بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين.
قبل الدخول في صلب الموضوع لا بد من التفرقة بين العدل و بين المساواة . العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه . أما المساواة فقد تكون في بعض الحالات من العدل و بعض الأحيان تكون المساواة ظلم . إذا كان هناك عاملان . الأول قد عمل بجد خمس ساعات و الثاني قد عمل بكسل ساعة واحدة فقط فهل نساوي بينهما في الأجر أم نعطي الأول أجر أكثر ؟؟؟؟ إذن في مثالنا هذا المساواة ظلم. مثال آخر : لدينا طفل رضيع و شاب يافع . هل نساوي بينهما في كمية الغذاء و نوعيته ؟؟؟؟ المساواة بينهما في كمية الغذاء و نوعيته ظلم .
إن الله تعالى خلق هذا الكون مترابط يكمل كل جزء منه الآخر . لاحظ أن كل جزء منه يكمل دور الآخر و لا يقوم بنفس دور الآخر . كل جزء له وظيفته الخاصة . فالنبات تأخذ ثاني أكسيد الكربون و تعطي الأوكسجين . أما الحيوان فيأخذ الأوكسجين و يعطي ثاني أكسيد الكربون . ماذا يحصل لو أن كل الكائنات حتى النبات يأخذ الأوكسجين و يعطي ثاني أكسيد الكربون ؟؟؟ لا شك أن الحياة ستنتهي من على هذا الكون.
عندما نزل المهاجرون الأولون أستراليا و استقروا فيها استوردوا اثني عشر زوجاً من الأرانب و أطلقوها هناك . ولم يكن لهذه الأرانب أعداء طبيعيون هناك فتكاثرت بشكل مذهل مما تسبب بإحداث أضرار بالغة بالأعشاب و الحشائش و لم تنفع المحاولات الكثيرة لتقليل نسل هذه الأرانب حتى اكتشف فيروس خاص يسبب مرضاً قاتلاً لها فعادت المروج خضراء يانعة وزاد على ذلك إنتاج الغنم و المواشي . لاحظ غياب الذئاب و الحيوان المفترسة للأرانب ماذا كانت نتيجته ؟؟؟ ولو لم يكن ذلك الفيروس لقضت الأرانب على الحشائش . و القضاء على المروج الخضراء يعني القضاء على المواشي و على الأرانب أيضاً بعدئذ.
خلاصة كلامنا أنه لكل مخلوق وظيفته الخاصة التي عليه أن يقوم بها .
كذلك بالنسبة للحياة البشرية فإن الله تعالى قد أودع كل فرد منا قدرات عقلية و روحية و معنوية و همة و عزم خاصين به . حسب اختلاف قدرات كل فرد تكون المسؤولية الملقاة على عاتقه . لا يمكن أن نطالب ضعيف العقل بنفس ما نطالب به النابغة . كما أنه لا يمكن أن نطلب من الفقير نفس ما نطلبه من الغني من مسؤوليات و دور و وظيفة . نعم هناك أمور مشتركة بينهم . كلهم مطالبون بالتوحيد و الصلاة و الصيام مثلاً.
سألت يوماً أحد الصبية عن أمنيته في الحياة فأجابني أن أمنيته أن يصبح سائق باص !!!! .
وهكذا نجد البعض أمنيته أن يصبح مدرّساً و البعض مديراً و البعض ميكانيكياً و هكذا . الله سبحانه و تعالى جعل ميول الناس و قدراتهم الجسمية و العقلية مختلفة ليتكامل الجميع . ماذا يحدث لو كان الجميع يريد الإدارة و يأنف عن الوظائف الأخرى ؟؟؟؟!!!!!! تخيّل أن الجميع يرفض أن يخبز أو يكنس أو يبيع في محل كيف ستكون الحياة ؟؟؟؟!!!!!
لا شك أيضاً أن المرأة تختلف عن الرجل جسمياً و روحياً . فمن الظلم أن نطلب منهما نفس الوظيفة و الدور . المفروض هو أن يقوم كل منهما بالدور المناسب لصفاته و مؤهلاته الجسمية و الروحية و غيرها . وحيث أن المؤهلات مختلفة إذن المطالبة بالتساوي بينهما في الوظيفة و الدور ظلم و ليس عدلاً.
الحياة البشرية واسعة و متشعبة و لذلك على الرجل و المرأة أن يتقاسما الأدوار . كل منهما عليه وظيفة و له دور يناسب مؤهلاته . كل ذلك لأن الرجل يكمل المرأة و المرأة تكمل الرجل . و معنى التكامل أن كل واحد يسد الفراغ الذي لا يمكن أن يسده الآخر . معنى التكامل أن يقوم كل منهما بوظيفته خير قيام و لا يقصّر فيها . معنى التكامل هو أن لا يهمّش أحدهما الآخر . إذن على الرجل و المرأة أن يتكاملا و يتعاونا في سبيل النجاح و الحياة السعيدة الصحيحة . ولذلك نقول أن الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل لتحتل مكانه و تقوم بوظيفته فكرة ليست حضارية بل فكرة جاهلية جهلاء.
