الله يتجلَّى في آياته
المهندس
عبد الدا يم الكحيل
القسم الأول: آيات الله في آفاق الأرقام
الهدف من هذا البحث
1 ـ رؤية آيات جديدة من آيات الله في آفاق الأرقام.
2 ـ رؤية إعجاز القرآن في عصر التكنولوجيا الرقمية, وأنه كتاب صالح لكل زمان ومكان.
3 ـ الاستدلال بالحقائق الرقمية القرآنية على أن هذا القرآن هو كتاب من عنـد الله تعـالى، وصلنا كما أنزله سـبحانه قبل أربعة عشر قرناً.
4 ـ إثبات السبق العلمي للقرآن الكريم في وجود الأنظمة الرقمية وطريقة صفّ الأرقام قبل أن يكتشفها العلم بقرون طويلة.
5 ـ وأخيراً عسى أن تكون هذه الحقائق الرقمية الملموسة برهاناً على وحدانية الله تبارك وتعالى، ووسيلة لكل مشكك ليرى من خلالها عظمة وروعة البناء الرقمي لأعظم كتاب على وجه الأرض ـ القرآن.
مُقـدِّمَـة
الحمد لله الذي أنزل لنا هذا القرآن ليكون نوراً وشفاء ورحمة فيخرجنا من الظلمات إلى النور، هذا الإله الرحيم أرسل لنا خير البشر ليعلِّمنا الكتاب والحكمة، وليدلَّنا إلى طريق الحق ويهدينا إلى صراط الله المستقيم، وصلى الله على هذا النبيّ الأميّ محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم، أخبرنا قبل أكثر من أربعة عشر قرناً بعلاقة هذا القرآن بالرقم سبعة فقال في الحديث الصحيح: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم], واليوم تأتي لغة الأرقام لتشهد بصدق هذا الرسول الكريم .
في هذا البحث سوف نكتشف معجزة حقيقية تثبت أن الله تعالى بقدرته قد وضع في كتابه نظاماً دقيقاً لأحرف لفظ الجلالة (الله) بشكل يتناسب مع الرقم (7), هذا الرقم اختاره رب العزة سبحانه ليجعل عدد السماوات (7) وعدد الأرَضين سبعة وليجعل أيام الأسبوع سبعة, وليجعل أعظم سورة في القرآن (7) آيات وهي سورة الفاتحة. فمن جحد وأنكر خالق السماوات السبع فقد أعدَّ الله له يوم القيامة جهنم وجعل لها سبعة أبواب، اللهمَّ قِنا عذابك يوم تبعث عبادك.
كما نود أن نشير إلى أن هذا البحث يمثل أول دراسة من نوعها، نهدف من خلالها إلى محاولة لوضع الأسس الصحيحة لعلم جديد هو (الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم)، عسى الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا هذا العمل، وأن يجعل فيه العلم النافع ليكون وسيلة نرى من خلالها عظمة هذا القرآن وعظمة منزل القرآن عزَّ وجلَّ.
سوف نرى من خلال الحقائق الرقمية الواردة في فقرات هذا البحث أن الله سبحانه وتعالى قد وزَّع ورتب ونظَّم حروف اسمه (الله) عبر كلمات وآيات وسور كتابه بنظام مُحْكَم يشهد على أنه واحد أحد، وأن البشر ولو اجتمعوا لن يأتوا بمثل هذا النظام العجيب.
ونوجه سؤالاً لكل من في قلبه شـك من هذا الكتاب العظيم: هل يستطيع أعظم مؤلف في العالم أن يأتي بكتاب متكامل ويجعل من حروف اسمه نظاماً رقمياً دقيقاً في هذا الكتاب؟ والجواب المؤكد هو عجز البشر جميعاً عن الإتيان بمثل هذا القرآن وبمثل هذا الإعجاز. ويجب أن نعلم بأن وجود نظام رقمي رياضي في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً، هذا النظام يقوم على حروف اسم (الله) تعالى، هو دليل مادي وتوقيع من الله عز وجل على أن الكتاب كتابه، ولغة الأرقام هذه هي خير شاهد في القرن الواحد والعشرين على معجزة القرآن العظيم لكل زمان ومكان.
إن هذا البحث وغيره من أبحاث الرقم سبعة في القرآن الكريم يعتبر إثباتاً مادياً على أن الله تعالى قد حفظ كتابه إلى يوم القيامة, فوصلنا كما أنزل على سيدنا محمد دون زيادة ولا نقصان.
اللهم اجعل هذا القرآن حجَّة لنا في الدنيا والآخرة
رحلة الإعجاز.. أين وصلت؟
كل الأنبياء قد آتاهم الله من المعجزات ما يثبت صدق دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى. ولكن معجزة الرسول الكريم محمد كانت قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، معجزةً مستمرة على مر العصور يمكن لكل البشر رؤية هذه المعجزة, ولكن هيهات أن يأتي أحد بمثلها. ومن عظمة المعجزة القرآنية أنها متجددة، ففي كل عصر تجد معجزة جديدة لغوياً وتشريعياً وغيبياً ورقمياً....، ويمكن القول: إن إعجاز هذا القرآن لا حدود له!
معجزات الأنبياء
هذه هي رحمة الله تعالى بعباده, يرسل إليهم الرسل ليذكّروهم بخالقهم ورازقهم سبحانه, ولينذروهم عذاب يوم عظيم. هذا الإله الرحيم لم يترك أنبياءه من دون دليل وبرهان وحجَّة دامغة فآتاهم المعجزات التي تبرهن على أنهم رسلٌ من عند الله تعالى.
فهذا نبي الله موسى عليه السلام كان عصره عصر السِّحر والسَّحرة، فآتاه الله معجزة تناسب عقول قومه وهي العصا التي تنقلب ثعباناً مبيناً مما جعل من السَّحرة الذين هم أشد كفراً ونفاقاً عباداً مخلصين لله تعالى, فانقلبوا من قمة الطغيان إلى منتهى الإيمان بالله عز وجل. ولا غرابة في ذلك، فالمعجزة ذات أثر قوي جداً.
وعندما جاء عصر ازدهرت فيه علوم الطب آتى الله تعالى رسوله وعبده المسيح عليه السلام معجزة طبيَّةً تناسب عقول قومه, فكان يحيي الموتى بإذن الله ويشفي المرضى بإذن الله تعالى...
وهكذا تأتي المعجزة في التوقيت المناسب وبما يتناسب مع علوم العصر، ليكون التحدي بهذه المعجزة أكثر قوة وأشد تأثيراً.
ومن هنا جاء سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام إلى قوم برعوا بالشعر واللغة والبلاغة فآتاه الله القرآن الكريم، فوقفوا عاجزين أمام بلاغته وعظمة بيانه وتعبيره، وإحكام آياته وسوره.
وحتى يومنا هذا لم يستطع أحد على وجه الأرض أن يأتي ببلاغة مثل بلاغة القرآن العظيم، وهذا دليل على عجز البشر عن الإتيان بمثل القرآن لغوياً.
ولكن ونحن نعيش الآن عصراً ربما تفوقت فيه بلاغة الأرقام على بلاغة الكلمات! فكيفما نظرنا من حولنا نجد الحاسبات الرقمية والاتصالات الرقمية كذلك وأجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت... و... و.. وكأن لغة الأرقام قد سيطرت فعلاً على معظم الأشياء الحديثة, ونتساءل:
إذا كان الله جلّ وعلا قد تعهد بأكثرَ من آية بأنه سيرينا معجزاته في هذا القرآن, فأين هي معجزة القرآن اليوم؟
أين معجزة القرآن في عصرنا هذا؟
في هذا العصر ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين ما أكثر الملحدين الذين لا يعترفون بهذا القرآن، بل لغة الكلمات لا تقنعهم أبداً، فما هو الحل؟
إن الله تعالى بواسع رحمته يعلم علماً يقيناً بأنة سيأتي عصر تصبح فيه لغة الأرقام هي اللغة العالمية المشتركة لجميع البشر. وبما أن القرآن هو كتاب من الله تعالى ورسالة إلى البشر كافة فقد هيأه البارئ عز وجل لمثل عصرنا هذا. فوضع فيه معجزة دقيقة تثبت أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولا يخفى على أحد أن لغة الرقم لا يمكن لأحد أن ينكرها أو حتى يناقش فيها فهي لغة يقينية وثابتة، بل لغة الأرقام هي لغة العلم الحديث. المعجزة الرقمية في القرآن هي أقصر طريق لخطاب من يشك بهذا القرآن باللغة التي يفهمها جيداً، ولكن ماذا عن المؤمن الذي أحبَّ القرآن وآمن به وصدقه، هل يحتاج لمثل هذه اللغة الرقمية؟
الإعجاز الرقمي.. لماذا؟
قد يقول قائل: بما أنني مؤمن بكتاب الله تعالى، فما حاجتي للإعجاز الرقمي؟ قبل كل شيء يجب أن نعلم أن الله تعالى لا يضع معجزة في كتابه عبثاً، فمادامت أحرف القرآن منظمة بشكل يعجز البشر، فيجب على المؤمن أن يتفكر في دقة وروعة وعظمة هذا النظام المُحْكَم, ليدرك من وراء ذلك عظمة وقدرة منزِّل القرآن سبحانه وتعالى.
إن البارئ عزَّ وجلَّ يخبرنا عن عظمة هذا الكون ودقة صنعه والحكمة من الرقم (7) في خلق السماوات السبع والأرضين السبع فيقول: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
لذلك عندما ندرك أن في القرآن نظاماً مُحْكَماً يتعلق بالرقم (7)، نستيقن صدق كلام الله تعالى وأن السماوات السبع هي حقّ. لأن خالق هذه السماوات السبع هو نفسه منزل القرآن، نظمّ أحرفه بشكل يتناسب مع الرقم (7). ومن هنا يمكننا القول بأن الهدف من المعجزة الرقمية للقرآن هو أن يزداد المؤمن إيماناً بالله عز وجل، أما من لا يؤمن بآيات الله فعسى أن تكون هذه الحقائق الرقمية وسيلة فعالة لرؤية الحق والاعتراف بأن القرآن هو كتاب الله تعالى.
والسؤال هنا: عندما تظهر معجزة جديدة لهذا القرآن، ألا ينبغي للمؤمن أن يسارع ليتدبرها؟ ومن منا اليوم لا يفقه لغة الأرقام؟ بل إن لغة الرقم
هي لغة مشتركة لكل البشر على وجه الأرض، ووجود هذه اللغة في القرآن هو دليل قوي على أن القرآن كتاب للبشر جميعاً بلا استثناء.
لقد بدأت رحلة الإعجاز القرآني بالمعجزة البلاغية ثم في كل عصر تظهر معجزة جديدة... فجاء الإعجاز العلمي طبياً وكونياً.... واليوم ونحن نعيش بداية الألفية الثالثة تقف علوم العصر على قاعدة متينة هي الرياضيات، وتأتي معجزة القرآن لتتحدى علماء البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن... ويأتي الرقم (7) ليكون شاهداً على ذلك، ولكن لماذا هذا الرقم بالذات؟
لماذا اختار الله الرقم (7)؟
لو تفكرَّنا في مخلوقات الله الصغيرة وتأملنا الذرة، ماذا نرى؟ إن البناء الكوني أساساً يقوم على البنية الذرية للمادة، فعندما نسأل علماء الذرة ما هو الرقم المميز لجميع ذرات الكون نجد أنه الرقم (7). فالذرة في تركيبها قد بناها الله تعالى من (7) طبقات إلكترونية ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك، وهذه حقيقة كونية ثابتة.
وعندما ننطلق إلى رحاب هذا الكون الواسع نجد أمامنا حقيقة السماوات السبع، إذن هنا أيضاً اختار الله تعالى الرقم (7) ليبني هذه السماوات العظيمة على أساسه، وجعل الأرض (7) طبقات أيضاً.
وإذا تابعنا التأمل نجد أن الرقم (7) هو الرقم الأكثر تكراراً سواء في الكون أو الحياة. وحتى يوم القيامة اختار الله تعالى لجهنم الرقم (7) فقالَ: (لهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) [الحجر: 15/44]. والرقم (7) هو أول رقم ذكر في القرآن من بين جميع الأرقام في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/29].
وعندما نأتي لنقف أمام هذا القرآن نجد أول سورة فيه هي السبع المثاني وهي أم الكتاب وفاتحة الكتاب وهي أعظم سورة في القرآن وهي (7) آيات.
وعندما نتابع تدبرنا لهذا القرآن نجد أن عبارة (السماوات السبع) و(سبع سماوات) قد تكررتا في القرآن كله بالضبط (7) مرات, بما يتناسب مع عدد هذه السماوات.
وهكذا لو قمنا بإحصاء الأحاديث النبوية التي تناولت الرقم (7) نحتاج إلى بحث مستقل لعدِّها فقط:
* (سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...).
* (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم).
* (اجتنبوا السبع الموبقات...)....إلخ.
حتى في القصة القرآنية نجد أن للرقم (7) حديثاً في قصة يوسف عليه السلام مثلاً: (سبع بقرات، سبع سنبلات، سبع سنين)... وفي مناسبات عديدة تحدث القرآن عن هذا الرقم.
ولكن يبقى السؤال: لماذا اختار رب العزة سبحانه هذا الرقم بالذات؟ وما هو سرُّ هذا الرقم؟
إن الجواب المنطقي لسؤال كهذا هو أن الرقم (7) هو الرقم الوحيد بين جميع الأرقام القابل لبناء نظام كوني على أساسه. وكذلك هو الرقم الوحيد القابل لبناء نظام لغوي مُحْكَم لأحرف القرآن. وأبحاث الإعجاز الرقمي هذه قد تساهم فعلاً في تأكيد هذه الحقيقة وإثباتها بلغة الأرقام، والله تعالى أعلم.
إن البارئ جلّ جلاله يعلم أنه سيأتي عصر تتطور فيه العلوم المادية, وسوف يأتي هؤلاء العلماء المادِّيّون لينكروا وجود الخالق ويجحدوا كتابه وآياته.
وهو يعلم بأن هؤلاء المادّيين سوف يكتشفون بأنفسهم أن الذرة سبع طبقات, وأن الكرة الأرضية سبع طبقات, وأشياء كونية كثيرة لها علاقة بهذا الرقم, وسوف يتساءلون عن سرّ الرقم (7) في الكون.
لذلك فإن الله جلّ شأنه قد رتّب حروف كتابه بحيث تتناسب مع الرقم (7), وأخفى هذا النظام المذهل حتى جاء عصرنا هذا, فعندما يكتشف الملحد أن الرقم الذي رآه ولمسه في الكون موجود في القرآن, فهذا دليل مادّي على أن الذي خلق الكون ونظّمه هو نفسه الذي أنزل القرآن ونظّمه بنفس النظام.
معجزة لفظ الجلالة
(3) أحرف اختارها الله تعالى بحكمته من بين جميع الأحرف ليسمي بها نفسه (الله) , هذه الأحرف هي الألف واللام والهاء, رتّبها الله ونظّمها بنظام معجز في آيات كتابه, ليثبت للبشر جميعاً أن القرآن كتاب الله, وأن كل حرف في هذا القرآن هو من عند الله تعالى, إنه النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة [ا ل هـ], معجزة تتجلى في عصر المعلومات الرقمية لتشهد بصدق كتاب الله عز وجـل.
أول آية في القرآن
لقد بدأ الله سبحانه و تعالى كتابه بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) [الفاتحة: 1/1], فهي أول آية في القرآن الكريم, لذلك نجد الرسول الكريم يبدأ مختلف أعماله بهذه الآية الكريمة, و ذلك لثقل هذه الآية و أهميتها.
هذه الكلمات الأربعة أنزلها الله تعالى لتكون شفاء و رحمة لكل مؤمن رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد نبياً ورسولاً. ولكن ماذا عن أولئك الذين لا يؤمنون بهذا القرآن, ولا يعترفون بأنه كتاب منزل من عند الله سبحانه وتعالى؟
ماذا عن الملحدين الذين لا يفقهون إلا لغة الماديات؟ هل وضع الله تعالى في كتابه ما يثبت لهم أنه كتاب الله؟ هل هَّيأ لهم من البراهين والإثباتات الدامغة ما يجعلهم يقرون بعظمة الخالق عزَّ وجلَّ؟
سوف نشاهد في آية واحدة معجزة حقيقية بلغة الأرقام، هذه اللغة الجديدة سخرها الله لمثل عصرنا هذا، عصر الكمبيوتر والاتصالات الرقمية...
لقد نظَّم الله تعالى أحرف هذه الآية بنظام مُحْكَم يتناسب مع الرقم (7)، هذا النظام لا نجده في أي كتاب في العالم، وهذا يكفي دليلاً على أن القرآن كتاب ليس بقول بشر بل أنزله رب البشر سبحانه وتعالى.
في هذا البحث لم نقحم أي رقم من خارج القرآن، ولم نحمل نصوص القرآن ما لا تحتمله من التأويل، بل نقوم بدراسة القرآن كما هو، لذلك نكتب أول آية من القرآن ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف هذه الكلمة كما كتبت في القرآن. لنصنع جدولاً بسيطا لهذه المهمة ونصفُّ الأرقام بجانب بعضها ولا نجمعها بل نقرؤها كما هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
3 4 6 6
إذا قرأنا هذا العدد من الجدول (6643) أي ستة آلاف وست مئة وثلاثة وأربعون، نجده من مضاعفات الرقم (7)، أي يقبل القسمة على (7) تماماً:
6643 = 7 × 949
هذه النتيجة الرقمية نجد الكثير من نصوص القرآن تنطبق عليها، ليس آية آية بل حسب معنى النص اللغوي.
ولكن نبقى في رحاب أول آية من كتاب الله ونتساءل: إذا كان الله تعالى بقدرته وعظمة إحصائه قد نظم أحرف هذه الآية بما يتناسب مع الرقم (7)، فهل رتب أحرف اسمه الأعظم (الله) بشكل يتناسب مع الرقم (7) أيضاً؟ بكلمة أخرى: هل نجد نظاماً معجزاً له علاقة بالأحرف الثلاثة: الألف واللام والهاء المكونة للفظ الجلالة (الله)؟ ولكي نجيب عن هذا السؤال نلجأ للغة الأرقام الدقيقة.
نتبع المنهج ذاته في صفّ الأرقام، ولكن هذه المرة نكتب الآية وتحت كل كلمة نكتب رقماً، هذا الرقم يعبر عن أحرف لفظ الجلالة في الكلمة، أي ما تحويه كل كلمة من الأحرف الثلاثة (ا ل هـ).
