ما هي الآداب عند سؤال العلماء ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله
ما هي الآداب التي يجب أن يتحلى بها التلميذ عند سؤال شيخه
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
مِن أدب السؤال :
أن يبدأ بالسؤال عن الأهمّ ثم الْمُهمّ .
قال ابن القيم عن العِلم وتحصيلِه : فمن الناس من يُحْرَمه لعدم حُسْنِ سؤالِه ، أما لأنه لا يسألُ بِحَال ، أو يسألُ عن شيء وغيرُه أهمُّ إليه منه ، كمن يسألُ عن فُضُولِه التي لا يَضرُّ جهلُه بها ، ويَدعُ ما لا غِنى له عن معرفتِه ، وهذه حالُ كثيرِ من الْجُهّال المتعلِّمين ، ومِن الناس من يُحْرَمه لِسُوءِ إنْصَاتِه ، فيكونُ الكلامُ والمماراةُ آثَرَ عنده وأحَبَّ إليه مِن الإنصات ، وهذه آفةٌ كَامِنةٌ في أكثرِ النفوسِ الطَّالِبةِ للعِلْمِ ، وهي تمنَعُهُم عِلْماً كَثيرا ، ولو كان حَسَنَ الفهم . اهـ .
أن لا يُكثر السؤال إرْعَاء على شيخه .
وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يُكثِرُون السؤال .
قال عَبْد اللهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا قَالَ : قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ : قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَمَا تَرَكْتُ أَسْتَزِيدُهُ إِلاَّ إِرْعَاءً عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لمسلم .
قال النووي : وَقَوْلُهُ : " إِرْعَاءً " مَعْنَاهُ : إِبْقَاءً عَلَيْهِ ، وَرِفْقًا بِهِ . اهـ .
وقال ابن حجر : إِلاّ إِرْعَاءً عَلَيْهِ ، أَيْ : شَفَقَةً عَلَيْهِ لِئَلاّ يَسْأَمَ . اهـ .
وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَلُونِي ، فَهَابُوهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ . رواه مسلم .
أن يترفّق بشيخه ، ولا يُلِحّ عليه ، ويُحرجه .
ذَكَر عبدُ الله بنُ أحمد في كتاب العِلل له قال : كان عروةُ بنُ الزبيرِ يُحِبُّ مماراةَ ابنِ عباسٍ ، فكان يَخْزِن عِلمَه عنه ، وكان عبيدُ الله بن عبدِ الله بنِ عُتبة يُلَطِّف له في السُّؤال ، فَيَعِزّه بالعِلْم عزّا .
وقال ابن جريج : لم أسْتَخْرِج العِلْم الذي اسْتَخْرَجْتُ مِن عَطَاء إلاّ بِرِفْقِي بِهِ .
أن لا يسأل الشيخ وقد سبق أن سأل غيره مِن أهل العلم .
فإن هذا خلاف الأدب مع أهل العلم ، وهو يُوقِع شيخه في حَرَج .
ومثل هذا أن يسأل الشيخ عن قول لبعض أهل العلم ، أو عن فتوى ويُسمّي مَن أفتى بها .
فإذا أراد أن يسأل فليسأل عن القول أو الفتوى دون ذِكْر صاحب الفتوى ، إلاّ أن يكون القول مِن الأقوال المبتدعة ، والقائل مُبتَدِع ليُحذر منه .
قال ابن عبد البر : وَيُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ عَلَيْكَ إِذَا أَتَيْتَهُ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَيْهِ خَاصَّةً وَعَلَى الْقَوْمِ عَامَّةً ، وَتَجْلِسَ قُدَّامَهُ، وَلا تُشِرْ بِيَدَيْكَ , وَلا تَغْمِزْ بِعَيْنَيْكِ، وَلا تَقُلْ: قَالَ فُلانٌ خِلافَ قَوْلِكَ، وَلا تَأْخُذْ بِثَوْبِهِ , وَلا تُلِحَّ عَلَيْهِ فِي السُّؤَالِ؛ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ النَّخْلَةِ الْمُرْطِبَةِ لا يَزَالُ يَسْقُطُ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْء .
أن لا يُمْلِي على شيخه - مِن خلال السؤال - الإجابة التي يُريدها السائل !
فإن مِن الناس مَن يسأل ويُغلِّف الإجابة مع السؤال ؛ إما بِذِكر بعض الأدلة ،أو بعض أقوال أهل العلم ! وهذا كأنه يقول : أجبني بهذا الجواب الذي قلتُ لك !
أن يُصغي إلى شيخه ويُحْضِر قَلْبَه ليَفهم عن شيخه .
ذَكَر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال : مَن كان حَسَنَ الفهم رَديءَ الاستماع لم يَقُم خَيْرُه بِشَرِّه .
أن يجلس بين يديه جلسة المتأدِّب ، إذا كان يسأله مباشرة ، وهو قريب منه ، فإن جبريل عليه السلام عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ . كما في صحيح مسلم .
وهنا :
هل يجوز للإنسان أن يسأل عمّا بدا له ؟ أم يدخل ذلك في كثرة السؤال المَنهي عنها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=14838
ما هي آداب المستفتي ، وهل يجوز لي السؤال لأمر لم يقع معي والقصد منه العلم فقط ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15648
وبالله تعالى التوفيق .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله
ما هي الآداب التي يجب أن يتحلى بها التلميذ عند سؤال شيخه
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
مِن أدب السؤال :
أن يبدأ بالسؤال عن الأهمّ ثم الْمُهمّ .
