هو باختصار لظهور الأديان و ما للدين من سلطة روحية فكان لزاما على هذه الفئة ان تندثر
و لكن هناك تمشي موازي للجهل و الرجوع الى هذه الفئاة و ذلك راجع لغياب الدين عند بعض العقول
يعني لا يغرك قول العلم سيحضى يوما بقمع هذه الفئة ، وحده الدين قادر و وحدها النفس السوية

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منكم الصيام والقيام والطاعات

بكل تأكيد سلطان العلم كان السبب الأكبر في تطور البشرية أجمع بعد مشيئة الله وحُط بسببها الكثير من الامور منها العرافة والكهانة ولو رجعنا لأبسط الأمثلة فقد كان العرافين يأتون بخبر السماء قبل الاسلام الى ان حرس الله السماء عند بعث الرسول صلوات الله عليه ، والآن قدر الله لنا ان نعرف حركة الرياح والسحب واين احتمالية هطول الامطار والعواصف وغيرها من خلال تطور العلم وانت قس على ذلك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اولا اخي طه من وجهة نظري ارى ان سبب اندثار الكهان والسحرة يرجع الى سببين اولهما رائسي والسبب الاخر ثانوي .
السبب الاول هو الدين [ الاسلام ] وهو العلم الذي انزله الله تعالى لعباده ليخلصهم من الجهل واظهار الحق الذي بدوره يقضي على اظهار الاشياء على غير حقيقتها وطبيعتها . كما كان السحرة يفعلون بالناس من تخويف وترهيب واستعباد .
وقد كان بعض ملوك الزمن الغابر مستفدين من بعض السحرة لسيطرة على الناس واستعبادهم واظهار لهم الاشياء على غير حقيقتها لانه من المعلوم ان طبيعة معظم البشر يخافون من المجهول لذيهم وما كان سببه مخفي عنهم ويتوجسون منه خيفة ويصبح هنا العقل البشري معدوم أو شبه معدوم وبالتالي يسهل السيطرة عليه واستعباده .