فكلمة (بسم) لا تحوي أياً من هذه الأحرف لذلك نعطيها الرقم صفر، بينما كلمة (الله) فيها (ا ل ل هـ) فيكون رقمها (4) بعدد هذه الأحرف، وكلمة (الرحمن) تحتوي على (ا ل) أي (2)، كذلك كلمة (الرحيم) فيها من لفظ الجلالة الألف واللام لذلك يكون رقمها (2) أيضاً.
لنكتب هذه النتائج في جدول لنرى النظام الرقمي المذهل لأول آية في القرآن:
بسم الله الرحمن الرحيم
0 4 2 2
بالطريقة السابقة نفسها نقرأ العدد من الجدول كما هو من دون أن نجمعه، أي (2240) ألفان ومائتان وأربعون، هذا العدد يمثل توزع أحرف كلمة (الله) عبر الآية، وهو من مضاعفات الرقم (7) أيضاً، لنرَ ذلك:
2240 = 7 × 320
إن هذه النتيجة تؤكد صدق كلام الله تعالى وصدق رسالته، يقول البارئ عزّ وجلّ مخاطباً البشر جميعاً: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [النساء: 4/122]، هذا سؤال يطرحه القرآن على الناس، فهل يعقل أن يكون في المخلوقات من هو أصدق من خالق السماوات والأرض؟ وانظر معي إلى سعة رحمة الله تعالى: هل الله تعالى بحاجة إلى طرح مثل هذا السؤال؟ هل يحتاج رب العزة لمن يصدقه؟ إنها الرحمة الإلهية للبشر على كفرهم وإلحادهم. ومع هذا فمن لا يقتنع بلغة الكلام فهنالك لغة الأرقام التي لا يمكن لبشر أن ينكرها.
الآن سوف نعيش مع إعجاز حقيقي في مقطع من مقاطع القرآن: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) لنرى النظام المبهر في هذه الكلمات المُحْكَمة، ونزداد إيماناً ويقيناً بأن الله هو قائل هذه الكلمات، وقد وضع فيها تناسقاً عجيباً مع الرقم (7)، ليكون ذلك كالميزان الذي نقيس به صدق الأشياء، وهذه لغة الأرقام تنطق بالحق لتقول: إن هذا القرآن من عند الله عزّ وجلّ.
لنكتب كلمات هذا المقطع القرآني ونكتب بدلاً من كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف كل كلمة، لنجد أن العدد الذي يمثل أحرف هذه الكلمات هو: (442421) يقبل القسمة على (7) تماماً:
442421 = 7 × 63203
والعجيب أن الناتج من هذه العملية (63203) يقبل القسمة على (7) أيضاً مرة ثانية، لنرى ذلك:
63203 = 7 × 9029
ولكن المعجزة مستمرة، فكما نظم الله تعالى بقدرته أحرف هذا المقطع أيضاً نظم أحرف لفظ الجلالة فيه بنظام مُحْكَم. أي أحرف الألف واللام والهاء (المكونة لكلمة الله) قد أحكمها الله تعالى في هذا المقطع بما يتناسب مع الرقم (7)، بشكل شديد الإعجاز.
لنكتب هذا المقطع القرآني ونكتب تحت كل كلمة من كلماته رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف لفظ الجلالة [ا ل هـ]:
و من أصدق من الله قيلاً
0 0 1 0 4 2
لقد نتج معنا عدد في هذه الحالة يمثل توزع الأحرف الثلاثة [ا ل هـ] عبر كلمات المقطع القرآني، نقرأ هذا العدد كما هو (240100) فنجده أيضاً يقبل القسمة على (7) تماماً:
240100 = 7 × 34300
ولكن العجيب أن الناتج أيضاً هو (34300) يقبل القسمة على (7) مرة ثانية لنرَ:
34300 = 7 × 4900
والأعجب أن الناتج هنا (4900) ينقسم على (7) أيضاً مرة ثالثة، وهذه النتائج الرقمية تؤكد صدق كلام الحق عزّ وجلّ، وإلى لغة الأرقام:
4900 = 7 × 700
و الناتج من هذه العملية هو العدد (700) أيضاً ينقسم على (7) تماماً (مرة رابعة):
700 = 7 × 100
إذن نحن أمام حقائق لا يمكن لجاهل أو عالم أن ينكرها، فلغة الأرقام التي نشهدها في مقطع من مقاطع آيات هذا القرآن تكفي دليلاً قوياً على أن القرآن حق وأنه كتاب الله سبحانه وتعالى. ولكن كيف لو قمنا بدراسة جميع آيات القرآن رقمياً، ما هو حجم المعجزة في هذه الحالة؟
أرقام مُحْكَمة
يقول عز وجل عن كتابه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 11/1]، هذا إقرار من رب العزة سبحانه بأن القرآن كتاب مُحْكَم ومتكامل ومتماسك، ولكن السؤال: هل يقتصر القرآن على الإحكام اللغوي؟ طبعاً الذي يتعمق في آيات الله يدرك أن هذا القرآن مُحْكَم لغوياً وعلمياً ورقمياً وكيفما نظرنا إلى آيات القرآن وجدناها شديدة الإحكام والتكامل وإن كل كلمة قد وضعها الله تعالى بدقة فائقة لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها.
ففي الفقرة السابقة رأينا النظام الرقمي لأحرف مقطع: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) ، ورأينا أن العدد الذي يمثل أحرف هذا المقطع هو (442421) يقبل القسمة على 7 مرتين، كما رأينا أن العدد الذي يمثل لفظ الجلالة (الله) في المقطع نفسه هو (240100) يقبل القسمة على (7) أربع مرات بعدد أحرف
اسم (الله)! لنعِدْ كتابة هاتين النتيجتين لنرى التكامل المذهل لهما:
442421 = 7 × 7 × 9029
240100 = 7 × 7 × 7 × 7 × 100
والشيء المذهل فعلاً أننا عندما نأخذ ناتجَيِ العمليتين: (9029 ـ 100) ونصف هذين العددين بطريقتنا لصفّ الأرقام ينتج عدد جديد هو (1009029) هذا العدد مكون من (7) مراتب ويقبل القسمة على (7) تماماً:
1009029 = 7 × 144147
إذن حتى ناتج عملية القسمة على (7) له نظام مُحْكَم، فهل بعد هذا الإعجاز إعجاز؟ ولكن بقي شيء آخر له علاقة بالرقم (7)، ففي هذه المعادلة لدينا العدد (1009029)، إن مجموعَ أرقام هذا العدد هو من مضاعفات السبعة أيضاً:
9 + 2 + 9 + 1 = 21 = 7 × 3
ولكي يكتمل النظام الإعجازي فإننا نجد النتيجة ذاتها مع العدد (144147) (ناتج عملية القسمة) فمجموع أرقامه أيضاً من مضاعفات الرقم (7).
وتستمر المعجزة
نبقى في رحاب قول الله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [النساء: 4/122]، ونبقى في رحاب لفظ الجلالة (الله) لنرى الترتيب المدهش لأحرف لفظ الجلالة [ا ل هـ] ـ الألف واللام والهاء في هذا المقطع القرآني.
بعملية إحصاء بسيطة في المقطع القرآني نجد ما يلي:
1 ـ حرف الألف تكرر (3) مرات في المقطع.
2 ـ حرف اللام تكررت (3) مرات أيضاً.
3 ـ حرف الهاء تكرر (1) مرة واحدة.
نقوم الآن بترتيب هذه الإحصاءات:
ا ل هـ
3 3 1
في هذه الحالة نحن أمام عدد هو (133) هذا العدد يقبل القسمة على (7) تماماً، لنرى مصداق ذلك:
133 = 7 × 19
و حتى لو قمنا بجمع أحرف لفظ الجلالة في هذا المقطع لوجدنا أن عدد هذه الأحرف هو (7) بالضبط:
3 + 3 + 1 = 7
كل هذا الإعجاز الرقمي في مقطع من (6) كلمات، فكيف بنا لو درسنا القرآن الذي يحتوي على أكثر من سبعين ألف كلمة؟ ولكن نبقى في رحاب لفظ الجلالة لنرى العجائب الرقمية لندرك ضعفنا وعجزنا أمام هذا القرآن.
ونتابع في عجائب قوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً)، ونتساءل: إذا كان البارئ سبحانه قد رتب حروف اسمه (الله) في هذا النص الكريم بنظام يقوم على الرقم سبعة، فهل رتب موقع هذا الاسم الكريم بذات النظام؟
موقع مميّز لاسم (الله)
إن اسم (الله) في هذا النص يتميز بموقع رتبه البارئ سبحانه بشكل يتناسب مع الرقم سبعة، بحيث يأتي عدد الكلمات والحروف وحروف لفظ الجلالة قبل وبعد هذا الاسم متناسباً مع الرقم سبعة.
لنقم الآن بإحصاء عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله) لنجد:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
4 1
إن عدد الكلمات قبل اسم (الله) هو (4) كلمات، وبعده (1) كلمة واحدة ولدى صفّ هذين الرقمين نجد عدداً هو (14) من مضاعفات السبعة.
14 = 7 × 2
ولو قمنا بعدّ حروف هذه الكلمات قبل وبعد لفظ الجلالة لوجدنا:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
9 4
إن العدد الذي يمثل عدد الحروف قبل وبعد اسم (الله) هو (49) هذا العدد يساوي سبعة في سبعة.
49 = 7 × 7
ولو طبقنا هذه القاعدة على حروف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) لبقي النظام السباعي قائماً.
نقوم بإحصاء عدد حروف الألف واللام والهاء قبل وبعد اسم (الله):
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
1 2
العدد الذي يمثل حروف اسم (الله) قبل وبعد اسم (الله) هو (21) من مضاعفات السبعة:
21 = 7 × 3
العدّ التراكمي
إذا قمنا بعدّ حروف الكلمات بشكل تراكمي متزايد، أي نعد حروف الكلمة ونضيف هذا العدد للكلمة التالية وهكذا لتأخذ الكلمة الأخيرة في النص عدداً مساوياً لعدد حروف النص.
هذه الطريقة في العدّ معروفة جيداً في الرياضيات الحديثة، وتستعمل عند دراسة الأشياء المترابطة، ووجود هذه الطريقة في كتاب الله تعالى يعني أنه كتاب مترابط ومُحْكَم، كيف لا يكون كذلك هو كتاب رب العالمين؟ لنكتب عدد حروف كل كلمة بهذه الطريقة لنجد:
و مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
1 3 7 9 13 17
إن العدد الذي يمثل حروف كلمات النص تراكمياً هو: (17139731) هذا العدد من مضاعفات السبعة في الاتجاهين:
العدد: 17139731 = 7 × 2448533
مقلوبه: 13793171 = 7 × 1970453
ولو طبقنا هذه الطريقة على عدّ حروف اسم (الله) في هذا النص الكريم يبقى النظام مستمراً. لنكتب هذا النص وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء بشكل تراكمي مستمر، أي نحصي الحروف في الكلمة مع ما قبلها:
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
0 0 1 1 5 7
إن العدد الذي يمثل تراكم حروف الألف واللام والهاء في كلمات النص هو (751100) من مضاعفات السبعة:
751100 = 7 × 107300
إذن تتعدد طرق العدّ والإحصاء ويبقى النظام الرقمي واحداً وشاهداً على وحدانية منزل القرآن سبحانه وتعالى.
القسم الثاني: (الله) في القرآن
في الفقرات السابقة رأينا النظام الرقمي المذهل لأول آية في كتاب الله ومقطع من آية من القرآن، ولكن لو نظرنا نظرة شاملة لكتاب الله، وتأملنا أين ورد لفظ الجلالة (الله) أول مرة وآخر مرة في القرآن، هل هنالك معجزة؟ أول مرة وردت فيها كلمة (الله) في القرآن في أول آية منه: (بسم الله الرحمن الرحيم) ، وآخر مرة وردت فيها كلمة (الله) في القرآن في سورة الإخلاص: (الله الصمد) [الإخلاص: 112/2]، ويتجلى النظام الرقمي للرقم (7)، أننا لو قمنا بعدّ السور من سورة الفاتحة حتى سورة الإخلاص لوجدنا بالضبط (112) سورة:
112 = 7 × 16
ولو قمنا بعدّ الآيات من الآية الأولى وحتى الآية الأخيرة لوجدنا بالضبط (6223) آية وهذا العدد يساوي:
6223 = 7 × 889
والناتج (889) يقبل القسمة على (7) تماماً:
889 = 7 × 127
إذن عدد السور من مضاعفات الـ (7) وعدد الآيات من مضاعفات ال (7) أيضاً، ولكن ماذا عن الأحرف؟
إن عدد أحرف (بسم الله الرحمن الرحيم) هو (19) حرفاً، وعدد أحرف (الله الصمد) هو (9) أحرف ويكون مجموعها:
19 + 9 = 28 = 7 × 4
والآن ماذا عن الألف واللام والهاء في كلتا الآيتين؟ نجري إحصاءً لهذه الأحرف فنجد عددها: عدد أحرف [ا ل هـ] في (بسم الله الرحمن الرحيم) هو (8) أحرف،عدد أحرف [ا ل هـ] في (الله الصمد) هو (6) أحرف ويكون مجموعها:
8 + 6 = 14 = 7 × 2 (نِصْف عدد الحروف)
بقي أن نشير إلى أن رقم الآية الأولى من القرآن هو (1)، ورقم الآية (الله الصمد) هو (2)، بصفّ هذين الرقمين نجد عدداً هو (21) من مضاعفات الرقم (7) أيضاً، أي: (21 = 7 × 3). والآن أما آن لنا أن ندرك عظمة الإعجاز الرقمي في كتاب الله تعالى؟
اسم (الله) أول مرة في القرآن
ورد هذا الاسم الكريم لأول مرة في الكتاب في أول آية منه: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وقد رتب الله تعالى موضع هذه الآية وعدد حروف (الله) ونسبة تكرار هذه الكلمة في القرآن بشكل يتناسب مع الرقم سبعة.
لنتأمل المعطيات الآتية:
رقم الآية عدد حروفها تكرار كلماتها
1 19 2893
فالبسملة هي أول آية في القرآن رقمها (1)، عدد حروفها (19)، تكررت كل كلمة من كلماتها عدداً محدداً من المرات مجموع هذه التكرارات هو (2893) مرة، عند صفّ هذه الأرقام نحصل على عدد من سبع مراتب هو (2893191) من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
العدد: 2893191 = 7 × 413313
مقلوبه: 1913982 = 7 × 273426
عندما نطبق هذه الأرقام مع اسم الجلالة (الله) يبقى النظام قائماً، لنكتب رقم الآية مع عدد حروف (الله) وتكرار كلمة (الله) في القرآن كله لنجد:
رقم الآية حروف (الله) تكرار اسم (الله)
1 4 2699
إن العدد الذي يمثل رقم الآية (1) حيث وردت كلمة (الله) لأول مرة، وعدد حروف هذا الاسم (4)، وعدد مرات تكراره في القرآن كله (2699) هذه الأرقام تشكل عدداً هو: (269941) من مضاعفات السبعة ثلاث مرات:
269941 = 7 × 7 × 7 × 787
هذا النظام ينطبق على الأرقام الخاصة بكلمة (الرحمن)، حيث وردت هذه الكلمة لأول مرة في الآية رقم (1) وعدد حروفها (6) وعدد مرات تكرارها في القرآن كله (57) مرة، نضع هذه الأرقام في جدول:
الآية حروف (الرحمن) تكرار اسم (الرحمن)
1 6 57
العدد الذي يمثل هذه الأرقام هو: (5761) من مضاعفات السبعة:
5761 = 7 × 823
الفاتحة والإخلاص
كما رأينا فقد ذكر اسم (الله) في كتاب الله لأول مرة في سورة الفاتحة في قوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم) ، وآخر مرة ذكر هذا الاسم الكريم في القرآن في سورة الإخلاص في قوله تعالى: (الله الصمد). وهنالك سلسلة من العلاقات الرقمية بين هاتين السورتين والآيتين، رأينا بعضاً منها في فقرة سابقة والآن نأتي إلى رقم كل سورة وعدد آياتها، فقد جاءت بنظام يقوم على الرقم سبعة.
سورة الفاتحة:
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) [7 آيات].
سورة الإخلاص:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) [4 آيات].
علاقة السورتين
1 ـ عدد حروف كلمة (الفاتحة) هو سبعة أحرف، وكذلك عدد حروف كلمة (الإخلاص) هو سبعة!
2 ـ رقم سورة الفاتحة (1) وآياتها (7)، ورقم سورة الإخلاص (112) وآياتها (4)، يمكن كتابة هذه الأرقام في جدول:
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
رقمها عدد آياتها رقمها عدد آياتها
1 7 112 4
إن العدد الذي يمثل رقم وآيات سورتي الفاتحة والإخلاص هو: (411271) من مضاعفات السبعة.
411271 = 7 × 58753
ويجب أن نتذكر بأن سورة الفاتحة (السبع المثاني) هي أعظم سورة في القرآن، وأن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن!
علاقة الآيتين
لقد وردت آية (بسم الله الرحمن الرحيم) في السورة رقم (1) والآية رقم (1)، أما آية (الله الصمد) فقد وردت في السورة رقم (112) والآية رقم (2):
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد
رقم السورة رقم الآية رقم السورة رقم الآية
1 1 112 2
إن العدد الذي يمثل رقم السورة والآية لكلتا الآيتين هو: (211211) من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين:
العدد: 211211 = 7 × 30173
مقلوبه: 112112 = 7 × 7 × 2288
أسماء الله الحسنى
في هاتين الآيتين عدد من أسماء الله الحسنى، والعجيب أن هذه الأسماء لها نظام لحروفها وتكرارها في القرآن بشكل يتناسب مع الرقم سبعة.
فالآية الأولى تحتوي على ثلاثة أسماء لله وهي (الله الرحمن الرحيم). لنضع في جدول عدد حروف كل اسم مع نسبة تكراره في القرآن كله:
الله الرحمن الرحيم
حروفه تكراره حروفه تكراره حروفه تكراره
4 2699 6 57 6 115
إن العدد الذي يمثل حروف وتكرار أسماء الله في أول آية هو: (26994 576 1156) من مضاعفات السبعة:
115657626994 = 7 × 16522518142
هذا النظام ينطبق مع الآية الأخيـرة (الله الصمد) لنكتب هذين الاسمين الكريمين من أسماء الله مع عدد حروف وتكرار كل منهما:
الله الصمد
حروفه تكراره حروفه تكراره
4 2699 5 1
إن العدد (1526994) يتألف من سبع مراتب وهو من مضاعفات السبعة:
1526994 = 7 × 218142
ملاحظة: لاحظ عزيزي القارئ أن أسماء الله الواردة في هاتين الآيتين جاءت تكراراتها أعداداً مفردة: الله (2699)، الرحمن (57)، الرحيم (115)، الصمد (1)، جميع هذه الأعداد مفردة (وتر) كدليل على أن الله تعالى وتر.