من أهم وظائف المرأة هي التربية الصالحة . هل التربية وظيفة سهلة مريحة ؟؟؟ إنها وظيفة خطيرة أخطر مما يتصوّر البعض . وهذه الوظيفة تقوم بها الأم بشكل أكبر مما يقوم بها الأب . على الأب أن ينفق على البيت . فمن يقوم بمهمة التربية ؟؟؟ لقد أعدّ الله تعالى المرأة جسمياً و روحياً و عاطفياً لينمو الطفل في بطنها فتنشأ العلاقة بين الطفل و بين أمه من تلك اللحظات . ثم يخرج إلى الدنيا ليتعلق بأمه و يتغذى من دمها . فإذا تخلت الأم عن دورها في التربية من الذي يقوم بهذا العبء. للأسف الكبير البعض لا يقدّر أن الإسلام أوكل مهمة التربية الخطيرة إلى الطرف الملائم لهذه المهمة الخطيرة وهي الأم .
إذا خرج الأب يسعى للرزق من الذي يقوم بمهام البيت ؟؟؟؟ الزوج و الزوجة يتكاملان . نحن نرفض أن ننظر إلى الزوجة على أنها خادمة في البيت بل هي سيدة البيت و زوجها قائد البيت . لا يمكن أن تسير السفينة بدون قائد محدد . و قد أعطى الإسلام قيادة سفينة العائلة بيد الزوج و أما الزوجة فهي سيدة في هذا المركب و لها دورها الهام الذي متى ما تخلت عنه قد تغرق السفينة.
خلاصة المقال :
إن لكل من الرجل و المرأة مميزات و مؤهلات و لكل منهما وظيفة في هذه الحياة و من الخطأ الفاحش أن نسعى في أن يقوم كل شخص بوظيفة الآخر.
هذه زينب و ما أدراك ما زينب اضطلعت بمهمة خطيرة في كربلاء. كان على الرجال دورهم وقد انتهى في يوم عاشوراء ليبدأ دور زينب و النساء ذلك الدور الهام و الخطير و الذي حفظ تلك الدماء . من غير زينب و النساء كان بإمكانه القيام بذلك الدور ؟؟؟!!!!!! . نعم هكذا يكون للرجل دوره و للمرأة دورها لنصل إلى الهدف . هل يمكن أن تتصور ماذا يحدث لو لم تقم زينب بدورها ؟؟!!! لذهبت تلك الدماء هدراً
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين.
قبل الدخول في صلب الموضوع لا بد من التفرقة بين العدل و بين المساواة . العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه . أما المساواة فقد تكون في بعض الحالات من العدل و بعض الأحيان تكون المساواة ظلم . إذا كان هناك عاملان . الأول قد عمل بجد خمس ساعات و الثاني قد عمل بكسل ساعة واحدة فقط فهل نساوي بينهما في الأجر أم نعطي الأول أجر أكثر ؟؟؟؟ إذن في مثالنا هذا المساواة ظلم. مثال آخر : لدينا طفل رضيع و شاب يافع . هل نساوي بينهما في كمية الغذاء و نوعيته ؟؟؟؟ المساواة بينهما في كمية الغذاء و نوعيته ظلم .
إن الله تعالى خلق هذا الكون مترابط يكمل كل جزء منه الآخر . لاحظ أن كل جزء منه يكمل دور الآخر و لا يقوم بنفس دور الآخر . كل جزء له وظيفته الخاصة . فالنبات تأخذ ثاني أكسيد الكربون و تعطي الأوكسجين . أما الحيوان فيأخذ الأوكسجين و يعطي ثاني أكسيد الكربون . ماذا يحصل لو أن كل الكائنات حتى النبات يأخذ الأوكسجين و يعطي ثاني أكسيد الكربون ؟؟؟ لا شك أن الحياة ستنتهي من على هذا الكون.
عندما نزل المهاجرون الأولون أستراليا و استقروا فيها استوردوا اثني عشر زوجاً من الأرانب و أطلقوها هناك . ولم يكن لهذه الأرانب أعداء طبيعيون هناك فتكاثرت بشكل مذهل مما تسبب بإحداث أضرار بالغة بالأعشاب و الحشائش و لم تنفع المحاولات الكثيرة لتقليل نسل هذه الأرانب حتى اكتشف فيروس خاص يسبب مرضاً قاتلاً لها فعادت المروج خضراء يانعة وزاد على ذلك إنتاج الغنم و المواشي . لاحظ غياب الذئاب و الحيوان المفترسة للأرانب ماذا كانت نتيجته ؟؟؟ ولو لم يكن ذلك الفيروس لقضت الأرانب على الحشائش . و القضاء على المروج الخضراء يعني القضاء على المواشي و على الأرانب أيضاً بعدئذ.
خلاصة كلامنا أنه لكل مخلوق وظيفته الخاصة التي عليه أن يقوم بها .
