السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى في سورة هود 7: وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء
قال الله تعالى في سورة هود 7: وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء
روى البخاري (2953) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن نَاسا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سألوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالوا : جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ ؟ قَالَ : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ)
فتسلسل الخلق كما يستدل من حديث البخاري:
- كان الله ولم يكن شيء
- خلق الله العرش والماء وكان عرشه على الماء وفيه اختلاف هل خلق الله الماء أولا أم العرش ولكن الأرجح والله أعلم خلق العرش
- خلق الله القلم روى الإمام أحمد والترمذي من حديث عبادة بن الصامت عن النبي أنه قال: أول ما خلق الله القلم، ثم قال اكتب فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة
فخلق القلم كان لكتابة ما هو كائن إلى يوم القيامة لما يخص الخلق وكان الأول واما خلق العرش والماء كان لخاصته سبحانه وتعالى.
- خلق الله اللوح المحفوظ وكتب فيه كل ما يكون إلى يوم القيامة كما قال تعالى : وكل شيئ احصيناه في امام مبين
روى مسلم في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألفسنة وكان عرشه على الماء- ثم خلق الله تعالى السموات والأرض وخلق كل شيء من ماء روى ابن حبان وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شىء خلق من الماء
- ففي خلق السماوات والأرض كانتا رتقا أي متلاصقتان معا من أصل واحد وهو الماء فمن الماء جعل الله الخلق فأخرج من الماء دخان فسماه أي ارتفع عنه فجعلها سماء ومن الماء أيبس (أي أصبح منها اليابسة) منها فبقيت عليه فجعلها ارضا كما قال كثير من المفسرين:
تفسير ابن كثير، البقرة 29 :
(كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء . فلما أراد أن يخلق الخلق ، أخرج من الماء دخانا ، فارتفع فوق الماء فسما عليه ، فسماه سماء . ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة)
قال ناس من الصحابة في تفسير آية "ثم استوى إلى السماء":
إنَّ اللَّهَ تعالى كانَ عرشُهُ علَى الماءِ ولم يخلُقْ شيئًا قبلَ الماءِ ، فلمَّا أرادَ أن يخلُقَ الخلقَ أخرجَ منَ الماءِ دخانًا فارتفعَ ، ثمَّ [ أيبَسَ ] الماءَ فجعلَهُ أرضًا ، ثمَّ فتقَها فجعَلَها سبعَ أرضينَ ، إلى أن قال : فلمَّا فرغَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِن خلقِ ما أحبَّ استَوَى علَى العرشِ
المحدث: الألباني - المصدر: مختصر العلو للذهبي - 54
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
قال الخطيب الشربيني: "عرش الرحمن كان على الماء قبل خلق السموات والأرض كما قال تعالى: {وكان عرشه على الماء} (هود: 7)
ثم إن الله تعالى أحدث في ذلك الماء اضطرابا فأزبد وارتفع فخرج منه دخان فأما الزبد فبقي على وجه الماء فخلق منه اليبوسة وأحدث منه الأرض وأما الدخان فارتفع وعلا فخلق منه السموات"
(السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير) (3/ 507)
- ولكن الحدث المهم هنا أن الله قد خلق الأرض أولا بكل ما فيها ومن ثم خلق السماوات السبع ولكن الانفجار العظيم يقتضي أن السماوات والأرض خلقا معا وهذا يعارض سياق هذه الآيات:
قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ* ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت:9-12].
والحدث هنا كما نرى أن الله تعالى استوى إلى السماء ولم تكن سوى دخان بعض أن خلق الأرض وما فيها والدليل انه قال "ثم" (وهي تدل على الترتيب مع التراخي في الزمن أي بعد خلق الأرض)
أي كانت السماء دخان ومن ثم قضى السماء ان تكون سبع سموات وخلق سماء الأرض وما فيهن من شمس وقمر ونجوم وكواكب.
هذا والله تعالى أعلم
فتسلسل الخلق كما يستدل من حديث البخاري:
- كان الله ولم يكن شيء
- خلق الله العرش والماء وكان عرشه على الماء وفيه اختلاف هل خلق الله الماء أولا أم العرش ولكن الأرجح والله أعلم خلق العرش
- خلق الله القلم روى الإمام أحمد والترمذي من حديث عبادة بن الصامت عن النبي أنه قال: أول ما خلق الله القلم، ثم قال اكتب فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة
فخلق القلم كان لكتابة ما هو كائن إلى يوم القيامة لما يخص الخلق وكان الأول واما خلق العرش والماء كان لخاصته سبحانه وتعالى.
- خلق الله اللوح المحفوظ وكتب فيه كل ما يكون إلى يوم القيامة كما قال تعالى : وكل شيئ احصيناه في امام مبين
روى مسلم في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألفسنة وكان عرشه على الماء- ثم خلق الله تعالى السموات والأرض وخلق كل شيء من ماء روى ابن حبان وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شىء خلق من الماء
- ففي خلق السماوات والأرض كانتا رتقا أي متلاصقتان معا من أصل واحد وهو الماء فمن الماء جعل الله الخلق فأخرج من الماء دخان فسماه أي ارتفع عنه فجعلها سماء ومن الماء أيبس (أي أصبح منها اليابسة) منها فبقيت عليه فجعلها ارضا كما قال كثير من المفسرين:
تفسير ابن كثير، البقرة 29 :
(كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء . فلما أراد أن يخلق الخلق ، أخرج من الماء دخانا ، فارتفع فوق الماء فسما عليه ، فسماه سماء . ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة)
قال ناس من الصحابة في تفسير آية "ثم استوى إلى السماء":
إنَّ اللَّهَ تعالى كانَ عرشُهُ علَى الماءِ ولم يخلُقْ شيئًا قبلَ الماءِ ، فلمَّا أرادَ أن يخلُقَ الخلقَ أخرجَ منَ الماءِ دخانًا فارتفعَ ، ثمَّ [ أيبَسَ ] الماءَ فجعلَهُ أرضًا ، ثمَّ فتقَها فجعَلَها سبعَ أرضينَ ، إلى أن قال : فلمَّا فرغَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِن خلقِ ما أحبَّ استَوَى علَى العرشِ
المحدث: الألباني - المصدر: مختصر العلو للذهبي - 54
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
قال الخطيب الشربيني: "عرش الرحمن كان على الماء قبل خلق السموات والأرض كما قال تعالى: {وكان عرشه على الماء} (هود: 7)
ثم إن الله تعالى أحدث في ذلك الماء اضطرابا فأزبد وارتفع فخرج منه دخان فأما الزبد فبقي على وجه الماء فخلق منه اليبوسة وأحدث منه الأرض وأما الدخان فارتفع وعلا فخلق منه السموات"
(السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير) (3/ 507)
- ولكن الحدث المهم هنا أن الله قد خلق الأرض أولا بكل ما فيها ومن ثم خلق السماوات السبع ولكن الانفجار العظيم يقتضي أن السماوات والأرض خلقا معا وهذا يعارض سياق هذه الآيات:
قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ* ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت:9-12].
والحدث هنا كما نرى أن الله تعالى استوى إلى السماء ولم تكن سوى دخان بعض أن خلق الأرض وما فيها والدليل انه قال "ثم" (وهي تدل على الترتيب مع التراخي في الزمن أي بعد خلق الأرض)
أي كانت السماء دخان ومن ثم قضى السماء ان تكون سبع سموات وخلق سماء الأرض وما فيهن من شمس وقمر ونجوم وكواكب.
هذا والله تعالى أعلم
تعليق