خاما أقطي: معناه خمان الأرض باليونانية فيما زعم الغافقي وهو الخمان الصغير أيضاً وأقطي هو الخمان الكبير، وسنذكره فيما بعد.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
كتاب الجامع لمفرادات الأدوية والأغذيه لإبن البيطار
تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
-
خبازي: بعض علمائنا منه بستاني يقال له الملوكية ومنه بري معرب ومنه كبير كالخطمي. ديسقوريدوس في الثانية: الخبازي البستاني وهو الذي يسميه أهل الشام الملوكية يصلح للأكل أكثر مما يصلح البري وهو رديء للمعدة ملين للبطن ويدر البول وخاصة قضبانه نافعة للأمعاء والمثانة، وورقه إذا مضغ نيئاً وتضمد به مع شيء من الملح نقى نواصير العين وأنبت فيها اللحم، وإذا احتجنا أن نحمل به استعملناه بلا ملح، وإذا تضمد به كان صالحاً للسع للزنابير والنحل، وإذا دق وهو نيء وخلط بزبد وتمسح به أحد لم تأخذ فيها لسعتها، وإذا تضمد به مع البول أبرأ قروح الرأس الرطبة والنخالة وإذا طلي على الجسد بعصارة ورقه وحدها أو مخلوطة بدهن لم تلدغه الزنابير للزوجتها، وإذا طبخ ورقه ودق ناعماً وخلط به زيت ووضع على حرق النار والجمرة نفع منها، وطبيخه إذا جلس فيه النساء لين صلابة الأرحام والمقعدة وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة، وسوقه وورقه إذا طبخ بأصوله نفع من الأدوية القتالة، وينبغي أن يشرب ويتقيأ ويفعل ذلك دائماً وقد ينفع من لسعة الرتيلا ويدر اللبن، وبزره إذا خلط ببزر الحندقوقي البري وشرب بشراب سكن أوجاع المثانة. جالينوس في السابعة: أما الملوكية البرية وهي الخبازي فقوتها قوة تحلل وتلين قليلاً، وأما الملوكية التي تزرع في البساتين والمباقل فبحسب ما فيها من الرطوبة المائية تكون قوتها أضعف وبزرهما جميعاً أقوى منهما، وفضل قوته عليها بحسب فضل نسبته، ومن الملوكية صنف آخر يقال لها ملوكية الشجر وهو بين هاتين إلا أن تحليله أكثر من تحليل المذكورتين وله اسم يخص به وهو الخطمي. الشريف: وإذا طبخ ورقه بالماء وخبص به على الدماميل والأورام التي يحتاج إلى تفجرها حللها وفتحها وأخرج ما فيها من المواد، وقد يهيأ منه حقن موافقة للذع الأمعاء والرحم والمقعدة. ابن ماسويه: هو بارد رطب في الأولى وخاصة البستاني منه رديء للمعدة الرطبة نافع من وجع المثانة وبزره أنفع وهو صالح في الخشونة الحادثة في الصدر والرئة والمثانة، وإذا طبخ بدهن وضمدت به الأورام الحادثة في المثانة والكلي نفع، وإن ضمد به الأورام الحارة سكنها وأذهبها. سفيان الأندلسي: تنفع غذاء من السعال اليابس الحادث عن خشونة الصدر وبزرها إذا أضيف إلى أدوية الحقن أزال ضرر الأدوية الحادة.
تعليق
-
خبة: هو بزر يشبه بزر الخشخاش أو أثق منه ونباته يشبه اللسان، وإذا سقط زهره يخلف أوعية كالقرون لطاف دقاق فيها بزر وقد ذهب جماعة إلى أنه البودري. أبو حنيفة: هي التي تسمى بالفارسية السنة تحمل من عندنا إلى العراق وهو حب أصفر إلى السواد يسير يؤكل ويشرب باللبن والنساء يولعن بشربها. المجوسي: أجودها الحمراء المجلوبة من بلاد الأكراد وهي حارة رطبة ورطوبتها قوية تنفع أصحاب السوداء إذا شربت بالسكر وهي تخصب البدن وتسمّنه.
