[COLOR="Blue"][SIZE="5"][B][B][COLOR="Blue"][SIZE="5"]
لغـز التـثاؤب Mystery Of Yawning
--------------------------------------------------------------------------------
د. زهير جميل قزاز
طبيب استشاري السكري ومشرف التخطيط والتطوير والبحوث
بمستشفى النور التخصصي بالعاصمة المقدسة
التثاؤب والتثاؤب لغتان؛ وأشهرهما الأولى، وهي فترة تعتري الشخص فيفتح عندها فمه. وهو فعل طبيعي من أفعال التنفس يشترك فيه الإنسان مع غيره من الكائنات؛ فالسمك، والطيور، والزواحف, بل معظم الثدييات ومنها القطط تتثاءب، وفي الإنسان يبدأ التثاؤب في رحم الأم، ولا يتوقف إلا مع انتهاء العمر.
وللتثاؤب عند المسلم آداب برع الهدي النبوي في وضعها وبيان حكمها في أحاديث؛ أحدها ما ورد في البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقًا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان, فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان)،
وتخلص الروايات المتعددة إلى آداب منها:
(1) محاولة كظم التثاؤب ورده قدر الإمكان.
(2) وضع اليد على الفم.
(3) عدم قول: آه، آه.
(4) عدم رفع الصوت بالتثاؤب.
وأضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات، إذ يكون مع ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد عنه ذلك وهو التوسع في الأكل، وما يكون معه من ميل إلى الكسل والنوم. وقد صرح العلماء بكراهة التثاؤب مطلقًا في كل حالة، وأنه غير مقيد بعبادة كصلاة وقراءة قرآن.
والتثاؤب قد يكون تمهيدًا للنوم، وآية على الرغبة الدالة عليه، ولكنها ليست رغبة فيه. وهو عند الأطباء فعل من أفعال التنفس الذي يتم بطريقة رد الفعل! كغمض العين مثلاً، إذا رأت شيئًا سيصيبها، كما قد يكون مفيدًا للصحة (أو علامة اعتلال). ومن غرائبه تلك (العدوى النفسية) الموجودة فيه، فما أن يتثاءب شخص ما في مجلس ما، حتى تسري (العدوى التثاؤبية) إلى معظم الحاضرين (55%)، بل إن المتثائب الجيد يصيب سبعة آخرين بعدواه، فهل هناك فعلاً عدوى نفسية أم حقيقية؟! وهل يمكن اعتبار الأدب النبوي في ضبط تصرف (التثاؤب) تقليلاً من فرص تلك العدوى؟! وما الشواهد العلمية في أضرار الانسياق مع داعية التثاؤب؟! والحمد لله رب العالمين.
الأحاديث والآثار:
لم يرد التثاؤب لفظًا أو معنى في آيات القرآن الكريم البتة، بينما ورد (النعاس) في موضعين هما: (أَمَنَةً نُّعَاسًا) [آل عمران: 154]، و(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ) [الأنفال: 11][1]، وهو أي (النعاس) بحث سأتناوله لاحقًا إن شاء الله تعالى - لذا فسيكون مجال بحثي هو موضوع الإعجاز العلمي في السنة؛ لأن (التثاؤب) تناولته الأحاديث النبوية الشريفة فقط. ومن ذلك:
1 ـ ما أورده الإمام النووي في باب (آداب التثاؤب) ولفظه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله يُحب العطاس، ويكره التّثَاؤُب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقًا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله. وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإنّ أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشـيطان) رواه البخاري[2]. وموجز شرحه ما يلي: التثاؤب: بمثنّاة ثم مثلّثة وبعد الألف همزة، وجاء في مسلم: (إذا تثاوب) بالواو بدل الهمزة فمصدر التثاؤب بالواو، وقال السيوطي: قال غير واحد: إنهما لغتان والهمز والمد أشهر. (إن الله تعالى يحب العطاس ويكره التثاؤب) قال الخطابي: (معنى المحبة والكراهة فيهما يتصرف إلى سببهما، وذلك: أن العطاس يكون: عن خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع، وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون عن غلبة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئًا عن كثرة الأكل والتخليط فيه، والأول (العطاس) يستدعي النشاط والعبادة والثاني (التثاؤب) عكسه.
