ابن عثيمين وجهوده في التفسير وعلوم القرآن
- ملخص الرسالة.
اشتملت الرسالةُ على مقدمة ، وتمهيد ، وأربعة أبواب ، وخاتمة :
بيَّنتُ في المقدمةِ الأسبابَ التي دعتني إلى اختيارِ الموضوع ، وأهمها إبرازُ اهتمامِ الشيخ بالتفسير؛ هذا الجانبُ الذي خَفِي على كثيرٍ مِن محبي الشيخ ومتابعي تراثه ، فضلاً عن غيرهم .
وأما التمهيدُ فكانَ للتعريفِ بالشيخِ ابن عثيمين مِن جانبين هما : حياته الشخصية , وحياته العلمية , ولم أتوسّع فيهما استغناءً بمن كتب قبلي في هذا الجانب حيث عرَّفت بأشهر الكتب المؤلَّفة في ذلك .
وأما البابُ الأول فكانَ لبيانِ جهوده ومصادره في التفسير وعلوم القرآن , حيث ذكرتُ مَدَى عنايتهِ بتفسير القرآن ، ومجالات تلكَ العناية إذْ بلغت سبعَ مجالات , ثم ذكرتُ آثارهُ في التفسير وعلوم القرآن وهي كثيرةٌ ومتنوعة مثل كتابهِ أحكامٌ مِن القرآن الكريم وكتابه أصولٌ في التفسير , ثم بيَّنت أنَّ تفسيرهُ وأرائه في علومِ القرآن ليستْ محصورةً بالكتبِ الخاصة بهما , بل يوجد لـه الكثير منهما مبثوث بين ثنايا كتبه الكثيرة مثل كتابه شرحُ العقيدة الواسطية , وكتابه القولُ المفيد بشرح كتاب التوحيد , ثم بيَّنتُ مصادرهُ في التفسير وعلوم القرآن ومنهجه في الاستفادةِ منها , وبيَّنتُ أنَّه اعتمدَ اعتماداً كبيراً على كتبِ وأراء شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله , كما اعتمد أيضاً على تفسير ابن جرير الطبري, وتفسير ابن كثير .
وأما البابُ الثاني فكان لبيانِ منهجه في التفسير , إذ دلَّلتُ على أنَّه قد جمعَ في تفسيرهِ بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المحمود , ففسَّر القرآنَ بالقرآنِ , وفسَّر القرآنَ بالسنّةِ , وفسَّر القرآنَ بأقوالِ السلف , وفسَّر القرآنَ باللغةِ فَأَوْرَدَ الشَّواهدَ الشِّعريَّة وبَيَّنَ مُفرداتِ ألفاظِ القرآن , والفروق بينها ، وغير ذلك , وذكرتُ أيضاً عنايتهُ بالقراءاتِ وطريقتهُ في إيرادها وتوجيهها , ولقد اعتنى أيضاً بمشْكِل القرآن ودفع توهّم ما ظاهره التعارض , وكذا اعتنى بالمناسبةِ بين الآيات , أو بين الآية وخاتمتها, أو مناسبة الكلمةِ للسياقِ القرآني , كما اعتنى بوجوهِ مخاطباتِ القرآن , وكذا كُليِّات القرآن ؛ حيث ذكرت سبعَ قواعد كُلِّية نَصَّ الشيخ ابن عثيمين عليها .
أمَّا البابُ الثالث فكانَ لبيانِ اهتماماتهِ في تفسيرهِ إذ تَعَدَّدَتْ اهتماماتُ الشيخِ ابن عثيمين في تفسيرهِ ، وأهَمُّهَا :
أ – الجانبُ العَقَدِيُّ : إذْ يُعْتَبَرُ تفسيرهُ مِن أوْسَعِ التفاسيرِ التي عُنِيَتْ بتقريرِ العقيدةِ, فهو تفسيرٌ سَلَفِيٌّ قَرَّرَ فيهِ مَذْهَبَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ , وَرَدَّ على مخالفيهم .
ب – الجانبُ الفِقْهِيُّ والأصولي : فتفسيرهُ مَلِيءٌ بالمسائلِ الفقْهيَّـة وخِلافِ الفُقَهَـاءِ , وتَقرِيرَاتِهم معتمدًا على الدليل والتعليل , مشيراً إلى القواعد الفقهية والمسائل الأصولية .
ج – الجانبُ الاستنباطي : وأبْرَزُ ذلكَ تلكَ الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآياتِ , والتي تَمَيَّزَ بها تفسيرهُ عن بقيّةِ التفاسير .
د - الجانبُ النحويُّ والبلاغِيُّ حيث اهتمَّ بإعرابِ ما يحتاجُ إلى إعرابهِ مِن الجمَلِ والمفرداتِ وبيان اشتقاقها , كما اهتمَّ ببيانِ بلاغةِ القرآن , والأساليب العربية الواردةِ فيه .
ثم بيَّنتُ القيمةَ العلمية لتفسيرهِ وذلكَ بِذِكْرِ أهمِّ مميزاته وما قد يُؤخذ عليهِ , وبيَّنتُ أنَّ هذهِ الرسالة مِن أولها إلى آخرها بيانٌ لقيمةِ تفسيره , ثم عقدتُ فصلاً للموازنةِ بين تفسيرهِ وتفسير شيخه عبد الرحمن السعدي مِن خلالِ طريقتهما في العرْض , وطريقتهما في الاستنباطِ , ثم ذكرتُ جملةً مِن المسائلِ التي خَالَفَ شَيْخَهُ فِيهَا وبيَّنتُ سببَ اختلافهما , وقُمْت بدراسةٍ مُفصَّلةٍ لإحدى هذه المسائل.
أمَّا البابُ الرابع فَعَقَدْتُه لبيانِ مَنهجِه في علومِ القرآن وأصول التفسير حيث ذكرتُ اختياراته وآرائه في أهمِّ مَواضِيع علومِ القرآن ؛ وهي نزولُ القرآن وفيه مراحلُ نزولهِ وحكمةُ ذلكَ وعنايتهُ بأسبابِ النزول , والآية بينَ تَعَدُّدِ السببِ وتَعَدُّدِ النزول , وجمعُ القرآنِ في عهدِ أبي بكر وجمعهُ في عهدِ عثمانَ , ورأيهُ في حكْم ترتيبِ السُّور والآيات , وعنايتهُ بفضائلِ القرآنِ عموماً , ورأيهُ في حكْم تفضيلِ بعض القرآنِ على بعض , وعنايتهُ بفضائلِ سُوَرٍ وآياتٍ مخصوصةٍ, ورأيهُ في ضَابِط المكيِّ والمدنيِّ , وخصائصُ المكيِّ والمدنيِّ , ومَوقِفه مِن استثناءِ بعضِ المفسِّرين لآياتٍ مَدنِيَّة في سُوَرٍ مَكِّية أو آياتٍ مَكِّية في سُوَر مدنيَّة , وتعريفهُ للنسْخ , والحكْمة مِنه , والردّ على مُنكِرِيه, وبيانه لما يدخلهُ النسْخ مِن الأحكامِ ومالا يدخله , وأقسام النسْخ في القرآن وأمثلته, ورأيهُ في نسْخ القرآن بالسنَّة , والمحكم والمتشابه المراد بهما في كتابِ الله , وأنواع التشابه والفرْق بينهما , وآيات الصفات ليستْ مِن المتشابهِ على الإطْلاق , وتعريفه للقَسَم وإطلاقاتهِ في القرآن , وجوابهُ عن إقْسَام الله بالمخلوقات , ورأيهُ في معنى " لا " الواردة في بعض أقْسَام القرآن , وسبب القَسَم في القرآنِ مع صِدْق الله سبحانهُ بلا قَسَم , وموقفهُ مِن مُبهَمَات القرآن . ثم بيَّنتُ عنايتهُ بأصولِ التفسير , وتعريفهُ للتفسيرِ وذكرهُ لأنواعه , والفرْق بينَ القرآنِ والحديثِ القُدْسيِّ , ورأيهُ في إطْلاق لفظ الزائدِ في القرآن , ثم بيَّنتُ اهتمامهُ بقواعدِ التفسير وذكرتُ عشرينَ قاعدة نَصَّ عليها واستعملها في تفسيره .
