قال تعالى (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت)
صدق الله العلي العظيم
في الستينات كان هناك مليونير لبناني من كثرة ماله وعقاراته وقصوره كان يتنقل في طائرة
هيلوكبتر خاصة بين قصوره في لبنان والبلدان المجاورة، وكانت الحكومة اللبنانية آنذاك تطلب منه
إقراضها الأموال لتسديد ديونها، وكانت ديانته المسيحية، وفي يوم قال له القس المسيحي: لقد
فكرت كثيراً في الدنيا ولم تفكر في نهايتها، فكر في عمل قبر فخم يليق بمقامك، وليكن مزاراً
مسيحياً لمحبيك ومن كان معجباً في وصولك إلى ما وصلت إليه من الثراء. وفعلاً سمع النصيحة
وبني قبراً جميلاً في ساحة قصر من قصوره على الساحل اللبناني، وكتب عليه اسمه وترك يوم
وفاته فارغاً، وأوصى أهله بدفنه مع كتابة يوم وفاته على قبره الفخم والخاص، وفي يوم سبت مغبر
والأجواء غير ملائمة للسفر الجوي، أصر على سائقه الخاص أن يطير إلى قبرص فنصحه الكابتن أنه
يوم صعب فرد عليه لا أريد أن اقطع العادة وأغير موعد زيارتي لقصري في قبرص، وفعلاً طارت الطائرة
تحمل ثلاثة، وسقطت فجأة في البحر الأبيض المتوسط، وانتشرت الدوريات البحرية والسفن للبحث،
فوجدوا جثة الكابتن وجثة صديقه ولم يعثروا على جثته حتى اليوم، ربما استقرت جثته في بطن
حوت أو قطعته أسماك البحر كفرس البحر والهوامير الكبيرة، هوامير البحر بلعت هوامير البر، وبقي
قبره إلى يومنا هذا خالياً، لثبت جل جلاله لهذا البائس المسكين أنه وحده يقرر أين قبره؟ جثته في
البحر وقبره في البر، والله في خلقه شؤون.
وهناك مليونير آخر كانت له القصور والبساتين والرصيد الفخم في البنوك، أوصى بأن تترك يده
اليمنى خارج الكفن، ليعلم الناس أن الكفن ليس به جيوب ، وذهب فاضي اليد تماماً ليكون عبرة
وعظة لأصحاب الملايين، وكانزي الذهب والفضة، أنهم سيتركون ما كنزوة في البنوك والتجوري، في
الدنيا وسيحاسبون عليه في الآخرة، قال الله تعالي "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في
سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم
وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون " آية 35 من سورة التوبة.
صدق الله العظيم
منقول للفائده
تعليق