أبواب مدينة دمشق
ذكر/ياقوت الحموي/في/معجم البلدان/أن أول حائط وضع في الأرض بعد الطوفان هو حائط دمشق ويصف المؤرخ/حسن البدري/في كتابه/نزهة الإمام في محاسن الشام/بشكل طريف أبواب دمشق القديمة وعلاقتها بالكواكب فيقول: كانت صور الكواكب على هذه الأبواب زحل على باب/كيسان/والشمس على الباب/الشرقي/والزهرة على باب/توما/والقمر على باب/الجنيق/ وعطارد على باب/الفراديس/وصورة المشتري على باب/ الجابية/ أما المريخ فعلى الباب الصغير
لقد كان لسور دمشق سبعة أبواب في العهد الروماني وكانت تزيد وتنقص كلما جدد السور فتسد أبواب وتفتح أبواب أخرى00 أما في الوقت الحالي فقد اختفت بعض الأبواب وحلت مكانها أبنية أو طرق أو أسواق 00وأبواب سور دمشق على مر العصور لم تتجاوز العشرة وهي:
1-باب شرقي: ويقع على الجهة الشرقية من سور المدينة وينتهي عند الشارع الواصل بينه وبين باب الجابية وبني في العهد الروماني أوائل القرن الثالث للميلاد وجدد في عهد الملك العادل/نور الدين بن زنكي/سنة/1163/م كما جدد بناء المئذنة في عهد السلطان العثماني/مراد الثالث/قبل سنة/1582/م ويتألف الباب من ثلاث فتحات أكبرها الفتحة الوسطى وقد سدت هذه الفتحة والفتحة الجنوبية في القرون الوسطى ولم تبق إلا الفتحة الشمالية التي تعلوها صفوف من أحجار السور ومن أهم الأحداث التي وقعت عند هذا الباب دخول/خالد بن الوليد/منه إلى دمشق عند الفتح الإسلامي ودخول/عبد الله بن علي/عندما انتقلت الخلافة إلى العباسيين0
2- باب توما: يقع باب توما في الجهة الشمالية الشرقية من سور المدينة وهو في الأصل باب روماني نسب إلى أحد عظمائهم واسمه/توما/وكانت عنده كنيسة حولت إلى مسجد بعد الفتح العربي لدمشق وترتفع على الباب مئذنة كما توجد عنده باشورة/سوق صغيرة/ذات حوانيت يمكن إغلاقها ليتمكن سكانها من البقاء فيها لدى حدوث الغارات أو إقامة الحصار على المدينة وأعيد بناء باب توما بشكل جديد زمن الملك الناصر داوود سنة/1228/م00أزيل المسجد الذي كان عنده في بداية الاحتلال الفرنسي ويعتبر باب توما نموذجاً من نماذج المنشآت العسكرية الأيوبية التي تقدم صنعها تقدماً مدهشاً في أوائل القرن الثالث عشر الميلادي يعلوه قوس مجزوء وشرفتان بارزتان لها دور عسكري وتزييني معاً وقد رمم هذا الباب وفصل عن السور وينسب باب توما كما أورد/ابن عساكر/إلى كوكب الزهرة/ويروى أن/عمرو بن العاص/نزل عنده إبان الفتح الإسلامي لدمشق0
3-باب الجنيق:أحد الأبواب الشمالية للسور وأطلق عليه اسم باب السلامة لأنه محمي بمجرى نهر بردى وفرعيه العقرباني والدعياني إضافة لصعوبة التضاريس الناتجة عند سفوح جبل قاسيون00 وبني باب الجنيق في العهد الروماني أعاد بناءه/نور الدين بن زنكي/وأنشأ فوقه مئذنة كباقي الأبواب ثم جدد في العام/1243/م ويقع بين باب السلام وباب توما وقد سد منذ عهد بعيد وكانت عنده كنيسة حولت إلى جامع ثم صار بيوتا للسكن فيما بعد ومع ذلك مازالت بعض آثاره على جدار السور ظاهرة للعيان وخاصة القوس الذي كان يعلو الباب ويلاحظ أن عدد أبواب المدينة في الجهة الشمالية أكثر منه في الجهات الأخرى وذلك لعدم توقع هجوم من هذه الجهة0
4-باب السلام:وهو من أجمل الأبواب الإسلامية ويقع إلى الشرق من باب الفراديس على منعطف من السور يجعل اتجاهه نحو الشرق وسمي الباب بالسلام حسب رواية ابن عساكر تفاؤلاً لأنه لا يتهيأ القتال على المدينة من ناحيته لكثر الأشجار والأنهار في الجهة التي يقع فيها وكان الوافدون إلى دمشق يدخلون منه للسلام على الخلفاء الأمويين وقد اختلفت الروايات حول أصله فقال البعض انه من اصل روماني بينما لم يستبعد آخرون أن يكون/نور الدين زنكي/أول من أنشأه سنة/1164/م تم تهدم فجدده الملك الصالح أيوب سنة/1243/م وهو ثاني باب أيوبي أنشئ بعد باب توما ويشبهه بقوسه وكوته وشرفتيه ويمتاز عنه أنه لم يرسم في عهد المماليك ولم يزل في حالة جيدة0
