بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله؛ و الصلاة و السلام على رسول الله؛ و على آله و صحبه و من اتبع هداه؛ أمَّا بعدُ:
سبحان ربي لوقرأت في سير علمائنا السابقين وعلمائنا اللاحقين لم تجد فرق بحبهم ودفاعهم عن سنة نبيهم ولم تجد فرق بصدهم عن اهل البدع والاهواء، وهذا ماوجدته في احد
كُتب العلامة الشيخ أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- واحببت ان أعرض منه مقتطفات لثلاثة علماء رحلوا عنا قريبا وتركو لنا كثيرا اوجدهم رب البرية في اماكن متفرقة من بلاد الشام والسعودية واليمن
اسم الكتابُ:
تذكيرُ النَّابهينَ
بِسِيَر أسلافِهم حُفَّاظِ الحديث السابقينَ و اللاحقينَ
و قد ترجم فيه العلامة: "ربيع السُّنة" لجمع غفير من أهل الحديث و قد اخترتُ لإخواني في الشبكة تراجمَ لثلاثة علماء أكابر أسأل الله أن ينفع بها و يجزي الشيخ العلامة ربيعاً خير الجزاء و صلى اللهُ على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
ضياء
قال العلامة المحدث أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-:
(1)
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ت (1420)
قال -رحمه الله- مترجما لنفسه:" أنا عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، ولدت بمدينة الرياض في ذي الحجة سنة (1330)هـ، وكنت بصيرا في أول الدراسة، ثم أصابني المرض في عيني عام ( 1346) هـ فضعف بصري بسبب ذلك، ثم ذهب بالكلية في مستهل محرم من عام (1350)هـ، والحمد لله على ذلك، وأسأل الله - جل وعلا - أن يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا، والجزاء الحسن في الآخرة، كما وعد بذلك سبحانه على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم-، كما أسأله سبحانه أن يجعل العاقبة حميدة في الدنيا والآخرة.
وقد بدأت الدراسة منذ الصغر، وحفظت القرآن الكريم قبل البلوغ، ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية، والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض، من أعلامهم:-
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله -.
2- الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( قاضي الرياض ) - رحمهم الله -.
3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق ( قاضي الرياض).
4- الشيخ حمد بن فارس ( وكيل بيت المال بالرياض).
5- الشيخ سعد وقاص البخاري ( من علماء مكة المكرمة)، أخذت عنه علم التجويد في عام (1355) هـ.
6- سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، وقد لازمت حلقاته نحوا من عشر سنوات، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة ( 1347) هـ إلى سنة ( 1357) هـ، حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته.
جزى الله الجميع أفضل الجزاء وأحسنه، وتغمدهم جميعاً برحمته ورضوانه.
وقد توليت عدة أعمال هي:
1- القضاء في منطقة الخرج مدة طويلة استمرت أربعة عشر عاماً وأشهرا وامتدت بين سنتي (1357) هـ إلى عام ( 1371) هـ، وقد كان التعيين في جمادى الآخرة من عام( 1357) هـ، وبقيت إلى نهاية عام ( 1371 ) هـ.
2- التدريس في المعهد العلمي بالرياض سنة ( 1372) هـ وكلية الشريعة بالرياض بعد إنشائها سنة ( 1373) هـ في علوم الفقه، والتوحيد والحديث، واستمر عملي على ذلك تسع سنوات انتهت في عام ( 1380) هـ.
3- عينت في عام ( 1381 ) هـ نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبقيت في هذا المنصب إلى عام ( 1390) هـ.
4- توليت رئاسة الجامعة الإسلامية في سنة ( 1390) هـ بعد وفاة رئيسها شيخنا الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في رمضان عام ( 1389) هـ وبقيت في هذا المنصب إلى سنة (1395هـ).
5- وفي 14/10/1395هـ صدر الأمر الملكي بتعيني في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية، والإفتاء، والدعوة، والإرشاد، ولا أزال إلى هذا الوقت في هذا العمل.
أسأل الله العون، والتوفيق والسداد.
ولي إلى جانب هذا العمل في الوقت الحاضر عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية من ذلك:-
1- عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة.
2- رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة.
3- عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
4- رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
5- رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
6- عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
7- عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.
أما مؤلفاتي فمنها: -
1- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
2- التحقيق والإيضاح، لكثير من مسائل الحج، والعمرة، والزيارة ( توضيح المناسك).
3- التحذير من البدع، ويشتمل على أربع مقالات مفيدة، ( حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من الشعبان، وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد).
4- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
5- العقيدة الصحيحة وما يضادها.
6- وجوب العمل بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكفر من أنكرها.
7- الدعوة إلى الله، وأخلاق الدعاة.
8- وجوب تحكيم شرع الله، ونبذ ما خالفه.
9- حكم السفور والحجاب، ونكاح الشغار.
10- نقد القومية العربية.
11- الجواب المفيد في حكم التصوير.
12- الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ( دعوته وسيرته).
13- ثلاث رسائل في الصلاة، ( 1- كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- 2- وجوب أداء الصلاة في جماعة، 3- أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع ).
14- حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن، أو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
15- حاشية مفيدة على فتح الباري، وصلت فيها إلى كتاب الحج.
16- رسالة الأدلة النقلية، والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.
17- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله، أو صدق الكهنة، والعرافين.
18- الجهاد في سبيل الله.
19- الدروس المهمة لعامة الأمة.
20- فتاوى تتعلق بأحكام الحج، والعمرة، والزيارة.
21- وجوب لزوم السنة، والحذر من البدع ".
أقول:
وله مجموع فتاوى، ومقالات في ثلاثين مجلدا إلى الآن بعمل وإشراف الشيخ محمد بن سعد الشويعر - حفظه الله – وتفصيلها كالآتي:
1- التوحيد وما يلحق به في عشرة مجلدات.
2- الصلاة وما يتعلق بها في ستة أجزاء.
3- الزكاة في مجلد.
4- الحج في مجلدين.
5- الحج- القسم الأخير- والجهاد في مجلد.
6- العلم والتفسير في مجلدين.
7- الحديث في مجلدين.
8- الدعوة إلى الله في مجلد.
9- البيوع في مجلد.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (16/484-485):
" الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -:
هو العالم الجليل، والمحدث الفقيه، المفيد للطالبين، المحفوف بعناية رب العالمين، الورع الزاهد، المحبوب المعمر في طاعة رب العالمين، قد خيب الله بطول عمره، نوقع الجاهلين وظن الحاقدين.
ولد - رحمه الله - في سنة 1330 من الهجرة، بمدينة الرياض، وكان بصيرا ففقد بصره سنة (1350) هـ، حفظ القرآن قبل سن البلوغ، ثم جد في طلب العلم على علماء الرياض.
ومن أبرزهم:
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف.
2- والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
3- والشيخ سعد بن عتيق.
4- والشيخ حمد بن فارس.
5- والشيخ محمد بن إبراهيم وغيرهم.
ولما برز في العلوم الشرعية واللغة العربية، عين في القضاء سنة 1357 هـ.
ولم ينقطع عن العلم والتعليم بما شغل به من مناصب في القضاء في أي مدينة كان، فهو القاضي والمفتي، والداعية، والمصلح، والرئيس، والإمام، والمعلم، والمكرم للضيوف، والحنون على الأرامل والأيتام، ومطعم المساكين، والواسطة في الأمور الخيرة.
نشأ على يديه عدد فيهم خير وبركة، له تأسيس كبير في الندوات، والمحاضرات واختيار الموضوعات، ظهر له كتب، ورسائل كثيرة، وأشرطة عديدة، يعجز عن إحصائها المتتبع لها، لا يضيع عليه شيء من أوقاته، فما أحسن وأحلى وأعظم حياته.
فهنيئاً له ولكل من سار على نهجه في حياته، فصبر وصابر، وعمر أوقاته في طاعة ربه ومرضاته ".
وقال الشيخ عبد العزيز بن ناصر الباز في كتابه " القول الوجيز في حياة شيخنا عبد العزيز" ص (13-15):
" ورغم تعدد مسؤوليات سماحته - رحمه الله – وتنوعها، وشمولها، فإنه لم ينسَ دوره كعالم وداعية، فكان أن أخرج العديد من المؤلفات والكتب العلمية القيّمة التي فاق عددها الستين كتاباً، ما بين رسالة، وفتاوى، وغيرها من أنواع العلم الشرعي، مما احتاج إليه الأمة في هذا الزمن، وقد بدأ في التأليف وهو قاضٍ في الخرج(1).
أبرز شيوخه وتلاميذه - رحمه الله تعالى-:
كان الذين يحضرون دروس الشيخ في الجامع الكبير قرابة المائتين، إلى ثلاثمائة، أما الذين يحضرون في مسجد الأميرة سارة، في المغرب الأحد، والأربعاء، فيصلون إلى خمسمائة.
وهؤلاء بعض الشيوخ والتلاميذ الذين أخذوا العلم عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -، وكانوا أكثر الناس المتأثرين بوفاته - رحمه الله - وهم على النحو التالي:
1- معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، المستشار بالديوان الملكي، وهو من الدلم.
2- معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله السالم، أمين عام مجلس الوزراء و هو من الرياض.
3- معالي الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري، رئيس ديوان المظالم سابقاً وهو من حوطة بني تميم.
4- الشيخ عبد العزيز بن سليمان آل سليمان، وهو من الحريق.
5- الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان، القاضي في المحكمة الكبرى بالدمام سابقاً، وهو من الحريق.
6- الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود، عضو هيئة كبار العلماء سابقاً،وهو من الحريق.
7- الشيخ محمد بن زيد آل سليمان، رئيس المحاكم الشرعية في الدمام وهو من الحريق.
8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشثري، المستشار بالحرس الوطني، وهو من حوطة بني تميم.
9- الشيخ سعد بن سليمان المسعري، وهو من حوطة بني تميم.
10- الشيخ عبد العزيز بن سليمان المسعري، وهو من حوطة بني تميم.
11- الشيخ عبد الرحمن بن مجلي، وهو من حوطة بني تميم.
12- الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سحمان، كان كاتباً للشيخ في المحكمة،وهو من الأفلاج.
13- الشيخ حمد بن سعد بن حمد بن عتيق، عمل قاضياً في محكمة التمييز وهو من الأفلاج.
14- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وهو من الأفلاج.
15- الشيخ إبراهيم بن محمد بن خرعان، وهو من الأفلاج.
16- الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك، يعمل حالياً أستاذاً في جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، وهو من الرياض.
17- مسفر بن سعد الزهراني، وهو من زهران.
18- حامد بن أحمد الغامدي، وهو من غامد.
19- سعود بن محمد عشبان - رحمه الله -، وهو من الدلم.
20- سعد بن رشيد الخرجي - رحمه الله -، وهو من الدلم".
أقول: ومن تلاميذه بالمدينة:
21- الشيخ الدكتور علي بن ناصر فقيهي.
22- الشيخ الدكتور ربيع بن هادي عمير المدخلي.
23- الشيخ علي بن محمد يتيم المدخلي.
24- الشيخ ياسين محمد المدخلي.
25- الشيخ الدكتور هادي بن أحمد طالبي المدخلي.
26- الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله المباركفوري من الهند.
27- الشيخ السركمال الدين من السودان.
28- الشيخ أحمد صالح الفلسطيني.
29- الشيخ عبد العزيز الشيشاني من الأردن.
وغيرهم من زملائنا الذين درسهم العلامة ابن باز في شرح الطحاوية لابن أبي العز في السنة الأولى في الجامعة الإسلامية في عام (1381) هـ حين كان فيها نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية العلامة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم.
ثم أقول:
إني قد عرفت هذا الإمام العلم الفذ في علمه وعمله وأخلاقه واهتمامه بأمر الإسلام والمسلمين، واهتمامه بالدعوة السلفية وأهلها ودعاتها في مشارق الأرض ومغاربها، يمد لهم يد العون المادي بسخاء ويتعرف على أحوالهم ومشاكلهم فيسعى في حلها.