- خطة البحث.
تتكوّنُ خُطَّةُ البحثِ مِن مقدمة , وتمهيد , وأربعة أبواب , وخاتمة .
المقدمة
وتشمل : أهمية الموضوع ، وسبب اختياره , وخطة البحث , ومنهجي فيه .
التمهيد ( ترجمة الشيخ ابن عثيمين ) وفيه مبحثان :
المبحث الأول : حياته الشخصية وتشمل: عصره , اسمه ونسبه , أسرته , ولادته , وفاته .
المبحث الثاني : حياته العلمية وتشمل: شيوخه , تلاميذه , أعماله , مكانته العلمية , مصنفاته .
الباب الأول : جهوده ومصادره في التفسير وعلوم القرآن
وفيه فصلان :
الفصل الأول : جهوده ومصادره في التفسير
وفيه أربعة مباحث :
المبحث الأول : عنايته بتفسير القرآن ، ومجالات تلك العناية .
المبحث الثاني : آثاره في التفسير , وطريقته فيها .
المبحث الثالث : التفسير في كتبه الأخرى .
المبحث الرابع : مصادره في التفسير ، ومنهجه في الاستفادة منها .
الفصل الثاني : جهوده ومصادره في علوم القرآن
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : آثاره في علوم القرآن ، وطريقته فيها .
المبحث الثاني : علوم القرآن في كتبه الأخرى .
المبحث الثالث : مصادره في علوم القرآن , ومنهجه في الاستفادة منها .
الباب الثاني : منهجه في التفسير
وفيه فصلان :
الفصل الأول : تفسيره القرآن بالمأثور
وفيه أربعة مباحث :
المبحث الأول : عنايته بتفسير القرآن بالقرآن ، وفيه ستة مطالب :
المطلب الأول : اهتمامه بهذا الطريق .
المطلب الثاني : عمدته في الربط بين الآيات .
المطلب الثالث : حمله المجمل على المبين .
المطلب الرابع : حمله المطلق على المقيد .
المطلب الخامس : حمله العام على الخاص .
المطلب السادس : حمله المتشابه على المحكم .
المبحث الثاني : عنايته بالقراءات , وفيه مطلبان :
المطلب الأول : طريقته في عرض القراءات .
المطلب الثاني : توجيه القراءات .
المبحث الثالث : عنايته بتفسير القرآن بالسنّة ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : اهتمامه بهذا الطريق .
المطلب الثاني : طريقته في تفسير القرآن بالسنة :
بيان المجمل .
تفسير المشكل من القرآن .
الدلالة على ما في القرآن .
التعبير عما في القرآن .
المطلب الثالث : دفع توهم ما ظاهره التعارض بين القرآن والسنة .
المبحث الرابع : عنايته بتفسير القرآن بأقوال السلف وطريقته في عرض أقوالهم .
الفصل الثاني : تفسيره القرآن بالرأي
وفيه خمسة مباحث :
المبحث الأول : عنايته بتفسير القرآن باللغة ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : الشواهد الشعرية في تفسيره .
المطلب الثاني : عنايته ببيان مفردات ألفاظ القرآن .
المطلب الثالث : عنايته بالفروق بين الكلمات القرآنية .
المبحث الثاني : عنايته بمشكل القرآن ودفع توهم ما ظاهره التعارض .
المبحث الثالث : عنايته بالمناسبات ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : المناسبة بين الآيات .
المطلب الثاني : مناسبة خواتم الآيات للآيات .
المطلب الثالث : مناسبة الكلمة للسياق دون غيرها .
المبحث الرابع : عنايته بوجوه مخاطبات القرآن .
المبحث الخامس : عنايته بكليات القرآن .
الباب الثالث : اهتماماته في تفسيره .
وفيه سبعة فصول :
الفصل الأول : الجانب العقدي
وفيه ستة مباحث :
المبحث الأول : قواعد في تفسير آيات الاعتقاد .
المبحث الثاني : منهجه في تقرير منهج السلف ، والردُّ على المخالفين .
المبحث الثالث : تقرير توحيد الربوبية .
المبحث الرابع : تقرير توحيد الألوهية .
المبحث الخامس : تقرير توحيد الأسماء والصفات .
المبحث السادس : تقرير بقية مسائل الاعتقاد .
الفصل الثاني : الجانب الفقهي
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : منهجه في تفسير آيات الأحكام .
المبحث الثاني : عنايته بأصول الفقه , واستنباط القواعد الفقهية من الآيات .
الفصل الثالث : الجانب النحوي والبلاغي
وفيه مبحثان :
المبحث الأول: اهتمامه بالإعراب والاشتقاق .
المبحث الثاني : اهتمامه ببلاغة القرآن .
الفصل الرابع : الجانب التربوي :
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : الاهتمام بالجانب الوعظي .
المبحث الثاني : الاهتمام بالجانب السلوكي .
الفصل الخامس: الجانب الاستنباطي
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تنْزيل الآيات على الواقع المعاصر .
المبحث الثاني : الاهتمام بالفوائد العلمية من الآيات .
المبحث الثالث : اهتمامه بمناقشة الأقوال والترجيح بينها .
الفصل السادس : القيمة العلمية لتفسيره .
الفصل السابع : الموازنة بين تفسيره وتفسير شيخه عبد الرحمن السعدي
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : طريقتهما في العرض .
المبحث الثاني : طريقتهما في الاستنباط .
المبحث الثالث : المسائلُ التي خَالَفَ شَيْخَهُ فِيهَا .
الباب الرابع : منهجه في علوم القرآن وأصول التفسير
وفيه فصلان :
الفصل الأول : منهجه في علوم القرآن
وفيه ثمانية مباحث :
المبحث الأول : نزول القرآن ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : مراحل نزوله وحكمة ذلك .
المطلب الثاني : عنايته بأسباب النزول .
المطلب الثالث : الآية بين تعدد السبب وتعدد النزول .
المبحث الثاني :جمع القرآن ، وفيه ثلاثة مطالب :
.المطلب الأول : جمعه في عهد أبي بكر
المطلب الثاني : جمعه .في عهد عثمان
المطلب الثالث : رأيه في حكم ترتيب السور والآيات .
المبحث الثالث: فضائل القرآن ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : عنايته بفضائل القرآن عموماً .
المطلب الثاني : رأيه في حكم تفضيل بعض القرآن على بعض .
المطلب الثالث : عنايته بفضائل سور وآيات مخصوصة .
المبحث الرابع : المكي والمدني ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : رأيه في ضابط المكي والمدني .
المطلب الثاني : خصائص المكي والمدني .
المطلب الثالث : موقفه من استثناء بعض المفسرين لآيات مدنية في سور مكية أو آيات مكية في سور مدنية .
