إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علم الآثار الغارقة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علم الآثار الغارقة

    كيف نشأ علم الآثار الغارقة ؟ صيادو أنتيكثيرياAntikthera :



    بينما كانت هناك سفينتان يونانيتان في طريق عودتهما من الساحل التونسي محملتان بصيد الإسفنج في بدايات القرن العشرين هبت عاصفة بحرية شديدة الأنواء على شرقي البحر المتوسط واضطرت السفينتان إلى اللجوء إلى مكان آمن ، وكان أن استقرتا عند مرفا هادئ عند نهاية الأرخبيل اليوناني على مبعدة خمسة وسبعين قدما من الساحل ولما طال أمد العاصفة طرأت فكرة اقتصادية على كابتن إحدى السفينتين يدعى ديمتريوس كوندوس وهي البحث عن الإسفنج حتى تنقشع العاصفة وهبط أول غواصوه في بقعة من المياه الصافية وكانت المفاجأة أن رأى تحت الماء تماثيل لرجال ونساء وليصدقه الآخرون جذب ذراع تمثال من البرنز وصعد إلى أعلى السطح ليقص روايته ويقدم الدليل وهنا نزل كوندوس إلى الموقع وقام بتسجيل مقاسات التماثيل وحدد موقعها بدقة وغادرت السفينة بعد أن تأكد لهم صعوبة انتشال ونقل التماثيل.
    وبمجرد أن نقل كوندوس روايته لأثينا جهزت سفينة من سفن الأسطول اليوناني وانطلقت إلى موقع انتيكثيريا حيث ترقد الآثار واستمر عمل البعثة لمدة تسعة شهور في ظروف مناخية وأمنية صعبة حتى أن أحد الغواصين قد توفى أثناء العمل كما أصيب آخران إصابات بالغة رغم هذا كله فقد أمكن للبعثة أن تنتشل رأس تمثال من البرنز وتمثالين من الرخام وبعض القطع الصغيرة. وتعتبر هذه البعثة غير المؤهلة هي اللبنة الأولى الحقيقية في نشأة علم الآثار الغارقة، رغم ما تفتقر إليه من المنهج العلمي في التسجيل والتوثيق وغيره من القواعد التي تتبع في مجال الحفائر الأرضية.
    بعثة ميرلين واستكشاف الساحل التونسي :
    ثاني الاكتشافات الأثرية الغارقة بالقرب من مدينة المهدية التونسية التي تأسست على يد الفينيقيين وكانت ميناء هام استقرت به سفن الإغريق والرومان، وكانت الصدفة أيضاً وراء هذا الاكتشاف إذ بينما كان صيادو الإسفنج يغوصون على مبعدة ثلاثة أميال من الشاطئ فى عمق لا يزيد عن عشرين قدما أدركوا أعمدة رخامية وتماثيل رخامية وهموا بانتشال ما أمكنهم منها وباعوه لتجار العاديات لكنها تجارة بائرة تغل من المال لكنها تهدر الحضارة وتدمر التراث فمن وجهة نظر الأثريين أن الآثار لا تقدر بمال بل هي الثروة التي لا تبلى وواقع الأمر أن الاتجار في الآثار هو المصيبة الحقيقية التي تصيب علم الآثار ولعل هذا ما دفع عالم آثار فرنسي يدعى "الفريد ميرلين" كان يتجول في تونس ووجد العديد من القطع الأثرية اليونانية تباع لدى التجار على الأرصفة بأسعار زهيدة فسألهم، وعرف مصدرها وبدأ على الفور في حماية ما تبقى من هذه الآثار للكشف عنها بالطرق العلمية الدقيقة والصحيحة وأعلن للغواصين اليونانيين أن تلك الآثار ملك للحكومة التونسية وأنه لن يسمح بنهبها بعد الآن.