ونضرب هنا مثالا من سنة النبي عليه الصلاة والسلام ففي صحيح مسلم [ عن صهيب بن سنان الرومي رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : كَانَ مَلِكٌ فيِمَنْ كَانَ قبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِك: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابعَثْ إِلَيَّ غُلاَماً أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَماً يعَلِّمُهُ، وَكَانَ في طَريقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلاَمهُ فأَعْجَبهُ، وَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بالرَّاهِب وَقَعَدَ إِلَيْه ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السَّاحِر فَقُلْ: حبَسَنِي أَهْلي، وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحرُ. فَبيْنَمَا هُو عَلَى ذَلِكَ إذْ أتَى عَلَى دابَّةٍ عظِيمَة قدْ حَبَسَت النَّاس فَقَالَ: اليوْمَ أعْلَمُ السَّاحِرُ أفْضَل أم الرَّاهبُ أفْضلَ؟ فأخَذَ حجَراً فقالَ: اللهُمَّ إنْ كَانَ أمْرُ الرَّاهب أحَبَّ إلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فاقتُلْ هَذِهِ الدَّابَّة حتَّى يمْضِيَ النَّاسُ، فرَماها فقتَلَها ومَضى النَّاسُ، فأتَى الرَّاهب فأخبَرهُ. فَقَالَ لهُ الرَّاهبُ: أىْ بُنيَّ أَنْتَ اليوْمَ أفْضلُ منِّي، قدْ بلَغَ مِنْ أمْركَ مَا أَرَى، وإِنَّكَ ستُبْتَلَى، فإنِ ابْتُليتَ فَلاَ تدُلَّ عليَّ، وكانَ الغُلامُ يبْرئُ الأكْمةَ والأبرصَ، ويدَاوي النَّاس مِنْ سائِرِ الأدوَاءِ. فَسَمعَ جلِيسٌ للملِكِ كانَ قدْ عمِىَ، فأتَاهُ بهداياَ كثيرَةٍ فقال : ما هاهُنَا لَكَ أجْمَعُ إنْ أنْتَ شفَيْتني، فَقَالَ إنِّي لا أشفِي أحَداً، إِنَّمَا يشْفِي اللهُ تعَالى، فإنْ آمنْتَ بِاللَّهِ تعَالَى دعوْتُ اللهَ فشَفاكَ، فآمَنَ باللَّه تعَالى فشفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ، فأتَى المَلِكَ فجَلَس إليْهِ كَما كانَ يجْلِسُ فقالَ لَهُ المَلكُ: منْ ردَّ علَيْك بصَرك؟ قَالَ: ربِّي. قَالَ: ولكَ ربٌّ غيْرِي؟، قَالَ: رَبِّي وربُّكَ اللهُ، فأَخَذَهُ فلَمْ يزلْ يُعذِّبُهُ حتَّى دلَّ عَلَى الغُلاَمِ فجئَ بِالغُلاَمِ، فَقَالَ لهُ المَلكُ: أىْ بُنَيَّ قدْ بَلَغَ منْ سِحْرِك مَا تبْرئُ الأكمَهَ والأبرَصَ وتَفْعلُ وَتفْعَلُ فقالَ: إِنَّي لا أشْفي أَحَداً، إنَّما يشْفي الله تَعَالَى ، فأخَذَهُ فَلَمْ يزَلْ يعذِّبُهُ حتَّى دلَّ عَلَى الرَّاهبِ، فجِئ بالرَّاهِبِ فَقيلَ لَهُ: ارجَعْ عنْ دِينكَ، فأبَى، فدَعا بالمنْشَار فوُضِع المنْشَارُ في مفْرقِ رأْسِهِ، فشقَّهُ حتَّى وقَعَ شقَّاهُ، ثُمَّ جيء بجَلِيسِ المَلكِ فقِيلَ لَهُ: ارجِعْ عنْ دينِكَ فأبَى، فوُضِعَ المنْشَارُ في مفْرِقِ رَأسِهِ، فشقَّهُ به حتَّى وقَع شقَّاهُ، ثُمَّ جيء بالغُلامِ فقِيل لَهُ : ارجِعْ عنْ دينِكَ، فأبَى، فدَفعَهُ إِلَى نَفَرٍ منْ أصْحابِهِ فَقَالَ: اذهبُوا بِهِ إِلَى جبَلِ كَذَا وكذَا فاصعدُوا بِهِ الجبلَ، فإذَا بلغتُمْ ذروتهُ فإنْ رجعَ عنْ دينِهِ وإِلاَّ فاطرَحوهُ فذهبُوا بِهِ فصعدُوا بهِ الجَبَل فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكفنِيهمْ بمَا شئْت ، فرجَف بِهمُ الجَبَلُ فسَقطُوا، وجَاءَ يمْشي إِلَى المَلِكِ، فقالَ لَهُ المَلكُ: مَا فَعَلَ أَصحَابكَ؟ فقالَ: كفانيهِمُ الله تعالَى ، فدفعَهُ إِلَى نَفَرَ منْ أصْحَابِهِ فَقَالَ: اذهبُوا بِهِ فاحملُوه في قُرقُور وَتَوسَّطُوا بِهِ البحْرَ، فإنْ رَجَعَ عنْ دينِهِ وإلاَّ فَاقْذفُوهُ، فذَهبُوا بِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكفنِيهمْ بمَا شِئْت، فانكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفينةُ فغرِقوا، وجَاءَ يمْشِي إِلَى المَلِك. فقالَ لَهُ الملِكُ: مَا فَعَلَ أَصحَابكَ؟ فَقَالَ: كفانِيهمُ الله تعالَى. فقالَ للمَلِكِ إنَّك لسْتَ بقَاتِلِي حتَّى تفْعلَ مَا آمُركَ بِهِ. قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ : تجْمَعُ النَّاس في صَعيدٍ واحدٍ، وتصلُبُني عَلَى جذْعٍ، ثُمَّ خُذ سهْماً مِنْ كنَانتِي، ثُمَّ ضعِ السَّهْمِ في كَبدِ القَوْسِ ثُمَّ قُل: بسْمِ اللَّهِ ربِّ الغُلاَمِ ثُمَّ ارمِنِي، فإنَّكَ إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتنِي. فجَمَع النَّاس في صَعيدٍ واحِدٍ، وصلَبَهُ عَلَى جذْعٍ، ثُمَّ أَخَذَ سهْماً منْ كنَانَتِهِ، ثُمَّ وضَعَ السَّهمَ في كبِدِ القَوْسِ، ثُمَّ قَالَ: بِسْم اللَّهِ رَبِّ الغُلامِ، ثُمَّ رمَاهُ فَوقَعَ السَّهمُ في صُدْغِهِ، فَوضَعَ يدَهُ في صُدْغِهِ فمَاتَ. فقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الغُلاَمِ ، فَأُتِىَ المَلكُ فَقِيلُ لَهُ : أَرَأَيْت مَا كُنْت تحْذَر قَدْ وَاللَّه نَزَلَ بِك حَذرُكَ. قدْ آمنَ النَّاسُ. فأَمَرَ بِالأخدُودِ بأفْوَاهِ السِّكك فخُدَّتَ وَأضْرِمَ فِيها النيرانُ وقالَ: مَنْ لَمْ يرْجَعْ عنْ دينِهِ فأقْحمُوهُ فِيهَا أوْ قيلَ لَهُ : اقْتَحمْ، ففعَلُوا حتَّى جَاءتِ امرَأَةٌ ومعَهَا صَبِيٌّ لهَا، فَتقَاعَسَت أنْ تَقعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الغُلاَمُ: يَا أمَّاهْ اصبِرِي فَإِنَّكَ عَلَي الحَقِّ ]

