بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
حفظ الأسرار أدب إسلامي وأخلاقي عام، والأسرار الزوجية أشد خصوصية عن أي أسرار أخرى، سواء كانت تلك الأسرار خاصة بالعلاقة الزوجية أو بمشكلات البيت
وإفشاء الأسرار بدون دافع قهري من شأنه أن يجهض الولاء للأسرة عامة وللحياة الزوجية خاصة ويزرع الشكوك والظنون وانعدام الثقة، كما أن طيران المشكلة خارج البيت يعني استمرارها واشتعال أوارها، خصوصًا إذا وصلت إلى أهل أحد الزوجين فلن يكون الحكم عادلًا؛ في الغالب لأنهم يسمعون من طرف واحد، وقد تأخذهم الحمية تجاه ابنهم أو ابنتهم.
قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء:34] هذا كله خبر، ومقصوده الأمر بطاعة الزوج والقيام بحقه في ماله وفي نفسها في حال غيبة الزوج، فقوله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ} أي من النساء التي يؤدين حقوق الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحقوق أزواجهن من الطاعة والتقدير والاحترام {قَانِتَاتٌ} أي مطيعات لله في أزواجهن {حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ}، الغيب: خلاف الشهادة، أي حافظات لمواجب الغيب، إذا كان الأزواج غير شاهدين لهن، حفظن ما يجب عليهن حفظه في حال الغيبة من الفروج والأموال والبيوت.
{بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} أي بحفظ الله إياهن وعصمتهن بالتوفيق لحفظ الغيب فالمحفوظ من حفظه الله، أي لا يتيسر لهن الحفظ إلا بتوفيق الله، أو المعنى: بما حفظ الله لهن من إيجاب حقوقهن على الرجال، أي عليهن أن يحفظن حقوق الزوج في مقابلة ما حفظ الله لهن حقوقهن على أزواجهن؛ حيث أمرهم بالعدل عليهن، وإمساكهن بالمعروف، وإعطائهن أجورهن، فقوله {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} يجري مجرى ما يقال: هذا بذاك، أي في مقابلته، وجعل المهايمي الباء للاستعانة حيث قال: "مستعينات بحفظه مخافة أن يغلبن عليهن نفوسهن وإن بلغن من الصلاح ما بلغن"، وفي سياق الكلام ما يشير إلى محذوف يفهم ضمنا وذلك أن الثناء عليهن من قبل الله تعالى يستوجب من الرجل إكرام المرأة الصالحة والإحسان إليها والرفق بها لضعفها (1).
وفي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم: «خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك» (2).
قال المناوي:
"ومن فاز بهذه فقد وقع على أعظم متاع الدنيا وعنها قال في التنزيل: {قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ}قال داود عليه السلام: "مثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب كلما رآها قرت بها عيناه، ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير".
ومن حفظها لغيبته أن لا تفشو سره، فإن سر الزوج قلما سلم من حكاية ما يقع له لزوجته لأنها قعيدته وخليلته (3).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة» (4).
ومن حفظ السر عدم نشر ما يكون بين الزوجين متعلقًا بأمور الجماع ونحوه
وقد ثبتت أحاديث في تحريم ذلك، منها قوله صلى الله عليه وسلم:
«إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها» (5).
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«هل منكم رجل إذ أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله؟»
قالوا: نعم.
قال: « ثم يجلس بعد ذلك فيقول: فعلت كذا فعلت كذا» فسكتوا
ثم أقبل على النساء فقال: «هل منكن من تحدث؟» فسكتن،
فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها؛
فقالت: "يا رسول الله! إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن"
فقال: «هل تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانًا في السكة فقضى حاجته والناس ينظرون إليه» (6).
وقد نقل الغزالي رحمه الله رواية عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق زوجته، فقيل له: ما الذي يريبك فيها؟
فقال: العاقل لا يهتك سر امرأته، فلما طلقها قيل له: لم طلقتها؟ فقال: ما لي وامرأة غيري.
وقال جرير يرثِي امرأته في عفافها ومحافظتها على حديثه:
كانَت إذا هَجَرَ الخَليل فِرَاشَهَا خَزْنَ الحَدِيثِ وعفَّت الأسرارِ (7).
