Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php73/sess_47cd91b99691865c93848a2d120fba7de6370b64368547ca, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php73) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 تأويل رؤيا الأشجار والثمار وبعض الاعشاب في المنام - شبكة ومنتديات قدماء

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأويل رؤيا الأشجار والثمار وبعض الاعشاب في المنام

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأويل رؤيا الأشجار والثمار وبعض الاعشاب في المنام

    من كتاب تعطير الأنام في تفسير الأحلام
    للشيخ عبد الغني النابلسي


    الباب الثالث والأربعون
    في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر وتأويل البستان والكرم والربيع.


    @البستان دال على المرأة لأنه يسقى بالماء فيحمل ويلد وان كان البستان امرأة كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها وكذلك ثماره وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم لأنه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ لأنه يجني أبدا من ثمار رحمته وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس وهو الشجرة القديمة والمحدثة وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثمارها الحلوة والحامضة وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها لأن العرب تسميه جنة وكذلك سماه الله تعالى لقوله (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار) وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس فشجره موائدها وثمره طعامها وربما دل على كل مكان أو حيوان يشتغل منه ويستفاد فبه كالحوانيت والخانات والحمامات والمماليك والدواب والانعام وسائر العائلات لأن شجر البستان إذا كان فهو كالعقد لمالكها وكالخدمة والانعام المختلفة لأصحابها وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه فان كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان وان كان مريضا مات من مرضه وصار اليها ان كان البستان مجهولا وان كان مجاهدا نال الشهادة سيما ان كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها ويشرب فيه لبنا أو عسلا من أنهاره وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده وان لم يكن شئ من ذلك ولا دلت الرؤيا على شهادة نظرت إلى حاله فان كان عزبا أو من قد عقد نكاحا تزوج أو دخل بزوجته ونال منها ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان ونال منه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان وابان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر أشرف منها على مالا يحبه ورأى فيها ما يكرهه من الفقر وعارية المتاع وسقم الجسم وان كان ذلك في اقبال الزمان وجريان الماء في العيدان أو بروز الثمر وينعه فالأمر في الاصلاح بضد الاول وان رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها اعتبرته أيضا بالزمنين ربما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أوجمعها فان رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم عبرت أيضا عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر على مل يراه في تأويل الثمار وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته فالبستان سوق القوم يستدل به أيضا على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين وكذلك أن وقعت عينه في حين دخوله اليه على مقيل حمامه أو فندقه أو فرنه فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه إلا أن يكون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه أو من بئر غير بئره فإنه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان وكان بوله دما أو سقاه من غير البحر وطئ امرأة ان كان البستان مجهولا وإلا أتى من زوجته مالا يحل له ان كان البستان مثل أن يطأها من بعد ما حنث فيها أو ينكحها في الدبر أو في الحيض وقيل ان البستان والكرم والحديقة هو الاستغفار والحديقة امرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته مالها وفرشها وحليها وشجره وغلظ ساقه سمنها وطوله طول حياتها وسعته سعة في دنياها فإن رأى كرما مثمرا فهو دنيا عريضة
    @-ومن رأى أنه يسقى بستانه فإنه يأتي أهله ومن دخل بستانا مجهولا قد تناثر ورقه أصابه هم
    @-ومن رأى بستانه يابسا فإنه يجتبب اتيان زوجته
    (الشجر المعروف عددها) هم الرجال وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الاشجار فإن رأى أنه زاول منها شيئا فإنه يزاول رجلا بقدر جوهر الشجرة ومنافعها فإن رأى له نخلا كثيرة فإنه يملك رجالا بقدر ذلك إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل يكون في مثل ذلك الموضع وان كانت في بستان أو أرض تصلح لذلك فإن جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها فإن رأى أنه أصاب من ثمرها فإنه يصيب من الرجال مالا أومن العقدة مالا ويكون الرجال أشرافا والعقدة شريفة على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع وان كانت شجرة جوز فإنه رجل أعمى شحيح نكد عسر وكذلك ثمره هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب فإن رأى أنه أصاب جوزا يتحرك وله صوت فإن الجوز إذا تحرك أو صوت أو لعب به فإنه صخب ويظفر المقامر بصاحبه وكل ما يقامر به وكذلك إذا قامر صاحبه ظفر بما طلب واصل ذلك كله حرام فاسد فإن رأى أنه على شجرة جوز فإنه يتعلق برجل اعجمي ضخم فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل فإن سقط منها ومات فإنه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك فإن انكسرت به ملك ذلك الرجل الضخم وهلك الساقط غذا كان رأى أنه مات حين سقط منها ومات حين سقط فإنه ينجو وكذلك لو رأى أنه يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك فإنه يشرف على هلاك وينال بلاء عظيما إلا أنه ينجو بعد ذلك وكذلك كل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم وشجر السدر رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بخصب الشجرة وكرم ثمرتها (والنبق) مال غير منقوش وليس شئ من الثمار يعدله في ذلك خاصة (وشجر الزيتون) رجل مبارك نافع لأهله وثمره هم وحزن لمن أصابه وملكه أو أكله وربما دلت الشجرة أيضا على النساء لسقيها وحملها وولادتها ثمرها وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والموال كالمطامر والمخازن وربما دلت على الأديان والمذاهب لأن الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته قال المفسرون إذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه واخوانه واعتقاداته ويدل على سرائره وما يخفيه من أعماله ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله ويدل ماؤها على ايمانه وورعه وملكه وحياته لكل انسان على قدره وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رؤي ذلك له نظرت في حاله وفي حال شجرته فإن كان ميتا في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب
    وان كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار اليها لكفره أو لفساد طعمته فإن رأى ذلك المريض انتقل الى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته وان كان حيا مفيقا نظرت إلى حاله فإن كان رجلا طالب نكاح أو امرأة لزوج نال أحدهما زوجا على قدر حال الشجرة وهيئتها ان كانت مجهولة أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها ان كانت معروفة وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضا نظرت الى الزمان في حين ذلك فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في اقبال الزمان قد جرى الماء فيها فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه وإن كانت في إدباره فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك وان رآها في حانوته أو مكان معيشته فيه دالة على كسبه ورزقه فإن كانت في اقباله أفاد وأستفاد وان كانت في إدباره خسر وافتقر وان رآها في مسجد فهي دالة على دينه وصلواته فإن كانت في إدبار الزمان فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته وان كانت في إقباله فالرجل صالح مجتهد قد نمت أعماله وزكت طاعته وأما من ملك شجرا كثيرا فإنه يلي على جماعة ولاية تليق به إما إمارة أو قضاء او فتوى أو إمامة محراب أو يكون قائدا على رفقة أو رئيس على سفينة أو في دكان فيه صناع تحت يده على هذا ونحوه وأما من رأى جماعتها في دار فإنها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها فإن كانت ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها وان كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاما وكذلك ان كان في الدار مريض وإن كان ثمرها مجهولا نظرت فإن كان ذلك في إقبال الشجرة كان طعامها في الفرح وان كان في إدبارها كان مصيبة سيما أن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو كسرتها ريح شديدة فغنه رجل أو امرأة تهلكان أو يقتلان ويستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امراة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته واخوانه أو مسجون على دم أو مجاهد ومسافر وان كانت في الجامع فإنه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة فإن كانت نخلة فهو رجل عالى الذكر بسلطان أو علم أو امرأة ملك أو أم رئيس فإن كانت شجرة زيتون فعالم أو واعظ او عابر أو حاكم أو طبيب ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها
    @-ومن رأى أنه غرس شجرة فعلقت أصاب شرفا أو اعتقد لنفسه رجلا بقدر جوهرها لقول الناس فلان غرس فيه إذا اصطنعه وكذلك إن بذر بذرا فعلق وان لم يعلق ذلك ناله هم وغرس الكرم نيل شرف وقيل من رأى في الشتاء كرما خاملا أو شجرة فإنه يعثر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما ويظنهما غنين (وشجرة السفرجل) رجل عاقل لا ينتفع بعقله لصفرة ثمارها (وشجرة اللوز) رجل غريب (وشجرة الخلاف) رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه (وشجرة الرمان) رجل صاحب دين ودنيا وشوكها مانع له من المعاصي وقطع شجر الرمان قطع الرحم (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن قائلا يقول لي إن شئت تنال العافية من مرضك فخذ لاولا فكله فقال ابن سيرين انما ذلك على أكل الزيتون لأن الله تعالى قال زيتونة لا شرقية ولا غربية (وحكي) أيضا عنه أن رجلا أتاه فقال رأيت كأني أصبت الزيت في أصل شجرة الزيتون فقال له ما قصتك قال سبيت وأنا صبي صغير فلما عتقت كنت بلغت مبلغ الرجال قال فهل لك امراة قال لا ولكن اشتريت جارية قال انظر لئلا تكون أمك قال فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن احوال الجارية حتى وجدها أمه (وحكي عنه أيضا) أن رجلا أتاه فقال رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه فقال ابن سيرين اتق الله فإن رؤياك تدل على ان امرأتك أختك من الرضاعة ففتش عن الأمر فكان كما قال
    @-ومن رأى شجرة مجهولة الجوهر في دار فإن نارا تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار لقوله تعالى (جعل لكم من الشجر الأخضر نارا) وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى (حتى يحكموك فيما شجر بينهم) وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السرو والدلب فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم وما كان من الأشجار طيب الريح فإن الثناء على الرجل الذي تنسب اليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر فإن الرجل الذي ينسب اليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجيل ادراكها ومنافعها والشجرة التي لها الشوك رجل صعب المرام عسر ومن أخذ ماء من شجرة فإنه يستفيد مالا من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة
    @-ومن رأى أنه يغرس في بستانه أشجارا فإنه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار فإن رأى أشجارا نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة
    (الكرم والعنب) الكرم دال على النساء لأنه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه ولا سيما ان المسكر المخدر للجسم يكون منه وهو بمثابة خدر الجماع مع مافيه من العصير وهو دال على النكاح لأنه كالنطفة وربما دل الكرم على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال فمن ملك كرما كما وصفناه تزوج امرأة ان كان عزبا أو تمكن من رجل كريم ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره اليه بزمام الكرم في الاقبال والادبار فإن كان ذلك في ادبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها وان كانت حاملا أتت بجارية وان كان يرجو فرجا أو صلة أو مالا من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو امرأة كالأم والأخت والزوجة حرم ذلك وتعذر عليه وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته اليه وإن كان موسرا افتقر من بعد يسر وان كان في اقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت وان كان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه ويكون جميع ذلك صالحا والعنب الأسود في غير وقته هم وحزن وفي وقته مرض وخوف وربما كان سياطا لمن ملكه على قدر الحب ولا ينتفع بسواد لونه مع ضرر جوهره والعنب الأبيض في وقته عطارة الدنيا وخيرها وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه والزبيب كله اسوده وأحمره وأبيضه خير ومال
    @-ومن رأى انه يعصر كرما فخذ بالعصير واترك ما سواه وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصبا وكذلك عصير القصب وغيره لأن العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمره مما يكون معه مما لم تمسه النار إلا ما يتفاضل فيه جوهره وقيل من التقط عنقودا من العنب نال من امرأته مالا مجموعا وقيل العنقود ألف درهم وقيل إن العنب الأسود مال لا يبقى وإذا رآه مدلى من كرمه فهو برد شديد وخوف وقد قال بعض المعبرين العنب الأسود لا يكره لقوله تعالى (سكرا ورزقا حسنا) وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين يكرهونه وقيل غنه كان بجوار ابن نوح حين دعا عليه أبوه وكان أبيض اللون فلما تغير لونه تغير ما حوله من العنب فاصل الأسود من ذلك وما كان من الثمار لا ينقطع في كل إبان وليس له حين ولا جوهر يفسده فهو صالح كالتمر والزبيب وما كان منها يوجد في حين ويعدم في حين غيره فهي في ابانها صالحة إلا ما كان منها له اسم مكروه أو خبر قبيح وفي غير ابانها فهو مكروه في المآل وما كان له أصل يدل على المكروه فهو في اقباله هم وغم وفي غير حينه ضرب أو مرض كالتين لأن آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته وهو مهموم نادم فلزم ذلك التين في كل حين ولزم شجرته وورقه كذلك وكل ما كان من الثمار في غير إبانه مكروها صرفت مكروهة فما كان أصفر اللون كان مرضا كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير ابانه وغير اصفرها هموم وأحزان فإن كانت حامضة كانت ضربا بالسياط لآكلها سيما إن كان عددا لأن ثمر السقوط طرفه والشجرة التي هي أصل الثمر في ادبارها عصا يابسة وما كان له اسم وفي اشتقاقه فائدة حمل تأويله على لفظه إن كان ذلك أقوى من معانيه كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب وأصفره مرض والخوخ الأخضر توجع من هم أو أخ واصفره مرض والعناب في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة وأخضره في غير وقته نوائب توبه وحوادث تصيبه ويابسة في كل حي رزق آزف وشجرته رجل كامل العقل حسن الوجه وقيل رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة









  • #2
    (الاجاص) في وقته رزق أو غائب جاء أو يجئ وفي غير وقته مرض جاء إن كان اصفر أو هم جاء إن كان أخضر فإن رأى مريض أنه يأكل اجاصا فإنه يبرأ وما كان له اسم مكروه وأصل مكروه جمعا عليه في كل حين كالخرنوب خراب من اسمه ولما يروى عن سليمان عليه السلام فيه وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الامطار واسوداهما جميعا على البرد وقد يكون ذلك في الليل والاول في النهار فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه للعامة أو في الاسواق أو على السقوف كان ذلك تأويله والهم في ذلك لا يزاوله لأن المطر مع نفعه وصلاحه فيه عقلة للمسافر وعطلة للصانع تحت الهواء والقطر والهدم والطين وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها التي هي صالحة في وقتها إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له اليها سبيل ومن هو ممنوع منها
    (العصير والعصر) صالح جدا فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله فإن كان فقيرا استغنى وان كانت رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم فإن رأى ذلك مريض أو مسجون نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه فإن رأى ذلك من له غلات أو ديون اقتضاها وأفاد فيها وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه فيها وانعصر له الرأي من صدره انعصاره وان رأى ذلك عزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه وان كان العصير كثيرا جدا وكان معه تين أو خمر أو لبن نال سلطانا
    @-ومن رأى كأنه عصر العنب وجعله خمرا أصاب حظوة عند السلطان ونال مالا حراما لقصة يوسف عليه السلام
    (التين) مال كثير وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ اليه أعداء الإسلام وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات والأكل منه يدل على كثرة النسل وقال بعضهم التين رزق يأتي من جهة العراق وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن وقد كرهه من المعبرين جماعة وذكروا أنه يدل على الهم والحزن واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام (ولا تقربا هذه الشجرة) وقد قال بعضهم ان التين حزن وندامة لمن أكله أو أصابه
    (التفاح) هو همة الرجل وما يحاول وهو بقدر همة من يراه فإن كان ملكا فإن رؤيته التفاح له ملكه وان كان تاجرا فإن التفاح تجارته وإن كان حراثا فإن رؤية التفاح حرثه وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه فإن رأى أنه أصاب تفاحا أو أكله أو ملكه فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت وقيل التفاح الحلو رزق حلال والحامض حرام ومن رماه السلطان بتفاحة فهو رسول فيه مناه وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح فإنه يربي يتيما
    @-ومن رأى أنه يأكل تفاحة فإنه يأكل مالا ينظر الناس اليه وان اقتطفها أصاب مالا من رجل شريف مع حسن ثناء والتفاح المعدود دراهم معدودة فإن شم تفاحة في مسجد فإنه يتزوج وكذلك المرأة فإن شمتها في مجلس فإنها تشتهر وإن أكلتها في موضع معروف فإنها تلد ولدا حسنا وغصن التفاح نيل خير ومنيه وربح (وقد حكي) أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشر تفاحة ونصفا فقص رؤياه على معبر فقال له تملك تسع عشرة سنة ونصفا فلم يلبث ان ولي الخلافة المذكورة
    (الكمثرى) أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض وقال بعضهم هو مال يصيبه من أصابه أو أكله لان نصف اسمه مثرى يدل على الثروة وقيل الأصفر منه مال في مرض وشجره رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالا وقيل إن المرأة إذا رأت كأنها تملك حملا كمثري حملت ولدا فولدته وقيل من أصاب كمثراة ورث مالا مجموعا
    (الاترج) الواحدة ولد وكثيره ثناء طيب وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب. وأنشد بعض الشعراء يمدخ قوما:
    كأنهم شجر الاترج طاب معا * نورا وريحا وطاب العود والورق
    ومنهم من كرهها وعبرها بالمعنى فقال انها تدل على النفاق لأن ظاهرها مخالف لباطنها وأنشد:
    أهدى له اخوانه أترجة * فبكى وأشفق من عيافة زاجر
    ومنهم من أنشد في كراهيتها قول القائل:
    أترجة قد أتتك براء * لا تقبلنها إذا بررتا
    لا تقبلنها فدتك نفسي * فإن مقلوبها هجرتا
    وذكر بعضهم أن النارنج والاترج جميعا محمودان وان الكل إذا كان حلوا يدل على المال المجموع وإذا كان حامضا يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن والاترجة الخضراء تدل على خصب السنة وصحة جسم صاحب الرؤيا غذا اقتطفها والاترجة الصفراء خصب السنة مع مرض وقيل ان الاترج امراة اعجمية شريفة غنية فإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتا ممراضة وابنا ممراضا وان رأت امراة في منامها كأن على رأسها اكليلا من شجرة الاترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين فإن رأت كأن في حجرها أترجة ولدت ابنا مباركا فإن رأى رجل كأن امرأة أعطته أترجة ولد له ابن ورمي الرجل آخر باترجة يدل على طلب مصاهرة والنارنج دون الاترج في باب المحمدة وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه وقد كرهه أكثرهم لما في اسمه من لفظ النار وأنشدوا في معناه:
    ان فاتنا الورد زمانا فقد * عوضنا البستان نارنجنا
    يحسب جانيها وقد اشرقت * حمرتها في الكف نارا جنا
    والاترج نظير المؤمن طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره ولا تضر صفرته مع قوة جوهره فمن أصاب منه واحدة أو اثنتين أو ثلاثا فهي ولد والكثير منه مال طيب مع اسم صالح والأخضر منه أجود من الأصفر وربما كانت الاترجة الواحدة دولة فإن أكله وكان حلوا كان مالا مجموعا وان كان حامضا مرض مرضا يسيرا
    (الخوخ) في غير وقته مرض شديد وقيل ان الحامض من الخوخ خوف وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس شديد الرأي يجمع مالا كثيرا في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب
    (المشمش) مرض وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض وأكل الأصفر نفقة مال في مرض فإن رأى كأنه يأكل مشمشا من شجرة فإنه يصاحب رجلا فاسد الدين كثير الدنانير وقيل ان التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث فإن كان بعض السلاطين التقط مشمشا من شجرة التفاح فإنه يضع في رعيته مالا غير محمود وشجرة المشمش رجل كثير المرض وقال بعضهم بل هي رجل منقبض مع اهله منبسط مع الناس جرئ غير جبان فإن كانت موقرة بحملها فإنها تدل على رجل صاحب دنانير كثيرة وإذا كان مشمشا أخضر كان رجلا صاحب دراهم كثيرة ومن كسر غصنا من شجرته فإنه يجحد مالا من حل أو ينكسر عليه أو يترك صلاة أو صياما ويفسد مالا ليس له فإن كسر من شجرة غير مثمرة غصنا ليتخذه عصا فإنه ينال منه سرورا وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض وما كان حامضا فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض
    (السفرجل) قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا أنه مرض لصفرة لونه ولما فيه من القبض وقيل أنه يدل على السفر وقال قوم أنه سفر واقع مع وفق وقال بعضهم أنه سفر لا خير فيه وأنشد في ذلك:
    أهدي اليه سفرجلا فتطيرا * منه وظل نهاره متفكرا
    خاف الفراق لأن أول اسمه * سفر وحق له بأن يتطيرا
    وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعقله لصفرة ثماره وقال بعضهم ان السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أى حال يراه لان اسمه بالفارسية بهى وهو خير والتاجر إذا رآه دل على ربحه والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته
    @-ومن رأى أنه يعصر سفرجلا فإنه يسافر في تجارة وينال ربحا كثيرا والغبيرا قيل أنه يدل على اصابة مال وشجرته رجل أعجمي وقيل رجل فقير نفاع للناس
    (التوت) أكله يدل على كسب واسع لصاحب الرؤيا الأسود منه دنانير والأبيض منه دراهم وشجرته رجل صاحب أموال وأولاد
    (النبق) وأما النبق فإنه رجل محمود باجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره وهو مال ورزق ورطبه أقوى من يابسه وليس تضر صفرته وليس شئ من الثمار يعدله في التأويل وهو لأصحاب الدنيا مال ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح وهو مال غير دنانير أو دراهم (وحكي) أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت رأيت كأن سدرة في داري سقطت فالتقطت من نبقها دوخلتين فقال ألك زوج غائب قالت نعم قال فإنه قد مات وترثين منه ألفين وقال بعضهم هو رزق من قبل العراق وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب
    (الموز) وأما الموزفإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب ارادته قوة في عبادة وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق ونباتها في دار دليل على ولادة ابن قال الله تعالى (وطلح منضود) وهو الموز وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه وهو مال مجموع وشجرته من أكرم الشجر وورقها افضل الورق وأوسعها ويكون تأويل ذلك حسن الخلق لمن تنسب اليه شجرته وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضا لم يدرك في وقته المعروف فإنه رزق ومال وخير ويكون بقاؤه بقدر بقاء ذلك الثمر مع الثمار وخفة مؤنته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله إلا العنب الاسود والتين فإنه لا خير فيهما على حال
    @-ومن رأى أنه أصاب من الثمر شيئا فإن ذلك لابأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين ومن العلم فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة فإنه علم ودين لاشك فيه وإلا فعلى ما وصفت والشجرة الموقرة رجل مكثر ومن التقط من شجرة وهو جالس فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب فإن كلمته الشجرة بما وافقه كان ما يقال من ذلك أمرا عجيبا يتعجب الناس منه وقيل ان الشجرة امراة وذلك إذا كان معها ما يشبه المرأة وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو امراة أو بنت ملك أو خادم ملك
    (اللوز) مال وأكله إصابة مال في خصومة والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل وشجرة اللوز رجل غريب والحلو منه يدل على حلاوة الايمان والمر يدل على كلام حق وان راى كأنه نثر عليه قشور اللوز فإنه كسوة وقيل ان اللوز اليابس القشر يدل على صخب وذلك لصوت الخشخشة وقد يدل ايضا على حزن
    (الفستق) مال هين وشجرته تدل على رجل كريم فمن رأكل فستقا اكل مالا هينا والجوز الهندي وهو النارجيل قال بعضهم هو مال من جهة أعجمي ومنهم من قال هو يدل على رجل منجم فمن رأى كأنه يأكل جوزا هنديا فإنه يتعلم علم النجوم أو يتابع منجما في رأيه ويصدقه وكذلك من راى أنه كاهن أو منجم فإنه يصيب في اليقظة جوزا هنديا والبلوط صعب موسر جماع للمال وشجرته رجل غني وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح وذلك لعظمها أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر وكذلك تدل على عبودية
    (النخل) هو الرجل العالم وولده وقطعه موته والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس وأصله عشيرته وجذوعه نكال لقوله تعالى (ولأصلبنكم في جذوع النخل) وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم والسعف زيادة في العيال وذرية وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر وللسوقي مكسب وربما كانت النخلة الواحدة امرأة شريفة كثيرة الخير والذكر والنخلة اليابسة رجل منافق
    @-ومن رأى كان الرياح قلعت النخل وقع هناك الوباء وربما كان ذلك عذابا في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان وطلعها مال لقوله تعالى (لها طلع نضيد رزقا للعباد) والبلح مال ليس بباق
    @-ومن رأى أنه صار نخلة فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه يتصرم وخوصها بمنزلة الشعر من النساء
    @-ومن رأى نواة صارت نخلة فإن هناك ولدا يصير عالما أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعا وقال بعضهم النخل طول العمر ورأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه في أرض سبخة ذات نخيل وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها فقال صلى الله عليه وسلم له أتدري لمن هذه الأرض قال لا قال هذه لامرئ القيس بن حجر خذ هذا النخل الذي فيها فأغرسه في تلك الأرض الطيبة ففعلت ما أمرني به فلما أصبحت غدوت على ابن سيرين وأنا غلام فقصصت عليه رؤياي فتبسم وقال يا غلام أتقول الشعر قلت لا قال اما انك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في اقوام طاهرين وقد تقدم ذكر النخل في اول الباب
    (الرطب) رزق حلال وشفاء وفرج
    @-ومن رأى كأنه يأكل رطبا في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحا لقصة مريم عليها السلام وكان في غير أوانه وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع فأتينا برطب من ابن طاب فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وان دنيانا قد طابت والثمر مال حلال على قدر قلته وكثرته ومن التقط من شجرة ثمرا وغيرها فإنه مشتغل بحرام أو طالب شيئا لا يجب له وراسم رسوما جائرة واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل وقيل ان الفواكه للفقراء غنى وللاغنياء زيادة مال لقوله تعالى (وفاكهة وأبا متاعا لكم ولانعامكم) وللخائفين أمن قال الله تعالى (يدعون فيها بكل فاكهة آمنين) وقيل ان الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له لأنها تفسد سريعا واليابسة رزق كثير باق
    @-ومن رأى كأن فاكهة تنثر عليه فإنه يشتهر بالصلاح والخير
    @-ومن رأى كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمرها فإن رؤياه تدل على صهر سار بار أو شريك صالح
    @-ومن رأى في الشتاء شجرا مثمرا فاستحسن ذلك فإنه يحتاج الى رجل يظن أنه موسر فإن لم يجن من ثمرها شيئا نجا منه على السواء وإن جنى منه فإنه ينفق من ماله على قدر ذلك بقدر ما جنى
    (الرمان) مال مجموع إذا كان حلوا وربما كانت الرمانة كورة عامرة وربما كانت عقدة وشجرة الرمان رجل وربما كانت امرأة والرمان الحامض هم وغم (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت في يدي رمانة فقال هي امرأة تتزوجها فإن اكلتها فجيد والرمانة أيضا ربما كانت ولدا وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة وعلى ضيعة فاخرة للدهقان ومال مجموع للتاجر وقيل من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر أصاب ألف دينار وان كان حبها أبيض أصاب الف درهم وان كانت حلوة كان ذلك سرور وان كانت حامضة كان في هم وحزن ومن باع رمانة فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة فإن رأى كأنه أكل قشور الرمان عوفي من المرض وعصر الرمان وشرب ماشة نفقة الرجل على نفسه وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم واما الرمان المبهم الذي لا يدري أحلو هو أم حامض فهو بمنزلة الحلو إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك وأما الازدارخت فرجل حسن المعاشرة حسن الاسم لحسن نوره
    (الورد) ولد أو مال شريف وقيل ان الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب وقيل ان الورد امراة مفارقة أو ولد يموت أو تجارة لا تدوم أو فرح يزول لقلة بقاء الورد
    @-ومن رأى كان شابا دفع اليه وردا فإن عدوا له يدفع اليه عهدا لا يدوم عليه
    @-ومن رأى كأن على رأسه اكليلا من الورق فإنه يتزوج امراة تقع الفرقة بينهما عن قريب وان رأت ذلك امرأة فهو لها زوج بهذه الصفة والورد المبسوط زهرة الدنيا من غير ان يكون لها قوة أو بقاء وقطع شجرة الورد غم وقطف الورد سرور والتقاط الورد الابيض من بستانه تقبيل امراة له عفيفة فإن كان الورد أحمر فإن امرأته صاحبة لهو وطرب وان كان الورد اصفر فهي امرأة مسقام والتقاط ازرار الورد التي لم تفتح دليل على اسقاط المراة ولدا وقيل ان الورد طيب الذكر ومن التقط وردة كبيرة الاوراق معروفة فإنه قيل منه متواتر لامرأة حسناء مليحة يراودها كل انسان ترمى بالمقالة القبيحة وهي بريئة منها وقد قال جماعة من المعبرين ان الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن والورد بكاء وهم وحزن إلا ما يرى منها موضعها الذي تعرف فيه من غير أن يمسه أو يقلعه فإن الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره فأما ما دام حيا في منبته تجد رائحته فإنه يكون ولدا وما يشبه ذلك وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن واكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعي واما الياسمين فقد حكي ان رجلا أتى الحسن البصري رحمه الله فقال رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة فاسترجع الحسن وقال ذهب علماء البصرة وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس وأما القصب فمن رأى بيده قصبة متوكئا عليها فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر وكل شئ مجوف لا بقاء له والقصبة قصب الناس وتميمة والقصب إناس معتقل لا دين له ولا وفاء وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء وأما قصب السكر فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده إلا أن كلامه يستحيل فيه
    @-ومن رأى أنه يعصره فإنه يملك من ملكه خصبا ما لم تمسه النار ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره
    (الصفصاف) رجل رفيع صبور مخلف


