إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليلة اكتمال القمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليلة اكتمال القمر


    ليلة اكتمال القمر

    تعودنا في الكثير من روايات أدب الرعب وافلامه حصول أمور مريبة تبعث الخوف بحيث يتزامن حدوثها مع الليالي التي يكتمل فيها القمر ليصبح بدراً كأن تخرج الوحوش من جحورها والأشباح من قبورها ويتحول فيها عدد من البشر إلى ذئاب ، فما هو منشأ تلك الفكرة تاريخياً وهل للقمر فعلاً تأثير على سلوك البشر ؟ هذا ما سنحاول أن نعرفه
    في الأسطر التالية :


    منشأ الإعتقاد
    ما زال المنشأ الفعلي لهذه النظرية مبهماً من الناحية التاريخية لأن القطع الأثرية التي تصور القمر لدى العديد من الثقافات ترجع إلى العصر الحجري القديم أي قبل كتابة التاريخ لكن ما يمكن قوله أن هذا الإعتقاد دام لقرون عديدة حتى أن كلمة لوناسي Lunacy والتي تعني الجنون مشتقة من اسم لونا Lunaوهو اسم لآلهة القمر الرومانية ، ونجد أيضاً صلة مشابهة ( الجنون والقمر )في لغات أخرى مثل لغة ويلش ولعل أكثر الأساطير شهرة ومبنية على تلك النظرية هي أسطورة المستذئب.

    أساطير ومعتقدات
    نجد حول العالم وفرة من النظريات العلمية الزائفة والخرافات المبنية على هذه الفرضية. وتدعي إحدى النظريات أن للقمر علاقة بالخصوبة وأن ذلك له علاقة بدورة الطمث لدى الإنسان التي تبلغ مدتها في المتوسط 28 يوماً. بينما تكون أوجه القمر 29،53 يوماً ومع ذلك فإن حوالي 30 في المئة فقط من النساء لديهن طول دورة حول المتوسط (28) مقدار يومين.

    ووفقاً لبعض التقاليد وذلك قبل ظهور التقنيات الحديثة كان من المفترض عادة أن يمتنع الجراحون عن العمل في ليلة إكتمال القمر نظراً لإعتقادهم بزيادة خطر الموت على لمريض من خلال فقدان الدم.

    بحوث ودراسات علمية
    يعتبر التأثير القمري نظرية تندرج ضمن ما يطلق عليه "العلوم الزائفة" Pseudoscience فهي تتداخل مع علوم النفس والاجتماع ووظائف الأعضاء و توحي
    هذه النظرية بأن هناك صلة ما بين مراحل معينة من دوران القمر حول الأرض والسلوك المنحرف لدى البشر. لكن هذه المزاعم عن الصلة لم تصمد أمام التدقيق العلمي فعلى مدى السنوات الـ 30 الماضية ظهر المزيد من الأدلة التي تؤكد على أنها "علم زائف". ويطلق في بعض الأحيان على تلك النظرية اسم آخر هو " فرضية ترانسلفانيا " أو " تأثير ترانسلفانيا " في الأدبيات العلمية.

    من الناحية النظرية هناك فقط بعض الدراسات التي تدعم إمكانية تأثير القمر ، على سبيل المثال خلصت الدراسة إلى أن مرضى الفصام الذهني تظهر عليهم علامات الإضطراب من حيث نوعية الحياة وطبيعة الذهنية لدى الفرد فخلال فترة اكتمال القمر درس الباحثون الارتباطات بين التغيرات الفسيولوجية مثل حالات النوبات لدى مرضى الصرع والامور التي تنشأ عن الصرع في فترة اكتمال القمر فوجدت الدراسة التي أجريت في عام 2004 وجود علاقة ذات " دلالة إحصائية " بين تأثير القمر والدخول إلى المستشفيات لأسباب تتعلق بنزيف في المعدة أو الأمعاء خصوصاً بين الذكور. وفيما يلي نذكر نتائج دراسات اختبرت التأثير القمري على البشر من نواح عدة :