ويدعمهم معنويا بعطفه، وأخلاقه، وسعة صدره لا يلحقه فيها أحد في زمانه وقبل زمانه بقرون.
ولقد كان بابه مفتوحاً للناس، وخاصة طلاب العلم يسألهم عن أحوالهم ويجيب على أسئلتهم ويسعى في حل مشاكلهم التي يعرضونها عليه.
وكنت أزوره فأجد منه والداً محباً مكرماً واثقاً مشجعاً على طلب العلم والدعوة إلى الله والذب عن السنة ومنهج السلف الصالح.
ولقد كنت أحضر دروسه حينما كنت في الرياض حين التحقت بكلية الشريعة، وكان مما يدرسه كتاب " السبل السوية في فقه السنن المروية " للعلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله -.
كان يقرأ عليه في هذا الكتاب شاب فاضل اسمه إبراهيم الشاجري من جهة القنفذة بعد صلاة الفجر، كان يقرأ قراءة جيدة تشوق للاستماع، وتنشط المدرس.
ولما أسست الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية انتقل إليها نائباً عن رئيسها شيخه العلامة مفتي المملكة العربية السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -.
وانتقل إلى الجامعة الإسلامية عدد من طلاب العلم في كلية الشريعة، فزادت الصلة والمحبة بيننا وبين هذا الإمام الفذ، وكان مع ما يضطلع به من أعمال يقوم بالتدريس في المسجد النبوي يدرس في (صحيح مسلم) بين العشاءين، يقرأ عليه ابن أخيه أبو عبد الرحمن عبد العزيز بن ناصر الباز.
ودرس فترة في تفسير ابن كثير، وكنت أحضر كثيراً في هذه الدروس، ودرسنا في السنة الأولى من سنيّ الجامعة الإسلامية في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي مدة، ثم أسند تدريسها إلى الشيخ عبد المحسن العباد.
ولما تخرجنا في السنة الرابعة من الجامعة الإسلامية، اختار عدداً من هؤلاء الخريجين للتدريس بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية - أنا أحدهم - وقبلها أرسلني في مجموعة من طلاب الجامعة الإسلامية ونحن في السنة الثالثة برئاسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البناء للدعوة إلى الله في السودان.
وأرسلني مرة ونحن في السنة الثالثة أو الرابعة مع مجموعة من الطلاب للدعوة إلى الله في منطقة الليث والقنفذة مدة شهر تقريباً.
وحينما كنت مدرساً في المعهد الثانوي ابتعثني مع زميله الفاضل الشيخ صالح بن حسين العراقي إلى الهند للتدريس في الجامعة السلفية لمدة ثلاث سنوات، نعود منها أيام الإجازات إلى المملكة، ثم نعود أيام التدريس، كما انتدب معي في السنة الثانية أو الثالثة الشيخ هادي بن أحمد طالبي.
ولقد استفادت منا هذه الجامعة الطيبة في وضع المناهج، واستفاد من هذا المنهج كثير من طلاب الجامعة السلفية في الهند، وأظن حتى في باكستان.
ولما انتقل - رحمه الله - إلى الرياض بعد وفاة شيخه الإمام محمد بن إبراهيم ليتسلم منصب الإفتاء والبحوث العلمية والدعوة إلى الله، استمرت هذه الصلة والمحبة.
فكنت أشد الرحال لزيارته والاستفادة من غزير علمه، وأخلاقه، وأجلس معه جلسة خاصة في كلّ زيارة، أعرض عليه ما تواجهه الدعوة السلفية من مشاكل خصومها فأجد منه التفاهم العالي اللائق بأمثاله والصدر الرحب، والإصغاء الواعي، والأخذ والإعطاء في الكلام، وبذل الجهد فيما ينفع الدعوة السلفية ويدفع عنها الضرر - رحمه الله -، والحق يقال: إنّ الدعوة السلفية قد فقدت هذا الإمام الألمعي، فقدته في كل مكان فقدانا لا نظير له، وتجرّأ عليها وعلى دعاتها حتى خفافيش الظلام، وفي الله العوض، ومنه يستمد النصر والعون.
لقد كنت وما زلت أحب هذا الرجل لما يتمتع به من الصفات العظيمة، وأشيد به وبأخلاقه في كثير وكثير من مجالسي ودروسي؛ لأن مثل هذا الرجل وأخلاقه تفرض عليّ في دروسي في التوحيد وغيره تذكّره وتذكّر أخلاقه ومجالسه، فأحثّ الشباب أن يتّخذوا منه بعد كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف وأخلاقهم أسوة حسنة في دينهم وأخلاقهم، ومعاملاتهم.
ولقد قلت في كتابي " أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية " ( ص 90-91 ) خلال ردّي على حطّ سلمان العودة على أهل الحديث:
" فهل تجد في الدنيا مثل الشيخ ابن باز والعثيمين والشيخ عبد العزيز السلمان والفوزان، وحمود التويجري، والغديان، وعبد الرزاق عفيفي، وآل الشيخ... وكثير من علماء هذا البلد وطلاب العلم منهم؟!
هل تجد مثلهم في الأخلاق والعقيدة، والبذل في سبيل الله ؟!.
لتأتِنا الطوائف والأحزاب بأمثالهم.
ولتأتِنا بأمثال الشيخ الألباني وتلاميذه علما بالسنة وجهادا في سبيل التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، وأمثال علماء الهند؛ كالشيخ عبيد الله المباركفوري وإخوانه في الهند وباكستان ديناً، وخلقاً وعقيدة، وعلماً وصدعاً بالحق، وصبراً على الأذى في سبيل الله.
وهات مثل الشيخ عبد الباري وإخوانه في بنجلاديش! هات مثلهم في الدين وعلوّ الأخلاق !.
فكيف ترمي أهل هذا المنهج بالتحزب على جزء من الدين والجفاء والغفلة عن واقع الأمة وما يدبّر لهم، وفيهم الشيخ العلامة المجاهد اليقظ والمتابع لأحوال المسلمين في أقطار الدنيا كلها حتى ليعتقد فيه أنه لو كانت في المريخ حركة إسلامية، لكان وراءها ألا وهو الشيخ ابن باز ؟! ".
وقد كان يكتب إليّ أحيانا في أمور تتعلق بالدعوة وغيرها منها ما يأتي:
[راجع الكتاب لرؤية صور الرسائل]
(2)
الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني ت: (1420)
هو الإمام المحدث أحد أئمة الحديث والتوحيد والسنة في هذا العصر.
طلبه للعلم:
عندما استقربه المقام في دمشق، ألحقه والده بمدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية، بدمشق، ثم انتقل في أثناء هذه المرحلة من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى بسوق (ساروجة) وفيها أنهى الفتى دراسته الأولية.
ثم أخرجه والده من المدرسة؛ إذ كان يرى أن هذه الدراسة النظامية لا فائدة منها إلا بقدر ما يتعلم الطفل فيها القراءة والكتابة.
ثم وضع له منهجاً علمياً مركزاً درس من خلاله الفتى، وتعلم القرآن الكريم والتجويد، والصرف، وركز له على دراسة الفقه الحنفي ؛ إذ كان يريده والده فقيهاً حنفياً !.
كما درس على بعض المشايخ والعلماء من أصدقاء والده.
وكان ولع الشيخ بالقراءة لا يوصف، حتى وهو في هذه السن المبكرة، فكان يبحث ويقرأ في أوقات فراغه، وكان في بداية أمره يقرأ في كل شيء، حتى إني سمعته يقول:
" في أول عمري قرأت ما يقرأ، وما لا يقرأ ".
طلبه لعلم الحديث:
يقول الشيخ - رحمه الله - وهو إذ ذاك في العشرين من عمره تقريباً:
" ذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءاً من مجلة المنار فاطلعت عليه، ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب ( الإحياء ) للغزالي، ويشير إلى محاسنه، ومآخذه، ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي، فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله، ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على ( الإحياء ).
ورأيتني أسعى لاستئجاره ؛ لأني لا أملك ثمنه، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه".
وقام الشيخ بنسخ هذا الكتاب، وهو ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار ) بخطه الحسن الدقيق، ورتبه ونسقه أحسن تنسيق، وهو أول عمل حديثي يقوم به الشيخ - رحمه الله - وما زال في مكتبته إلى الآن.
ومن هنا ارتبط الشيخ بمجلة المنار، وبما كانت تنشر من بحوث في السنة، وأعجب بها أيما إعجاب، وعلى إثر ذلك جذبه علم الحديث، وأحب كتبه، فأقبل على دراسة كتب الحديث وتحصيلها بهمة عالية، ووفقه الله عز وجل في ذلك بما حباه به من ذهن وقاد، ونبوغ ظاهر، وعقلية علمية نادرة.
فكان إذا اكتسب من عمله ما يكفي حاجته، ترك العمل، وأقبل على العلم، وتحول دكانه إلى ملتقى لطلبة العلم.
وسبحان الله ! كيف ملك علم الحديث لب وفؤاد هذا الفتى، وهو الذي نشأ في بيئته - وإن كانت بيئة علم وتدين – مذهبية! ومع ما كان يسمع من والده عندما رأى إقباله على هذا العلم:
" يا محمد ! علم الحديث صنعة المفاليس " !!
وعندما رأى مؤرخ حلب ومحدثها الشيخ محمد راغب الطباخ نبوغ الفتى، وإقباله على العلم أجازه بمروياته، وهي مذكورة في ثبته " الأنوار الجليلة في مختصر الأثبات الحلبية ".
وليس من الأسرار أن الشيخ - رحمه الله – كان يقول عن هذه الإجازة: " هي لا تعني لي شيئاً، وإنما نرد بها فقط على الحاقدين ".
قلت: وهذا عين الحق والصواب، إذ من المعروف أن مثل هذه الإجازات لا تكسب أصحابها علماً(1) وكلنا يعرف كم من الجهال لديهم عشرات الإجازات ومع هذا ما زالوا جهالاً.
ولكن المؤكد أن من سيطر الحقد على قلبه، لا يقنع بإجازة، بل ولا بعشرات الإجازات، ويغلب على هؤلاء الحاقدين الجمع بين الحقد والجهل، وربما الجبن والتخفي أيضاً، كما في مقال بتاريخ (20/7/1420) هـ الموافق (29/10/1999)مـ.
جلده في البحث:
وهذا أمر بارز جداً في حياة الشيخ – رحمه الله – وأكتفي هنا بمثالين اثنين:
الأول: قصة الورقة الضائعة.
قال الشيخ – رحمه الله – في مقدمة " فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث ":
" لم يكن ليخطر في بالي وضع مثل هذا الفهرس ؛ لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله - تبارك وتعالى- إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة، وترك القراءة، والكتابة، والعمل في المهنة ( تصليح الساعات ) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي – بزعمي – نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها " ذم الملاهي ": للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ.
فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات؛ لكي لا أشق على نفسي!.
فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدّره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذ ت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها ؟
والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة، تحت عنوان " مجاميع " وفي كل مجلدٍ منها على الغالب عديد من الرسائل، والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلِّدُ سهوا في مجلد آخر من هذه المجلدات ! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها على التسلسل.
ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته لم أعدم ما أتعلل به ؛من مثل القول: بأن هذا البحث لا ينافيه ؛ لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية !
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ، وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف، والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع ) البالغ عددها ( 152 ) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خِيطت خطأ في مجلد من مجلدات كتب الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث )! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها ! ولكني سجلت أيضاً عندي ما شاء الله تعالى من المؤلفات والرسائل.
وهكذا لم أزل أعلل النفس، وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة، ورسائلها من علم إلى آخر، حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف مخطوط دون أن أحظى بها !
ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ( الدشت )، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق، والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
وحينئذ يئست من الورقة! ولكني نظرت فوجدت أن الله -تبارك وتعالى- قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب، والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا -رحمهم الله تعالى-، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية،مما لم يطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك، واستحكم في قلبي استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة إلا سجلتها، حتى ولو كانت ورقة واحدة، من كتاب أو جزء مجهول الهوية!
وكأن الله -تبارك وتعالى- كان يعدني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة.
