تويت
أحد توابيته مساء أمس الأربعاء، لكن الملك "شمر يهرعش"
لم يسلم من نهب أحد توابيته مساء أمس الأربعاء، لكن الملك "شمر يهرعش" فضل - على مايبدوا- التنازل عن بعض مدخراته للناهبين الكثر بدلاً من مواجهة كادت تحدث بين أطراف متداخلة في السلطة والأهالي .. على بقايا كنز ثمين زار مراسل "الصحوة نت" موقعه هناك في جبل شمر مديرية السدة محافظة إب ليجد نفسه امام تفاصيل تجاوزت (جبل شمر) مروراً بـ (العود) والتي لاتزال قصة آثارها المسروقة محاضر تحقيق في أدراج النيابات تنتظر المتهمين لتحاكمهم ، وانتهاءً بفصول مثيرة عن آثار في مهب العبث الرسمي والشعبي في المناطق الوسطى بأكملها .
جبل شمر تم نزع فتيل مواجهة محققة هناك أمس الأربعاء بتشكيل لجنة من عدة أطراف لفرز وتسجيل الكنز الأثري المكتشف ... حصيلة الكنز - بحسب المصادر الرسمية - نحو ستين قطعة أثرية معظمها من الذهب الحميري، وتنوعت القطع بين حلي وتماثيل وأحزمة ذهب مرصع بالياقوت وعدد من القطع البرونزية.
"الصحو نت" زارت المكان قبل أن يتم الإعلان اليوم رسمياً تكسير أحد التوابيت ونهب محتوياته بعد اسبوع من اكتشافه اي الجمعة الماضية على أيدي اثنين من أهالي المنطقة أحدهما من قرية الدثية عزلة وادي عصام والآخر من قرية الحقلين عزلة جبل عصام حيث يقع الموقع الأثري بين العزلتين ضمن عزل مديرية السدة وهنا السؤال هو في تأخر حماية الكنز وتركه لاسبوع حتى جائءت قصة النهب.
طريقة اكتشاف الكنز تأتي في إطار ما ساد في الفترة الأخيرة قيام مجموعات من المواطنين بالبحث – بطرقهم – عن آثار وكنوز بشكل عشوائي طبعاً ولحساباتهم الشخصية والتي تخفي بالتأكيد سماسرة كبار يسوقون مايحصل عليه المنقبون هناك في إب وفي المناطق الوسطى بشكل عام، وبالذات الأماكن المشار إليها تاريخياً بقيام أو نشوء الدولة الحميرية وعاصمتها ظفار.
خلاف المواطنين اللذين اكتشفا الكنز في جبل شمر بعد وصولهما بالحفر إلى أحد التوابيت ادى الى لجوء كل منهما بالاستعانة بأبناء عزلته, ما أدى إلى توتر بين عزلتيهما "وادي عصام وجبل عصام", تطور إلى تمترس الطرفين على قمم الجبال القريبة والمحيطة على موقع الاكتشاف, لتدخل بعد ذلك قيادة السلطة المحلية بالمديرية في المشكلة دون أن تتمكن من السيطرة على الموقف وظهرت – بالنسبة لطرفي الخلاف – كطرف ثالث طامع في الكنز الأثري.
انتقلت بعد القضية إلى قيادة السلطة بالمحافظة، حيث عقد اجتماع في مبنى السلطة بإب ضم وجهاء المنطقة ومسئولين السلطة بالمديرية ومكتب الآثار بإب وانتهى بالاتفاق بمواصلة التنقيب وتحريز ما يتم اكتشافه من آثار على أن يتم الاتفاق بمصيرها لاحقاً.
الأحد الماضي وصل إلى مكان الموقع مدير أثار إب برفقة أربع طقومات ليكون الطرف الرابع إضافة إلى
العزلتين وسلطة المديرية، ومع صباح الاثنين الماضي كان الملك "شمر يهرعش
وبجانبه نصبت خيمة ضمت ممثلي عن الأطراف في انتظار أي تركة خلفها هذا الملك الحميري.
