بدأت الحضاره في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ بنحو مائه ألف سنه ، واعتبر المصريون القدماء منذ أواخر العصر الحجرى القديم 10 آلاف عام قبل الميلاد بأنهم أمه قائمه بذاتها وأطلقوا على أنفسهم أهل مصر أو ناس الأرض وكانت بدايه الدوله فى مصر حين توحدت مقاطعاتها فى مملكتين مملكة الشمال في الوجه البحرى عاصمتها بوتو فى غرب الدلتا وشعارها البردى وتعبد الإله حور ورمزها الثعبان ، أما مملكه الجنوب فكانت عاصمتها نخن أو الكاب الحاليه وشعارها اللوتس وتعبد الإله ست وقد قامت عده محاولات في عصر ماقبل التاريخ لتوحيد مملكتى الشمال والجنوب ولكنها لم تثمر ، حتى تربع على مملكه الجنوب سنه 3200 ق م الملك مينا نارمر الذى يعد عهده فاتحه العصر التاريخى وبدايه عصر الأسرات التى بلغ عددها 30 أسره عصر الدوله القديمه 2980 ق م 2475 ق م تطورت الحضاره المصريه وتبلورت مبادىء الحكومه المركزيه ، وسمى الملك مينا بألقاب ملك الأرضين و صاحب التاجين وكانت هذه الوحده عاملا هاما فى نهضه مصر فى شتى نواحى الحياه ، حيث توصل المصريون الى الكتابه الهيروغليفيه أى النقش المقدس، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركه التجاره بين مصر والسودان و استقبلت مصر عصرا مجيدافى تاريخها عرف بإسم عصر بناة الاهرام ، وشهدت هذه الدوله بناء أول هرم ، هرم سقاره ، ومع تطور الزراعه والصناعه والتجاره استخدم المصريون أول إسطول نهرى عصر الدوله الوسطى 2160 ق م و 1580 ق م إهتم ملوك الدوله الوسطى بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب ، فاهتموا بمشروعات الرى والزراعه والتجاره ، وحفرت قناه بين النيل والبحر الاحمر ، وبدأ تشغيل المناجم والمحاجر ، فتقدمت الفنون والعماره ولكن نهايه حكم هذه الدوله شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر حوالى عام 1657 ق م ، وظلوا يحكمون البلاد نحو 150 عاما عصر الدوله الحديثة 1580 ق م الى 1150 ق م بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء على الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقيه عاد الأمن والاستقرار الى ربوع البلاد ، وبدأت مصر عهدا جديدا هو عهد الدوله الحديثه ، وأدركت مصر أهميه القوه العسكريه لحمايه البلاد فتم إنشاء جيش قوى، مهد لتكوين امبراطوريه عظيمه امتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا وشهد هذا العصر أيضا ثوره إخناتون الدينيه حيث دعا إلي عباده إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمه جديده للبلاد اسماها أخيتاتون وتعرضت مصر منذ حكم الاسره 21 وحتى 28 لإحتلال كل من الاشوريين عام 670 ق م ، ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنه مع الاسر الـ 30 ودخول الاسكندر الأكبر مصر فنون الحضارة الفرعونية إستحدث المصريون نظام الحكم والسلطات المختلفه الموجوده لإداره شئون البلاد ونشأ منصب الوزير لمساعده الفرعون فى اداره شئون البلاد بجانب كبار الموظفين لمعاونة الوزير فى ادارة الادارات العامه وعرفت مصر كذلك نظام الادارة المحليه تأثرت حضارة مصر الفرعونيه بالدين تأثرا كبيرا وقد توصل المصريون القدماء الى بعض الافكار الدينيه التى تدرجت من تعدد الآلهه الى التوصل الى فكره وجود إله واحد التى نادى بها امنحوتب الرابع اخناتون الذى احتل مكانا بارزا لفكره الفلسفى وثورته الدينيه برع المصريون فى فن