روَاهُ مُسْلَمٌ في صحيحه تحت رقم 3005 ، وهي قصة اصحاب الاخدود المذكوة في كتاب الله تعالى .

وهذه قصة هذا الملك الجائر الخبيث فيمن قبلنا كان عنده ساحر يخبره ببعض المغيبات التي يسترقها من الشياطين التي تسترق السمع ويخدمها في هذه الأشياء التي يلبس بها على الناس واستعبادهم بها ، فلما كبر هذا الساحر في السن وقرب أجله ، قال للملك : أريد شابًا أعلمه حتى يحل محلي إذا مت. يعلمه السحر، فجيء له بهذا الشاب ليعلمه ، فكان الشاب يأتي إليه وفي طريقه راهب عابد من العباد [ أي مؤمن عالما بالله عابدا له ]، فمر عليه يستمع له فأرشده الراهب إلى أن ربه الله ، وأن هذا الملك وهذا الساحر كلاهما ضال كافر، وأن ربه هو الله وحده فعلمه ، وقال له الراهب : إذا قال لك الساحر لماذا تأخرت ؟ فقل : أخرني أهلي، وإذا قال لك أهلك : لما تأخرت ؟ فقل : أخرني الساحر، فلم يزل هكذا في طريقه الساحر يمر على الراهب ، ويتعبد حتى جرى ما جرى لبعض جلساء الملك إنسان أصيب في عينيه فستدل على الشاب فنفث عليه فأبرأه الله ، وكان الله جل وعلا قد نفع به ويبرئ الأكمة والأبرص ويشفي المريض من أمراض كثيرة بسبب ما تعلم من الراهب ، ويقول للناس : إني لا أشفي إنما يشفي الله ، إنما أنا أقرأ أتسبب والشافي هو الله سبحانه وتعالى، فلم يزل هذا دأبه حتى جرى ما جرى لجليس الملك وعالجه الشاب ورد الله عليه عينيه وبصره . فلما جلس عند الملك سأله : من رد عليك بصرك ، قال : الله ، فقال : وهل لك رب غيري ؟ قال : نعم ، ربي وربك الله فلم يزل به يعذبه حتى دل على الغلام ، فلما جيء بالغلام عذب حتى دل على الراهب ، ثم جاء بالراهب فأمر الملك بنشر جليسه بالمنشار، وهكذا الراهب إن لم يرجعا عن دينهما وقتلهما، وقال للغلام : ارجع عن دينك فأبى أن يرجع عن دينه ، فأمر أن يذهب به إلى جبل فيلقى من رأسه إذا لم يرجع ، فرجف الجبل بأصحابه فسقطوا وسلم هو، وجاء إلى الملك وخبره ، فأمر أن يذهبوا به في قرقور (سفينة صغيرة) إلى البحر فإن رجع وإلا يلقوه في البحر، فانكفأت به السفينة ؛ لأنه قال: اللهم اكفنيهم بما شئت فكفاه الله شرهم ، وكان قصد الغلام أن يظهر الدعوة بين الناس، فقال له : إنك لن تستطيع قتلي ، حتى تجمع الناس في صعيد وتأخذ سهمًا من كنانتي ، ثم تصلبني وترميني بالسهم ، وتقول : بسم الله رب الغلام ؛ حتى يسمع الناس ؛ فإذا سمعوا حصل المقصود ، هذا مقصود الغلام حتى يؤمنوا بالله وحده. فلما فعل ذلك وقال : بسم الله رب الغلام وأصابه ، قال الناس : آمنا برب الغلام فوقع ما خافه الملك وجنوده ، ودخل الناس في دين الله وآمنوا برب الغلام ، وأمر هذا الملك الظالم بخد الأخاديد في الأرض وأوقد فيها النيران ، وأمر من لم يرجع عن دينه يلقى فيها كما قال الله في قصته وأمثاله : قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ ( 4 ) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ [البروج:4-5].
والمقصود من هذا أن الواجب الصبر حتى جاءت امرأة ومعها صبي فقيل لها : إما أن ترجعي ، وإما ان تلقي في هذه الأخدود ، فكأنها تكأكأت وتوقفت فقال لها ولدها : اصبري ، فإنك على الحق .