حفظ الأسرار أدب إسلامي وأخلاقي عام، والأسرار الزوجية أشد خصوصية عن أي أسرار أخرى، سواء كانت تلك الأسرار خاصة بالعلاقة الزوجية أو بمشكلات البيت
وإفشاء الأسرار بدون دافع قهري من شأنه أن يجهض الولاء للأسرة عامة وللحياة الزوجية خاصة ويزرع الشكوك والظنون وانعدام الثقة، كما أن طيران المشكلة خارج البيت يعني استمرارها واشتعال أوارها، خصوصًا إذا وصلت إلى أهل أحد الزوجين فلن يكون الحكم عادلًا؛ في الغالب لأنهم يسمعون من طرف واحد، وقد تأخذهم الحمية تجاه ابنهم أو ابنتهم.
قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء:34] هذا كله خبر، ومقصوده الأمر بطاعة الزوج والقيام بحقه في ماله وفي نفسها في حال غيبة الزوج، فقوله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ} أي من النساء التي يؤدين حقوق الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحقوق أزواجهن من الطاعة والتقدير والاحترام {قَانِتَاتٌ} أي مطيعات لله في أزواجهن {حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ}، الغيب: خلاف الشهادة، أي حافظات لمواجب الغيب، إذا كان الأزواج غير شاهدين لهن، حفظن ما يجب عليهن حفظه في حال الغيبة من الفروج والأموال والبيوت.
{بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} أي بحفظ الله إياهن وعصمتهن بالتوفيق لحفظ الغيب فالمحفوظ من حفظه الله، أي لا يتيسر لهن الحفظ إلا بتوفيق الله، أو المعنى: بما حفظ الله لهن من إيجاب حقوقهن على الرجال، أي عليهن أن يحفظن حقوق الزوج في مقابلة ما حفظ الله لهن حقوقهن على أزواجهن؛ حيث أمرهم بالعدل عليهن، وإمساكهن بالمعروف، وإعطائهن أجورهن، فقوله {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} يجري مجرى ما يقال: هذا بذاك، أي في مقابلته، وجعل المهايمي الباء للاستعانة حيث قال: "مستعينات بحفظه مخافة أن يغلبن عليهن نفوسهن وإن بلغن من الصلاح ما بلغن"، وفي سياق الكلام ما يشير إلى محذوف يفهم ضمنا وذلك أن الثناء عليهن من قبل الله تعالى يستوجب من الرجل إكرام المرأة الصالحة والإحسان إليها والرفق بها لضعفها (1).
وفي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم: «خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك» (2).
قال المناوي:
"ومن فاز بهذه فقد وقع على أعظم متاع الدنيا وعنها قال في التنزيل: {قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ}قال داود عليه السلام: "مثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب كلما رآها قرت بها عيناه، ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير".
ومن حفظها لغيبته أن لا تفشو سره، فإن سر الزوج قلما سلم من حكاية ما يقع له لزوجته لأنها قعيدته وخليلته (3).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة» (4).
ومن حفظ السر عدم نشر ما يكون بين الزوجين متعلقًا بأمور الجماع ونحوه
وقد ثبتت أحاديث في تحريم ذلك، منها قوله صلى الله عليه وسلم:
«إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها» (5).
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«هل منكم رجل إذ أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله؟»
قالوا: نعم.
قال: « ثم يجلس بعد ذلك فيقول: فعلت كذا فعلت كذا» فسكتوا
ثم أقبل على النساء فقال: «هل منكن من تحدث؟» فسكتن،
فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها؛
فقالت: "يا رسول الله! إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن"
فقال: «هل تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانًا في السكة فقضى حاجته والناس ينظرون إليه» (6).
وقد نقل الغزالي رحمه الله رواية عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق زوجته، فقيل له: ما الذي يريبك فيها؟
فقال: العاقل لا يهتك سر امرأته، فلما طلقها قيل له: لم طلقتها؟ فقال: ما لي وامرأة غيري.
وقال جرير يرثِي امرأته في عفافها ومحافظتها على حديثه:
كانَت إذا هَجَرَ الخَليل فِرَاشَهَا خَزْنَ الحَدِيثِ وعفَّت الأسرارِ (7).
تعليق