قال ابن القيم عن العِلم وتحصيلِه : فمن الناس من يُحْرَمه لعدم حُسْنِ سؤالِه ، أما لأنه لا يسألُ بِحَال ، أو يسألُ عن شيء وغيرُه أهمُّ إليه منه ، كمن يسألُ عن فُضُولِه التي لا يَضرُّ جهلُه بها ، ويَدعُ ما لا غِنى له عن معرفتِه ، وهذه حالُ كثيرِ من الْجُهّال المتعلِّمين ، ومِن الناس من يُحْرَمه لِسُوءِ إنْصَاتِه ، فيكونُ الكلامُ والمماراةُ آثَرَ عنده وأحَبَّ إليه مِن الإنصات ، وهذه آفةٌ كَامِنةٌ في أكثرِ النفوسِ الطَّالِبةِ للعِلْمِ ، وهي تمنَعُهُم عِلْماً كَثيرا ، ولو كان حَسَنَ الفهم . اهـ .
أن لا يُكثر السؤال إرْعَاء على شيخه .
وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يُكثِرُون السؤال .
قال عَبْد اللهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا قَالَ : قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ : قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَمَا تَرَكْتُ أَسْتَزِيدُهُ إِلاَّ إِرْعَاءً عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لمسلم .
قال النووي : وَقَوْلُهُ : " إِرْعَاءً " مَعْنَاهُ : إِبْقَاءً عَلَيْهِ ، وَرِفْقًا بِهِ . اهـ .
وقال ابن حجر : إِلاّ إِرْعَاءً عَلَيْهِ ، أَيْ : شَفَقَةً عَلَيْهِ لِئَلاّ يَسْأَمَ . اهـ .
وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَلُونِي ، فَهَابُوهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ . رواه مسلم .
أن يترفّق بشيخه ، ولا يُلِحّ عليه ، ويُحرجه .
ذَكَر عبدُ الله بنُ أحمد في كتاب العِلل له قال : كان عروةُ بنُ الزبيرِ يُحِبُّ مماراةَ ابنِ عباسٍ ، فكان يَخْزِن عِلمَه عنه ، وكان عبيدُ الله بن عبدِ الله بنِ عُتبة يُلَطِّف له في السُّؤال ، فَيَعِزّه بالعِلْم عزّا .
وقال ابن جريج : لم أسْتَخْرِج العِلْم الذي اسْتَخْرَجْتُ مِن عَطَاء إلاّ بِرِفْقِي بِهِ .
أن لا يسأل الشيخ وقد سبق أن سأل غيره مِن أهل العلم .
فإن هذا خلاف الأدب مع أهل العلم ، وهو يُوقِع شيخه في حَرَج .
ومثل هذا أن يسأل الشيخ عن قول لبعض أهل العلم ، أو عن فتوى ويُسمّي مَن أفتى بها .
فإذا أراد أن يسأل فليسأل عن القول أو الفتوى دون ذِكْر صاحب الفتوى ، إلاّ أن يكون القول مِن الأقوال المبتدعة ، والقائل مُبتَدِع ليُحذر منه .
قال ابن عبد البر : وَيُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ عَلَيْكَ إِذَا أَتَيْتَهُ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَيْهِ خَاصَّةً وَعَلَى الْقَوْمِ عَامَّةً ، وَتَجْلِسَ قُدَّامَهُ، وَلا تُشِرْ بِيَدَيْكَ , وَلا تَغْمِزْ بِعَيْنَيْكِ، وَلا تَقُلْ: قَالَ فُلانٌ خِلافَ قَوْلِكَ، وَلا تَأْخُذْ بِثَوْبِهِ , وَلا تُلِحَّ عَلَيْهِ فِي السُّؤَالِ؛ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ النَّخْلَةِ الْمُرْطِبَةِ لا يَزَالُ يَسْقُطُ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْء .
أن لا يُمْلِي على شيخه - مِن خلال السؤال - الإجابة التي يُريدها السائل !
فإن مِن الناس مَن يسأل ويُغلِّف الإجابة مع السؤال ؛ إما بِذِكر بعض الأدلة ،أو بعض أقوال أهل العلم ! وهذا كأنه يقول : أجبني بهذا الجواب الذي قلتُ لك !
أن يُصغي إلى شيخه ويُحْضِر قَلْبَه ليَفهم عن شيخه .
ذَكَر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال : مَن كان حَسَنَ الفهم رَديءَ الاستماع لم يَقُم خَيْرُه بِشَرِّه .
أن يجلس بين يديه جلسة المتأدِّب ، إذا كان يسأله مباشرة ، وهو قريب منه ، فإن جبريل عليه السلام عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ . كما في صحيح مسلم .
وهنا :
هل يجوز للإنسان أن يسأل عمّا بدا له ؟ أم يدخل ذلك في كثرة السؤال المَنهي عنها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=14838
ما هي آداب المستفتي ، وهل يجوز لي السؤال لأمر لم يقع معي والقصد منه العلم فقط ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15648
وبالله تعالى التوفيق .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
تعليق