خريطة مأدبا بالإنجليزية Madaba Map ، هي أقدم خريطة أصلية للأرض المقدسة ، والتي يعود إنشاؤها إلى سنة 560 م. وتوجد هذه الخريطة التي صنعت من الفسيفساء في كنيسة اليونان الأرثوذكس واسمها كنيسة القديس جورج. وقد بنيت هذه الكنيسة في عام 1896 م فوق بقايا إحدى الكنائس البيزنطية ، وكانت الخريطة قد صنعت أساساً لتغطي أرضية هذه الكنيسة. وخريطة الفسيفساء للأرض المقدسة تمتد من المدن الفينيقية في الشمال إلى مصر في الجنوب ، ومن البحر المتوسط غرباً إلى الصحراء شرقاً.
تاريخ الخريطة
يعود تاريخ الخريطة إلى نحو عام 550م ، وترتبط بشكل وثيق بفترة من تاريخ مأدبا التي يوجد فيها جبل نبو المطل على فلسطين. واصبح من المؤكد انه في الفترة التي صنعت فيها الخريطة ، عاشت طائفة مسيحية مهمة في المدينة الأردنية وما حولها ، والتي تشكل جزءا من ارض مؤاب وتعتبر امتدادا للبيداء على جانبي نهر الأردن. ومن اشهر معالم مأدبا الآن جبل نبو ، المطل على فلسطين ، والكنائس التي تتميز بأرضياتها الفسيفسائية التي تمثل ما وصل إليه تطور فنون الفسيفساء بين القرنين الثاني والسادس الميلاديين. وما زالت بيوت مأدبا ، تخفي تحتها الكثير من الأرضيات الفسيفسائية ، بينما تستمر عمليات البحث والحفريات في المدينة ومحيطها وتكشف في كل مرة عن الكثير ، ولكن تبقى الخريطة الفسيفسائية هي الأشهر.
وصف الخريطة
تمتد خريطة مادبا على جزء من أرضية الكنيسة ، ويقدر حجمها بنحو 15.75 في 5.60م عرضا وطولا ، وتشكل مدينة القدس مركزا لها. وتظهر فيها مواقع في فلسطين و الأردن و سوريا و لبنان و مصر ، ويمكن تتبع مواقع صور و صيدا و بعلبك ، إلى الجليل الفلسطيني ، و وادي الأردن ، والشاطئ الشرقي للبحر الميت وغور الأردن ، و نابلس ، و بيت لحم ، ومواقع على البحر الأبيض المتوسط ، واخرى في دلتا النيل مثل دمنهور ، وكذلك سيناء و الإسكندرية وغيرها.
دقة توصيف الخريطة
المثير في الخريطة هو تفصيلاتها ، مثل تضمنها لبلدات تعتبر الان صغيرة ، وكذلك اختلافها عن الخرائط المعاصرة باعتماد صانعيها على الرسوم وتثبيت التخطيطات المعمارية للمواقع ، بما يشبه فن الجرافيك الحديث ، مثلما هو الحال فيما يتعلق بمدينة القدس ، حيث يمكن تتبع شوارعها على الخريطة من مدخلها الشمالي المعروف بباب العمود ، ويعطي ذلك فكرة عن مخطط المدينة في الفترة التي وضعت فيها الخريطة ، ومقارنته بوضع المدينة الحالي. وهو ما يمكن فعله أيضا بالنسبة لمواقع أخرى ، الأمر الذي يشكل مرجعا مهما للباحثين المهتمين. وأثناء عمليات الترميم التي جرت على الكنيسة تم رصد 157 موقعا على الخريطة ، استنادا إلى الدراسات التي وضعت ، منذ عام 1896 ، عندما شاع خبر اكتشافها ، بعد البدء بتشييد كنيسة أرثوذكسية في موقع كنيسة قديمة.
إعادة إكتشاف ودراسة الخريطة
سافر أحد رجال الدين المسيحيين من القدس إلى مأدبا ، ورسم الخريطة وسجل ملاحظات ، وعاد بها إلى القدس ، وطبع كل ذلك في كتيب من 26 صفحة صدر في مارس 1997. ومنذ ذلك التاريخ توالت الدراسات حول الخريطة ، ووضعت عنها المخططات والرسوم والقراءات العديدة ، وقدمت عنها تفسيرات واجتهادات.
