بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وكل عام والجميع بالف خير يارب
في البدايه ساحكي لكم روايه
في يوم من الأيام..
دخلت أحد المبان قاصدا أحد الطوابق العليا.. فاستدعيت الأسانسير ( المصعد )
و وقفت في انتظاره.. و بعد قليل جاء شخص آخر يريد الأسانسير..
لاحظ معي ماذا فعل :حياني في أدب ثم ضغط زر استدعاء الأسانسير
و وقف إلى جواري ينتظر..
هل لاحظت شيئا غريبا ؟
لقد رآني و أنا واقف في انتظار الأسانسير.. و على الرغم من ذلك ضغط زر استدعاء
المصعد !
أمال أنا واقف باعمل إيه يعني ؟ لا أتأمل جمال المصعد طبعا لو اعتقدت هذا..
لقد ضغطت الزر قبله بالتأكيد, لأنني واقف أنتظر المصعد ! بالتأكيد يحدث لك هذا
الموقف كثيرا .. أليس كذلك ؟
هل تعرف التفسير العلمي لما حدث ؟
(النتيجة للقصة )
تبدأ عقولنا في تخزين جميع خبراتنا و تجاربنا السابقة .... و نبدأ في التصرف و الحكم
على الأشياء من خلال هذه التجارب و الخبرات دون تفكير..
و بعد ذلك نقوم بالتصرفات التلقائية التي تمت برمجتنا عليها.. دون أن نحاول أن نلاحظ
ما إذا كانت صحيحة أم لا..
خد المثال هذا أبسط:
اقرأ معي بسرعة الجمل المكتوبة في المثلثات:
بالتأكيد لم تلاحظ أن كلمة (في) مكتوبة مرتين .. أليس كذلك ؟ هل تعرف ماذا حدث ؟
طبقا لخبراتك السابقة .. فقد تمت برمجة عقلك أن كلمة ( في ) لا تكتب سوى
مرة واحدة في الجملة.. لذلك لم يرها عقلك و جعلك ترى الجملة
( في ضوء تجاربك السابقة ) لا كما يجب أن تراها !
ما أقصده بهذه الأمثله هو أن أوضح أننا نرى العالم طبقا لبرمجتنا السابقة فقط..
لا كما يجب أن نراه.. نحن لا نرى الحقيقة لكننا نراها في ضوء تجاربنا نحن !!
( إختلاف الرأي )
حين نختلف مع شخص ما في الرأي, يتمسك كل منا برأيه الذي
كونته خبراته و تجاربه السابقة..
حاول ان ترى الصورة الحقيقية.. ليس كل ما تراه صحيحا هو – بالضرورة – صحيح....!
لأنك ما تراه هو ما تمت برمجة عقلك عليه .. ألم تخطئ منذ قليل في قراءة
حرف الـ (في) الزائد ؟
اعد التفكير في كل ما تراه صحيحا بالنسبة لك.. اقبل النقاش و أعد النظر في
أفكار من يختلفون معك... إنهم – فقط – لم تكن لهم تجاربك السابقة التي تؤهلهم كي
يفكروا مثلما تفكر..
لماذا لا تتقبل فكرة أنهم ربما يكونون على شيء من الصواب ؟
حاول أن تتفهم وجهة نظر الآخرين و لا تتمسك برأيك دائما لمجرد أنه رأيك..
أعد النظرفي برمجتك السابقة و لا تفترض دائما أن كل ما تراه صوابا و بديهة هو
– بالضرورة – صوابا و بديهة !
(الفيل و العميان )
يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا
ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه..
بدأوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف :
قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض !
قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما !
و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة !
و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا
يتجادلون و يتهم كل منهم أنه كاذب و مدع !
بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه, و الثالث بذيله..
كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة...
لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟
( من منهم على خطأ)
في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب ؟ بالتاكيد لا .. أليس كذلك ؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه..
فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ !! قد نكون جميعا على صواب
لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر !
(إن لم تكن معنا فأنت ضدنا !) لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا
بالضرورة لمجرد أنه رأينا !
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كلا
منهم يرى ما لا تراه .. رأيهم الذي قد يكون صحيحا أو على الأقل , مفيد لك !
يستطيع الفيل أن يرفع بخرطومه حمولة وزنها طن بينما في السيرك تجد هذا
المخلوق العظيم يقف بهدوء مربوطا إلى جانب قطعة خشب بسيطة.
ليس في الأمر غرابة؟؟؟
ففي صغره قبل أن يصبح قويا كان الفيل يربط بسلسلة موصولة بعمود حديدي
ثابت يستحيل عليه التخلص منه, مهما حاول.
وفي مراحل نمو الفيل وكلما زادت قوته فإنه لا يحاول كسر القيد مرة أخرى. لم ؟؟
الإجابة بكل بساطة لأنه يعتقد أنه ... لا يستطيع.
العديد منا يتصرف مثل فيل السيرك فيبقي نفسه مقيدا وأسيرا في تفكيره
وفعله طوال حياته هو لا يحاول أبدا أن يتقدم إلى أبعد من الحدود التي وضعها
لنفسه لذا تجده دائما ما يكرر كلمات لا استطيع .. لا أقدر...
الخلاصة:
يستطيع الآخرون إعاقتك أو توقيفك عن تحقيق إنجازاتك ... مؤقتا
ولكنك أنت نفسك الوحيد الذي يستطيع إعاقة نفسه دائما
وباستمرار تذكر إن مهاراتك وقدراتك ومواهبك لن تكون ذات قيمة إلاّ إذا عرفتها
ولن تكون ذات فائدة ما لم تستثمرها.
كلمة أخيرة:.
ليس المهم ان تكون في النور لترى
بل ان يكون النور فيما تراه
بقلم د/ شريف عرفة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وكل عام والجميع بالف خير يارب
في البدايه ساحكي لكم روايه
في يوم من الأيام..
دخلت أحد المبان قاصدا أحد الطوابق العليا.. فاستدعيت الأسانسير ( المصعد )
و وقفت في انتظاره.. و بعد قليل جاء شخص آخر يريد الأسانسير..
لاحظ معي ماذا فعل :حياني في أدب ثم ضغط زر استدعاء الأسانسير
و وقف إلى جواري ينتظر..
هل لاحظت شيئا غريبا ؟
لقد رآني و أنا واقف في انتظار الأسانسير.. و على الرغم من ذلك ضغط زر استدعاء
المصعد !
أمال أنا واقف باعمل إيه يعني ؟ لا أتأمل جمال المصعد طبعا لو اعتقدت هذا..
لقد ضغطت الزر قبله بالتأكيد, لأنني واقف أنتظر المصعد ! بالتأكيد يحدث لك هذا
الموقف كثيرا .. أليس كذلك ؟
هل تعرف التفسير العلمي لما حدث ؟
(النتيجة للقصة )
تبدأ عقولنا في تخزين جميع خبراتنا و تجاربنا السابقة .... و نبدأ في التصرف و الحكم
على الأشياء من خلال هذه التجارب و الخبرات دون تفكير..
و بعد ذلك نقوم بالتصرفات التلقائية التي تمت برمجتنا عليها.. دون أن نحاول أن نلاحظ
ما إذا كانت صحيحة أم لا..
خد المثال هذا أبسط:
اقرأ معي بسرعة الجمل المكتوبة في المثلثات:
بالتأكيد لم تلاحظ أن كلمة (في) مكتوبة مرتين .. أليس كذلك ؟ هل تعرف ماذا حدث ؟
طبقا لخبراتك السابقة .. فقد تمت برمجة عقلك أن كلمة ( في ) لا تكتب سوى
مرة واحدة في الجملة.. لذلك لم يرها عقلك و جعلك ترى الجملة
( في ضوء تجاربك السابقة ) لا كما يجب أن تراها !