    @-ومن رأى كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار
    (الطرفاء) رجل منافق يضر بالأغنياء وينفع الفقراء
    (الصنوبر) رجل بعيد رفيع الصوت مقل سئ الخلق وشحيح تأوي اليه الظلمة واللصوص كما يأوي إلى الصنوبر الحدا والبوم والغربان والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سئ الخلق ظالم والتتاجر حافظ ظالم لص وأما السرو فيدل على الأولاد وقيل السرو يدل على طول الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة وذلك بسبب طولها وقيل أيضا شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت قال بعضهم السرو يدل على ولد كريم لأن معنى الكريم في اللغة السرو ويقال للكريم سري وأنشد:
    إن السري هو السري بنفسه * وابن السري إذا سري أسراهما
    وأما الشوك فرجل بدوي جاهل صعب وقيل هو فتنة أو دين
    @-ومن رأى كأنه يجري على الشوك فإنه يماطل في قضاء الديون ومن ناله من الشوك ضرر نال من الدين ما يكرهه بقدر ما ناله من الشوك وكل شجرة لها شوك فهو رجل صعب بقدر شوكها والخشب نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق والحطب رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة والعصا رجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها وهو رجل قوي منيع والشجرة الكثيرة الشعب تدل على كثرة اخوان من تنسب اليه وولده وأقربائه وأما شجرة الحنظل فرجل جزوع جبان لا دين له مثر وقد سماها الله تعالى خبيثة وقد وصفها بأن لا ثبات لها فقال (كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) وثمره هم وحزن
    (الآبنوس) امراة هندية موسرة أو رجل صلب موسر واما الآجام فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل لأن اصل الدغل الشجر الملتف والصياد يختفي فيها فيرعى الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك فإن رأى أن الاجمة لغيره ملكا فإنه يقاتل أقواما هذه صفتهم فيظفر بهم (شجرة الساج) ملك أو عالم أو شاعرا ومنجم واما الشجرة المجهولة الجوهر فمن رآها في داره فإنها تدل اما على مشاجرة بين أقوام واما على نار في تلك الدار واما الربيع فيدل على الدراهم وقيل أنه يدل على ولد لا يطول عمره وامرأة لا يدوم نكاحها أو ولاية لا تبقى أو فرح يزول سريعا والحشيش والمرعى دين فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش رأى امرأته مع رجل فإن نبت على باطن راحته فإنه يموت وينبت على قوة الحشيش وكذلك الحلفاء.
    *1* الباب الرابع والاربعون في الحبوب والزروع والرياحين والنبات والبقول والروضة والبطيخ والخيار والقثاء وأشباهها وما شاكلها
    @بذر البذر في الأرض يدل في التأويل على الولد
    @-ومن رأى كأنه بذر بذرا فعلق فإنه ينال شرفا فإن لم يعلق أصابه هم
    (الحنطة) مال حلال في عناء ومشقة وشراء الحنطة يدل على اصابة مال مع زيادة في العيال وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في زراعتها يدل على الجهاد فإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيرا فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه وان زرع شعيرا فنبت حنطة فالأمر بضد الأول وان زرع حنطة فنبت دماء فإنه يأكل الربا والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى في قصة يوسف والسنابل المجموعة في يد انسان أو في بيدر أو في وعاء مال يصيبه مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه (وحكي) أن أعشى همدان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه فقال غنه استبدل الشعر بالقرآن ومن التقط مفرق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالا متفرقا من صاحبه فإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب فإن كانت السنابل صفرا فهو يدل على موت الشيخ وان كانت خضرا فهو موت الشباب أو قتلهم والحنطة في الفراش حبل المراة وقيل من رأى أنه زرع فهو حبل امرأته فإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها فإنه يتزوج امرأته ومن بذر بذرا في وقته فإنه عمل خيرا فإن كان واليا أصاب سلطانا وان كان تاجرا نال ربحا وان كان سوقيا أصاب بلغة وان كان زاهدا نال ورعا فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولا فإن حصده فقد أخذ أجرة
    @-ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة نال مكروها فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون مابقي من عمره ومن مشى بين زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين وقيل ان الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفا يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله يقال في المثل من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يحصد شرا يحصد ندامة قال الشاعر:
    إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا * ندمت على التفريط في زمن البذر
    وإن خالف الزرع هذه الصفة فإنهم رجال يجتمعون في حرب فإن حصدوا قتلوا قال الله عز وجل (ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه) وإن رأى أنه أكل حنطة خضراء رطبة فإنه صالح ويكون ناسكا في الدين
    @-ومن رأى ان له زرعا معروفا فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه ويستدل بأن ذلك كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه فإن كان في دينه فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته وان كان في دنياه كان مالا مجموعا يصير اليه ومجازاة عن عمل فإن كان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعا حتى يخرج الحب من السنبل وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة وان كان شعيرا فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مؤنة فإن كان دقيقا فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار
    (الشعير) مال مع صحة جسم لمن ملكه أو اكله وهو خير من الحنطة وقال بعضهم انه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام وحصده في أوانه مال يصير اليه ويجب لله تعالى فيه حق لقوله تعالى (وآتوا حقه يوم حصاده) وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى والشعير الرطب خصب وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم ومن مشى في زرع الشعير أو شئ من الزرع رزق الجهاد ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق
    (الأرز) مال فيه تعب وشغب وهم والذرة والجاورس مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر وأما الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخا ومقلوا على كل حال فهم وحزن لمن أكلها أو أصابها رطبا ويابسا والكثير منها مال وقيل ان الباقلا الخضراء هم واليابسة مال مع سرور وقيل ان العدس مال دنئ (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني احمل حمصا حارا فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان والسمسم مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه
    (التبن) مال كثير وخصب لمن أصابه مال لمن اصابه ويكون اثره ظاهرا عليه كثيرا واما البطيخ فهو مرض وقيل هو رجل ممراض وقيل ان اصابته اصابة هم من حيث لا يحتسب وقيل ان الأخضر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم
    @-ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخا فإنه يطلب ملكا ويناله سريعا (وحكي) أن رجلا رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر فقال يموت بكل بطيخة واحدة من أهلك فكان كذلك والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس واما القثاء فقد قيل أنه يدل على حبل امرة صاحب الرؤيا وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس وأما القرع وهو اليقطين فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك وقيل إنها رجل فقير واليقطين للمريض شفاء
    @-ومن رأى كأنه اكله مطبوخا فإنه يجد ضالا أو يحفظ علما بقدر ما اكل منه أو يجمع شيئا متفرقا والذي يستحب من المطبوخات في المنام القرع واللحم والبيض فإن رأى أنه اكل القرع نيئا فإنه يخاصم انسانا ويصيبه فزع من الجن والاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة
    @-ومن رأى كأنه اجتنى من المطبخة قرعا فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء والاصل فيه قصة يونس عليه السلام والقنبيط رجل قروي يعتريه حدة والباذنجان في غير وقته مكروه وفي وقته رزق في تعب والبصل منهم من كرهه لقوله تعالى (وبصلها) ومنهم من قال إنه يدل على ظهور الاشياء الخفية وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة ومنهم من قال أنه مال وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل والثوم ثناء قبيح وقيل أنه مال حرام وأكله مطبوخا يدل على التوبة من معصية (وروي) أن رجلا أتى ابا هريرة فقال رأيت كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال دعوني حتى أدخل فقالوا إنك اكلت ثوما وطردوني فقال أبو هريرة هذا مال خبيث أكلته والجزر هم وحزن لمن أصابه أو اكله
    @-ومن رأى بيده جزرا فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه وقال بعضهم من رأى كأنه يأكل الجزر فإنه ينال خيرا ومنفعة والخشخاش مال هنئ لمن أكله أو أصابه والخردل سم فمن اكله سقي سما أو شيئا مرا أو يقع في همة رديئة وقيل بل ينال مالا شريفا في تعب والحرمل مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد والحناء عدة رجل لعمله الذي يعمله واما الحلفاء فقد حكي أن رجلا رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر فقال هو الشركاء في عمل واسع خير وبركة وللمديرين يأس رجائهم وللمرضى موتهم فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك والخضر كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلا هي الإسلام
    @-ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة فإنه يسعى في أعمال البر والنسك والمزرعة تدل على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع الى حين الحصاد واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها وربما دل على السوق وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة ارباح الزرع وحوائجه وريعه وخساراته ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف وربما دل على الدنيا جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وشبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال الله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتا) وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها أو أيامها وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين وقد تدل على اموال الدنيا ومخازيها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حبا كثيرا وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة ويعمل فيه للاجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) فمن حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجة فإن نبت زرعه حملت امرأته وان كان عزبا تزوج وإلا تحرك سوقه وكثرت ارباحه وربما سلفه وفرقه وإلا تألف في القتال جمعه ان كان مقصده فمن رأى زرعا يحصد فإن كان ذلك ببلد في حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل وان كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان الحصاد منه في الجامع الاعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور فإنه سيف الله بالوباء والطاعون وان كان ذلك في سوق من الاسواق كثرت فوائد اهلها ودارت السعادة بينهم بالارباح وان كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحدا مجهولا يحصد لهم فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد واما رؤية الحصاد في فدادين الحرث فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه وان كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع او نفاق في الطعام والتبن مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب
    (المرج) وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر فأنواع الكلا والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفا ومنه سمى الذهب زخرفا والحشيش معايش للدواب والانعام وهو كاموال الدنيا التي ينال منها كل انسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لما ولبنا وزبدا وسمنا وعسلا وصوفا وشعرا ووبرا فهو كالمال الذي به قوام الأيام وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب اليه كبيت المال والسوق وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه السلام قال الدنيا خضرة حلوة فالحلوة الكلأ كل ما حلا على أفواه الابل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما يناله بالهم والنصب والمرارة وما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والارزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ وقد يدل على المال والحلال المحض وإن كانت حامضة الطعم فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب وما كان منه سمائم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع والأهواء وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء وأما غذا رأى الهندبا وأمثالها كالكزبرة ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام وقد قيل أن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف اليها دون الكزبرة والكراويا وأمثالها وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبت والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه مثل النعنع يشتق منه النعاء والنعي مع أنه من البقول وكذلك الجزر وهي الاسفنار به أسف ونارة وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل مثل الكمأة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا ومن لا يعرف نسبه وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله فإن كان فقيرا استغنى وان كان غنيا ازداد غنى وان كان زاهدا في الدنيا راغبا عنها عاد اليها وافتتن بها وان انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر ومن صناعة إلى غيرها
    (الروضة) وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لايوصف نباتها لا بخضرتها فدالة على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تدل من الإسلام على كل مكان فضل وموضع يسأل الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخير وقبول أهل الصلاح لقوله عليه السلام ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وقوله عليه السلام القبر اما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كتاب في العلم والحكمة من قولهم الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو إلى سقوط في بحر نظرت في حاله فإن كان ميتا أبدل بالجنة نارا وبالنعيم عذابا وان رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة أو خرج من شرائطه وصفاته اهله بكبيرة ومعصية وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها فإن كان ذلك في أيام الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج وان كان بمكة مؤملا لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره وكان ما أكله أو جمعه ثوابا وأجرا يحصل له فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره وان كان مذنبا تاب من حاله وانتقل من تخليطه وان كان طالبا للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد منليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها وأما السلق فقد قيل أنه يدل على خير وكذلك الملوخيا والقطف
    (السلجم) امرأة قروية جلدة صاحبة فضول وقيل هو هم وحزن فإن كان نابتا فهم أولاد يتجددون
    (الشبت) أمر يرى في المستقبل
    (العنصل) رجل فاسق يثني عليه بالقبيح والعروق مال معه مرض
    (العفص) مال نام يبقى الأموال
    (العصفر) فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله
    (القوة) مال مع مرض
    (الفلفل) مال يحفظ به الأموال
    (الفجل) رزق حلال وقيل أنه يدل على الحج وهذا قول بعيد وقيل من أصاب فجلا أو أكله فإنه يعمل عملا في خير يعقبه ندامة
    (اللفت) وسائر ما يأكله الدواب رزق كبير
    (القطن) مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب (لكمأة) رجل دنئ أو امرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثا فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن. ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب وكذلك الكمأة تنبت بلا بذر ولا حرث ولا سقي ماء وقيل انها إذا كانت مالا يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري مجرى الكمأة أو دونها
    (الكراويا والكمون) مال تطيب به الأموال
    (الكراث) رزق من رجل أصم وقيل من أكله أكل مالا حراما شنيعا في قبح ثناء وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم وقيل هو رزق ومن أكل كراثا فإنه يقول قولا يندم عليه وأكل الكراث مطبوخا يدل على التوبة
    (الطرخون) رجل ردئ الأصل لأن أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع
    (السذاب) قيل أن كل طاقة منه مائة دينار أو مائة درهم على قدر صاحب الرؤيا وأما البقول على الجملة فقد اختلفوا فيها فمنهم من قال انها صالحة محمودة ومنهم من قال نها جميعها مكروه لقوله عز وجل (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) ولأنه لا دسم فيها ولا حلاوة ومنهم من قال انها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن
    (البنفسج) جارية ورعة والتقاطها تقبيلها
    (الاقحوان) التقاطه من سفح جبل اصابة جارية حسناء من ملك ضخم وقال بعضهم ان الاقحوان أصهار الرجل من قبل المرأة فمن رأى كأنه التقطه فإنه يتخذ بعض أقرباء امرأته صديقا وأما الآس فقيل هو رجل واف بالعهود ويدل على اليأس لاسمه فمن رأى على رأسه اكليل رأس رجل أو امرأة فهو زوج يدوم ابقاؤه أو امرأة باقية وكذلك ان شمه ومن رآه في داره فهو خير باق ومال دائم فإن رأى أنه أخذ من شاب آسا فإنه يأخذ من عدو له عهدا باقيا فإن رأى أنه يغرس آسا فإنه يعمل الأمور بالتدبير والآس ودباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق
    (الشمار) يدل على ثناء حسن
    (السوسن) قيل هو ثناء حسن وقال بعضهم انه يدل لى السوء لاشتقاق السوء من اسمه والواحدة منه سوسنة وقال أكثر المعبرين ان الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة فإنها تدل على هم وحزن وإذا رؤيت ثابتة في موضعها فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد وبلغنا عن علي ابن عبيد أنه قال كنت عند سفيان الثوري فقال له رجل رأيت البارحة كأن ريحانة رفعت الى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء فقال له سفيان ان صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي فوجدوه قد مات في تلك الليلة وانما يدل الريحان على الولد إذا كان نابتا في البستان ويدل على المرأة إن كان مجموعا في حزمة ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعا ومطروحا في غير موضعه أو لم يكن له ريح وقيل أن الريحان نعمة لقوله تعالى (فروح وريحان وجنة نعيم) وهو بالفارسية شاة سيرم والشاة تدل على الملك والحماحم حمى الاسنة (والمرزنجوش) يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على ابن كيس صحيح الجسم ويدل أيضا على التزويج بامرأة تدوم عشرتها وان رأى امرأة كأنها شمت مرزنجوشا فإنها تلد ابنا مؤمنا
    (اللينوفر) مال حلال يجمع من وجهه وينقع من وجهه (وأما النرجس) فمن رأى على رأسه اكليلا من نرجس تزوج امرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك وان كان لها زوج فإنه يطلقها أو يموت عنها
    @-ومن رأى النرجس نابتا في بستان فإنه ولد باق وان رآه مقطوعا فاسدا انه لا يبقى وحكي أن امرأة رأت كأن زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر فقال يطلقك ويتمسك بضرتك لأن عهد الآس أبقى من عهد النرجس ورأى رجل له أربع نسوة كأن أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنه رمي ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر فقال انك ذو نسوة اربع وانك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك وقيل ان صفرة النرجس تدل على الدنانير وبياضه على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا وأنشد:
    لما أطلنا عنه تغميضا * أهدي لنا النرجس تعريضا
    فدلنا ذاك على أنه * قد اقتضى الصفراء والبيضا
    وقال الشاعر:
    ليس للنرجس عهد * انما العهد للآس
    وقال بعضهم: النرجس سرور
    (النمام) سرور يدوم من امرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة
    (اللفاح) مرض ودنانير فمن التقط لفاحا مرضت امرأته وأصاب منها دنانير كثيرة
    (اللبلاب) رجل طيب
    (المنثور) رجل يموت له طفل أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو امرأة تفارق
    (البقلة) رجال ذو إحسان فمن رأى أنه جمع من بستانه باقة بقل فإنه يجتمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة فإن كانت بطاقة بقل فإنها نذير له ليحذر من الشر فإن عرف جوهرها فإنها حينئذ ترجع إلى الطبائع واليابس من البقل مال يصلح به الأموال وأكثر المعبرين يجعلون البقول هما وحزنا وتكون البقلة الثابتة رجلا أن كان موضعها مستشنعا مجهولا فيه ذلك وكذلك جميع النبات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنعا فيه نبات ذلك فإنه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة وقد بلغنا أن رجلا أتى إلى سعيد بن المسيب فقال رأيت كأن بقلا أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون اليه متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل فقال له سعيد بن المسيب إن صدقت رؤياك فإن الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب فعرض أن عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها
    (الكزبرة) رجل نافع في الدنيا والدين واليابسة منها مال تصلح به الأموال
    (الصمغ) فضل مال
    (البلسان) مال مبارك
    (الجاوشير) مال ينال صاحبه عليه ثناء حسنا
    (القطران) مال من خيانة وتلطخ الثياب به خلل في المعاش وصبه على انسان رميه ببهتان
    (الكرنب) رجل فظ غليظ بدوي فمن رأى بيده طاقة كرنب فإنه في طلب شئ لا يدركه دون أن يكون فظا غليظا وأما البزور فكل بزر يلقي في الأرض فهو ولد يجب أن ينسب إلى ذلك النوع والبزور والحبوب التي هي من الأدوية فإنه كتب مستنبطة فيها الزهد والورع
    (البندق) رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس ويقال إنه مال في كد فمن أكله نال مالا بكد وقال بعضهم البندق وكل ما كان له قشر يابس يدل على صخب وعلى حزن
    (الخيار والقثاء) هم وحزن فمن أكله فإنه يسعى في أمر يثقل عليه خصوصا الأصفر منه فإنه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض فإن رأى أنه يأكله وكانت امرأته حاملا ولدت جارية وقال بعضهم الخيارإذا كان بالحديد فإنه جيد للمرضى وذلك لأن الرطوبة تتميز عنه وقال القثاء تدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا
    (الخشب اليابس) نفاق قال الله تعالى {كأنهم خشب مسندة} والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم رأى رجل كأن في يده اليمنى غصنا وفي يده اليسرى خشبة وهو يقومهما فيقوم الغصن ولا تقوم الخشبة فقص رؤياه على معبر فقال لك ابنان أحدهما من أمة والآخر من حرة تؤدبهما فتؤدب ابن الأمة فيقبل أدبك وتعظ ابن الحرة فلا يتعظ بوعظك فكان كذلك ورأى رجل كأنه لابس ثوبا من خشب وكان يسير في البحر فعرض له ان سيره كان بطيئا وانما دل البحر والخشب على السفينة.