وتكمن المشكلة الرئيسية التي تثيرها دائما دراسة الخريطة ، يتعلق بامتدادها ، ويمكن أن يلاحظ أي زائر، بأنها غير كاملة، واجزاء منها تعرضت للتخريب، وارتباط اكتشافها ، بالكنسية القديمة التي وجدت بها، حيث توجد اختلافات في تقدير قياسات هذه الكنيسة وأقسامها. ومن خلال تتبع تاريخ الدراسات عن الخريطة يتضح غياب العلماء العرب عن الموضوع ، وكأن الأمر لا يعنيهم. ويقول الأثرى الفلسطيني د. إبراهيم الفني ، بأنه دعا لدراسة الخريطة بالتعاون مع مؤسسة فلسطينية ، ولكنه لم يجد أي صدى، فعمل على دراسة الخريطة مدة عشر سنوات في محاولة لتحليل رموزها خاصة تلك التي تخص مدنا فلسطينية مثل القدس و نابلس. وتعتبر خريطة مأدبا هي الوحيدة التي ظهرت وبها من المعلومات الجغرافية الطوبوغرافية عن فلسطين القديمة وباقي الاراضي المقدسة الكثير.
وقد قدمت الخريطة شرحا مهماً عن المدن المهمة في فلسطين وغيرها، ومعلومات عن الطبيعة والجبال و الأنهار ، و البحار ، وكذلك عن النقل البحري والصيد والزراعة وغيرها. وكذلك قدمت رسومات ولوحات، تشكل قمة الإبداع، لكن الباحثين استرسلوا في قراءة النمط الجغرافي ولم يربطوا بما فيه الكفاية بين تلك اللوحات والخريطة.
ويمكن تحديد مواقع منشآت مهمة على الخريطة ، مثل كنيسة القيامة بالقدس ، و سجن النبي يحيى في سبسطية ، ومواقع رومانية في قيسارية و بئر يعقوب في نابلس وغيرها. وتوجد الوثائق الكاملة عن الخريطة في مكتبة السوربون ، وفي مكتبة الكونغرس في واشنطن ، ولدى معهد الفرنسيسكان للآثار بالقدس أرشيف مهم عنها. ويمكن الإشارة هنا إلى أن الخريطة كانت دائما عرضة للقراءات الآيديولوجية المتعلقة بفهم الدارس لجغرافية الكتاب المقدس ، وآخرها الدراسة التي وضعتها العالمة اليهودية ، من اصل ألماني ميخائيلي التي نشرت كتابا جامعا عن الخريطة عام 1991.
[تحرير] نسخ من خريطة مأدبا
توجد نسخة من خريطة مادبا الفسيفسائية في المعهد الأثري في جامعة جوتينجن في ألمانيا. وقد انتجت خلال اعمال الترميم في مادبا في 1965 من قبل علماء الآثار الألمان. وتوجد نسخة أخرى من انتاج طلاب من مدرسة فسيفساء مادبا هو في المدخل الرئيسي لمتحف Akademisches Kunstmuseum في بون ألمانيا
تاريخ الخريطة
يعود تاريخ الخريطة إلى نحو عام 550م ، وترتبط بشكل وثيق بفترة من تاريخ مأدبا التي يوجد فيها جبل نبو المطل على فلسطين. واصبح من المؤكد انه في الفترة التي صنعت فيها الخريطة ، عاشت طائفة مسيحية مهمة في المدينة الأردنية وما حولها ، والتي تشكل جزءا من ارض مؤاب وتعتبر امتدادا للبيداء على جانبي نهر الأردن. ومن اشهر معالم مأدبا الآن جبل نبو ، المطل على فلسطين ، والكنائس التي تتميز بأرضياتها الفسيفسائية التي تمثل ما وصل إليه تطور فنون الفسيفساء بين القرنين الثاني والسادس الميلاديين. وما زالت بيوت مأدبا ، تخفي تحتها الكثير من الأرضيات الفسيفسائية ، بينما تستمر عمليات البحث والحفريات في المدينة ومحيطها وتكشف في كل مرة عن الكثير ، ولكن تبقى الخريطة الفسيفسائية هي الأشهر.
وصف الخريطة
تمتد خريطة مادبا على جزء من أرضية الكنيسة ، ويقدر حجمها بنحو 15.75 في 5.60م عرضا وطولا ، وتشكل مدينة القدس مركزا لها. وتظهر فيها مواقع في فلسطين و الأردن و سوريا و لبنان و مصر ، ويمكن تتبع مواقع صور و صيدا و بعلبك ، إلى الجليل الفلسطيني ، و وادي الأردن ، والشاطئ الشرقي للبحر الميت وغور الأردن ، و نابلس ، و بيت لحم ، ومواقع على البحر الأبيض المتوسط ، واخرى في دلتا النيل مثل دمنهور ، وكذلك سيناء و الإسكندرية وغيرها.
