أخواني ماذا لو راجعنا تاريخ الأمبرا طورية الرومانية في أفريقيا وصبرنا أغوارها جيدا وقد بحثت في هذا الأمر هنا وهناك ووجدت هذا وأتمنى أن ينال أعجابكم.
جنوب البحر المتوسط خلال القرن الثالث الميلادي، المدن الرومانية الثرية في شمال أفريقيا، الإمبراطورية الرومانية في أفريقيا.
أثناء تنقيبهم في شمالي أفريقيا، وجد علماء الآثار أعداداً كبيرة من التماثيل إلى جانب كمية كبيرة من الأدوات البسيطة كالجرات والأوعية وأدوات الحراثة، كل هذا يدل على أن الصحراء التي نراها، كانت منذ قرون طويلة مندحرة إلى الوراء.
تتحدث كتب الترحال والآثار عن أراضٍ واسعة تتسم بالخصوبة، يتمّ ريها بنظام امتد بين الصحراء وسواحل المغرب والجزائر وتونس.
ونتيجة تطور الزراعة فيها، نَعِمَ شمالي إفريقيا بعهود رخاء بين القرن الأول والرابع الميلادي، وبذلك جمّع العديد من الرومان والنوماديين والموريتانيين أيضًا ثرواتهم.
خلال اكتشافنا لهذه الحضارة، التي كانت قاسية ربما بسبب قساوة العوامل التي واجهتها، سنرافق في رحلتنا الافتراضية المتخيلة زارع الزيتون الإفريقي الشمالي الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، وسندعوه لوسيوس سيكستيوس وبصحبته سنكتشف المدن والدور الفخمة وطريقة عيش ذلك الشعب في الماضي القديم.
امتدت الإمبراطورية الرومانية في إفريقيا من المغرب إلى مصر، الأرض التي عاش وعمل فيها "لوسيوس سيكستيوس" تدعى موريتانيا تينجيتانا وهي الآن جزء من المغرب، وكانت بالأمس بلاد النومادو.
موريتانيا سيزارنس، أصبحت اليوم تعرف بالجزائر، وأما إفريقيا المحتلة فتعرف الآن بتونس.
اكتشفت كتابة قديمة في تونس، فلنستمع معاً إلى القصة التي ترويها،
لقد ولدت في أسرة فقيرة، مصدر رزقي زراعة أرضي منذ بدأت العمل، لم نعرف أنا أو أرضي لحظة راحة.
بعدها تركت قريتي وذهبت للعمل عند الآخرين لمدة اثنتي عشرة سنة، أحصد المحاصيل تحت الشمس الحارقة، وبعد مدة من الزمن أصبحت رئيساً لمجموعة من الفلاحين وبقيت في هذا المنصب مدة أحد عشر عاماً، جمعت ما يكفي من المال فأصبحت أحد مالكي المنازل والمزارع.
اليوم أعيش حياة رخاء، أحصد ما زرعته من عمل شاق في حياتي، وتوصلت أيضًا إلى منصب في الإدارة العامة، من مزارع بسيط صعدت السلم لأصبح حاكماً مهماً، أيها الرجال، تعلموا أن تعيشوا بنزاهة! الرجل الذي يعيش من دون غش الآخرين ينعم بموت مشرف ونزيه.
هذه الكتابة لاقت شهرة واسعة لأنها سلطت الضوء على طريقة العيش التي كانت سائدة في شمالي إفريقيا، كان من السهل صعود سلم النجاح، تمكن الرجال من تجميع الثروات بفضل الله حين كرسوا كل جهودهم لتحقيق أهدافهم.
أحجار الرّحى الكبيرة هذه اكتشفت في مواقع حفريات عديدة في شمالي إفريقيا، وهي شبيهة بأحجار الرّحى التي يتم استخدامها اليوم.
قد يبدو الأمر غريباً بالنسبة إلينا اليوم، ولكن في تلك الأيام غطت ملايين أشجار الزيتون الأراضي التي أصبحت اليوم صحراء قاحلة.