العماره وآثارهم الخالده خير شاهد على ذلك ، ففى الدوله القديمه شيدت المصاطب والاهرام وهى تمثل العمائر الجنائزيه ، وأول هرم بنى فى مصر هو هرم زوسر ثم هرم ميدوم ، الا ان اشهرها جميعا أهرام الجيزه الثلاثه وتمثال أبو الهول التى شيدت فى عهد الاسره الرابعة وبلغ عدد الاهرام التى بنيت لتكون مثوى للفراعنه 97 هرما بدأ إنتشار المعابد الجنائزيه فى عصر الدوله الوسطى واهتم ملوك الأسره الــ 12 بمنطقه الفيوم وأعمال الرى فيها ، وأشهر معابد أنشأها ملوك هذه الأسره معبد اللابرانت أو قصر التيه كما سماه الاغريق والذى شيده الملك أمنمحات الثالث فى هواره ، كما شيد القلاع والحصون والاسوار على حدود مصر الشرقيه يعد عصر الدوله الحديثه أزهى فتره شهدتها فنون العماره حيث نقشت الصور على الجدران وعرفت الحرف والفنون الدقيقه على جدران المعابد الضخمه واهمها الكرنك والأقصر وأبو سمبل ، وقد أقيمت المسلات الفرعونيه أمام مداخل المعابد وهى منحوته من الجرانيت وتعتبر معابد آمون بالكرنك والاقصر والرمسيوم وحتشبسوت بالدير البحرى والمعابد المنحوته فى الصخر مثل أبو سمبل الكبير وأبو سمبل الصغيرمن أجمل أمثله عمائر عصر الامبراطوريه المصريه القديمه تؤكد آثار المصريين القدماء براعتهم فى الكتابه والأدب ويظهر ذلك فيما تركه المصريون من اثار ، ولن ينس التاريخ فضل المصريين على الانسانيه فى اختراع الكتابه التى سماها الاغريق بالخط الهيروغليفى وكان عدد حروفها 24 حرفا واهتموا بالكتابه على أوراق البردى والجدران وبرعوا بصفه خاصه فى الأدب الدينى ، ومن أقدم أمثله الادب الدينى نصوص الاهرام وكذلك كتاب الموتى وهو عباره عن كتابات دينيه على أوراق البردى ويتم وضعها مع الميت لتقيه مخاطر ما بعد الموت و قد اهتم قدماء المصرين بالكتابة و التعليم و فى وصية احد الحكماء لابنة كتب يقول وسع صدرك للكتابة و احبها حبك لامك فليس فى الحياة ما هو اثمن منها كما برع الاديب المصرى القديم فى كتابه القصص : و قد كان القصص المصرى الشعبى القديم متطورا الى درجة ان بعض الانماط القصصية التى عرفت و انتشرت فى جميع انحاء العالم كان مصدرها القصص المصرى وأحب المصرى الموسيقى والغناء وأقبل المصريون على الموسيقى واستخدموها فى تربية النشئ وفى الاحتفالات العامه والخاصه وخاصه فى الجيش ، وكذلك إستخدموها فى الصلوات ودفن الموتى وإختلفت الملابس فى مصر الفرعونيه من طبقه الى اخرى ، وكانت تصنع من الكتان الناعم او من الأقمشه الحريريه المستورده من بلاد سوريا القديمه، وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات كما عرف المصريون التزين بالحلى وتميزت مصنوعاتهم بالدقه الفنيه العاليه وجمال التشكيل ، واستمدت العناصر الزخرفيه من الطبيعه مثل نبات البردى والنخيل وزهره اللوتس والاحجار الكريمه ، واستخدموا التمائم التى إعتقدوا أنها تحميهم من قوى الشر وحرصت المرأه بصفه خاصه على الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والاساور والعقود والخواتم والقلائد و الحنه العمارة فى الدولة القديمة كانت اهم المنشآت التى شيدت المصاطب والاهرامات وهى تمثل العمائر الجنائزية واول هرم بنى فى مصر هرم زوسر ثم هرم ميدوم وتعد اهرامات الجيزة الثلاثة التى اقيمت فى عهد الاسرة الرابعة أشهر الاهرامات واهمها فى مصر الفرعونية كذلك تمثال ابو الهول الذى تتجلى فيه قدرة الفنان المصرى على الابداع .. وتبلغ الاهرامات