دقة توصيف الخريطة
المثير في الخريطة هو تفصيلاتها ، مثل تضمنها لبلدات تعتبر الان صغيرة ، وكذلك اختلافها عن الخرائط المعاصرة باعتماد صانعيها على الرسوم وتثبيت التخطيطات المعمارية للمواقع ، بما يشبه فن الجرافيك الحديث ، مثلما هو الحال فيما يتعلق بمدينة القدس ، حيث يمكن تتبع شوارعها على الخريطة من مدخلها الشمالي المعروف بباب العمود ، ويعطي ذلك فكرة عن مخطط المدينة في الفترة التي وضعت فيها الخريطة ، ومقارنته بوضع المدينة الحالي. وهو ما يمكن فعله أيضا بالنسبة لمواقع أخرى ، الأمر الذي يشكل مرجعا مهما للباحثين المهتمين. وأثناء عمليات الترميم التي جرت على الكنيسة تم رصد 157 موقعا على الخريطة ، استنادا إلى الدراسات التي وضعت ، منذ عام 1896 ، عندما شاع خبر اكتشافها ، بعد البدء بتشييد كنيسة أرثوذكسية في موقع كنيسة قديمة.
إعادة إكتشاف ودراسة الخريطة
سافر أحد رجال الدين المسيحيين من القدس إلى مأدبا ، ورسم الخريطة وسجل ملاحظات ، وعاد بها إلى القدس ، وطبع كل ذلك في كتيب من 26 صفحة صدر في مارس 1997. ومنذ ذلك التاريخ توالت الدراسات حول الخريطة ، ووضعت عنها المخططات والرسوم والقراءات العديدة ، وقدمت عنها تفسيرات واجتهادات.
وتكمن المشكلة الرئيسية التي تثيرها دائما دراسة الخريطة ، يتعلق بامتدادها ، ويمكن أن يلاحظ أي زائر، بأنها غير كاملة، واجزاء منها تعرضت للتخريب، وارتباط اكتشافها ، بالكنسية القديمة التي وجدت بها، حيث توجد اختلافات في تقدير قياسات هذه الكنيسة وأقسامها. ومن خلال تتبع تاريخ الدراسات عن الخريطة يتضح غياب العلماء العرب عن الموضوع ، وكأن الأمر لا يعنيهم. ويقول الأثرى الفلسطيني د. إبراهيم الفني ، بأنه دعا لدراسة الخريطة بالتعاون مع مؤسسة فلسطينية ، ولكنه لم يجد أي صدى، فعمل على دراسة الخريطة مدة عشر سنوات في محاولة لتحليل رموزها خاصة تلك التي تخص مدنا فلسطينية مثل القدس و نابلس. وتعتبر خريطة مأدبا هي الوحيدة التي ظهرت وبها من المعلومات الجغرافية الطوبوغرافية عن فلسطين القديمة وباقي الاراضي المقدسة الكثير.
وقد قدمت الخريطة شرحا مهماً عن المدن المهمة في فلسطين وغيرها، ومعلومات عن الطبيعة والجبال و الأنهار ، و البحار ، وكذلك عن النقل البحري والصيد والزراعة وغيرها. وكذلك قدمت رسومات ولوحات، تشكل قمة الإبداع، لكن الباحثين استرسلوا في قراءة النمط الجغرافي ولم يربطوا بما فيه الكفاية بين تلك اللوحات والخريطة.
ويمكن تحديد مواقع منشآت مهمة على الخريطة ، مثل كنيسة القيامة بالقدس ، و سجن النبي يحيى في سبسطية ، ومواقع رومانية في قيسارية و بئر يعقوب في نابلس وغيرها. وتوجد الوثائق الكاملة عن الخريطة في مكتبة السوربون ، وفي مكتبة الكونغرس في واشنطن ، ولدى معهد الفرنسيسكان للآثار بالقدس أرشيف مهم عنها. ويمكن الإشارة هنا إلى أن الخريطة كانت دائما عرضة للقراءات الآيديولوجية المتعلقة بفهم الدارس لجغرافية الكتاب المقدس ، وآخرها الدراسة التي وضعتها العالمة اليهودية ، من اصل ألماني ميخائيلي التي نشرت كتابا جامعا عن الخريطة عام 1991.
[تحرير] نسخ من خريطة مأدبا
توجد نسخة من خريطة مادبا الفسيفسائية في المعهد الأثري في جامعة جوتينجن في ألمانيا. وقد انتجت خلال اعمال الترميم في مادبا في 1965 من قبل علماء الآثار الألمان. وتوجد نسخة أخرى من انتاج طلاب من مدرسة فسيفساء مادبا هو في المدخل الرئيسي لمتحف Akademisches Kunstmuseum في بون ألمانيا
تعليق