آيات تنطق بالحق
ما أكثر الآيات التي تحدثت عن ذات الله تعالى وعلمه وعظمته... وما أروع الكلمات التي تصف قدرة الخالق سبحانه وتعالى.. ووحدانيته وأسماءه الحسنى.. والآن نتناول آيات تتحدث عن الله، تتجلى فيها أحرف اسم الجلالة بنظام مذهل، ونتساءل: هل يستطيع البشر تنظيم كلمات بهذا الشكل؟
يتعدد الرسم والنظام واحد
سؤال حيَّر الكثير من العلماء والباحثين الذين تبحَّروا في علوم القرآن الكريم وهو: لماذا كتبت كلمات القرآن بطريقة تختلف عن أي كتاب في العالم؟ ولكن معظم هؤلاء العلماء قد أحسَّ بأن هذه الطريقة لكتابة القرآن تخفي وراءها معجزة عظيمة، لذلك حافظوا على القرآن كما كتب أول مرة حتى وصلنا اليوم كما أنزل قبل أكثر من (1400) سنة.
إذن من الذي حفظ القرآن طوال هذه السنوات؟ إنه الله
القائل عن كتابه: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الجاثية: 45/2]، وهو القائل أيضاً: (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ) [النمل: 27/1].
من عجائب هاتين الآيتين أن الكلمة ذاتها قد كتبت بشكلين مختلفين في القرآن، فكلمة (الكتاب) نجدها قد كُتبت من دون ألف هكذا (الكتب)، بينما في الآية الثانية نجد أن كلمة (كتاب) كُتبت بالألف، فلماذا؟
إن لغة الأرقام ربما تعطي إجابة واضحة ودقيقة عن بعض أسرار رسم كلمات القرآن، ولكي نتعرف على هذا السر نقوم بكتابة الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف لفظ الجلالة (الله) أي الألف واللام والهاء في هذه الكلمة:
تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
1 2 0 4 2 2
إن العدد (224021) بقبل القسمة على (7) تماماً:
224021 = 7 × 32003
وهنا نلاحظ طريقة كتابة الكلمة من دون ألف وعندما ننتقل للآية الثانية نجد أن كلمة (كتاب) في القرآن لم تحذف منها الألف. لنتبع الطريقة ذاتها في كتابة الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الكلمة:
تِلْكَ آيَتُ الْقُرْآنِ وَ كِتَابٍ مُّبِينٍ
1 1 3 0 1 0
والعدد في هذه الحالة هو (10311) يقبل القسمة على (7) أيضاً:
10311 = 7 × 1473
إذن في كتاب الله نحن أمام شبكة معقدة من الأرقام، فالقرآن بناء مُحْكَم.
لذلك نحن في هذا البحث أمام حقيقة لا شك فيها: إن كل حرف من أحرف هذا القرآن هو وحي من الله تعالى، ولا يجوز زيادة حرف أو إنقاصه من كتاب الله. وهذا يعني أنه يجب التقيد بالرسم القرآني العثماني لكلمات القرآن. لأن هذه الطريقة في كتابة كلمات القرآن هي التي رضيها الله لكتابه، فإذا أردنا أن نفهم أسرار هذا القرآن ونتدبَّر عجائبه ينبغي أن نتناوله كما هو دون زيادة ولا نقصان.
وحدانية الله
لنستمع إلى أسلوب القرآن في صياغة الحقائق المتعلقة بوحدانية الله عزّ وجلّ، ولنرى كيف تركبت ألفاظها وحتى طريقة كتابتها. يقول تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران:3/18].
لندخل إلى كلمات هذه الآية العظيمة لنشاهد كيف توزعت أحرف لفظ الجلالة [ألف لام هاء] عبر هذه الكلمات. وبالطريقة السابقة نكتب الآية كما كتبت في القرآن، ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والهاء:
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَ الْمَلئِكَةُ و َأُوْلُواْ الْعِلْمِ
1 4 2 2 3 3 1 0 4 0 3 3
قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
2 2 2 3 3 1 2 2
إن العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية كما نرى من الجدول هو عدد ضخم (20 مرتبة) و يقبل القسمة على (7) تماماً، وكيفما قرأناه، لنتأكد رقمياً من هذه الحقيقة:
22133222330401332241 =
= 7 × 3161888904343047463
ولو قرأنا العدد ذاته من اليمين إلى اليسار (باتجاه قراءة القرآن) يبقى قابلاً للقسمة على (7):
14223310403322233122 =
= 7 × 2031901486188890446
وانظر معي بعد هذه الأرقام إلى كلمة (الملائكة) فقد كتبت في القرآن من دون ألف هكذا (الملئكة) ولذلك فإن عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الكلمة أصبح (ا ل ل هـ) أي (4), بدلاً من (ا ل ل ا هـ) أي (5)، ولو كتبت هذه الكلمة بالألف لاختل النظام الرقمي بالكامل.. فهل هذا العمل في متناول البشر؟
وهيهات أن يأتي إنسان مهما بلغ من العلم بكلام بليغ ومُحْكَم ومعبر, وبالوقت نفسه منظم وفق أدق درجات النظام الرقمي! إنها قدرة الله الواحد الأحد.
الله .. لم يتخذ ولداً
من الحقائق الأساسية التي يؤكدها القرآن أن الله لم يكن له ولد, فهو إله واحد إذا أراد أمراً فإنما يقول له كن فيكون, هذا الإله العظيم لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فهو القائل: (مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [مريم: 19/35].
هذا ردّ من الله عزّ َوجلَّ على كل من يدَّعي أن لله ولداً, ولكن من لا تقنعه لغة الكلمات على بلاغتها, ماذا يمكن أن نقول له؟ وما هي اللغة التي تقنعه؟ بلا شك إ ن لغة الأرقام لا يمكن لعاقلٍ أن ينكرها, فهي لغة يقينية لا مجال للظن فيها.
ومن عظيم رحمة الله تعالى بهؤلاء أنه أودع في آيات كتابه لغة جديدة جاء عصر الأرقام ليكشفها لنا لتكون حجَّة لك أو عليك, فالمؤمن يزداد أيماناً وتسليماً لله, والذي لا يؤمن بالله وآياته ومعجزته فعسى أن تكون لغة الرقم وسيلة له ليرى من خلالها صدق هذا القرآن العظيم.
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من الأحرف [ا ل هـ]:
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَنَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
1 1 3 1 0 0 1 1 2 0 2 2 1 2 0 0
إن العدد الضخم الذي يمثل توزع أحرف الألف واللام والهاء عبر كلمات الآية هو: (0021220211001311) يقبل القسمة على (7) تماماً:
21220211001311 = 7 × 3031458714473
ولكن هذا ليس كل شيء, فالناتج من هذه العملية أيضاً يقبل القسمة على (7) تماماً, لنرى ذلك:
3031458714473 = 7 × 433065530639
وهنا من جديد نجد أن الناتج يقبل القسمة على (7) أيضاً, ولمرَّة ثالثة:
433065530639 = 7 × 61866504377
إذن شاهدنا عدداً ينقسم على (7) ثلاث مرات متتالية, وهذا تأكيد من الله تعالى بلغة الأرقام على أنه لم يتخذ ولداً, وأن كلامه حق وأنه إله واحد.
ولكن في هذه الآية قد نتساءل: كما أن الله سبحانه وتعالى قد نظم أحرف اسمه, فهل نظم أحرف كلمات الآية بنظام مُحْكَم؟ لنكتب كلمات هذه الآية كما كتبت في القرآن من جديد ولكن هذه المرة نكتب تحت كل كلمة عدد حروفها, لنرى أن الله قد نظَّم كل شيء في هذا القرآن:
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَنَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
2 3 3 2 4 2 3 5 3 3 4 5 4 2 2 5
العدد الذي يمثل أحرف كلمات هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً:
5224543353242332 = 7 × 746363336177476
إن هذا النظام المُحْكَم هو تصديق لقول الحق سبحانه وتعالى, ولكن قد يأتي من يقول إن هذا النظام جاء مصادفة!
قبل كل شيء يجب أن نعلم أن المصادفة لا يمكن أن تأتي بكلام دقيق و منظم بهذا الشكل, و إلا لوجد هذا النظام في أي كتاب بشري. ومع ذلك نضرب مثالاً آخر ليزداد مثل هذا الشخص يقيناً بصدق كلام الله عزَّ وجلَّ.
لقد ردَّ الله تعالى في موضع آخر قول المشركين الذين يدَّعون لله الولد, فقال: (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً) [مريم:19/92].
لنرى كيف رتبَّ الله تعالى بعظيم قدرته أحرف اسمه الأعظم عبر كلمات هذه الآية, لنكتب تحت كل كلمة ما تحويه من لفظ الجلالة (الله) ـ ا ل هـ:
وَ مَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً
0 1 0 2 1 0 2
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف[ألف لام هاء] عبر كلمات الآية هو: (2012010) يقبل القسمة على (7) تماماً:
2012010 = 7 × 287430
والمذهل أن العدد نفسه إذا قرأناه بالاتجاه الأخر، من اليمين إلى اليسار أي باتجاه قراءة القرآن يصبح: (0102102)، وهذا العدد ينقسم على (7) تماماً، لنتأكد من ذلك رقمياً:
102102 = 7 × 14586
إن القرآن يؤكد دائماً على وحدانية الله سبحانه وتعالى، وأن النظام الكوني سوف يختل لو كان هنالك إله آخر، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى: (قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) [الإسراء: 17/42]. وفي هذه الآية نجد أنفسنا أمام نظام رقمي معجز للفظ الجلالة (الله).
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ماتحويه من أحرف الألف واللام والهاء، لنرى النظام الرقمي:
قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً
1 1 1 1 4 1 1 2 3 2 0 2 2
العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة [ألف لام هاء] في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً (بالاتجاهين):
2202321141111 = 7 × 314617305873
ولو قرانا هذا العدد بالاتجاه الآخر (من اليمين إلى اليسار) لوجدناه قابلاً للقسمة على (7) (مرتين) أيضاً، لنرى:
1111411232022 = 7 × 158773033146
= 7 × 7 × 22681861878
ولكن الذي أدهشني فعلاً أننا إذا أخذنا ناتجي القسمة في كلتا الحالتين أي: (314617305873) هذا الناتج الأول أما الناتج الثاني فهو: (22681861878)، عندما نصفّ هذين العددين بجانب بعضهما نجد عدداً جديداً شديد الضخامة هو: (14617305873 3 22681861878) هذا العدد مكون من 23 مرتبة (أي من مرتبة العشرة آلاف بليون بليون) هذا العدد يقبل القسمة على (7) بالاتجاهين أيضاً، لنرى ذلك:
1) قراءة العدد من اليسار إلى اليمين:
22681861878314617305873 =
= 7 × 3240265982616373900839
2) قراءة العدد من اليمين (يقبل القسمة على 7 مرتين):
37850371641387816818622 =
=7 × 7 × 772456564109955445278
والناتج النهائي كما نرى هو عدد مكون من (21) مرتبة أي (7 × 3). ولو ذهبنا نتتبع هذه الآية وإعجازاتها لعجزنا عن إحصائها، فلو قمنا بإحصاء عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الآية لوجدنا (21) حرفاً بالضبط أي (7 × 3).
والآن نتوجه بسؤال إلى كل من يشك بصدق هذا القرآن، هل جاء هذا النظام المُحْكَم بالمصادفة؟ لذلك يقول الله تعالى لهؤلاء متحدياً إياهم أن يأتوا بمثل القرآن: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 52/34]، حتى في آيات التحدي وضع الله نظاماً رقمياً مذهلاً يدل على قدرة الله تعالى بما يظهر ضعف البشر وعجزهم عن الإتيان بمثل كلام الحق سبحانه.
لنكتب هذه الآية كما نراها في القرآن، ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف لفظ الجلالة[ا ل هـ]، مع ملاحظة أن كلمة (صادقين) قد كتبت في القرآن من دون ألف هكذا صَدِقِينَ:
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَدِقِينَ
3 0 2 1 2 0
إن العدد الذي يظهر في هذا الجدول يقبل القسمة على (7) تماماً وبالاتجاهين، فعندما نقرأ العدد من اليسار نجد:
021203 = 7 × 3029
وعندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه الآخر (أي من اليمين
إلى اليسار):
302120 = 7 × 43160
من إعجاز هذه الآية أيضاً أننا نجد نظاماً رقمياً يعتمد على الرقم (7) في مقطعيها، فالآية مكونة من مقطعين كما يلي:
1 ـ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ.
2 ـ إِن كَانُوا صَادِقِينَ.
في كل مقطع من هذين المقطعين نجد النظام ذاته يتكرر، لنرى ذلك من خلال جدولين:
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ
3 0 2
العدد (203) ينقسم على (7) تماماً:
203 = 7 × 29
إِن كَانُوا صَادِقِينَ
1 2 0
و هنا أيضاً العدد (021) ينقسم على (7) تماماً:
21 = 7 × 3
والمذهل فعلاً أننا عندما نقوم بصفّ ناتجَيِ القسمة (29ـ3) بجانب بعضهما نجد عدداً جديداً هو (329) ينقسم على (7) تماماً:
329 = 7 × 47
إذن حتى مقاطع الآيات لها نظام يعتمد على الرقم (7)، ولكن هل انتهت معجزة هذه الآية؟ وهل توقفت عند هذا الحد؟ ما دام التحدي قائماً فالمعجزة مستمرة، لذلك عندما نعد أحرف هذه الآية كما كتبت في القرآن نجد أن عدد حروفها هو بالضبط (28) حرفاً أي (7 × 4). وعندما نحصي أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية نجد:
1 ـ عدد أحرف الألف في الآية (5) أحرف.
2 ـ عدد أحرف اللام في الآية (2) حرفان.
3 ـ عدد أحرف الهاء في الآية (1) حرف واحد.
وعندما نعبر عن أحرف لفظ الجلالة (الله) بهذه الأرقام نجد أنفسنا أمام عدد أيضاً ينقسم على 7 تماماً:
ا ل ل هـ
5 2 2 1
العدد (1225) يقبل القسمة على (7) مرتين، لنرى:
1225 = 7 × 7 × 25
هـو الله
يقول رب العزة سبحانه وتعالى متحدثاً عن نفسه بكلمات عظيمة ليعرفنا: من هو الله تعالى؟ لنستمع إلى هذه الآية: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر: 59/23]، هذا تعريف بالله وصفاته وقدرته بلغة الكلمات، ولكن للأرقام أيضاً حديثها وبلاغتها. لذلك نكتب هذه الآية كما كتبت في القرآن ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل[ألف لام هاء] في هذه الكلمة:
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
1 4 2 2 3 3 1 3 2 3 2 3
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
2 3 2 0 4 1 0
إن العدد الذي نراه في الجدول والذي يمثل لفظ الجلالة في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً:
140232323231332241 =
= 7 × 20033189033047463
والشيء المعجز أن الناتج عن عملية القسمة أيضاً ينقسم على (7) تماماً:
20033189033047463 =
= 7 × 2861884147578209
إذن العدد الذي يعبر عن أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية قبل القسمة على (7) مرتين. ولكن ماذا لو قرأنا العدد ذاته بالاتجاه الآخر، أي من اليمين إلى اليسار؟ إننا أمام حقائق رقمية لا تقبل الجدل، فالعدد على ضخامته يبقى قابلاً للقسمة على (7) عند قراءته من اليمين إلى اليسار، لنرى ذلك:
1422331323232320410 =
= 7 × 203190189033188630
وهنا نجد أن الناتج أيضاً ينقسم على (7) تماماً:
203190189033188630 =
= 7 × 29027169861884090
إذا كيفما قرأنا العدد الذي يمثل لفظ الجلالة في هذه الآية نجده ينقسم على (7) مرتين!!!
نجري الآن عدًّا لأحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) لنرى النتيجة المذهلة:
1 ـ عدد أحرف الألف في الآية هو (17) حرفاً.
2 ـ عدد أحرف اللام في الآية هو (18) حرفاً.
3 ـ عدد أحرف الهاء في الآية هو (6) أحرف.
إن الله تعالى اختار هذه الأرقام لحكمة عظيمة، فهي تحقق نظامً رقمياً مذهلاً، فعندما نضفّ هذه الأرقام بجانب بعضها نجد عدداً يقبل القسمة على (7) تماماً:
ا ل هـ
17 18 6
إن العدد (61817) يقبل القسمة على (7) تماماً:
61817 = 7 × 8831
إن هذا النظام يتكرر كثيراً في كتاب الله، وحسبنا الأمثلة في هذا البحث لإعطاء فكرة جيدة للقارئ عن معجزة لفظ الجلالة في القرآن، و معجزة خطّ كلمات القرآن، فقد كتبت الآية السابقة بطريقة غريبة، فكلمة (السلام) قد كتبت في القرآن من دون ألف هكذا (السلم) بينما كلمة (الجبار) لم تحذف منها الألف! ولو أننا حذفنا من هذه الكلمة حرف الألف أو أضفنا الألف لتلك الكلمة فسيؤدي هذا إلى خلل في القسمة على (7)، كذلك كلمة (سبحان) نجدها في القرآن من دون ألف (سبحن)، فهل جاءت هذه الطريقة في رسم الكلمات مصادفة؟
لنتابع في الآية التالية لندرك بما لا يقبل الشك أن طريقة كتابة الكلمات القرآنية تخفي معجزة عظيمة، هذه المعجزة تتكشف أمامنا شيئا فشيئاً بوساطة لغة الأرقام. يقول تعالى في الآية التالية: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 59/24].
وفي هذه الآية نلاحظ أن كلمة (الخالق) قد حذفت منها الألف هكذا (الخلق)، بينما كلمة (البارئ) فلم تحذف منها الألف، وهذه الطريقة في رسم هاتين الكلمتين تناسب النظام الرقمي.
ولكي نثبت هذه الحقائق بلغة الأرقام لنكتب كلمات الآية ثم نكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء)، وتجدر الإشارة إلى أن كلمة (السماوات) قد حذفت منها الألف مرتين لذلك نجدها مكتوبة في القرآن هكذا (السموت) والآن إلى النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة في هذه الآية العظيمة:
هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
1 4 3 3 2 2 4 2 0 2 1 0
السَّمَوَتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
2 0 3 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً:
2210302012024223341 =
= 7 × 315757430289174763
وبالطريقة السابقة ذاتها نقوم بإحصاء هذه الأحرف الثلاثة في هذه الآية لنجد النتيجة المذهلة:
1ـ تكرار حرف الألف في الآية (15) مرة.