    استطاع ميرلين أن يقود حملة بجمع التبرعات من أثرياء أمريكا وفرنسا ومن الحكومة التونسية لتغطية تكاليف بعثة أثرية علمية لانتشار تلك الآثار، واستطاع ميرلين أن يحدد موقع سفينة رومانية غارقة بكامل حمولتها من التماثيل التي يبدو أنها كانت منهوبة لصالح روما وأن الحمولة الثقيلة وحادث كانا وراء غرقها معتدلة دون أن تنقلب وتعتبر بعثة ميرلين في المهدية التونسية حجر الزاوية في تاريخ الاكتشافات الأثرية وعلم الآثار الغارقة في القرن العشرين ، رغم تلك الصعوبات التي واجهته من أنواء وعواصف وارتفاع التكاليف والمخاطر التي تواجه الغطاسين وتعتبر هذه المجموعة المنتشلة من المهدية هي قوام متحف "باردو" في تونس والتي قال عنها "ريناك" لم يحدث أن توصلنا إلى شئ يمكن مقارنته بهذه الآثار منذ أن اكتشفنا بومبيي وهيراكلينيوم".
    بعثة كارو في كاب أرتميشن :
    لم تكن الصدفة وراء اكتشاف المهدية فقط بل تكرر الأمر مع صياد يوناني كان يصطاد سمك في منطقة "كاب أرتميشن" عام 1925وكان أن ألقى بشبكته وعندما هم بلمها وقعت أغرب مصادفة في حياته ألجمته وأرعبته حتى أنه تمتم بصلواته على روح ما في شبكته إذ توهم للوهلة الأولى أنه اصطاد جثة متفحمة بيد أنها تمثال من البرنز مغطى بطبقة كثيفة من الأعشاب والطحالب البحرية، وسلم التمثال للمسؤولين الذين أجزلوا له العطاء وأخذوا التمثال إلى متحف أثينا، وهو تمثال "أثينا إيفيبي" المعروض حالياً بالمتحف ورغم أن الحكومة اليونانية أجزلت العطاء للصياد إلا أن هذه السياسة نبهت الصيادين إلى قيمة تلك التماثيل فجابوا منطقة"كاب أرتميشن" والمياه المحيطة بجزيرة يوبويا وباعوا غنائمهم لتجار العاديات بسعر أعلى ومن هنا عرفوا قيمة ما كانوا يعثرون عليه بيد أن الحكومة اليونانية تدخلت بالقوة للحفاظ على التراث الموجود تحت الماء وشكلت بعثة برئاسة "جورج كارو"من معهد الآثار الألماني بأثينا وقد تمكنت تلك البعثة وفي ظروف عصيبة أن تكتشف تمثال زيوس كبير آلهة الأولمب المصنوع من البرنز وهو أروع الأعمال البرنزية التي عثر عليها حتى الآن هذا بالإضافة إلى تمثال لفارس صغير يمتطي جواداً.
    جماعة أبحاث ما تحت البحر :
    بعد أن توقفت أعمال الاستكشاف في المهدية منذ الحرب العالمية الأولى إلى أن بدأ العلم البحري الفرنسي الشهير "جاك إيف كوستو" مؤسس جماعة أبحاث ما تحت البحر بالاشتراك مع فيليب تاييه وفردريك دوماس بالغوص في شمال إفريقيا بالقرب من مدينة قرطاجنة القديمة ،وسمعوا بما قام به ميرلين قبل أربعين عاماً واتصلوا به وعرضوا عليه استئناف النشاط بيد أنه كان قد بلغت من الشيخوخة فاعتذر وتمنى لهم الحظ ولم يستطيعوا أن يحددوا الموقع واستمرت عملية البحث الدقيق في أعماق البحر المتوسط خمسة أيام دون جدوى إلى أن استطاع أحد الغواصين تحديد موقع عامود تحت الماء وكان ذلك بمثابة إعادة اكتشاف السفينة.
    لم تعد المشكلات التي كانت تواجه ميرلين من تقنيات وأنواء وتيارات بحرية معاكسة وغيرها من مشكلات مدة الغوص والإضاءة تزعج علماء الآثار الغارقة بعد التطور الذي شهدته التقنيات توفير أكسجين ورئة مائية حتى أمكن في ذلك الوقت للغواص أن يبقى تحت الماء مدة تزيد عن ربع الساعة وهي التي كانت في حدود الخمس دقائق قبل أربعين عاماً ،وتعتبر بعثة "كوستو" في المهدية هي النقلة الثالثة في تاريخ علم الآثار الغارقة لأنها المرة الأولى التي تستخدم فيها الرئة المائية في أعمال الكشف الأثري.