وكان من الضروري هنا من هذه المقدمة الطويلة لمعرفة الاخبار الصحيحة لذلك الزمن الغابر ومن هنا يتبين شدة التلبيس على الناس من الملوك الظلمة وبمساعدة السحرة والكهنة حتى اصبح الناس لا يفرقون بين سحر السحرة وبين معجزة النبي أو الرسول المبعوث من الله تعالى ولهذا تجد في اكثر قصص الانبياء عليهم الصلاة والسلام رمي الناس لهم بالسحر والكهانة .
قال الله تعالى في كتابه العزيز [ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ] (102) سورة البقرة

وهنا براءة من الله تعالى للنبي سليمان عليه الصلاة والسلام بانه نبي الله تعالى ولم يكن ساحرا وبالتالي لم يكون كافرا كما قالت الشياطين لليهود بان سليمان عليه السلام قبل موته كان ساحرا ولهذا كان حاكما مدة حياته ، وهذا هو السحر الذي كان سليمان عليه السلام يعمل به ، وعلمت الشياطين الناس السحر وادخلوه في دين الله تعالى .
و أمر الله تعالى الملكين [ هاروت وماروت ] ببابل وهي بلدة معرفة في العراق ان يعلمان الناس السحر حتى يفرقوا بين سحر الساحر وبين معجزة النبي وأيضا ليتخلصوا من ظلم الملوك الكافرين المستعينين بالسحرة في استعباد الناس .
فلما تبين ذلك للناس كان من السهل عليهم ان يفهموا ان السحر ليس شيء خارقا ويستطيع اي انسان ان يعمل به وهو في الحقيقة اظهار الشيء على غير حقيقته هذا هو السحر بكل بساطة الذي تخافون منه وكنتم به مستعبدون .
وما يعلمان هاذين الملكين الكريمين من احدا من الناس الا يقولا له ان العمل بالسحر كفرا ، أي ان الله تعالى امرنا ان نعلمك السحر حتى تعلم حقيقته فقط هذه هي حكمة الله تعالى ، ولكن احذر من العمل به حتى لا تكفر .
وبين الله تعالى حال اكثر الناس في اخر الاية الكريمة كيف انهم عملوا بهذا السحر وفرقوا به بين المرء وزوجه .
ولم يبالوا بتحذير هاذين الملكين لهم بانه كفرا وان الحكمة من تعلم السحر هو فقط لتعلموا ايها الناس حقيقة السحر والكهانة وانها امرا تافه وتتحرر عقولكم من هذه الخزعبلات .

وهنا قد يظهر إشكالا كيف يأمر الله تعالى بتعلم السحر وهو كفرا ؟
والجواب يكون ان أمر الله تعالى يجب طاعته وهو فعالا لما يريد سبحانه وتعالى وكلنا مثلا يعلم بان السجود لغير الله تعالى كفرا او شركا . أليس كذلك ؟ وها هو الله يأمر الملائكة وابليس بالسجود لآدم عليه السلام فسجدوا الملائكة اجمعين الا ابليس لم يكن من الساجدين .
فماذا كان حال ابليس بعد رفضه السجود لآدم عليه السلام ؟
كان فاسقا كافرا عاصيا لأمر الله تعالى ، رغم ان السجود لغير الله تعالى كفرا .
وبالتالي لا أشكالا في ان الله تعالى يأمر الملكين في تعليم الناس السحر لغاية أو حكمة يريدها سبحانه وتعالى وهي اقل في الاثم من السجود لغير الله سبحانه وتعالى .

والخلاصة ان السبب الرائسي في اندثار السحر والكهانة أو بمعنى اصح قل شأنهم هو دين الله تعالى وهو المرجعية الاولى للبشرية .
أما السبب الثاني هو التطور العلمي لانه ببساطة يحمل في طياته المسببة له حسابات ومعادلات منطقية يقبلها العقل البشري بكل سهولة وهذه الفطرة السليمة لكل عقول البشر مهم كان دينهم او معتقدهم .
بينما السحر فان اسبابه تكون خفية ومجهولة وغير منطقية لعقول البشر المتسلحة بالتطور العلمي لهذا اهملهم المجتمع واصبح شيء يدعو الى السخرية .

