بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم جذر تأريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح (وهذا أصل تسميتها إيلياء) ، وقيل إن مليك صادق - أحد ملوك اليبوسيين الذين يعتبرون أشهر قبائل الكنعانيين ـ أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة 3000 ق. م (وهذا أصل تسميتها يبوس) . وعرف مليك صادق بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه (ملك السلام ) ، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو ( اور شالم ) بمعنى دع شالم يؤسس ، أو مدينة سالم وبالتالي فإن أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين . وقد غلب على المدينة اسم ( القدس ) الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ ( بيت المقدس ) الذي هو بيت الله. وتعود أول إشارة وردت عن هذه المدينة إلى الحفريات التي جرت في «تل مرديك» بشمال سوريا ، والتي أسفرت عن اكتشاف آثار لمملكة قديمة تسمى مملكة إيبلا (أو عبلة).وقد وجد بين آثار هذه المدينة ألواح كتب عليها اسم مدينة سالم (أورشليم) ، وهو أول اسم عرف للمدينة. وكان ذلك حوالى سنة 2500 قبل الميلاد. وقد ذكرت القدس باسم «روشايموم» في الكتابات المعروفة باسم «نصوص اللعنة». وورد هذا الاسم في ثلاث مناسبات : مناسبتان في نصوص متحف برلين حيث كان اسم أمير المدينة (بافير هامو) ثم (سازانو) . وورد في المناسبة الثالثة في نصوص متحف بروكسل حيث فقد فيها اسم أمير المدينة . وتجدر الإشارة إلى أن نصوص لعنات مصر قدمت صورة واضحة عن عمران فلسطين منذ القرنين التاسع عشر والثامن عشر ق.م.
قاسم الشواف: فلسطين التاريخ القديم الحقيقي منذ ما قبل التاريخ حتى الخلافة الإسلامية، ص116-117.
ومن أقدم النقوش أيضًا التي ورد فيها ذكر القدس موجودة في مجموعة اللوحات المسمارية المكتوبة باللغة الأكادية والكنعانية . وهذه النقوش عرفت باسم لوحات ، أو رسائل «تل العمارنة» The Amarna letters وقد عرفت بهذا الاسم بسبب اكتشاف فلاحة مصرية لها بالصدفة عام 1887 في موقع تل العمارنة . وقد ترجمها ألبرايت وميندهول. وهذه الوثائق (الخطابات) عددها 377 ، منها 300 كتبها كنعانيون. وهي ترجع إلى عهد فرعون مصر أمنحوتب الثالث Amenhotep111 (1411-1375ق.م) ، وابنه اخناتون Akh-en-Aton (1375-1350ق.م) .
وقد ورد اسم القدس صريحًا باسمها الكنعاني أورشليم في هذه النقوش ، وذلك عندما استنجد حاكمها عبدو حيبا Abdu–Heba ، وكان معينًا من قبل فرعون مصر (أمينحوتب الثالث) لصد غارات (العابيرو) ، الذين يعرفهم د. سيد فرج راشد بأنهم من بدو الجزيرة العربية الذين هاجروا إلى فلسطين ولا يمتون بصلة للعبرانيين.
والرسالة التي تطرقت إلى القدس وذكرتها باسمها الكنعاني الصريح ، هي الرسالة التي تحمل الرقم (287) .
ومما جاء في الرسالة:»سيدي الملك أقول أنا خادمه (عبدو حيبا) مكررًا ما سبق وأن قلته مرارًا وتكرارًا ، ليعلم مولاي هذا الأمر أن ميلكيلي وتاجو (؟) سيبوا (قواتهم) لتدخل (مدينة روبوتو(؟) (انتبه ) العمل الذي فعله ميلكيلو(؟) ... لاحظ أرض جازر ، وأرض عسقلان ولاشيش فقد أعطوهم القمح ، والزيت وكل احتياجاتهم ، ولينتبه الملك (لهذا) للرماة ! وليرسل رماة السهام ضد الرجال الذين يتآمرون ضد الملك ، ولذا فيجب أن يأخذ مولاي حذره ، وينتبه لهذه الأرض التي هي على وشك الضياع .. وياليت الملك سيدي يرسل الرماة (أي رماة الأسهم) لوضع حد لأولئك الذين يتآمرون عليه . وإذا لم يرسل سيدي الرماة، فإن هذه الأرض سوف تضيع منه .. انظر ياسيدي إلى أورشليم .. إن أيًا من والدي لم يعطني إياها .. ولكنها يد الملك المعطاء هي التي منحتني هذه المدينة..».
James B. Pritchard : The Ancient Near East , Volume 1, P. 270-271 وتجدر الإشارة إلى أن اسم (أورشليم) ليس عبريا ولا مشتقا من اسم عبري. فأصل التسمية كنعانية (أور سالم) والتي تعني الموقع المقدس (معبد الإله سالم) أي أن سالم إله كنعاني يبوسي قديم.
