باحث بريطاني يعلن عن اكتشافه كنوز الهيكل بالقرب من القدس
يدّعي أن ما توصل اليه سيشكل خلفية لرواية دان براون «مفاتيح سليمان»
يدّعي أن ما توصل اليه سيشكل خلفية لرواية دان براون «مفاتيح سليمان»
القدس: أسامة العيسة
نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، الأسبوع الماضي، ونقلت عنها صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية، أن عالم الآثار البريطاني المختص بآثار الأرض المقدسة، شون كينغسلي، أعلن انه كشف أخيرا السر الذي حير علماء الدراسات الكتابية، والمتعلق بما يسمى كنور الهيكل، وقال بأن الكنوز موجودة في مكانها الأصلي في الأرض المقدسة، وأنها عادت إلى هذه الأرض بعد 600 عام من نهبها من قبل الرومان. ويدّعي كينغسلي انه اكتشف هذه الكنوز، ومن بينها أبواق من الفضة وشمعدانات من الذهب بالإضافة إلى المجوهرات ومنحوتات وأشياء أخرى مطلية بماء الذهب أو ماء الفضة.
لا يعرف الراهب اليوناني المسن المسؤول عن دير القديس ثيودوسيوس، جنوب القدس، ما يدور من نقاش فجره باحث بريطاني، حول ما يسمى بكنوز الهيكل، ويتعلق جزء منه بهذا الدير الذي يديره الراهب الأرثوذكسي الذي يقترب عمره من الثمانين عاما، ويعيش فيه لوحده مع راهبتين رومانيتين.
ويقع الدير الذي يعرف اكثر باسم «دير ابن عبيد» في بلدة العبيدية الفلسطينية، وهو واحد من الأديرة المهمة التي انتشرت بعد القرن الرابع الميلادي في برية القدس الممتدة إلى البحر الميت، وكانت شاهدة على تقلبات الأوضاع السياسية والدينية والاجتماعية في الأرض المقدسة، حيث مرت جيوش وتوالت أمم وأشرقت وغابت إمبراطوريات عظمى وصغرى وأخرى طموحة، تبددت أحلامها على تراب هذه البرية التي تطلق عليها الأدبيات الغربية واليهودية اسم «صحراء يهودا».
وبينما يتم تداول اسم الدير في صحف عالمية هذه الأيام، فان الأكثر إثارة للفضول بالنسبة لسكان البلدة، الإشاعات التقليدية الشرقية، ومحاولة معرفة أسرار ما يجري في داخل الدير الذي يبدو كقلعة مغلقة الأبواب، وكلها تتعلق بالمسألة الأزلية المتعلقة بالرجل والمرأة، فكيف إذا كان الأمر يتعلق برجل وامرأتين هذه المرة؟
وبدأت القصة التي يمكن أن تكون مؤشرا على مدى اختلاط السياسة بالعلم بالدين في هذه البقعة من العالم، عندما نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، الأسبوع الماضي، ونقلت عنها صحيفة «يديعوت احرنوت» الإسرائيلية، أن عالم الآثار البريطاني المختص بآثار الأرض المقدسة الدكتور شون كينغسلي، أعلن انه كشف أخيرا السر الذي حير علماء الدراسات الكتابية، والمتعلق بما يسمى كنور الهيكل.
وحسب كينغسلي، الذي يحمل شهادة دكتوراه في آثار الأرض المقدسة من جامعة اوكسفورد، فان هذه الكنوز التي كانت الرواية التقليدية عنها، تتحدث أنها مخبأة في الفاتيكان بشكل سري، بعد أن نقلها الرومان من القدس، اثر خراب الهيكل الثاني في العام 70م، هي في الواقع موجودة في الأراضي الفلسطينية.
وقال كينغسلي انه اكتشف هذه الكنوز ومن بينها: أبواق من الفضة وشمعدانات من الذهب بالإضافة إلى المجوهرات ومنحوتات وأشياء أخرى مطلية بماء الذهب أو ماء الفضة، والتي كانت جزءاً مما شحن إلى روما بعد ما يقول انه خراب الهيكل الثاني، كما جاء في روايات عدد من مؤرخي القرن الأول الميلادي.