المبحث الخامس : الناسخ والمنسوخ ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : تعريفه للنسخ , والحكمة منه , والرد على مُنكِرِيه .
المطلب الثاني : بيانه لما يدخله النسخ من الأحكام ومالا يدخله .
المطلب الثالث : أقسام النسخ في القرآن وأمثلته .
المطلب الرابع : رأيه في نسخ القرآن بالسنة .
المبحث السادس : المحكم والمتشابه ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : المراد بهما في كتاب الله .
المطلب الثاني : أنواع التشابه والفرق بينهما .
المطلب الثالث : آيات الصفات ليست من المتشابه على الإطلاق .
المبحث السابع : أقسام القرآن ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : تعريفه للقسم وإطلاقاته في القرآن .
المطلب الثاني : جوابه عن إقسام الله بالمخلوقات .
المطلب الثالث : رأيه في معنى " لا " الواردة في بعض أقسام القرآن .
المطلب الرابع : سبب القسم في القرآن مع صدق الله سبحانه بلا قسم .
المبحث الثامن : موقفه من مبهمات القرآن .
الفصل الثاني :منهجه في أصول التفسير وقواعده
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : أصول التفسير ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : عنايته بأصول التفسير .
المطلب الثاني : تعريفه للتفسير وذكره لأنواعه .
المطلب الثالث : الفرق بين القرآن والحديث القدسي .
المطلب الرابع : رأيه في إطلاق لفظ الزائد في القرآن .
المبحث الثاني : اهتمامه بقواعد التفسير ، وفيه عشرون قاعدة :
القاعدة الأولى : تقديم الحقيقة الشرعيّة على الحقيقة اللغويَّة عند الاختلاف إلاَّ بدليل .
القاعدة الثانية : يجب إجراء القرآن على ظاهره وأنْ لا نصرفه عن الظاهر إلاّ بدليل .
القاعدة الثالثة : الآية إذا كانت تحتمل معنين لا منافاة بينهما فإنّها تحمل عليهما جميعا .
القاعدة الرابعة : النكرة في سياق النفي ، أو الشَّرط تفيد العموم .
القاعدة الخامسة :الفعل إذا عُدِّيَ بِحَرْف على غير عادته تعديته به فإنه يضمَّنُ معنى الفعل
القاعدة السادسة : العبرةُ بِعُمومِ اللفظِ لا بخصوص السبب .
القاعدة السابعة : ذكر بعض أفراد العامِّ بحكم يوافقهُ لا يقتضي التخصيصَ .
القاعدة الثامنة : حَذْفُ المعمول يؤذن بعموم العامل .
القاعدة التاسعة : إذا سَبَقَ ( أنْ ) ما يَتضمَّنُ معنى القول دون حروفه صارت تفسيريّة .
القاعدة العاشرة : حمل الكلامِ على التأسيسِ أَوْلَى مِن حَمله على التأكيد .
القاعدة الحادية عشرة : يعرف معنى الكلمةِ بما يقابلها .
القاعدة الثانية عشرة : لا يُحمل كلامُ الله على الشَّاذِّ .
القاعدة الثالثة عشرة : حمل الآيةِ على المعنى الكثير في القرآنِ أَوْلَى مِن حملها على المعنى القليلِ .
القاعدة الرابعة عشرة : الأصلُ في الكلماتِ الواردةِ في الكتابِ والسُّنَّةِ حَملُهَا على المعهودِ المعروف ؛ إلاّ إذا قامَ الدليلُ على أنّها خِلافُ ذلكَ .
القاعدة الخامسة عشرة : لا يمكن أنْ يختلفَ التعبيرُ القرآنيُّ إلاّ لسبب .
القاعدة السادسة عشرة : الكلماتُ يَتحدَّد مَعناهَا بسياقها .
القاعدة السابعة عشرة : النصوصُ الشرعيّة التي ظاهرها التعارضُ يُحمل كُلُّ واحد منها على الحالِ المناسبة .
القاعدة الثامنة عشرة : ما أبْهَمَهُ الله فهو مُبهم ولا حاجةَ أنْ نتكلَّفَ ما هو هذا الشيءُ الذي أبْهَمَهُ الله .
القاعدة التاسعة عشرة : العلماءُ قد يُفسِّرونَ الشيءَ بِمَا يُقاربه أو يُلازمه .
القاعدة العشرون : التحريمُ يُستفاد إمّا مِن لفظِ التحريمِ ،وإمّا مِن النَّهْيِ ، وإمّا مِن ترتيبِ العقابِ عليه ، وإمّا مِن الوعيدِ عليه .
الخاتمة : وفيها أهم نتائج البحث .
الفهارس الفنية اللازمة للبحث .
- النتائج والتوصيات.
- إنَّ جُلوسَ الشيخِ ابن عثيمين رحمه الله للتعليمِ وتَفَرُّغَهُ لـهُ تلكَ المدَّةَ الطويلةَ والتي زادت على نصف قرن ؛ وحرصهُ على التواصلِ مع الناسِ ونَفعِهم , سواءً في اللقاءاتِ العامّة , أو بالتأليفِ , أو بالبرامجِ الإعلاميةِ ؛ مِن أعْظَمِ الأسبابِ التي أَوْصَلَتْهُ لتلكَ المكانةِ العاليةِ في قلوبِ الناسِ , وجَعلتْهُم يَحرِصُونَ على دُروسهِ ومَعرفةِ آراءهِ , واختياراتهِ , فلقدْ ذاعَ صِيتُهُ , واشْتَهَر اسْمُه , وأصْبحَ مِن أبرزِ علماءِ عَصْرِه .
- لقدْ كَانَ الشيخُ ابنُ عثيمين رحمه الله بعيدَ النَّظرِ , عندما حَرِصَ على تَسْجِيلِ دُروسِه في وقتٍ مُبَكِّرٍ ظَهَر أثرهُ في آخرِ عُمُرُه ؛ إذْ أصْبَحَت هذهِ الموادُ الصَّوْتِيَّةُ أصْلَ تُرَاثِه العلميِّ الضَّخْم .
- لقدْ كَانَ الشيخُ ابنُ عثيمين رحمه الله مُهْتَمًّا في التفسير , مُتَمَيِّزًا بهِ رَغْمَ عَدَم اشْتِهَار ذلكَ عنهُ , نَظَرًا لِشُهْرَتِهِ في الفقهِ والعقيدةِ ؛ وسببُ ذلكَ يَعودُ بِشَكْلٍ أسَاسِيٍّ إلى عَدَمِ خُروجِ تُرَاثِهِ في التفسيرِ أيَّامَ حياتهِ . وأرجو أنْ تكونَ هذهِ الدراسةُ ساهمتْ في إبرازِ هذا الجانبِ المهمِّ مِن عِلْمِ الشيخِ رحمه الله بالتفسيرِ , وعلومِ القرآن .
- لَمْ يُفَسِّر الشيخُ ابنُ عثيمين القرآنَ كَامِلاً , وإنَّمَا فَسَّر أجْزاءً مِنه , مجموعها تَزيدُ على نِصْف القرآن .
- يُعتبر تَفسيرهُ مِن التفاسيرِ المطوَّلةِ , خاصَّةً تَفسيره لأوَّلِ القرآنِ , والتعليقُ على سُوَرٍ مِن تفسير الجلالين .
- لَمْ يُؤَلِّف تَفسيرهُ ابْتداءً – سوى كتابه الإلمام ببعض آيات الأحكام - والباقي أصْلُه دروسٌ ألقاها على طُلاَّبِه , كَسَائِرِ مُؤَلَّفَاتِه المطوَّلة .