وأورشليم الكلمة الكنعانية التي وردت في رسائل تل العمارنة والتي تعني مدينة السلام ، هي نفسها (يبوس) التي ورد اسمها في الكتابات المصرية الهيروغليفية باسم «يابثي» و»يبتي» ، وهو تحريف للاسم الكنعاني . وقد جاء في سفر القضاة (1:19) :»فلم يرد الرجل أن يبيت ، بل قام وذهب وجاء إلى مقابل يبوس . هي أورشليم «. وأطلق هذا الاسم (أورسالم / أورشليم) على المدينة المقدسة قبل ظهور بني إسرائيل بعدة قرون وحرفه اليهود إلى «يرو شالايم» Yerushalayim ومنها اشتق الاسم «جيروزاليم» Jerusalem ، ونسبوا هذه التسمية إليهم.
وسميت القدس زمن تعرضها للحكم الفارسي باسم بابوش . ثم أطلق عليها الإغريق اسم هيروسوليما Hierosolyma ، وقد ورد اسمها لدى المؤرخ والرحالة اليوناني الشهير هيرودوت (484 ـ 425 ق.م) هكذا : (قديتس).
ثم جاء أدريانوس في الحقبة الرومانية ليغير اسمها بعد أن دمرها وأعاد بناءها إلى إيليا (إيليا كابيتولينا) . لكن هذا الاسم لم يدم – هو الآخر- كثيرًا ، فلم يستمر لأكثر من 89 سنة (من سنة 135-224م).
وغلب اسم «بيت المقدس» على المدينة منذ الفتح الإسلامي لها سنة 15هـ / 636 م. ويؤكد العديد من الباحثين أن تداول التسمية ببيت المقدس أو بالقدس فيما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة يدل دلالة واضحة أن تلك التسمية كانت معروفة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. وأما تسميتها بإيلياء في العهدة العمرية فلا ينافي ذلك «لأن هذا الاسم كان معروفًا أكثر من غيره في محل العهدة».
وأطلق المؤرخ الفلسطيني عارف العارف اسم (المسجد الأقصى) على القدس، «من باب تسمية الكل باسم الجزء». وأورد لها أسماء أخرى مثل : أشلم – أشليم – شلم – مصروت – بابوش – كورتيلا – يشليم – صلون – بيا إيل – قصرون – كورشلاه – أزيل.
كما عرفت القدس عبر التاريخ بأسماء أخرى كثيرة مثل: ايفن، مدينة الأنهار، مدينة الوديان، يهوستك ، نورمستك، نور السلام، نور الغسق، يارة ، كيلة، أريانة، جبستي، أوفل، ميلو، أكرى ، أنتوخيا.
أقدم جذر تأريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح (وهذا أصل تسميتها إيلياء) ، وقيل إن مليك صادق - أحد ملوك اليبوسيين الذين يعتبرون أشهر قبائل الكنعانيين ـ أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة 3000 ق. م (وهذا أصل تسميتها يبوس) . وعرف مليك صادق بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه (ملك السلام ) ، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو ( اور شالم ) بمعنى دع شالم يؤسس ، أو مدينة سالم وبالتالي فإن أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين . وقد غلب على المدينة اسم ( القدس ) الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ ( بيت المقدس ) الذي هو بيت الله. وتعود أول إشارة وردت عن هذه المدينة إلى الحفريات التي جرت في «تل مرديك» بشمال سوريا ، والتي أسفرت عن اكتشاف آثار لمملكة قديمة تسمى مملكة إيبلا (أو عبلة).وقد وجد بين آثار هذه المدينة ألواح كتب عليها اسم مدينة سالم (أورشليم) ، وهو أول اسم عرف للمدينة. وكان ذلك حوالى سنة 2500 قبل الميلاد. وقد ذكرت القدس باسم «روشايموم» في الكتابات المعروفة باسم «نصوص اللعنة». وورد هذا الاسم في ثلاث مناسبات : مناسبتان في نصوص متحف برلين حيث كان اسم أمير المدينة (بافير هامو) ثم (سازانو) . وورد في المناسبة الثالثة في نصوص متحف بروكسل حيث فقد فيها اسم أمير المدينة . وتجدر الإشارة إلى أن نصوص لعنات مصر قدمت صورة واضحة عن عمران فلسطين منذ القرنين التاسع عشر والثامن عشر ق.م.
قاسم الشواف: فلسطين التاريخ القديم الحقيقي منذ ما قبل التاريخ حتى الخلافة الإسلامية، ص116-117.
ومن أقدم النقوش أيضًا التي ورد فيها ذكر القدس موجودة في مجموعة اللوحات المسمارية المكتوبة باللغة الأكادية والكنعانية . وهذه النقوش عرفت باسم لوحات ، أو رسائل «تل العمارنة» The Amarna letters وقد عرفت بهذا الاسم بسبب اكتشاف فلاحة مصرية لها بالصدفة عام 1887 في موقع تل العمارنة . وقد ترجمها ألبرايت وميندهول. وهذه الوثائق (الخطابات) عددها 377 ، منها 300 كتبها كنعانيون. وهي ترجع إلى عهد فرعون مصر أمنحوتب الثالث Amenhotep111 (1411-1375ق.م) ، وابنه اخناتون Akh-en-Aton (1375-1350ق.م) .
