مشكلة الرصد وفهم الرصد والسحر وما الى ذلك من ما يسمى ما وراء الطبيعة هي كالتالي
1- الاستدلال بايات لحقيقة وجود السحر لذلك نجد دائما من يكذب وجود السحر يهاجم فورا من قبل المسلمين برد جاهز مسبقا ان السحر موجود بالقران وانت بنفيك لوجود السحر تكون قد خالفت ما ذكر بالقران
2-عدم الاجتهاد للتدقيق بهذا الامر ونحن في القرن الواحد والعشرين والاكتفاء بقول الفقهاء سابقا عن هذه الامور وبهذا فان من ينفي ايضا وجود السحر فهو يعارض اقول الفقهاء
3- غرس هذه القصص والمعلومات عن السحرة والجن والشياطين والارصاد وما الى ذلك منذ الصغر باذهان الناس منذ الصغر لذلك يعيش معها وكأنها حقائق ثابتة لا تحتاج تدقيق
وذلك لكثرة ترداد الناس لها علما ان الغالبية العظمة نشأت على نفس المنهج ونفس القصص لاكن باختلافات بسيطة لذلك تجد الاقتناع بهذه الامور يصل حد النخاع
4- الفهم الخاطئ و الخوف من ان تجد نفسك قد نشأت على علوم من صغرك على انها حقيقة وتجد فيما بعد انها مجرد اساطير وخرافات ناتجة عن سوء فهم اما لقصة معينة او منهج او كلام عبر الزمن ومنها بدأت تتفرع جميع الاختلافات بالاراء حولها ولكن تبقى هي ومأنها حقيقة ثابته انما تختلف من علية الى اخرى

لذلك وجدت ان اشارككم في هذه المداخلة عسا ان اكون موفق فيها من الله لتبيان هذا الامر وكشف النقاب عن ما خفي او التبس في هذا الباب

بداية وبما ان الرصد هو من مشتقات السحر او احد علومه والسحر يزيد عن ثمانين باب مختلفة الطرق والاعمال والاختصاصات ولكن يبقى اللب الجوهري واحد
وهو التوصل عبر هذا العلم الى القوى الخارقة للعادة ومنها ما يكون بالكشف عن امور خفية او تسليط جن او او او او الخ
هذا هو المقصد العام من تعلم السحر لدى الناس وذلك لان الطبيعة البشرية في كل شخص فينا دائما تسعى الى الاختلاف والتميز بامر معين والكمال في ما يحتسبه الانسان انه نقص فيه

لنعد لصلب الموضوع ونرجع الى الاساس الصحيح الذي نملكه وهو المصحف وهنا اشدد وانوه ان عودتنا للمصحف وذلك لان المصحف هو الكلام الوحيد اللذي تكفل الله بحفظه
لماذا اشدد على ذلك لانك ان دخلت في غير المصحف فسوف تتوه وتضيع ويطول الكلام في ذلك .
اذا لنعود للمصحف
بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(101)وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(102)البقرة
هنا نجد ان السحر قد ذكر في هذه الاية ولكن لا نجد ان الله سبحانه وتعالى قد اثبت قوة السحر وانما اظهر كذب من يعمل به وانه على لاشيء من الصحة
ونجد ان اغلب الاخطاء لدى العامة هي في فهم قوله تعالى هنا
(وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) لان كثير من المفسرين اعتبرو (ما)موصولة ولكن في الحقيقة (ما) هي نافية وما انزل على الملكين اي انه لم ينزل على الملكين كما يظن الناس لان الملكين هم اثنثن من بني اسرائيل وهذا ما ذهب اليه كثير من المحققين
ان هاروت وماروت كانا رجلين من بني اسرائيل في بابل وانهما كانا يتظاهران بالصلاح والتقي اوهما الناس انهما ملكين وان ما يفعلانه من وحي السماء
وبلغ المكر من هذان الرجلان انهم كانا يقولان لاي شخص يريد ان يتعلم منهما انهم فتنة وانه اياك ان تكفر بالله وهذا ليزيد من يتعلم منهم في مصداقيتهم وظنه بهم انهم صادقين
وانهم يختبروك و ويفتنوك بان لاتكتب مما يعلموك ان تجلب امرأة متزوجة لغير زوجها ولا تكتب للجن ان يفرقو بين زوجين وهذا للتضليل وجعل المتدرب على ايديهم الظن بهم خير وان عملهم صحيح وان هذا العلم من السماء
الامر الثاني هو ان الشياطين هنا هم شياطين الانس وليس الجن لان قوله ما تتلو الشياطين يحتاج الى تلاوة يعني كلام وكلام الجن لا يسمعه البشر وذلك لعدم الاتصال بينهم

وهنا نأتي الى ان معنى الاية من اولها لاخرها تأتي في ان اليهود نبذو ما جائهم من عند الله وكذبوه واتبعو اكاذيب شياطين الانس وما اشتهر من خداع في زمنهم

نعود الان الى المصحف في ايات اخرى لنجد ذكر السحر في قصة موسى عليه السلام بقوله تعالى
قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ(111)يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ(112)وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ(113)قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ(114)قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ(115)قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ(116)وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ(117)فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(118)فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ(119)وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ(120)قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(121)رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ(122)قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ(123)لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ(124)قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ(125)وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ(126)

هنا نجد ان السحر هو كل ما عجز العقل عن ادراك اسبابه ونجد ايضا ان السحر ليس عاما اي انه لا ينطوي على جميع العقول
فمدلول هذه الايات نجد ان سحرة فرعون قامو بسحر اعين الناس اي انهم خدعو حاسة البصر لدى اعين الناس ولم يسحرو حاسة اللمس ولو ان احدا من القوم امسك بعصيهم وحبالهم لوجدها عصي وحبال لا تنفع ولا تضر وليست افاعي كما خيل لهم وهذا ما نراه الان بالاعاب السحرية فالسحر ليس سحرا للساحر نفسه لانه يعلم حقائق الامر وانما من يشاهده يظن انه خارق العادة لانه يجهل كيفية حدوث ذلك
اما السحرة نفسهم حين رأو ان عصاة موسى انقلبت لافعى حقيقة وابتلعت ما القو عرفو فورا بان هذا ليس خداع وانما حقيقة دامغة لا يفعلها انسان الا بمعجزات الاهية حق
لذلك سجدو حتى قبل ان يستأذنو من فرعون وهنا ايضا نجد ان الله يرينا ان السحر ما هو الا خداع وانه لا ينطوي على جميع العقول وهو لا يضر ولا ينفع
وانما جعل السحر كفر لان من يؤمن بالسحر سيتوجه لما يظنه قوى خفية ان تسانده وتساعده في تحقيق اموره وهذا شرك بالله ووهم


لا اريد الاطالة اكثر من ذلك والكلام في ذلك يطول لنذهب الان الى النتيجة النهائية ونختصر على انفسنا
الرصد هو جزء من السحر والسحر هو مجرد اكاذيب وخداع وليس فيه من الحق شيئا كما علمنا الله
وبذلك اختم كلامي
وصلى الله على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم

تقبلو مروري وبارك الله فيكم