_ لَمْ يَكُنْ تَفسيرهُ على طريقةٍ واحدةٍ , وسببُ ذلكَ اختلافُ طبيعةِ الدروسِ , والتي هي أصْلُ التفسير , والفِئَة المتلقِّية للتفسير , فَفَسَّرِ مِن المصْحَفِ مُباشَرةً , وعلَّقَ على تفسيرِ الجلالين , كَمَا فَسَّرَ في اللقاءاتِ العامّة , ولقد طُبِعَ تَفسيرهُ كُلُّهُ تَحْتَ مُسَمَّى واحدٍ بعنوان : تفسير القرآن الكريم , مما قدْ يُظَنُّ أنّه على طريقةٍ واحدة , والأمرُ ليسَ كذلكَ ؛ ولذا أُوصِي بإعادةِ تسميةِ تفسيرهِ بما يُناسِبُ طريقتهُ في التفسير ، وذلكَ على النحوِ التالي :
أ- تفسيرُ القرآنِ الكريم ، وذلكَ لما فسَّرَهُ الشيخُ مِن المصحفِ مباشرةً ، والذي ابتدأهُ مِن أوّلِ القرآنِ وبلغَ فيه الآية ( 52 ) مِن سورة الأنعام .
ب - التعليقُ على تفسير الجلالين ، أو : حاشيـة الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين ، وذلكَ في السُّوَرِ التي ارتبطتْ بهذا الكتابِ على ما سبقَ بيانه .
ج - تفسير سورة الكهف .
د - تفسير المفَصَّلِ للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، مع العلمِ بأنّ الشيخَ رحمه الله لَمْ يُتَمَّهُ إذْ تُوُفِّيَ عند الآية (17) مِن سورة المجادلة ؛ مع تفسير جزء عمّ كاملاً .
- للشيخِ ابنِ عثيمين كثيرٌ مِن التفسير مَبْثُوثٌ في كُتُبِهِ الأخرى , خاصّة كتابيه : شرحُ العقيدةِ الواسطية , والقولُ المفيدُ على كتابِ التوحيد , حَبَّذَا لو جُمِعَ في مُؤَلَّفٍ مُسْتَقِلٍّ خاصّة الآياتُ الواردةُ في سُوَرٍ لَمْ يَقُمْ بتفسيرها أصْلاً .
- أكثرُ المصادرِ التي اعتمدَها في تفسيرهِ هي :
أ - كتبُ شيخِ الإسلام ابن تيمية , وتلميذه ابن القيم .
ب – ومِن كُتُبِ التفسير تفسيرُ ابن جرير ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن), وتفسيرُ ابن كثير ( تفسير القرآن العظيم).
- جَمَعَ في تفسيرهِ بين التفسيرِ بالمأثورِ وبينَ التفسيرِ بالرأْي المحمود , ففسّر القرآنَ بالقرآنِ والقرآنَ بالسنّةِ , وبأقوالِ السَّلَفِ , كما فَسَّرَ باللغةِ فَأَوْرَدَ الشَّواهدَ الشِّعريَّة وبَيَّنَ مُفرداتِ ألفاظِ القرآن , والفروق بينها ، وغير ذلك مما تقدّمَ بيانه .
- أَوْرَدَ القراءاتِ السَّبْع في تفسيرهِ مُكْتَفِيًا بها , وقامَ بتوجيهها , ولَمْ يَتَعَرَّضْ للقراءاتِ الثلاثِ المتَمِّمَةِ للعَشْرِ , أو القراءاتِ الشَّاذَّة .
- حَرِصَ على إزالةِ الإشْكَال الواردِ في الآياتِ , أو ما ظَاهِرهُ التعارضُ فيما بينها , أو بينها وبينَ الأحاديث .
- يَنقَسِمُ تفسيرُ الشيخِ ابن عثيمين إلى قسمين أساسيين هما :
أ – التفسير ب – الفوائد .
- تَعَدَّدَتْ اهتماماتُ الشيخِ ابن عثيمين في تفسيرهِ ، وأهَمُّهَا ثلاثةُ جوانب هي :
أ – الجانبُ العَقَدِيُّ : إذْ يُعْتَبَرُ تفسيرهُ مِن أوْسَعِ التفاسيرِ التي عُنِيَتْ بتقريرِ العقيدةِ, فهو تفسيرٌ سَلَفِيٌّ قَرَّرَ فيهِ مَذْهَبَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ , وَرَدَّ على مخالفيهم .
ب – الجانبُ الفِقْهِيُّ : فتفسيرهُ مَلِيءٌ بالمسائلِ الفقْهيَّـة وخِلافِ الفُقَهَـاءِ , وتَقرِيرَاتِهم .
ج – الجانبُ الاسْتِنْبَاطِيُّ : وأبْرَزُ ذلكَ تلكَ الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآياتِ , والتي تَمَيَّزَ بها تفسيرهُ عن بقيّةِ التفاسير .
- للشيخِ ابن عثيمين رحمه الله شخصيةٌ مُتَمَيِّزَةٌ في تَنَاوُلِ المسائلِ العِلْمِيَّةِ , ومُنَاقَشَتِهَا , كما لـهُ اختيارٌ في أغْلَبِ المسائلِ التي يَذْكُرُهَا , بَنَى كُلَّ ذلكَ على الدليلِ , وحُسْنِ التعليلِ ؛ وبناءً عليهِ ؛ فهناكَ جوانبُ في تفسيرهِ أَرَاهَا جَدِيرَةً بالبَحْثِ , إتْمَامًا لهذهِ الرِّسَالَةِ وهي :
أ – جَمْعُ اختياراتهِ في التفسير ودِرَاسَتِهَا .
ب – جَمْعُ اسْتِدْرَاكَاتِه على تفسير الجلالين ، ودِرَاسَتِهَا .
- للشيخِ ابنِ عثيمين رحمه الله اختياراتٌ في عُلـومِ القرآن , وأصُولِ التفسير , أغْلَبُهَا مَنْثُورَة في تَفسِيره , وسائرِ كُتُبِه ، جَمَعْتُهَا وتَحَدَّثْتُ عنها في هذهِ الرسالة .
- الجانبُ التَّقْعِيدِيُّ لأصُولِ المسائلِ العلميةِ سِمَةٌ بارزةٌ في تفسيرهِ, ففيهِ القواعدُ العَقَدِيَّةُ, والفقهيّة , والإعرابيّة , والتفسيريّة , ومَا إلى ذلكَ , إذْ قرّرها ، واستعملها في تفسيرهِ , مِمَّا يدلُّ على عنايةَ الشيخِ ابن عثيمين بتأصيلِ المسائلِ العلميّةِ وتَقْعِيدِهَا .
وأخيرًا :
إنْ تَجِدْ عَيْبًا فَسُدَّ الخلَلا == جَلَّ مَنْ لا عَيْبَ فِيه وَعَلا
وما تَقَدَّمَ هُو أهَمُّ نَتَائِجِ البَحْثِ البارِزَةِ , وهُنَاكَ غيرها تَظْهَرُ للمُطَّلِعِ على الرِّسَالَةِ.
أسْأَلُ الله أنْ يَغْفِرَ لي خَطَأي , ويتجاوزَ عَنْ تَقْصِيري , وأنْ يَجْعَلَ هَذا البَحْثَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيم , وأنْ يَكُونَ في مِيزَانِ حَسَنَاتِي , وصَلَّى الله على نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّم .
بيانات الكتاب .. وللتحميل
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=14071
اشتملت الرسالةُ على مقدمة ، وتمهيد ، وأربعة أبواب ، وخاتمة :
بيَّنتُ في المقدمةِ الأسبابَ التي دعتني إلى اختيارِ الموضوع ، وأهمها إبرازُ اهتمامِ الشيخ بالتفسير؛ هذا الجانبُ الذي خَفِي على كثيرٍ مِن محبي الشيخ ومتابعي تراثه ، فضلاً عن غيرهم .
وأما التمهيدُ فكانَ للتعريفِ بالشيخِ ابن عثيمين مِن جانبين هما : حياته الشخصية , وحياته العلمية , ولم أتوسّع فيهما استغناءً بمن كتب قبلي في هذا الجانب حيث عرَّفت بأشهر الكتب المؤلَّفة في ذلك .
وأما البابُ الأول فكانَ لبيانِ جهوده ومصادره في التفسير وعلوم القرآن , حيث ذكرتُ مَدَى عنايتهِ بتفسير القرآن ، ومجالات تلكَ العناية إذْ بلغت سبعَ مجالات , ثم ذكرتُ آثارهُ في التفسير وعلوم القرآن وهي كثيرةٌ ومتنوعة مثل كتابهِ أحكامٌ مِن القرآن الكريم وكتابه أصولٌ في التفسير , ثم بيَّنت أنَّ تفسيرهُ وأرائه في علومِ القرآن ليستْ محصورةً بالكتبِ الخاصة بهما , بل يوجد لـه الكثير منهما مبثوث بين ثنايا كتبه الكثيرة مثل كتابه شرحُ العقيدة الواسطية , وكتابه القولُ المفيد بشرح كتاب التوحيد , ثم بيَّنتُ مصادرهُ في التفسير وعلوم القرآن ومنهجه في الاستفادةِ منها , وبيَّنتُ أنَّه اعتمدَ اعتماداً كبيراً على كتبِ وأراء شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله , كما اعتمد أيضاً على تفسير ابن جرير الطبري, وتفسير ابن كثير .
وأما البابُ الثاني فكان لبيانِ منهجه في التفسير , إذ دلَّلتُ على أنَّه قد جمعَ في تفسيرهِ بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المحمود , ففسَّر القرآنَ بالقرآنِ , وفسَّر القرآنَ بالسنّةِ , وفسَّر القرآنَ بأقوالِ السلف , وفسَّر القرآنَ باللغةِ فَأَوْرَدَ الشَّواهدَ الشِّعريَّة وبَيَّنَ مُفرداتِ ألفاظِ القرآن , والفروق بينها ، وغير ذلك , وذكرتُ أيضاً عنايتهُ بالقراءاتِ وطريقتهُ في إيرادها وتوجيهها , ولقد اعتنى أيضاً بمشْكِل القرآن ودفع توهّم ما ظاهره التعارض , وكذا اعتنى بالمناسبةِ بين الآيات , أو بين الآية وخاتمتها, أو مناسبة الكلمةِ للسياقِ القرآني , كما اعتنى بوجوهِ مخاطباتِ القرآن , وكذا كُليِّات القرآن ؛ حيث ذكرت سبعَ قواعد كُلِّية نَصَّ الشيخ ابن عثيمين عليها .
أمَّا البابُ الثالث فكانَ لبيانِ اهتماماتهِ في تفسيرهِ إذ تَعَدَّدَتْ اهتماماتُ الشيخِ ابن عثيمين في تفسيرهِ ، وأهَمُّهَا :
أ – الجانبُ العَقَدِيُّ : إذْ يُعْتَبَرُ تفسيرهُ مِن أوْسَعِ التفاسيرِ التي عُنِيَتْ بتقريرِ العقيدةِ, فهو تفسيرٌ سَلَفِيٌّ قَرَّرَ فيهِ مَذْهَبَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ , وَرَدَّ على مخالفيهم .
ب – الجانبُ الفِقْهِيُّ والأصولي : فتفسيرهُ مَلِيءٌ بالمسائلِ الفقْهيَّـة وخِلافِ الفُقَهَـاءِ , وتَقرِيرَاتِهم معتمدًا على الدليل والتعليل , مشيراً إلى القواعد الفقهية والمسائل الأصولية .
ج – الجانبُ الاستنباطي : وأبْرَزُ ذلكَ تلكَ الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآياتِ , والتي تَمَيَّزَ بها تفسيرهُ عن بقيّةِ التفاسير .
د - الجانبُ النحويُّ والبلاغِيُّ حيث اهتمَّ بإعرابِ ما يحتاجُ إلى إعرابهِ مِن الجمَلِ والمفرداتِ وبيان اشتقاقها , كما اهتمَّ ببيانِ بلاغةِ القرآن , والأساليب العربية الواردةِ فيه .
ثم بيَّنتُ القيمةَ العلمية لتفسيرهِ وذلكَ بِذِكْرِ أهمِّ مميزاته وما قد يُؤخذ عليهِ , وبيَّنتُ أنَّ هذهِ الرسالة مِن أولها إلى آخرها بيانٌ لقيمةِ تفسيره , ثم عقدتُ فصلاً للموازنةِ بين تفسيرهِ وتفسير شيخه عبد الرحمن السعدي مِن خلالِ طريقتهما في العرْض , وطريقتهما في الاستنباطِ , ثم ذكرتُ جملةً مِن المسائلِ التي خَالَفَ شَيْخَهُ فِيهَا وبيَّنتُ سببَ اختلافهما , وقُمْت بدراسةٍ مُفصَّلةٍ لإحدى هذه المسائل.
أمَّا البابُ الرابع فَعَقَدْتُه لبيانِ مَنهجِه في علومِ القرآن وأصول التفسير حيث ذكرتُ اختياراته وآرائه في أهمِّ مَواضِيع علومِ القرآن ؛ وهي نزولُ القرآن وفيه مراحلُ نزولهِ وحكمةُ ذلكَ وعنايتهُ بأسبابِ النزول , والآية بينَ تَعَدُّدِ السببِ وتَعَدُّدِ النزول , وجمعُ القرآنِ في عهدِ أبي بكر وجمعهُ في عهدِ عثمانَ , ورأيهُ في حكْم ترتيبِ السُّور والآيات , وعنايتهُ بفضائلِ القرآنِ عموماً , ورأيهُ في حكْم تفضيلِ بعض القرآنِ على بعض , وعنايتهُ بفضائلِ سُوَرٍ وآياتٍ مخصوصةٍ, ورأيهُ في ضَابِط المكيِّ والمدنيِّ , وخصائصُ المكيِّ والمدنيِّ , ومَوقِفه مِن استثناءِ بعضِ المفسِّرين لآياتٍ مَدنِيَّة في سُوَرٍ مَكِّية أو آياتٍ مَكِّية في سُوَر مدنيَّة , وتعريفهُ للنسْخ , والحكْمة مِنه , والردّ على مُنكِرِيه, وبيانه لما يدخلهُ النسْخ مِن الأحكامِ ومالا يدخله , وأقسام النسْخ في القرآن وأمثلته, ورأيهُ في نسْخ القرآن بالسنَّة , والمحكم والمتشابه المراد بهما في كتابِ الله , وأنواع التشابه والفرْق بينهما , وآيات الصفات ليستْ مِن المتشابهِ على الإطْلاق , وتعريفه للقَسَم وإطلاقاتهِ في القرآن , وجوابهُ عن إقْسَام الله بالمخلوقات , ورأيهُ في معنى " لا " الواردة في بعض أقْسَام القرآن , وسبب القَسَم في القرآنِ مع صِدْق الله سبحانهُ بلا قَسَم , وموقفهُ مِن مُبهَمَات القرآن . ثم بيَّنتُ عنايتهُ بأصولِ التفسير , وتعريفهُ للتفسيرِ وذكرهُ لأنواعه , والفرْق بينَ القرآنِ والحديثِ القُدْسيِّ , ورأيهُ في إطْلاق لفظ الزائدِ في القرآن , ثم بيَّنتُ اهتمامهُ بقواعدِ التفسير وذكرتُ عشرينَ قاعدة نَصَّ عليها واستعملها في تفسيره .