تعليق
-
خبث: جالينوس في الثامنة: كل خبث فهو يجفف تجفيفاً شديداً إلا أن خبث الحديد أشدّ تجفيفاً وإن أنت سحقته مع خلِ الخمر الثقيف جداً ثم طبخته صار منه دواء يجفف القيح الجاري من الأذن زماناً طويلاً حتى أن من يرى هذا الدواء ينطبخ يتعجب منه ولا يصدق من قبل أن يمتحنه ويجربه إلا أن الأذن لا يمكن فيها أن تحتمل مثل هذا الدواء، فأما خبث الفضة فيخلط في المراهم التي تجفف. ديسقوريدوس في الخامسة: خبث النحاس أيضاً يغسل كما يغسل النحاس المحرق وقوته شبيهة بقوّته إلا أنه أضعف من النحاس المحرق، وأما خبث الحديد فإن قوّته شبيهة بقوة زنجار الحديد إلا أنه أضعف وإذا شرب بالسكنجبين منع مضرة الدواء القتال الذي يقال له أفونيطن وهو خانق النمر، وأما خبث الرصاص فأجوده ما كان منه في لونه شبيهاً بلون الكبريت الأصفر وكان كثيفاً مكنزاً عسر الرض ولم يخالطه شيء من الرصاص وكان أصفر صافياً شبيهاً في صفائه بالزجاج وقوة خبث الرصاص أشد قبضاً وقد يغسل في صلاية بأن يصب عليه الماء في إناء ثم لا يزال يفعل به كذلك إلى أن ينفذ خبث الرصاص ثم يترك حتى ينقص ما فيه من اللزوجة ويذهب عنه لون التفاح ويفعل به ذلك حتى تذهب خنارته وغلظه ثم يترك الماء حتى يرسب خبث الرصاص في أسفله ثم يصب عنه الماء ويؤخذ ويعمل منه أقراص ويرفع، وخبث الفضة قوته شبيهة بقوة موليدايا، ولذلك يقع في أخلاط المراهم المعروفة بالدكن والمراهم التي يختم بها القروح وهو قابض جداً. ابن سينا: خبث الحديد يحلل الأورام الحارة وينفع من خشونة الحقن ويقوي المعدة وينشف الفضلة ويذهب باسترخائها إذا سقي في نبيذ عتيق أو شرب بالطلاء ويمنع نزف البواسير وخصوصاً إذا نفع في نبيذ مخلوط به عتيق، ويمنع الحبل ويقطع نزف الحيض وهو غاية فيه وكذا في البول ويشد الدبر طلاء. التجربتين: خبث الحديد المنسحق منه الطافي على الحديد عند سبكه وهو الذي يعرفه الحدادون بلبن الحديد إذا خالط أدوية المعدة والكبد والطحال الرطبة والأعضاء الداخلة المحتاجة إلى التجفيف والقبض والأدوية النافعة من تقطير البول وقرحة الأمعاء والمثانة نفع من عللها نفعاً بليغاً، ويجب أن يلطف قبل ذلك بسحقه مع الخل وتجفيفه في الشمس. الغافقي: خبث الحديد يزيد في الباه ويحلل ورم الطحال، وإذا دق وغسل عشرين مرة أو أكثر وجعل في قدر وجعل عليه من الزيت العذب ما يغمره بثلاثة أصابع ويطبخ حتى يذهب الثلث، ثم جعل فيه أوقية من خزف مدقوق منخول ولعق منه كل غداة فإنه يصفي اللون ويذهب بفضول البدن.
