قتل تميم بالمشقر
قال هشام : أرسل وهرز بأموال وطرف من اليمن إلى كسرى ، فلما كانت ببلاد تميم دعا صعصعة بن ناجية المجاشعي ، جد الفرزدق الشاعر ، بني تميم إلى الوثوب عليها ، فأبوا ، فقال : كأني بأبي بكر بن وائل وقد انتهبوا ، فاستعانوا بها على حربكم ، فلما سمعوا ذلك وثبوا عليها وأخذوها ، وأخذ رجل من بني سليط يقال له النطف خرجا فيه جوهر ، فكان يقال : " أصاب فلان كنز النطف " فصار مثلا .
وصار أصحاب العير إلى هوذة بن علي الحنفي باليمامة ، فكساهم وحملهم وسار معهم حتى دخل على كسرى ، فأعجب به كسرى ودعا بعقد من در فعقد على رأسه ، فمن ثم سمي هوذة " ذا التاج " ، وسأله كسرى عن تميم هل من قومه أو بينه وبينهم سلم ؟ فقال : لا بيننا إلا الموت . قال : قد أدركت ثأرك ، وأراد إرسال الجنود إلى تميم ، فقيل له : إن ماءهم قليل ، وبلادهم بلاد سوء ، وأشير عليه أن يرسل إلى عامله بالبحرين ، وهو إزاد فيروز بن جشيش الذي سمته العرب المكعبر ، وإنما سمي بذلك لأنه كان يقطع الأيدي والأرجل ، فأمره بقتل بني تميم ، ففعل ، ووجه إليه رسولا ، ودعا هوذة وجدد له كرامة وصلة ، وأمره بالمسير مع رسوله ، فأقبلا إلى المكعبر أيام اللقاط ، وكانت تميم تصير إلى هجر للميرة واللقاط ، فأمر المكعبر مناديا ينادي : ليحضر من كان هاهنا من بني تميم ، فإن الملك قد أمر لهم بميرة وطعام . فحضروا ودخلوا المشقر ، وهو حصن ، فلما دخلوا قتل المكعبر رجالهم واستبقى غلمانهم ، وقتل يومئذ قعنب الرياحي ، وكان فارس يربوع ، وجعل الغلمان في السفن وعبر بهم إلى فارس .
[ ص: 425 ] قال هبيرة بن حدير العدوي : رجع إلينا بعدما فتحت إصطخر عدة منهم ، وشد رجل من بني تميم يقال له عبيد بن وهب على سلسلة الباب فقطعها وخرج ، واستوهب هوذة من المكعبر مائة أسير منهم فأطلقهم .
( حدير بضم الحاء المهملة ، وفتح الدال ) .
قال هشام : أرسل وهرز بأموال وطرف من اليمن إلى كسرى ، فلما كانت ببلاد تميم دعا صعصعة بن ناجية المجاشعي ، جد الفرزدق الشاعر ، بني تميم إلى الوثوب عليها ، فأبوا ، فقال : كأني بأبي بكر بن وائل وقد انتهبوا ، فاستعانوا بها على حربكم ، فلما سمعوا ذلك وثبوا عليها وأخذوها ، وأخذ رجل من بني سليط يقال له النطف خرجا فيه جوهر ، فكان يقال : " أصاب فلان كنز النطف " فصار مثلا .
وصار أصحاب العير إلى هوذة بن علي الحنفي باليمامة ، فكساهم وحملهم وسار معهم حتى دخل على كسرى ، فأعجب به كسرى ودعا بعقد من در فعقد على رأسه ، فمن ثم سمي هوذة " ذا التاج " ، وسأله كسرى عن تميم هل من قومه أو بينه وبينهم سلم ؟ فقال : لا بيننا إلا الموت . قال : قد أدركت ثأرك ، وأراد إرسال الجنود إلى تميم ، فقيل له : إن ماءهم قليل ، وبلادهم بلاد سوء ، وأشير عليه أن يرسل إلى عامله بالبحرين ، وهو إزاد فيروز بن جشيش الذي سمته العرب المكعبر ، وإنما سمي بذلك لأنه كان يقطع الأيدي والأرجل ، فأمره بقتل بني تميم ، ففعل ، ووجه إليه رسولا ، ودعا هوذة وجدد له كرامة وصلة ، وأمره بالمسير مع رسوله ، فأقبلا إلى المكعبر أيام اللقاط ، وكانت تميم تصير إلى هجر للميرة واللقاط ، فأمر المكعبر مناديا ينادي : ليحضر من كان هاهنا من بني تميم ، فإن الملك قد أمر لهم بميرة وطعام . فحضروا ودخلوا المشقر ، وهو حصن ، فلما دخلوا قتل المكعبر رجالهم واستبقى غلمانهم ، وقتل يومئذ قعنب الرياحي ، وكان فارس يربوع ، وجعل الغلمان في السفن وعبر بهم إلى فارس .
[ ص: 425 ] قال هبيرة بن حدير العدوي : رجع إلينا بعدما فتحت إصطخر عدة منهم ، وشد رجل من بني تميم يقال له عبيد بن وهب على سلسلة الباب فقطعها وخرج ، واستوهب هوذة من المكعبر مائة أسير منهم فأطلقهم .
( حدير بضم الحاء المهملة ، وفتح الدال ) .