التى بنيت لتكون مثوى للفراعنه 97هرما وفى عصر الدولة الوسطى بدأ انتشار المعابد الجنائزية واهتم ملوك الاسرة الـ12 بمنطقة الفيوم واعمال الرى فيها وأشهر معابد انشأها ملوك هذه الاسرة معبد اللابرانت أو قصر التيه كماسماه الاغريق وقد شيده الملك امنمحات الثالث فى هواره كما شيدت القلاع والحصون والاسوار على حدود مصر الشرقية ويعتبر عصر الدولة الحديثة أعظم فترة عرفتها أساليب العمارة والصور الجدارية والحرف والفنون الدقيقة التى تظهر على حوائط بعض المعابد الضخمة المتنوعة التصميمات كالكرنك والأقصر وأبو سمبل ويعد عهد تحتمس الأول نقطة تحول فى بناء الهرم ليكون مقبرة فى باطن الجبل فى البر الغربى بالأقصر تتسم بالغنى والجمال فى أثاثها الجنائزى ويظهر ذلك فى مقبرة الملك توت عنخ آمون وقد عمد فنانو هذه الدولة - للحفاظ على نقوش الحوائط - إلى استخدام الحفر الغائر والبارز بروزا بسيطا حتى لا تتعرض للضياع أو التشويه وآخر ما اكتشف من مقابر وادى الملوك مقبرة أبناء رمسيس الثانى التى تعد من أكبرها مساحة وتحتوى على 15مومياء أما المسلات الفرعونية فقد كانت تقام فى ازدواج أمام مدخل المعابد وهى منحوتة من الجرانيت ومن أجمل أمثله عمائر عصر الامبراطورية المصرية القديمة معابد آمون وخوفو بالكرنك والاقصر والرمسيوم وحتشبسوت بالدير البحرى والمعابد المنحوتة فى الصخر مثل أبو سمبل الكبير وأبو سمبل الصغير الأدب نشأ الشعب المصرى ميالا إلى الفنون ومبدعا فيها ويظهر ذلك واضحا فيما تركه المصريون من تماثيل ومسلات ونقوش وتوابيت وحلى واثاث وأدوات مرمرية ولن ينسى التاريخ فضل المصريين على الانسانية فى اختراع الكتابة التى سماها الاغريق بالخط الهيروغليفى وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24حرفا واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر فى الكتابة على أوراق البردى وقد اهتم القدماء فى مصر بالكتابة والتعليم وفى وصية أحد الحكماء المصريين القدماء لابنه كتب يقول وسع صدرك للكتابة وأحبها حبك لأمك فليس فى الحياة ماهو أثمن منها وبرع المصريون فى الأدب الدينى الذى تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الاخرى وأسرار الكون والاساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثله الأدب الدينى نصوص الاهرام التى سجلت على جدران بعض الأهرامات لتكون عونا للميت فى الحياة الاخرى .. أما كتاب الموتى فهو عبارة عن كتابات دينية تدون على أوراق البردى يتم وضعها مع الموتى لتقيهم من المخاطر بعد الموت وقد اهتم الأديب المصرى القديم بالظواهر الطبيعية التى رفعها إلى درجة التقديس فنسخ من حولها الأساطير الخالدة وخاصة حول الشمس والنيل فالشمس هى نور الاله الذى لايخبو عن أرض مصر وهى سر الدفء والحياة والنيل هو واهب الخير لارض مصر وهو الطريق الى الحياة الخالدة كما برع الأديب المصرى القديم فى كتابة القصص وحرص على ان تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين على رواية تراثهم من الحكم والامثال وعلى ترديدها باعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم الموسيقى اشتهر المصريون فى العصر الفرعونى بحبهم للموسيقى والاقبال عليها واستخدامها فى تربية النشء وفى الاحتفالات الخاصة والعامة خاصة فى الجيش كذلك استخدموها فى الصلاة ودفن الموتى التزين عرف القدماء التجمل بالحلى التى تميزت بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل واستمدت العناصر الزخرفية من الطبيعه مثل نبات البردى والنخيل وزهر اللوتس كما استخدموا الاحجار الكريمة فى الزينة والحلى