تعليق
-
خبز: جالينوس: وأما الضماد المتخذ من خبز الحنطة نفسها فهو يجذب ويحلل من طريق أن في الخبز ملحاً وخميراً لأن في الخميرة قوة تجذب من عمق البدن وتحلل. ديسقوريدوس: والخبز المتخذ من سميد الحنطة التي وصفنا أكثر غذاء من الخشكار، وأما الخبز المعمول من دقيق الحنطة التي يقال لها سطابنو فإنه أخف وهو سريع النفوذ، وخبز الحنطة إن طبخ بمالقراطن أو عجن من غير أن يطبخ معه وخلط ببعض الحشائش الموافقة وتضمد به سكن الأورام الحارة بتليينه وتبريده التبريد اللين، والخبز اليابس العتيق يعقل البطن المسهلة إن كان وحده أو خلط بأشياء أخر، والخبز اللين إذا بلَ بماء وملح وتضمد به أبرأ من القوابي المزمنة. الرازي في الحاوي قال: قال جالينوس في أغذيته: الخبز الكثير النخالة سريع الخروج عن البطن قليل الغذاء وبالضد القليل النخالة يبطىء غاية الإبطاء في الخروج ويكثر غذاءه قال: وعجين مثل هذا الخبز لزج يمتد إذا مد، ولذلك هو أحوج إِلى التخمير وكثرة الدعك والعجن وأن لا يخبز من ساعته، وأما عجين الخبز الكثير النخالة فبضد ذلك، ولذلك لا يحتاج أن يلبث كثيراً في التنور وبين هذين خبز متوسط في كثرة النخالة وقلتها والنخالة تكثرها لأنه معمول من حنطة خفيفة الوزن رخوة وأن يكون معمولاً بغير استقصاء ويقل تغذية هذا، وأجود أنواع الخبز للاستمراء أكثرها اختماراً وأجودها عجيناً المنضج بنار معتدلة لئلا يشيط خارجه ويبقى داخله نيئاً فإن الخبز الذي هذا حاله رديء من أجل أن باطنه نيء وظاهره خزفي، وأما النار الضعيفة فتترك الخبز نيئاً وبعض أنواع الخبز أوفق لبعض الأبدان، وأوفق الخبز للذين يرتاضون رياضة صعبة كثيرة الذي لم يستحكم نضجه وليس فيه خمير ولا ملح كثير، وأما المشايخ والتاركين للرياضة والناقهين فالكثير الخمير المحكم النضج، فأما الفطير فإنه غير موافق لأحد من الناس ولا يقدر على استمرائه الفلاحون على أنهم أشد الناس وأكثرهم كداً فضلاً عن غيرهم، وهم أقوى الناس على استمراء جميع الأغذية الغليظة، وأما خبز الفرن فدون خبز التنور في الجودة لأن باطنه لا ينضج كنضج ظاهره وأما الذي يخبز في الطابق أو يدفن في الجمر وخبز الملة فكله رديء لأن باطنه نيء ولا ينضج بالسوية وأما الخبز المغسول فإنه قليل الغذاء، وهو أبعد أنواع الخبز عن توليد السدد لأن لزوجته وغلظه قد ذهبت عنه وصار هوائياً، والدليل على ذلك خفته في وزنه وارتفاعه فوق الماء. وقال روفس: الخبز الخشكار يلين البطن والحراري يعقله والمختمر يلين والفطير يسدد والرغيف الكبير أخف من الصغير وأكثر غذاء، وخبز الفرن أرطب من خبز التنور والملة تعقل والمعمول باللبن كثير الغذاء، والخبز الحار يسخن ويجفف والبارد لا يفعل ذلك، والخبز الذي من الحنطة الحديثة يسمن، وقال في موضع آخر منه: والخبز الذي ينثر عليه بزر الخشخاش يزيد في النوم والذي ينثر عليه الشونيز والكمون أكثر تجفيفاً ولا ينفخ بل يذهب النفخ، والخبز اللين أكثر غذاء وأشد ترطيباً وأسرع انحداراً، والخبز اليابس على خلاف ذلك. وقال ابن ماسويه: أفضل الخبز وأكثره غذاء السميذ وهو أبطأ انهضاماً لقلة