- خطة البحث.
تتكوّنُ خُطَّةُ البحثِ مِن مقدمة , وتمهيد , وأربعة أبواب , وخاتمة .
المقدمة
وتشمل : أهمية الموضوع ، وسبب اختياره , وخطة البحث , ومنهجي فيه .
التمهيد ( ترجمة الشيخ ابن عثيمين ) وفيه مبحثان :
المبحث الأول : حياته الشخصية وتشمل: عصره , اسمه ونسبه , أسرته , ولادته , وفاته .
المبحث الثاني : حياته العلمية وتشمل: شيوخه , تلاميذه , أعماله , مكانته العلمية , مصنفاته .
الباب الأول : جهوده ومصادره في التفسير وعلوم القرآن
وفيه فصلان :
الفصل الأول : جهوده ومصادره في التفسير
وفيه أربعة مباحث :
المبحث الأول : عنايته بتفسير القرآن ، ومجالات تلك العناية .
المبحث الثاني : آثاره في التفسير , وطريقته فيها .
المبحث الثالث : التفسير في كتبه الأخرى .
المبحث الرابع : مصادره في التفسير ، ومنهجه في الاستفادة منها .
الفصل الثاني : جهوده ومصادره في علوم القرآن
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : آثاره في علوم القرآن ، وطريقته فيها .
المبحث الثاني : علوم القرآن في كتبه الأخرى .
المبحث الثالث : مصادره في علوم القرآن , ومنهجه في الاستفادة منها .
الباب الثاني : منهجه في التفسير
وفيه فصلان :
الفصل الأول : تفسيره القرآن بالمأثور
وفيه أربعة مباحث :
المبحث الأول : عنايته بتفسير القرآن بالقرآن ، وفيه ستة مطالب :
المطلب الأول : اهتمامه بهذا الطريق .
المطلب الثاني : عمدته في الربط بين الآيات .
المطلب الثالث : حمله المجمل على المبين .
المطلب الرابع : حمله المطلق على المقيد .
المطلب الخامس : حمله العام على الخاص .
المطلب السادس : حمله المتشابه على المحكم .
المبحث الثاني : عنايته بالقراءات , وفيه مطلبان :
المطلب الأول : طريقته في عرض القراءات .
المطلب الثاني : توجيه القراءات .
المبحث الثالث : عنايته بتفسير القرآن بالسنّة ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : اهتمامه بهذا الطريق .
المطلب الثاني : طريقته في تفسير القرآن بالسنة :
بيان المجمل .
تفسير المشكل من القرآن .
الدلالة على ما في القرآن .
التعبير عما في القرآن .
المطلب الثالث : دفع توهم ما ظاهره التعارض بين القرآن والسنة .
المبحث الرابع : عنايته بتفسير القرآن بأقوال السلف وطريقته في عرض أقوالهم .
الفصل الثاني : تفسيره القرآن بالرأي
وفيه خمسة مباحث :
المبحث الأول : عنايته بتفسير القرآن باللغة ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : الشواهد الشعرية في تفسيره .
المطلب الثاني : عنايته ببيان مفردات ألفاظ القرآن .
المطلب الثالث : عنايته بالفروق بين الكلمات القرآنية .
المبحث الثاني : عنايته بمشكل القرآن ودفع توهم ما ظاهره التعارض .
المبحث الثالث : عنايته بالمناسبات ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : المناسبة بين الآيات .
المطلب الثاني : مناسبة خواتم الآيات للآيات .
المطلب الثالث : مناسبة الكلمة للسياق دون غيرها .
المبحث الرابع : عنايته بوجوه مخاطبات القرآن .
المبحث الخامس : عنايته بكليات القرآن .
الباب الثالث : اهتماماته في تفسيره .
وفيه سبعة فصول :
الفصل الأول : الجانب العقدي
وفيه ستة مباحث :
المبحث الأول : قواعد في تفسير آيات الاعتقاد .
المبحث الثاني : منهجه في تقرير منهج السلف ، والردُّ على المخالفين .
المبحث الثالث : تقرير توحيد الربوبية .
المبحث الرابع : تقرير توحيد الألوهية .
المبحث الخامس : تقرير توحيد الأسماء والصفات .
المبحث السادس : تقرير بقية مسائل الاعتقاد .
الفصل الثاني : الجانب الفقهي
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : منهجه في تفسير آيات الأحكام .
المبحث الثاني : عنايته بأصول الفقه , واستنباط القواعد الفقهية من الآيات .
الفصل الثالث : الجانب النحوي والبلاغي
وفيه مبحثان :
المبحث الأول: اهتمامه بالإعراب والاشتقاق .
المبحث الثاني : اهتمامه ببلاغة القرآن .
الفصل الرابع : الجانب التربوي :
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : الاهتمام بالجانب الوعظي .
المبحث الثاني : الاهتمام بالجانب السلوكي .
الفصل الخامس: الجانب الاستنباطي
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تنْزيل الآيات على الواقع المعاصر .
المبحث الثاني : الاهتمام بالفوائد العلمية من الآيات .
المبحث الثالث : اهتمامه بمناقشة الأقوال والترجيح بينها .
الفصل السادس : القيمة العلمية لتفسيره .
الفصل السابع : الموازنة بين تفسيره وتفسير شيخه عبد الرحمن السعدي
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : طريقتهما في العرض .
المبحث الثاني : طريقتهما في الاستنباط .
المبحث الثالث : المسائلُ التي خَالَفَ شَيْخَهُ فِيهَا .
الباب الرابع : منهجه في علوم القرآن وأصول التفسير
وفيه فصلان :
الفصل الأول : منهجه في علوم القرآن
وفيه ثمانية مباحث :
المبحث الأول : نزول القرآن ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : مراحل نزوله وحكمة ذلك .
المطلب الثاني : عنايته بأسباب النزول .
المطلب الثالث : الآية بين تعدد السبب وتعدد النزول .
المبحث الثاني :جمع القرآن ، وفيه ثلاثة مطالب :
.المطلب الأول : جمعه في عهد أبي بكر
المطلب الثاني : جمعه .في عهد عثمان
المطلب الثالث : رأيه في حكم ترتيب السور والآيات .
المبحث الثالث: فضائل القرآن ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : عنايته بفضائل القرآن عموماً .
المطلب الثاني : رأيه في حكم تفضيل بعض القرآن على بعض .
المطلب الثالث : عنايته بفضائل سور وآيات مخصوصة .
المبحث الرابع : المكي والمدني ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : رأيه في ضابط المكي والمدني .
المطلب الثاني : خصائص المكي والمدني .
المطلب الثالث : موقفه من استثناء بعض المفسرين لآيات مدنية في سور مكية أو آيات مكية في سور مدنية .
المبحث الخامس : الناسخ والمنسوخ ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : تعريفه للنسخ , والحكمة منه , والرد على مُنكِرِيه .