وهي دراسة هذه الكتب دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد.
فإني كنت في أثناء المرحلة الثانية، التقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفوياً فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً. ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدته فيها مع أسانيده وطرقه.
ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث، وغيره من المطبوعات !
فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثا ًعن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وإن من ثمراتها المباركة: أنني اكتشفت في أثنائها بعض المؤلفات، والأجزاء والكراريس القيمة التي لم يكن من المعلوم سابقاً وجودها في المكتبة أصلاً، أو كاملة لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التي بها يمكن عادة الكشف عن هوية المؤلِّف والمؤلَّف أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على نسخته من الكتاب، أو غير ذلك من الأسباب التي يعرفها أهل الاختصاص في دراسة المخطوطات، ولذلك خفيت على (بروكلمن) وغيره من المفهرسين، فلم يرد لها ذكر في فهارسهم إطلاقاً، ولا بأس من أن أذكر هنا بعض المهمات منها مما يحضرني الآن:
1- المستخرج على ( الصحيحين ) للحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني الملنجي.
2- ( مجمع البحرين في زوائد المعجمين ) للحافظ نور الدين الهيثمي.
3- ( الحفاظ ) لأبي الفرج ابن الجوزي.
4- ( الكلم الطيب ) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- ( إثبات صفة العلو لله تعالى ) لابن قدامة المقدسي.
6- ( تحفة المحتاج إلى أدلة المنهج ) لابن الملقن.
7- ( السنن الكبرى ) للنسائي.
8- ( فضائل مكة ) للجندي.
وأما الأجزاء والكراريس التي اكتشفتها وبعضها مما أتممت به بعض الكتب التي كانت ناقصة، أو مجهولة الهوية، فشيء كثير والحمد لله، وإليك بعضها على سبيل المثال:
1 – ( أحكام النساء ) لابن الجوزي
2- ( الضعفاء) للذهبي.
3- ( مسند الشهاب) للقضاعي.
4- ( الصلاة) لعبد الغني المقدسي.
5- ( تاريخ أصبهان) لابن منده.
6- ( الكلام على ختان النبي -صلى الله عليه وسلم-) لابن العديم.
7- ( جزء نعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ) لأبي اليمن ابن عساكر
8- ( المغازي) لابن إسحاق.
9- صحيح ابن حبان([1]).
اتباعه للسنة:
لقد كان الشيخ ناصر - رحمه الله - أحد كبار العلماء العاملين بعلمهم، لم نر مثله في اتباعه للسنة([2])، فهو أحد المجددين بحق إذ كان الشيخ -رحمه الله- من فحول علماء السنة الناصرين لها، المتبعين لها، المميزين لصحيحها من سقيمها، الرافعين للوائها، فكان- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - كما قال الله -عز وجل-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.
إذ كان شديد الإتباع للنبي- صلى الله عليه وسلم-، بل كان شديد الفرح بكل متبع للنبي-صلى الله عليه وسلم، كان لا يقدم قول أحد كائنا من كان على كتاب الله- عز وجل-، وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع عودة بالكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح، وكان هذا القيد أحد ركائز دعوته المباركة.
وكتبه- رحمه الله - تدل على شدة اتباعه للسنة ونصرته لها، بما لا يدع مجالا للشك في ذلك.
وأكتفي هنا بنقل واحد عنه في بيان تعظيمه للسنة، ونصرته لها، يقول: " إني حين وضعت هذا المنهج لنفسي - وهو التمسك بالسنة الصحيحة - وجريت عليه في كتبي، كنت على علم أنه سوف لا يرضي ذلك كل الطوائف والمذاهب، بل سوف يوجه بعضهم، أو كثير منهم ألسنة الطعن، وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك علي، فإني أعلم أيضا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأن (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولله در من قال:
ولست بناج مـن مقـالة طـاعن ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من النـاس سالماً ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
فحسبي أنني معتقد أن ذلك هو الطريق الأقوم الذي أمر الله تعالى به المؤمنين، وبينه نبينا محمد سيد المرسلين، وهو الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، وفيهم الأئمة الأربعة - الذين ينتمي إلى مذاهبهم جمهور المسلمين - وكلهم متفق على وجوب التمسك بالسنة، والرجوع إليها، وترك كل قول يخالفها، مهما كان القائل عظيما، فإن شأنه-صلى الله عليه وسلم- أعظم، وسبيله أقوم".
ولا يخفى على أحد ما بذله الشيخ- رحمه الله - من جهود لنشر سنن كانت مهجورة، من ذلك: صلاة العيدين في المصلى، وصلاة التراويح ( قيام رمضان) بعدد ركعاتها وصفاتها، وخطبة الحاجة، وكثير من صفة الصلاة، كتسوية الصفوف، واتخاذ السترة، والتأمين، والخرور للسجود، وتحريك الإصبع في التشهد... وغير ذلك.
ومن ذلك أيضا كثرة تطوعه، وتنفله قبل صعود الخطيب يوم الجمعة، والإقبال على الخطيب وقت الخطبة.
وغير ذلك من السنن التي أميتت في كثير من بلاد المسلمين، والتي لو قام أحد بجمعها وذكر أدلتها لجاءت في كتاب لطيف.
مؤلفات الشيخ:
لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب النافعة الماتعة التي لا تخلو منها - أو من بعضها - مكتبة عامة، أو خاصة، حتى خصومه كانوا من أحرص الناس على اقتناء كتبه؛ لاعترافهم بعلمه.
وأما أهل الإنصاف والعدل فكانوا - فضلا عن حرصهم على كتبه - يوصون الطلاب بها، ويحثونهم على دراستها ؛ وذلك لما تتميز به من الفوائد العديدة والتي لا توجد في كتب غيره.
وهذه الكتب نذكر منها ما يلي:
1- أحكام الجنائز ( تأليف ).
2- أحكام الركاز ( تأليف ).
3- آداب الزفاف ( تأليف ).
4- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ( تأليف ).
5- إزالة الدهش.
6- إزالة الشكوك عن حديث البروك ( تأليف )
7- إصلاح المساجد من البدع والعوائد ( تحقيق ).
8- اقتضاء العلم العمل ( تحقيق ).
9- الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة ( تأليف ).
10- الأحاديث المختارة ( تحقيق ).
11- الاحتجاج بالقدر ( تحقيق ).
12- الأحكام لعبد الحق ( تحقيق ).
13- الأمثال النبوية ( تأليف ).
14- الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات ( تحقيق ).
15- الإيمان لا بن أبي شيبة ( تحقيق ).
16- الإيمان لابن تيمية ( تحقيق ).
17- الإيمان لأبي عبيد ( تحقيق ).
18- الباعث الحثيث ( تعليق ).
19- التعليق على الموسوعة الفلسطينية.
20- التعليقات الجياد على زاد المعاد ( تأليف ).
21- التعليقات الحسان على الإحسان.
22- التعليقات على الروضة الندية ( تأليف ).
23- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ( تحقيق ).
24- التوسل أنواعه، وأحكامه ( تأليف ).
25- الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ( تأليف ).
26- الحديث حجة بنفسه ( تأليف ).
27- الذب الأحمد عن مسند أحمد ( تأليف ).
28- الرد المفحم على من خالف العلماء، وتشدد، وتعصب، وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب، ولم يقنع بقولهم إنه سنة ومستحب ( تأليف).
29- الرد على التعقب الحثيث ( تأليف ).
30- الروض النضير في ترتيب، وتخريج معجم الطبراني الصغير.
31- الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب ( تحقيق ).
32- الصراط المستقيم رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان ( تخريج ).
33- العقيدة الطحاوية شرح، وتعليق ( تأليف ).
34- العلم لابن أبي خيثمة ( تحقيق ).
35- الكلم الطيب ( تحقيق ).
36- المرأة المسلمة ( تخريج ).
37- المسح على الجوربين والنعلين ( تحقيق وتذييل ).
38- المصطلحات الأربعة في القرآن ( تخريج ).
39- بداية السول في تفضيل الرسول ( تحقيق ).
40- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( تأليف ).
41- تحريم آلات الطرب ( تأليف ).
42- تحقيق سنن أبي داود.
43- تخريج أحاديث مشكلة الفقر ( تأليف ).
44- تصحيح حديث إفطار الصائم ( تأليف ).
45- تلخيص أحكام الجنائز ( تأليف ).
46- تلخيص صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
47- تمام المنة في التعليق على فقه السنة ( تأليف ).
48- تيسير انتفاع الخلان بترتيب ثقات ابن حبان ( تأليف ).
49- جلباب المرأة المسلمة ( تأليف ).
50- حجاب المرأة ولباسها في الصلاة ( تحقيق ).
51- حجة النبي-صلى الله عليه وسلم- كما رواها عنه جابر- رضي الله عنه - (تأليف).
52- حديث الآحاد، وحجيته في العقائد والأحكام ( تأليف ).
53- حقوق النساء في الإسلام ( تحقيق ).
54- حقيقة الصيام ( تحقيق ).
55- خطبة الحاجة ( تأليف ).
56- دفاع عن الحديث النبوي ( تأليف ).
57- رسالة في حكم اللحية ( تأليف ).
58- رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار ( تحقيق ).
59- رياض الصالحين ( تحقيق ).
60- زوائد منتقى ابن الجارود ( تأليف ).
61- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها( 1- 6 مطبوع) والمجلد السابع تحت الطبع وبه ينتهي الكتاب، ( تأليف ).
62- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة ( 1-5 ) مطبوع ( السادس والسابع تحت الطبع) والكتاب ( 14) مجلدا (تأليف).
63- شرح العقيدة الطحاوية ( تحقيق ).
64- صحيح ابن خزيمة ( مراجعة ).
65- صحيح أدب المفرد ( تأليف ).
66- صحيح الترغيب والترهيب ( اختيار وتحقيق ).
67- صحيح الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
68- صحيح السيرة النبوية ( تأليف ).
69- صحيح الكلم الطيب ( تأليف ).
70- صحيح سنن ابن ماجه ( تأليف ).
71- صحيح سنن أبي داود ( تأليف ).
72- صحيح سنن الترمذي ( تأليف ).
73- صحيح سنن النسائي ( تأليف ).
74- صحيح موارد الظمآن ( تأليف ).
75- صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ( تحقيق ).
76- صفة صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
77- صلاة التراويح ( تأليف ).
78- صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة ( تأليف ).
79- صوت العرب تسأل ومحمد ناصر الدين يجيب.
80- صيد الخاطر ( تخريج ).
81- ضعيف الأدب المفرد ( تأليف ).
82- ضعيف الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق ).
83- ضعيف الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
84- ضعيف سنن ابن ماجه ( تأليف).
85- ضعيف سنن أبي داود ( تأليف ).
86- ضعيف سنن الترمذي ( تأليف ).
87- ضعيف سنن النسائي ( تأليف ).
88- ضعيف موارد الظمآن ( تأليف ).
89- ظلال الجنة في تخريج السنة ( تأليف ).
90- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ( تأليف ).
91- فضائل الشام ودمشق( تخريج ).
92- فضل الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تحقيق ).
93- فقه السيرة للغزالي ( تخريج ).
94- فهرس المخطوطات الحديثية في مكتبة الأوقاف الحلبية ( تأليف ).
95- فهرس مخطوطات الحديث ( تأليف ).
96- قاموس البدع ( تأليف ).
97- قصة نزول عيسى- عليه السلام- وقتله الدجال ( تأليف ).
98- قيام رمضان ( تأليف ).
99- كتاب الصلاة الكبير ( تأليف ).
100- كشف النقاب ( تأليف ).
101- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ( تخريج ).
102-لفتة الكبد إلى نصيحة الولد ( تحقيق ).
103-ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة ( تخريج ).
104-مجموع الفتاوى.
105- مختصر الشمائل المحمدية ( اختصار وتحقيق ).
106-مختصر العلو للعلي الغفار ( اختصار وتحقيق ).
107-مختصر صحيح البخاري ( 1-4) ( اختصار وتعليق ).
108-مختصر صحيح مسلم ( اختصار وتحقيق ).
109- مسائل غلام الخلال التي خالف فيها الخرقي ( تعليق ).
