بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السؤال:
ما هو العلم الذي ينتفع به ؟
والمقصود في حديث: ( إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث )
هل يقتصر فقط على العلم الشرعي أم يمتد إلى العلم الدنيوي النافع ؟
أنا حاصل على دكتوراة ، وقد أتاني الله من فضله علما لا بأس به في مجالات مختلفة ؛ في علوم الفيزياء والفلك والرياضيات ومواد أخرى ، وأريد أن أقوم بتأسيس موقعا الكترونيا لعمل سلسلة من المحاضرات المرئية في هذه المواد ؛ ليتمكن طلاب المدارس والجامعات من الاستفادة منها بالمجان ، مساعدة لهم على اجتياز المقررات الدراسية من جهة ، ومن الجهة الأخرى للتعرف على بديع خلق الله في الكون من خلال علم الفلك ، وأبتغي من ذلك وجه الله ،
فهل يندرج هذا العمل تحت العلم النافع الذي ينفعني بعد مماتي أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله
سُئِل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ) هل المراد به العلم الشرعي أم العلم الدنيوي ؟
فأجاب :
الظاهر أن الحديث عام ، كل علم ينتفع به فإنه يحصل له الأجر ، لكن على رأسها وقمتها العلم الشرعي ،
فلو فرضنا أن الإنسان توفي وقد علم بعض الناس صنعة من الصنائع المباحة ، وانتفع بها هذا الذي تعلمها فإنه ينال الأجر ، ويؤجر على هذا "
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (117/ 16).
ثم إن ما عزمت عليه من إنشاء هذا الموقع : أمر نافع حسن إن شاء الله ، ولا شك أن تعلم هذه الأشياء مفيد نافع للأمة ، بل هو من فروض الكفايات ، التي يجب أن يوجد في الأمة من يقوم بحاجتها وكفايتها فيها .
فإذا انضم إلى ذلك رغبتك في تيسير الصعب لإخوانك ، وإعانتهم على دراستهم فهو أعظم لأجرك عند الله ، متى أخلصت النية لله جل جلاله في مثل ذلك ،
وقد قال الله تعالى :
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة /7-6 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ..)
رواه مسلم (2699) .
والله أعلم .
المصدر
السؤال:
ما هو العلم الذي ينتفع به ؟
والمقصود في حديث: ( إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث )
هل يقتصر فقط على العلم الشرعي أم يمتد إلى العلم الدنيوي النافع ؟
أنا حاصل على دكتوراة ، وقد أتاني الله من فضله علما لا بأس به في مجالات مختلفة ؛ في علوم الفيزياء والفلك والرياضيات ومواد أخرى ، وأريد أن أقوم بتأسيس موقعا الكترونيا لعمل سلسلة من المحاضرات المرئية في هذه المواد ؛ ليتمكن طلاب المدارس والجامعات من الاستفادة منها بالمجان ، مساعدة لهم على اجتياز المقررات الدراسية من جهة ، ومن الجهة الأخرى للتعرف على بديع خلق الله في الكون من خلال علم الفلك ، وأبتغي من ذلك وجه الله ،
فهل يندرج هذا العمل تحت العلم النافع الذي ينفعني بعد مماتي أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله
سُئِل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ) هل المراد به العلم الشرعي أم العلم الدنيوي ؟
فأجاب :
الظاهر أن الحديث عام ، كل علم ينتفع به فإنه يحصل له الأجر ، لكن على رأسها وقمتها العلم الشرعي ،
فلو فرضنا أن الإنسان توفي وقد علم بعض الناس صنعة من الصنائع المباحة ، وانتفع بها هذا الذي تعلمها فإنه ينال الأجر ، ويؤجر على هذا "
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (117/ 16).
ثم إن ما عزمت عليه من إنشاء هذا الموقع : أمر نافع حسن إن شاء الله ، ولا شك أن تعلم هذه الأشياء مفيد نافع للأمة ، بل هو من فروض الكفايات ، التي يجب أن يوجد في الأمة من يقوم بحاجتها وكفايتها فيها .
فإذا انضم إلى ذلك رغبتك في تيسير الصعب لإخوانك ، وإعانتهم على دراستهم فهو أعظم لأجرك عند الله ، متى أخلصت النية لله جل جلاله في مثل ذلك ،
وقد قال الله تعالى :
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة /7-6 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ..)
رواه مسلم (2699) .
والله أعلم .
المصدر
تعليق