    1- نوبات الصرع
    دراسات أخرى دحضت الإفتراضات القائمة على التأثير القمري. ففي الدراسة التي نشرتها " السلوك الصرعي " ، قدمت (سالي باكسندال) و (جنيفر فيشر) من جامعة ومعهد لندن فرضية مفادها أنه لو كان لطور من أطوار القمر (محاق، بدر ، هلال ..) تأثير على نوبات الصرع فأنه سيكون ناجماً عن دور القمر في الإنارة الليلية (شدة سطوعه)على نحو أكبر من الحالة التي يكون فيها محاقاً حيث تتضاءل شدة الإضاءة إلى أدنى مستوى أو أنها تتلاشى ، ولكن إن غطت سحابة في السماء القمر المكتمل فإن الصلة بين طور القمر ونوبات الصرع لن يكون لها تأثيراً واضحاً على تلك النوبات أي أنه مرتبط بالسطوع بغض النظر عن طور القمر، وكانت نتيجة التجربة سلبية بخصوص الصلة بين معدل تكرار نوبات الصرع وشدة إضاءة القمر المحسوبة نسبة لضوء الشمس في مجال يترواح بين 0.09 - إلى أقل من 0.05، وشملت عينة التجربة 1,571 مريضاً بالصرع واستغرقت أكثر من 341

    2- السلوك البشري
    في عام 1996 قام النفساني إيفان كيلي من جامعة ساسكاتشيوان (مع جيمس روتون و
    روجر كولفير )بتحليل 37 دراسة كانت قد بحثت في العلاقة بين أطوار القمر الأربعة (أوجهه) والسلوك البشري فكشف تحليلهم عن عدم وجود علاقة كافية أو كبيرة. كما قاموا بفحص 23 من الدراسات التي ادعت وجود هذه الصلة لكن ما قرب من نصفها احتوى على خطأ إحصائي واحد على الأقل.

    3- حوادث الإنتحار
    فشلت دراسة شملت 4,190 حالة انتحار في منطقة سكرامنتو من ولاية كاليفورنيا
    الأمريكية وعلى مدى 58 عاماً في تأكيد أي صلة مع أي طور القمر من أطوار القمر.

    في عام 1992 وفي ورقة بحث استعرض فيها مارتنز وكيلي وساكلوفسكي 20 دراسة هدفت إلى معرفة العلاقة المتبادلة بين أوجه القمر وحوادث الإنتحار. فوجدوا أن أغلبها لا تؤكد على تلك الصلة المزعومة وتلك الدراسات التي أثبتت وجود صلة لم تتفق نتائجها مع بعضها البعض.

    4- جرائم القتل
    أفاد الطبيب النفسي أرنولد ليبر من جامعة ميامي وجود صلة لجرائم القتل في بلدة دايد من مدينة ميامي - ولاية فلوريدا الأمريكية مع أوجه القمر ، ولكن في وقت لاحق من تحليل البيانات بما فيه التحليل الذي أجراه الفلكي (جورج أبيل) لم يثبت ما توصل إليه (ليبر) من استنتاجات كما أشار كلاً من كيلي روتون وكولفر أن لايبر إلى استخدمه لإجراءات إحصائية غير مناسبة ومضللة . حتى وعندما أجريت اختبارات أكثر دقة فإن ذلك لم يثبت أن لجرائم القتل صلة مع أوجه القمر.

    5- معدل الولادات
    قام الفلكي (دانيال كتون) بتحليل 45 مليون من سجلات الولادة حصل عليها من المركز الوطني للإحصاءات الصحية ولم يعثر على أي ارتباط بين الزيادة في معدل المواليد ومرحلة اكتمال القمر. وقد أفاد كلاً من كيلي و روتون وكلفر أن (كتون) فحص سجلات الولادة ووجد إزدياداً ضئيلاً حول الربع الثالث من أطوار القمر ، بينما كانت معدل الولادات أقل بقليل من المعدل العام أثناء إكتمال القمر (بدر) أو بدء قمر جديد (هلال) .