110-مساجلة علمية ( تخريج ).
111-مشكاة المصابيح ( تحقيق ).
112- مناسك الحج والعمرة ( تأليف ).
113- منـزلة السنة في الإسلام ( تأليف ).
114-موسوعة أحاديث البيوع ( تأليف ).
115-نصب المجانيف لنسف قصة الغرانيق ( تأليف ).
116-نقد نصوص حديثية في الثقافة الإسلامية ( تأليف ).
117- وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة ( تأليف ).
استقيت هذه المعلومات من كتاب ( محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني بقلم سمير بن أمين الزهيري ).
ولي معرفة بكثير من أحواله وجهوده، ومؤلفاته.
وأقول :
إني عرفت هذا الرجل العظيم بعلمه الغزير، واطلاعه الواسع عن كثب إذ قد درسني وزملائي في الجامعة الإسلامية ثلاث سنوات فكان من أبرز علمائها المرموقين بل هو واحد من ثلاثة في الدرجة الأولى في العلم والفضل والأخلاق ألا وهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وكان طلاب الجامعة الإسلامية يتهافتون على الشيخ الألباني ومجالسه العلمية الجذابة تهافت الذباب على العسل لقوة عارضته ونصاعة حجته، و يجتمع حوله طلاب المرحلة الجامعية وطلاب المرحلة الثانوية حيث كانت المدرستان في ذلك الوقت متجاورتين.
وكان في تدريسه متأنيا ينـثر خلال تدريسه قواعد علم الحديث وعلم أصول الفقه نثر الدرر فيحفظها النبلاء الذين يعرفون قيمتها ويفقهونها.
ولقد عرف طلاب العلم هذه القواعد من فيه واستفادوا منها قبل أن يدرسوها في بطون الكتب.
والمقام لا يحتمل الإطالة وقد ألفت في مزاياه وعلمه وعقيدته مؤلفات فمن أراد التوسع فعليه بها.
ولا يلتفت إلى طعن الجاهلين الحاسدين الحاقدين على عظماء الإسلام المجاهدين.
(3)
الشيخ مقبل الوادعي ت: (1422)
هو العلامة المحدث، المجاهد، مجدد الدعوة السلفية باليمن الشيخ مقبل بن هادي بن مقبل بن قائدة الهمداني الوادعي من قبيلة آل راشد -رحمه الله -.
كان سيفاً مسلولا على أهل الباطل، من روافض، وشيوعين، وصوفية، وأحزاب منحرفة.
قام بالدعوة السلفية في اليمن خير قيام، وأنشأ مدرسة علمية سلفية بدماج سماها بدار الحديث يفد إليها طلاب العلم من أنحاء اليمن، بل من بلدان كثيرة، عربية، وإسلامية، و أوروبية، وأمريكية.
وتخرج على يديه علماء أنشأوا مدارس في عدد من مناطق اليمن، نفع الله بهم كثيراً والدعوة السلفية عندهم قوية.
ومدارسهم تمثل مدارس السلف في النـزاهة، و العفة، والزهد في الدنيا متوكلين هم وطلابهم الكثيرون على الله.
ولا يدنسون أنفسهم، وأيديهم بأخذ الأموال من المؤسسات الحزبية ؛ لأنهم يدركون أهداف هذه المؤسسات، ومنها: صرف من يستطيعون صرفه عن منهج السلف أهل الحديث، والسنة وربطهم بروؤس الأحزاب الضالة ومناهجهم.
وسن لهم هذه السنة الحسنة ذلكم الجبل النـزيه العفيف الزاهدالشيخ مقبل بن هادي الوادعي الذي يذكرنا بسيرة السلف الصالح، ولاسيما الإمام أحمد - رحمه الله -.
طلبه للعلم
طلب العلم في اليمن، ثم بمعهد الحرم المكي، ثم بالجامعة الإسلامية، فدرس بكلية أصول الدين انتظاماً، وبكلية الشريعة انتساباً، ثم واصل دراسته فيها حتى حصل على الشهادة العالمية الماجستير، ثم أقبل على كتب السنة،والتفسير، وكتب الرجال، ينـهل منها، ويستمد منها مؤلفاته القيمة - رحمه الله -.
مشايخه:
لقد تتلمذ الشيخ مقبل على مشايخ عدة، وفي مدارس متنوعة، وفنون متفرعة، فمن مشايخه في المدرسة الأولى ( مدرسة التشيع ):
1- أبو الحسين مجد الدين المؤيدي، يقول عنه الشيخ: هو أعلم شيعي في اليمن ويعتبر حامل المذهب الهادوي، استفاد منه كثيراً في النحو في نجران.
2- إسماعيل حطبة.
3- محمد بن حسن المتميز.
4- قاسم بن يحيى شويل.
ومن مشايخه الآخرين:
1- العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، رحل من الجامعة الإسلامية قبل أن يدخلها الشيخ، إلا أنه كان يزور طلبة العلم في المدينة، وينصحهم فربما يأتي، وقد صار بعضهم من جماعة التكفير فيبقى معهم في مشاددة حتى يهديهم الله على يديه، وكان الشيخ يحضر جلساته الخاصة بطلبة العلم " قواعد في الحديث " لا العامة لأن المحاضر يتنـزل على مستوى الحاضرين فكان يتجه إلى المكتبة.
2- العلامة الفقيه([3]) عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -، كان يحضر دروسه في " صحيح مسلم " في الحرم المدني.
3- محمد بن عبد الله الصومالي - رحمه الله -، درس عنده سبعة أشهر، أو أكثر واستفاد منه كثيراً في علم الحديث، ومعرفة رجال الشيخين، يقول عنه الشيخ: لعل أمثاله قليل في معرفة رجال الشيخين أو ليس له مثيل. اهـ
4- عبد الله بن محمد بن حميد، درسه في " التحفة السنية " وكان يتعجب من إجابات الشيخ واعتراضاته، وكان يتوسع فتفرق الطلاب، فقال للشيخ: وأنت انصرف.
5- حماد بن محمد الأنصاري، من مشايخه في الدراسات العليا.
6- يحيى بن عثمان الباكستاني، من مشايخه في الحرم المكي درس عنده في " صحيح البخاري" و " صحيح مسلم " و " تفسير ابن كثير ".
7- عبد العزيز بن راشد النجدي، من مشايخه في الحرم المكي يقول عنه الشيخ: كان له معرفة قوية بعلم الحديث، وينفر عن التقليد، وهو خريج الأزهر، وكان متشدداً في التضعيف حتى أنه ألف " تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين "، وكان يقول - رحمه الله -: الصحيح الذي في غير الصحيحين يعد على الأصابع فبقيت كلمته في ذهني منكراً لها حتى عزمت على تأليف " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين " فازددت يقيناً ببطلان كلامه، وقد أنكر عليه الشيخ فقال: هذا من أجل العامة، وأما أنتم فلو تقرءون في التوراة والإنجيل ما منعتكم.
8- القاضي يحيى الأشول، صاحب معمرة درسه في " سبل السلام " وفي أي شيء يطلب.
9- عبد الرزاق الشاحذي المحويتي، كان يدرسه فيما يطلب.
10- محمد السبيل، درس عنده في علم الفرائض.
11- محمد الأمين المصري - رحمه الله -، استفاد منه في علم الحديث وهو من مشايخه في الدراسات العليا.
12- السيد محمد الحكيم المصري، المدافع والمشرف على رسالة الماجستير درس عنده في " سبل السلام " وهو من مشايخه في كلية الدعوة.
13- محمود عبد الوهاب فايد، من مشايخه في كلية الدعوة درسهم التفسير قال فيه الشيخ: قوي ومحقق.
14- عبد العزيز السبيل، من مشايخه في معهد الحرم المكي.
15- بديع الدين الراشدي، يقول الشيخ:كان يبغض التقليد.
16- محمد تقي الدين الهلالي.
17- طه الزيني.
18- عبد العظيم فياض.
19- عبد المحسن العباد تتلمذ عليه بالأسئلة.
20- الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، تتلمذ عليه بالأسئلة وعرض المشكلات،يقول الشيخ: كان آية من آيات الله في الحفظ ما رأت عيني مثله يسرد الفوائد سردًا دون أن يتعتع، وقد نصح الشيخ بحضور دروسه إلا أنه كان يؤثر العكوف على الكتب والقراءة الهادئة.
يقول الشيخ: على أن أكثر استفادتي من الكتب فليبلغ الشاهد الغائب.اهـ
مؤلفاته:
وكتب الشيخ في فنون متشعبة، وأبواب متفرعة وإليك ما طبع منها:
( أ ) في التفسير:
1- تحقيق وتخريج مجلدين من " تفسير ابن كثير " إلى سورة المائدة والباقي يقوم به الطلاب.
2- الصحيح المسند من أسباب النـزول.
(ب) في العقيدة:
3- الشفاعة.
4- الجامع الصحيح في القدر.
5- الصحيح المسند من دلائل النبوة.
6- صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال.
7- السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة.
8- رياض الجنة في الرد على أعداء السنة.
9- الطليعة في الرد على غلاة الشيعة.
10- بحث حول القبة المبنية على قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
11- الإلحاد الخميني في أرض الحرمين.
12- فتوى في الوحدة مع الشيوعيين.
13- إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن، حاشية على الرسالة الوازعة للمعتدين ليحيى بن حمزة.
14- ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر.
15- المخرج من الفتنة(1).
16- هذه دعوتنا وعقيدتنا.
17- إيضاح المقال في أسباب الزلزال.
(ج) في الحديث ومصطلحة:
18- الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، في مجلدين صنعه على عينه صنع من طب لمن حب وقد رتبه ترتيباً فقهياً في ستة مجلدات سماه " الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ".
19- تتبع أوهام الحاكم في المستدرك، التي لم ينبه عليها الذهبي في خمسة مجلدات مع المستدرك.
20- تحقيق ودراسة الإلزامات والتتبع للدارقطني.
21- تراجم رجال الحاكم الذين ليسوا من رجال تهذيب التهذيب، في مجلدين.
22- تراجم رجال الدارقطني الذين ليسوا في تهذيب التهذيب، ولا رجال الحاكم، وشاركه بعض تلامذته.
23 - نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة.
24 - المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح.
(د) في فقه السنة القائم على الأحاديث النبوية:
25- الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين، نهج في ترتيبه وتبويبه منهج إمام هذه الصنعة الإمام البخاري - رحمه الله - في صحيحه.
26- الجمع بين الصلاتين في السفر.
27- شرعية الصلاة في النعال.
28- تحفة الشباب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني في شأن الاستمناء.
29- تحريم الخضاب بالسواد.
(هـ) متنوعات:
30- غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة، في مجلدين.
31- قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد.
32- تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب.
33- إجابة السائل عن أهم المسائل.
34- المصارعة.
35- الفواكه الجنية في المحاضرات والخطب السنية.
36- تحريم تصوير ذوات الأرواح.
37- إقامة البرهان على ضلالات عبد الرحيم الطحان.
38- القول الأمين في بيان فضائح المذبذبين.
39- قرة العين بأجوبة العلابي وصاحب العدين.
40- ترجمة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي.
41- الباعث على شرح الحوادث.
42- ذم المسألة.
43- مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني.
44- فضائح ونصائح.
45- البركان لنسف جامعة الإيمان ومعه الرد على يوسف بن عبد الله القرضاوي.
46- رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.
أقول: أخذت هذه المعلومات عن الشيخ مقبل عن كتاب ( الإبهاج بترجمة العلامة المحدث أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ) بقلم أبي إبراهيم حميد بن قائد بن علي العتمي.
أقول:
وقد عرفت هذا الرجل بالصدق والإخلاص، والعفة، والزهد في الدنيا، والعقيدة الصحيحة والمنهج السلفي السليم، والرجوع إلى الحق على يد الصغير والكبير.
وقد بارك الله في دعوته فأقبل عليها الناس، فله ولتلاميذه آثار كبيرة في شعب اليمن، يشهد بذلك كل ذي عقل ودين وإنصاف.