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الحضاره في مصر
تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
-
الكلمات الدلالية (Tags): الاسكندر, الامبراطورية, الامبراطوريه, الفرعونية, الفرعونيه, الهيروغليفية, الهيروغليفيه, واستخدامها
-
كيف ظهرت اللغة المصرية القديمة متى و كيف من المعروف أن الحضارة المصرية القديمة كانت واحدة من أولى الحضارات المستقرة التي تشكلت في العالم القديم نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل الطبيعية و التاريخية و السكانية ,, و لهذا فلا يبدو مستغرباً أن تسبق الحضارة المصرية غيرها من الحضارات التي عاصرتها أو لحقتها إلى الكثير من المنجزات الحضارية التي تركت تأثيراً بالغاً في مسيرة الجنس البشري بشكل عام عبر عدد من التحولات الأساسية في مناحي حضارية مختلفة ,, من أبرز هذه التحولات على سبيل المثال البدء في مرحلة الإنتاج المستقر للغذاء ( الزراعة ) بعد عصور طويلة من الاعتماد على الجمع و الصيد ,, و من التحولات بالغة الأهمية أيضاً اختراع مفهوم " الدولة " ككيان سياسي و جغرافي و سكاني أحدث طفرة هائلة في تنظيم المجتمعات البشرية ,, و لكن سيظل الإسهام الأبرز للحضارة المصرية القديمة هو اختراع الكتابة كوسيلة للتعبير عن الفكر الإنساني و الاتصال بين البشر ,, صحيح أن قضية سبق المصريين لاختراع الكتابة مازالت محل خلاف إلى الآن إلا أنه في كل الأحوال فإن اللغة المصرية القديمة تركت تأثيراً واضحاً على كل محاولات تطوير اللغة و الكتابة في أغلب حضارات العالم القديم كما ذُكِر سابقاً فإن اللغة المكتوبة هي نتاج منطقي للحضارة المستقرة ,, و على هذا فيمكن القول أن فكرة وجود لغة مكتوبة بإشارات و علامات موحدة لها نفس المفهوم عند كل سكان أرض مصر قد بدأت تتبلور شيئاً فشيئاً مع اتجاه المجموعات السكانية المُكوِّنة للمجتمع المصري لفكرة الاستقرار و التجمع تحت لواء كيان سياسي مُوَحَّد ,, بالطبع كانت هناك لغة و وسيلة للاتصال في العصور و المراحل السابقة لتلك المرحلة لكنها كانت عاجزة عن ترجمة كل الأفكار و الأحاسيس التي قد يرغب الإنسان في إيصالها و تبادلها مع الآخرين ,, و اعتمدت اللغة في تلك العصور غالباً على الإشارات الجسدية و الأصوات التي لا يمكن ترجمتها إلى معنى محدد مثل أن يتم الاتفاق بين أفراد مجموعة محددة على إطلاق صوت معين يُفهم منه أن هناك خطراً ما يحدق بهم لكن هذا الصوت لا يمكن عن طريقه تحديد ماهية أو طبيعة هذا الخطر بعد أن تجاوز الإنسان تلك المرحلة و اطمئن إلى توفر الأمن له عن طريق التواجد في مجتمعات سكانية مترابطة و مستقرة في مناطق آمنة ,, و توفر الغذاء بمعدلات كافية و ثابتة عن طريق الزراعة ,, و توفر مياه الشرب و الري عن طريق نهر النيل ,, بعد توفر هذه الاحتياجات الأساسية التي كانت تؤرق الإنسان البدائي بشكل دائم بدأ الإنسان المصري في الاهتمام بحاجات أكثر تطوراً مثل التنظيم السياسي للمجتمع و وضع تشريعات ثابتة للمعاملات بين الأفراد و وضع تصور متكامل للدين ( عقيدة – عبادات - تشريعات ) ,, كل هذه الأفكار حتَّمت ضرورة إيجاد وسيلة ثابتة و مُوَحَّدة و متطورة للتعبير و التخاطب ,, و من هنا بدأت أولى محاولات وضع تصور للغة مكتوبة خاصة بسكان مصر