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته....
هذه الكنايات أخي العزيز طه لم يطلقها أصحابها على أنفسهم، بل في غالب الاحيان نجد أن المجتمع هو الذي أطلق عليهم مثل هذه المسميات...
لكن هذه الفئة مما لا شك فيه كما تفضلت، كانت لهم مكانة رفيعة جدا خصوصا لدى الطبقات الحاكمة... بل كانت لهم الكلمة الاخيرة في كثير من الامور السياسية الحساسة مثل تسيير الدولة أو نظام الحكم... أو في أمور أخرى اقتصادية أو إجتماعية جمة...
هل فعلا أن الاسلام والتطور العلمي أنهيا حقبة هذه الفئة أم أن انها تطورت هي الاخرى (هذه الفئة) ولم تعد ترتدي ثياب رثة بالية؟؟؟ تحت مسميات جديدة أطلقها دوما المجتمع عليهم؟ مثل المساونية أو عبدة الشياطين؟؟؟ إلخ.... ومازالت تحكم العالم؟ بطريقة أو بأخرى؟
طبعا أنا لا أريد أن أتطرق إلى الجانب العقائدي لكن مما لا شك فيه أن هذه الفئة لها معتقدات وطقوس أوشعائر خاصة بها.... إن وجدت فعلا فهي حتما تتخفى وراء الستار حتى باتت غير معروفة ويشك أنها اندثرت أو زالت...
أتمنى أن تشرح أكثر...
موفق...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بارك الله فيك أخي طه أبو الطيب وتحياتي لجميع الاعضاء .
هنا عندي ملاحظة بسيطة على انقطاع استراق السمع للشياطين بالكلية صحيح أنه أصبح من الصعب جدا على الشياطين أستراق السمع بعد بعث النبي علية الصلاة والسلام ولكن ليس مستحيلا أو ممنوعا بالكلية ولو تأملنا قول الله تعالى [ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) سورة الصافات

أولا : المارد من الجن هو من يستطيع أستراق السمع وليس كل الجن .
ثانيا : الشاهد من هذه الآيات الكريمات في أن أستراق السمع من الشياطين لم يمنعه الله تعالى بالكلية ( الا وقت بداية الوحي ونهايته بموت النبي عليه الصلاة والسلام ) بل جعله الله تعالى أمرا صعبا جدا هو الاستثناء في أخر الآيات وهو قوله تعالى [ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ] فهنا لو ارد الله تعالى ان يمنع أستراق السمع بالكلية لمنع سبحانه وتعالى الشياطين من أستراق السمع قبل خطف الخطفة أي السمع المسموع ثم بعد ذلك يتبعه شهاب ثاقب ، وهذا يدل على أن هذا الشهاب لا يقتل المارد من الشياطين بل يجرح ويحرق ويخبل ولا يقتل كما روي عن أبن عباس رضي الله عنه ذلك في كتاب تفسير فتح القدير للشوكاني رحمه الله تعالى وقال اخرجه أبن جرير و أبن المنذر . ولهذا فان أمر استراق السمع من الشياطين متكرر ولم يتوقفوا عنه وهذا يزيد تأكيدا على ان الشهب لا تقتلهم دائما والله اعلم .
ويؤكد هذا المعني ما أخرجه مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبن عباس قال [ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِن أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِنَ الأنْصَارِ، أنَّهُمْ بيْنَما هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رُمِيَ بنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولونَ في الجَاهِلِيَّةِ ، إذَا رُمِيَ بمِثْلِ هذا ؟ قالوا : اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : فإنَّهَا لا يُرْمَى بهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ ، إذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرْشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هذِه السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ قالَ : الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ العَرْشِ لِحَمَلَةِ العَرْشِ: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ ؟ فيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قالَ: قالَ فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَوَاتِ بَعْضًا ، حتَّى يَبْلُغَ الخَبَرُ هذِه السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الجِنُّ السَّمْعَ فَيَقْذِفُونَ إلى أَوْلِيَائِهِمْ ، وَيُرْمَوْنَ به ، فَما جَاؤُوا به علَى وَجْهِهِ فَهو حَقٌّ ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فيه وَيَزِيدُونَ ] رواه مسلم تحت رقم 2229

وهنا بيان فائدة علم الوحي لمعرفة الحق ونفي الخرافة والمعتقدات الباطلة والرجم بالغيب كما كان ظنهم في الجاهلية بان الشهب والنجوم والكواكب تكون سببا في حياة وموت رجل عظيم أو ما شابهه من هذه الخرفات والمعتقدات الفاسدة ، وان هذه العلامات الكونية لا علاقة لها بأمور الناس من حياة وموت ورزقا وعذابا وكنوزا ....الخ كما كانوا يتوهمون بما القته الشياطين عليهم بالكذب والخداع .

