إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سَلُوا اللهَ العافيةَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سَلُوا اللهَ العافيةَ


    سَلُوا اللهَ العافيةَ


    الْحَمدُ للهِ
    أيُّها المؤمنونَ : سَلُوا اللهَ العافيةَ .
    قَالَ عَليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : أيَّها الناسُ لا تَـمنَّوا لِقَاءَ العَدُّوِ ، وَسَلُوا اللهَ العافيةَ . رَوَاهُ البُخاريُّ وَمُسْلِمٌ .
    بَلْ عَـدَّ النبيُّ عَليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ العافيةَ أفضلَ ما أُعطِيَ العبدُ ، فقَالَ : سَلُوا اللهَ العافيةَ ، فإنَّهُ لم يُعْطَ عَبدٌ شيئا أفضلَ مِن العافيةِ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ والنسائيُّ فِي الكُبرى .
    وفي روايةٍ : سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ وَالْيَقِينَ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى .
    قَالَ ابنُ القيِّمِ : فَجَمَعَ بَيْنَ عَافِيَتَيِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَلا يَتِمُّ صَلَاحُ الْعَبْدِ فِي الدَّارَيْنِ إِلا بِالْيَقِينِ وَالْعَافِيَةِ، فَالْيَقِينُ يَدْفَعُ عَنْهُ عقوباتِ الآخِرَةِ، وَالْعَافِيَةُ تَدْفَعُ عَنْهُ أَمْرَاضَ الدُّنْيَا فِي قَلْبِهِ وَبَدَنِهِ .
    وَفِي سُنَنِ النَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ : " سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ، فَمَا أُوتِيَ أَحَدٌ بَعْدَ يَقِينٍ خَيْرًا مِنْ مُعَافَاةٍ ". وَهَذِهِ الثَّلاثَةُ تَتَضَمَّنُ إِزَالَةَ الشُّرُورِ الْمَاضِيَةِ بِالْعَفْوِ، وَالْحَاضِرَةِ بِالْعَافِيَةِ، وَالْمُسْتَقْبَلَةِ بِالْمُعَافَاةِ ؛ فَإِنَّهَا تَتَضَمَّنُ الْمُدَاوَمَةَ وَالاسْتِمْرَارَ عَلَى الْعَافِيَةِ . اهـ .

    وكُنت أقِفُ حينا مُتأمِّلاً ، وحِينا مُتسائلاً ، وأحيانا مُعتبِرا:
    لِمَاذا العافيةُ وَحْدَهَا ؟
    وأينَ تَكُونُ العافيةُ ؟


    العافيةُ .. عافيةٌ في الْـجَسَدِ .. وعافيةٌ في الولَدِ .. وعافيةٌ في الْمَالِ .. وَفَوقَ ذَلِكَ كُلِّهِ : العافيةُ في الدِّينِ .

    عافيةُ الْجَسَدِ .. وأنْتَ تَمْشِي على الأرضِ وَلَكَ وَئيدٌ ! وَصَوتٌ شديدٌ !
    بَـزَقَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما في كَفِّه فوَضَعَ عليها إصبَعَهُ ، ثُـمَّ قَالَ : قَالَ اللهُ : ابنَ آدمَ أنّى تُعجِزُني وقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ ؟ حتى إذا سوّيتُكَ وَعَدَلْتُكَ مشيتَ بَيْنَ بُردينِ وللأرضِ مِنَكَ وَئيدٌ ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ ، حتى إذا بَلَغْتِ التراقيَ قلتَ : أتصدُّقُ ! وأنّى أوَانُ الصَّدَقـةِ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ .

    عَافِيَةُ الْـجَسَدِ .. وَأنْتَ تَنْظُرُ لِلبَعِيدِ
    عَافِيَةُ الْـجَسَدِ .. وَأنْتَ تَسمَعُ لِلْهَمْسِ
    عَافِيَةُ الْـجَسَدِ .. وَأنْتَ تنامُ ملء َعينيكَ
    عَافِيَةُ الْـجَسَدِ .. وَأنْتَ تقومُ وَتَقْعُدُ
    عَافِيَةُ الْـجَسَدِ .. وَأنْتَ تَتَنفّسُ
    عَافِيَةُ الْـجَسَدِ وَأنْتَ تَنْطِقُ وَتَتكلّمُ وتُعبِّرُ عمَّا تُريدُ
    العافيةُ في السلامةِ مِنْ الآفاتِ
    العافيةُ في الأمْنِ في الأوطانِ ..
    العافيةُ في البَدَنِ ..
    العافيةُ في لذّة لُقْمَة العيشِ ..
    العافيةُ في كُلِّ شيءٍ ..