2ـ تكرار حرف اللام في الآية (4) مرات.
3ـ تكرار حرف الهاء في الآية (5) مرات.
وبترتيب وصفّ هذه الأعداد الثلاثة نجد عدداً يقبل القسمة على (7) تماماً:
ا ل هـ
15 4 5
وهنا نجد معكوس العدد (51415) وهو العدد (5145) يقبل القسمة على 7 تماماً: 51415 = 7 × 7345
القسم الثالث: أسماء الله الحسنى
رؤية جديدة للإعجاز
إذا أردنا أن نرى المعجزة القرآنية وندرك عظمة الإعجاز في آيات الله تعالى فيجب أن ندرس الإعجاز داخل الآية الواحدة أو داخل النص القرآني المكون من عدة آيات، وحتى داخل المقطع من الآية. ومن جهة ثانية يمكن دراسة إعجاز الكلمة الواحدة وتكرارها ضمن القرآن الكريم. القرآن الكريم ليس قصيدة شعر ينطبق على أبياتها قانون واحد أو قافية محددة أو وزن شعري واحد، بل في كتاب الله تعالى نجد في كل آية معجزة وفي كل سورة معجزة بل في كل حرف معجزة!
إن هذه الرؤية للإعجاز القرآني تتطلب أبحاثاً علمية كثيرة، في كل بحث يتم عرض جانب من جوانب المعجزة الرقمية أو البلاغية أو العلمية... وهذا ما نفعله من خلال سلسلة من الأبحاث القرآنية. إن مجموعة الأبحاث هذه سوف تعطي فكرة ممتازة عن الإعجاز الرقمي للقرآن، لذلك جميع التساؤلات التي لم يجب عنها هذا البحث، يمكن للقارئ أن يجد الإجابة عنها في أبحاث أخرى، إن شاء الله تعالى.
وحدانية الله وأسماؤه الحسنى
كما أن كلمات الله تعالى لا نهاية لها، كذلك أرقام الله تعالى لا نهاية لها. والإعجاز لا يقتصر على الرقم (7). بل هنالك أرقام لا تحصى، منها الرقم (11) وهو عدد مفرد أولي يتألف من (1) وهو (1) وهولا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد. ووجود هذا الرقم في كتاب الله هو دليل على وحدانية الله. يظهر أيضاً رقم هو (99) والذي يعبر عن أسماء الله الحسنى، وجود هذا الرقم في كتـاب الله دليـل على أن لله تسـعة وتسـعين اســماً.
الرقم (11) دليل على وحدانية الله تعالى
في الفقرات التالية سوف نشاهد تناسبات مذهلة مع الرقم (11) هذا العدد الأولي المفرد دليل على أن منزل القرآن واحد أحد. وقبل البدء باستعراض الحقائق الرقمية العجيبة المتعلقة بهذا الرقم، نود أن نشير إلى أن عدد حروف (قل هو الله أحد) هو أحد عشر حرفاً!
تكرار كلمات البسملة
في كلمات البسملة نجد رقماً محدداً لتكرار كل كلمة كما يلي:
1 ـ كلمة (بسم) تكررت في القرآن كله (22) مرة.
2 ـ كلمة (الرحمن) تكررت في القرآن كله (2699) مرة.
3 ـ كلمة (الرحمن) تكررت في القرآن كله (57) مرة.
4 ـ كلمة (الرحيم) تكررت في القرآن كله (115) مرة.
لنضع هذه التكرارات في جدول لنرى التناسب المذهل مع الرقم (11):
بسم الله الرحمن الرحيم
22 2699 57 115
إن العدد الذي يمثل مصفوف هذه التكرارات هو: (11557269922) هذا العدد مؤلف من (11) مرتبة ويقبل القسمة على (11) تماماً:
11557269922 = 11 × 1050660902
حتى لو جمعنا هذه التكرارات سوف نجد عدداً من مضاعفات الـ (11):
22 + 2699 + 57 + 115 = 2893
والعدد (2893) هو عدد من مضاعفات الرقم (11):
2893 = 11 × 263
ومجموع مفردات الناتج (263) هو أحد عشر:
3 + 6 + 2 = 11
حروف وتكرار اسم (الله)
عدد حروف كلمة (الله) هو (4)، وعدد مرات تكرارها في القرآن كله (2699) مرة،وفي هذين العددين تناسب مع الرقم (11):
عدد حروف اسم (الله) تكرار (الله) في القرآن
4 2699
العدد الذي يمثل تكرار وحروف هذا الاسم العظيم هو (26994) من مضاعفات الرقم (11):
26994 = 11 × 2454
والآن نسأل: أين وردت كلمة (الله) لأول مرة وآخر مرة في القرآن الكريم؟ وهل نظَّم الله تعالى أرقام السور والآيات بشكل يتناسب مع الرقم (11)؟ لنقرأ الفقرة الآتية:
أول مرة وآخر مرة
وردت كلمة (الله) أول مرة في (بسم الله الرحمن الرحيم) وآخر مرة في قوله تعالى (الله الصمد) ، لنتأمل هذا الجدول:
رقم السورة رقم الآية رقم السورة رقم الآية
1 1 112 2
إن العدد الذي يمثل رقم السورة والآية لكلتا الآيتين من مضاعفات الرقم (11):
211211 = 11 × 19201
والعجيب أن الأرقام الخاصة بكل آية تنقسم على (11) أيضاً، فالآية الأولى موجودة في السورة رقم (1) والآية (1) والعدد الناتج هو (11).
أما الآية الأخيرة فموجودة في السورة رقم (112) ورقم الآية (2) والعدد الناتج هو (2112) من مضاعفات الرقم (11):
2112 = 11 × 192
تكرار الألف واللام والهاء
1 ـ في (بسم الله الرحمن الرحيم) تكرر حرف الألف (3) مرات، وتكرر حرف اللام (4) مرات، وتكرر حرف الهاء (1) مرة واحدة. لنضع هذه الإحصاءات في جدول:
الألف اللام الهاء
3 4 1
إذن تكررت حروف اسم (الله) في أول آية من كتاب الله بالنسب التالية (ا ل هـ = 143), وهذا العدد من مضاعفات
الرقم (11):
143 = 11 × 13
2 ـ لو ذهبنا إلى آخر آية وردت فيها كلمة (الله) وهي قوله تعالى (الله الصمد) سوف نرى النظام يتكرر:
الألف اللام الهاء
2 3 1
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف لفظ الجلالة (الله) في هذه الآية هو: (ا ل هـ = 132) من مضاعفات الرقم (11) أيضاً:
132 = 11 × 12
و العجيب جدا أن حروف (الله) عزّ وجلّ تتكرر بنظام آخر يقوم على الرقم (111) للتأكيد على وحدانية الله عزّ وجلّ، لنتأمل الجدول حيث نعبر عن كل حرف بقيمة تكراره في الآية:
(بسم الله الرحمن الرحيم) (الله الصمد)
ا لـــــلــــــه ا لـــــلــــه
3 4 4 1 2 3 3 1
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف (الله) في البسملة أي: ا ل ل هـ، هو (1443)، هذا العدد من مضاعفات (111):
1443 = 111 × 13
نفس القاعدة نجدها مع الآية الأخيرة، فقد تكررت حروف (الله) في (الله الصمد) كما يلي:
(ا ل ل هـ = 1332) وهذا العدد من مضاعفات الرقم (111) أيضاً:
1332 = 111 × 12
وسبحان الله العظيم! عندما كررنا حرف اللام تكرر الرقم واحد! ليبقى هذا التكرار المعجز دليلاً على وحدانية الله تعالى.
الرقم (99) وأسماء الله الحسنى
في أول آية من كتاب الله هنالك ثلاثة من أسماء الله هي: (الله-الرحمن-الرحيم)، كل اسم من هذه الأسماء تكرر في القرآن بنسبة محددة كما يلي:
الله الرحمن الرحيم
2699 57 115
إن العدد الذي يمثل مصفوف هذه التكرارات هو (115572699) يتألف من تسع مراتب ويقبل القسمة على (99):
115572699 = 99 × 1167401
والعجيب أننا لو جمعنا هذه التكرارات جميعاً لبقي النظام قائماً:
2699 + 57 + 115 = 2871
والعدد (2871) من مضاعفات الرقم (99) أيضاً:
2871 = 99 × 29
المذهل حقاً أن هذا النظام يبقى مستمراً حتى عندما نبدل مكان كلمتي (الله الرحمن) كما يلي:
الله الرحمن الرحيم
57 2699 115
العدد الذي يمثل تكرار هذه الأسماء الثلاثة بهذا التسلسل (الرحمن ـ الله ـ الرحيم) هو: (115269957) من مضاعفات الرقم (99):
115269957 = 99 × 1164343
وهذا النظام العجيب يشهد على صدق كلام الحق تبارك وتعالى: (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) [الإسراء: 17/110].
(قل هو الله أحد)
هذه الآية الأولى في سورة الإخلاص والتي تقرر وحدانية الله سبحانه وتعالى، عدد حروف اسم (الله) في هذه الآية هو:
ا لـــــــلـــــــه
2 3 3 2
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف اسم (الله) في هذه الآية الكريمة هو: (ا ل ل هـ = 2332) من مضاعفات الرقم (11):
2332 = 11 × 212
والعجيب جدا أن النظام يشمل سورة الإخلاص كاملة، لنكتب هذه السورة: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}
ا لــــــــــلــــــــه
6 12 12 4
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف (الله) في سورة الإخلاص هو (ا ل ل هـ = 412126) من مضاعفات الرقم (11) مرتين وبالاتجاهين!!!
العدد: 412126 = 11 × 11 × 3406
مقلوبه: 621214 = 11 × 11 × 5134
إن هذه النتائج تؤكد أن الله جل جلاله رتب حروف اسمه داخلَ كل سورة بنظام مُحْكَم, وداخل كل آية بنظام محكم, وداخل كل كلمة بنظام مُحْكم!
أرقام تشهد على وحدانية الله تعالى
لقد اقتضت مشيئة الله عز وجل أن يختار اسماً له هو (الله)، هذا الاسم يتألف من ثلاثة أحرف أبجدية تكررت كما يلي:
ـ الألف تكرر مرة واحدة (ا = 1) في اسم (الله).
ـ اللام تكرر مرتين: (ل = 2) في اسم (الله).
ـ الهاء تكرر مرة واحدة: (هـ = 1) في اسم (الله).
عندما نصفّ هذه الأرقام: (ا ل هـ = 121) يكون لدينا العدد الذي يعبر عن تكرار الألف واللام والهاء في اسم (الله) هو (121) هذا العدد يساوي بالتمام والكمال (11 × 11):
121 = 11 × 11
والعجيب جدا أننا عندما نكتب كلمة (الله) ونبدل كل حرف بقيمة تكراره في هذه الكلمة أي: (الألف = 1، اللام = 2، الهاء = 1) نجد: (ا ل ل هـ = 1221) إن العدد (1221) الذي يمثل تكرار حروف (الله) في اسم (الله) تعالى يساوي بالتمام والكمال
(11 × 111):
1221 = 11 × 111
لننظر إلى هذا الجدول:
ا ل هـ ا ل ل هـ
1 2 1 1 2 2 1
= 11 × 11 = 11 × 111
وتأمل معي عزيزي القارئ كيف يتكرر الرقم (1) سواءً على شكل (11) أو (111)، أليست هذه الأرقام هي شهادة على وحدانية الله؟
هل هذا كل شيء؟
إن الحقائق الرقمية التي رأيناها في هذا البحث لا تمثّل سوى قطرة صغيرة من بحر إعجاز هذا القرآن. ولو أننا ألَّفنا كتباً عن القرآن بعدد ذرات الكون لما انقضت عجائب ومعجزات القرآن.
وكيف تنقضي عجائب كتاب هو كتاب ربّ العالمين عزّ وجلّ!
وكيف تنتهي معجزات كلام الله تبارك وتعالى؟
إن هذه المعجزة الرقمية التي نشهدها اليوم ونلمسها هي برهان قويٌّ جدًّا على أن هذا القرآن العظيم يخاطب بمعجزته هذه كلّ إنسان على وجه الأرض, فلغة الرقم هي لغة عالمية, وفي هذا دليل أيضاً على أن الرسول هو رسول الله للناس جميعاً.
واستمع معي إلى هذا النداء الإلهي لجميع الناس:
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 7/158].
خاتمة البحث
1 ـ إن الحقائق الرقمية التي رأيناها في هذا البحث والتي لا تقبل الجدل أو الشك تؤكد المعجزة الرقمية للقرآن الكريم. بكلمة ثانية: الإعجاز الرقمي للقرآن ثابت، ولكن الانحرافات التي رأيناها من بعض من خاضوا في لغة الأرقام في كتاب الله، سبب هذه الانحرافات بالدرجة الأولى يرجع إلى عدم اعتمادهم المنهج العلمي الدقيق، لذلك هذا البحث يمثل خطوة على طريق اكتشاف المعجزة الرقمية للقرآن, وفق المنهج العلمي المادّي.
2 ـ من النتائج المهمة لأبحاث الإعجاز الرقمي بشكل عام، إثبات أن القرآن هو كتاب من عند الله تعالى بلغة العصر، فكما نعلم لغة الأرقام هي لغة العلم الحديث. وأن الله تعالى قد تعهد بحفظ كتابه إلى يوم الدين. والنتائج الرقمية في بحث كهذا هي تصديق لكلام الحق عزّ وجلّ. فكل حرف في القرآن قد حفظه الله لنا منذ أكثر من 14 قرناً وحتى يومنا هذا، حتى طريقة رسم كلمات القرآن قد حفظها الله تعالى ووضع فيها معجزة عظيمة جاءت لغة الأرقام لتكشف أحد جوانب هذه المعجزة لنزداد يقيناً بقدرة الله تعالى على كل شيء.
3 ـ عندما نتفكر في خلق السماوات والأرض وندرك أن الرقم (7) له دلالات كثيرة في الكون والحياة (حتى الذرة التي هي أساس البناء الكوني تتألف من 7 طبقات إلكترونية).
وعندما نكتشف النظام القرآني المذهل وندرك أن الرقم (7) أساس هذا النظام، فهذا يقودنا إلى مزيد من الإيمان بخالق السماوات السبع ومنزل القرآن. كما أن التناغم بين النظام الكوني والنظام القرآني إن دل على شيء فإنما يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى.
4 ـ لنطرح السؤال الآتي: هل يستطيع أكبر مؤلف في العالم أن يكتب كتاباً ويجعل فيه من أحرف اسمه داخل هذا الكتاب نظاماً رقمياً دقيقاً؟ بل حتى لو اجتمع علماء الدنيا بأجهزتهم وحاسباتهم، هل يستطيعون صنع كتاب يتحكمون بأحرف معينة في كلماته بحيث تحقق نظاماً رقمياً وبلاغة فائقة؟ إن النظام الرقمي المعجز لأحرف لفظ الجلالة في كلمات القرآن، لهو دليل مادي وعلمي على أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل.
5 ـ قد يتساءل القارئ: لماذا نصفّ الأرقام بجانب بعضها ولا نجمعها؟ إن هذه الطريقة في دراسة الأرقام تضمن الحفاظ على تسلسل كلمات القرآن، فلكل كلمة مرتبة، فإذا قمنا بجمع هذه الأرقام اختفى التسلسل للكلمات واختفى معه جانب كبير من المعجزة الرقمية لهذه الكلمات. كما أن طريقة صفّ الأرقام تعطي أعداداً شديدة الضخامة، مما يجعل البشر عاجزين عن الإتيان بمثلها. فلو حاول أحد تقليد هذا النظام المُحْكَم ربما يأتي ببضع جمل أو عدة نصوص لا معنى لها ولكن لن يتمكن أبداً من الإتيان بكتاب كامل، وسوف يفشل تماماً في هذه المهمة.
لذلك فإن هذا البحث يمثل برهاناً مؤكداً على أن معجزة القرآن مستمرة، وتناسب كل عصر من العصور، ففي زمن البلاغة نجد معجزة بلاغية، وفي زمن الاكتشافات العلمية نجد معجزة علمية. وفي عصرنا هذا ـ عصر الرقميات ـ نجد معجزة رقمية... إذن نحن في كتاب الله تعالى أمام منظومة إعجازية بالغة التعقيد، ولكن أين من يتبحر ويتعمق في هذا القرآن ليرى عجائب
لا تحصى...
6 ـ وأخيراً فإن أبحاث الإعجاز الرقمي تعتبر أسلوباً جديداً لإثبات أن القرآن كتاب الله تعالى, وأنه كتاب صالح لكل زمان ومكان، كما أن لغة الأرقام القرآنية تعتبر وسيلة فعالة للدعوة إلى الله تعالى لإقامة الحجة على كل من يشك بهذا القرآن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المهندس عبد الدائم الكحيل
باحث في إعجاز القرآن والسنَّة
المواليد : 1 / 5 / 1966 مدينة حمص ، سورية .
الوضع العائلي : متزوج ولي ولدان فراس وعلاء .
اللغات : العربية والانكليزية .
المؤهل العلمي : هندسة الميكانيك عام 1995 ، دبلوم هندسة السوائل عام 1997 ، دبلوم التأهيل التربوي عام 2000 ، من جامعة دمشق . بالإضافة إلى بعض الدراسات الخاصة في التفسير والقراءات واللغة العربية .
النشاط الفكري : قراءة القرآن الكريم وحفظه وتدبّره وتأمل آياته من الناحية البلاغية والعلمية والرقمية . ومتابعة أحدث الأبحاث العلمية في علوم الرياضيات والفلك والهندسة والأرض والبحار وغيرها من حقول العلم . وكذلك تأمُّل الأحاديث النبوية الشريفة وتطابقها مع العلم الحديث .
الأهداف : إثبات أن القرآن الكريم لا يناقض العلم أبداً ، وأن وجود الحقائق العملية والرقمية الثابتة في كتاب الله هو برهان مادي على أن الإسلام دين العلم والحوار والإقناع . وكذلك الدعوة إلى الله تعالى بأسلوب علمي بعيداً عن التعصب ، وخطاب غير المسلمين بلغة العلم ، بهدف إظهار الصورة الصحيحة للإسلام .
الكتب المنشورة : صدر لي أحد عشر كتاباً في الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم ، وعدد من الكتب والكتيّبات في الإعجاز العلمي في القرآن والسنَّة ، بالإضافة إلى عدد من الأبحاث والمقالات في مختلف وجوه الإعجاز القرآني .