المطلب الثاني : بيانه لما يدخله النسخ من الأحكام ومالا يدخله .
المطلب الثالث : أقسام النسخ في القرآن وأمثلته .
المطلب الرابع : رأيه في نسخ القرآن بالسنة .
المبحث السادس : المحكم والمتشابه ، وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : المراد بهما في كتاب الله .
المطلب الثاني : أنواع التشابه والفرق بينهما .
المطلب الثالث : آيات الصفات ليست من المتشابه على الإطلاق .
المبحث السابع : أقسام القرآن ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : تعريفه للقسم وإطلاقاته في القرآن .
المطلب الثاني : جوابه عن إقسام الله بالمخلوقات .
المطلب الثالث : رأيه في معنى " لا " الواردة في بعض أقسام القرآن .
المطلب الرابع : سبب القسم في القرآن مع صدق الله سبحانه بلا قسم .
المبحث الثامن : موقفه من مبهمات القرآن .
الفصل الثاني :منهجه في أصول التفسير وقواعده
وفيه مبحثان :
المبحث الأول : أصول التفسير ، وفيه أربعة مطالب :
المطلب الأول : عنايته بأصول التفسير .
المطلب الثاني : تعريفه للتفسير وذكره لأنواعه .
المطلب الثالث : الفرق بين القرآن والحديث القدسي .
المطلب الرابع : رأيه في إطلاق لفظ الزائد في القرآن .
المبحث الثاني : اهتمامه بقواعد التفسير ، وفيه عشرون قاعدة :
القاعدة الأولى : تقديم الحقيقة الشرعيّة على الحقيقة اللغويَّة عند الاختلاف إلاَّ بدليل .
القاعدة الثانية : يجب إجراء القرآن على ظاهره وأنْ لا نصرفه عن الظاهر إلاّ بدليل .
القاعدة الثالثة : الآية إذا كانت تحتمل معنين لا منافاة بينهما فإنّها تحمل عليهما جميعا .
القاعدة الرابعة : النكرة في سياق النفي ، أو الشَّرط تفيد العموم .
القاعدة الخامسة :الفعل إذا عُدِّيَ بِحَرْف على غير عادته تعديته به فإنه يضمَّنُ معنى الفعل
القاعدة السادسة : العبرةُ بِعُمومِ اللفظِ لا بخصوص السبب .
القاعدة السابعة : ذكر بعض أفراد العامِّ بحكم يوافقهُ لا يقتضي التخصيصَ .
القاعدة الثامنة : حَذْفُ المعمول يؤذن بعموم العامل .
القاعدة التاسعة : إذا سَبَقَ ( أنْ ) ما يَتضمَّنُ معنى القول دون حروفه صارت تفسيريّة .
القاعدة العاشرة : حمل الكلامِ على التأسيسِ أَوْلَى مِن حَمله على التأكيد .
القاعدة الحادية عشرة : يعرف معنى الكلمةِ بما يقابلها .
القاعدة الثانية عشرة : لا يُحمل كلامُ الله على الشَّاذِّ .
القاعدة الثالثة عشرة : حمل الآيةِ على المعنى الكثير في القرآنِ أَوْلَى مِن حملها على المعنى القليلِ .
القاعدة الرابعة عشرة : الأصلُ في الكلماتِ الواردةِ في الكتابِ والسُّنَّةِ حَملُهَا على المعهودِ المعروف ؛ إلاّ إذا قامَ الدليلُ على أنّها خِلافُ ذلكَ .
القاعدة الخامسة عشرة : لا يمكن أنْ يختلفَ التعبيرُ القرآنيُّ إلاّ لسبب .
القاعدة السادسة عشرة : الكلماتُ يَتحدَّد مَعناهَا بسياقها .
القاعدة السابعة عشرة : النصوصُ الشرعيّة التي ظاهرها التعارضُ يُحمل كُلُّ واحد منها على الحالِ المناسبة .
القاعدة الثامنة عشرة : ما أبْهَمَهُ الله فهو مُبهم ولا حاجةَ أنْ نتكلَّفَ ما هو هذا الشيءُ الذي أبْهَمَهُ الله .
القاعدة التاسعة عشرة : العلماءُ قد يُفسِّرونَ الشيءَ بِمَا يُقاربه أو يُلازمه .
القاعدة العشرون : التحريمُ يُستفاد إمّا مِن لفظِ التحريمِ ،وإمّا مِن النَّهْيِ ، وإمّا مِن ترتيبِ العقابِ عليه ، وإمّا مِن الوعيدِ عليه .
الخاتمة : وفيها أهم نتائج البحث .
الفهارس الفنية اللازمة للبحث .
- النتائج والتوصيات.
- إنَّ جُلوسَ الشيخِ ابن عثيمين رحمه الله للتعليمِ وتَفَرُّغَهُ لـهُ تلكَ المدَّةَ الطويلةَ والتي زادت على نصف قرن ؛ وحرصهُ على التواصلِ مع الناسِ ونَفعِهم , سواءً في اللقاءاتِ العامّة , أو بالتأليفِ , أو بالبرامجِ الإعلاميةِ ؛ مِن أعْظَمِ الأسبابِ التي أَوْصَلَتْهُ لتلكَ المكانةِ العاليةِ في قلوبِ الناسِ , وجَعلتْهُم يَحرِصُونَ على دُروسهِ ومَعرفةِ آراءهِ , واختياراتهِ , فلقدْ ذاعَ صِيتُهُ , واشْتَهَر اسْمُه , وأصْبحَ مِن أبرزِ علماءِ عَصْرِه .
- لقدْ كَانَ الشيخُ ابنُ عثيمين رحمه الله بعيدَ النَّظرِ , عندما حَرِصَ على تَسْجِيلِ دُروسِه في وقتٍ مُبَكِّرٍ ظَهَر أثرهُ في آخرِ عُمُرُه ؛ إذْ أصْبَحَت هذهِ الموادُ الصَّوْتِيَّةُ أصْلَ تُرَاثِه العلميِّ الضَّخْم .
- لقدْ كَانَ الشيخُ ابنُ عثيمين رحمه الله مُهْتَمًّا في التفسير , مُتَمَيِّزًا بهِ رَغْمَ عَدَم اشْتِهَار ذلكَ عنهُ , نَظَرًا لِشُهْرَتِهِ في الفقهِ والعقيدةِ ؛ وسببُ ذلكَ يَعودُ بِشَكْلٍ أسَاسِيٍّ إلى عَدَمِ خُروجِ تُرَاثِهِ في التفسيرِ أيَّامَ حياتهِ . وأرجو أنْ تكونَ هذهِ الدراسةُ ساهمتْ في إبرازِ هذا الجانبِ المهمِّ مِن عِلْمِ الشيخِ رحمه الله بالتفسيرِ , وعلومِ القرآن .
- لَمْ يُفَسِّر الشيخُ ابنُ عثيمين القرآنَ كَامِلاً , وإنَّمَا فَسَّر أجْزاءً مِنه , مجموعها تَزيدُ على نِصْف القرآن .
- يُعتبر تَفسيرهُ مِن التفاسيرِ المطوَّلةِ , خاصَّةً تَفسيره لأوَّلِ القرآنِ , والتعليقُ على سُوَرٍ مِن تفسير الجلالين .
- لَمْ يُؤَلِّف تَفسيرهُ ابْتداءً – سوى كتابه الإلمام ببعض آيات الأحكام - والباقي أصْلُه دروسٌ ألقاها على طُلاَّبِه , كَسَائِرِ مُؤَلَّفَاتِه المطوَّلة .