-
المراحل التي مرت بها اللغة المصرية القديمة
يعتقد الكثير من علماء المصريات أن التصور الأساسي لشكل اللغة المصرية القديمة قد بدأ يتكون قبل قرنين من توحيد مصر بشكل نهائي على يد الملك " نعر – مر " و بداية عهد الأسرة الأولى أي قبل 3300 عام من ميلاد السيد المسيح تقريباً ,, لكننا لا نستطيع تأكيد وجود لغة ذات خصائص و مفاهيم واضحة في مصر إلى مع بداية عهد الأسرة الأولى بشكل فعلي
العصر القديم للغة ( Old Egyptian ) :
و يطلق علماء المصريات على الفترة من بداية عهد الأسرة الأولى حتى الأسرة الثامنة اسم " العصر القديم للغة المصرية " و هذه الفترة هي التي شهدت وضع اللبنات الأولى للغة و وضع الهيكل الأساسي للعلامات الهيروغليفية
العصر الوسيط ( Middle Egyptian ) :
أما المرحلة من منتصف عهد الأسرة الثامنة ( أو بداية عهد الأسرة التاسعة ) حتى منتصف عهد الأسرة الثامنة عشر فتسمى مرحلة " العصر الوسيط للغة المصرية القديمة " و يمكن القول أن اللغة المصرية وصلت في هذه الفترة إلى مرحلة النضج الكامل
العصر الحديث / المتأخر ( New Egyptian / Late Egyptian ) :
و من منتصف عهد الأسرة الثامنة عشر حتى الأسرة الخامسة و العشرين كانت فترة تسمى " العصر الحديث أو المتأخر للغة المصرية القديمة " و في هذه المرحلة بدأت اللغة المصرية القديمة تشهد تأثيرات أجنبية متزايدة و بدأ خط الكتابة ينحو باتجاه البساطة و السهولة
المرحلة الديموطيقية ( Demotic ) :
شهدت هذه المرحلة اللغوية تحولاً أساسياً في طريقة كتابة اللغة المصرية القديمة باعتماد خط جديد للكتابة هو الخط الديموطيقي ,, و قد كان هذا التحول ترجمة لزيادة الشريحة المتعلمة في المجتمع المصري و التوسع في استخدام النصوص المكتوبة مما تطلب ظهور خط أكثر سهولة و سرعة في الكتابة و أقل اعتماداً على العلامات التصويرية ( حيونات – نباتات – أعضاء بشرية ... إلخ ) ,, و قد بدأ استخدام هذا الخط منذ القرن الثامن قبل الميلاد و استمر حتى القرن الخامس الميلادي و إن كان قد بدأ في الضعف بشكل تدريجي منذ القرن الثالث الميلادي مفسحاً الطريق لخط جديد هو الخط القبطي
المرحلة القبطية ( Coptic ) :
تتميز هذه المرحلة بظهور الحروف المتحركة لأول مرة في تاريخ اللغة المصرية القديمة حيث كانت اللغة المصرية القديمة تعتمد فقط على الحروف الساكنة مع استبعاد الحروف المتحركة تماماً ( يعتقد بعض علماء المصريات أن الابتعاد عن استخدام الحروف المتحركة لدى المصريين القدماء يرجع لأسباب دينية إذ ربما كان يعتقد المصريون أن الحروف المتحركة هي حروف خاصة بالآلهة )
من المهم أيضاً الإشارة إلى أن الخط القبطي اعتمد بالأساس على الحروف اليونانية مع الاحتفاظ بسبع حروف من الخط الديموطيقي ليس لها مقابل صوتي في الحروف اليونانية
و من الناحية الصوتية فقد بدأ نطق اللغة ينقسم إلى عدة لهجات مثل اللهجة البحيرية و الفيومية و الأخميمية ,, و لا تزال اللغة المصرية القديمة في طورها القبطي مستخدمة في بعض صلوات الكنيسة القبطية المصرية إلى الآن
زي كل لغات الدنيا فاللغة المصرية القديمة اتكتبت بأكتر من خط ,, كل خط فيهم له مميزات معينة و له أسباب أدت لظهوره و له وقت معين انتشر فيه ,, إيه بقى الخطوط دي ,,,
1 – الخط الهيروغليفي :
