اثار حضرموت
عُرفت حضرموت منذ فجر التاريخ نشاطاً عمرانياً يحكي عن وجود مستوطنات عديدة فيها تشكل
مدخلاًا واسعاً لدراسة التاريخ القديم والمعاصر بكل تجلياته وأبعاده ومرتكزاته . وقد توحدت رؤى
كل من زار حضرموت إنها تشكل كنزاً ومتحفاً واسعاً ومفتوحاً وشاهداً على عمق إنساني وعالمي
سيظل محفوراً في ذاكرة البشرية.
وادي دوعن
وتؤكد الآثار التاريخية التي دلت على وجود العديد من الاكتشافات فيها، التي تمت بواسطة الرحالة
والباحثين الأجانب في حضرموت، التي بدأت في عام 1834م عندما زارها الضابط البريطاني
ولستد الذي زار ميناء قنا و حصن الغراب على البحر العربي .
وقد دلت المسوحات الأثرية على أنها قد مرت بعصور وفترات ما قبل التاريخ والتي يعود تاريخها
إلى العصرالحجري والبرونزي، وتتوزع في أماكن متباعدة ومتناثرة ابتداء من الصحراء وانتهاء
بالبحر العربي.. إضافة إلى معالم العصر الإسلامي في مدنها المشهورة بهذا التراث العريق
كسيئون، تريم ، في وادي حضرموت و الشحر، والمكلا في ساحل حضرموت .
شواهد المخطوطات والنقوش الآثرية
توجد في حضرموت العديد من النقوش والخريشات المكتوبة على الصخور والتي يصعب دراستها
وفهمها، إلا أنها تعبر عن أسماء الآلهة والأعلام والمعتقدات و هموم الناس اليومية ،
ابرز الآلهة في حضرموت
- إله الزهرة ( عشر )
- القمر (سين )
- الشمس ( ذات حميم)
وهناك شواهد للعصر الحجري منها نقوش يعود أقدمها إلى مليون عام الباليوليت الأقدم، وأحدثها إلى خمسة آلآف عام النيوليت .
وكذا معالم نقوش العصر البرونزي وهي ذات أشكال ونحوت بشرية على الصخور لأفراد ملتحين يلبسون خناجر.
وكذلك توجد العديد من المعالم التي تنتمي إلى العصر الإسلامي كـاالتحصينات، والمساجد، و القلاع والقباب، و منشآت الري ، و العمائر المنفردة وغيرها .
تاريخ التنقيبات الاثرية في حضرموت
( البعثات الاجنبية )
أسهمت الكثير من البعثات الأجنبية منها الأوروبية على وجه التحديد منذ القدم إلى يومنا هذا، في
إجراء التنقيبات، واشتراك قسم الآثار في حضرموت بـترجمة تقارير هذه البعثات إلى اللغة العربية
ونشاطاتها المتفردة والمتمثلة بحصر ودراسة القرى والمناطق والمواقع التاريخية الأثرية في
عملية التنقيب عن الآثار والشواهد والمعالم في معظم أطراف حضرموت.
ومن اهم البعثات الاجنبية
- بعثة إنجليزية أثرية في عام 1938م بأعمال الحفر والتنقيب في معبد بمستوطنة مذاب بالقرب
من مدينة حريضة بوادي حضرموت وهو معبد لإله القمر الإله سين ، وكذلك دراسة المقابر
الكهفية و قنوات الري المحيطة بالمستوطنة .
- بعثة فرنسيةأثرية عملت بــوادي حضرموتفي الفترة من عام 1978 - 1979م وقامت بأعمال
إستكشافيه واسعة في وادي عدم بدوعن، حيث أجرت أبحاثها على عدد من المعابد في تلك
المنطقة .
- بعثة يمنية - روسية مشتركة في الفترة ( 1983 - 1985 م ) وقامت بأعمال استكشافية في
مستوطنات ( ريبون) بوادي دوعن ، ومستوطنة ميناء ( ميتأ ) على الساحل، وحينها اكتشفت أعداداً
من المعابد والبنايات اللبنية ومنشآت الري والـمقابر المحيطة بمستوطنة ( ريبون) بالاضافة التى
التنقيب في ( كهف القزة ) الواقع بالقرب من ( الهجرين ) والذي وجدت فيه بقايا تعود الى 700000 عام .
- بعثة أثرية أمريكية في عام 1994م بتنقيب أثري في منطقة ( جوجة ) بالقرب من مدينة شبام .
- بعثة فرنسية أخرى في بداية عام 2001م عن نتائج اكتشافات أثرية لـميناء إسلامي يعود للقرن
الـ11 الميلادي بمنطقة شرمة، على ساحل البحر العربي وتوصلت إلى وجود مجموعة من الأكام
والتلال الأثرية الصغيرة إلى جانب سور طوله 49 متراً يُعتقد أنه سور المدينة، وأيضاً جدران
ومحراب لمسجد .
- بعثة كندية التابعة لجامعة ( تورينتو ) في بداية 2001م على آثار لقنوات ري قديمة مهجورة
بمنطقة غيل باوزير تعود للقرن الـ 14 الميلادي .
المستوطنات والآثار التاريخية
من أهم تلك المستوطنات في حضرموت
- مستوطنات وادي دوعن
قرية الهجرين
ومنها بير حمد و قرف البناء و ريبون التى تتميز عن غيرها من
المستوطنات بتطور نظام الري فيها حيث كانت تروي المساحات المزروعة والمحيطة بالمدينة
بمساعدة شبكات الري المعقدة والمرتبطة بقناة رئيسية من مجرى دوعن.
- مستوطنات وادي لكسر
ومنها (صوران) الواقعة في المنطقة المحيطة بقرية عادية بن صيفان
وهذه المستوطنة ذكرت في النقوش السبئية القديمة، وذلك لمكانتها التاريخية بسبب وقوعها على طريق القوافل و ( قشاقش) الواقعة على رأس جبل بالقرب من قرية قارة آل ثابت.
وادي يبعث
- مستوطنة (عقران) التي تقع في منطقة القطن
- مستوطنات (جوجة) القريبة من شبام
- مريمة إلى الشرق من مدينة سيئون
- مستوطنات وادي عدم ومنها سونة ومشقعة الواقعتان بالقرب من قرية الردود.
- مستوطنة ( حبوضة )، التي تقع في مكان يسمى السرير إلى الشمال من سيئون لاتزال تحمل هذا الاسم حتى اليوم.
تعليق