المهندس
عبد الدا يم الكحيل
القسم الأول: آيات الله في آفاق الأرقام
الهدف من هذا البحث
1 ـ رؤية آيات جديدة من آيات الله في آفاق الأرقام.
2 ـ رؤية إعجاز القرآن في عصر التكنولوجيا الرقمية, وأنه كتاب صالح لكل زمان ومكان.
3 ـ الاستدلال بالحقائق الرقمية القرآنية على أن هذا القرآن هو كتاب من عنـد الله تعـالى، وصلنا كما أنزله سـبحانه قبل أربعة عشر قرناً.
4 ـ إثبات السبق العلمي للقرآن الكريم في وجود الأنظمة الرقمية وطريقة صفّ الأرقام قبل أن يكتشفها العلم بقرون طويلة.
5 ـ وأخيراً عسى أن تكون هذه الحقائق الرقمية الملموسة برهاناً على وحدانية الله تبارك وتعالى، ووسيلة لكل مشكك ليرى من خلالها عظمة وروعة البناء الرقمي لأعظم كتاب على وجه الأرض ـ القرآن.
مُقـدِّمَـة
الحمد لله الذي أنزل لنا هذا القرآن ليكون نوراً وشفاء ورحمة فيخرجنا من الظلمات إلى النور، هذا الإله الرحيم أرسل لنا خير البشر ليعلِّمنا الكتاب والحكمة، وليدلَّنا إلى طريق الحق ويهدينا إلى صراط الله المستقيم، وصلى الله على هذا النبيّ الأميّ محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم، أخبرنا قبل أكثر من أربعة عشر قرناً بعلاقة هذا القرآن بالرقم سبعة فقال في الحديث الصحيح: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم], واليوم تأتي لغة الأرقام لتشهد بصدق هذا الرسول الكريم .
في هذا البحث سوف نكتشف معجزة حقيقية تثبت أن الله تعالى بقدرته قد وضع في كتابه نظاماً دقيقاً لأحرف لفظ الجلالة (الله) بشكل يتناسب مع الرقم (7), هذا الرقم اختاره رب العزة سبحانه ليجعل عدد السماوات (7) وعدد الأرَضين سبعة وليجعل أيام الأسبوع سبعة, وليجعل أعظم سورة في القرآن (7) آيات وهي سورة الفاتحة. فمن جحد وأنكر خالق السماوات السبع فقد أعدَّ الله له يوم القيامة جهنم وجعل لها سبعة أبواب، اللهمَّ قِنا عذابك يوم تبعث عبادك.
كما نود أن نشير إلى أن هذا البحث يمثل أول دراسة من نوعها، نهدف من خلالها إلى محاولة لوضع الأسس الصحيحة لعلم جديد هو (الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم)، عسى الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا هذا العمل، وأن يجعل فيه العلم النافع ليكون وسيلة نرى من خلالها عظمة هذا القرآن وعظمة منزل القرآن عزَّ وجلَّ.
سوف نرى من خلال الحقائق الرقمية الواردة في فقرات هذا البحث أن الله سبحانه وتعالى قد وزَّع ورتب ونظَّم حروف اسمه (الله) عبر كلمات وآيات وسور كتابه بنظام مُحْكَم يشهد على أنه واحد أحد، وأن البشر ولو اجتمعوا لن يأتوا بمثل هذا النظام العجيب.
ونوجه سؤالاً لكل من في قلبه شـك من هذا الكتاب العظيم: هل يستطيع أعظم مؤلف في العالم أن يأتي بكتاب متكامل ويجعل من حروف اسمه نظاماً رقمياً دقيقاً في هذا الكتاب؟ والجواب المؤكد هو عجز البشر جميعاً عن الإتيان بمثل هذا القرآن وبمثل هذا الإعجاز. ويجب أن نعلم بأن وجود نظام رقمي رياضي في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً، هذا النظام يقوم على حروف اسم (الله) تعالى، هو دليل مادي وتوقيع من الله عز وجل على أن الكتاب كتابه، ولغة الأرقام هذه هي خير شاهد في القرن الواحد والعشرين على معجزة القرآن العظيم لكل زمان ومكان.
إن هذا البحث وغيره من أبحاث الرقم سبعة في القرآن الكريم يعتبر إثباتاً مادياً على أن الله تعالى قد حفظ كتابه إلى يوم القيامة, فوصلنا كما أنزل على سيدنا محمد دون زيادة ولا نقصان.
اللهم اجعل هذا القرآن حجَّة لنا في الدنيا والآخرة
رحلة الإعجاز.. أين وصلت؟
كل الأنبياء قد آتاهم الله من المعجزات ما يثبت صدق دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى. ولكن معجزة الرسول الكريم محمد كانت قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، معجزةً مستمرة على مر العصور يمكن لكل البشر رؤية هذه المعجزة, ولكن هيهات أن يأتي أحد بمثلها. ومن عظمة المعجزة القرآنية أنها متجددة، ففي كل عصر تجد معجزة جديدة لغوياً وتشريعياً وغيبياً ورقمياً....، ويمكن القول: إن إعجاز هذا القرآن لا حدود له!
معجزات الأنبياء
هذه هي رحمة الله تعالى بعباده, يرسل إليهم الرسل ليذكّروهم بخالقهم ورازقهم سبحانه, ولينذروهم عذاب يوم عظيم. هذا الإله الرحيم لم يترك أنبياءه من دون دليل وبرهان وحجَّة دامغة فآتاهم المعجزات التي تبرهن على أنهم رسلٌ من عند الله تعالى.
فهذا نبي الله موسى عليه السلام كان عصره عصر السِّحر والسَّحرة، فآتاه الله معجزة تناسب عقول قومه وهي العصا التي تنقلب ثعباناً مبيناً مما جعل من السَّحرة الذين هم أشد كفراً ونفاقاً عباداً مخلصين لله تعالى, فانقلبوا من قمة الطغيان إلى منتهى الإيمان بالله عز وجل. ولا غرابة في ذلك، فالمعجزة ذات أثر قوي جداً.
وعندما جاء عصر ازدهرت فيه علوم الطب آتى الله تعالى رسوله وعبده المسيح عليه السلام معجزة طبيَّةً تناسب عقول قومه, فكان يحيي الموتى بإذن الله ويشفي المرضى بإذن الله تعالى...
وهكذا تأتي المعجزة في التوقيت المناسب وبما يتناسب مع علوم العصر، ليكون التحدي بهذه المعجزة أكثر قوة وأشد تأثيراً.
ومن هنا جاء سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام إلى قوم برعوا بالشعر واللغة والبلاغة فآتاه الله القرآن الكريم، فوقفوا عاجزين أمام بلاغته وعظمة بيانه وتعبيره، وإحكام آياته وسوره.
وحتى يومنا هذا لم يستطع أحد على وجه الأرض أن يأتي ببلاغة مثل بلاغة القرآن العظيم، وهذا دليل على عجز البشر عن الإتيان بمثل القرآن لغوياً.
ولكن ونحن نعيش الآن عصراً ربما تفوقت فيه بلاغة الأرقام على بلاغة الكلمات! فكيفما نظرنا من حولنا نجد الحاسبات الرقمية والاتصالات الرقمية كذلك وأجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت... و... و.. وكأن لغة الأرقام قد سيطرت فعلاً على معظم الأشياء الحديثة, ونتساءل:
إذا كان الله جلّ وعلا قد تعهد بأكثرَ من آية بأنه سيرينا معجزاته في هذا القرآن, فأين هي معجزة القرآن اليوم؟
أين معجزة القرآن في عصرنا هذا؟
في هذا العصر ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين ما أكثر الملحدين الذين لا يعترفون بهذا القرآن، بل لغة الكلمات لا تقنعهم أبداً، فما هو الحل؟
إن الله تعالى بواسع رحمته يعلم علماً يقيناً بأنة سيأتي عصر تصبح فيه لغة الأرقام هي اللغة العالمية المشتركة لجميع البشر. وبما أن القرآن هو كتاب من الله تعالى ورسالة إلى البشر كافة فقد هيأه البارئ عز وجل لمثل عصرنا هذا. فوضع فيه معجزة دقيقة تثبت أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولا يخفى على أحد أن لغة الرقم لا يمكن لأحد أن ينكرها أو حتى يناقش فيها فهي لغة يقينية وثابتة، بل لغة الأرقام هي لغة العلم الحديث. المعجزة الرقمية في القرآن هي أقصر طريق لخطاب من يشك بهذا القرآن باللغة التي يفهمها جيداً، ولكن ماذا عن المؤمن الذي أحبَّ القرآن وآمن به وصدقه، هل يحتاج لمثل هذه اللغة الرقمية؟
الإعجاز الرقمي.. لماذا؟
قد يقول قائل: بما أنني مؤمن بكتاب الله تعالى، فما حاجتي للإعجاز الرقمي؟ قبل كل شيء يجب أن نعلم أن الله تعالى لا يضع معجزة في كتابه عبثاً، فمادامت أحرف القرآن منظمة بشكل يعجز البشر، فيجب على المؤمن أن يتفكر في دقة وروعة وعظمة هذا النظام المُحْكَم, ليدرك من وراء ذلك عظمة وقدرة منزِّل القرآن سبحانه وتعالى.
إن البارئ عزَّ وجلَّ يخبرنا عن عظمة هذا الكون ودقة صنعه والحكمة من الرقم (7) في خلق السماوات السبع والأرضين السبع فيقول: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
لذلك عندما ندرك أن في القرآن نظاماً مُحْكَماً يتعلق بالرقم (7)، نستيقن صدق كلام الله تعالى وأن السماوات السبع هي حقّ. لأن خالق هذه السماوات السبع هو نفسه منزل القرآن، نظمّ أحرفه بشكل يتناسب مع الرقم (7). ومن هنا يمكننا القول بأن الهدف من المعجزة الرقمية للقرآن هو أن يزداد المؤمن إيماناً بالله عز وجل، أما من لا يؤمن بآيات الله فعسى أن تكون هذه الحقائق الرقمية وسيلة فعالة لرؤية الحق والاعتراف بأن القرآن هو كتاب الله تعالى.
والسؤال هنا: عندما تظهر معجزة جديدة لهذا القرآن، ألا ينبغي للمؤمن أن يسارع ليتدبرها؟ ومن منا اليوم لا يفقه لغة الأرقام؟ بل إن لغة الرقم
هي لغة مشتركة لكل البشر على وجه الأرض، ووجود هذه اللغة في القرآن هو دليل قوي على أن القرآن كتاب للبشر جميعاً بلا استثناء.
لقد بدأت رحلة الإعجاز القرآني بالمعجزة البلاغية ثم في كل عصر تظهر معجزة جديدة... فجاء الإعجاز العلمي طبياً وكونياً.... واليوم ونحن نعيش بداية الألفية الثالثة تقف علوم العصر على قاعدة متينة هي الرياضيات، وتأتي معجزة القرآن لتتحدى علماء البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن... ويأتي الرقم (7) ليكون شاهداً على ذلك، ولكن لماذا هذا الرقم بالذات؟
لماذا اختار الله الرقم (7)؟
لو تفكرَّنا في مخلوقات الله الصغيرة وتأملنا الذرة، ماذا نرى؟ إن البناء الكوني أساساً يقوم على البنية الذرية للمادة، فعندما نسأل علماء الذرة ما هو الرقم المميز لجميع ذرات الكون نجد أنه الرقم (7). فالذرة في تركيبها قد بناها الله تعالى من (7) طبقات إلكترونية ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك، وهذه حقيقة كونية ثابتة.
وعندما ننطلق إلى رحاب هذا الكون الواسع نجد أمامنا حقيقة السماوات السبع، إذن هنا أيضاً اختار الله تعالى الرقم (7) ليبني هذه السماوات العظيمة على أساسه، وجعل الأرض (7) طبقات أيضاً.
وإذا تابعنا التأمل نجد أن الرقم (7) هو الرقم الأكثر تكراراً سواء في الكون أو الحياة. وحتى يوم القيامة اختار الله تعالى لجهنم الرقم (7) فقالَ: (لهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) [الحجر: 15/44]. والرقم (7) هو أول رقم ذكر في القرآن من بين جميع الأرقام في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/29].
وعندما نأتي لنقف أمام هذا القرآن نجد أول سورة فيه هي السبع المثاني وهي أم الكتاب وفاتحة الكتاب وهي أعظم سورة في القرآن وهي (7) آيات.
وعندما نتابع تدبرنا لهذا القرآن نجد أن عبارة (السماوات السبع) و(سبع سماوات) قد تكررتا في القرآن كله بالضبط (7) مرات, بما يتناسب مع عدد هذه السماوات.
وهكذا لو قمنا بإحصاء الأحاديث النبوية التي تناولت الرقم (7) نحتاج إلى بحث مستقل لعدِّها فقط:
* (سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...).
* (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم).
* (اجتنبوا السبع الموبقات...)....إلخ.
حتى في القصة القرآنية نجد أن للرقم (7) حديثاً في قصة يوسف عليه السلام مثلاً: (سبع بقرات، سبع سنبلات، سبع سنين)... وفي مناسبات عديدة تحدث القرآن عن هذا الرقم.
ولكن يبقى السؤال: لماذا اختار رب العزة سبحانه هذا الرقم بالذات؟ وما هو سرُّ هذا الرقم؟
إن الجواب المنطقي لسؤال كهذا هو أن الرقم (7) هو الرقم الوحيد بين جميع الأرقام القابل لبناء نظام كوني على أساسه. وكذلك هو الرقم الوحيد القابل لبناء نظام لغوي مُحْكَم لأحرف القرآن. وأبحاث الإعجاز الرقمي هذه قد تساهم فعلاً في تأكيد هذه الحقيقة وإثباتها بلغة الأرقام، والله تعالى أعلم.
إن البارئ جلّ جلاله يعلم أنه سيأتي عصر تتطور فيه العلوم المادية, وسوف يأتي هؤلاء العلماء المادِّيّون لينكروا وجود الخالق ويجحدوا كتابه وآياته.
وهو يعلم بأن هؤلاء المادّيين سوف يكتشفون بأنفسهم أن الذرة سبع طبقات, وأن الكرة الأرضية سبع طبقات, وأشياء كونية كثيرة لها علاقة بهذا الرقم, وسوف يتساءلون عن سرّ الرقم (7) في الكون.
لذلك فإن الله جلّ شأنه قد رتّب حروف كتابه بحيث تتناسب مع الرقم (7), وأخفى هذا النظام المذهل حتى جاء عصرنا هذا, فعندما يكتشف الملحد أن الرقم الذي رآه ولمسه في الكون موجود في القرآن, فهذا دليل مادّي على أن الذي خلق الكون ونظّمه هو نفسه الذي أنزل القرآن ونظّمه بنفس النظام.
معجزة لفظ الجلالة
(3) أحرف اختارها الله تعالى بحكمته من بين جميع الأحرف ليسمي بها نفسه (الله) , هذه الأحرف هي الألف واللام والهاء, رتّبها الله ونظّمها بنظام معجز في آيات كتابه, ليثبت للبشر جميعاً أن القرآن كتاب الله, وأن كل حرف في هذا القرآن هو من عند الله تعالى, إنه النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة [ا ل هـ], معجزة تتجلى في عصر المعلومات الرقمية لتشهد بصدق كتاب الله عز وجـل.
أول آية في القرآن
لقد بدأ الله سبحانه و تعالى كتابه بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) [الفاتحة: 1/1], فهي أول آية في القرآن الكريم, لذلك نجد الرسول الكريم يبدأ مختلف أعماله بهذه الآية الكريمة, و ذلك لثقل هذه الآية و أهميتها.
هذه الكلمات الأربعة أنزلها الله تعالى لتكون شفاء و رحمة لكل مؤمن رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد نبياً ورسولاً. ولكن ماذا عن أولئك الذين لا يؤمنون بهذا القرآن, ولا يعترفون بأنه كتاب منزل من عند الله سبحانه وتعالى؟
ماذا عن الملحدين الذين لا يفقهون إلا لغة الماديات؟ هل وضع الله تعالى في كتابه ما يثبت لهم أنه كتاب الله؟ هل هَّيأ لهم من البراهين والإثباتات الدامغة ما يجعلهم يقرون بعظمة الخالق عزَّ وجلَّ؟
سوف نشاهد في آية واحدة معجزة حقيقية بلغة الأرقام، هذه اللغة الجديدة سخرها الله لمثل عصرنا هذا، عصر الكمبيوتر والاتصالات الرقمية...
لقد نظَّم الله تعالى أحرف هذه الآية بنظام مُحْكَم يتناسب مع الرقم (7)، هذا النظام لا نجده في أي كتاب في العالم، وهذا يكفي دليلاً على أن القرآن كتاب ليس بقول بشر بل أنزله رب البشر سبحانه وتعالى.
في هذا البحث لم نقحم أي رقم من خارج القرآن، ولم نحمل نصوص القرآن ما لا تحتمله من التأويل، بل نقوم بدراسة القرآن كما هو، لذلك نكتب أول آية من القرآن ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف هذه الكلمة كما كتبت في القرآن. لنصنع جدولاً بسيطا لهذه المهمة ونصفُّ الأرقام بجانب بعضها ولا نجمعها بل نقرؤها كما هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
3 4 6 6
إذا قرأنا هذا العدد من الجدول (6643) أي ستة آلاف وست مئة وثلاثة وأربعون، نجده من مضاعفات الرقم (7)، أي يقبل القسمة على (7) تماماً:
6643 = 7 × 949
هذه النتيجة الرقمية نجد الكثير من نصوص القرآن تنطبق عليها، ليس آية آية بل حسب معنى النص اللغوي.
ولكن نبقى في رحاب أول آية من كتاب الله ونتساءل: إذا كان الله تعالى بقدرته وعظمة إحصائه قد نظم أحرف هذه الآية بما يتناسب مع الرقم (7)، فهل رتب أحرف اسمه الأعظم (الله) بشكل يتناسب مع الرقم (7) أيضاً؟ بكلمة أخرى: هل نجد نظاماً معجزاً له علاقة بالأحرف الثلاثة: الألف واللام والهاء المكونة للفظ الجلالة (الله)؟ ولكي نجيب عن هذا السؤال نلجأ للغة الأرقام الدقيقة.
نتبع المنهج ذاته في صفّ الأرقام، ولكن هذه المرة نكتب الآية وتحت كل كلمة نكتب رقماً، هذا الرقم يعبر عن أحرف لفظ الجلالة في الكلمة، أي ما تحويه كل كلمة من الأحرف الثلاثة (ا ل هـ).