    أيُّها الكِرَامُ :
    توقّفتُ مَعَ مَوقِفيْنِ :
    أمَّا الأوَّلُ ؛ فَهُوَ لـ شيخٍ كَفِيفٍ .. دُعِيَ إلى تَـخريجِ حَفَظَةٍ لِكِتَابِ اللهِ .. فَألْقَى كَلِمَتَهُ ، ثُـمَّ قَالَ كلِمةً ..
    قَالَ : ما تمنّيتُ أنِّـي أُبصِرُ إلاَّ مَرّتينِ :
    مرّةً حِينَمَا سَمِعْتُ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) لأنظُرَ إليها نَظَرَ اعتبارٍ ..
    وَهَذِهِ مَرّةٌ ثانيةٌ لأرَى هَؤلاءِ الحَفَظَةَ ..
    هَلْ تأمَّلتَ هذا الْمَشْهَدَ لَرَجُلٍ أعمى يَتَمَنّى نِعْمَةَ البَصَرِ لِيَنْظُرَ فِيها في مَوقِفَينِ فَقَطْ؟

    وأمَّا الموقفُ الثانِي : فَهُوَ لِشَابٍ أصمٍّ أبْكَمٍ .. خَرَجَ يَوما مَعَ بَعْضِ أصْحَابِهِ ، وفي الطريقِ مَرُّوا بِمجموعَةٍ مِنَ الشَّبَابِ اجتمعوا عَلَى لَـهوٍ وِغَنَاءٍ وَطَرَبٍ .. وَقَفَ الشبَابُ بِصُحبةِ الأصمِّ .. ترجَّلُوا مِنْ سيّارَتِهِم .. اسْتَأذَنُوا ثُـمَّ جَلَسوا ..
    تَكلَّمُوا .. تَـحدَّثُوا .. ذَكّرُوا .. وَعَظُوا .. انتهى الكلامُ .. همُّوا بالانْصِرَافِ أَشَارَ إليهِمُ الأصمُّ أنِ انتظروا قليلاً ..
    أشَارَ إلى صَاحِبِهِ المترجِمِ أنْ يُترجِمَ لَهُ ..
    لَقَدْ قَالَ لَهُم الأصمُّ بِلُغَةِ الإشارَةِ : أَتَـمنّى أنَّ لِـيَ لِسَانا يَنْطِقُ .. لأذْكُرَ اللهَ بِهِ ..
    فَلَقَدْ وَقَعتْ كَلِماتُهُ عَلَى قلوبِ الْـجالسينَ ..
    وأثّرَتْ فِيهِم حَتى لامَسَتْ شِغافَ قُلوبِـهِم ..
    رُغْمَ أنَّهُ لَـمْ يَتَكلَّمْ ..
    وَمَعَ أنَّه لَـمْ يَنْطِقْ ..
    إلا أنَّ كَلِمَاتِهِ كَانَ لَها وقعٌ عَلَى نُفُوسِ الْـحاضرينَ .

    أما عَافيةُ الوَلَدِ .. فَفِي صلاحِ قَلْبِهِ وقَالَبِهِ
    وفي استقامتِهِ وهدايتِهِ .. وفي أنْ تُمتَّعَ بِهِ ..
    حَتى إذا شبَّ وَتَرَعْرَعَ تمنّيتَ أنْ تَدْفَعَ عَنْهُ بِالراحتينِ وَباليَدِ ..
    كَمَا قَالَ أبو الحسنِ التهاميِّ في ابنِهِ :
    لَوْ كنتَ تُمنَعُ خَـاضَ دُونَكَ فِتيةٌ *** مِنّـا بِحَارَ عَوَامِلٍ وشِفَارِ
    فَدَحَوا فُويق الأرضِ أرضا مِنْ دَمٍ *** ثُـمَّ انثنوا فَبَنَوا سَمَاءَ غُبارِ

    إلاّ أنه إذا نَـزَل القضاءُ ضَاقَ الفَضَاءُ ..

    وأمَّا العافيةُ في الْمَالِ فَفِي بَرَكَتِهِ .. وفي نَـمائهِ .. وفِي أنْ يَكونَ مَصدَرُهَ حَلالاً ، وَمَصْرِفُهُ حَلالاً .. وأنْ يُحْفَظَ مِنْ كُلِّ آفَـةٍ ..

    وأما العافيةُ في الأمْنِ؛ ففي الأوطانِ .. وفي الأمْنِ النفسي ..

    (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)

    والعافيةُ في توفّرِ لُقمَةِ العيشِ ..

    وفي الحديثِ : مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا . رَوَاهُ البُخَارِيُّ في " الأدَبِ المفْرَدِ " والترمذيُّ وابنُ مَاجَه ، وحسَّنَهُ الألبانيُّ .