وزعم كينغسلي، انه توصل إلى رواية جديدة لما حدث، وان الكنوز التي وصلت روما فعلا، خرجت منها في القرن الخامس الميلادي، ونقلت إلى قرطاج في تونس حيث امتدت سيطرة الإمبراطورية الرومانية إلى شمال أفريقيا وسواحل البحر المتوسط، ومن هناك إلى اسطنبول، ثم الجزائر، ولاحقاً تم إخفاؤها تحت أحد الأديرة في منطقة القدس.
وتوقف كينغسلي، عند الخلاف الذي ظهر للعلن في تسعينات القرن الماضي، بين الفاتيكان وإسرائيل، حول مكان الكنوز المفترضة، عندما كان المسؤولون الإسرائيليون يطالبون في لقاءاتهم مع بابا الفاتيكان بالكشف عن المكان الذي ترقد فيه الكنوز حبيسة أقبية الفاتيكان السرية، بينما أصر مسؤولو الفاتيكان، في كل مرة يطالبون فيها بالكشف عن هذه الكنوز، على القول انه لا يوجد أي دليل على وجود الكنوز، محل النزاع، في حوزتهم.
وحسب كينغسلي فان موضوع الكنوز يكتسب حساسيته الان ضمن «المواجهة السياسية بين إسرائيل والعرب حول جبل الهيكل». والمقصود بجبل الهيكل هو الحرم القدسي الشريف، واكد كينغسلي بثقة بأن الكنوز موجودة في مكانها الأصلي في الأرض المقدسة، وأنها عادت إلى هذه الأرض بعد 600 عام من نهبها من قبل الرومان. وقال «أنا أول باحث يكشف عن أن مكان الكنوز هو في الضفة الغربية، في عمق أراضي السلطة الفلسطينية وتحت سيطرة حماس، وهو ما سيشكل صدمة لجميع الأديان في العالم».
وبدا ما يقوله كينغسلي كأنه جزء من رواية كتبها دان براون صاحب «شيفرة دافنشي» و«ملائكة وشياطين»، وغيرها من روايات ترجمت على نطاق واسع ويقرأها الملايين في العالم وبأكثر من خمسين لغة، بل انه يقول بان «نظريته» هذا ستشكل خلفية لرواية دان براوان «مفاتيح سليمان» التي ستصدر عام 2007.
وأثارت تصريحات كينغسلي اهتماما، ليس فقط عند الباحثين في الدراسات الكتابية، ولكن أيضا من متابعين عاديين، وقراء شغوفين، وأشخاص من حول العالم امضوا أعمارهم في تتبع أخبار كنوز الهيكل، التي يطلق عليها في بعض الأدبيات الإسلامية المبكرة «كنوز بيت المقدس» وعنها وضعت مرويات كانت محل شك دائم ونقاشات. وبعد هذه التصريحات المثيرة، سعت صحيفة «يديعوت احرنوت» إلى مقابلة كينغسلي، التي خصها بتفاصيل اكثر عن نظريته الجديدة بشأن الكنوز المفترضة.
وقال كينغسلي بأنه يعتقد بان الكنوز مدار الحديث والخلاف بين إسرائيل والفاتيكان، موجودة في دير القديس ثيودوسيوس (دير ابن عبيد)، وربما جاء إعلانه الصاخب الأولى إلى أن الكنوز موجودة تحت سيطرة حماس، إشارة إلى نجاح هذه الحركة في الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في شهر مايو الماضي، وترؤسها لمجلس بلدية العبيدية التي يوجد فيها الدير. وفي وصلة من الغزل الصريح، شدد كينغسلي في مقابلته مع الصحيفة الإسرائيلية، على أهمية أن تبقى كنوز الهيكل في الأرض المقدسة قريبة من مكانها الأصلي لأنها من حق اليهود، وان لا يتم استرجاعها إلى روما.
وعن علاقة ما يقول انه اكتشفه، بالصراع العربي ـ الإسرائيلي وموقع الحرم القدسي الشريف الذي تسعى جماعات يهودية لهدمه لإقامة الهيكل مكانه، يقول كنغسلي «هذه مسألة معقدة وشاقة، تتعلق بأقدس مكان على الأرض».
