يثرب :
تقع يثرب - وهو الاسم القديم للمدينة المنورة - في شمالي جزيرة العرب بعد مكة، وهي حرة سبخة الأرض، واحة خصبة التربة كثيرة المياه، تحيط بها الحرات من جميع جهاتها الأربع.
وأهمها: حرة واقم من الشرق وحرة الوبرة في الغرب وحرة واقم أكثر خصوبة وعمرانا من حرة الوبرة، وفي شمالها يقع جبل "أحد" الشهير على بعد أحد عشر كيلو متراً، وفي جنوبها الغربي جبل "عير"، وفيها عدة وديان أشهرها وادي بطحان ومزينيب ومهزور، والعقيق، وهي منحدرة من الجنوب إلى الشمال حيث تلتقي عند مجتمع الأسيال من روما.
وقد ورد اسم يثرب في الكتابات المعينية بما يدل على قدمها، بالرغم من قلة الدراسات الأثرية عنها.
قصة هجرة اليهود إليها :
تختلف الآراء والدراسات حول أصول وهجرة اليهود إلى يثرب والحجاز عامة، ويميل أقواها إلى أن بداية النزوح كانت في القرنين الأول والثاني الميلاديين من بلاد الشام، هروباً من الرومان.
وبعد فشل التمرد اليهودي الذي أخمده الإمبراطور "تيتوس" سنة سبعين للميلاد، وأعقبه نزوح آخر زمن الإمبراطور "أدريان" سنة اثنتين وثلاثين ومئة للميلاد.
واستقروا في يثرب لبعدها عن يد الدولة الرومانية ولخصبها، وأهمية موقعها التجاري على طرق القوافل إلى الشام.
استقر يهود بني النضير وقريظة في حرة واقم شرقي يثرب، وهي أخصب بقاعها، وعرف من أسماء القبائل اليهودية قبل الهجرة: بنو قينقاع الذين تختلف الآراء في أنهم عرب تهودوا ثم نزحوا مع النازحين إلى الحجاز.
لم تذكر المصادر عدد يهود يثرب إلا أن كتب السيرة ذكرت أعداد المقاتلين من كل قبيلة، فقد بلغ مجمل المقاتلين من الشباب أكثر من ألفي مقاتل، هذا سوى بقية بطون اليهود التي ذكرها السمهودي على أنها تزيد على العشرين بطنًا، وهي بطون بني عكرمة وبني محمر وبني زعورة وبني الشطيبة وبني جشم، وبني بهدل، وبني عوف، وبني ثعلبة، وبني القصيص، وغيرهم.
لقد خضع المجتمع في يثرب لسيطرة اليهود، لأنهم سيطروا على الاقتصاد والسياسة والفكر، وتأثروا قليلاً بطبائع بعض القبائل العربية.
ونقل اليهود من بلاد الشام طُرُزَ العمارة في الحصون والقصور، وكانت حصونهم تنوف على تسع وخمسين حصناً، ونقلوا إلى يثرب شيئاً من حضارة بلاد الشام، في الزراعة والصناعة مما أثر على ازدهار بساتين يثرب حيث النخيل والأعناب والرمان، وبعض الحبوب.
وظهر الاهتمام بتربية الدواجن والماشية، وبرزت صناعة النسيج إلى جانب الأواني المنزلية، وبعض الأدوات اللازمة للمجتمع الزراعي.
وتأثر اليهود بمن حولهم من العرب، فظهرت عليهم طوابع الحياة القبلية، بما فيها من عصبية وكرم واهتمام بالشعر وتدريب على السلاح.
وكان على رأس الاقتصاد التعامل بالربا، الذي يتقنه اليهود في أرجاء العالم، وكان معروفاً في مجتمع مكة التجاري.
سكنت في يثرب قبيلتا الأوس والخزرج اللتان تنتميان إلى قبيلة الأزد اليمنية الكبيرة، التي خرجت من اليمن إلى الشمال، وخاصة حين هاجرت خزاعة إلى مكة، وكان انهيار سد مأرب السبب في تلك الهجرة.
سكن الأوس منطقة العوالي وبجوراهم قريظة والنضير، وسكن الخزرج سافلة المدينة حيث جاوروا بني قينقاع ولم يهتم العربي بحياة الحضر وما يرافقها من استقرار في الزراعة، وتقديم ما تتطلبه المدنية.
وإنما كان جلُّ اهتمامه الغزو والقنص والصيد والتجارة، وهذا ما جعل اليهود يسيطرون على حياة يثرب.