نخالته، ويتلوه خبز الحواري في ذلك ثم خبز الخشكار وأحمد أوقات كله أكله في آخر اليوم الذي يخبز فيه أو من غد ذلك اليوم قبل أن يصلب ويجف، وحكى حنين عن ديوجانيس: أن خبز الملة أيبس الخبز وأبطؤه هضماً ولذلك يعطى لين البطن والبلة الرقيقة في المعدة. وقال في كتاب العادات: إن في الخبز الحار حرارة عرضية وفضل رطوبة بخارية فهو بسبب حرارته العرضية يعطش وبسبب الحالتين كلتيهما يشبع دفعة وأما الخبز البارد فلا يفعل شيئاً من ذلك لأن الحرارة العرضية ليست فيه والرطوبة البخارية قد تحللت منه. قالت الخوز: والخبز الحواري قوته تسمن البدن، وقال ماسرحويه: الخبز الفطير أكثر رياحاً من الخمير. الرازي في دفع مضار الأغذية: إن للخبز مع اعتياد الطبيعة ووروده عليها دائماً وجرى العادة بالاغتذاء منه مضار ينبغي أن تميز وتفصل فمنه السميذ والحواري والخشكار على مراتبها في ذلك من قلة النخالة وكثرتها والفطير والمختمر والكثير الملح والبورق والعديمة وخبز التنور والفرن والملة والطابق، فمن مضار خبز السميذ والحواري أنه أعسر خروجاً من البطن من الخشكار وأنه أكثر نفخاً وتوليداً للرياح وأنه يولد السدد في الكبد والحصاة في الكلي في المتغذي بذلك، ولذلك ينبغي أن يميل عنه إلى الخشكار من تعتريه الرياح الغليظة ويبس البطن وسدد الكبد وغلظ الطحال والحصاة في الكلى ويسرع إليه الامتلاء وتصيبه أوجاع المفاصل والتحجر فيها، ومما يدفع هذه المضار أن يكثر فيها من الخمير والبورق ويتعاهد الأكل بالسكنجبين البزوري وأخذ بزر البطيخ والكرفس مع السكر الطبرزد متى أحس بثقل تحت الأضلاع من الجانب الأيسر، والخبز الخشكار يتولد منه دم مائل إلى السواد ويكون ذلك منه بمقدار رداءته وقلة نقائه وأنه كلما كان أقل نقاء وأميل إلى السواد كان الدم الذي يتولد منه أقل مقداراً في نفسه وأغلظ وأميل إلى السواد، فيتولد عن إدمانه الأمراض السوداوية ويسرع بالهرم ويضعف عليه البدن ويقل الدم ويكون عنه الحكة والجرب والبواسير ونحوها، وإن كل من الخبز الخشكار بمقدار ما يتولد عنه من الدم المقدار الذي يحتاج البدن إليه احتاج أن تكون كميته أكثر من كمية الخبز الحواري كثيراً فثقل لذلك في المعدة ويربو وينفخ، ولا سيما إذا شرب عليه الماء ويتولد من ذلك فتوق من النفخ وإن قصر عن المقدار لم يتولد من الدم قدر الوفاء لحاجة البدن ويقل عليه اللحم الصلب وتذهب نضارته وحسن لونه ورطوبته، والذي يدفع هذه المضار أن يتأدم عليه بالإدهان والحلاوات والألبان ويد من ذلك، ويحذر التأدم عليه بالأملاح والكوامخ والحريفات ونحوها فإن ذلك يزيد في شره وقلة غذائه وسرعة خروجه من البطن فيقل استيفاء ما فيه من الغذاء أو في رداءة الدم المتولد منه حتى تتولد منه الأمراض التي ذكرنا، ويسرع أيضاً بالهرم والذبول، ولا سيما إن قلل شرب الماء عليه أو كان البلد مع ذلك يابساً أو حاراً أو مهنة الأكل مهنة متعبة، فلذلك ينبغي أن تدفع هذه المضار عنه باللبن الحليب وسائر الأدهان التي لا كيفية لها حارة كدهن السمسم، فأما الزيت فغير موافق وبعقيد العنب والسكر والتمر، فأما العسل فإنه أيضاً