ما أقصده بهذه الأمثله هو أن أوضح أننا نرى العالم طبقا لبرمجتنا السابقة فقط..
لا كما يجب أن نراه.. نحن لا نرى الحقيقة لكننا نراها في ضوء تجاربنا نحن !!
( إختلاف الرأي )
حين نختلف مع شخص ما في الرأي, يتمسك كل منا برأيه الذي
كونته خبراته و تجاربه السابقة..
حاول ان ترى الصورة الحقيقية.. ليس كل ما تراه صحيحا هو – بالضرورة – صحيح....!
لأنك ما تراه هو ما تمت برمجة عقلك عليه .. ألم تخطئ منذ قليل في قراءة
حرف الـ (في) الزائد ؟
اعد التفكير في كل ما تراه صحيحا بالنسبة لك.. اقبل النقاش و أعد النظر في
أفكار من يختلفون معك... إنهم – فقط – لم تكن لهم تجاربك السابقة التي تؤهلهم كي
يفكروا مثلما تفكر..
لماذا لا تتقبل فكرة أنهم ربما يكونون على شيء من الصواب ؟
حاول أن تتفهم وجهة نظر الآخرين و لا تتمسك برأيك دائما لمجرد أنه رأيك..
أعد النظرفي برمجتك السابقة و لا تفترض دائما أن كل ما تراه صوابا و بديهة هو
– بالضرورة – صوابا و بديهة !
(الفيل و العميان )
يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا
ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه..
بدأوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف :
قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض !
قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما !
و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة !
و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا
يتجادلون و يتهم كل منهم أنه كاذب و مدع !
بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه, و الثالث بذيله..
كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة...
لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟
( من منهم على خطأ)
في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب ؟ بالتاكيد لا .. أليس كذلك ؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه..
فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ !! قد نكون جميعا على صواب
لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر !
(إن لم تكن معنا فأنت ضدنا !) لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا
بالضرورة لمجرد أنه رأينا !
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كلا
منهم يرى ما لا تراه .. رأيهم الذي قد يكون صحيحا أو على الأقل , مفيد لك !
يستطيع الفيل أن يرفع بخرطومه حمولة وزنها طن بينما في السيرك تجد هذا
المخلوق العظيم يقف بهدوء مربوطا إلى جانب قطعة خشب بسيطة.
ليس في الأمر غرابة؟؟؟
ففي صغره قبل أن يصبح قويا كان الفيل يربط بسلسلة موصولة بعمود حديدي
ثابت يستحيل عليه التخلص منه, مهما حاول.
وفي مراحل نمو الفيل وكلما زادت قوته فإنه لا يحاول كسر القيد مرة أخرى. لم ؟؟
الإجابة بكل بساطة لأنه يعتقد أنه ... لا يستطيع.
العديد منا يتصرف مثل فيل السيرك فيبقي نفسه مقيدا وأسيرا في تفكيره
وفعله طوال حياته هو لا يحاول أبدا أن يتقدم إلى أبعد من الحدود التي وضعها
لنفسه لذا تجده دائما ما يكرر كلمات لا استطيع .. لا أقدر...
الخلاصة:
يستطيع الآخرون إعاقتك أو توقيفك عن تحقيق إنجازاتك ... مؤقتا
ولكنك أنت نفسك الوحيد الذي يستطيع إعاقة نفسه دائما
وباستمرار تذكر إن مهاراتك وقدراتك ومواهبك لن تكون ذات قيمة إلاّ إذا عرفتها
ولن تكون ذات فائدة ما لم تستثمرها.
كلمة أخيرة:.
ليس المهم ان تكون في النور لترى
بل ان يكون النور فيما تراه
بقلم د/ شريف عرفة
Al Mohamadi, Alnahor
1430918
1430918
تعليق