_ لَمْ يَكُنْ تَفسيرهُ على طريقةٍ واحدةٍ , وسببُ ذلكَ اختلافُ طبيعةِ الدروسِ , والتي هي أصْلُ التفسير , والفِئَة المتلقِّية للتفسير , فَفَسَّرِ مِن المصْحَفِ مُباشَرةً , وعلَّقَ على تفسيرِ الجلالين , كَمَا فَسَّرَ في اللقاءاتِ العامّة , ولقد طُبِعَ تَفسيرهُ كُلُّهُ تَحْتَ مُسَمَّى واحدٍ بعنوان : تفسير القرآن الكريم , مما قدْ يُظَنُّ أنّه على طريقةٍ واحدة , والأمرُ ليسَ كذلكَ ؛ ولذا أُوصِي بإعادةِ تسميةِ تفسيرهِ بما يُناسِبُ طريقتهُ في التفسير ، وذلكَ على النحوِ التالي :
أ- تفسيرُ القرآنِ الكريم ، وذلكَ لما فسَّرَهُ الشيخُ مِن المصحفِ مباشرةً ، والذي ابتدأهُ مِن أوّلِ القرآنِ وبلغَ فيه الآية ( 52 ) مِن سورة الأنعام .
ب - التعليقُ على تفسير الجلالين ، أو : حاشيـة الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين ، وذلكَ في السُّوَرِ التي ارتبطتْ بهذا الكتابِ على ما سبقَ بيانه .
ج - تفسير سورة الكهف .
د - تفسير المفَصَّلِ للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، مع العلمِ بأنّ الشيخَ رحمه الله لَمْ يُتَمَّهُ إذْ تُوُفِّيَ عند الآية (17) مِن سورة المجادلة ؛ مع تفسير جزء عمّ كاملاً .
- للشيخِ ابنِ عثيمين كثيرٌ مِن التفسير مَبْثُوثٌ في كُتُبِهِ الأخرى , خاصّة كتابيه : شرحُ العقيدةِ الواسطية , والقولُ المفيدُ على كتابِ التوحيد , حَبَّذَا لو جُمِعَ في مُؤَلَّفٍ مُسْتَقِلٍّ خاصّة الآياتُ الواردةُ في سُوَرٍ لَمْ يَقُمْ بتفسيرها أصْلاً .
- أكثرُ المصادرِ التي اعتمدَها في تفسيرهِ هي :
أ - كتبُ شيخِ الإسلام ابن تيمية , وتلميذه ابن القيم .
ب – ومِن كُتُبِ التفسير تفسيرُ ابن جرير ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن), وتفسيرُ ابن كثير ( تفسير القرآن العظيم).
- جَمَعَ في تفسيرهِ بين التفسيرِ بالمأثورِ وبينَ التفسيرِ بالرأْي المحمود , ففسّر القرآنَ بالقرآنِ والقرآنَ بالسنّةِ , وبأقوالِ السَّلَفِ , كما فَسَّرَ باللغةِ فَأَوْرَدَ الشَّواهدَ الشِّعريَّة وبَيَّنَ مُفرداتِ ألفاظِ القرآن , والفروق بينها ، وغير ذلك مما تقدّمَ بيانه .
- أَوْرَدَ القراءاتِ السَّبْع في تفسيرهِ مُكْتَفِيًا بها , وقامَ بتوجيهها , ولَمْ يَتَعَرَّضْ للقراءاتِ الثلاثِ المتَمِّمَةِ للعَشْرِ , أو القراءاتِ الشَّاذَّة .
- حَرِصَ على إزالةِ الإشْكَال الواردِ في الآياتِ , أو ما ظَاهِرهُ التعارضُ فيما بينها , أو بينها وبينَ الأحاديث .
- يَنقَسِمُ تفسيرُ الشيخِ ابن عثيمين إلى قسمين أساسيين هما :
أ – التفسير ب – الفوائد .
- تَعَدَّدَتْ اهتماماتُ الشيخِ ابن عثيمين في تفسيرهِ ، وأهَمُّهَا ثلاثةُ جوانب هي :
أ – الجانبُ العَقَدِيُّ : إذْ يُعْتَبَرُ تفسيرهُ مِن أوْسَعِ التفاسيرِ التي عُنِيَتْ بتقريرِ العقيدةِ, فهو تفسيرٌ سَلَفِيٌّ قَرَّرَ فيهِ مَذْهَبَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ , وَرَدَّ على مخالفيهم .
ب – الجانبُ الفِقْهِيُّ : فتفسيرهُ مَلِيءٌ بالمسائلِ الفقْهيَّـة وخِلافِ الفُقَهَـاءِ , وتَقرِيرَاتِهم .
ج – الجانبُ الاسْتِنْبَاطِيُّ : وأبْرَزُ ذلكَ تلكَ الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآياتِ , والتي تَمَيَّزَ بها تفسيرهُ عن بقيّةِ التفاسير .
- للشيخِ ابن عثيمين رحمه الله شخصيةٌ مُتَمَيِّزَةٌ في تَنَاوُلِ المسائلِ العِلْمِيَّةِ , ومُنَاقَشَتِهَا , كما لـهُ اختيارٌ في أغْلَبِ المسائلِ التي يَذْكُرُهَا , بَنَى كُلَّ ذلكَ على الدليلِ , وحُسْنِ التعليلِ ؛ وبناءً عليهِ ؛ فهناكَ جوانبُ في تفسيرهِ أَرَاهَا جَدِيرَةً بالبَحْثِ , إتْمَامًا لهذهِ الرِّسَالَةِ وهي :
أ – جَمْعُ اختياراتهِ في التفسير ودِرَاسَتِهَا .
ب – جَمْعُ اسْتِدْرَاكَاتِه على تفسير الجلالين ، ودِرَاسَتِهَا .
- للشيخِ ابنِ عثيمين رحمه الله اختياراتٌ في عُلـومِ القرآن , وأصُولِ التفسير , أغْلَبُهَا مَنْثُورَة في تَفسِيره , وسائرِ كُتُبِه ، جَمَعْتُهَا وتَحَدَّثْتُ عنها في هذهِ الرسالة .
- الجانبُ التَّقْعِيدِيُّ لأصُولِ المسائلِ العلميةِ سِمَةٌ بارزةٌ في تفسيرهِ, ففيهِ القواعدُ العَقَدِيَّةُ, والفقهيّة , والإعرابيّة , والتفسيريّة , ومَا إلى ذلكَ , إذْ قرّرها ، واستعملها في تفسيرهِ , مِمَّا يدلُّ على عنايةَ الشيخِ ابن عثيمين بتأصيلِ المسائلِ العلميّةِ وتَقْعِيدِهَا .
وأخيرًا :
إنْ تَجِدْ عَيْبًا فَسُدَّ الخلَلا == جَلَّ مَنْ لا عَيْبَ فِيه وَعَلا
وما تَقَدَّمَ هُو أهَمُّ نَتَائِجِ البَحْثِ البارِزَةِ , وهُنَاكَ غيرها تَظْهَرُ للمُطَّلِعِ على الرِّسَالَةِ.
أسْأَلُ الله أنْ يَغْفِرَ لي خَطَأي , ويتجاوزَ عَنْ تَقْصِيري , وأنْ يَجْعَلَ هَذا البَحْثَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيم , وأنْ يَكُونَ في مِيزَانِ حَسَنَاتِي , وصَلَّى الله على نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّم .
بيانات الكتاب .. وللتحميل
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=14071