(وأما التثاؤب): بالواو في الأصول المصححة. والتثاؤب معروف، والاسم الثؤباء، وإنما جعله من الشيطان كراهة له؛ لأنه إنما يكون مع ثقل البدن وامتلائه وميله إلى الكسل والنوم.
وأضافه إلى الشيطان لأنه الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهوتها، وأراد به التحذير من السـبب الذي يتولد منه وهو الشبع المثقل عن الطاعات. ا.هـ. ملخصًا من النهاية. قال العيني في شرح البخاري: (التثاؤب هو: النّفَس الذي ينفتح منه الفم لدفع البخارات المختلفة في عضلات الفك) ا.هـ. (فإنما هو من الشيطان) قال ابن بطال: (إضافته إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة: أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثاوبًا لأنها حالة تتغيّر فيها صورته فيضحك منه. وليس المراد أن (الشيطان نفس التثاوب). وقال ابن العربي: (بين أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملَك لأنه واسطته). قال: (والتثاوب من الامتلاء، وينشأ عن التكاسل وذلك الشيطان، والعطاس من تقليل الغذاء، وينشأ عنه النشاط وذلك بواسطة الملَك). وقال المصنف: (أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات؛ إذ يكون من ثقل البدن واسترخائه وامتلائه. والمراد التحذير من السبب الذي يتولد عنه ذلك وهو التوسع في الأكل. (فإذا تثاءب): بالهمزة كما قاله السيوطي قال: وروى مسلم؛ أي في حديث آخر: تثاوب بالواو. (أحدكم فَليَرُدّه): بالحركات الثلاث في آخر الفعل والضم إتباعٌ لحركة الضمير (ما استطاع) أي قدر استطاعته وذلك بإطباق فيه، فإن لم يندفع بذلك فبوضع اليد عليه. (فإذا تثاءب ضحك الشيطان منه) فرحًا بذلك لما فيه من تغير صورة الإنسان ودخوله في فيه. وأشار ابن بطال إلى أن الشيطان يضحك حينئذ من جوفه[3].
2 ـ عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إذا تثاءب (تثاوب) أحدكم فليمسك بيده على فيه (فمه)، فإن الشيطان يدخل فيه) رواه مسلم. أشار السيوطي في الجامع الصغير إلى أن البخاري أخرجه أيضًا. وموجز شرحه ما يلي: (أحدكم فليمسك بيده على فيه (فمه) وذلك كراهية صورة التثاؤب المحبوبة للشيطان. (فإن الشيطان يدخل فيه): أي في الإنسان عند انفتاح فمه حال التثاؤب فيمنعه من ذلك بوضع اليد على الفم سَدًّا لطريقه ومبالغة في منعه وتعويقه [4, 5].
3 ـ وقد أخرجه أحمد وأبو داود بلفظ: (فإن الشيطان يدخل من التثاؤب).4 ـ وعند ابن ماجه من حديث أبي هريرة بلفظ: (إذا تثاوب أحدكم فليضع يده على فيه، ولا يعوي فإن الشيطان يضحك منه).
5 ـ ويُذكر عنه ـ صلى الله عليه وسلم: (أن التثاؤُب الشديد، والعَطسة الشديدة. من الشيطان).
6 ـ ويُذكر عنه ـ صلى الله عليه وسلم: (إن الله يكره رفع الصوت بالتثاؤُب والعُطاس).
7 ـ (فائدة) أخرج ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ من مرسل يزيد بن الأصم قال: (ما تثاءب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قط).
8 ـ وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال: (ما تثاوب نبي قط)، قال السيوطي: ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق[6].
اللغة والتعريف:
اللغة: التثاؤب والتثاوب. لغتان أشهرهما الأولى. والمعنى الاصطلاحي في هذا لا يخرج عن المعنى اللغوي. المصباح المنير: مادة (ثوب) التثاؤب ـ التثاوب[7]. وللتثاؤب في تعريفه العلمي صيغ عديدة منها:
(1) فتح الفم واسعًا من غير إرادة، وهو ظاهرة فطرية تعتري الإنسان عن كسلٍ أو نعاسٍ.
(2) أن التثاؤب وظيفة طبيعية تشير في الواقع إلى زيادة في النشاط، أو حتى إلى رغبة دفينة في تغيير الموضوع، وفق اعتبار باحث فرنسيّ.
(3) أن التثاؤب يعني نوبة قوية في دورة التنفس، يكون فيها حجم فتحة البلعوم أكبر بأربع مرات من حجمها في الأوقات العادية[8].