    استخدام مضخة في التنقيب تحت الماء :
    كانت سفينة شحن يونانية قديمة قد غرقت بكامل حمولتها من الأمفورات المليئة بالخمر اليوناني بالقرب من "جران كونجلوية "بفرنسا وكانت الصدفة وصيادوا الإسفنج وراء اكتشاف حطام هذه السفينة عندما كان غواص فرنسي يغوص عند منحنى حجري طبيعي على عمق مائة قدم ،بعيداً عن اللسان الغربي لجزيرة "جران كونجلوية" فوجد كمية كبيرة من الجرار القديمة تبرز من بين الطين في القاع وأصيب الغواص ونقل قصته إلى جماعة البحث عن الآثار تحت الماء" وجهز كوستو سفينة "كاليبسو" واتجهوا إلى جران كونجلويه في أغسطس 1952ورافق السفينة مدير متحف الآثار بمرسليا واستقرت السفينة على مسافة عشرة أميال من الشاطئ
    وتحقق كوستو من رواية الغواص واستطاع أن يلتقط عددا من الأواني الفخارية وهي عبارة عن أواني شراب صنعت في إيطاليا خلال القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد، واستطاع غواصو الكاليبسو انتشال العديد من الأواني والجرات ثم واجهتهم صعوبة انتشال الجرات التي طمر معظمها في طين القاع لأنها كانت تنكسر إذا ما حاولوا نزعها أو جذبها ، ولأول مرة استخدم المنقبون مضخة شفط كبيرة مثبته على سارية خشبية ثبتت بدورها على الجزيرة وكان الهواء المضغوط يشفط الطين المتجمد بالإضافة إلى الجرات وكسر الفخار وينقلها إلى السطح حيث تفصل الجرار عن الطين ومياه البحر بواسطة شبكة كبيرة بسرعة 12جالون في الدقيقة بينما يقوم عالمان أثريان بفحص ما ترفعه المضخة من منقولات وبقايا أثرية ثمينة.
    صادفت بعثة الكاليبسو صعوبات عديدة واجهتها البعثات السابقة فقد كان عدد الأثريين قليلاً وعدد الغطاسين قليلاً أيضاً ورغم الخبرة التي اكتسبها كوستو ورفاقة إلا أنه لم يكن أكاديمياً لذا كان لعدم درايتهم الأكاديمية بأهمية ما ينتشلون فقد كان الإهمال قد يدمر أثراً هاماً لعدم درايتهم بتلك الأهمية ، وكان عدم وجود الأثري المتخصص بين الغواصيين في الماء سبباً وراء تلك السلبيات ، وكان استخدام المضخة رغم سرعته في إنجاز العمل إلا أنه كانت له سلبيات منها تهشم الكثير من الجرات والأواني وربما كانت وفرة أعداد الأواني والأمفورات الغارقة هي العزاء الوحيد لتلك السلبية لكن يبقى أن تلك هي المرة الأولى التي تستخدم فيها المضخة في أعمال التنقيب تحت الماء.
    استخدام الدوائر التليفزيونية في توجيه الغواصين :
    للتغلب على الصعوبات التي واجهت الكاليبسو خاصة في عدم دراية الغواصين بأهمية الآثار التي ينتشلونها وافقت شركة "طوسن هستون الإلكترونية" على إعارة كاميرات تليفزيونية وكابلات وخبراء فنيون وصممت عدسة ذات زوايا رؤية متسعة وقمرة بمكبر صوت وبها مكيروفون يتصل بغرفة المتابعة على ظهر السفينة كاليبسو ليتمكن علماء الآثار من متابعة ما يحدث في الأعماق وتوجيه الغواصين وقد نجحت التجربة الأولى لهذه الكاميرا في متابعة الحفر على عمق
    65 قدماً.