وقوله عليه الصلاة والسلام ( ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) أي أهل السماء السابعة من الملائكة ، وهكذا يسبح بالتتالي كل أهل السماوات إلى أن يسبح أهل السماء الدنيا ، ثم يقول أهل السماء السابعة إلى من فوقهم أي ملائكة حملة العرش ماذا قال ربكم ؟ فيخبرونهم بالأمور التي قضاها الله تعالى حتى يبلغ الخبر إلى أهل السماء الدنيا ، فحينها تتخطف مردة الجن السمع فتلقيه الى من تحتهم من الجن بعضهم تحت بعض إلى أن يقذفونه إلى أوليائهم [ الى الكهان من البشر ] ويرمون به أي الشياطين يرمون بالشهب عندما يسترقون السمع فما جاؤوا به على وجهه فهو حق أي لو وصل للكهان الخبر بدقة و استطاعوا ان يوصل الخبر بعضهم الى بعض قبل الرمي بالشهب والاحتراق للمصدر الذي استرق السمع وهو أمرا نادرا جدا الحدوث والا فمن الصعب جدا على مسترق السمع ان يسمع الخبر كاملا وبدقة لانه منع من مقعده الذي كان يسرق فيه السمع فيما مضى وزيادة على هذا من ينقل الخبر عن مسترق السمع من الجن الذين تحتهم حتى يصل الى الكاهن وهم يقرفون فيه ويزيدون وفي رواية ( يقذفون فيه ويزيدون ) أي يخلطون فيه الكذب ويزيدون وهذا الغالب ، زيادة على كذب الكاهن نفسه أيضا ، فاكثره كذبا ومختلط ونسبة الصدق في خبرهم 1 في المائة و99 في المائة كذب كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث .
ولكن لا يخلو الامر احيانا من وجود خبرا واحدا صحيحا والباقي كذبا أو لا يسرقونه كاملا ودقيقا مثل سؤال النبي عليه الصلاة والسلام لأبن صياد أو صائد عن الخبئة التى خبأ
ها له النبي عليه الصلاة والسلام وهي سورة الدخان وكان هذا من امر الغيب فالقوا الشياطين على ابن صياد واسمه صافي من يهود المدينة وكان كاهن فقال ( الدخ ) أي جاء الخبر ناقصا من الشياطين ولم تصله الكلمة كاملة ، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اخسأ فلن تعدو قدرك أي مهما بلغ أمرك انت ومن معك فلن تعدو قدركم

وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال [ إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ ، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالوا : ماذا قالَ رَبُّكُمْ ؟ قالُوا لِلَّذِي قالَ: الحَقَّ، وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ، فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُ السَّمْعِ ، ومُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - ووَصَفَ سُفْيانُ بكَفِّهِ فَحَرَفَها ، وبَدَّدَ بيْنَ أصابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فيُلْقِيها إلى مَن تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيها الآخَرُ إلى مَن تَحْتَهُ، حتَّى يُلْقِيَها علَى لِسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ ، فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ معها مِئَةَ كَذْبَةٍ، فيُقالُ: أليسَ قدْ قالَ لنا يَومَ كَذا وكَذا: كَذا وكَذا، فيُصَدَّقُ بتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ ] رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه تحت رقم 4800

وقوله ( بدد بين اصابعه أي فرق بين اصابعه وحرف كفه الايمن أي ميل كفه ليصف كيف هو حال ناقلوا الخبر عن مسترق السمع الاول وهو المصدر وكيف أن بعضهم فوق بعض ) .
وقوله ( أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا : كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء ) أي الناس في الارض بعد ان يخبرهم الكاهن بالاخبار ويكون هناك خبرا واحدا صحيحا مما اخبر به هذا الكاهن ، فيقولوا الناس ها هنا ان هذا الكاهن صادق في اخباره وهو قد يصدق في اخباره بنسبة 1 % فقط وينسون 99 % من اخباره الكاذبة .