كان الأطراف "عزلتي وادي وجبل عصام" ممثل بالمشايخ, "وسلطة المديرية" بزعامة مدير المديرية, و"هيئة الآثار" ممثلة بمديرها في إب ومدعوماً بأربعة أطقم عسكرية، وجميعهم اتخذ اتباعهم مواقعهم وحددوا متارسهم على جوانب الطرق المؤدية من وإلى الموقع وفي ثنايا الجبل من كل اتجاه كان الملك شمر قد أحيط بحرس قد يشبهون حرسه لكن بأسلحة لم يعرفها الملك تنوعت من الكلاشنكوف إلى "الجرمل" والشيكي ورشاشات 12/7.
ظهر الثلاثاء الماضي وعلى حين غرة وقد انشغل أبناء عزلتي وادي وجبل عصام بالغداء وجلب القات ومثلهم مسئولي السلطة بالمديرية، وفي تطور قد يكون الأخطر في القضية تمكن أحد المعنيين - نحتفظ بإسمه بحسب شهادة الأهالي - من جمع محتويات أحد التوابيت كان قد تم تهشيمه جمعها إلى حقيبة جلبها لهذا الغرض، وترك تابتوتا ورفات من يعتقد أنه رفات الملكة زوجة "شمر" تركها مهشمة وغادر الموقع.
خطوة استفزت الأهالي والسلطة المحلية وتوزعوا بالشعاب والطرق للبحث عنه والحقيبة، لم يستطيعوا غير احتجاز سيارته التي تركها بجانب مرقد "شمر" طبعاً ليس مقايضة الملك بما في والحقيبة.
بعد ساعات أعلن عن تواجده والحقيبة في متحف ظفار القريب من موقع الكنز بنحو 4كم تقريباً.
ترك الناس الملك "شمر" كما فعلها وتوجهوا إلى متحف ظفار ليجدوا أن طرفاً خامساً هو الحرس الجمهوري قد سيطر على الموقف هناك، أحاط بالمتحف من كل الجوانب ووزع أفراده على الأسقف والأبواب، وأصبحت الحقيبة في قبضة أو حماية الحرس الجمهوري, وسيارته في قبضة الأهالي بجانب "شمر يهرعش".
بعد شد وجذب واتصالات على أكثر من مستوى توصلوا لحل أولي يتلخص في أن ممثلي الأطراف الخمس يقوموا بفرز ومعاينة ما بداخل الحقيبة ويوقعون على محضر المعاينة والحصر حتى يتم البت في مصير الكنز.
قد لا يكون هذا المخرج معد سلفاً لكن كان يمكن أن يحدث هذا الموقع ذاته بجانب "يهرعش" دون الحاجة للعبة "خالد والحقيبة".
عصر أمس الأربعاء وقد أحاط الطرف الأقوى – الحرس الجمهوري – بالمتحف، في أحد غرفة تتوسط "الحقيبة" رؤس الأطراف الخمسة ويحيطون بها، يمضغون القات وعيونهم محدقة في الحقيبة ومنتظرين ساعة الصفر لفتح القفل.
بدت الحقيبة للجميع كما هي في عدسة "الصحوة نت" كبير الحجم تشير إلى حجم الكنز لكن عند فتحها بدا
الكنز بداخلها تائهاً في أحد زواياها وكان يمكن استخدام حقيبة أصغر منها بكثير إذا كان ما نقل بداخليها قطع الكنز بذلك الحجم.
على كل وكما تمكنت "الصحوة نت" من توثيق جزء من عملية الفرز فقد خلصت عملية الفرز إلى نحو 60 قطعة أثرية معظمها من الذهب وسط شكوك واتهامات حول حجم الكنز، وأيضاً وسط تفاؤل حذر بالعثور على كنوز أخرى في ذات الموقع.
مصير هذا الكنز الذي تم تأكيد نهب جزء منه يذكر بالاكتشاف الأثري قبل سنوات في جبل العود بمديرية النادرة لكن اتصالاً لـ"الصحوة نت" بأمين المجلس المحلي بالنادرة نجيبة المعمري لا يدعو للتفاؤل، فنجيبه تؤكد سرقة ونهب أثار جبل العود في شهر ديسمبر الماضي، وأن رفضت الإدلاء بمعلومات عن حجم السرقة لكنها أكدت بأن القضية أحيلت من الأمن إلى النيابة، فيما تؤكد مصادر أمنية لـ"الصحوة نت" بأن 48 قطعة أثرية قد سرقت من أثار العود التي تم اكتشافها قبل سنوات، وتحدثت المصادر بأن النيابة لا زالت تحقق في القضية.
تعليق