    عبادَ اللهِ :
    حِينَمَا دَخَلتُ مَرّةً قِسْمَ الإسعافِ والطوارئِ عَلِمْتُ أنَّ العَافِيَةَ لا يَعدِلُـها شيءٌ
    فهذا يئنّ .. وذاكَ يَصْرُخُ مِنْ شِدّةِ الألَـمِ
    وَثَالِثٌ في غيبوبةٍ
    ورَابِعٌ قَدْ شُجَّ وَجْهُهُ
    وَخَامِسٌ يَنْـِزفُ جُرْحُـهُ

    فَعلمتُ عِلْمَ يقينٍ .. أنَّ العافيةَ والسلامةَ لا يَعدِلُـهُما شيءٌ ..
    هَذِهِ عافيةُ الدُّنيا ..

    وأما العافيةُ التي هِيَ فَوْقَ كُلِّ عافيةٍ .. فَعَافيةُ الدِّينِ ..
    العافيةُ في الإيمانِ .
    العافيةُ في الثباتِ على دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ .
    العافيةُ في اليقينِ .
    العافيةُ في السلامَةِ مِنَ الوَسْواسِ والشَّكِّ والرَّيْب .
    العافيةُ في سلامةِ القلبِ مِنْ كُلِّ شُبهةٍ وَشَهوةٍ ، وبَرَاءَتِه مِن كُلِّ فِتْنَةٍ ؛ فيَكونُ كَالْمِرَآةِ الصَقِيلةِ لا يَضرُّهَا مَا مرَّ على ظاهِرِهَا .
    العافيَةُ في العِلْمِ والْخَشيةِ ؛ بأن تَعْلَمَ فَتَخْشَى .
    العافيةُ في العِصْمَةِ مِنَ الذُّنُوبِ ..
    سُئلَ حَكِيمٌ : مَا العَافِيةُ ؟ قَالَ : أنْ يَمُرَّ بِكَ اليَومُ بِلا ذَنْبٍ ..

    لِذَا كَانَ يُقَالُ : من عُوفِي فَليَحْمَدِ اللهَ .

    وأمَّا عافيةُ الآخِرَةِ ؛ فَفِي السلامةِ مِن الْهَلَكاتِ ، وتخفيفِ الوقوفِ في العَرَصَاتِ
    وفي الخلاصِ مِنْ حُقوقِ العِبَادِ ، ومِنْ مُناقشَةِ الْـحِسَابِ .
    وفي عُبورِ الصِّراطِ ، والنُّورِ التامِّ يومَ القيامةِ ..


    ولا تَقتَصِرُ العافيةُ على الأحياءِ ، بَلْ تَتَعدّاهُم إلى الأمواتِ .
    فَفِي صحيحِ مُسلِمٍ مِنْ حديثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ .. الحديث .
    وعافيةُ الْمَيِّتِ : أن يَسْلَمَ مِن عذابِ القبْرِ ومِن فَتْنَةِ القَبْرِ ، وأن يُثبِّتَهُ اللهُ عند السؤالِ .
    وفي صحيحِ مُسلِمٍ مِنْ حديثِ بُرَيْدَةَ بنِ الحصيبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلاَحِقُونَ ، أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ .

    اللهمَّ لَكَ الحمدُ عَلَى العافيةِ ..
    وَلَكَ الْـحمدُ عَلى كُلِّ نِعمةٍ أَنعمتَ بِـها عَلينا في قديمٍ أو حديثٍ ، أو خاصةٍ أو عامَّةٍ ، أو سرٍّ أو علانية ..
    اللهمَّ لَكَ الحمدُ حَتّى ترَضَى وَلَكَ الحمدُ إذا رَضِيتَ وَلَكَ الحمدُ بَعْدَ الرِّضـا ..
    لَكَ الحمدُ على العافيةِ .. وَنَسْألُكَ العَفْوَ والعافيةَ في الدنيا والآخِرَةِ .

    كَانَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ في دُعَائهِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصبِحُ:

    اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسألُكَ العَفْوَ وَالعَافِيةَ فِي ديني وَدُنْيَايَ وَأهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِيني ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي. رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ وابنُ مَاجه .
    وكان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ في دُعائهِ : الَّلهُمّ أَصْلِحْ لِيْ سَمْعِي وَبَصَرِيْ ، وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَيْنِ مِنّي ، وَانصُرنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَأَرِنِي مِنْهُ ثَأْرِي . رَوَاهُ البخاريُّ في " الأدبِ المفْرَدِ " والترمذيُّ ، وَصَحَّحُهُ الألبانيُّ .
    وفي روايةٍ لَهُ مِنْ حَديثِ أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ : اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي .

    وَجَاءَ في حديثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أنَّهُ قَالَ : قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ :
    اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا .
    رَوَاهُ الترمذيُّ والنِّسائيُّ في الكُبْرى والْحَاكِمُ . وهو حديثٌ حَسَنٌ .

    مَنْ سَألَ الهَ فَلْيَسألْهُ العَفْوَ والعافيةَ فِي الدُّنيا وَفِي الآخِرةِ ..
    جَاءَ الْعَبَّاسُ رضيَ اللّهُ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُوُ بِهِ، فَقَالَ: سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ . قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ والبُخَاريُّ في " الأدَبِ المفْرَدِ " والترمذيُّ .
    وفي روايةٍ : سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ .

    وجَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: مَا أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى بَعْدَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؟ قَالَ: سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ. فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ. فَأَعَادَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ: سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ. فَقَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ: سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .

    وقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا : لَوْ عَرَفْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، مَا سَأَلْتُ اللَّهَ فِيهَا إِلاّ الْعَافِيَةَ . رَوَاهُ ابنُ أبي شيبةَ .
    وسَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلا يَتَمَنَّى الْمَوْتَ، فَرَفَعَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بَصَرَهُ، فَقَالَ: لا تَتَمَنَّى الْمَوْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَلَكِنْ سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ . رَوَاهُ ابنُ أبِي شيبةَ .
    وكان مِن هَدِي رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ يدعوَ للمريضِ : اللهُمَّ عَافِهِ، اللهُمَّ اشْفِهِ . كما في مسندِ الإمامِ أحمدَ .

    لِتَكُن العافيةَ مِنكَ عَلى بَالٍ ، وَأنْتَ تتقلّبُ في نِعمةٍ وَعَافيةٍ لا يَعْدِلُها شيءٌ
    قَالَ اللهُ تَعَالى : (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا)
    وفي الأثَرِ : إذا مَرِضَ العَبْدُ ثم عُوفيَ فَلَمْ يَزْدَدْ خَيرا ، قَالَتِ الملائكةُ عَليهمُ السَّلامُ: هَذا الذي دَاويناهُ فَلَمْ يَنْفَعْهُ الدَّواءُ !
    قَالَ أبو حيانَ الأندلسيُّ في تفسيرِ الآيةِ : وَهَذِهِ [الآيةُ] وَإِنْ كَانَتْ فِي الْكُفَّارِ ، فَهِيَ تَتَنَاوَلُ مِنَ الْعَاصِينَ مَنْ لا يُؤَدِّي شُكْرَ اللَّهِ عِنْدَ زَوَالِ الْمَكْرُوهِ عَنْهُ، وَلا يَرْتَدِعُ بِذَلِكَ عَنْ مَعَاصِيهِ ، وَذَلِكَ فِي النَّاسِ كَثِيرٌ . تَجِدُ الإِنْسَانَ يَعْقِدُ عِنْدَ مَسِّ الضُّرِّ التَّوْبَةَ وَالتَّنَصُّلَ مِنْ سَائِرِ الْمَعَاصِي ، فَإِذَا زَالَ عَنْهُ رَجَعَ إِلَى أَقْبَحِ عَادَاتِهِ . اهـ .




    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    جزاك الله خير الجزاء علي هذا الموضو ع الرائع فعلا انتم ياعضاء قدماء كنز قدماء .

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة بنعياد مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خير الجزاء علي هذا الموضو ع الرائع فعلا انتم ياعضاء قدماء كنز قدماء .

      اللهم آمين وإياكم أخي العزيز بنعياد

      بارك الله فيكم وبحضوركم الطيب

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4
        كلام في مثل الدرر عفاك الله في الدارين

        يقول الامام علي كرمه الله وجهه
        إن جلست لعالم فأنصت و إن جلست لجاهل فأنصت
        إن الانصات للعالم زيادة في العلم و الانصات للجاهل زيادة في الحلم

        ​إعـــــــلان:إعـــلان

        تعليق


        • #5
          اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة لي ولوالدي ولكل من له حق عليّ في الدنيا والآخرة


          والله يرزقك العفو والعافية والمعافاة أخي صباحو وينعم عليك وعلى والديك دنيا وآخرة

          اللهم آمين
          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #6
            الاخوة ابوسلطان وابوالطيب
            مرور طيفكم الراقي يرسم الابتسامة على وجهى
            أشكر حضوركم الجميل
            و ردودكم الطيبة الرائعة التي تحفز على المزيد من العطاء
            دمتم بكل الحب والخير


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق

            يعمل...
            X