كان زيت الزيتون يستخدم في الطهي ومطهراً واستخدم أيضًا بدلاً من الصابون خلال الاستحمام، ولكن الاستعمال الرئيسي لزيت الزيتون كان لإضاءة القناديل، التي أٌحْْرِقَتْ فيها كميات كبيرة من هذا الزيت، هنا في هذه المنطقة قام المحتلون الرومانيون بإنتاج أكبر كمية من زيت الزيتون صُدِّرَتْ إلى روما، فأدى ذلك إلى مكاسب مادية ممتازة ساعدت المنطقة على الازدهار على الرغم من الضرائب العالية المفروضة على أهلها والصحراء المجدبة، كَثُرَتِ الحمامات الحرارية العامة التي وفرت الكثير من وسائل الراحة والرفاهية، وُجِدَتْ ستة من هذه الحمامات في موقع باناسا الأثري في المغرب.
وبمتابعة الحفريات اكتشف أن المدينة كانت تحتوي على عدد من عَصَّارَات الزيتون، والطواحين والمخازن، كما وُجِدَ عدد من الدور في الريف حول باناسا، وهي بيوتٌ في مزارع إجمالاً.
التجارة الزراعية كانت في قمتها، المَزَارِعُ كانت تنتج الزيتون والعصارات كانت تستخرج منه الزيت، وبعدها كان الزيت يُصَدِّرُ إلى الأسواق الإيطالية، كانت الحمامات الحرارية تؤمن الرخاء لمالكي الأراضي وبعض الفلاحين والعمال أيضًا الذين كانوا يرغبون بإمتاع أنفسهم بما تقدمه المدينة لهم، خصوصاً بعد أيام العمل الطويلة كانت هذه الحمامات ملاذهم هرباً من حرارة إفريقيا العالية.
وهنا، في بناسا، بدأ لوسيوس سيكستيوس مغامرته الكبيرة ، وشرع في صعوده البطيء المصر سلم النجاح، ليتمكن من الحصول على رأس المال الكافي لتأسيس مزرعته الخاصة، كان عليه الهجرة إلى مناطق مزدهرة اقتصادياً، حيث كان طلب العمال كبيراً.
سافر لوسيوس سيكستيوس مع قافلة متوجهة إلى مكان مجهول تماماً له، كان يعلم فقط أن عليه الذهاب إلى إفريقيا المحتلة، أو ما يعرف اليوم بتونس، وقد قيل له أنه سيصل إلى إحدى أهم المدن في ذلك الوقت، ثايسدروس أو ما يعرف اليوم بالدجم.
عند وصوله إلى المدينة، ظهرت أمامه منازل شبيهة بالمنازل الموجودة في يومنا هذا، وهي منازل بيضاء تعكس أشعة الشمس وأمامها فسحة واسعة.
وهنا بُنِيَ مسرح ثايسدروس في عام مائتين وثلاثين بعد الميلاد، إن هذا المدرج المسرحي كان أكبر مدرج في العالم بعد الكولوسيم، والمدرج المسرحي في كابويا، أنه أضخم مبنى بني في عهد الإمبراطورية الرومانية خارج الأراضي الإيطالية، لوسيوس سيكستيوس عمل بَنَّاءً بسيطاً في ذلك الموقع المعماري.
اليوم، وباستخدام تقنيات الحاسوب الحديثة، يمكننا رؤية ما كانت عليه هذه المباني الضخمة في ذلك العصر.
بلغ طول المحور الرئيسي مائةً وثمانيةً وأربعين متراً، والمحور الأقصر نسبياً بلغ من الطول مائة واثنين وعشرين متراً، مشكلاً بذلك شبه دائرة، امتدت الحلبة الداخلية على مساحة خمسة وستين بـتسعة وثلاثين متراً، كان المسرح المدرج يتسع لأربعين ألف شخصٍ تقريباً، وأكثر العروض تسلية كانت المصارعة؟
ولكن على الرغم من التسلية التي قدمها هذا المسرح، فإن المبنى لم يتميز بالتصاميم المترفة التي كانت موجودة في الكولوسيم، وذلك لأسباب عدة، فلنأخذ على سبيل المثال الأقواس التي ارتفعت أربعين متراً.
