زوجة هارون الرشيد..دروس في الكرم
السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد هي نموذج وقدوة لكل إمرة في قصر حكم وفي بيت إمارة ولكل سيدة ذات مال وذات ملك وسلطة وذات حسب ونسب حيث كانت تحفظ القران وتروى الحديث وتعطي المحتاج كما كانت مسارعة في الخيرات .
أن السيدة زبيدة كانت تغزو عاما وتحج عاما مع زوجها وعندما سئلت هل علمك أبوك أم زوجك فقالت " والله إن كان لأبي فضل في الولادة والتربية فان لزوجي فضل في الأخذ بيدي إلى الخير أو بالأخذ على يدي إلى الخير " فهي لا تنكر فضل أبيها ولا فضل زوجها .
أن هذه المرأة الطيبة المباركة كانت نموذج لتحري الأعمال الصالحة حتى تحصل على رضا المولى تبارك وتعالى فكانت تصر على أن تخرج للغزو لتغبر وجهها من التراب في سبيل الله مشيرا إلى أنها كانت مشهورة بالكرم فعندما سرق وكيل أعمالها وضاع المال الذي كان معه أتت به وقالت له أتقر وتعترف أين ضاع المال قال لها أقسم بالله ما سرقته ولا اعلم أين ذهب.
فقالت له والله ما أخونك وانك لدي مؤتمن ولكن لابد أن ترجع هذا المال أو تسجن حتى لا تصبح الأمور فوضى فالقي به في السجن وكان له صاحب اسمه صالح ابن أبي الفيض وكان مشهورا بنخوته وبكرمه ومكانته وعندما علم بقصة صاحبته أخذ معه رجل آخر وذهبا إلى كاتب السيدة زبيدة وقالا له جئنا نتوسط أو نسترحم زبيدة في أمر الوكيل فال لهما سأكتب بالأمر إلى السيدة زبيدة وأرسل إليها وننظر ما تقول فكتب ماحدث فكتبت السيدة زبيدة رضي الله عنها " لا يخرج حتى ياتى بالمال الذي ضاع " فقال الفيض ما فعلنا شيء وأخذ الورقة وكتب تعهد على نفسه بسداد مال الوكيل في ليلة القمر اى 14 من الشهر وأرسل لها الورقة فكتبت " ليس الفيض ابن أبي صالح أكرم مني أطلقوا سراح الوكيل وكاتبوه بمقدار ما ضاع من المال وأعيدوه إلى مكانته " .
انه عندما جاء رجل ليسأل عن بيت السيدة زبيدة فقال له احد الرجال سر في هذا الطريق وعندما تسمع صوتا كدوي النحل سيكون هذا هو قصرها وعندما وصل للقصر سأل الحارس ما هذا الدوي قال هذا بيت زبيدة وعندها ألف أمة تحفظ القران وهذا الدوي من صوت قراءتهن حيث كان القران يحفظ في بيتها كل ثلاث ليالي كما كانت هي نفسها تحفظ القران كما كانت تحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وترويها .
تعليق