فكلمة (بسم) لا تحوي أياً من هذه الأحرف لذلك نعطيها الرقم صفر، بينما كلمة (الله) فيها (ا ل ل هـ) فيكون رقمها (4) بعدد هذه الأحرف، وكلمة (الرحمن) تحتوي على (ا ل) أي (2)، كذلك كلمة (الرحيم) فيها من لفظ الجلالة الألف واللام لذلك يكون رقمها (2) أيضاً.
لنكتب هذه النتائج في جدول لنرى النظام الرقمي المذهل لأول آية في القرآن:
بسم الله الرحمن الرحيم
0 4 2 2
بالطريقة السابقة نفسها نقرأ العدد من الجدول كما هو من دون أن نجمعه، أي (2240) ألفان ومائتان وأربعون، هذا العدد يمثل توزع أحرف كلمة (الله) عبر الآية، وهو من مضاعفات الرقم (7) أيضاً، لنرَ ذلك:
2240 = 7 × 320
إن هذه النتيجة تؤكد صدق كلام الله تعالى وصدق رسالته، يقول البارئ عزّ وجلّ مخاطباً البشر جميعاً: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [النساء: 4/122]، هذا سؤال يطرحه القرآن على الناس، فهل يعقل أن يكون في المخلوقات من هو أصدق من خالق السماوات والأرض؟ وانظر معي إلى سعة رحمة الله تعالى: هل الله تعالى بحاجة إلى طرح مثل هذا السؤال؟ هل يحتاج رب العزة لمن يصدقه؟ إنها الرحمة الإلهية للبشر على كفرهم وإلحادهم. ومع هذا فمن لا يقتنع بلغة الكلام فهنالك لغة الأرقام التي لا يمكن لبشر أن ينكرها.
الآن سوف نعيش مع إعجاز حقيقي في مقطع من مقاطع القرآن: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) لنرى النظام المبهر في هذه الكلمات المُحْكَمة، ونزداد إيماناً ويقيناً بأن الله هو قائل هذه الكلمات، وقد وضع فيها تناسقاً عجيباً مع الرقم (7)، ليكون ذلك كالميزان الذي نقيس به صدق الأشياء، وهذه لغة الأرقام تنطق بالحق لتقول: إن هذا القرآن من عند الله عزّ وجلّ.
لنكتب كلمات هذا المقطع القرآني ونكتب بدلاً من كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف كل كلمة، لنجد أن العدد الذي يمثل أحرف هذه الكلمات هو: (442421) يقبل القسمة على (7) تماماً:
442421 = 7 × 63203
والعجيب أن الناتج من هذه العملية (63203) يقبل القسمة على (7) أيضاً مرة ثانية، لنرى ذلك:
63203 = 7 × 9029
ولكن المعجزة مستمرة، فكما نظم الله تعالى بقدرته أحرف هذا المقطع أيضاً نظم أحرف لفظ الجلالة فيه بنظام مُحْكَم. أي أحرف الألف واللام والهاء (المكونة لكلمة الله) قد أحكمها الله تعالى في هذا المقطع بما يتناسب مع الرقم (7)، بشكل شديد الإعجاز.
لنكتب هذا المقطع القرآني ونكتب تحت كل كلمة من كلماته رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف لفظ الجلالة [ا ل هـ]:
و من أصدق من الله قيلاً
0 0 1 0 4 2
لقد نتج معنا عدد في هذه الحالة يمثل توزع الأحرف الثلاثة [ا ل هـ] عبر كلمات المقطع القرآني، نقرأ هذا العدد كما هو (240100) فنجده أيضاً يقبل القسمة على (7) تماماً:
240100 = 7 × 34300
ولكن العجيب أن الناتج أيضاً هو (34300) يقبل القسمة على (7) مرة ثانية لنرَ:
34300 = 7 × 4900
والأعجب أن الناتج هنا (4900) ينقسم على (7) أيضاً مرة ثالثة، وهذه النتائج الرقمية تؤكد صدق كلام الحق عزّ وجلّ، وإلى لغة الأرقام:
4900 = 7 × 700
و الناتج من هذه العملية هو العدد (700) أيضاً ينقسم على (7) تماماً (مرة رابعة):
700 = 7 × 100
إذن نحن أمام حقائق لا يمكن لجاهل أو عالم أن ينكرها، فلغة الأرقام التي نشهدها في مقطع من مقاطع آيات هذا القرآن تكفي دليلاً قوياً على أن القرآن حق وأنه كتاب الله سبحانه وتعالى. ولكن كيف لو قمنا بدراسة جميع آيات القرآن رقمياً، ما هو حجم المعجزة في هذه الحالة؟
أرقام مُحْكَمة
يقول عز وجل عن كتابه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 11/1]، هذا إقرار من رب العزة سبحانه بأن القرآن كتاب مُحْكَم ومتكامل ومتماسك، ولكن السؤال: هل يقتصر القرآن على الإحكام اللغوي؟ طبعاً الذي يتعمق في آيات الله يدرك أن هذا القرآن مُحْكَم لغوياً وعلمياً ورقمياً وكيفما نظرنا إلى آيات القرآن وجدناها شديدة الإحكام والتكامل وإن كل كلمة قد وضعها الله تعالى بدقة فائقة لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها.
ففي الفقرة السابقة رأينا النظام الرقمي لأحرف مقطع: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) ، ورأينا أن العدد الذي يمثل أحرف هذا المقطع هو (442421) يقبل القسمة على 7 مرتين، كما رأينا أن العدد الذي يمثل لفظ الجلالة (الله) في المقطع نفسه هو (240100) يقبل القسمة على (7) أربع مرات بعدد أحرف
اسم (الله)! لنعِدْ كتابة هاتين النتيجتين لنرى التكامل المذهل لهما:
442421 = 7 × 7 × 9029
240100 = 7 × 7 × 7 × 7 × 100
والشيء المذهل فعلاً أننا عندما نأخذ ناتجَيِ العمليتين: (9029 ـ 100) ونصف هذين العددين بطريقتنا لصفّ الأرقام ينتج عدد جديد هو (1009029) هذا العدد مكون من (7) مراتب ويقبل القسمة على (7) تماماً:
1009029 = 7 × 144147
إذن حتى ناتج عملية القسمة على (7) له نظام مُحْكَم، فهل بعد هذا الإعجاز إعجاز؟ ولكن بقي شيء آخر له علاقة بالرقم (7)، ففي هذه المعادلة لدينا العدد (1009029)، إن مجموعَ أرقام هذا العدد هو من مضاعفات السبعة أيضاً:
9 + 2 + 9 + 1 = 21 = 7 × 3
ولكي يكتمل النظام الإعجازي فإننا نجد النتيجة ذاتها مع العدد (144147) (ناتج عملية القسمة) فمجموع أرقامه أيضاً من مضاعفات الرقم (7).
وتستمر المعجزة
نبقى في رحاب قول الله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [النساء: 4/122]، ونبقى في رحاب لفظ الجلالة (الله) لنرى الترتيب المدهش لأحرف لفظ الجلالة [ا ل هـ] ـ الألف واللام والهاء في هذا المقطع القرآني.
بعملية إحصاء بسيطة في المقطع القرآني نجد ما يلي:
1 ـ حرف الألف تكرر (3) مرات في المقطع.
2 ـ حرف اللام تكررت (3) مرات أيضاً.
3 ـ حرف الهاء تكرر (1) مرة واحدة.
نقوم الآن بترتيب هذه الإحصاءات:
ا ل هـ
3 3 1
في هذه الحالة نحن أمام عدد هو (133) هذا العدد يقبل القسمة على (7) تماماً، لنرى مصداق ذلك:
133 = 7 × 19
و حتى لو قمنا بجمع أحرف لفظ الجلالة في هذا المقطع لوجدنا أن عدد هذه الأحرف هو (7) بالضبط:
3 + 3 + 1 = 7
كل هذا الإعجاز الرقمي في مقطع من (6) كلمات، فكيف بنا لو درسنا القرآن الذي يحتوي على أكثر من سبعين ألف كلمة؟ ولكن نبقى في رحاب لفظ الجلالة لنرى العجائب الرقمية لندرك ضعفنا وعجزنا أمام هذا القرآن.
ونتابع في عجائب قوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً)، ونتساءل: إذا كان البارئ سبحانه قد رتب حروف اسمه (الله) في هذا النص الكريم بنظام يقوم على الرقم سبعة، فهل رتب موقع هذا الاسم الكريم بذات النظام؟
موقع مميّز لاسم (الله)
إن اسم (الله) في هذا النص يتميز بموقع رتبه البارئ سبحانه بشكل يتناسب مع الرقم سبعة، بحيث يأتي عدد الكلمات والحروف وحروف لفظ الجلالة قبل وبعد هذا الاسم متناسباً مع الرقم سبعة.
لنقم الآن بإحصاء عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله) لنجد:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
4 1
إن عدد الكلمات قبل اسم (الله) هو (4) كلمات، وبعده (1) كلمة واحدة ولدى صفّ هذين الرقمين نجد عدداً هو (14) من مضاعفات السبعة.
14 = 7 × 2
ولو قمنا بعدّ حروف هذه الكلمات قبل وبعد لفظ الجلالة لوجدنا:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
9 4
إن العدد الذي يمثل عدد الحروف قبل وبعد اسم (الله) هو (49) هذا العدد يساوي سبعة في سبعة.
49 = 7 × 7
ولو طبقنا هذه القاعدة على حروف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) لبقي النظام السباعي قائماً.
نقوم بإحصاء عدد حروف الألف واللام والهاء قبل وبعد اسم (الله):
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
1 2
العدد الذي يمثل حروف اسم (الله) قبل وبعد اسم (الله) هو (21) من مضاعفات السبعة:
21 = 7 × 3
العدّ التراكمي
إذا قمنا بعدّ حروف الكلمات بشكل تراكمي متزايد، أي نعد حروف الكلمة ونضيف هذا العدد للكلمة التالية وهكذا لتأخذ الكلمة الأخيرة في النص عدداً مساوياً لعدد حروف النص.
هذه الطريقة في العدّ معروفة جيداً في الرياضيات الحديثة، وتستعمل عند دراسة الأشياء المترابطة، ووجود هذه الطريقة في كتاب الله تعالى يعني أنه كتاب مترابط ومُحْكَم، كيف لا يكون كذلك هو كتاب رب العالمين؟ لنكتب عدد حروف كل كلمة بهذه الطريقة لنجد:
و مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
1 3 7 9 13 17
إن العدد الذي يمثل حروف كلمات النص تراكمياً هو: (17139731) هذا العدد من مضاعفات السبعة في الاتجاهين:
العدد: 17139731 = 7 × 2448533
مقلوبه: 13793171 = 7 × 1970453
ولو طبقنا هذه الطريقة على عدّ حروف اسم (الله) في هذا النص الكريم يبقى النظام مستمراً. لنكتب هذا النص وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء بشكل تراكمي مستمر، أي نحصي الحروف في الكلمة مع ما قبلها:
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
0 0 1 1 5 7
إن العدد الذي يمثل تراكم حروف الألف واللام والهاء في كلمات النص هو (751100) من مضاعفات السبعة:
751100 = 7 × 107300
إذن تتعدد طرق العدّ والإحصاء ويبقى النظام الرقمي واحداً وشاهداً على وحدانية منزل القرآن سبحانه وتعالى.
القسم الثاني: (الله) في القرآن
في الفقرات السابقة رأينا النظام الرقمي المذهل لأول آية في كتاب الله ومقطع من آية من القرآن، ولكن لو نظرنا نظرة شاملة لكتاب الله، وتأملنا أين ورد لفظ الجلالة (الله) أول مرة وآخر مرة في القرآن، هل هنالك معجزة؟ أول مرة وردت فيها كلمة (الله) في القرآن في أول آية منه: (بسم الله الرحمن الرحيم) ، وآخر مرة وردت فيها كلمة (الله) في القرآن في سورة الإخلاص: (الله الصمد) [الإخلاص: 112/2]، ويتجلى النظام الرقمي للرقم (7)، أننا لو قمنا بعدّ السور من سورة الفاتحة حتى سورة الإخلاص لوجدنا بالضبط (112) سورة:
112 = 7 × 16
ولو قمنا بعدّ الآيات من الآية الأولى وحتى الآية الأخيرة لوجدنا بالضبط (6223) آية وهذا العدد يساوي:
6223 = 7 × 889
والناتج (889) يقبل القسمة على (7) تماماً:
889 = 7 × 127
إذن عدد السور من مضاعفات الـ (7) وعدد الآيات من مضاعفات ال (7) أيضاً، ولكن ماذا عن الأحرف؟
إن عدد أحرف (بسم الله الرحمن الرحيم) هو (19) حرفاً، وعدد أحرف (الله الصمد) هو (9) أحرف ويكون مجموعها:
19 + 9 = 28 = 7 × 4
والآن ماذا عن الألف واللام والهاء في كلتا الآيتين؟ نجري إحصاءً لهذه الأحرف فنجد عددها: عدد أحرف [ا ل هـ] في (بسم الله الرحمن الرحيم) هو (8) أحرف،عدد أحرف [ا ل هـ] في (الله الصمد) هو (6) أحرف ويكون مجموعها:
8 + 6 = 14 = 7 × 2 (نِصْف عدد الحروف)
بقي أن نشير إلى أن رقم الآية الأولى من القرآن هو (1)، ورقم الآية (الله الصمد) هو (2)، بصفّ هذين الرقمين نجد عدداً هو (21) من مضاعفات الرقم (7) أيضاً، أي: (21 = 7 × 3). والآن أما آن لنا أن ندرك عظمة الإعجاز الرقمي في كتاب الله تعالى؟
اسم (الله) أول مرة في القرآن
ورد هذا الاسم الكريم لأول مرة في الكتاب في أول آية منه: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وقد رتب الله تعالى موضع هذه الآية وعدد حروف (الله) ونسبة تكرار هذه الكلمة في القرآن بشكل يتناسب مع الرقم سبعة.
لنتأمل المعطيات الآتية:
رقم الآية عدد حروفها تكرار كلماتها
1 19 2893
فالبسملة هي أول آية في القرآن رقمها (1)، عدد حروفها (19)، تكررت كل كلمة من كلماتها عدداً محدداً من المرات مجموع هذه التكرارات هو (2893) مرة، عند صفّ هذه الأرقام نحصل على عدد من سبع مراتب هو (2893191) من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
العدد: 2893191 = 7 × 413313
مقلوبه: 1913982 = 7 × 273426
عندما نطبق هذه الأرقام مع اسم الجلالة (الله) يبقى النظام قائماً، لنكتب رقم الآية مع عدد حروف (الله) وتكرار كلمة (الله) في القرآن كله لنجد:
رقم الآية حروف (الله) تكرار اسم (الله)
1 4 2699
إن العدد الذي يمثل رقم الآية (1) حيث وردت كلمة (الله) لأول مرة، وعدد حروف هذا الاسم (4)، وعدد مرات تكراره في القرآن كله (2699) هذه الأرقام تشكل عدداً هو: (269941) من مضاعفات السبعة ثلاث مرات:
269941 = 7 × 7 × 7 × 787
هذا النظام ينطبق على الأرقام الخاصة بكلمة (الرحمن)، حيث وردت هذه الكلمة لأول مرة في الآية رقم (1) وعدد حروفها (6) وعدد مرات تكرارها في القرآن كله (57) مرة، نضع هذه الأرقام في جدول:
الآية حروف (الرحمن) تكرار اسم (الرحمن)
1 6 57
العدد الذي يمثل هذه الأرقام هو: (5761) من مضاعفات السبعة:
5761 = 7 × 823
الفاتحة والإخلاص
كما رأينا فقد ذكر اسم (الله) في كتاب الله لأول مرة في سورة الفاتحة في قوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم) ، وآخر مرة ذكر هذا الاسم الكريم في القرآن في سورة الإخلاص في قوله تعالى: (الله الصمد). وهنالك سلسلة من العلاقات الرقمية بين هاتين السورتين والآيتين، رأينا بعضاً منها في فقرة سابقة والآن نأتي إلى رقم كل سورة وعدد آياتها، فقد جاءت بنظام يقوم على الرقم سبعة.
سورة الفاتحة:
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) [7 آيات].
سورة الإخلاص:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) [4 آيات].
علاقة السورتين
1 ـ عدد حروف كلمة (الفاتحة) هو سبعة أحرف، وكذلك عدد حروف كلمة (الإخلاص) هو سبعة!
2 ـ رقم سورة الفاتحة (1) وآياتها (7)، ورقم سورة الإخلاص (112) وآياتها (4)، يمكن كتابة هذه الأرقام في جدول:
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
رقمها عدد آياتها رقمها عدد آياتها
1 7 112 4
إن العدد الذي يمثل رقم وآيات سورتي الفاتحة والإخلاص هو: (411271) من مضاعفات السبعة.
411271 = 7 × 58753
ويجب أن نتذكر بأن سورة الفاتحة (السبع المثاني) هي أعظم سورة في القرآن، وأن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن!
علاقة الآيتين
لقد وردت آية (بسم الله الرحمن الرحيم) في السورة رقم (1) والآية رقم (1)، أما آية (الله الصمد) فقد وردت في السورة رقم (112) والآية رقم (2):
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد
رقم السورة رقم الآية رقم السورة رقم الآية
1 1 112 2
إن العدد الذي يمثل رقم السورة والآية لكلتا الآيتين هو: (211211) من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين:
العدد: 211211 = 7 × 30173
مقلوبه: 112112 = 7 × 7 × 2288
أسماء الله الحسنى
في هاتين الآيتين عدد من أسماء الله الحسنى، والعجيب أن هذه الأسماء لها نظام لحروفها وتكرارها في القرآن بشكل يتناسب مع الرقم سبعة.
فالآية الأولى تحتوي على ثلاثة أسماء لله وهي (الله الرحمن الرحيم). لنضع في جدول عدد حروف كل اسم مع نسبة تكراره في القرآن كله:
الله الرحمن الرحيم
حروفه تكراره حروفه تكراره حروفه تكراره
4 2699 6 57 6 115
إن العدد الذي يمثل حروف وتكرار أسماء الله في أول آية هو: (26994 576 1156) من مضاعفات السبعة:
115657626994 = 7 × 16522518142
هذا النظام ينطبق مع الآية الأخيـرة (الله الصمد) لنكتب هذين الاسمين الكريمين من أسماء الله مع عدد حروف وتكرار كل منهما:
الله الصمد
حروفه تكراره حروفه تكراره
4 2699 5 1
إن العدد (1526994) يتألف من سبع مراتب وهو من مضاعفات السبعة:
1526994 = 7 × 218142
ملاحظة: لاحظ عزيزي القارئ أن أسماء الله الواردة في هاتين الآيتين جاءت تكراراتها أعداداً مفردة: الله (2699)، الرحمن (57)، الرحيم (115)، الصمد (1)، جميع هذه الأعداد مفردة (وتر) كدليل على أن الله تعالى وتر.