جنوب البحر المتوسط خلال القرن الثالث الميلادي، المدن الرومانية الثرية في شمال أفريقيا، الإمبراطورية الرومانية في أفريقيا.
أثناء تنقيبهم في شمالي أفريقيا، وجد علماء الآثار أعداداً كبيرة من التماثيل إلى جانب كمية كبيرة من الأدوات البسيطة كالجرات والأوعية وأدوات الحراثة، كل هذا يدل على أن الصحراء التي نراها، كانت منذ قرون طويلة مندحرة إلى الوراء.
تتحدث كتب الترحال والآثار عن أراضٍ واسعة تتسم بالخصوبة، يتمّ ريها بنظام امتد بين الصحراء وسواحل المغرب والجزائر وتونس.
ونتيجة تطور الزراعة فيها، نَعِمَ شمالي إفريقيا بعهود رخاء بين القرن الأول والرابع الميلادي، وبذلك جمّع العديد من الرومان والنوماديين والموريتانيين أيضًا ثرواتهم.
خلال اكتشافنا لهذه الحضارة، التي كانت قاسية ربما بسبب قساوة العوامل التي واجهتها، سنرافق في رحلتنا الافتراضية المتخيلة زارع الزيتون الإفريقي الشمالي الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، وسندعوه لوسيوس سيكستيوس وبصحبته سنكتشف المدن والدور الفخمة وطريقة عيش ذلك الشعب في الماضي القديم.
امتدت الإمبراطورية الرومانية في إفريقيا من المغرب إلى مصر، الأرض التي عاش وعمل فيها "لوسيوس سيكستيوس" تدعى موريتانيا تينجيتانا وهي الآن جزء من المغرب، وكانت بالأمس بلاد النومادو.
موريتانيا سيزارنس، أصبحت اليوم تعرف بالجزائر، وأما إفريقيا المحتلة فتعرف الآن بتونس.
اكتشفت كتابة قديمة في تونس، فلنستمع معاً إلى القصة التي ترويها،
لقد ولدت في أسرة فقيرة، مصدر رزقي زراعة أرضي منذ بدأت العمل، لم نعرف أنا أو أرضي لحظة راحة.
بعدها تركت قريتي وذهبت للعمل عند الآخرين لمدة اثنتي عشرة سنة، أحصد المحاصيل تحت الشمس الحارقة، وبعد مدة من الزمن أصبحت رئيساً لمجموعة من الفلاحين وبقيت في هذا المنصب مدة أحد عشر عاماً، جمعت ما يكفي من المال فأصبحت أحد مالكي المنازل والمزارع.
اليوم أعيش حياة رخاء، أحصد ما زرعته من عمل شاق في حياتي، وتوصلت أيضًا إلى منصب في الإدارة العامة، من مزارع بسيط صعدت السلم لأصبح حاكماً مهماً، أيها الرجال، تعلموا أن تعيشوا بنزاهة! الرجل الذي يعيش من دون غش الآخرين ينعم بموت مشرف ونزيه.
هذه الكتابة لاقت شهرة واسعة لأنها سلطت الضوء على طريقة العيش التي كانت سائدة في شمالي إفريقيا، كان من السهل صعود سلم النجاح، تمكن الرجال من تجميع الثروات بفضل الله حين كرسوا كل جهودهم لتحقيق أهدافهم.
أحجار الرّحى الكبيرة هذه اكتشفت في مواقع حفريات عديدة في شمالي إفريقيا، وهي شبيهة بأحجار الرّحى التي يتم استخدامها اليوم.
قد يبدو الأمر غريباً بالنسبة إلينا اليوم، ولكن في تلك الأيام غطت ملايين أشجار الزيتون الأراضي التي أصبحت اليوم صحراء قاحلة.