فلله درهم هم والله ورثة الانبياء
الحمد لله؛ و الصلاة و السلام على رسول الله؛ و على آله و صحبه و من اتبع هداه؛ أمَّا بعدُ:
سبحان ربي لوقرأت في سير علمائنا السابقين وعلمائنا اللاحقين لم تجد فرق بحبهم ودفاعهم عن سنة نبيهم ولم تجد فرق بصدهم عن اهل البدع والاهواء، وهذا ماوجدته في احد
كُتب العلامة الشيخ أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- واحببت ان أعرض منه مقتطفات لثلاثة علماء رحلوا عنا قريبا وتركو لنا كثيرا اوجدهم رب البرية في اماكن متفرقة من بلاد الشام والسعودية واليمن
اسم الكتابُ:
تذكيرُ النَّابهينَ
بِسِيَر أسلافِهم حُفَّاظِ الحديث السابقينَ و اللاحقينَ
و قد ترجم فيه العلامة: "ربيع السُّنة" لجمع غفير من أهل الحديث و قد اخترتُ لإخواني في الشبكة تراجمَ لثلاثة علماء أكابر أسأل الله أن ينفع بها و يجزي الشيخ العلامة ربيعاً خير الجزاء و صلى اللهُ على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
ضياء
قال العلامة المحدث أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-:
(1)
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ت (1420)
قال -رحمه الله- مترجما لنفسه:" أنا عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، ولدت بمدينة الرياض في ذي الحجة سنة (1330)هـ، وكنت بصيرا في أول الدراسة، ثم أصابني المرض في عيني عام ( 1346) هـ فضعف بصري بسبب ذلك، ثم ذهب بالكلية في مستهل محرم من عام (1350)هـ، والحمد لله على ذلك، وأسأل الله - جل وعلا - أن يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا، والجزاء الحسن في الآخرة، كما وعد بذلك سبحانه على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم-، كما أسأله سبحانه أن يجعل العاقبة حميدة في الدنيا والآخرة.
وقد بدأت الدراسة منذ الصغر، وحفظت القرآن الكريم قبل البلوغ، ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية، والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض، من أعلامهم:-
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله -.
2- الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( قاضي الرياض ) - رحمهم الله -.
3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق ( قاضي الرياض).
4- الشيخ حمد بن فارس ( وكيل بيت المال بالرياض).
5- الشيخ سعد وقاص البخاري ( من علماء مكة المكرمة)، أخذت عنه علم التجويد في عام (1355) هـ.
6- سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، وقد لازمت حلقاته نحوا من عشر سنوات، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة ( 1347) هـ إلى سنة ( 1357) هـ، حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته.
جزى الله الجميع أفضل الجزاء وأحسنه، وتغمدهم جميعاً برحمته ورضوانه.
وقد توليت عدة أعمال هي:
1- القضاء في منطقة الخرج مدة طويلة استمرت أربعة عشر عاماً وأشهرا وامتدت بين سنتي (1357) هـ إلى عام ( 1371) هـ، وقد كان التعيين في جمادى الآخرة من عام( 1357) هـ، وبقيت إلى نهاية عام ( 1371 ) هـ.
2- التدريس في المعهد العلمي بالرياض سنة ( 1372) هـ وكلية الشريعة بالرياض بعد إنشائها سنة ( 1373) هـ في علوم الفقه، والتوحيد والحديث، واستمر عملي على ذلك تسع سنوات انتهت في عام ( 1380) هـ.
3- عينت في عام ( 1381 ) هـ نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبقيت في هذا المنصب إلى عام ( 1390) هـ.
4- توليت رئاسة الجامعة الإسلامية في سنة ( 1390) هـ بعد وفاة رئيسها شيخنا الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في رمضان عام ( 1389) هـ وبقيت في هذا المنصب إلى سنة (1395هـ).
5- وفي 14/10/1395هـ صدر الأمر الملكي بتعيني في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية، والإفتاء، والدعوة، والإرشاد، ولا أزال إلى هذا الوقت في هذا العمل.
أسأل الله العون، والتوفيق والسداد.
ولي إلى جانب هذا العمل في الوقت الحاضر عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية من ذلك:-
1- عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة.
2- رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة.
3- عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
4- رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
5- رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
6- عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
7- عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.
أما مؤلفاتي فمنها: -
1- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
2- التحقيق والإيضاح، لكثير من مسائل الحج، والعمرة، والزيارة ( توضيح المناسك).
3- التحذير من البدع، ويشتمل على أربع مقالات مفيدة، ( حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من الشعبان، وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد).
4- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
5- العقيدة الصحيحة وما يضادها.
6- وجوب العمل بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكفر من أنكرها.
7- الدعوة إلى الله، وأخلاق الدعاة.
8- وجوب تحكيم شرع الله، ونبذ ما خالفه.
9- حكم السفور والحجاب، ونكاح الشغار.
10- نقد القومية العربية.
11- الجواب المفيد في حكم التصوير.
12- الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ( دعوته وسيرته).
13- ثلاث رسائل في الصلاة، ( 1- كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- 2- وجوب أداء الصلاة في جماعة، 3- أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع ).
14- حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن، أو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
15- حاشية مفيدة على فتح الباري، وصلت فيها إلى كتاب الحج.
16- رسالة الأدلة النقلية، والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.
17- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله، أو صدق الكهنة، والعرافين.
18- الجهاد في سبيل الله.
19- الدروس المهمة لعامة الأمة.
20- فتاوى تتعلق بأحكام الحج، والعمرة، والزيارة.
21- وجوب لزوم السنة، والحذر من البدع ".
أقول:
وله مجموع فتاوى، ومقالات في ثلاثين مجلدا إلى الآن بعمل وإشراف الشيخ محمد بن سعد الشويعر - حفظه الله – وتفصيلها كالآتي:
1- التوحيد وما يلحق به في عشرة مجلدات.
2- الصلاة وما يتعلق بها في ستة أجزاء.
3- الزكاة في مجلد.
4- الحج في مجلدين.
5- الحج- القسم الأخير- والجهاد في مجلد.
6- العلم والتفسير في مجلدين.
7- الحديث في مجلدين.
8- الدعوة إلى الله في مجلد.
9- البيوع في مجلد.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (16/484-485):
" الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -:
هو العالم الجليل، والمحدث الفقيه، المفيد للطالبين، المحفوف بعناية رب العالمين، الورع الزاهد، المحبوب المعمر في طاعة رب العالمين، قد خيب الله بطول عمره، نوقع الجاهلين وظن الحاقدين.
ولد - رحمه الله - في سنة 1330 من الهجرة، بمدينة الرياض، وكان بصيرا ففقد بصره سنة (1350) هـ، حفظ القرآن قبل سن البلوغ، ثم جد في طلب العلم على علماء الرياض.
ومن أبرزهم:
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف.
2- والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
3- والشيخ سعد بن عتيق.
4- والشيخ حمد بن فارس.
5- والشيخ محمد بن إبراهيم وغيرهم.
ولما برز في العلوم الشرعية واللغة العربية، عين في القضاء سنة 1357 هـ.
ولم ينقطع عن العلم والتعليم بما شغل به من مناصب في القضاء في أي مدينة كان، فهو القاضي والمفتي، والداعية، والمصلح، والرئيس، والإمام، والمعلم، والمكرم للضيوف، والحنون على الأرامل والأيتام، ومطعم المساكين، والواسطة في الأمور الخيرة.
نشأ على يديه عدد فيهم خير وبركة، له تأسيس كبير في الندوات، والمحاضرات واختيار الموضوعات، ظهر له كتب، ورسائل كثيرة، وأشرطة عديدة، يعجز عن إحصائها المتتبع لها، لا يضيع عليه شيء من أوقاته، فما أحسن وأحلى وأعظم حياته.
فهنيئاً له ولكل من سار على نهجه في حياته، فصبر وصابر، وعمر أوقاته في طاعة ربه ومرضاته ".
وقال الشيخ عبد العزيز بن ناصر الباز في كتابه " القول الوجيز في حياة شيخنا عبد العزيز" ص (13-15):
" ورغم تعدد مسؤوليات سماحته - رحمه الله – وتنوعها، وشمولها، فإنه لم ينسَ دوره كعالم وداعية، فكان أن أخرج العديد من المؤلفات والكتب العلمية القيّمة التي فاق عددها الستين كتاباً، ما بين رسالة، وفتاوى، وغيرها من أنواع العلم الشرعي، مما احتاج إليه الأمة في هذا الزمن، وقد بدأ في التأليف وهو قاضٍ في الخرج(1).
أبرز شيوخه وتلاميذه - رحمه الله تعالى-:
كان الذين يحضرون دروس الشيخ في الجامع الكبير قرابة المائتين، إلى ثلاثمائة، أما الذين يحضرون في مسجد الأميرة سارة، في المغرب الأحد، والأربعاء، فيصلون إلى خمسمائة.
وهؤلاء بعض الشيوخ والتلاميذ الذين أخذوا العلم عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -، وكانوا أكثر الناس المتأثرين بوفاته - رحمه الله - وهم على النحو التالي:
1- معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، المستشار بالديوان الملكي، وهو من الدلم.
2- معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله السالم، أمين عام مجلس الوزراء و هو من الرياض.
3- معالي الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري، رئيس ديوان المظالم سابقاً وهو من حوطة بني تميم.
4- الشيخ عبد العزيز بن سليمان آل سليمان، وهو من الحريق.
5- الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان، القاضي في المحكمة الكبرى بالدمام سابقاً، وهو من الحريق.
6- الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود، عضو هيئة كبار العلماء سابقاً،وهو من الحريق.
7- الشيخ محمد بن زيد آل سليمان، رئيس المحاكم الشرعية في الدمام وهو من الحريق.
8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشثري، المستشار بالحرس الوطني، وهو من حوطة بني تميم.
9- الشيخ سعد بن سليمان المسعري، وهو من حوطة بني تميم.
10- الشيخ عبد العزيز بن سليمان المسعري، وهو من حوطة بني تميم.
11- الشيخ عبد الرحمن بن مجلي، وهو من حوطة بني تميم.
12- الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سحمان، كان كاتباً للشيخ في المحكمة،وهو من الأفلاج.
13- الشيخ حمد بن سعد بن حمد بن عتيق، عمل قاضياً في محكمة التمييز وهو من الأفلاج.
14- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وهو من الأفلاج.
15- الشيخ إبراهيم بن محمد بن خرعان، وهو من الأفلاج.
16- الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك، يعمل حالياً أستاذاً في جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، وهو من الرياض.
17- مسفر بن سعد الزهراني، وهو من زهران.
18- حامد بن أحمد الغامدي، وهو من غامد.
19- سعود بن محمد عشبان - رحمه الله -، وهو من الدلم.
20- سعد بن رشيد الخرجي - رحمه الله -، وهو من الدلم".
أقول: ومن تلاميذه بالمدينة:
21- الشيخ الدكتور علي بن ناصر فقيهي.
22- الشيخ الدكتور ربيع بن هادي عمير المدخلي.
23- الشيخ علي بن محمد يتيم المدخلي.
24- الشيخ ياسين محمد المدخلي.
25- الشيخ الدكتور هادي بن أحمد طالبي المدخلي.
26- الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله المباركفوري من الهند.
27- الشيخ السركمال الدين من السودان.
28- الشيخ أحمد صالح الفلسطيني.
29- الشيخ عبد العزيز الشيشاني من الأردن.
وغيرهم من زملائنا الذين درسهم العلامة ابن باز في شرح الطحاوية لابن أبي العز في السنة الأولى في الجامعة الإسلامية في عام (1381) هـ حين كان فيها نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية العلامة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم.
ثم أقول:
إني قد عرفت هذا الإمام العلم الفذ في علمه وعمله وأخلاقه واهتمامه بأمر الإسلام والمسلمين، واهتمامه بالدعوة السلفية وأهلها ودعاتها في مشارق الأرض ومغاربها، يمد لهم يد العون المادي بسخاء ويتعرف على أحوالهم ومشاكلهم فيسعى في حلها.