آيات تنطق بالحق
ما أكثر الآيات التي تحدثت عن ذات الله تعالى وعلمه وعظمته... وما أروع الكلمات التي تصف قدرة الخالق سبحانه وتعالى.. ووحدانيته وأسماءه الحسنى.. والآن نتناول آيات تتحدث عن الله، تتجلى فيها أحرف اسم الجلالة بنظام مذهل، ونتساءل: هل يستطيع البشر تنظيم كلمات بهذا الشكل؟
يتعدد الرسم والنظام واحد
سؤال حيَّر الكثير من العلماء والباحثين الذين تبحَّروا في علوم القرآن الكريم وهو: لماذا كتبت كلمات القرآن بطريقة تختلف عن أي كتاب في العالم؟ ولكن معظم هؤلاء العلماء قد أحسَّ بأن هذه الطريقة لكتابة القرآن تخفي وراءها معجزة عظيمة، لذلك حافظوا على القرآن كما كتب أول مرة حتى وصلنا اليوم كما أنزل قبل أكثر من (1400) سنة.
إذن من الذي حفظ القرآن طوال هذه السنوات؟ إنه الله
القائل عن كتابه: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الجاثية: 45/2]، وهو القائل أيضاً: (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ) [النمل: 27/1].
من عجائب هاتين الآيتين أن الكلمة ذاتها قد كتبت بشكلين مختلفين في القرآن، فكلمة (الكتاب) نجدها قد كُتبت من دون ألف هكذا (الكتب)، بينما في الآية الثانية نجد أن كلمة (كتاب) كُتبت بالألف، فلماذا؟
إن لغة الأرقام ربما تعطي إجابة واضحة ودقيقة عن بعض أسرار رسم كلمات القرآن، ولكي نتعرف على هذا السر نقوم بكتابة الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف لفظ الجلالة (الله) أي الألف واللام والهاء في هذه الكلمة:
تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
1 2 0 4 2 2
إن العدد (224021) بقبل القسمة على (7) تماماً:
224021 = 7 × 32003
وهنا نلاحظ طريقة كتابة الكلمة من دون ألف وعندما ننتقل للآية الثانية نجد أن كلمة (كتاب) في القرآن لم تحذف منها الألف. لنتبع الطريقة ذاتها في كتابة الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الكلمة:
تِلْكَ آيَتُ الْقُرْآنِ وَ كِتَابٍ مُّبِينٍ
1 1 3 0 1 0
والعدد في هذه الحالة هو (10311) يقبل القسمة على (7) أيضاً:
10311 = 7 × 1473
إذن في كتاب الله نحن أمام شبكة معقدة من الأرقام، فالقرآن بناء مُحْكَم.
لذلك نحن في هذا البحث أمام حقيقة لا شك فيها: إن كل حرف من أحرف هذا القرآن هو وحي من الله تعالى، ولا يجوز زيادة حرف أو إنقاصه من كتاب الله. وهذا يعني أنه يجب التقيد بالرسم القرآني العثماني لكلمات القرآن. لأن هذه الطريقة في كتابة كلمات القرآن هي التي رضيها الله لكتابه، فإذا أردنا أن نفهم أسرار هذا القرآن ونتدبَّر عجائبه ينبغي أن نتناوله كما هو دون زيادة ولا نقصان.
وحدانية الله
لنستمع إلى أسلوب القرآن في صياغة الحقائق المتعلقة بوحدانية الله عزّ وجلّ، ولنرى كيف تركبت ألفاظها وحتى طريقة كتابتها. يقول تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران:3/18].
لندخل إلى كلمات هذه الآية العظيمة لنشاهد كيف توزعت أحرف لفظ الجلالة [ألف لام هاء] عبر هذه الكلمات. وبالطريقة السابقة نكتب الآية كما كتبت في القرآن، ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من الألف واللام والهاء:
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَ الْمَلئِكَةُ و َأُوْلُواْ الْعِلْمِ
1 4 2 2 3 3 1 0 4 0 3 3
قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
2 2 2 3 3 1 2 2
إن العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية كما نرى من الجدول هو عدد ضخم (20 مرتبة) و يقبل القسمة على (7) تماماً، وكيفما قرأناه، لنتأكد رقمياً من هذه الحقيقة:
22133222330401332241 =
= 7 × 3161888904343047463
ولو قرأنا العدد ذاته من اليمين إلى اليسار (باتجاه قراءة القرآن) يبقى قابلاً للقسمة على (7):
14223310403322233122 =
= 7 × 2031901486188890446
وانظر معي بعد هذه الأرقام إلى كلمة (الملائكة) فقد كتبت في القرآن من دون ألف هكذا (الملئكة) ولذلك فإن عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الكلمة أصبح (ا ل ل هـ) أي (4), بدلاً من (ا ل ل ا هـ) أي (5)، ولو كتبت هذه الكلمة بالألف لاختل النظام الرقمي بالكامل.. فهل هذا العمل في متناول البشر؟
وهيهات أن يأتي إنسان مهما بلغ من العلم بكلام بليغ ومُحْكَم ومعبر, وبالوقت نفسه منظم وفق أدق درجات النظام الرقمي! إنها قدرة الله الواحد الأحد.
الله .. لم يتخذ ولداً
من الحقائق الأساسية التي يؤكدها القرآن أن الله لم يكن له ولد, فهو إله واحد إذا أراد أمراً فإنما يقول له كن فيكون, هذا الإله العظيم لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فهو القائل: (مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [مريم: 19/35].
هذا ردّ من الله عزّ َوجلَّ على كل من يدَّعي أن لله ولداً, ولكن من لا تقنعه لغة الكلمات على بلاغتها, ماذا يمكن أن نقول له؟ وما هي اللغة التي تقنعه؟ بلا شك إ ن لغة الأرقام لا يمكن لعاقلٍ أن ينكرها, فهي لغة يقينية لا مجال للظن فيها.
ومن عظيم رحمة الله تعالى بهؤلاء أنه أودع في آيات كتابه لغة جديدة جاء عصر الأرقام ليكشفها لنا لتكون حجَّة لك أو عليك, فالمؤمن يزداد أيماناً وتسليماً لله, والذي لا يؤمن بالله وآياته ومعجزته فعسى أن تكون لغة الرقم وسيلة له ليرى من خلالها صدق هذا القرآن العظيم.
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من الأحرف [ا ل هـ]:
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَنَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
1 1 3 1 0 0 1 1 2 0 2 2 1 2 0 0
إن العدد الضخم الذي يمثل توزع أحرف الألف واللام والهاء عبر كلمات الآية هو: (0021220211001311) يقبل القسمة على (7) تماماً:
21220211001311 = 7 × 3031458714473
ولكن هذا ليس كل شيء, فالناتج من هذه العملية أيضاً يقبل القسمة على (7) تماماً, لنرى ذلك:
3031458714473 = 7 × 433065530639
وهنا من جديد نجد أن الناتج يقبل القسمة على (7) أيضاً, ولمرَّة ثالثة:
433065530639 = 7 × 61866504377
إذن شاهدنا عدداً ينقسم على (7) ثلاث مرات متتالية, وهذا تأكيد من الله تعالى بلغة الأرقام على أنه لم يتخذ ولداً, وأن كلامه حق وأنه إله واحد.
ولكن في هذه الآية قد نتساءل: كما أن الله سبحانه وتعالى قد نظم أحرف اسمه, فهل نظم أحرف كلمات الآية بنظام مُحْكَم؟ لنكتب كلمات هذه الآية كما كتبت في القرآن من جديد ولكن هذه المرة نكتب تحت كل كلمة عدد حروفها, لنرى أن الله قد نظَّم كل شيء في هذا القرآن:
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَنَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
2 3 3 2 4 2 3 5 3 3 4 5 4 2 2 5
العدد الذي يمثل أحرف كلمات هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً:
5224543353242332 = 7 × 746363336177476
إن هذا النظام المُحْكَم هو تصديق لقول الحق سبحانه وتعالى, ولكن قد يأتي من يقول إن هذا النظام جاء مصادفة!
قبل كل شيء يجب أن نعلم أن المصادفة لا يمكن أن تأتي بكلام دقيق و منظم بهذا الشكل, و إلا لوجد هذا النظام في أي كتاب بشري. ومع ذلك نضرب مثالاً آخر ليزداد مثل هذا الشخص يقيناً بصدق كلام الله عزَّ وجلَّ.
لقد ردَّ الله تعالى في موضع آخر قول المشركين الذين يدَّعون لله الولد, فقال: (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً) [مريم:19/92].
لنرى كيف رتبَّ الله تعالى بعظيم قدرته أحرف اسمه الأعظم عبر كلمات هذه الآية, لنكتب تحت كل كلمة ما تحويه من لفظ الجلالة (الله) ـ ا ل هـ:
وَ مَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً
0 1 0 2 1 0 2
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف[ألف لام هاء] عبر كلمات الآية هو: (2012010) يقبل القسمة على (7) تماماً:
2012010 = 7 × 287430
والمذهل أن العدد نفسه إذا قرأناه بالاتجاه الأخر، من اليمين إلى اليسار أي باتجاه قراءة القرآن يصبح: (0102102)، وهذا العدد ينقسم على (7) تماماً، لنتأكد من ذلك رقمياً:
102102 = 7 × 14586
إن القرآن يؤكد دائماً على وحدانية الله سبحانه وتعالى، وأن النظام الكوني سوف يختل لو كان هنالك إله آخر، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى: (قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) [الإسراء: 17/42]. وفي هذه الآية نجد أنفسنا أمام نظام رقمي معجز للفظ الجلالة (الله).
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ماتحويه من أحرف الألف واللام والهاء، لنرى النظام الرقمي:
قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً
1 1 1 1 4 1 1 2 3 2 0 2 2
العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة [ألف لام هاء] في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً (بالاتجاهين):
2202321141111 = 7 × 314617305873
ولو قرانا هذا العدد بالاتجاه الآخر (من اليمين إلى اليسار) لوجدناه قابلاً للقسمة على (7) (مرتين) أيضاً، لنرى:
1111411232022 = 7 × 158773033146
= 7 × 7 × 22681861878
ولكن الذي أدهشني فعلاً أننا إذا أخذنا ناتجي القسمة في كلتا الحالتين أي: (314617305873) هذا الناتج الأول أما الناتج الثاني فهو: (22681861878)، عندما نصفّ هذين العددين بجانب بعضهما نجد عدداً جديداً شديد الضخامة هو: (14617305873 3 22681861878) هذا العدد مكون من 23 مرتبة (أي من مرتبة العشرة آلاف بليون بليون) هذا العدد يقبل القسمة على (7) بالاتجاهين أيضاً، لنرى ذلك:
1) قراءة العدد من اليسار إلى اليمين:
22681861878314617305873 =
= 7 × 3240265982616373900839
2) قراءة العدد من اليمين (يقبل القسمة على 7 مرتين):
37850371641387816818622 =
=7 × 7 × 772456564109955445278
والناتج النهائي كما نرى هو عدد مكون من (21) مرتبة أي (7 × 3). ولو ذهبنا نتتبع هذه الآية وإعجازاتها لعجزنا عن إحصائها، فلو قمنا بإحصاء عدد أحرف الألف واللام والهاء في هذه الآية لوجدنا (21) حرفاً بالضبط أي (7 × 3).
والآن نتوجه بسؤال إلى كل من يشك بصدق هذا القرآن، هل جاء هذا النظام المُحْكَم بالمصادفة؟ لذلك يقول الله تعالى لهؤلاء متحدياً إياهم أن يأتوا بمثل القرآن: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 52/34]، حتى في آيات التحدي وضع الله نظاماً رقمياً مذهلاً يدل على قدرة الله تعالى بما يظهر ضعف البشر وعجزهم عن الإتيان بمثل كلام الحق سبحانه.
لنكتب هذه الآية كما نراها في القرآن، ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف لفظ الجلالة[ا ل هـ]، مع ملاحظة أن كلمة (صادقين) قد كتبت في القرآن من دون ألف هكذا صَدِقِينَ:
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَدِقِينَ
3 0 2 1 2 0
إن العدد الذي يظهر في هذا الجدول يقبل القسمة على (7) تماماً وبالاتجاهين، فعندما نقرأ العدد من اليسار نجد:
021203 = 7 × 3029
وعندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه الآخر (أي من اليمين
إلى اليسار):
302120 = 7 × 43160
من إعجاز هذه الآية أيضاً أننا نجد نظاماً رقمياً يعتمد على الرقم (7) في مقطعيها، فالآية مكونة من مقطعين كما يلي:
1 ـ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ.
2 ـ إِن كَانُوا صَادِقِينَ.
في كل مقطع من هذين المقطعين نجد النظام ذاته يتكرر، لنرى ذلك من خلال جدولين:
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ
3 0 2
العدد (203) ينقسم على (7) تماماً:
203 = 7 × 29
إِن كَانُوا صَادِقِينَ
1 2 0
و هنا أيضاً العدد (021) ينقسم على (7) تماماً:
21 = 7 × 3
والمذهل فعلاً أننا عندما نقوم بصفّ ناتجَيِ القسمة (29ـ3) بجانب بعضهما نجد عدداً جديداً هو (329) ينقسم على (7) تماماً:
329 = 7 × 47
إذن حتى مقاطع الآيات لها نظام يعتمد على الرقم (7)، ولكن هل انتهت معجزة هذه الآية؟ وهل توقفت عند هذا الحد؟ ما دام التحدي قائماً فالمعجزة مستمرة، لذلك عندما نعد أحرف هذه الآية كما كتبت في القرآن نجد أن عدد حروفها هو بالضبط (28) حرفاً أي (7 × 4). وعندما نحصي أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية نجد:
1 ـ عدد أحرف الألف في الآية (5) أحرف.
2 ـ عدد أحرف اللام في الآية (2) حرفان.
3 ـ عدد أحرف الهاء في الآية (1) حرف واحد.
وعندما نعبر عن أحرف لفظ الجلالة (الله) بهذه الأرقام نجد أنفسنا أمام عدد أيضاً ينقسم على 7 تماماً:
ا ل ل هـ
5 2 2 1
العدد (1225) يقبل القسمة على (7) مرتين، لنرى:
1225 = 7 × 7 × 25
هـو الله
يقول رب العزة سبحانه وتعالى متحدثاً عن نفسه بكلمات عظيمة ليعرفنا: من هو الله تعالى؟ لنستمع إلى هذه الآية: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر: 59/23]، هذا تعريف بالله وصفاته وقدرته بلغة الكلمات، ولكن للأرقام أيضاً حديثها وبلاغتها. لذلك نكتب هذه الآية كما كتبت في القرآن ونكتب تحت كل كلمة رقماً يمثل[ألف لام هاء] في هذه الكلمة:
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
1 4 2 2 3 3 1 3 2 3 2 3
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
2 3 2 0 4 1 0
إن العدد الذي نراه في الجدول والذي يمثل لفظ الجلالة في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً:
140232323231332241 =
= 7 × 20033189033047463
والشيء المعجز أن الناتج عن عملية القسمة أيضاً ينقسم على (7) تماماً:
20033189033047463 =
= 7 × 2861884147578209
إذن العدد الذي يعبر عن أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية قبل القسمة على (7) مرتين. ولكن ماذا لو قرأنا العدد ذاته بالاتجاه الآخر، أي من اليمين إلى اليسار؟ إننا أمام حقائق رقمية لا تقبل الجدل، فالعدد على ضخامته يبقى قابلاً للقسمة على (7) عند قراءته من اليمين إلى اليسار، لنرى ذلك:
1422331323232320410 =
= 7 × 203190189033188630
وهنا نجد أن الناتج أيضاً ينقسم على (7) تماماً:
203190189033188630 =
= 7 × 29027169861884090
إذا كيفما قرأنا العدد الذي يمثل لفظ الجلالة في هذه الآية نجده ينقسم على (7) مرتين!!!
نجري الآن عدًّا لأحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) لنرى النتيجة المذهلة:
1 ـ عدد أحرف الألف في الآية هو (17) حرفاً.
2 ـ عدد أحرف اللام في الآية هو (18) حرفاً.
3 ـ عدد أحرف الهاء في الآية هو (6) أحرف.
إن الله تعالى اختار هذه الأرقام لحكمة عظيمة، فهي تحقق نظامً رقمياً مذهلاً، فعندما نضفّ هذه الأرقام بجانب بعضها نجد عدداً يقبل القسمة على (7) تماماً:
ا ل هـ
17 18 6
إن العدد (61817) يقبل القسمة على (7) تماماً:
61817 = 7 × 8831
إن هذا النظام يتكرر كثيراً في كتاب الله، وحسبنا الأمثلة في هذا البحث لإعطاء فكرة جيدة للقارئ عن معجزة لفظ الجلالة في القرآن، و معجزة خطّ كلمات القرآن، فقد كتبت الآية السابقة بطريقة غريبة، فكلمة (السلام) قد كتبت في القرآن من دون ألف هكذا (السلم) بينما كلمة (الجبار) لم تحذف منها الألف! ولو أننا حذفنا من هذه الكلمة حرف الألف أو أضفنا الألف لتلك الكلمة فسيؤدي هذا إلى خلل في القسمة على (7)، كذلك كلمة (سبحان) نجدها في القرآن من دون ألف (سبحن)، فهل جاءت هذه الطريقة في رسم الكلمات مصادفة؟
لنتابع في الآية التالية لندرك بما لا يقبل الشك أن طريقة كتابة الكلمات القرآنية تخفي معجزة عظيمة، هذه المعجزة تتكشف أمامنا شيئا فشيئاً بوساطة لغة الأرقام. يقول تعالى في الآية التالية: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 59/24].
وفي هذه الآية نلاحظ أن كلمة (الخالق) قد حذفت منها الألف هكذا (الخلق)، بينما كلمة (البارئ) فلم تحذف منها الألف، وهذه الطريقة في رسم هاتين الكلمتين تناسب النظام الرقمي.
ولكي نثبت هذه الحقائق بلغة الأرقام لنكتب كلمات الآية ثم نكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء)، وتجدر الإشارة إلى أن كلمة (السماوات) قد حذفت منها الألف مرتين لذلك نجدها مكتوبة في القرآن هكذا (السموت) والآن إلى النظام الرقمي لأحرف لفظ الجلالة في هذه الآية العظيمة:
هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
1 4 3 3 2 2 4 2 0 2 1 0
السَّمَوَتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
2 0 3 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في هذه الآية يقبل القسمة على (7) تماماً:
2210302012024223341 =
= 7 × 315757430289174763
وبالطريقة السابقة ذاتها نقوم بإحصاء هذه الأحرف الثلاثة في هذه الآية لنجد النتيجة المذهلة:
1ـ تكرار حرف الألف في الآية (15) مرة.