5-باب الفراديس:ويقع على الجهة الشمالية من سور مدينة دمشق وسمي بالفراديس لكثرة البساتين أمامه ويحمل اسم قرية الفراديس ويسمى أيضا باب العمارة لوجوده في حي العمارة وهو روماني الأصل وأعاد إنشاؤه الملك الصالح/عماد الدين اسماعيل/سنة/1241/م وهو موجود حالياً في سوق العمارة تحيط به المحال التجارية من جهته الخارجية والمنازل من جهته الداخلية0
6-باب الفرج:ويقع في الجهة الشمالية للسور أيضا بين العصر ونية والمناخلية ولذلك يسمى احياناً بباب المناخلية كما يسمى ايضاً بباب البوابجية أنشأ هذا الباب الملك/نور الدين زنكي/وسمي باب الفرج لما وجد الناس فيه من الفرج باختصار للمسافة في الدخول والخروج من المدينة جدد الباب في عهد/سيف الدين بن أبي بكر بن أيوب/سنة/689/هجرية وهو باب مزدوج له باشورة0
7- باب النصر:لم يعد باب النصر موجوداً كسابقه وكان يقع على الجهة الغربية للسور جنوب القلعة مباشرة عند سوق الأروام بداية سوق الحميدية حالياً من جهة شارع النصر أنشأه الملك/نور الدين زنكي/ثم هدم ايام الوالي العثماني/محمد رشدي باشا الشرواني/سنة/1863/م0
8-باب الجابية:اختفى هذا الباب في الوقت الحالي ويقع غرب سور المدينة عند نهاية الشارع المستقيم مواجهاً الباب الشرقي في الطرف الثاني من الشارع ومماثلاً له وكان يتألف من ثلاث فتحات أكبرها الوسطى وسمي بهذا الاسم لأنه يؤدي الى قرية الجابية التي تقع في الجولان وأعاد انشاء الباب الملك/نور الدين بن زنكي/سنة/1164/م ثم جدده/ناصر الدين داوود بن عيسى/ومن هذا الباب دخل/أبوعبيدة بن الجراح/دمشق صلحاً عند الفتح الإسلامي لها0
9-باب كيسان:يقع هذا الباب في الجهة الجنوبية من السور في ساحة/حسن الخراط/حالياً عند نهاية شارع ابن عساكر من الشرق وأمامه كنيسة القديس بولس وهو من أبواب السور الروماني قام/نورالدين/بسده ثم أعيد فتحه في عهد المماليك سنة/1363/م على يد الملك الأشرف/ناصر الدين شعبان الثاني/ورمم مجدداً في عهد الانتداب الفرنسي وجاءت تسميته نسبة إلى/كيسان/مولى الخليفة الأموي/معاوية بن أبي سفيان/الذي اعتقه بعد نزوله على هذا الباب خلال الفتح الإسلامي لدمشق سنة/635/م وحالياً اصبح الباب مدخلاً لكنيسة القديس بولس التي أسست عام/1939/م وتذكر المصادر التاريخية ان هذه الكنيسة بنيت في نفس المكان الذي تم فيه إنزال/بولس/بسلة من فوق السور فتمكن من الهرب من بطش الرومان واليهود والوصول إلى أوروبا حيث نشر الديانة المسيحية0
10-الباب الصغير:سمي بالباب الصغير لأنه أصغر أبواب دمشق وأنشئ صغيراً لخطورة الجهة الجنوبية على دمشق فهي مفتوحة ولا توجد أمامها حواجز من الأنهار والأشجار كالجهة الشمالية ويطلق عليه أيضا اسم باب الشاغور وقد جدده الملك/نور الدين/وعليه كتابة بالخط الكوفي تشير إلى أن /نور الدين/رفع حق التسفير عند التجار الذاهبين إلى العراق والعائدين منها وجدد الباب الصغير ثانية في عهد المماليك زمن السلطان/عيسى بن الملك العادل/ومن أهم ما وقع على هذا الباب من أحداث تاريخية نزول/يزيد بن أبي سفيان/عليه عند الفتح الإسلامي لدمشق وكذلك دخل منه الملك المغولي/تيمورلنك/سنة/803/هجري0
أما الأبواب الأخرى فهي أبواب الحارات القديمة كباب سريجة وباب مصلى وبوابة الصالحية وباب زقاق البرغل0
تعليق