ويدعمهم معنويا بعطفه، وأخلاقه، وسعة صدره لا يلحقه فيها أحد في زمانه وقبل زمانه بقرون.
ولقد كان بابه مفتوحاً للناس، وخاصة طلاب العلم يسألهم عن أحوالهم ويجيب على أسئلتهم ويسعى في حل مشاكلهم التي يعرضونها عليه.
وكنت أزوره فأجد منه والداً محباً مكرماً واثقاً مشجعاً على طلب العلم والدعوة إلى الله والذب عن السنة ومنهج السلف الصالح.
ولقد كنت أحضر دروسه حينما كنت في الرياض حين التحقت بكلية الشريعة، وكان مما يدرسه كتاب " السبل السوية في فقه السنن المروية " للعلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله -.
كان يقرأ عليه في هذا الكتاب شاب فاضل اسمه إبراهيم الشاجري من جهة القنفذة بعد صلاة الفجر، كان يقرأ قراءة جيدة تشوق للاستماع، وتنشط المدرس.
ولما أسست الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية انتقل إليها نائباً عن رئيسها شيخه العلامة مفتي المملكة العربية السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -.
وانتقل إلى الجامعة الإسلامية عدد من طلاب العلم في كلية الشريعة، فزادت الصلة والمحبة بيننا وبين هذا الإمام الفذ، وكان مع ما يضطلع به من أعمال يقوم بالتدريس في المسجد النبوي يدرس في (صحيح مسلم) بين العشاءين، يقرأ عليه ابن أخيه أبو عبد الرحمن عبد العزيز بن ناصر الباز.
ودرس فترة في تفسير ابن كثير، وكنت أحضر كثيراً في هذه الدروس، ودرسنا في السنة الأولى من سنيّ الجامعة الإسلامية في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي مدة، ثم أسند تدريسها إلى الشيخ عبد المحسن العباد.
ولما تخرجنا في السنة الرابعة من الجامعة الإسلامية، اختار عدداً من هؤلاء الخريجين للتدريس بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية - أنا أحدهم - وقبلها أرسلني في مجموعة من طلاب الجامعة الإسلامية ونحن في السنة الثالثة برئاسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البناء للدعوة إلى الله في السودان.
وأرسلني مرة ونحن في السنة الثالثة أو الرابعة مع مجموعة من الطلاب للدعوة إلى الله في منطقة الليث والقنفذة مدة شهر تقريباً.
وحينما كنت مدرساً في المعهد الثانوي ابتعثني مع زميله الفاضل الشيخ صالح بن حسين العراقي إلى الهند للتدريس في الجامعة السلفية لمدة ثلاث سنوات، نعود منها أيام الإجازات إلى المملكة، ثم نعود أيام التدريس، كما انتدب معي في السنة الثانية أو الثالثة الشيخ هادي بن أحمد طالبي.
ولقد استفادت منا هذه الجامعة الطيبة في وضع المناهج، واستفاد من هذا المنهج كثير من طلاب الجامعة السلفية في الهند، وأظن حتى في باكستان.
ولما انتقل - رحمه الله - إلى الرياض بعد وفاة شيخه الإمام محمد بن إبراهيم ليتسلم منصب الإفتاء والبحوث العلمية والدعوة إلى الله، استمرت هذه الصلة والمحبة.
فكنت أشد الرحال لزيارته والاستفادة من غزير علمه، وأخلاقه، وأجلس معه جلسة خاصة في كلّ زيارة، أعرض عليه ما تواجهه الدعوة السلفية من مشاكل خصومها فأجد منه التفاهم العالي اللائق بأمثاله والصدر الرحب، والإصغاء الواعي، والأخذ والإعطاء في الكلام، وبذل الجهد فيما ينفع الدعوة السلفية ويدفع عنها الضرر - رحمه الله -، والحق يقال: إنّ الدعوة السلفية قد فقدت هذا الإمام الألمعي، فقدته في كل مكان فقدانا لا نظير له، وتجرّأ عليها وعلى دعاتها حتى خفافيش الظلام، وفي الله العوض، ومنه يستمد النصر والعون.
لقد كنت وما زلت أحب هذا الرجل لما يتمتع به من الصفات العظيمة، وأشيد به وبأخلاقه في كثير وكثير من مجالسي ودروسي؛ لأن مثل هذا الرجل وأخلاقه تفرض عليّ في دروسي في التوحيد وغيره تذكّره وتذكّر أخلاقه ومجالسه، فأحثّ الشباب أن يتّخذوا منه بعد كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف وأخلاقهم أسوة حسنة في دينهم وأخلاقهم، ومعاملاتهم.
ولقد قلت في كتابي " أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية " ( ص 90-91 ) خلال ردّي على حطّ سلمان العودة على أهل الحديث:
" فهل تجد في الدنيا مثل الشيخ ابن باز والعثيمين والشيخ عبد العزيز السلمان والفوزان، وحمود التويجري، والغديان، وعبد الرزاق عفيفي، وآل الشيخ... وكثير من علماء هذا البلد وطلاب العلم منهم؟!
هل تجد مثلهم في الأخلاق والعقيدة، والبذل في سبيل الله ؟!.
لتأتِنا الطوائف والأحزاب بأمثالهم.
ولتأتِنا بأمثال الشيخ الألباني وتلاميذه علما بالسنة وجهادا في سبيل التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، وأمثال علماء الهند؛ كالشيخ عبيد الله المباركفوري وإخوانه في الهند وباكستان ديناً، وخلقاً وعقيدة، وعلماً وصدعاً بالحق، وصبراً على الأذى في سبيل الله.
وهات مثل الشيخ عبد الباري وإخوانه في بنجلاديش! هات مثلهم في الدين وعلوّ الأخلاق !.
فكيف ترمي أهل هذا المنهج بالتحزب على جزء من الدين والجفاء والغفلة عن واقع الأمة وما يدبّر لهم، وفيهم الشيخ العلامة المجاهد اليقظ والمتابع لأحوال المسلمين في أقطار الدنيا كلها حتى ليعتقد فيه أنه لو كانت في المريخ حركة إسلامية، لكان وراءها ألا وهو الشيخ ابن باز ؟! ".
وقد كان يكتب إليّ أحيانا في أمور تتعلق بالدعوة وغيرها منها ما يأتي:
[راجع الكتاب لرؤية صور الرسائل]
(2)
الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني ت: (1420)
هو الإمام المحدث أحد أئمة الحديث والتوحيد والسنة في هذا العصر.
طلبه للعلم:
عندما استقربه المقام في دمشق، ألحقه والده بمدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية، بدمشق، ثم انتقل في أثناء هذه المرحلة من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى بسوق (ساروجة) وفيها أنهى الفتى دراسته الأولية.
ثم أخرجه والده من المدرسة؛ إذ كان يرى أن هذه الدراسة النظامية لا فائدة منها إلا بقدر ما يتعلم الطفل فيها القراءة والكتابة.
ثم وضع له منهجاً علمياً مركزاً درس من خلاله الفتى، وتعلم القرآن الكريم والتجويد، والصرف، وركز له على دراسة الفقه الحنفي ؛ إذ كان يريده والده فقيهاً حنفياً !.
كما درس على بعض المشايخ والعلماء من أصدقاء والده.
وكان ولع الشيخ بالقراءة لا يوصف، حتى وهو في هذه السن المبكرة، فكان يبحث ويقرأ في أوقات فراغه، وكان في بداية أمره يقرأ في كل شيء، حتى إني سمعته يقول:
" في أول عمري قرأت ما يقرأ، وما لا يقرأ ".
طلبه لعلم الحديث:
يقول الشيخ - رحمه الله - وهو إذ ذاك في العشرين من عمره تقريباً:
" ذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءاً من مجلة المنار فاطلعت عليه، ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب ( الإحياء ) للغزالي، ويشير إلى محاسنه، ومآخذه، ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي، فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله، ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على ( الإحياء ).
ورأيتني أسعى لاستئجاره ؛ لأني لا أملك ثمنه، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه".
وقام الشيخ بنسخ هذا الكتاب، وهو ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار ) بخطه الحسن الدقيق، ورتبه ونسقه أحسن تنسيق، وهو أول عمل حديثي يقوم به الشيخ - رحمه الله - وما زال في مكتبته إلى الآن.
ومن هنا ارتبط الشيخ بمجلة المنار، وبما كانت تنشر من بحوث في السنة، وأعجب بها أيما إعجاب، وعلى إثر ذلك جذبه علم الحديث، وأحب كتبه، فأقبل على دراسة كتب الحديث وتحصيلها بهمة عالية، ووفقه الله عز وجل في ذلك بما حباه به من ذهن وقاد، ونبوغ ظاهر، وعقلية علمية نادرة.
فكان إذا اكتسب من عمله ما يكفي حاجته، ترك العمل، وأقبل على العلم، وتحول دكانه إلى ملتقى لطلبة العلم.
وسبحان الله ! كيف ملك علم الحديث لب وفؤاد هذا الفتى، وهو الذي نشأ في بيئته - وإن كانت بيئة علم وتدين – مذهبية! ومع ما كان يسمع من والده عندما رأى إقباله على هذا العلم:
" يا محمد ! علم الحديث صنعة المفاليس " !!
وعندما رأى مؤرخ حلب ومحدثها الشيخ محمد راغب الطباخ نبوغ الفتى، وإقباله على العلم أجازه بمروياته، وهي مذكورة في ثبته " الأنوار الجليلة في مختصر الأثبات الحلبية ".
وليس من الأسرار أن الشيخ - رحمه الله – كان يقول عن هذه الإجازة: " هي لا تعني لي شيئاً، وإنما نرد بها فقط على الحاقدين ".
قلت: وهذا عين الحق والصواب، إذ من المعروف أن مثل هذه الإجازات لا تكسب أصحابها علماً(1) وكلنا يعرف كم من الجهال لديهم عشرات الإجازات ومع هذا ما زالوا جهالاً.
ولكن المؤكد أن من سيطر الحقد على قلبه، لا يقنع بإجازة، بل ولا بعشرات الإجازات، ويغلب على هؤلاء الحاقدين الجمع بين الحقد والجهل، وربما الجبن والتخفي أيضاً، كما في مقال بتاريخ (20/7/1420) هـ الموافق (29/10/1999)مـ.
جلده في البحث:
وهذا أمر بارز جداً في حياة الشيخ – رحمه الله – وأكتفي هنا بمثالين اثنين:
الأول: قصة الورقة الضائعة.
قال الشيخ – رحمه الله – في مقدمة " فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث ":
" لم يكن ليخطر في بالي وضع مثل هذا الفهرس ؛ لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله - تبارك وتعالى- إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة، وترك القراءة، والكتابة، والعمل في المهنة ( تصليح الساعات ) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي – بزعمي – نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها " ذم الملاهي ": للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ.
فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات؛ لكي لا أشق على نفسي!.
فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدّره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذ ت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها ؟
والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة، تحت عنوان " مجاميع " وفي كل مجلدٍ منها على الغالب عديد من الرسائل، والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلِّدُ سهوا في مجلد آخر من هذه المجلدات ! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها على التسلسل.
ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته لم أعدم ما أتعلل به ؛من مثل القول: بأن هذا البحث لا ينافيه ؛ لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية !
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ، وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف، والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع ) البالغ عددها ( 152 ) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خِيطت خطأ في مجلد من مجلدات كتب الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث )! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها ! ولكني سجلت أيضاً عندي ما شاء الله تعالى من المؤلفات والرسائل.
وهكذا لم أزل أعلل النفس، وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة، ورسائلها من علم إلى آخر، حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف مخطوط دون أن أحظى بها !
ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ( الدشت )، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق، والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
وحينئذ يئست من الورقة! ولكني نظرت فوجدت أن الله -تبارك وتعالى- قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب، والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا -رحمهم الله تعالى-، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية،مما لم يطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك، واستحكم في قلبي استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة إلا سجلتها، حتى ولو كانت ورقة واحدة، من كتاب أو جزء مجهول الهوية!
وكأن الله -تبارك وتعالى- كان يعدني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة.