    تعليق


    • #3
      مشكور اخي الباشق وبارك الله فيك
      ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

        ومن ظن ان الرزق يأتي بقوه
        ماأكل العصفور شيئا مع النسر

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو الهدى مشاهدة المشاركة
          مشكور اخي الباشق وبارك الله فيك

          حياك الله وشاكر لك مرورك






          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة قناص مشاهدة المشاركة
            جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

            واياك اخي القناص الله يعطيك العافيه






            تعليق


            • #7
              لدي ملاحظة..
              اعتقد ان الاحلام لا تفسر بهده الطريقة...
              يعني مثلا ادا رأيت شجرة كدا فإن تفسيرها يكون كدا...
              لانه يمكن ان يكون لدينا شخصين حلما بنفس الشجرة
              وعلى نفس الشاكلة...لكن تفسير الحلمين يختلف
              .............لان سياق الشجرة في الحلمين يختلف..
              ...............وشكرا

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة احجار مشاهدة المشاركة
                لدي ملاحظة..
                اعتقد ان الاحلام لا تفسر بهده الطريقة...
                يعني مثلا ادا رأيت شجرة كدا فإن تفسيرها يكون كدا...
                لانه يمكن ان يكون لدينا شخصين حلما بنفس الشجرة
                وعلى نفس الشاكلة...لكن تفسير الحلمين يختلف
                .............لان سياق الشجرة في الحلمين يختلف..
                ...............وشكرا
                هذا النقل من كتاب تعطير الأنام في تفسير الأحلام
                للشيخ عبد الغني النابلسي


                الذي يعد مرجعا لكل مفسرين الرؤى في وقتنا الحاضر






                تعليق


                • #9
                  تفسير الاحلام ليس علما حتى تكون له مراجع...

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة احجار مشاهدة المشاركة
                    تفسير الاحلام ليس علما حتى تكون له مراجع...

                    علم التفسير هو علم مكتسب و اضف على ذلك انه موهبة و هبة من الله تعالى.....و الدليل على هبته قوله تعالى عن نبيه يوسف عليه السلام ( وكذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الاحاديث..)
                    فلا ينفع الاطلاع على الكتب ما لم يؤتى الانسان ملكة في هذا الفن كما انه لا ينفع ما لم يكن اهل التفسير على علم من كلام العرب و كلام الله تعالى و و كلام نبيه صلى الله عليه و سلم....