والخلاصة في امور الكهانة قلت جدا جدا عما كانت عليه قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان للشياطين مقاعد للسمع وبعد ان ملئت السماء بحرسا شديدا وشهب وصف الله تعالى حال مسترق السمع بانه ( يخطف الخطفة ) وهذا في الواقع تعبيرا جميل جدا إذ ان مسترق السمع قد يخطف ربع او نصف كلمة فقط كما حدث مع ابن صياد ، ويمكن حصر قلتها في كمها و محدودية فترة وقوع هذه الاخبار .
اما الكم فهو عدد الاخبار التي ياتي بها مسترق السمع وقد ياتي بنصف كلمة فقط .
وأما فترة وقوعها ففي صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها انها سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول :
[ إن الملائكة تنزل في العنان ـ وهو السحاب ـ فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ] .
وهذا يفيد قرب وقوع هذا الخبر في الارض إذ انهم يخطفون الخطفة في العنان أي السحاب وهذا يعتبر في ادنى مستويات علو السماء الدنيا واخر من يعلمون بقضاء الله تعالى قبل وقوعه الى الارض .

اما بالنسبة لسؤالك اخي العزيز طه :

[ هل أن المنظور و سحر الكنوز للحضارات التي سبقت الرسالة المحمدية أي قبل حراسة السماء ممكنة استنادا لما تقدم ]

ارى انه سؤال مركب ومعقد ودقيقا ويجب علينا تبسيطه اكثر .
اولا : من المعلوم ان الكهانة هي الاخبار المتعلقة بالمغيبات التي ستحدث في الارض بما قدره الله تعالى في علم الغيب عنده اما السحر فهو عمل حقيقي يقوم به الساحر لقضاء مصلحة ما تخصه أو تخص غيره مثل النفث في العقد او العزائم كما يسمونها وبعض الاعشاب وغيرها من هذه الامور التي تمكن الساحر من تفعيل تأثير هذا السحر على شيء معين خاص به دون تأثيره على غيره .
والسحر في مفهومه العام هو اظهار الاشياء على غير حقيقتها أو طبيعتها مثل ما حدث مع النبي عليه الصلاة والسلام عندما سحره لبيد ابن الاعصم اليهودي في مشط ( آلة تسريح الشعر ) ومشاقة وفي رواية مشاطة ( وهو ما سقط من الشعر )و وجف طلعة ذكر ( وهو وجف طلع نخلة ذكر أي الغشاء الذي يكون على الطلع ، ويطلق على الذكر والأنثى من شجر النخيل , فلهذا قيده بالذَّكَر .
هذا هو عمل الساحر الحقيقي لنبي الله عليه الصلاة والسلام فماذا كان تأثيره على النبي عليه الصلاة والسلام ؟
كان يخيل اليه عليه الصلاة والسلام انه يفعل الشيء وما يفعله من اتيان نسائه وظل هكذا شهرا الى ان بين الله تعالى له طريقة التخلص من تأثير هذا السحر . برغم من ان اليهود طلبوا من هذا الساحر ( لبيد ) ان يقوم بقتل النبي عليه الصلاة والسلام بسحره أو جنونه ، فلم يستطع فعل هاذين الامرين وقصارى جهده هو التأثير بالخيال كما سبق ذكره .
وأيضا قصة سحرة فرعون انهم سحروا اعين الناس باظهار الاشياء على غير حقيقتها والامثلة كثيرة ونكتفي بهذا القدر .
والخلاصة ان الكهانة والسحر والعرافة كلها اعمال شيطانية وبالتالي فان الساحر هو كاهن وعراف وغير ذلك من هذه المسميات ولكن لكل اسم معنى يختلف عن غيره والاصل واحد .

وعليه فاني بصراحة لم اجد رابط بين سحر الكنوز ( هذا ان كان حقيقة ) وبين من يسترق السمع لمعرفة المغيبات التى ستحدث في الارض واستعماله في اخفاء الكنوز . فلو كان عندك اخي ما يفيدنا في هذه النقطة أو عند احد الاعضاء فليتفضل مشكورا حتى تعم الفائدة

إذا يبقى عندنا هنا السحر بمفهوم معناه كأسم والسؤال هنا هل هناك سحر معين يمكن ان يعمله الساحر لأخفاء الكنوز ؟
أو بمعنى اصح هل السحر يمكن ان يعمل به الساحر كل شيء ؟
لو سلمنا جدلا بان الساحر يمكن ان يعمل سحرا لأخفاء الكنوز فهل هذا السحر يمكن ان يصل تأثيره الى كل البشر ؟
أيضا هل يبقى تأثيره قائما لمدة طويلة قد تصل الى الاف السنين كما نسمع ؟
من وجهة نظري المتواضعة ارى ان السحر يكون في امور خاصة جدا من حيث الاعمال ومن حيث الاشخاص المراد التأثير عليهم
وبالتالي لا يمكن ان يمتد تأثيره الى كل البشر فضلا على ان يبقى تأثيره قائما لمدة طويلة .