وهي دراسة هذه الكتب دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد.
فإني كنت في أثناء المرحلة الثانية، التقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفوياً فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً. ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدته فيها مع أسانيده وطرقه.
ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث، وغيره من المطبوعات !
فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثا ًعن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وإن من ثمراتها المباركة: أنني اكتشفت في أثنائها بعض المؤلفات، والأجزاء والكراريس القيمة التي لم يكن من المعلوم سابقاً وجودها في المكتبة أصلاً، أو كاملة لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التي بها يمكن عادة الكشف عن هوية المؤلِّف والمؤلَّف أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على نسخته من الكتاب، أو غير ذلك من الأسباب التي يعرفها أهل الاختصاص في دراسة المخطوطات، ولذلك خفيت على (بروكلمن) وغيره من المفهرسين، فلم يرد لها ذكر في فهارسهم إطلاقاً، ولا بأس من أن أذكر هنا بعض المهمات منها مما يحضرني الآن:
1- المستخرج على ( الصحيحين ) للحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني الملنجي.
2- ( مجمع البحرين في زوائد المعجمين ) للحافظ نور الدين الهيثمي.
3- ( الحفاظ ) لأبي الفرج ابن الجوزي.
4- ( الكلم الطيب ) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- ( إثبات صفة العلو لله تعالى ) لابن قدامة المقدسي.
6- ( تحفة المحتاج إلى أدلة المنهج ) لابن الملقن.
7- ( السنن الكبرى ) للنسائي.
8- ( فضائل مكة ) للجندي.
وأما الأجزاء والكراريس التي اكتشفتها وبعضها مما أتممت به بعض الكتب التي كانت ناقصة، أو مجهولة الهوية، فشيء كثير والحمد لله، وإليك بعضها على سبيل المثال:
1 – ( أحكام النساء ) لابن الجوزي
2- ( الضعفاء) للذهبي.
3- ( مسند الشهاب) للقضاعي.
4- ( الصلاة) لعبد الغني المقدسي.
5- ( تاريخ أصبهان) لابن منده.
6- ( الكلام على ختان النبي -صلى الله عليه وسلم-) لابن العديم.
7- ( جزء نعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ) لأبي اليمن ابن عساكر
8- ( المغازي) لابن إسحاق.
9- صحيح ابن حبان([1]).
اتباعه للسنة:
لقد كان الشيخ ناصر - رحمه الله - أحد كبار العلماء العاملين بعلمهم، لم نر مثله في اتباعه للسنة([2])، فهو أحد المجددين بحق إذ كان الشيخ -رحمه الله- من فحول علماء السنة الناصرين لها، المتبعين لها، المميزين لصحيحها من سقيمها، الرافعين للوائها، فكان- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - كما قال الله -عز وجل-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.
إذ كان شديد الإتباع للنبي- صلى الله عليه وسلم-، بل كان شديد الفرح بكل متبع للنبي-صلى الله عليه وسلم، كان لا يقدم قول أحد كائنا من كان على كتاب الله- عز وجل-، وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع عودة بالكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح، وكان هذا القيد أحد ركائز دعوته المباركة.
وكتبه- رحمه الله - تدل على شدة اتباعه للسنة ونصرته لها، بما لا يدع مجالا للشك في ذلك.
وأكتفي هنا بنقل واحد عنه في بيان تعظيمه للسنة، ونصرته لها، يقول: " إني حين وضعت هذا المنهج لنفسي - وهو التمسك بالسنة الصحيحة - وجريت عليه في كتبي، كنت على علم أنه سوف لا يرضي ذلك كل الطوائف والمذاهب، بل سوف يوجه بعضهم، أو كثير منهم ألسنة الطعن، وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك علي، فإني أعلم أيضا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأن (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولله در من قال:
ولست بناج مـن مقـالة طـاعن ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من النـاس سالماً ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
فحسبي أنني معتقد أن ذلك هو الطريق الأقوم الذي أمر الله تعالى به المؤمنين، وبينه نبينا محمد سيد المرسلين، وهو الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، وفيهم الأئمة الأربعة - الذين ينتمي إلى مذاهبهم جمهور المسلمين - وكلهم متفق على وجوب التمسك بالسنة، والرجوع إليها، وترك كل قول يخالفها، مهما كان القائل عظيما، فإن شأنه-صلى الله عليه وسلم- أعظم، وسبيله أقوم".
ولا يخفى على أحد ما بذله الشيخ- رحمه الله - من جهود لنشر سنن كانت مهجورة، من ذلك: صلاة العيدين في المصلى، وصلاة التراويح ( قيام رمضان) بعدد ركعاتها وصفاتها، وخطبة الحاجة، وكثير من صفة الصلاة، كتسوية الصفوف، واتخاذ السترة، والتأمين، والخرور للسجود، وتحريك الإصبع في التشهد... وغير ذلك.
ومن ذلك أيضا كثرة تطوعه، وتنفله قبل صعود الخطيب يوم الجمعة، والإقبال على الخطيب وقت الخطبة.
وغير ذلك من السنن التي أميتت في كثير من بلاد المسلمين، والتي لو قام أحد بجمعها وذكر أدلتها لجاءت في كتاب لطيف.
مؤلفات الشيخ:
لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب النافعة الماتعة التي لا تخلو منها - أو من بعضها - مكتبة عامة، أو خاصة، حتى خصومه كانوا من أحرص الناس على اقتناء كتبه؛ لاعترافهم بعلمه.
وأما أهل الإنصاف والعدل فكانوا - فضلا عن حرصهم على كتبه - يوصون الطلاب بها، ويحثونهم على دراستها ؛ وذلك لما تتميز به من الفوائد العديدة والتي لا توجد في كتب غيره.
وهذه الكتب نذكر منها ما يلي:
1- أحكام الجنائز ( تأليف ).
2- أحكام الركاز ( تأليف ).
3- آداب الزفاف ( تأليف ).
4- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ( تأليف ).
5- إزالة الدهش.
6- إزالة الشكوك عن حديث البروك ( تأليف )
7- إصلاح المساجد من البدع والعوائد ( تحقيق ).
8- اقتضاء العلم العمل ( تحقيق ).
9- الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة ( تأليف ).
10- الأحاديث المختارة ( تحقيق ).
11- الاحتجاج بالقدر ( تحقيق ).
12- الأحكام لعبد الحق ( تحقيق ).
13- الأمثال النبوية ( تأليف ).
14- الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات ( تحقيق ).
15- الإيمان لا بن أبي شيبة ( تحقيق ).
16- الإيمان لابن تيمية ( تحقيق ).
17- الإيمان لأبي عبيد ( تحقيق ).
18- الباعث الحثيث ( تعليق ).
19- التعليق على الموسوعة الفلسطينية.
20- التعليقات الجياد على زاد المعاد ( تأليف ).
21- التعليقات الحسان على الإحسان.
22- التعليقات على الروضة الندية ( تأليف ).
23- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ( تحقيق ).
24- التوسل أنواعه، وأحكامه ( تأليف ).
25- الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ( تأليف ).
26- الحديث حجة بنفسه ( تأليف ).
27- الذب الأحمد عن مسند أحمد ( تأليف ).
28- الرد المفحم على من خالف العلماء، وتشدد، وتعصب، وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب، ولم يقنع بقولهم إنه سنة ومستحب ( تأليف).
29- الرد على التعقب الحثيث ( تأليف ).
30- الروض النضير في ترتيب، وتخريج معجم الطبراني الصغير.
31- الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب ( تحقيق ).
32- الصراط المستقيم رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان ( تخريج ).
33- العقيدة الطحاوية شرح، وتعليق ( تأليف ).
34- العلم لابن أبي خيثمة ( تحقيق ).
35- الكلم الطيب ( تحقيق ).
36- المرأة المسلمة ( تخريج ).
37- المسح على الجوربين والنعلين ( تحقيق وتذييل ).
38- المصطلحات الأربعة في القرآن ( تخريج ).
39- بداية السول في تفضيل الرسول ( تحقيق ).
40- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( تأليف ).
41- تحريم آلات الطرب ( تأليف ).
42- تحقيق سنن أبي داود.
43- تخريج أحاديث مشكلة الفقر ( تأليف ).
44- تصحيح حديث إفطار الصائم ( تأليف ).
45- تلخيص أحكام الجنائز ( تأليف ).
46- تلخيص صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
47- تمام المنة في التعليق على فقه السنة ( تأليف ).
48- تيسير انتفاع الخلان بترتيب ثقات ابن حبان ( تأليف ).
49- جلباب المرأة المسلمة ( تأليف ).
50- حجاب المرأة ولباسها في الصلاة ( تحقيق ).
51- حجة النبي-صلى الله عليه وسلم- كما رواها عنه جابر- رضي الله عنه - (تأليف).
52- حديث الآحاد، وحجيته في العقائد والأحكام ( تأليف ).
53- حقوق النساء في الإسلام ( تحقيق ).
54- حقيقة الصيام ( تحقيق ).
55- خطبة الحاجة ( تأليف ).
56- دفاع عن الحديث النبوي ( تأليف ).
57- رسالة في حكم اللحية ( تأليف ).
58- رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار ( تحقيق ).
59- رياض الصالحين ( تحقيق ).
60- زوائد منتقى ابن الجارود ( تأليف ).
61- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها( 1- 6 مطبوع) والمجلد السابع تحت الطبع وبه ينتهي الكتاب، ( تأليف ).
62- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة ( 1-5 ) مطبوع ( السادس والسابع تحت الطبع) والكتاب ( 14) مجلدا (تأليف).
63- شرح العقيدة الطحاوية ( تحقيق ).
64- صحيح ابن خزيمة ( مراجعة ).
65- صحيح أدب المفرد ( تأليف ).
66- صحيح الترغيب والترهيب ( اختيار وتحقيق ).
67- صحيح الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
68- صحيح السيرة النبوية ( تأليف ).
69- صحيح الكلم الطيب ( تأليف ).
70- صحيح سنن ابن ماجه ( تأليف ).
71- صحيح سنن أبي داود ( تأليف ).
72- صحيح سنن الترمذي ( تأليف ).
73- صحيح سنن النسائي ( تأليف ).
74- صحيح موارد الظمآن ( تأليف ).
75- صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ( تحقيق ).
76- صفة صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
77- صلاة التراويح ( تأليف ).
78- صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة ( تأليف ).
79- صوت العرب تسأل ومحمد ناصر الدين يجيب.
80- صيد الخاطر ( تخريج ).
81- ضعيف الأدب المفرد ( تأليف ).
82- ضعيف الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق ).
83- ضعيف الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
84- ضعيف سنن ابن ماجه ( تأليف).
85- ضعيف سنن أبي داود ( تأليف ).
86- ضعيف سنن الترمذي ( تأليف ).
87- ضعيف سنن النسائي ( تأليف ).
88- ضعيف موارد الظمآن ( تأليف ).
89- ظلال الجنة في تخريج السنة ( تأليف ).
90- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ( تأليف ).
91- فضائل الشام ودمشق( تخريج ).
92- فضل الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تحقيق ).
93- فقه السيرة للغزالي ( تخريج ).
94- فهرس المخطوطات الحديثية في مكتبة الأوقاف الحلبية ( تأليف ).
95- فهرس مخطوطات الحديث ( تأليف ).
96- قاموس البدع ( تأليف ).
97- قصة نزول عيسى- عليه السلام- وقتله الدجال ( تأليف ).
98- قيام رمضان ( تأليف ).
99- كتاب الصلاة الكبير ( تأليف ).
100- كشف النقاب ( تأليف ).
101- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ( تخريج ).
102-لفتة الكبد إلى نصيحة الولد ( تحقيق ).
103-ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة ( تخريج ).
104-مجموع الفتاوى.
105- مختصر الشمائل المحمدية ( اختصار وتحقيق ).
106-مختصر العلو للعلي الغفار ( اختصار وتحقيق ).
107-مختصر صحيح البخاري ( 1-4) ( اختصار وتعليق ).
108-مختصر صحيح مسلم ( اختصار وتحقيق ).
109- مسائل غلام الخلال التي خالف فيها الخرقي ( تعليق ).