ويضيف «جبل الهيكل هو مركز الأديان في العالم، ولكنه أيضا بركان يغلي بالكراهية نتيجة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ومن المهم القول إن كنوز الهيكل الان هي مسألة عالمية يمكن أن تكون عامل توحيد وليست أداة سياسية فيما يخص بناء الهيكل الثالث مكان الحرم الشريف، خصوصا وان مسؤولي الوقف الإسلامي لديهم ثقة بان اليهود يحضرون الأدوات لبناء هذا الهيكل».
ويشير كينغسلي إلى انه من خلال زياراته للحرم، يعتقد أن هناك الكثير مما يستوجب الدراسة والبحث والتسجيل في المكان الذي احتلته إسرائيل عام 1967، من الأردن، ويرى أن المكان الذي يحظى باهتمام اليونسكو، يجب أن تجرى حوله الدراسات والأبحاث من اجل الصالح العام والثقافة.
ويستعد كينغسلي لإصدار كتابه «ذهب الرب: البحث عن كنوز هيكل القدس المفقودة» عن اكتشافه الجديد، في الخامس من أكتوبر الجاري، ويتوقع أن يسلط ذلك الضوء على دير ابن عبيد، الذي ينشغل راهبه هذه الأيام مع الراهبتين لتجهيزه تحسبا لأمطار فصل الشتاء المقبل.
وقال الراهب وهو يرمم سطح الدير القديم بالتعاون مع الراهبتين لـ«الشرق الأوسط» بأن ليس لديه أية فكرة عما يقوله الباحث البريطاني، رافضا التعليق على ذلك، وتحفظ عن الافصاح اذا ما كان الباحث البريطاني زار الدير سابقا. واشار إلى أن ما يهمه هو إكمال خدمته الدينية في هذا الدير التاريخي الذي بناه القديس ثيودوسيوس في أواخر القرن الخامس الميلادي، وما زالت آثار هذا الدير موجودة متمثلة بأرض مرصوفة بالفسيفساء، وقبو ومدافن، وأعمدة وتيجان وقواعد أعمدة. ومثلما حظي ويحظى الدير بدراسات من البحاثة الغربيين، فانه حظي في السابق باهتمام من المؤرخين العرب مثل ابن البطريق.
وتعرض هذا الدير للتدمير أثناء الغزو الفارسي لفلسطين عام 614م، ويحسب لرئيسه آنذاك مودسطن انه عمل على بناء الكنائس التي دمرها الفرس، وجمع لذلك تبرعات من مسيحيي الرملة، وصور، ودمشق، وطبريا، ومن اهم الكنائس التي أعاد بناءها كنيسة القيامة بالقدس. وبعد أن انتصر الروم بقيادة هرقل على الفرس واستعادوا فلسطين، قدم الإمبراطور هرقل المنتشي بانتصاره الشكر لمودسطن.
وفي تلك الأثناء كان العرب في الجزيرة العربية يراقبون ما يحدث، وتنبأ القرآن الكريم في إحدى أهم السور التي تتناول وقائع تاريخية وهي سورة الروم، أن ينتصر الروم على الفرس، ثم ينهزم الروم، وهو ما حدث بالانتصار المدوي للعرب على هرقل الذي كان رفض دعوة الرسول الكريم له بالدخول في الإسلام. وأصبحت عبارة هرقل الشهيرة التي ودع فيها سورية وداعا لا لقاء بعده، رمزا على تضعضع الإمبراطورية البيزنطية، ليس فقط في بلاد الشام وانما أيضا في مصر وشمال أفريقيا، التي وقعت في أيدي الفاتحين الجدد من العرب المسلمين.
ولكن ذلك لم يكن نهاية المطاف بالنسبة للأرض المقدسة التي توالت على حكمها الإمبراطوريات وفتنت الباحثين والكتاب وطالبي الشهرة والمغامرين والساعين للمجد، وشغلتهم ولن يكون آخرهم الدكتور شون كينغسلي. أما بالنسبة للراهب اليوناني والراهبتين الرومانيتين، فان أهم شيء بالنسبة لهم الان هو مسابقة الزمن، لتجهيز الدير قبل أن تداهمهم أمطار لا ترحم في شتاء قادم، غير عابئين بأية أمطار أخرى قد تكون اكثر قسوة وإزعاجا، تحملها رياح كتب البحاثة وطالبي الشهرة.
نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، الأسبوع الماضي، ونقلت عنها صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية، أن عالم الآثار البريطاني المختص بآثار الأرض المقدسة، شون كينغسلي، أعلن انه كشف أخيرا السر الذي حير علماء الدراسات الكتابية، والمتعلق بما يسمى كنور الهيكل، وقال بأن الكنوز موجودة في مكانها الأصلي في الأرض المقدسة، وأنها عادت إلى هذه الأرض بعد 600 عام من نهبها من قبل الرومان. ويدّعي كينغسلي انه اكتشف هذه الكنوز، ومن بينها أبواق من الفضة وشمعدانات من الذهب بالإضافة إلى المجوهرات ومنحوتات وأشياء أخرى مطلية بماء الذهب أو ماء الفضة.
لا يعرف الراهب اليوناني المسن المسؤول عن دير القديس ثيودوسيوس، جنوب القدس، ما يدور من نقاش فجره باحث بريطاني، حول ما يسمى بكنوز الهيكل، ويتعلق جزء منه بهذا الدير الذي يديره الراهب الأرثوذكسي الذي يقترب عمره من الثمانين عاما، ويعيش فيه لوحده مع راهبتين رومانيتين.
ويقع الدير الذي يعرف اكثر باسم «دير ابن عبيد» في بلدة العبيدية الفلسطينية، وهو واحد من الأديرة المهمة التي انتشرت بعد القرن الرابع الميلادي في برية القدس الممتدة إلى البحر الميت، وكانت شاهدة على تقلبات الأوضاع السياسية والدينية والاجتماعية في الأرض المقدسة، حيث مرت جيوش وتوالت أمم وأشرقت وغابت إمبراطوريات عظمى وصغرى وأخرى طموحة، تبددت أحلامها على تراب هذه البرية التي تطلق عليها الأدبيات الغربية واليهودية اسم «صحراء يهودا».
وبينما يتم تداول اسم الدير في صحف عالمية هذه الأيام، فان الأكثر إثارة للفضول بالنسبة لسكان البلدة، الإشاعات التقليدية الشرقية، ومحاولة معرفة أسرار ما يجري في داخل الدير الذي يبدو كقلعة مغلقة الأبواب، وكلها تتعلق بالمسألة الأزلية المتعلقة بالرجل والمرأة، فكيف إذا كان الأمر يتعلق برجل وامرأتين هذه المرة؟
وبدأت القصة التي يمكن أن تكون مؤشرا على مدى اختلاط السياسة بالعلم بالدين في هذه البقعة من العالم، عندما نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، الأسبوع الماضي، ونقلت عنها صحيفة «يديعوت احرنوت» الإسرائيلية، أن عالم الآثار البريطاني المختص بآثار الأرض المقدسة الدكتور شون كينغسلي، أعلن انه كشف أخيرا السر الذي حير علماء الدراسات الكتابية، والمتعلق بما يسمى كنور الهيكل.
وحسب كينغسلي، الذي يحمل شهادة دكتوراه في آثار الأرض المقدسة من جامعة اوكسفورد، فان هذه الكنوز التي كانت الرواية التقليدية عنها، تتحدث أنها مخبأة في الفاتيكان بشكل سري، بعد أن نقلها الرومان من القدس، اثر خراب الهيكل الثاني في العام 70م، هي في الواقع موجودة في الأراضي الفلسطينية.
وقال كينغسلي انه اكتشف هذه الكنوز ومن بينها: أبواق من الفضة وشمعدانات من الذهب بالإضافة إلى المجوهرات ومنحوتات وأشياء أخرى مطلية بماء الذهب أو ماء الفضة، والتي كانت جزءاً مما شحن إلى روما بعد ما يقول انه خراب الهيكل الثاني، كما جاء في روايات عدد من مؤرخي القرن الأول الميلادي.