غير موافق لأنه يسرع بإخراجه إلا أن يقع مع دسم كثير ومع لبوب دسمة فتكسر منه وتسكنه وكذا بعقيد العنب والكمثري أوفق الحلاوات في هذا والزبد والسمن وفي الدسومات واللبن الحليب الذي لا حموضة فيه البتة أو ما ثرد فيه ثم الاسفيذباجات الدسمة، فأما كل طبيخ من حامض أو مالح أو خريف فرديء في هذا الوجه إلا أن هذا الخبز قليل الغذاء سريع الخروج، فالحلاوات تزيد في غذائه والدسومات تزيد أيضاً وتمنع قشفه ويبسه وجلاءه وجرده الأمعاء بكثرة نخالته وسرعة خروجه منها، وأما الخبز الفطير فرديء في توليد الرياح وإبطاء الخروج فلذلك يضر من يعتريه القولنج جداً، وهو أيضاً أسرع في توليد السدد والحصاة من المختمر من الخبز الحواري، فلذلك ينبغي أن يجتنب فإن اضطر إليه دفع ما يتولد عنه من هذه المضار بما ذكرنا مما يدفع به المضار المتولدة من الخبز الحواري، وأضر ما يكون بمن لا يتعب فأما من يتعب ويكد نفسه كداً شديداً فكثيراً ما يسلم منه وأما الخبز المخمر فيسلم من هذه الخلال إلا أّنه أقل منه وأضعف غذاء فمن كان شديد الكدّ وكان متخلخل البدن ضعف عن إدمانه، ومما يدفع به ذلك التأدم عليه بالآدام المغلظة واللزجة كلحوم الجملان والعجاجيل والهرايس والعصايد وترك التعب وتقليله، وكذا الحمام والتعريف والأغذية الحريفة والملطفة كالتوابل الحارة والبقول الحريفة والملح والمري والكوامخ والشراب العتيق جداً، فأما الحلواء الغليظة فنافعة في هذه الأحوال، وأما الكثير الملح والبورق فقليل الغذاء سريع الخروج وما بضده فقد بان كيف تدفع الضرر المتولد عن إدمانه بما تقدم من كلامنا وأما خبز التنور فأصلح من خبز الفرن في سرعة الهضم والخروج وقلة توليد النفخ والسدد والغلظ واللزوجات لكن خبز الفرن أوفق منه في كثرة الغذاء، ولذلك هو أصلح لمن يكد ويتعب ويحتاجون إلى غذاء متين قوي، وأما خبز الملة فأغلظ وأشد قوّة من خبز الفرن وأعسر خروجاً وأكثر غذاء إذا انهضم وليس يخفى مضاره وبماذا تدفع على ما فهم مما تقدم من كلامنا، وأما خبز الطابق فأخف من خبز التنور ولا سيما متى رقق فهو لذلك أعسر خروجاً وليس بأكثر غذاء من خبز التنور، وأما خبز الشعير فمنفخ مبكرد للبدن، ولذلك ينبغي أنه لا يأكله من لا يروم تبريد البدن به، بل إن اضطر إلى إدمانه فيستعمل بالعسل والتمر والإلية والاسفيذباجات الكثيرة التوابل ويشرب عليه ماء العسل ليأمن من تشكيه المفاصل وتوليد القولنج الصعب الشديد، وأما خبز الحمص فبطيء الإنهضام جداً، ولذلك لا يكاد ينزل، ولذلك ينبغي أن يكثر ملحه أو يؤكل بالملح متى اضطر إليه مضطر بأن يطرح في أمراق الاسفيذباجات المالحة الدسمة جداً فإنه متى لم يفعل به ذلك ولد أوجاعاً في المعدة صعبة وتبندق الثفل وعسر خروجه وآلم الكلى والأمعاء، وأما خبز الفول فمنفخ لا يكاد يدانيه في النفخ شيء من الحبوب، وهو مع هذا كثير الصعود إلى الرأس مثقل له فمن كان من الناس تعتريه الرياح في البطن فالأجود أن لا يقربه فإن اضطر إليه أكله مع الأمراق الدسمة وأخذ بعده من الفوذبخي والفلافلي والكموني ومن كان إنما يتأذى بصعوده إلى الرأس فليصطبغ بعده بخل.
