجية الواقعة على خط السور توجد حصون وأبراج الإنذار لنقل المعلومات والأخبار وإصدار الأوامر والتوجيهات عن طريق رفع الدخان من إشعال روث الذئاب. هذه المضايق وأبراج الإنذار تكسر رتابة أسوار المدينة، وتزيدها سحرا فنيا
وتعتبر أبراج الإنذار جزءا هاما من مكونات الدفاع لسور الصين العظيم. إنها مرافق لإرسال ونقل معلومات عسكرية. وفي الحقيقة إن أبراج الإنذار بصفتها أداة لنقل المعلومات كانت موجودة منذ القدم، واستفيدت منذ بداية بناء سور الصين منها بصورة جيدة بل كان يتم إكمالها تدريجيا لتصبح أفضل أسلوب لإرسال ونقل المعلومات العسكرية في العهود القديمة. وكان أسلوب نقل المعلومات هو إطلاق الدخان نهارا وإشعال النار ليلا. إنه أسلوب علمي وسريع لنقل المعلومات إذ يمكن معرفة عدد الأعداء من عدد المواقع التي انطلق منها الدخان أو أشعلت فيها النار. وفي عهد أسرة مينغ الملكية أضيفت أصوات المفرقعات في وقت إطلاق الدخان وإشعال النار لتعزيز فعالية الإنذار، الأمر الذي يمكن من إبلاغ المعلومات العسكرية بدقة إلى أماكن بعيدة ومختلفة في لحظة واحدة. وفي ظل عدم وجود الهواتف والاتصالات اللاسلكية في العهود القديمة، يمكن القول إن هذا الأسلوب لنقل المعلومات العسكرية كان سريعا جدا. ويعتبر تنسيق مواقع أبراج الإنذار أمرا مهما جدا. وتقع كلها في أماكن خطيرة على قمم الجبال، ولا بد أن تتناظر ثلاثة مواقع مع بعضها البعض لتسهيل نقل المعلومات.
يمر سور الصين العظيم بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة، حيث يعبر الجبال والأجرف ويخترق الصحراء ويجتاز المروج ويقطع الأنهار. لذلك إن الهياكل المعمارية للسور مختلفة وغريبة أيضا إذ بني السور في المناطق الصحراوية بمواد مكونة من الأحجار المحلية ونوع خاص من الصفصاف نظرا لشح الصخور والطوب. أما في مناطق هضبة التراب الأصفر شمال غربي الصين، فبني السور بالتراب المدكوك أو الطوب غير المحروق، لكنه متين وقوي لا يقل عن متانة السور المبني بالصخور والآجر. وبني السور في عهد أسرة مينغ الملكية غالبا من الطوب أو الصخور أو بخليط من الطوب والصخور. وتوجد قناة يصرف المياه على قمة السور لأجل صرف مياه الأمطار تلقائيا وحماية السور.
وبالإضافة إلى دوره العسكري، أثر سور الصين العظيم على التنمية الاقتصادية الصينية أيضا. إن اتجاه سور الصين متطابق تقريبا مع الخط الفاصل بين المناخ شبه الرطب والمناخ الجاف في الصين ، وأصبح في الواقع فاصلا بين المناطق الزراعية والمناطق البدوية. وفي قديم الزمان، كانت تقيم في شمال الصين أقليات قومية بدوية، ويعيش أهالي قومية هان في وسط الصين ، ومن أجل حماية الإنتاج الزراعي ومنع نهب القوميات البدوية لمنتجاتهم الزراعية، ظل أهالي قومية هان يبنون السور باستمرار. وبذلك أصبح سور الصين العظيم حاجزا للتطور المستقل للحضارتين المختلفتين.
ومن بين المواقع السياحية على سور الصين العظيم في أنحاء الصين، يعتبر سور با دا لينغ شمال بكين أفضل قطعة محفوظة من سور الصين ، كما هو أحد أفضل المواقع لتسلق السور للسياح الصينيين والأجانب
.