                    تعليق


                    • #11
                      اكيد اخي....وهدا ردا على كلامك...

                      تعليق


                      • #12
                        هو موهبة تعطى من الله...وليس علما يكتسب من خلال التدريس
                        والمراجع....
                        والمراجع هنا اعني بها الكتب التي الفها الانسان
                        ..لان المفسر يعتمد على الكتاب والسنة فقط

                        تعليق


                        • #13
                          هل هذا العلم يمكن تعلمه وتعليمه؟
                          --------------------------------------------------------------------------------
                          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
                          ورد لي كثير من التساؤلات حول هذا العلم وإمكانية تعلمه وتعليمه، وإليكم هذين المقالين اللذين كتبتهما وفيهما إجابة على أهم تساؤلاتكم ، وأترككم مع المقالة الأولى :
                          سؤال / من أبرز الصحابة الذين كانوا يعلمون هذا العلم لغيرهم ؟
                          من الأمثلة التي يمكن قولها هنا :
                          ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا ، وهي صحابية تزوجها جعفر بن أبي طالب ، ثم أبو بكر ، ثم علي ، رضي الله عنهم ، وولدت لهم ، وهي ممن روى لها البخاري ، وغيره.
                          وورد أن سعيد بن المسيب ، وكان من أبرز من برع في هذا الفن اخذ هذا العلم من أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين ، وبالمناسبة فسعيد بن المسيب كان يضاهي ابن سيرين إن لم يتفوق عليه ، وقد قال عنه محمد بن عمر كما في الطبقات للذهبي[7/124] : وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر .
                          كذلك أخذت عائشة هذا العلم عن أبيها أبي بكر رضي الله عنهم ، وقد ورد أن أبا بكر كان أعبر هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت أنه كان يسأل الرسول عن تعبيره للرؤى ، ومن الأمثلة حين ذكر الرسول الكريم ، أن عمر بن الخطاب عرض عليه ، وله قميص يجره ،فقال له أبو بكر : فما أولته ؟ فقال الرسول الدين . وممن نص على أن القائل هو أبو بكر ابن حجر في الفتح .
                          وإليكم المقالة الثانية ، وهي تتكلم بصراحة عن إمكانية تعليم هذا الفن ، وأرجو قراءتهما بتأن ، ليكون الحكم إن شاء الله منصفا :
                          سؤال / هل علم تعبير الرؤى والأحلام يمكن تعلمه وتعليمه ؟
                          لا يخفى على أي مهتم بهذا الفن أن هذا العلم شريف جدا ، ولذلك امتن الله على نبيه يوسف بقوله تعالى [وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ...] ، وكان نبينا محمد [صلى الله عليه وسلم ] يعبر الرؤى وكثيرا ما سأل الصحابة كما في حديث سمرة بن جندب : كان النبي [صلى الله عليه وسلم ] إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا .
                          والحقيقة أن لي وجهة نظر في هذه المسألة ؛ أقصد إمكانية تعلم ، وتعليم هذا العلم ، وهي أنه يمكن تعلمه ، وتعليمه .
                          وقد يكون في هذا الرأي غرابة لدى البعض ؛ وذلك لكون هذا العلم أشبه بالإلهام والفراسة ، وكأن فيه تشبها بالرسل ، فوجد الحرج من هذه الجهة ولكن آمل أن نطرح هذه المسألة للنقاش ليكون طرحنا موضوعيا .
                          وإليكم أهم ما يجعلني أميل لهذا الرأي ، وقد تكلمت عليه بالتفصيل في كتابي :تعبير الرؤيا مصطلحات معاصرة أسئلة وأجوبة،ص:96، وما بعدها، الناشر : دار التدمرية .
                          قال النووي تعليقا على حديث سمرة السابق :
                          فيه استحباب السؤال عن الرؤيا ، والمبادرة إلى تأويلها ، وتعجيلها أول النهار ، وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ، ونحوهما .15/30
                          وقال ابن حجر تعليقا على الحديث السابق كما في الفتح 12/437:
                          الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها ، وترك إغفال السؤال عنه ، وفضيلتها لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب ، وأسرار الكائنات .
                          وقال ابن عبد البر كما في التمهيد 1/313 تعليقا على الحديث السابق : وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ، لأنه [ صلى الله عليه وسلم ] إنما كان يسأل عنها لتقص عليه ، ويعبرها ، ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
                          وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع مؤلفاته 5/130 :
                          علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده.
                          وقال في موضع آخر 5/143 :
                          عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل : لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها ، لأنها من أقسام الوحي .
                          وقد نبه الشاطبي رحمه الله في الموافقات 2/415 :
                          أنه ما من مزية ومنقبة أعطيها النبي [صلى الله عليه وسلم] سوى ما استثني ، إلا وقد أعطيت أمته نموذجا ، وهذا يعلم بالاستقراء ، ومن ذلك أنه أعطي الوحي له ، ولأمته أعطيت الرؤيا الصالحة .
                          وقال الإمام مالك ، وقد سئل : أيفسر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ، ثم قال : لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها . فإن رأى خيرا أخبره ، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت .
                          وقال الإمام ابن السعدي في تفسيره 2/442 : ومنها أي الفوائد على الآية السابقة :أن فيها أصلا لتعبير الرؤيا فإن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده .
                          وقال أيضا 2/449 : ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية ، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه ، وتعليمه .
                          ومما يدل على وجود التعلم والتعليم عند الصحابةـ أشرف الخلق ـ ما ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر 12/399 .
                          وذكر ابن سعد في الطبقات 7/124 : أن سعيد بن المسيب كان من أعبر الناس للرؤيا ، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر ، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر، وأبو بكر أخذ هذا العلم من الرسول الكريم ، الذي كان يدعه أحيانا يعبر بعض الرؤى ، ويصوبه أحيانا ، وقد يخطئه شانه شأن أي معلم وتلميذه ، وقد كان هذا التلميذ بارعا في الكثير من المواقف التي امتحن فيها ، ولذلك نجده بعد إحدى المرات ، وكان يعبر رؤيا رآها الرسول يقول الرسول له إعجابا بتعبيره : كذلك قال الملك . ، ولكن حصل له أيضا أن أخطأ في اجتهاده ، وكان الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] لا يجامله ، بل يخطئه ولذا قال له مرة بعد أن عبر عنده : أخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت ؟ فقال النبي : أصبت بعضا وأخطأت بعضا .
                          كذلك حصل لعائشة رضي الله عنها مواقف تعليمية مع أبيها ، فكانت تعرض عليه الرؤى ، وحصل لها مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعض المواقف ، ولذا فقد عنفها مرة حين عبرت رؤيا لامرأة بأن زوجها يموت وتلد غلاما فاجرا بقوله :
                          [ مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فاعبروها له على الخير .... ] والشاهد من الحديث طلب الرسول من عائشة أن تسلك منهجا محددا في التعبير ، وهو صرفها على الخير .
                          وقد ذكر الإمام ابن خلدون في مقدمته ص:389 أن هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها ، وتعبيره موجود في السلف والخلف ، ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف .



                          الدكتور فهد بن سعود العصيمي
                          الحائز على دكتوراه في علم نفس تفسير الأحلام والمشرف العام على الموقع



                          منقول من موقع الدكتور فهد بن سعود العصيمي






                          تعليق

                          يعمل...
                          X