و هو أول الخطوط التي كتبت بها اللغة المصرية القديمة و أكثرها شهرة ,, حتى أن هناك خطأ شائع يقع فيه الغالبية العظمى من الناس بتسمية اللغة المصرية القديمة باللغة الهيروغليفية في حين أن الخط الهيروغليفي هو أحد الخطوط التي كُتِبَت بها اللغة المصرية القديمة و لكنه ليس لغةً في حد ذاته تماماً كما أن الخط الكوفي على سبيل المثال هو أحد الخطوط المستخدمة في كتابة اللغة العربية و لكننا لا نستطيع أن نقول أن هناك ما يسمى باللغة الكوفية
كلمة هيروغليفي مشتقة من مصطلح يوناني مُكوَّن من مقطعين هو Hieros Glophos و يعني " الكتابة المقدسة " أو " النقش المقدس " ,, و قد أطلق اليونان هذا الاسم على الخط الهيروغليفي بسبب أن أغلب نصوصه الباقية وُجدت منقوشة على جدران المقابر و المعابد المقدسة باستخدام آلات الدق و الأزاميل
الخط الهيروغليفي هو أكثر خطوط اللغة المصرية وضوحاً و جمالاً و يتميز بطابع فني متفرد بسبب اعتماده على العلامات التصويرية التي تتطلب مهارة خاصة في الكتابة بحيث يمكن النظر للعاملين بمهنة الكتابة في مصر القديمة أثناء فترة الاعتماد على الخط الهيروغليفي على أنهم فنانين تشكيليين أكثر من كونهم مجرد كتبة ,, إلا أنه بقدر اعتبار هذا العامل كميزة للخط الهيروغليفي فيمكن اعتباره عيباً خطيراً من جانب آخر بسبب الصعوبة في كتابة هذا الخط ,, و عموماً فإن هناك معادلة معكوسة تحكم خطوط اللغة المصرية القديمة تقول بأن كلما ازدادت صعوبة كتابة الخط كلما ازدادت سهولة قراءته و كلما ازدادت سهولة الكتابة ازدادت صعوبة القراءة في المقابل و هذا يفسر ندرة المتخصصين حالياً في ترجمة الخطوط المصرية الأكثر سهولة و سرعة في الكتابة مثل الخط الديموطيقي
2 – الخط الهيراطيقي :
كلمة " هيراطيقي " مشتقة من المصطلح اليوناني Hieratikos و هي صيغة نسب للأشياء و تعني " ديني أو كهنوتي " ,, و السبب في هذه التسمية أن أغلب النصوص التي وُجدت مكتوبة بهذا الخط هي نصوص دينية مكتوبة بواسطة الكهنة
و لايعد الخط الهيراطيقي خطاً مستقلاً عن الخط الهيروغليفي إذ يمكن اعتباره مجرد تبسيط أو اختصار للعلامات الهيروغليفية من أجل سرعة الكتابة و عدم توفر المهارة الكافية لكتابة العلامات الكاملة بشكل واضح لدى القاعدة العريضة من الكهنة و المتعلمين إذ كانت كتابة الخط الهيروغليفي بشكل واضح تتطلب مهارة و موهبة خاصة كما ذكرنا من قبل ,, و على عكس الخط الهيروغليفي فقد وُجدت أغلب النصوص الهيراطيقية مُدونة على مواد أكثر ليونة مثل البردي و الأوستراكا ( ورق الشقافة ) باستخدام الحبر المائي أو الزيتي و أقلام البوص
3 – الخط الديموطيقي :
كلمة " ديموطيقي " هي أيضاً كلمة ذات أصل يوناني هو Demotikos بمعنى " شعبي " نسبة إلى كلمة Demos " الشعب " ,, و كما هو واضح من التسمية فقد ظهر هذا الخط كنتيجة للتوسع في استخدام الكتابة في التعاملات الشعبية اليومية و الحاجة إلى خط يتميز بعلامات بسيطة يمكن كتابتها بسرعة و سهولة
4 - الخط القبطي :
سبق أن تحدثنا بشكل مُوَسَّع عن طبيعة و خصائص هذا الخط ,, أما كلمة قبطي نفسها فهي تعني " مصري " و هي مشتقة من الكلمة اليوناية Igopty و هي صفة أو نعت مشتق من كلمة Igoptus و تعني " مصر " و منها اشتق اسم مصر في كل اللغات الأوروبية الحديثة مثل Egypt – Egitto – Agypten ,, و استخدم هذا الاسم لتمييز كل ما هو مصري ( إنسان – لغة – دين – تراث ) عن كل المظاهر الأجنبية التي أخذت في التزايد منذ الغزو الفارسي الذي لم يستمر طويلاً و من بعده الغزو اليوناني و الروماني
تعليق
تعليق