كذلك بالنسبة للحياة البشرية فإن الله تعالى قد أودع كل فرد منا قدرات عقلية و روحية و معنوية و همة و عزم خاصين به . حسب اختلاف قدرات كل فرد تكون المسؤولية الملقاة على عاتقه . لا يمكن أن نطالب ضعيف العقل بنفس ما نطالب به النابغة . كما أنه لا يمكن أن نطلب من الفقير نفس ما نطلبه من الغني من مسؤوليات و دور و وظيفة . نعم هناك أمور مشتركة بينهم . كلهم مطالبون بالتوحيد و الصلاة و الصيام مثلاً.
سألت يوماً أحد الصبية عن أمنيته في الحياة فأجابني أن أمنيته أن يصبح سائق باص !!!! .
وهكذا نجد البعض أمنيته أن يصبح مدرّساً و البعض مديراً و البعض ميكانيكياً و هكذا . الله سبحانه و تعالى جعل ميول الناس و قدراتهم الجسمية و العقلية مختلفة ليتكامل الجميع . ماذا يحدث لو كان الجميع يريد الإدارة و يأنف عن الوظائف الأخرى ؟؟؟؟!!!!!! تخيّل أن الجميع يرفض أن يخبز أو يكنس أو يبيع في محل كيف ستكون الحياة ؟؟؟؟!!!!!
لا شك أيضاً أن المرأة تختلف عن الرجل جسمياً و روحياً . فمن الظلم أن نطلب منهما نفس الوظيفة و الدور . المفروض هو أن يقوم كل منهما بالدور المناسب لصفاته و مؤهلاته الجسمية و الروحية و غيرها . وحيث أن المؤهلات مختلفة إذن المطالبة بالتساوي بينهما في الوظيفة و الدور ظلم و ليس عدلاً.
الحياة البشرية واسعة و متشعبة و لذلك على الرجل و المرأة أن يتقاسما الأدوار . كل منهما عليه وظيفة و له دور يناسب مؤهلاته . كل ذلك لأن الرجل يكمل المرأة و المرأة تكمل الرجل . و معنى التكامل أن كل واحد يسد الفراغ الذي لا يمكن أن يسده الآخر . معنى التكامل أن يقوم كل منهما بوظيفته خير قيام و لا يقصّر فيها . معنى التكامل هو أن لا يهمّش أحدهما الآخر . إذن على الرجل و المرأة أن يتكاملا و يتعاونا في سبيل النجاح و الحياة السعيدة الصحيحة . ولذلك نقول أن الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل لتحتل مكانه و تقوم بوظيفته فكرة ليست حضارية بل فكرة جاهلية جهلاء.
من أهم وظائف المرأة هي التربية الصالحة . هل التربية وظيفة سهلة مريحة ؟؟؟ إنها وظيفة خطيرة أخطر مما يتصوّر البعض . وهذه الوظيفة تقوم بها الأم بشكل أكبر مما يقوم بها الأب . على الأب أن ينفق على البيت . فمن يقوم بمهمة التربية ؟؟؟ لقد أعدّ الله تعالى المرأة جسمياً و روحياً و عاطفياً لينمو الطفل في بطنها فتنشأ العلاقة بين الطفل و بين أمه من تلك اللحظات . ثم يخرج إلى الدنيا ليتعلق بأمه و يتغذى من دمها . فإذا تخلت الأم عن دورها في التربية من الذي يقوم بهذا العبء. للأسف الكبير البعض لا يقدّر أن الإسلام أوكل مهمة التربية الخطيرة إلى الطرف الملائم لهذه المهمة الخطيرة وهي الأم .
إذا خرج الأب يسعى للرزق من الذي يقوم بمهام البيت ؟؟؟؟ الزوج و الزوجة يتكاملان . نحن نرفض أن ننظر إلى الزوجة على أنها خادمة في البيت بل هي سيدة البيت و زوجها قائد البيت . لا يمكن أن تسير السفينة بدون قائد محدد . و قد أعطى الإسلام قيادة سفينة العائلة بيد الزوج و أما الزوجة فهي سيدة في هذا المركب و لها دورها الهام الذي متى ما تخلت عنه قد تغرق السفينة.
خلاصة المقال :
إن لكل من الرجل و المرأة مميزات و مؤهلات و لكل منهما وظيفة في هذه الحياة و من الخطأ الفاحش أن نسعى في أن يقوم كل شخص بوظيفة الآخر.
هذه زينب و ما أدراك ما زينب اضطلعت بمهمة خطيرة في كربلاء. كان على الرجال دورهم وقد انتهى في يوم عاشوراء ليبدأ دور زينب و النساء ذلك الدور الهام و الخطير و الذي حفظ تلك الدماء . من غير زينب و النساء كان بإمكانه القيام بذلك الدور ؟؟؟!!!!!! . نعم هكذا يكون للرجل دوره و للمرأة دورها لنصل إلى الهدف . هل يمكن أن تتصور ماذا يحدث لو لم تقم زينب بدورها ؟؟!!! لذهبت تلك الدماء هدراً
تعليق