2ـ تكرار حرف اللام في الآية (4) مرات.
3ـ تكرار حرف الهاء في الآية (5) مرات.
وبترتيب وصفّ هذه الأعداد الثلاثة نجد عدداً يقبل القسمة على (7) تماماً:
ا ل هـ
15 4 5
وهنا نجد معكوس العدد (51415) وهو العدد (5145) يقبل القسمة على 7 تماماً: 51415 = 7 × 7345
القسم الثالث: أسماء الله الحسنى
رؤية جديدة للإعجاز
إذا أردنا أن نرى المعجزة القرآنية وندرك عظمة الإعجاز في آيات الله تعالى فيجب أن ندرس الإعجاز داخل الآية الواحدة أو داخل النص القرآني المكون من عدة آيات، وحتى داخل المقطع من الآية. ومن جهة ثانية يمكن دراسة إعجاز الكلمة الواحدة وتكرارها ضمن القرآن الكريم. القرآن الكريم ليس قصيدة شعر ينطبق على أبياتها قانون واحد أو قافية محددة أو وزن شعري واحد، بل في كتاب الله تعالى نجد في كل آية معجزة وفي كل سورة معجزة بل في كل حرف معجزة!
إن هذه الرؤية للإعجاز القرآني تتطلب أبحاثاً علمية كثيرة، في كل بحث يتم عرض جانب من جوانب المعجزة الرقمية أو البلاغية أو العلمية... وهذا ما نفعله من خلال سلسلة من الأبحاث القرآنية. إن مجموعة الأبحاث هذه سوف تعطي فكرة ممتازة عن الإعجاز الرقمي للقرآن، لذلك جميع التساؤلات التي لم يجب عنها هذا البحث، يمكن للقارئ أن يجد الإجابة عنها في أبحاث أخرى، إن شاء الله تعالى.
وحدانية الله وأسماؤه الحسنى
كما أن كلمات الله تعالى لا نهاية لها، كذلك أرقام الله تعالى لا نهاية لها. والإعجاز لا يقتصر على الرقم (7). بل هنالك أرقام لا تحصى، منها الرقم (11) وهو عدد مفرد أولي يتألف من (1) وهو (1) وهولا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد. ووجود هذا الرقم في كتاب الله هو دليل على وحدانية الله. يظهر أيضاً رقم هو (99) والذي يعبر عن أسماء الله الحسنى، وجود هذا الرقم في كتـاب الله دليـل على أن لله تسـعة وتسـعين اســماً.
الرقم (11) دليل على وحدانية الله تعالى
في الفقرات التالية سوف نشاهد تناسبات مذهلة مع الرقم (11) هذا العدد الأولي المفرد دليل على أن منزل القرآن واحد أحد. وقبل البدء باستعراض الحقائق الرقمية العجيبة المتعلقة بهذا الرقم، نود أن نشير إلى أن عدد حروف (قل هو الله أحد) هو أحد عشر حرفاً!
تكرار كلمات البسملة
في كلمات البسملة نجد رقماً محدداً لتكرار كل كلمة كما يلي:
1 ـ كلمة (بسم) تكررت في القرآن كله (22) مرة.
2 ـ كلمة (الرحمن) تكررت في القرآن كله (2699) مرة.
3 ـ كلمة (الرحمن) تكررت في القرآن كله (57) مرة.
4 ـ كلمة (الرحيم) تكررت في القرآن كله (115) مرة.
لنضع هذه التكرارات في جدول لنرى التناسب المذهل مع الرقم (11):
بسم الله الرحمن الرحيم
22 2699 57 115
إن العدد الذي يمثل مصفوف هذه التكرارات هو: (11557269922) هذا العدد مؤلف من (11) مرتبة ويقبل القسمة على (11) تماماً:
11557269922 = 11 × 1050660902
حتى لو جمعنا هذه التكرارات سوف نجد عدداً من مضاعفات الـ (11):
22 + 2699 + 57 + 115 = 2893
والعدد (2893) هو عدد من مضاعفات الرقم (11):
2893 = 11 × 263
ومجموع مفردات الناتج (263) هو أحد عشر:
3 + 6 + 2 = 11
حروف وتكرار اسم (الله)
عدد حروف كلمة (الله) هو (4)، وعدد مرات تكرارها في القرآن كله (2699) مرة،وفي هذين العددين تناسب مع الرقم (11):
عدد حروف اسم (الله) تكرار (الله) في القرآن
4 2699
العدد الذي يمثل تكرار وحروف هذا الاسم العظيم هو (26994) من مضاعفات الرقم (11):
26994 = 11 × 2454
والآن نسأل: أين وردت كلمة (الله) لأول مرة وآخر مرة في القرآن الكريم؟ وهل نظَّم الله تعالى أرقام السور والآيات بشكل يتناسب مع الرقم (11)؟ لنقرأ الفقرة الآتية:
أول مرة وآخر مرة
وردت كلمة (الله) أول مرة في (بسم الله الرحمن الرحيم) وآخر مرة في قوله تعالى (الله الصمد) ، لنتأمل هذا الجدول:
رقم السورة رقم الآية رقم السورة رقم الآية
1 1 112 2
إن العدد الذي يمثل رقم السورة والآية لكلتا الآيتين من مضاعفات الرقم (11):
211211 = 11 × 19201
والعجيب أن الأرقام الخاصة بكل آية تنقسم على (11) أيضاً، فالآية الأولى موجودة في السورة رقم (1) والآية (1) والعدد الناتج هو (11).
أما الآية الأخيرة فموجودة في السورة رقم (112) ورقم الآية (2) والعدد الناتج هو (2112) من مضاعفات الرقم (11):
2112 = 11 × 192
تكرار الألف واللام والهاء
1 ـ في (بسم الله الرحمن الرحيم) تكرر حرف الألف (3) مرات، وتكرر حرف اللام (4) مرات، وتكرر حرف الهاء (1) مرة واحدة. لنضع هذه الإحصاءات في جدول:
الألف اللام الهاء
3 4 1
إذن تكررت حروف اسم (الله) في أول آية من كتاب الله بالنسب التالية (ا ل هـ = 143), وهذا العدد من مضاعفات
الرقم (11):
143 = 11 × 13
2 ـ لو ذهبنا إلى آخر آية وردت فيها كلمة (الله) وهي قوله تعالى (الله الصمد) سوف نرى النظام يتكرر:
الألف اللام الهاء
2 3 1
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف لفظ الجلالة (الله) في هذه الآية هو: (ا ل هـ = 132) من مضاعفات الرقم (11) أيضاً:
132 = 11 × 12
و العجيب جدا أن حروف (الله) عزّ وجلّ تتكرر بنظام آخر يقوم على الرقم (111) للتأكيد على وحدانية الله عزّ وجلّ، لنتأمل الجدول حيث نعبر عن كل حرف بقيمة تكراره في الآية:
(بسم الله الرحمن الرحيم) (الله الصمد)
ا لـــــلــــــه ا لـــــلــــه
3 4 4 1 2 3 3 1
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف (الله) في البسملة أي: ا ل ل هـ، هو (1443)، هذا العدد من مضاعفات (111):
1443 = 111 × 13
نفس القاعدة نجدها مع الآية الأخيرة، فقد تكررت حروف (الله) في (الله الصمد) كما يلي:
(ا ل ل هـ = 1332) وهذا العدد من مضاعفات الرقم (111) أيضاً:
1332 = 111 × 12
وسبحان الله العظيم! عندما كررنا حرف اللام تكرر الرقم واحد! ليبقى هذا التكرار المعجز دليلاً على وحدانية الله تعالى.
الرقم (99) وأسماء الله الحسنى
في أول آية من كتاب الله هنالك ثلاثة من أسماء الله هي: (الله-الرحمن-الرحيم)، كل اسم من هذه الأسماء تكرر في القرآن بنسبة محددة كما يلي:
الله الرحمن الرحيم
2699 57 115
إن العدد الذي يمثل مصفوف هذه التكرارات هو (115572699) يتألف من تسع مراتب ويقبل القسمة على (99):
115572699 = 99 × 1167401
والعجيب أننا لو جمعنا هذه التكرارات جميعاً لبقي النظام قائماً:
2699 + 57 + 115 = 2871
والعدد (2871) من مضاعفات الرقم (99) أيضاً:
2871 = 99 × 29
المذهل حقاً أن هذا النظام يبقى مستمراً حتى عندما نبدل مكان كلمتي (الله الرحمن) كما يلي:
الله الرحمن الرحيم
57 2699 115
العدد الذي يمثل تكرار هذه الأسماء الثلاثة بهذا التسلسل (الرحمن ـ الله ـ الرحيم) هو: (115269957) من مضاعفات الرقم (99):
115269957 = 99 × 1164343
وهذا النظام العجيب يشهد على صدق كلام الحق تبارك وتعالى: (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) [الإسراء: 17/110].
(قل هو الله أحد)
هذه الآية الأولى في سورة الإخلاص والتي تقرر وحدانية الله سبحانه وتعالى، عدد حروف اسم (الله) في هذه الآية هو:
ا لـــــــلـــــــه
2 3 3 2
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف اسم (الله) في هذه الآية الكريمة هو: (ا ل ل هـ = 2332) من مضاعفات الرقم (11):
2332 = 11 × 212
والعجيب جدا أن النظام يشمل سورة الإخلاص كاملة، لنكتب هذه السورة: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}
ا لــــــــــلــــــــه
6 12 12 4
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف (الله) في سورة الإخلاص هو (ا ل ل هـ = 412126) من مضاعفات الرقم (11) مرتين وبالاتجاهين!!!
العدد: 412126 = 11 × 11 × 3406
مقلوبه: 621214 = 11 × 11 × 5134
إن هذه النتائج تؤكد أن الله جل جلاله رتب حروف اسمه داخلَ كل سورة بنظام مُحْكَم, وداخل كل آية بنظام محكم, وداخل كل كلمة بنظام مُحْكم!
أرقام تشهد على وحدانية الله تعالى
لقد اقتضت مشيئة الله عز وجل أن يختار اسماً له هو (الله)، هذا الاسم يتألف من ثلاثة أحرف أبجدية تكررت كما يلي:
ـ الألف تكرر مرة واحدة (ا = 1) في اسم (الله).
ـ اللام تكرر مرتين: (ل = 2) في اسم (الله).
ـ الهاء تكرر مرة واحدة: (هـ = 1) في اسم (الله).
عندما نصفّ هذه الأرقام: (ا ل هـ = 121) يكون لدينا العدد الذي يعبر عن تكرار الألف واللام والهاء في اسم (الله) هو (121) هذا العدد يساوي بالتمام والكمال (11 × 11):
121 = 11 × 11
والعجيب جدا أننا عندما نكتب كلمة (الله) ونبدل كل حرف بقيمة تكراره في هذه الكلمة أي: (الألف = 1، اللام = 2، الهاء = 1) نجد: (ا ل ل هـ = 1221) إن العدد (1221) الذي يمثل تكرار حروف (الله) في اسم (الله) تعالى يساوي بالتمام والكمال
(11 × 111):
1221 = 11 × 111
لننظر إلى هذا الجدول:
ا ل هـ ا ل ل هـ
1 2 1 1 2 2 1
= 11 × 11 = 11 × 111
وتأمل معي عزيزي القارئ كيف يتكرر الرقم (1) سواءً على شكل (11) أو (111)، أليست هذه الأرقام هي شهادة على وحدانية الله؟
هل هذا كل شيء؟
إن الحقائق الرقمية التي رأيناها في هذا البحث لا تمثّل سوى قطرة صغيرة من بحر إعجاز هذا القرآن. ولو أننا ألَّفنا كتباً عن القرآن بعدد ذرات الكون لما انقضت عجائب ومعجزات القرآن.
وكيف تنقضي عجائب كتاب هو كتاب ربّ العالمين عزّ وجلّ!
وكيف تنتهي معجزات كلام الله تبارك وتعالى؟
إن هذه المعجزة الرقمية التي نشهدها اليوم ونلمسها هي برهان قويٌّ جدًّا على أن هذا القرآن العظيم يخاطب بمعجزته هذه كلّ إنسان على وجه الأرض, فلغة الرقم هي لغة عالمية, وفي هذا دليل أيضاً على أن الرسول هو رسول الله للناس جميعاً.
واستمع معي إلى هذا النداء الإلهي لجميع الناس:
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 7/158].
خاتمة البحث
1 ـ إن الحقائق الرقمية التي رأيناها في هذا البحث والتي لا تقبل الجدل أو الشك تؤكد المعجزة الرقمية للقرآن الكريم. بكلمة ثانية: الإعجاز الرقمي للقرآن ثابت، ولكن الانحرافات التي رأيناها من بعض من خاضوا في لغة الأرقام في كتاب الله، سبب هذه الانحرافات بالدرجة الأولى يرجع إلى عدم اعتمادهم المنهج العلمي الدقيق، لذلك هذا البحث يمثل خطوة على طريق اكتشاف المعجزة الرقمية للقرآن, وفق المنهج العلمي المادّي.
2 ـ من النتائج المهمة لأبحاث الإعجاز الرقمي بشكل عام، إثبات أن القرآن هو كتاب من عند الله تعالى بلغة العصر، فكما نعلم لغة الأرقام هي لغة العلم الحديث. وأن الله تعالى قد تعهد بحفظ كتابه إلى يوم الدين. والنتائج الرقمية في بحث كهذا هي تصديق لكلام الحق عزّ وجلّ. فكل حرف في القرآن قد حفظه الله لنا منذ أكثر من 14 قرناً وحتى يومنا هذا، حتى طريقة رسم كلمات القرآن قد حفظها الله تعالى ووضع فيها معجزة عظيمة جاءت لغة الأرقام لتكشف أحد جوانب هذه المعجزة لنزداد يقيناً بقدرة الله تعالى على كل شيء.
3 ـ عندما نتفكر في خلق السماوات والأرض وندرك أن الرقم (7) له دلالات كثيرة في الكون والحياة (حتى الذرة التي هي أساس البناء الكوني تتألف من 7 طبقات إلكترونية).
وعندما نكتشف النظام القرآني المذهل وندرك أن الرقم (7) أساس هذا النظام، فهذا يقودنا إلى مزيد من الإيمان بخالق السماوات السبع ومنزل القرآن. كما أن التناغم بين النظام الكوني والنظام القرآني إن دل على شيء فإنما يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى.
4 ـ لنطرح السؤال الآتي: هل يستطيع أكبر مؤلف في العالم أن يكتب كتاباً ويجعل فيه من أحرف اسمه داخل هذا الكتاب نظاماً رقمياً دقيقاً؟ بل حتى لو اجتمع علماء الدنيا بأجهزتهم وحاسباتهم، هل يستطيعون صنع كتاب يتحكمون بأحرف معينة في كلماته بحيث تحقق نظاماً رقمياً وبلاغة فائقة؟ إن النظام الرقمي المعجز لأحرف لفظ الجلالة في كلمات القرآن، لهو دليل مادي وعلمي على أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل.
5 ـ قد يتساءل القارئ: لماذا نصفّ الأرقام بجانب بعضها ولا نجمعها؟ إن هذه الطريقة في دراسة الأرقام تضمن الحفاظ على تسلسل كلمات القرآن، فلكل كلمة مرتبة، فإذا قمنا بجمع هذه الأرقام اختفى التسلسل للكلمات واختفى معه جانب كبير من المعجزة الرقمية لهذه الكلمات. كما أن طريقة صفّ الأرقام تعطي أعداداً شديدة الضخامة، مما يجعل البشر عاجزين عن الإتيان بمثلها. فلو حاول أحد تقليد هذا النظام المُحْكَم ربما يأتي ببضع جمل أو عدة نصوص لا معنى لها ولكن لن يتمكن أبداً من الإتيان بكتاب كامل، وسوف يفشل تماماً في هذه المهمة.
لذلك فإن هذا البحث يمثل برهاناً مؤكداً على أن معجزة القرآن مستمرة، وتناسب كل عصر من العصور، ففي زمن البلاغة نجد معجزة بلاغية، وفي زمن الاكتشافات العلمية نجد معجزة علمية. وفي عصرنا هذا ـ عصر الرقميات ـ نجد معجزة رقمية... إذن نحن في كتاب الله تعالى أمام منظومة إعجازية بالغة التعقيد، ولكن أين من يتبحر ويتعمق في هذا القرآن ليرى عجائب
لا تحصى...
6 ـ وأخيراً فإن أبحاث الإعجاز الرقمي تعتبر أسلوباً جديداً لإثبات أن القرآن كتاب الله تعالى, وأنه كتاب صالح لكل زمان ومكان، كما أن لغة الأرقام القرآنية تعتبر وسيلة فعالة للدعوة إلى الله تعالى لإقامة الحجة على كل من يشك بهذا القرآن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المهندس عبد الدائم الكحيل
باحث في إعجاز القرآن والسنَّة
المواليد : 1 / 5 / 1966 مدينة حمص ، سورية .
الوضع العائلي : متزوج ولي ولدان فراس وعلاء .
اللغات : العربية والانكليزية .
المؤهل العلمي : هندسة الميكانيك عام 1995 ، دبلوم هندسة السوائل عام 1997 ، دبلوم التأهيل التربوي عام 2000 ، من جامعة دمشق . بالإضافة إلى بعض الدراسات الخاصة في التفسير والقراءات واللغة العربية .
النشاط الفكري : قراءة القرآن الكريم وحفظه وتدبّره وتأمل آياته من الناحية البلاغية والعلمية والرقمية . ومتابعة أحدث الأبحاث العلمية في علوم الرياضيات والفلك والهندسة والأرض والبحار وغيرها من حقول العلم . وكذلك تأمُّل الأحاديث النبوية الشريفة وتطابقها مع العلم الحديث .
الأهداف : إثبات أن القرآن الكريم لا يناقض العلم أبداً ، وأن وجود الحقائق العملية والرقمية الثابتة في كتاب الله هو برهان مادي على أن الإسلام دين العلم والحوار والإقناع . وكذلك الدعوة إلى الله تعالى بأسلوب علمي بعيداً عن التعصب ، وخطاب غير المسلمين بلغة العلم ، بهدف إظهار الصورة الصحيحة للإسلام .
الكتب المنشورة : صدر لي أحد عشر كتاباً في الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم ، وعدد من الكتب والكتيّبات في الإعجاز العلمي في القرآن والسنَّة ، بالإضافة إلى عدد من الأبحاث والمقالات في مختلف وجوه الإعجاز القرآني .
تعليق