المصدر : قناة المجد
http://www.majddoc.com/main.aspx?fun...id=12806&lang=
تقع يثرب - وهو الاسم القديم للمدينة المنورة - في شمالي جزيرة العرب بعد مكة، وهي حرة سبخة الأرض، واحة خصبة التربة كثيرة المياه، تحيط بها الحرات من جميع جهاتها الأربع.
وأهمها: حرة واقم من الشرق وحرة الوبرة في الغرب وحرة واقم أكثر خصوبة وعمرانا من حرة الوبرة، وفي شمالها يقع جبل "أحد" الشهير على بعد أحد عشر كيلو متراً، وفي جنوبها الغربي جبل "عير"، وفيها عدة وديان أشهرها وادي بطحان ومزينيب ومهزور، والعقيق، وهي منحدرة من الجنوب إلى الشمال حيث تلتقي عند مجتمع الأسيال من روما.
وقد ورد اسم يثرب في الكتابات المعينية بما يدل على قدمها، بالرغم من قلة الدراسات الأثرية عنها.
قصة هجرة اليهود إليها :
تختلف الآراء والدراسات حول أصول وهجرة اليهود إلى يثرب والحجاز عامة، ويميل أقواها إلى أن بداية النزوح كانت في القرنين الأول والثاني الميلاديين من بلاد الشام، هروباً من الرومان.
وبعد فشل التمرد اليهودي الذي أخمده الإمبراطور "تيتوس" سنة سبعين للميلاد، وأعقبه نزوح آخر زمن الإمبراطور "أدريان" سنة اثنتين وثلاثين ومئة للميلاد.
واستقروا في يثرب لبعدها عن يد الدولة الرومانية ولخصبها، وأهمية موقعها التجاري على طرق القوافل إلى الشام.
استقر يهود بني النضير وقريظة في حرة واقم شرقي يثرب، وهي أخصب بقاعها، وعرف من أسماء القبائل اليهودية قبل الهجرة: بنو قينقاع الذين تختلف الآراء في أنهم عرب تهودوا ثم نزحوا مع النازحين إلى الحجاز.
لم تذكر المصادر عدد يهود يثرب إلا أن كتب السيرة ذكرت أعداد المقاتلين من كل قبيلة، فقد بلغ مجمل المقاتلين من الشباب أكثر من ألفي مقاتل، هذا سوى بقية بطون اليهود التي ذكرها السمهودي على أنها تزيد على العشرين بطنًا، وهي بطون بني عكرمة وبني محمر وبني زعورة وبني الشطيبة وبني جشم، وبني بهدل، وبني عوف، وبني ثعلبة، وبني القصيص، وغيرهم.
لقد خضع المجتمع في يثرب لسيطرة اليهود، لأنهم سيطروا على الاقتصاد والسياسة والفكر، وتأثروا قليلاً بطبائع بعض القبائل العربية.
ونقل اليهود من بلاد الشام طُرُزَ العمارة في الحصون والقصور، وكانت حصونهم تنوف على تسع وخمسين حصناً، ونقلوا إلى يثرب شيئاً من حضارة بلاد الشام، في الزراعة والصناعة مما أثر على ازدهار بساتين يثرب حيث النخيل والأعناب والرمان، وبعض الحبوب.
وظهر الاهتمام بتربية الدواجن والماشية، وبرزت صناعة النسيج إلى جانب الأواني المنزلية، وبعض الأدوات اللازمة للمجتمع الزراعي.
وتأثر اليهود بمن حولهم من العرب، فظهرت عليهم طوابع الحياة القبلية، بما فيها من عصبية وكرم واهتمام بالشعر وتدريب على السلاح.
وكان على رأس الاقتصاد التعامل بالربا، الذي يتقنه اليهود في أرجاء العالم، وكان معروفاً في مجتمع مكة التجاري.
سكنت في يثرب قبيلتا الأوس والخزرج اللتان تنتميان إلى قبيلة الأزد اليمنية الكبيرة، التي خرجت من اليمن إلى الشمال، وخاصة حين هاجرت خزاعة إلى مكة، وكان انهيار سد مأرب السبب في تلك الهجرة.
سكن الأوس منطقة العوالي وبجوراهم قريظة والنضير، وسكن الخزرج سافلة المدينة حيث جاوروا بني قينقاع ولم يهتم العربي بحياة الحضر وما يرافقها من استقرار في الزراعة، وتقديم ما تتطلبه المدنية.
وإنما كان جلُّ اهتمامه الغزو والقنص والصيد والتجارة، وهذا ما جعل اليهود يسيطرون على حياة يثرب.
المصدر : قناة المجد
http://www.majddoc.com/main.aspx?fun...id=12806&lang=
تعليق