لغـز التـثاؤب Mystery Of Yawning
--------------------------------------------------------------------------------
د. زهير جميل قزاز
طبيب استشاري السكري ومشرف التخطيط والتطوير والبحوث
بمستشفى النور التخصصي بالعاصمة المقدسة
التثاؤب والتثاؤب لغتان؛ وأشهرهما الأولى، وهي فترة تعتري الشخص فيفتح عندها فمه. وهو فعل طبيعي من أفعال التنفس يشترك فيه الإنسان مع غيره من الكائنات؛ فالسمك، والطيور، والزواحف, بل معظم الثدييات ومنها القطط تتثاءب، وفي الإنسان يبدأ التثاؤب في رحم الأم، ولا يتوقف إلا مع انتهاء العمر.
وللتثاؤب عند المسلم آداب برع الهدي النبوي في وضعها وبيان حكمها في أحاديث؛ أحدها ما ورد في البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقًا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان, فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان)،
وتخلص الروايات المتعددة إلى آداب منها:
(1) محاولة كظم التثاؤب ورده قدر الإمكان.
(2) وضع اليد على الفم.
(3) عدم قول: آه، آه.
(4) عدم رفع الصوت بالتثاؤب.
وأضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات، إذ يكون مع ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد عنه ذلك وهو التوسع في الأكل، وما يكون معه من ميل إلى الكسل والنوم. وقد صرح العلماء بكراهة التثاؤب مطلقًا في كل حالة، وأنه غير مقيد بعبادة كصلاة وقراءة قرآن.
والتثاؤب قد يكون تمهيدًا للنوم، وآية على الرغبة الدالة عليه، ولكنها ليست رغبة فيه. وهو عند الأطباء فعل من أفعال التنفس الذي يتم بطريقة رد الفعل! كغمض العين مثلاً، إذا رأت شيئًا سيصيبها، كما قد يكون مفيدًا للصحة (أو علامة اعتلال). ومن غرائبه تلك (العدوى النفسية) الموجودة فيه، فما أن يتثاءب شخص ما في مجلس ما، حتى تسري (العدوى التثاؤبية) إلى معظم الحاضرين (55%)، بل إن المتثائب الجيد يصيب سبعة آخرين بعدواه، فهل هناك فعلاً عدوى نفسية أم حقيقية؟! وهل يمكن اعتبار الأدب النبوي في ضبط تصرف (التثاؤب) تقليلاً من فرص تلك العدوى؟! وما الشواهد العلمية في أضرار الانسياق مع داعية التثاؤب؟! والحمد لله رب العالمين.
الأحاديث والآثار:
لم يرد التثاؤب لفظًا أو معنى في آيات القرآن الكريم البتة، بينما ورد (النعاس) في موضعين هما: (أَمَنَةً نُّعَاسًا) [آل عمران: 154]، و(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ) [الأنفال: 11][1]، وهو أي (النعاس) بحث سأتناوله لاحقًا إن شاء الله تعالى - لذا فسيكون مجال بحثي هو موضوع الإعجاز العلمي في السنة؛ لأن (التثاؤب) تناولته الأحاديث النبوية الشريفة فقط. ومن ذلك:
1 ـ ما أورده الإمام النووي في باب (آداب التثاؤب) ولفظه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله يُحب العطاس، ويكره التّثَاؤُب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقًا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله. وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإنّ أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشـيطان) رواه البخاري[2]. وموجز شرحه ما يلي: التثاؤب: بمثنّاة ثم مثلّثة وبعد الألف همزة، وجاء في مسلم: (إذا تثاوب) بالواو بدل الهمزة فمصدر التثاؤب بالواو، وقال السيوطي: قال غير واحد: إنهما لغتان والهمز والمد أشهر. (إن الله تعالى يحب العطاس ويكره التثاؤب) قال الخطابي: (معنى المحبة والكراهة فيهما يتصرف إلى سببهما، وذلك: أن العطاس يكون: عن خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع، وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون عن غلبة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئًا عن كثرة الأكل والتخليط فيه، والأول (العطاس) يستدعي النشاط والعبادة والثاني (التثاؤب) عكسه.
(وأما التثاؤب): بالواو في الأصول المصححة. والتثاؤب معروف، والاسم الثؤباء، وإنما جعله من الشيطان كراهة له؛ لأنه إنما يكون مع ثقل البدن وامتلائه وميله إلى الكسل والنوم.
