بسم الله
عن سهل بن سعد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ))
قال سهل – أو غيره -: ليس فيها معلم لأحد .رواه مسلم 2790
ويتبين من معاني تلك الكلمات الواردة في الحديث: أن تلك الأرض التي يقف عليها الخلق غير هذه الأرض، وليس بينهما تشابه ، فتلك أرض لها صفات وهذه أرض لها صفات أخرى ، وأن هذه الأرض المعهودة قد انتهت وحلت محلها أرض أخرى هي أكبر منها وأشرف.
أما معنى كونها عفراء ، فقال الخطابي: (العفر: بياض ليس بالناصع).
وقال عياض: (العفر: بياض يضرب إلى حمرة قليلاً، ومنه سمي عفر الأرض وهو وجهها) .
وقال ابن فارس: (معنى عفراء: خالصة البياض).
وقال الداودي: (شديدة البياض)، قال ابن حجر: (كذا قال، والأول هو المعتمد).
ومعنى ( كقرصة النقي : بفتح النون وكسر القاف: أي الدقيق النقي من الغش والنخالة، قاله الخطابي).
ومعنى ( ليس فيها معلم لأحد ) أو (علم) كما في رواية مسلم – وهما بمعنى واحد،
قال الخطابي: (يريد أنها مستوية، والمعلم – بفتح الميم واللام بينهما مهملة ساكنة – هو الشيء الذي يستدل به على الطريق).
وقال عياض: (المراد أنها ليس فيها علامة سكن, ولا بناء, ولا أثر، ولا شيء من العلامات التي يهتدى بها في الطرقات كالجبل, والصخرة البارزة).
قال ابن حجر: (وفيه تعريض بأرض الدنيا وأنها ذهبت وانقطعت العلاقة منها)، وقال الداودي: ( المراد أنه لا يحوز أحد منها شيئا، إلا ما أدرك منها ).
ويذكر ابن حجر – نقلاً عن أبي جمرة – أن في الحديث إشارة إلى أن أرض الموقف أكبر من هذه الأرض الموجودة جداً.
وأن الحكمة في نقاء وصفاء تلك الأرض المبدلة وانبساطها: أن ذلك اليوم يوم عدل وظهور حق؛ فاقتضت الحكمة أن يكون المحل الذي يقع فيه ذلك طاهراً عن عمل المعصية والظلم، وليكون تجليه سبحانه على عباده المؤمنين على أرض طاهرة لعظمته، ولأن الحكم فيه إنما يكون لله وحده؛ فناسب أن يكون المحل خالصاً له وحده .
وقال صلى الله عليه وسلم: (( يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد, فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر )) رواه البخاري 4712 ومسلم 194 .
قال البرديسي: ( يريد عليه الصلاة والسلام أرضاً مستوية، لا جبل فيها, ولا أكمة, ولا ربوة, ولا وهدة، أرض بيضاء نقية، لم يسفك عليها دم، ولا عمل عليها خطيئة، ولا ارتكب فيها محرم ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( يقبض الله الأرض, ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك, أين ملوك الأرض ؟ )).
رواه البخاري6519 ومسلم 2787
المصدر
والله أعلم.
عن سهل بن سعد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ))
قال سهل – أو غيره -: ليس فيها معلم لأحد .رواه مسلم 2790
ويتبين من معاني تلك الكلمات الواردة في الحديث: أن تلك الأرض التي يقف عليها الخلق غير هذه الأرض، وليس بينهما تشابه ، فتلك أرض لها صفات وهذه أرض لها صفات أخرى ، وأن هذه الأرض المعهودة قد انتهت وحلت محلها أرض أخرى هي أكبر منها وأشرف.
أما معنى كونها عفراء ، فقال الخطابي: (العفر: بياض ليس بالناصع).
وقال عياض: (العفر: بياض يضرب إلى حمرة قليلاً، ومنه سمي عفر الأرض وهو وجهها) .
وقال ابن فارس: (معنى عفراء: خالصة البياض).
وقال الداودي: (شديدة البياض)، قال ابن حجر: (كذا قال، والأول هو المعتمد).
ومعنى ( كقرصة النقي : بفتح النون وكسر القاف: أي الدقيق النقي من الغش والنخالة، قاله الخطابي).
ومعنى ( ليس فيها معلم لأحد ) أو (علم) كما في رواية مسلم – وهما بمعنى واحد،
قال الخطابي: (يريد أنها مستوية، والمعلم – بفتح الميم واللام بينهما مهملة ساكنة – هو الشيء الذي يستدل به على الطريق).
وقال عياض: (المراد أنها ليس فيها علامة سكن, ولا بناء, ولا أثر، ولا شيء من العلامات التي يهتدى بها في الطرقات كالجبل, والصخرة البارزة).
قال ابن حجر: (وفيه تعريض بأرض الدنيا وأنها ذهبت وانقطعت العلاقة منها)، وقال الداودي: ( المراد أنه لا يحوز أحد منها شيئا، إلا ما أدرك منها ).
ويذكر ابن حجر – نقلاً عن أبي جمرة – أن في الحديث إشارة إلى أن أرض الموقف أكبر من هذه الأرض الموجودة جداً.
وأن الحكمة في نقاء وصفاء تلك الأرض المبدلة وانبساطها: أن ذلك اليوم يوم عدل وظهور حق؛ فاقتضت الحكمة أن يكون المحل الذي يقع فيه ذلك طاهراً عن عمل المعصية والظلم، وليكون تجليه سبحانه على عباده المؤمنين على أرض طاهرة لعظمته، ولأن الحكم فيه إنما يكون لله وحده؛ فناسب أن يكون المحل خالصاً له وحده .
وقال صلى الله عليه وسلم: (( يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد, فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر )) رواه البخاري 4712 ومسلم 194 .
قال البرديسي: ( يريد عليه الصلاة والسلام أرضاً مستوية، لا جبل فيها, ولا أكمة, ولا ربوة, ولا وهدة، أرض بيضاء نقية، لم يسفك عليها دم، ولا عمل عليها خطيئة، ولا ارتكب فيها محرم ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( يقبض الله الأرض, ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك, أين ملوك الأرض ؟ )).
رواه البخاري6519 ومسلم 2787
المصدر
والله أعلم.
تعليق