    الزورق المجهز لحفائر تحت الماء:
    كانت مدينة "بورت رويال" ملاذاً للقراصنة ومخبأ لكنوز الهنود الغربيين وسوق مستمرة تجد بها كل البضائع المنتقاة المستوردة على الدوام ، وبلغ بأهلها الفجور ونمت أموالهم من الكسب الحرام حتى أنها وصفت وأهلها بأنهم أكثر الشعوب دعارة وفجورا وبعداً عن الله وتقع المدينة على لسان من الأرض في البحر الكاريبي وأراد الله أن يحيق بها دماراً جزاءا بما فعل أهلها وكان أن مادت بها الأرض وزلزلت زلزالها الأقوى وانقسمت المدينة بالأخاديد المخيفة واختفى ثلثي المدينة ومات ما يزيد عن ألفي شخص من سكانها وغاص معظم المدينة في البحر.
    كانت المدينة حلما يراود الأثريين فالمدينة تقبع في الأعمال وتزخر بذهبها وأموالها وثرواتها ولكن لم يحاول أحد من الأثريين أن يذهب إلى هناك حتى عام 1956 عندما ذهب مستكشف ومخترع وغواص أمريكي يدعى"إدوين أ.لينك" في قاربه ليستكشف المدينة الغارقة وكان في مخيلته أنه يمكنه رؤية المدينة من خلال الماء الصافي الذي تشتهر به سواحل جامايكا لكنه صدم للظلام التام الذي يحيق بالقاع بسبب تيارات الجداول الجبلية في موقع بورت رويال التي حملت أطناناً من الطمي إلى الميناء فتراكمت عليها الرواسب الطينية. حاول لينك أن يطهر بعض المساحات من القاع بحفر عمق ياردتين ووصل لحصن جيمس لكنه تبين أن أدواته لا تصلح لتلك العملية وأنه من المستحيل رفع أي شئ من أنقاض المدينة من الأعماق وحدد احتياجاته قبل أن يرحل ليعود من جديد بعد إعداد التجهيزات اللازمة.
    صمم لينك أول مركب للبحث خصيصاً عن آثار تحت الماء صنعه من المعدن باطنه من الزجاج المصفح ويبلغ طوله 91 قدماً له سواري وقوائم وأوناش كهربائية لرفع الأشياء الثقيلة من الأعماق وزود القارب الرادار وآلات سماع صدى الصوت وكل ما توصل إليه العلم من آلات وأدوات الاستكشاف وجهز حجرة خاصة للغوص ومخزناً للرئات المائية وأقنعة الوجه والزعانف كما جهز أيضاً لنش غواص للشعب المرجانية والصخرية زوده بأجهزة يدوية لتحديد الموقع بارتجاع صدى الصوت.
    وتعتبر تلك هي المحاولة الأولى في تاريخ علم الآثار الغارقة لإجراء مسح أثري تحت الماء باستخدام أجهزة الموجات فوق الصوتية حيث قام بحار شهير بمساعدة لينك في المسح الأثري وكانت المناطق الضحلة تعنى المباني بينما المناطق العميقة يكون رجع الصدى فيها بطيئاً واستطاع لينك أن يرسم خريطة للمدينة في محاولة ناجحة لاستخدام العلم الحديث في خدمة الآثار الغارقة. كما استخدم لينك جهاز الكشف عن المعادن عن بعد ويعتبر هذا الكشاف المعدني أحد أهم التطورات التي شهده علم آثار تحت الماء والذي حقق نتائج باهرة جعلته من الأدوات التي لا يمكن أن يستغني علم آثار تحت الماء.
    كما استخدم لينك مصعد هوائي بحيث يستخدم ضغط الهواء في الكشف عن الآثار ولكنه كان يثير زوابع من الطمي ويعكر الماء ويمنع الرؤية واستطاع لينك التغلب على تلك المشكلة بإنزال غواصين يتحسسون مواضع الآثار قبل أن يعمل المصعد الهوائي. كما يعزى لينك الفضل في ملاحظة التغيرات التي تلحق بالآثار وتدمرها إذ استخرجت فجأة الماء حيث تتفتت بعض المواد لذا كان يضعها في ماء من نفس البيئة التي استخرجت منها وأصبح ذلك قاعدة تتبع في كافة أعمال انتشال الآثار الغارقة.