وزعم كينغسلي، انه توصل إلى رواية جديدة لما حدث، وان الكنوز التي وصلت روما فعلا، خرجت منها في القرن الخامس الميلادي، ونقلت إلى قرطاج في تونس حيث امتدت سيطرة الإمبراطورية الرومانية إلى شمال أفريقيا وسواحل البحر المتوسط، ومن هناك إلى اسطنبول، ثم الجزائر، ولاحقاً تم إخفاؤها تحت أحد الأديرة في منطقة القدس.
وتوقف كينغسلي، عند الخلاف الذي ظهر للعلن في تسعينات القرن الماضي، بين الفاتيكان وإسرائيل، حول مكان الكنوز المفترضة، عندما كان المسؤولون الإسرائيليون يطالبون في لقاءاتهم مع بابا الفاتيكان بالكشف عن المكان الذي ترقد فيه الكنوز حبيسة أقبية الفاتيكان السرية، بينما أصر مسؤولو الفاتيكان، في كل مرة يطالبون فيها بالكشف عن هذه الكنوز، على القول انه لا يوجد أي دليل على وجود الكنوز، محل النزاع، في حوزتهم.
وحسب كينغسلي فان موضوع الكنوز يكتسب حساسيته الان ضمن «المواجهة السياسية بين إسرائيل والعرب حول جبل الهيكل». والمقصود بجبل الهيكل هو الحرم القدسي الشريف، واكد كينغسلي بثقة بأن الكنوز موجودة في مكانها الأصلي في الأرض المقدسة، وأنها عادت إلى هذه الأرض بعد 600 عام من نهبها من قبل الرومان. وقال «أنا أول باحث يكشف عن أن مكان الكنوز هو في الضفة الغربية، في عمق أراضي السلطة الفلسطينية وتحت سيطرة حماس، وهو ما سيشكل صدمة لجميع الأديان في العالم».
وبدا ما يقوله كينغسلي كأنه جزء من رواية كتبها دان براون صاحب «شيفرة دافنشي» و«ملائكة وشياطين»، وغيرها من روايات ترجمت على نطاق واسع ويقرأها الملايين في العالم وبأكثر من خمسين لغة، بل انه يقول بان «نظريته» هذا ستشكل خلفية لرواية دان براوان «مفاتيح سليمان» التي ستصدر عام 2007.
وأثارت تصريحات كينغسلي اهتماما، ليس فقط عند الباحثين في الدراسات الكتابية، ولكن أيضا من متابعين عاديين، وقراء شغوفين، وأشخاص من حول العالم امضوا أعمارهم في تتبع أخبار كنوز الهيكل، التي يطلق عليها في بعض الأدبيات الإسلامية المبكرة «كنوز بيت المقدس» وعنها وضعت مرويات كانت محل شك دائم ونقاشات. وبعد هذه التصريحات المثيرة، سعت صحيفة «يديعوت احرنوت» إلى مقابلة كينغسلي، التي خصها بتفاصيل اكثر عن نظريته الجديدة بشأن الكنوز المفترضة.
وقال كينغسلي بأنه يعتقد بان الكنوز مدار الحديث والخلاف بين إسرائيل والفاتيكان، موجودة في دير القديس ثيودوسيوس (دير ابن عبيد)، وربما جاء إعلانه الصاخب الأولى إلى أن الكنوز موجودة تحت سيطرة حماس، إشارة إلى نجاح هذه الحركة في الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في شهر مايو الماضي، وترؤسها لمجلس بلدية العبيدية التي يوجد فيها الدير. وفي وصلة من الغزل الصريح، شدد كينغسلي في مقابلته مع الصحيفة الإسرائيلية، على أهمية أن تبقى كنوز الهيكل في الأرض المقدسة قريبة من مكانها الأصلي لأنها من حق اليهود، وان لا يتم استرجاعها إلى روما.
وعن علاقة ما يقول انه اكتشفه، بالصراع العربي ـ الإسرائيلي وموقع الحرم القدسي الشريف الذي تسعى جماعات يهودية لهدمه لإقامة الهيكل مكانه، يقول كنغسلي «هذه مسألة معقدة وشاقة، تتعلق بأقدس مكان على الأرض».
