تَزخر محافظة درعا بالمواقع الأثرية والأوابد التاريخية التي تعود إلى أزمنةٍ وحقب تاريخية مختلفة، نظراً لتعاقب الحضارات على هذه المنطقة التي تشكل بوابة سورية الجنوبية، ويعد قصر بنت الملك أو برج شقرا من الشواهد على الحضارات التي قامت في هذه المنطقة.
وقال المهندس حسين مشهداوي -رئيس دائرة آثار درعا- في حديث له: «إنَّ البرج أو القصر مربع الشكل تبلغ أبعاده حوالي 4,8 أمتار، وارتفاعه حوالي 8,5 أمتار، وبجانبه غرفة حجرية شبه مربعة بأبعاد 8,80 ضرب 7,20 أمتار، وارتفاع وسطي حوالي 3,80 أمتار، مبنية في فترة حديثه نسبياً».
وأضاف مشهداوي أنَّ البرج له أربعة مداخل من الاتجاهات الأربعة وكلٍّ منها مقنطر بقوس نصف دائرة، بنصف قطر يبلغ متراً واحداً، ويبلغ ارتفاع المدخل الكلي 3,5 أمتار، حيث يظهر البرج من مسافات بعيدة، ويُقال إنَّه صرحٌ للنساك، مبيّناً أنَّ بناءُه يحتوي على أربعة طوابق.
وأوضح رئيس دائرة آثار درعا أنَّ البرج يعود إلى العصر الروماني، وهناك بعض الإضافات والإصلاحات أجريت عليه في الفترة الإسلامية.
وأضاف أنَّ دائرة آثار درعا قامت بترميم برج قرية شقرا الأثري عن طريق فك وإعادة تركيب حجارة القسم العلوي المتصدع للبرج، وتقديم وتركيب حجارة لزوم أعمال الواجهات الحجرية الأربع، وترحيل الحجارة القديمة من أرضية البرج، بالإضافة إلى تقديم وتركيب حجارة لرتق الفجوات الداخلية في القسم الوسطي لبرج قرية شقرا الأثري، بتكلفة إجمالية بلغت 300 ألف ليرة سورية. وأشار مشهداوي إلى أنَّ الغاية الأساسية من أعمال ترميم البرج المحافظة على هذا المَعّلم الأثري الجميل، عن طريق رتق الفجوات التي تشكل خطراً كبيراً على البرج من الناحية الإنشائية.
ويقع قصر بنت الملك وسط قرية شقرا التابعة لمدينة إزرع وتبعد عنها ثلاثة كيلومترات، ويقع على بعد 1,5 كيلومتر إلى الشرق من اوتوستراد دمشق-درعا، علماً أن مدينة إزرع تقع إلى الشمال من مدينة درعا وتبعد عنها نحو 40 كيلو متراً.
تعليق