وقد ورد اسم القدس صريحًا باسمها الكنعاني أورشليم في هذه النقوش ، وذلك عندما استنجد حاكمها عبدو حيبا Abdu–Heba ، وكان معينًا من قبل فرعون مصر (أمينحوتب الثالث) لصد غارات (العابيرو) ، الذين يعرفهم د. سيد فرج راشد بأنهم من بدو الجزيرة العربية الذين هاجروا إلى فلسطين ولا يمتون بصلة للعبرانيين.
والرسالة التي تطرقت إلى القدس وذكرتها باسمها الكنعاني الصريح ، هي الرسالة التي تحمل الرقم (287) .
ومما جاء في الرسالة:»سيدي الملك أقول أنا خادمه (عبدو حيبا) مكررًا ما سبق وأن قلته مرارًا وتكرارًا ، ليعلم مولاي هذا الأمر أن ميلكيلي وتاجو (؟) سيبوا (قواتهم) لتدخل (مدينة روبوتو(؟) (انتبه ) العمل الذي فعله ميلكيلو(؟) ... لاحظ أرض جازر ، وأرض عسقلان ولاشيش فقد أعطوهم القمح ، والزيت وكل احتياجاتهم ، ولينتبه الملك (لهذا) للرماة ! وليرسل رماة السهام ضد الرجال الذين يتآمرون ضد الملك ، ولذا فيجب أن يأخذ مولاي حذره ، وينتبه لهذه الأرض التي هي على وشك الضياع .. وياليت الملك سيدي يرسل الرماة (أي رماة الأسهم) لوضع حد لأولئك الذين يتآمرون عليه . وإذا لم يرسل سيدي الرماة، فإن هذه الأرض سوف تضيع منه .. انظر ياسيدي إلى أورشليم .. إن أيًا من والدي لم يعطني إياها .. ولكنها يد الملك المعطاء هي التي منحتني هذه المدينة..».
James B. Pritchard : The Ancient Near East , Volume 1, P. 270-271 وتجدر الإشارة إلى أن اسم (أورشليم) ليس عبريا ولا مشتقا من اسم عبري. فأصل التسمية كنعانية (أور سالم) والتي تعني الموقع المقدس (معبد الإله سالم) أي أن سالم إله كنعاني يبوسي قديم.
وأورشليم الكلمة الكنعانية التي وردت في رسائل تل العمارنة والتي تعني مدينة السلام ، هي نفسها (يبوس) التي ورد اسمها في الكتابات المصرية الهيروغليفية باسم «يابثي» و»يبتي» ، وهو تحريف للاسم الكنعاني . وقد جاء في سفر القضاة (1:19) :»فلم يرد الرجل أن يبيت ، بل قام وذهب وجاء إلى مقابل يبوس . هي أورشليم «. وأطلق هذا الاسم (أورسالم / أورشليم) على المدينة المقدسة قبل ظهور بني إسرائيل بعدة قرون وحرفه اليهود إلى «يرو شالايم» Yerushalayim ومنها اشتق الاسم «جيروزاليم» Jerusalem ، ونسبوا هذه التسمية إليهم.
وسميت القدس زمن تعرضها للحكم الفارسي باسم بابوش . ثم أطلق عليها الإغريق اسم هيروسوليما Hierosolyma ، وقد ورد اسمها لدى المؤرخ والرحالة اليوناني الشهير هيرودوت (484 ـ 425 ق.م) هكذا : (قديتس).
ثم جاء أدريانوس في الحقبة الرومانية ليغير اسمها بعد أن دمرها وأعاد بناءها إلى إيليا (إيليا كابيتولينا) . لكن هذا الاسم لم يدم – هو الآخر- كثيرًا ، فلم يستمر لأكثر من 89 سنة (من سنة 135-224م).
وغلب اسم «بيت المقدس» على المدينة منذ الفتح الإسلامي لها سنة 15هـ / 636 م. ويؤكد العديد من الباحثين أن تداول التسمية ببيت المقدس أو بالقدس فيما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة يدل دلالة واضحة أن تلك التسمية كانت معروفة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. وأما تسميتها بإيلياء في العهدة العمرية فلا ينافي ذلك «لأن هذا الاسم كان معروفًا أكثر من غيره في محل العهدة».
وأطلق المؤرخ الفلسطيني عارف العارف اسم (المسجد الأقصى) على القدس، «من باب تسمية الكل باسم الجزء». وأورد لها أسماء أخرى مثل : أشلم – أشليم – شلم – مصروت – بابوش – كورتيلا – يشليم – صلون – بيا إيل – قصرون – كورشلاه – أزيل.
كما عرفت القدس عبر التاريخ بأسماء أخرى كثيرة مثل: ايفن، مدينة الأنهار، مدينة الوديان، يهوستك ، نورمستك، نور السلام، نور الغسق، يارة ، كيلة، أريانة، جبستي، أوفل، ميلو، أكرى ، أنتوخيا.
تعليق