تعليق
-
خرنوب: جالينوس في السابعة: قوة هذه الشجرة مجففة قابضة وكذا قوة ثمرتها وهو الخرنوب الشامي إلا أن في الثمرة شيء من الحلاوة وقد عرض لهذه الثمرة أيضاً شبه بما يعرض لثمرة القراصيا وذلك أنها ما دامت غضة فهي بإطلاق البطن أحرى، وإذا جففت حبست البطن من طريق أن رطوبتها تنحل ويبقى جوهرها الأرضي الذي شأنه التجفيف، وقال في أغذيته أيضاً: الخرنوب الشامي يولد خلطاً رديئاً وفيه خشبية، وإذا كان كذلك فهو ضرورة عسر الإنهضام، وفيه آفة عظيمة أنه لا ينحذر ولا يخرج عن البطن سريعاً، ولقد كان الأجود والأصلح أن لا يجلب هذا الخرنوب إلينا من البلاد المشرقية التي تكون فيها. ديسقوريدوس في الأولى: قراطيا وهو خرنوب شامي إذا استعمل رطباً كان رديئاً للمعدة مليناً للبطن، وإن جفف واستعمل كان أصلح للمعدة منه رطباً وعقل البطن وأدر البول وخاصة ما ربي منه بعصير العنب. الرازي في الحاوي: إذا دلكت الثآليل بالخرنوب الفج دلكاً شديداً أذهبتها البتة وقد رأيت ذلك. وقال في دفع مضار الأغذية: الخرنوب الشامي غير ضار للصدر والرئة ومعتدل في الإسخان فمتى لم يعرض عنه عقل الطبيعة وأكثر منه فينبغي أن يعتني بسرعة إخراجه من البطن، ومما يفعل ذلك ماء العسل والجلاب. التميمي في المرشد: الخرنوب الشامي ثلاثة أنواع حار في أوّل الدرجة الأولى، يابس في آخر الثانية، وهو حابس للبطن قاطع لدم الطمث إذا جرى في غير وقته وهو رديء للصدر والرئة مقوٍّ للمعدة وأفضل أنواعه كلها نوع يسمى الصيدلاني فهو ألين من النوعين الآخرين وأقوى حلاوة من جميعها وأيسرها خشبية وهو المأكول عندنا بالشام من الخرنوب فأما النوع الآخر فإنه يسمى الشابوني وقد يقارب في حلاوته الصيدلاني، غير أنه أحسن جسماً وأقوى خشبية وقد تأكله الأكرة والفلاحون. والنوع الثالث أغلظها جرماً وأقواها خشبية وفيه حلاوة ظاهرة وعسلية مع غلظة وخشبية وهو شديد القبض ظاهر اليبس ومنه نوع يتخذ منه بالشام رب الخرنوب، ومن أعجب ما فيه من قوة القبض أنه إذا أكل على الريق حبس البطن بالذي فيه من قوة القبض، وإذا طحن ونقع فيِ الماء واعتصر واتخذ من مائه الرب المسمى رب الخرنوب، كان ربه مطلقاً للبطن مائلاً إلى البرودة والرطوبة محرّكاً للمرار الأصفر بسرعة إستحالته إلى جوهرها إذا وافاها في المعدة فأما الخرنوب البري فإنه نحيف القرون رقيقها ضئيل لا حلاوة له ولا طعم وليس ينتفع بثمرته في شيء وإنما ترتعيه العنز.
تعليق
تعليق