المشاركة الأصلية بواسطة مشعل.
مشاهدة المشاركة
مشكور جدا أخي مشعل على هذه المداخلة وما تحمله من اسئلة معقدة ودقيقة ويحتاج الامر للإجابة عليها أو على الاقل الإجابة على بعض منها ببعض التفصيل لتبسيطها وفهمها .
قد نستطيع تلخيص تأثير السحر على الانسان بحسب ما عندنا من نصوص شرعية وواقع ملموس وهو كما يلي في نقطتين :
اولا : تأثير السحر على شخص أو شخصين : هنا يمكن القول بان تأثير السحر عليه أو عليهما هو خيال أو توهيم زايد تأثيره على بدن الشخص المعمول له هذا السحر من ( قتل وجنون ومرض وغيره وهو تأثير حقيقي على بدن الشخص المعمول عليه هذا السحر )
مثاله سحر ( لبيد اليهودي ) للنبي عليه الصلاة والسلام كما مر ذكره في مداخلة سابقة بان يقتله أو يصيبه بالجنون ولكن النتيجة كانت أن النبي عليه الصلاة والسلام يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله من اتيان نسائه وظل هكذا شهرا الى ان بين الله تعالى له طريقة التخلص من تأثيرهذا السحر ، وفي نفس الوقت بقية من اثاره في بدن النبي عليه الصلاة والسلام بما شعر به ونقل عنه لمدة ستة أشهر كاملة .
أيضا سحر التفريق بين المرء وزوجه هنا هذا السحر معمول لشخصان فهو خيال أو توهيم بما يلقيه الشيطان لهما فتقبح عنده ، ويقبح منظرها فيكرهها وهكذا هي قد يعمل معها الساحر ما يبغض زوجها إليها ولهذا سبب الفرقة ، زائد تأثير على بدن كل منهما وقد يصل الامر الى قتلهما أو مرضهما وغيرها من هذه الامور على حسب عمل الساحر المراد به التأثير على هاذين الزوجين . ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) الآية
وأخير يبقى التأكيد على أن سبب تأثير السحر على بدن الانسان هم الشياطين من الجن كما قال الله تعالى ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) الآية .
أي : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له .
وأيضا قول النبي عليه الصلاة والسلام ففي الصحيحين عن صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت :
[ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعْتَكِفًا فأتَيْتُهُ أزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي ، وكانَ مَسْكَنُهَا في دَارِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسْرَعَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : علَى رِسْلِكُما إنَّهَا صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ فَقالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ قالَ : إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ ، وإنِّي خَشِيتُ أنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُما سُوءًا ، أوْ قالَ : شيئًا ] . متفق عليه
قولها : فقام معي ليقلبني : أي ليرجعني إلى داري ، على رسلكما: عليكم بالأناة ولا تعجلا.
وقوله عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم : أن الله تعالى جعل للشيطان قوة وقدرة على الجري في باطن بدن الانسان مجاري دمه .
وهذا يدل على ان الشياطين لها القدرة على التأثير على بدن الانسان من صرعه ومرضه واحيانا قتله بقدر الله تعالى وتزداد قدرة هذا التأثير بعمل الساحر سحرا يراد به هذه الاشياء وتسليط شيطانا لهذا الغرض . وهو أيضا أمرا ملموس في الواقع وكيف ان الشياطين من الجن لهم القدرة على التأثير في بدن الانسان .
ثانيا : أن كان السحر المعمول يراد به أشخاص من ثلاثة فما أكثر فان تأثيره يكون بالخيال والتوهيم ولا يكون له تأثيرا على ابدانهم بحسب ما عندنا من نصوص : مثاله سحر سحرة فرعون سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز ، بالخيال والتوهيم ، فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى .
أيضا قصة المسيح الدجال وما سيفعله مع ذاك الشاب قوي الايمان بان يقطعه نصفين ثم يعيده وهو في الحقيقة خيال وتوهيم للناس بسحره بانه امات واحياء هذا الشاب ليفتن الناس ويظنوا أنه ربهم كما يزعم ولكنه في الحقيقة لم يقتله وبالتالي لم يحيه .
وعليه اخي الكريم من وجهة نظري كما بينتها سابقا ( ارى أن السحر يكون في أمور خاصة جدا من حيث الاعمال ومن حيث الاشخاص المراد التأثير عليهم وبالتالي لا يمكن ان يمتد تأثيره الى كل البشر فضلا على ان يبقى تأثيره قائما لمدة طويلة ) هذا أن سلمنا أن هناك سحرا لأخفاء الكنوز .
واختم بقول الله تعالى ( وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) الآية
تقبل تحياتي .
تعليق