الأمر الثالث: منذ عشر سنين كنت ذاهباً إلى لندن أقلعت الطائرة الساعة الثانية عشرة إلا ربع ظهراً وكانت في تلك الأيام الطائرة لا يوجد فيها مصلى وكنا نصلي عند المخارج أو في أي مكان فعندما أقلعت الطائرة جاءني شاب عمره ستة عشر سنة قال: يا عمي أتصلي الظهر قلت توكل على الله فبدأنا الصلاة عند أحد مخارج الطوارئ وعندما بدأت أقرأ الفاتحة بدأت الطائرة تهتز من المطبات الهوائية فطلبت منا المضيفة الجلوس وقطع الصلاة فأتممنا الصلاة بسرعة و سلّمنا. كان هناك شابان جالسان أمام المخرج وبينهما كرسي فارغ، فجلست بينهما وكانا في حدود العشرين عاماً فتعرفت عليهما وقلت: أين تذهبان؟ قالا: إلى لندن. دراسة أم سياحة؟ فرد أحدهما بل سياحة تكلمت معهما دقيقتين قلت لهم يا أخوان وأنا وجهي إلى الشاب الجالس بجانب النافذة و ظهري للآخر قلت له يا أخي أريد أن أسألك سؤالاً: لو أن ملك الموت أتاك الآن وأخبرك أنك ستموت بعد يومين فما هو موقفك؟هل ستستمر في السياحة بلندن؟ أو ترجع بالطائرة إلى بلدك وقلت: تخيل أن ملك الموت جاء إليك وأنت تزني أو تشرب الخمر..ما رأيك قال: لا أريد أن يأتي إليّ إلا وأنا أصلي وأصوم وفي عبادة قلت له: أتضمن أن تعيش لبرهة أو ليوم أو يومين أو تموت في لندن فيأتوا بك وأنت ميت على سكر أو ميت بزنى وعلى جنابة قال: صحيح كلامك، وعندما انتهيت نظرت إلى الثاني وإذ أرى عينيه قد امتلأتا دموعاً. بعد ذلك ودعتهم واعتذرت منهم وذهبت إلى مقعدي.
أخواني بعد هذا كله هل عرفنا لماذا لا نتوب وعرفنا لماذا نسوف بالتوبة؟؟ لأننا نسينا الموت!!. وهل عرفنا لماذا نسينا الموت؟ لأن الحياة الدنيا أشغلتنا وانشغلنا بها!!
أخواني بعد هذا كله هل عرفنا لماذا لا نتوب وعرفنا لماذا نسوف بالتوبة؟؟ لأننا نسينا الموت!!. وهل عرفنا لماذا نسينا الموت؟ لأن الحياة الدنيا أشغلتنا وانشغلنا بها!!
تعليق