يعتقد الناس أن وظيفة سور الصين العظيم هي الدفاع والإغلاق. بالطبع بناه حكام منطقة السهول الوسطى للدفاع ضد الأعداء. ولكن وفقا لكلام لوه تشه ون، نائب رئيس جمعية سور الصين العظيم الصينية، للسور وظيفة حماية المواصلات والاتصالات التجارية والانفتاح على الخارج. في مرحلة إمبراطور تشينشيهوانغ لأسرة تشين، كان يوجد طريق واسع يربط اثنتي عشرة ولاية واقعة بمحاذاة السور لنقل الوثائق الرسمية، وسيل لا ينقطع من التجار. حتى أسرة هان، فتح الطريق الواسع إلى المناطق الغربية لذهاب وإياب المبعوثين والتجار. وأيضا يعتقد الناس أن سور الصين العظيم، كونه مشروعا دفاعيا، يرتبط بالحروب. ولكن حسب دونغ ياو هوي، الأمين العام لجمعية سور الصين العظيم الصينية، السور رمز للسلام. قال: "إن سور الصين العظيم معلم على طريق السلام البشري. ما كان بناؤه ممكنا بالموارد المادية والأيدي العاملة الضخمة وإنما بنته أمة تحب السلام، ولا تريد الحروب، يمكن أن نقول إن كل طوبة وكل صخرة في السور تنطق بالنوايا السلمية للأمة الصينية."
معالم تحتاج الحماية
يستقبل سور الصين العظيم، بعد إدراجه في قائمة التراث العالمي، الكثير من الزوار. ولك أن تعلم أن أكثر من خمسين ألفا يزورون سور الصين العظيم يوميا في العطلة الطويلة لأول مايو أو أول أكتوبر. زيادة عدد الزائرين يزيد حمل السور، والتخريب يجعل ملامحه تتغير تدريجيا. بعض الزوار يوقعون أسماءهم أو يتركون كلمات على أحجار السور. من أجل حماية سور الصين العظيم والبيئة المحيطة به، عززت الحكومة قوة الدعاية لحماية التراث العالمي، ووضعت ((قانون إدارة وحماية سور الصين العظيم ببكين)) في أغسطس عام 2003، الذي ينص على أن المنطقة القريبة من السور بمسافة خمسمائة متر منطقة حماية مؤقتة محظور فيها البناء، والمنطقة القريبة من السور بمسافة من خمسمائة متر إلى ثلاثة آلاف متر منطقة حماية مؤقتة البناء فيها محدد. وفي هذا القانون نص واضح على وضع قيود صارمة على تصوير الأفلام والبرامج التلفزيونية وإقامة النشاطات الكبيرة في موقع السور. هذا أول مرة تحدد حركة فرق التلفزيون في مواقع التراث العالمي عن طريق التشريع. قبل سنوات صورت شركة ستروين الفرنسية للسيارات إعلانات لها على سور الصين العظيم وكان رد فعل المشاهدين غاضبا حيث أدرك الناس أهمية حماية التراث العالمي.
في السنوات الأخيرة، مع تطور صناعة السياحة، أصبح سور الصين العظيم مقصد زيارة مشهورا يحقق كثيرا من الدخل السياحي. أكثر من عشرة ملايين يزورون سور الصين العظيم سنويا، يبلغ عدد الزوار الذين يأتون بكين لزيارة قطاع السور فيها من خمسة ملايين إلى ستة ملايين نسمة سنويا. يبلغ دخل التذاكر لقطاع بادالينغ أكثر من مائة مليون يوان سنويا. ولكن تخريبه يزداد أيضا. سور الصين العظيم الحالي هو ثلث الأصلي القديم، أما الثلث الثاني فقد أصبح أطلالا، والثلث الأخير اختفى تماما. من أجل حماية ما تبقى من السور، بدأت مدينة بكين مشروع ترميم سور الصين العظيم عام 2004. أعمال الترميم تلتزم بالحفاظ على الشكل الأصلي، والهدف الرئيسي لها معالجة الحالات الطارئة والتقوية والتمتين، وإعطاء أولوية لاستخدام الطوب القديم في أعمال الترميم واستخدام المواد المحلية لمنطقة السور. هذه العملية لها هدف واحد: إبقاء تراث ملك لكل البشر.