بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
قال الله تعالى : إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)
هاتان الآيتان الكريمتان جاءتا في اخر الربع الأول من سورة الفجر, وهي سورة مكية, يدور محورها الرئيسي حول قضية البعث بعد الموت,
وهي من القضايا الأساسية في العقيدة الإسلامية .
وتبدأ السورة الكريمة بقسم من الله تعالى بالفجر, وهو يمثل الفترة الزمنية التي يبزغ فيها أول خيط من الشفق الصباحي على جزء من سطح الأرض، فيعمل ذلك على محو ظلمة الليل بالتدريج حتى شروق الشمس,
ويبدأ ذلك بوضع الجزء من الأرض الذي يبزغ عليه الفجر في وضع تبدو الشمس منه وكأنها على بعد 18,5 درجة تحت الأفق، وتظل ترتفع في حركتها الظاهرية حول الأرض, والتي تتم بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس حتى ظهور حافة الشمس العليا عند الأفق فتشرق الشمس.
والفجر الصادق يمثل أول النهار من الناحية الشرعية .
وظاهرة الفجر تدور مع الأرض في دورتها اليومية حول محورها أمام الشمس, فتنتقل من منطقة إلى أخرى بانتظام حتى تمسح سطح الأرض كله بالتدريج, وهي ظاهرة تُصاحَب بقدر من الصفاء البيئي والنقاء لا تساويها فترة أخرى من فترات اليوم في ذلك، فتتميز بالنداوة, والرقة والهدوء, وبانعكاس ذلك كله على مختلف أنواع الخلائق,
وربما كان ذلك وغيره من مبررات هذا القسم الإلهي بالفجر, والله تعالى غني عن القسم لعباده,
والمقصود من ورود الآية القرآنية بصيغة القسم هو تنبيهنا إلى أهمية الأمر الذي جاء به القسم .
ويلي القسم بالفجر قسم ثان بـ" لَيَالٍ عَشْرٍ" ، وقد قيل فيها أنها الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان, ومن ضمنها ليلة القدر التي وصفها الحق تبارك وتعالى بأنها" خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ " , ويأتي في مقابلتها الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة, وفيها يوم عرفة الذي وصفه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه أفضل يوم عند الله , ووصف العشر من ذي الحجة بأنه ما من أيام بأفضل منها عند الله .
ثم يأتي قسم ثالث بالشفع والوتر ، وفيه قيل أن المقصود بذلك الصلاة, ومنها الشفع كالصلاة الثنائية والرباعية, ومنها الوتر كالمغرب وختام الصلاة في آخر الليل .
ويلي ذلك قسم رابع بـ"اللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ" ، وأصل السري هو السير بالليل, وإسناد ذلك إلى الليل قيل فيه أنه مجاز بمعنى يسري فيه ، وحذفت ياؤه في الآية الكريمة وصلاً ووقفاً, وقيل أنه ليس بمجاز؛ وذلك لتعاقب كلٍ من الليل والنهار على سطح الأرض بفعل دوران الأرض حول محورها أمام الشمس حتى يخرج نصفها المظلم من انطباق ظلمة السماء على ظلمة الأرض، وذلك بدخول طبقة نور النهار بينهما, وانتقال ظلمة ليل الأرض إلى جزء آخر منها كان يعمه نور النهار
ولا يخفى على عاقل فوائد تعاقب كلٍ من الليل والنهار على سطح الأرض, وعلى الحياة الأرضية .
-يُتبع -
قال الله تعالى : إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)
هاتان الآيتان الكريمتان جاءتا في اخر الربع الأول من سورة الفجر, وهي سورة مكية, يدور محورها الرئيسي حول قضية البعث بعد الموت,
وهي من القضايا الأساسية في العقيدة الإسلامية .
وتبدأ السورة الكريمة بقسم من الله تعالى بالفجر, وهو يمثل الفترة الزمنية التي يبزغ فيها أول خيط من الشفق الصباحي على جزء من سطح الأرض، فيعمل ذلك على محو ظلمة الليل بالتدريج حتى شروق الشمس,
ويبدأ ذلك بوضع الجزء من الأرض الذي يبزغ عليه الفجر في وضع تبدو الشمس منه وكأنها على بعد 18,5 درجة تحت الأفق، وتظل ترتفع في حركتها الظاهرية حول الأرض, والتي تتم بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس حتى ظهور حافة الشمس العليا عند الأفق فتشرق الشمس.
والفجر الصادق يمثل أول النهار من الناحية الشرعية .
وظاهرة الفجر تدور مع الأرض في دورتها اليومية حول محورها أمام الشمس, فتنتقل من منطقة إلى أخرى بانتظام حتى تمسح سطح الأرض كله بالتدريج, وهي ظاهرة تُصاحَب بقدر من الصفاء البيئي والنقاء لا تساويها فترة أخرى من فترات اليوم في ذلك، فتتميز بالنداوة, والرقة والهدوء, وبانعكاس ذلك كله على مختلف أنواع الخلائق,
وربما كان ذلك وغيره من مبررات هذا القسم الإلهي بالفجر, والله تعالى غني عن القسم لعباده,
والمقصود من ورود الآية القرآنية بصيغة القسم هو تنبيهنا إلى أهمية الأمر الذي جاء به القسم .
ويلي القسم بالفجر قسم ثان بـ" لَيَالٍ عَشْرٍ" ، وقد قيل فيها أنها الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان, ومن ضمنها ليلة القدر التي وصفها الحق تبارك وتعالى بأنها" خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ " , ويأتي في مقابلتها الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة, وفيها يوم عرفة الذي وصفه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه أفضل يوم عند الله , ووصف العشر من ذي الحجة بأنه ما من أيام بأفضل منها عند الله .
ثم يأتي قسم ثالث بالشفع والوتر ، وفيه قيل أن المقصود بذلك الصلاة, ومنها الشفع كالصلاة الثنائية والرباعية, ومنها الوتر كالمغرب وختام الصلاة في آخر الليل .
ويلي ذلك قسم رابع بـ"اللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ" ، وأصل السري هو السير بالليل, وإسناد ذلك إلى الليل قيل فيه أنه مجاز بمعنى يسري فيه ، وحذفت ياؤه في الآية الكريمة وصلاً ووقفاً, وقيل أنه ليس بمجاز؛ وذلك لتعاقب كلٍ من الليل والنهار على سطح الأرض بفعل دوران الأرض حول محورها أمام الشمس حتى يخرج نصفها المظلم من انطباق ظلمة السماء على ظلمة الأرض، وذلك بدخول طبقة نور النهار بينهما, وانتقال ظلمة ليل الأرض إلى جزء آخر منها كان يعمه نور النهار
ولا يخفى على عاقل فوائد تعاقب كلٍ من الليل والنهار على سطح الأرض, وعلى الحياة الأرضية .
-يُتبع -
تعليق