واخيرا تبقى ملاحظة اخيرة وهي أن الشياطين تعلم بخروج الدجال الاكبر في اخر الزمان وأن هذا الدجال سيستخرج الكنوز من الخرب وقد يعمد الشياطين الى حراسة هذه الكنوز ليستخرجها هذا الدجال في اخر الزمان ولكن حتى ان حدث هذا فانه محدود جدا لان الشياطين لا تعلم الغيب إذا هم لا علم لهم بكل الكنوز المدفونة قد يعلمون بجزء بسيط بامر هذه الكنوز وسيخفى عنهم الكثير .
أيضا امكانية فعالية حراسة الشياطين للكنوز بدافع شخصي وليس بسبب خارجي كالسحر مثلا تكون محدودة جدا لانه من المعلوم مثلا ان رفع الاذن للصلاة تتصاغر فيه الشياطين حتى تصبح كالذباب وهنا على سبيل المثال لا الحصر .
وربما هذا ما يفسر اخبار بعض الناس عن وجود رصد أو سحر أو جن في مكان ما قد يحمل كنوزا . والله تعالى اعلم .

نعم اخي طه الدليل على انقطاع استراق السمع في وقت النبي عليه الصلاة والسلام وهنا اقصد الذكر أي الوحي منعوا منه تماما الا ما جاء في قصة ابن صياد وسرقة نص كلمة فقط وهذا لحكمة ارادها الله تعالى .
قال تعالى [ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ]
تقبل تحياتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتقد ان النقاش هنا أخذ مساره وتم حصر النقاط التي يدور حولها الموضوع

بما ان الجميع هنا متفق على حقيقة وجود السحر ونحن كمسلمون نؤمن بوجوده وهذا لانختلف فيه ولكن الأمر الشائك هو السؤال التالي :-
ماهي امكانيات السحرة او السحر بشكل عام

قد سمعنا ان هناك من مات بسبب رصد او جن جنونه او اصيب بلبس وما الى ذلك ولكن هل هذا صحيح ام ان الامر مجرد تخيلات واخفاء للحقائق مثل الدفائن وحتى هذا هل هو صحيح أي هل يمكن للسحر ان يخفي الكنوز ؟
واذا كان غير ذلك فما هو عمل السحر فيما يخص الكنوز تحديداً ؟

أخي الكريم مشعل، إذا أردنا أن نتناقش في هذا الموضوع فعلينا أن نفهم لبه وما هو مدلوله....؟؟؟؟
ما هو السحر؟ لاا احد من العامة يعلم لانه أولا علم وثانيا متستر عنه.... (طبعا كما وضحت سابقا انا لا اتكلم من الجانب الشرعي)
هل كانت الطبقة الحاكمة غبية لكي تثق في (السحرة)؟ وتقربهم إليها؟ دون حجة وبيان؟
ما هو مدى تأثير هذه الطبقة على جل الحضارات؟ ولماذا تواجدت في كلها؟
وبما أننا نتجدث هنا عن الدفائن فما هو الرصد؟ وهل حقا له علاقة بالجني والعفريت؟
ماهو المنظور ولما سمي مغر المياه الزرقاء..... (ما هي المياه الزرقاء؟ أو كما كان يطلق عليها قديما الماء الملكي، هل هي حقيقة أم خيال؟؟؟)
ولماذا نسمع قصصا تفوق الخيال أحيانا في كثير من الدفائن؟ وخصوصا المنظور؟ لو لم تكن من أفواه أناس ثقاة لاستثنينا أو تجاهلنا أغلبها...
أعلم جيدا أن هناك أسرارا عظيمة جدا على كل ما سبق وأن هناك حضارات عديدة اندثرت حملت معها إزدهارا علميا لم نصل له حتى يومنا هذا، ولم يبق منها إلا غبار فقط...يشهد على هذا الكلام...
لو قلت لك أن هناك كتاب حجري (صفحاته حجرية) إن وضعته في الظل يظهر لك نص وإن وضعته في الشمس ظهر لك نص آخر مختلف تماما عن الاول؟؟؟؟
أستطيع أن أذكر لك أمثلة عديدة لا يتقبلها العقل لكنها حقيقة ولا استطيع أن أنكرها خصوصا إن كانت بين يديك وأعلم جيدا أن من صنعها أو ابتكرها هم هؤلاء الذين سماهم المجتمع سحرة أو كهنة إلخ....
وهم ليسوا محموعة أو فئة جديدة كما تفضل الاخ طه، هم نفسهم لم يتغيروا ألا بالاسماء ولقد شرحت عنهم فيما سبق وأعلم أنهم بيننا وعلمهم متوارث....
دمت بود...