ويضيف «جبل الهيكل هو مركز الأديان في العالم، ولكنه أيضا بركان يغلي بالكراهية نتيجة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ومن المهم القول إن كنوز الهيكل الان هي مسألة عالمية يمكن أن تكون عامل توحيد وليست أداة سياسية فيما يخص بناء الهيكل الثالث مكان الحرم الشريف، خصوصا وان مسؤولي الوقف الإسلامي لديهم ثقة بان اليهود يحضرون الأدوات لبناء هذا الهيكل».
ويشير كينغسلي إلى انه من خلال زياراته للحرم، يعتقد أن هناك الكثير مما يستوجب الدراسة والبحث والتسجيل في المكان الذي احتلته إسرائيل عام 1967، من الأردن، ويرى أن المكان الذي يحظى باهتمام اليونسكو، يجب أن تجرى حوله الدراسات والأبحاث من اجل الصالح العام والثقافة.
ويستعد كينغسلي لإصدار كتابه «ذهب الرب: البحث عن كنوز هيكل القدس المفقودة» عن اكتشافه الجديد، في الخامس من أكتوبر الجاري، ويتوقع أن يسلط ذلك الضوء على دير ابن عبيد، الذي ينشغل راهبه هذه الأيام مع الراهبتين لتجهيزه تحسبا لأمطار فصل الشتاء المقبل.
وقال الراهب وهو يرمم سطح الدير القديم بالتعاون مع الراهبتين لـ«الشرق الأوسط» بأن ليس لديه أية فكرة عما يقوله الباحث البريطاني، رافضا التعليق على ذلك، وتحفظ عن الافصاح اذا ما كان الباحث البريطاني زار الدير سابقا. واشار إلى أن ما يهمه هو إكمال خدمته الدينية في هذا الدير التاريخي الذي بناه القديس ثيودوسيوس في أواخر القرن الخامس الميلادي، وما زالت آثار هذا الدير موجودة متمثلة بأرض مرصوفة بالفسيفساء، وقبو ومدافن، وأعمدة وتيجان وقواعد أعمدة. ومثلما حظي ويحظى الدير بدراسات من البحاثة الغربيين، فانه حظي في السابق باهتمام من المؤرخين العرب مثل ابن البطريق.
وتعرض هذا الدير للتدمير أثناء الغزو الفارسي لفلسطين عام 614م، ويحسب لرئيسه آنذاك مودسطن انه عمل على بناء الكنائس التي دمرها الفرس، وجمع لذلك تبرعات من مسيحيي الرملة، وصور، ودمشق، وطبريا، ومن اهم الكنائس التي أعاد بناءها كنيسة القيامة بالقدس. وبعد أن انتصر الروم بقيادة هرقل على الفرس واستعادوا فلسطين، قدم الإمبراطور هرقل المنتشي بانتصاره الشكر لمودسطن.
وفي تلك الأثناء كان العرب في الجزيرة العربية يراقبون ما يحدث، وتنبأ القرآن الكريم في إحدى أهم السور التي تتناول وقائع تاريخية وهي سورة الروم، أن ينتصر الروم على الفرس، ثم ينهزم الروم، وهو ما حدث بالانتصار المدوي للعرب على هرقل الذي كان رفض دعوة الرسول الكريم له بالدخول في الإسلام. وأصبحت عبارة هرقل الشهيرة التي ودع فيها سورية وداعا لا لقاء بعده، رمزا على تضعضع الإمبراطورية البيزنطية، ليس فقط في بلاد الشام وانما أيضا في مصر وشمال أفريقيا، التي وقعت في أيدي الفاتحين الجدد من العرب المسلمين.
ولكن ذلك لم يكن نهاية المطاف بالنسبة للأرض المقدسة التي توالت على حكمها الإمبراطوريات وفتنت الباحثين والكتاب وطالبي الشهرة والمغامرين والساعين للمجد، وشغلتهم ولن يكون آخرهم الدكتور شون كينغسلي. أما بالنسبة للراهب اليوناني والراهبتين الرومانيتين، فان أهم شيء بالنسبة لهم الان هو مسابقة الزمن، لتجهيز الدير قبل أن تداهمهم أمطار لا ترحم في شتاء قادم، غير عابئين بأية أمطار أخرى قد تكون اكثر قسوة وإزعاجا، تحملها رياح كتب البحاثة وطالبي الشهرة.
تعليق