وأضافه إلى الشيطان لأنه الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهوتها، وأراد به التحذير من السـبب الذي يتولد منه وهو الشبع المثقل عن الطاعات. ا.هـ. ملخصًا من النهاية. قال العيني في شرح البخاري: (التثاؤب هو: النّفَس الذي ينفتح منه الفم لدفع البخارات المختلفة في عضلات الفك) ا.هـ. (فإنما هو من الشيطان) قال ابن بطال: (إضافته إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة: أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثاوبًا لأنها حالة تتغيّر فيها صورته فيضحك منه. وليس المراد أن (الشيطان نفس التثاوب). وقال ابن العربي: (بين أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملَك لأنه واسطته). قال: (والتثاوب من الامتلاء، وينشأ عن التكاسل وذلك الشيطان، والعطاس من تقليل الغذاء، وينشأ عنه النشاط وذلك بواسطة الملَك). وقال المصنف: (أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات؛ إذ يكون من ثقل البدن واسترخائه وامتلائه. والمراد التحذير من السبب الذي يتولد عنه ذلك وهو التوسع في الأكل. (فإذا تثاءب): بالهمزة كما قاله السيوطي قال: وروى مسلم؛ أي في حديث آخر: تثاوب بالواو. (أحدكم فَليَرُدّه): بالحركات الثلاث في آخر الفعل والضم إتباعٌ لحركة الضمير (ما استطاع) أي قدر استطاعته وذلك بإطباق فيه، فإن لم يندفع بذلك فبوضع اليد عليه. (فإذا تثاءب ضحك الشيطان منه) فرحًا بذلك لما فيه من تغير صورة الإنسان ودخوله في فيه. وأشار ابن بطال إلى أن الشيطان يضحك حينئذ من جوفه[3].
2 ـ عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إذا تثاءب (تثاوب) أحدكم فليمسك بيده على فيه (فمه)، فإن الشيطان يدخل فيه) رواه مسلم. أشار السيوطي في الجامع الصغير إلى أن البخاري أخرجه أيضًا. وموجز شرحه ما يلي: (أحدكم فليمسك بيده على فيه (فمه) وذلك كراهية صورة التثاؤب المحبوبة للشيطان. (فإن الشيطان يدخل فيه): أي في الإنسان عند انفتاح فمه حال التثاؤب فيمنعه من ذلك بوضع اليد على الفم سَدًّا لطريقه ومبالغة في منعه وتعويقه [4, 5].
3 ـ وقد أخرجه أحمد وأبو داود بلفظ: (فإن الشيطان يدخل من التثاؤب).4 ـ وعند ابن ماجه من حديث أبي هريرة بلفظ: (إذا تثاوب أحدكم فليضع يده على فيه، ولا يعوي فإن الشيطان يضحك منه).
5 ـ ويُذكر عنه ـ صلى الله عليه وسلم: (أن التثاؤُب الشديد، والعَطسة الشديدة. من الشيطان).
6 ـ ويُذكر عنه ـ صلى الله عليه وسلم: (إن الله يكره رفع الصوت بالتثاؤُب والعُطاس).
7 ـ (فائدة) أخرج ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ من مرسل يزيد بن الأصم قال: (ما تثاءب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قط).
8 ـ وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال: (ما تثاوب نبي قط)، قال السيوطي: ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق[6].
اللغة والتعريف:
اللغة: التثاؤب والتثاوب. لغتان أشهرهما الأولى. والمعنى الاصطلاحي في هذا لا يخرج عن المعنى اللغوي. المصباح المنير: مادة (ثوب) التثاؤب ـ التثاوب[7]. وللتثاؤب في تعريفه العلمي صيغ عديدة منها:
(1) فتح الفم واسعًا من غير إرادة، وهو ظاهرة فطرية تعتري الإنسان عن كسلٍ أو نعاسٍ.
(2) أن التثاؤب وظيفة طبيعية تشير في الواقع إلى زيادة في النشاط، أو حتى إلى رغبة دفينة في تغيير الموضوع، وفق اعتبار باحث فرنسيّ.
(3) أن التثاؤب يعني نوبة قوية في دورة التنفس، يكون فيها حجم فتحة البلعوم أكبر بأربع مرات من حجمها في الأوقات العادية[8].
تعليق