110-مساجلة علمية ( تخريج ).
111-مشكاة المصابيح ( تحقيق ).
112- مناسك الحج والعمرة ( تأليف ).
113- منـزلة السنة في الإسلام ( تأليف ).
114-موسوعة أحاديث البيوع ( تأليف ).
115-نصب المجانيف لنسف قصة الغرانيق ( تأليف ).
116-نقد نصوص حديثية في الثقافة الإسلامية ( تأليف ).
117- وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة ( تأليف ).
استقيت هذه المعلومات من كتاب ( محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني بقلم سمير بن أمين الزهيري ).
ولي معرفة بكثير من أحواله وجهوده، ومؤلفاته.
وأقول :
إني عرفت هذا الرجل العظيم بعلمه الغزير، واطلاعه الواسع عن كثب إذ قد درسني وزملائي في الجامعة الإسلامية ثلاث سنوات فكان من أبرز علمائها المرموقين بل هو واحد من ثلاثة في الدرجة الأولى في العلم والفضل والأخلاق ألا وهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وكان طلاب الجامعة الإسلامية يتهافتون على الشيخ الألباني ومجالسه العلمية الجذابة تهافت الذباب على العسل لقوة عارضته ونصاعة حجته، و يجتمع حوله طلاب المرحلة الجامعية وطلاب المرحلة الثانوية حيث كانت المدرستان في ذلك الوقت متجاورتين.
وكان في تدريسه متأنيا ينـثر خلال تدريسه قواعد علم الحديث وعلم أصول الفقه نثر الدرر فيحفظها النبلاء الذين يعرفون قيمتها ويفقهونها.
ولقد عرف طلاب العلم هذه القواعد من فيه واستفادوا منها قبل أن يدرسوها في بطون الكتب.
والمقام لا يحتمل الإطالة وقد ألفت في مزاياه وعلمه وعقيدته مؤلفات فمن أراد التوسع فعليه بها.
ولا يلتفت إلى طعن الجاهلين الحاسدين الحاقدين على عظماء الإسلام المجاهدين.
(3)
الشيخ مقبل الوادعي ت: (1422)
هو العلامة المحدث، المجاهد، مجدد الدعوة السلفية باليمن الشيخ مقبل بن هادي بن مقبل بن قائدة الهمداني الوادعي من قبيلة آل راشد -رحمه الله -.
كان سيفاً مسلولا على أهل الباطل، من روافض، وشيوعين، وصوفية، وأحزاب منحرفة.
قام بالدعوة السلفية في اليمن خير قيام، وأنشأ مدرسة علمية سلفية بدماج سماها بدار الحديث يفد إليها طلاب العلم من أنحاء اليمن، بل من بلدان كثيرة، عربية، وإسلامية، و أوروبية، وأمريكية.
وتخرج على يديه علماء أنشأوا مدارس في عدد من مناطق اليمن، نفع الله بهم كثيراً والدعوة السلفية عندهم قوية.
ومدارسهم تمثل مدارس السلف في النـزاهة، و العفة، والزهد في الدنيا متوكلين هم وطلابهم الكثيرون على الله.
ولا يدنسون أنفسهم، وأيديهم بأخذ الأموال من المؤسسات الحزبية ؛ لأنهم يدركون أهداف هذه المؤسسات، ومنها: صرف من يستطيعون صرفه عن منهج السلف أهل الحديث، والسنة وربطهم بروؤس الأحزاب الضالة ومناهجهم.
وسن لهم هذه السنة الحسنة ذلكم الجبل النـزيه العفيف الزاهدالشيخ مقبل بن هادي الوادعي الذي يذكرنا بسيرة السلف الصالح، ولاسيما الإمام أحمد - رحمه الله -.
طلبه للعلم
طلب العلم في اليمن، ثم بمعهد الحرم المكي، ثم بالجامعة الإسلامية، فدرس بكلية أصول الدين انتظاماً، وبكلية الشريعة انتساباً، ثم واصل دراسته فيها حتى حصل على الشهادة العالمية الماجستير، ثم أقبل على كتب السنة،والتفسير، وكتب الرجال، ينـهل منها، ويستمد منها مؤلفاته القيمة - رحمه الله -.
مشايخه:
لقد تتلمذ الشيخ مقبل على مشايخ عدة، وفي مدارس متنوعة، وفنون متفرعة، فمن مشايخه في المدرسة الأولى ( مدرسة التشيع ):
1- أبو الحسين مجد الدين المؤيدي، يقول عنه الشيخ: هو أعلم شيعي في اليمن ويعتبر حامل المذهب الهادوي، استفاد منه كثيراً في النحو في نجران.
2- إسماعيل حطبة.
3- محمد بن حسن المتميز.
4- قاسم بن يحيى شويل.
ومن مشايخه الآخرين:
1- العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، رحل من الجامعة الإسلامية قبل أن يدخلها الشيخ، إلا أنه كان يزور طلبة العلم في المدينة، وينصحهم فربما يأتي، وقد صار بعضهم من جماعة التكفير فيبقى معهم في مشاددة حتى يهديهم الله على يديه، وكان الشيخ يحضر جلساته الخاصة بطلبة العلم " قواعد في الحديث " لا العامة لأن المحاضر يتنـزل على مستوى الحاضرين فكان يتجه إلى المكتبة.
2- العلامة الفقيه([3]) عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -، كان يحضر دروسه في " صحيح مسلم " في الحرم المدني.
3- محمد بن عبد الله الصومالي - رحمه الله -، درس عنده سبعة أشهر، أو أكثر واستفاد منه كثيراً في علم الحديث، ومعرفة رجال الشيخين، يقول عنه الشيخ: لعل أمثاله قليل في معرفة رجال الشيخين أو ليس له مثيل. اهـ
4- عبد الله بن محمد بن حميد، درسه في " التحفة السنية " وكان يتعجب من إجابات الشيخ واعتراضاته، وكان يتوسع فتفرق الطلاب، فقال للشيخ: وأنت انصرف.
5- حماد بن محمد الأنصاري، من مشايخه في الدراسات العليا.
6- يحيى بن عثمان الباكستاني، من مشايخه في الحرم المكي درس عنده في " صحيح البخاري" و " صحيح مسلم " و " تفسير ابن كثير ".
7- عبد العزيز بن راشد النجدي، من مشايخه في الحرم المكي يقول عنه الشيخ: كان له معرفة قوية بعلم الحديث، وينفر عن التقليد، وهو خريج الأزهر، وكان متشدداً في التضعيف حتى أنه ألف " تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين "، وكان يقول - رحمه الله -: الصحيح الذي في غير الصحيحين يعد على الأصابع فبقيت كلمته في ذهني منكراً لها حتى عزمت على تأليف " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين " فازددت يقيناً ببطلان كلامه، وقد أنكر عليه الشيخ فقال: هذا من أجل العامة، وأما أنتم فلو تقرءون في التوراة والإنجيل ما منعتكم.
8- القاضي يحيى الأشول، صاحب معمرة درسه في " سبل السلام " وفي أي شيء يطلب.
9- عبد الرزاق الشاحذي المحويتي، كان يدرسه فيما يطلب.
10- محمد السبيل، درس عنده في علم الفرائض.
11- محمد الأمين المصري - رحمه الله -، استفاد منه في علم الحديث وهو من مشايخه في الدراسات العليا.
12- السيد محمد الحكيم المصري، المدافع والمشرف على رسالة الماجستير درس عنده في " سبل السلام " وهو من مشايخه في كلية الدعوة.
13- محمود عبد الوهاب فايد، من مشايخه في كلية الدعوة درسهم التفسير قال فيه الشيخ: قوي ومحقق.
14- عبد العزيز السبيل، من مشايخه في معهد الحرم المكي.
15- بديع الدين الراشدي، يقول الشيخ:كان يبغض التقليد.
16- محمد تقي الدين الهلالي.
17- طه الزيني.
18- عبد العظيم فياض.
19- عبد المحسن العباد تتلمذ عليه بالأسئلة.
20- الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، تتلمذ عليه بالأسئلة وعرض المشكلات،يقول الشيخ: كان آية من آيات الله في الحفظ ما رأت عيني مثله يسرد الفوائد سردًا دون أن يتعتع، وقد نصح الشيخ بحضور دروسه إلا أنه كان يؤثر العكوف على الكتب والقراءة الهادئة.
يقول الشيخ: على أن أكثر استفادتي من الكتب فليبلغ الشاهد الغائب.اهـ
مؤلفاته:
وكتب الشيخ في فنون متشعبة، وأبواب متفرعة وإليك ما طبع منها:
( أ ) في التفسير:
1- تحقيق وتخريج مجلدين من " تفسير ابن كثير " إلى سورة المائدة والباقي يقوم به الطلاب.
2- الصحيح المسند من أسباب النـزول.
(ب) في العقيدة:
3- الشفاعة.
4- الجامع الصحيح في القدر.
5- الصحيح المسند من دلائل النبوة.
6- صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال.
7- السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة.
8- رياض الجنة في الرد على أعداء السنة.
9- الطليعة في الرد على غلاة الشيعة.
10- بحث حول القبة المبنية على قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
11- الإلحاد الخميني في أرض الحرمين.
12- فتوى في الوحدة مع الشيوعيين.
13- إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن، حاشية على الرسالة الوازعة للمعتدين ليحيى بن حمزة.
14- ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر.
15- المخرج من الفتنة(1).
16- هذه دعوتنا وعقيدتنا.
17- إيضاح المقال في أسباب الزلزال.
(ج) في الحديث ومصطلحة:
18- الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، في مجلدين صنعه على عينه صنع من طب لمن حب وقد رتبه ترتيباً فقهياً في ستة مجلدات سماه " الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ".
19- تتبع أوهام الحاكم في المستدرك، التي لم ينبه عليها الذهبي في خمسة مجلدات مع المستدرك.
20- تحقيق ودراسة الإلزامات والتتبع للدارقطني.
21- تراجم رجال الحاكم الذين ليسوا من رجال تهذيب التهذيب، في مجلدين.
22- تراجم رجال الدارقطني الذين ليسوا في تهذيب التهذيب، ولا رجال الحاكم، وشاركه بعض تلامذته.
23 - نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة.
24 - المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح.
(د) في فقه السنة القائم على الأحاديث النبوية:
25- الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين، نهج في ترتيبه وتبويبه منهج إمام هذه الصنعة الإمام البخاري - رحمه الله - في صحيحه.
26- الجمع بين الصلاتين في السفر.
27- شرعية الصلاة في النعال.
28- تحفة الشباب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني في شأن الاستمناء.
29- تحريم الخضاب بالسواد.
(هـ) متنوعات:
30- غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة، في مجلدين.
31- قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد.
32- تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب.
33- إجابة السائل عن أهم المسائل.
34- المصارعة.
35- الفواكه الجنية في المحاضرات والخطب السنية.
36- تحريم تصوير ذوات الأرواح.
37- إقامة البرهان على ضلالات عبد الرحيم الطحان.
38- القول الأمين في بيان فضائح المذبذبين.
39- قرة العين بأجوبة العلابي وصاحب العدين.
40- ترجمة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي.
41- الباعث على شرح الحوادث.
42- ذم المسألة.
43- مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني.
44- فضائح ونصائح.
45- البركان لنسف جامعة الإيمان ومعه الرد على يوسف بن عبد الله القرضاوي.
46- رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.
أقول: أخذت هذه المعلومات عن الشيخ مقبل عن كتاب ( الإبهاج بترجمة العلامة المحدث أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ) بقلم أبي إبراهيم حميد بن قائد بن علي العتمي.
أقول:
وقد عرفت هذا الرجل بالصدق والإخلاص، والعفة، والزهد في الدنيا، والعقيدة الصحيحة والمنهج السلفي السليم، والرجوع إلى الحق على يد الصغير والكبير.
وقد بارك الله في دعوته فأقبل عليها الناس، فله ولتلاميذه آثار كبيرة في شعب اليمن، يشهد بذلك كل ذي عقل ودين وإنصاف.
فلله درهم هم والله ورثة الانبياء
تعليق