    مدن تتنفس تحت الماء :
    تطور علم الآثار تحت الماء تطوراً سريعاً في العشرين عاماً الماضية رغم أنه لا يزال علم وليد بالمقارنة مع علم الآثار الأرضية فلا زال هناك العديد من المدن الغارقة تنتظر من يكشف عنها أو يستكملوا ما سبق وكشفوا بعضاً منه مثل بورت رويال والمهدية وغيرها.
    هناك مدن نسمع عنها أنها غرقت بالكامل تحت مياه البحار مثل مدينة Ys "إس" على ساحل بريتاني بفرنسا والتي حيكت حولها أساطير جعل منها لغزاً باهراً والتي يرجع تاريخها للعصر الروماني إذ توجد خريطة يرجع تاريخها للقرن الرابع الميلادي تظهر فيها مدينة إس على حافة البحر في خليج الدونارنيز ويحتمل أن المدينة تعرضت لفيضان مدمر عام
    395 أو فيضان عام 441 المدمر ، ولما كان الساحل البريتاني عميقاً لذا فيتعذر حالياً الكشف عن هذه المدينة.

    هناك أيضاً مدينة "هلايك" والمعروفة باسم "بومبيي الغارقة" وهي مدينة يونانية ورد ذكرها في الإلياذة وقد حاق بها دمار مفاجئ عندما ضربها زلزال قوي وغمرها فيضان شديد مدمر عام 369 قبل الميلاد، إذ يحدثنا بوذانياس عن تلك الكارثة قائلاً : في بادئ الأمر اهتزت الأرض بالمدينة حتى الأعماق بواسطة زلزال وحينئذ انشقت فجأة وانهار كل شئ بنى عليها. ساقطاً في الأعماق ولم يبق لها أثر بعد ذلك ويقال إن الزلزال أعقبته مصيبة أخرى أحدثتها هذه المرة الفيضان الموسمي العالي للبحر غمر المدينة والريف ،إن غابة بوسيدون المقدسة غمرت لدرجة أن المرء لا يستطيع أن يرى قمم الأشجار المغمورة إلا بصعوبة ، إن غضب الرب قد حاق بهذه المدينة المنكوبة خلال عاملين أولهما أنها دكت ثم بعد ذلك ابتلت بكل سكانها".
    وقد ذكر الكثير من الكتاب الكلاسيكين أنهم شاهدوا أنقاض هذه المدينة تحت الماء وربما يرجع السبب وراء اختفاء تلك المدينة عن الأنظار أنها غرقت ، أما مصب نهرين فلا شك أن ترسيباتهما الغرينية قد غطتها تماماً حتى بلغ سمك الطمي المتماسك فوقها عشرين متراً حتى إن مدمرة ألمانيا غرقت في نفس الموقع غرست في الطين. نسمع أيضاً عن مدن أخرى لا زالت تحت الماء مثل مدن بورا وآحيا تنتظر الخروج للنور لكن ليس هناك أهم من الإسكندرية بين مدن العالم القديم الذي لا يزال برج فنارها القديم "فاروس" راقداً تحت الماء حتى الآن رغم الجهود التي بذلها علماء آثار تحت الماء المصريين والفرنسيين فقد كان هذا الفنار إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة شيده بطليموس الثاني عام 279 ق.م على الركن الشمالي الشرقي لجزيرة فاروس ويبلغ طوله خمسمائة قدم وكان يعلوه تمثال ضخم لإله البحر بوسيدون وظل الفنار يعمل هاديا للسفن ونصب طيلة ألف عام ثم ضربه زلزال تلو الآخر حتى زلزال القرن الرابع عشر الذي هدمه تماماً وغرقت معظم أجزاء الفنار عدا الطابق الأسفل الذي أعيد استخدام أحجاره في بناء قلعة قايتباي عام 1480.



    لللأمانة الموضوع منقول
    [FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=Blue][IMG]http://img7.imageshack.us/img7/5206/8ea5f273c6.jpg[/IMG]


    نحن لا نستسلم [I]ننتصر أو نموت[/I][/COLOR][/SIZE][/FONT] [IMG]http://up106.arabsh.com/s/f66s4mjff5.jpg[/IMG]
يعمل...
X