كان زيت الزيتون يستخدم في الطهي ومطهراً واستخدم أيضًا بدلاً من الصابون خلال الاستحمام، ولكن الاستعمال الرئيسي لزيت الزيتون كان لإضاءة القناديل، التي أٌحْْرِقَتْ فيها كميات كبيرة من هذا الزيت، هنا في هذه المنطقة قام المحتلون الرومانيون بإنتاج أكبر كمية من زيت الزيتون صُدِّرَتْ إلى روما، فأدى ذلك إلى مكاسب مادية ممتازة ساعدت المنطقة على الازدهار على الرغم من الضرائب العالية المفروضة على أهلها والصحراء المجدبة، كَثُرَتِ الحمامات الحرارية العامة التي وفرت الكثير من وسائل الراحة والرفاهية، وُجِدَتْ ستة من هذه الحمامات في موقع باناسا الأثري في المغرب.
وبمتابعة الحفريات اكتشف أن المدينة كانت تحتوي على عدد من عَصَّارَات الزيتون، والطواحين والمخازن، كما وُجِدَ عدد من الدور في الريف حول باناسا، وهي بيوتٌ في مزارع إجمالاً.
التجارة الزراعية كانت في قمتها، المَزَارِعُ كانت تنتج الزيتون والعصارات كانت تستخرج منه الزيت، وبعدها كان الزيت يُصَدِّرُ إلى الأسواق الإيطالية، كانت الحمامات الحرارية تؤمن الرخاء لمالكي الأراضي وبعض الفلاحين والعمال أيضًا الذين كانوا يرغبون بإمتاع أنفسهم بما تقدمه المدينة لهم، خصوصاً بعد أيام العمل الطويلة كانت هذه الحمامات ملاذهم هرباً من حرارة إفريقيا العالية.
وهنا، في بناسا، بدأ لوسيوس سيكستيوس مغامرته الكبيرة ، وشرع في صعوده البطيء المصر سلم النجاح، ليتمكن من الحصول على رأس المال الكافي لتأسيس مزرعته الخاصة، كان عليه الهجرة إلى مناطق مزدهرة اقتصادياً، حيث كان طلب العمال كبيراً.
سافر لوسيوس سيكستيوس مع قافلة متوجهة إلى مكان مجهول تماماً له، كان يعلم فقط أن عليه الذهاب إلى إفريقيا المحتلة، أو ما يعرف اليوم بتونس، وقد قيل له أنه سيصل إلى إحدى أهم المدن في ذلك الوقت، ثايسدروس أو ما يعرف اليوم بالدجم.
عند وصوله إلى المدينة، ظهرت أمامه منازل شبيهة بالمنازل الموجودة في يومنا هذا، وهي منازل بيضاء تعكس أشعة الشمس وأمامها فسحة واسعة.
وهنا بُنِيَ مسرح ثايسدروس في عام مائتين وثلاثين بعد الميلاد، إن هذا المدرج المسرحي كان أكبر مدرج في العالم بعد الكولوسيم، والمدرج المسرحي في كابويا، أنه أضخم مبنى بني في عهد الإمبراطورية الرومانية خارج الأراضي الإيطالية، لوسيوس سيكستيوس عمل بَنَّاءً بسيطاً في ذلك الموقع المعماري.
اليوم، وباستخدام تقنيات الحاسوب الحديثة، يمكننا رؤية ما كانت عليه هذه المباني الضخمة في ذلك العصر.
بلغ طول المحور الرئيسي مائةً وثمانيةً وأربعين متراً، والمحور الأقصر نسبياً بلغ من الطول مائة واثنين وعشرين متراً، مشكلاً بذلك شبه دائرة، امتدت الحلبة الداخلية على مساحة خمسة وستين بـتسعة وثلاثين متراً، كان المسرح المدرج يتسع لأربعين ألف شخصٍ تقريباً، وأكثر العروض تسلية كانت المصارعة؟
ولكن على الرغم من التسلية التي قدمها هذا المسرح، فإن المبنى لم يتميز بالتصاميم المترفة التي كانت موجودة في الكولوسيم، وذلك لأسباب عدة، فلنأخذ على سبيل المثال الأقواس التي ارتفعت أربعين متراً.
تعليق