    - في عام 1957 حلل ريبمان عينة شملت 9,551 من سجلات المواليد في دانفيل من
    ولاية بنسلفانيا الامريكية ولم يجد أي صلة بين معدل المواليد وأوجه القمر.

    - في عام 1959 أبلغ (والتر) و (ابراهام ميناكر) في دراسة شملت أكثر من 510,000 مولود في مدينة نيويورك عن زيادة قدرها 1 في المئة في معدل المواليد وذلك في الأسبوعين اللذين يليان إكتمال القمر .

    - في عام 1967 درس (والتر ميناكر) عينة أخرى شملت 500,000 مولود في مدينة
    نيويورك ، ووجد أن هناك زيادة بمقدار 1 في المائة في معدل المواليد الفترة التي تمتد لأسبوعين حول إكتمال القمر .

    - في عام 1973 درس كلاً من (سمرفيل) و (بورست) و (اوسلي) عينة أخرى تضم 500,000 مولود من مدينة نيويورك ووجدوا زيادة مقدارها 1 بالمئة قبل اكتمال القمر.

    6- دخول المستشفيات والجرئم
    لم تكشف دراسة دامت 15 شهراً في جاكسونفيل من ولاية فلوريدا الأمريكية عن أي
    تأثير للقمر على معدلات الجريمة أو معدلات تسجيلات دخول المستشفيات على وجه
    الخصوص .
    ولم يكن هناك أي زيادة في معدلات الجريمة في ليالي البدر وفقاً للتحاليل الإحصائية التي قام بها قسم شرطة جاكسونفيل. حيث حقق فقط 5 من أصل 15 بدراً نسبة أعلى من متوسط الجريمة في حين كان للعشرة الباقية معدل أدنى من المعدل العام ، وكانت الأيام التي سجلت أعلى من المعدل في الأشهر الأكثر دفئاً .

    ولم يظهر التحليل الإحصائي للزيارات إلى غرفة طوارئ مستشفى (شاندرز) أي تأثير للقمر المكتمل حيث كان كبقية الأيام .




    التأثير القمري في الأخبار
    إضافة إلى الموروث الشعبي والأساطير الحضرية وجدت الفكرة التأثير القمري أيضا طريقها إلى الأخبار في وسائل الإعلام :

    - كان قد زعم أن القمر أثر على سلوك الناخبين في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2000

    -ادعت الشرطة في مدينة توليدو في ولاية أوهايو الأمريكية حدوث زيادة في معدل الجريمة بمقدار 5 في المئة خلال الليالي المقمرة (عندما يكون القمر بدراً) في حين أن الشرطة في ولاية كنتاكي عزت الإرتفاع المؤقت في الجريمة إلى إكتمال القمر واستند إدعاؤهم هذا إلى حدوث مطاردات لـ 3 سيارات ملغومة في غضون فترة 4 ساعات فقط.

    - في يونيو من عام 2007 أعلن كبار ضباط الشرطة في برايتون أنهم كانوا يخططون
    لنشر مزيد من الضباط خلال فترة الصيف لمواجهة المشاكل التي يعتقدون بأن لها صلة بدورة القمر.

    - وفي يناير من عام 2008 اقترح (أنيت كينج ) وهو وزير العدل في نيوزيلندا أن موجة حوادث الطعن في البلاد ناجمة عن دورة القمر .

    - في أكتوبر من عام 2009 افترض السياسي البريطاني (ديفيد تيدنيك) أنه خلال إكتمال القمر لن يكون بوسع الجراحين العمل ولن تكون وسائل وقف نزيف الدم أو تخثيره فعالة وعلى الشرطة أن تنشر أناساً أكثر في الشوارع ".

    وأخيراً ...

    قد تأتي المزيد من الدراسات لتوضح بشكل أكبر مدى تأثير القمر على جوانب متعددة في السلوك البشري وفي الفيزيولوجي .


  • #2



    علاقة القمر بالسحر والسحرة

    يلعب القمر دوراً مهماً في الكثير من الطقوس السحرية إن لم نقل كل الطقوس ، فهو يمارس تأثيره بشكل إما ايجابي أو سلبي ، بحسب درجة نموه وموقعه وحتى حسب الشكل الذي يظهر به في السماء ، وفي يومية السحرة ـ على حد زعمهم ـ يناسب النصف الأول من الشهر القمري القيام بأعمال السحر الدفاعي ، بينما لا تنجح وصفات السحر المؤذية إلا ابتداء من اليوم 15 منه .

    ولكى يصبغ السحرة والمشعوذين الصفة العلمية على السحر اخترع أسماء للقمر كما اخترع أسماء للكواكب السيارة السبعة يستعان بها كما بين ذلك سحرة المغرب الصوفىين [ وهي : لياخيم - ليالغو- ليافور - لياروث ـ لياروغ – لياروش - لياشلش وتسمى أسماء القمر ، ولها خواص وأسرار غريبة ] وهذه الأسماء ـ بلا شك ـ هى أسماء للجن ومن خواصها أنها تدخل في إعداد الجداول السحرية المستعملة لأغراض الحب وتيسير العـــلاقات بين الناس .


    لو نظرنا للسحر بجلاء علمى وبحث دقيق لوجدنا أن التاثير الفعلى للسحر أو الجانب الأكبر من وقوعه وتأثيره يأتى من منازل القمر دون سواه ولكنه ليس تأثيراً بمفهوم السحرة فالمد والجزر بسبب جاذبية القمر يصل أقصاه على الأرض وجسم الإنسان في الأيام البيض ، وهي : الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري ، فيزداد المد والجزر على الأرض وعلى الإنسان ، فيظهر على الأرض في صورة وصول المد والجزر أقصاه في البحار، ويظهر على الإنسان عن طريق ازدياد الانفعال والتهيج عصبية ، وتوتر ، اضطراب ، قلق … إلخ مما يؤدي إلى ازدياد نسبة الجرائم .

    كذلك ثبت وجود علاقة بين الولادة وظاهرة المدِّ والجزر ، ففي المجتمعات التي تعيش على سواحل البحر ترتفع نسبة المواليد عادة مع المد العالي وهذا يؤكد أن الذي يتحكَّم في تقبُّضات الرحم ليس المدُّ والجزر بحدِّ ذاته ، بل القمر الذي يؤثر على الظاهرتين معاً كما انة وجد ارتباط وثيق بين القمر والنزف الدموي بشكل عام ، إذ لقد أجرى أحد الأطباء بحثاً على أكثر من ألف شخص ممَّن يتعرضون لنزف غير عادي أثناء العمليات الجراحية ، فوجد أن 82 % من نوبات النزف الحاد تقع بين الربعين الأول والأخير للقمر ، مع ارتفاع هذه النسبة حتى أوجها عند اكتمال القمر في منتصف هذه الفترة .

    وتمكن بعض علماء النفس من اكتشاف علاقة سايكولوجية مباشرة بين الإنسان والقمر ، وذلك من خلال قياس الفرق في الطاقة الكهربائية الكامنة بين رأس الانسان وصدره ، فأجرى تجارب على نماذج عشوائية اختيرت بمحض الصدفة ، وكانت نتيجة هذه التجارب بأن جميع الناس يتغير عندهم الفارق الكهربائي من يوم إلى آخر. وأن أعظم فارق بين قراءة كهربائية الصدر والرأس يكون عند اكتمال القمر وبصفة خاصة بين مرضى العقل .

    كما ان هناك علاقة بين اشكال القمر والتهاب الرئة , وبين كمية حامض البوليك في الدم ، كما هو معروف فيزيائياً فإن القمر يؤثر على المجال المغناطيسي الأرضي ، وأن هذا التأثير يسبب الأزمات عند الأشخاص الذين يختل توازنهم العقلي.
    في الواقع أن الانسان مثل الآلة الكهربائية إذ تقوم الغدة الصنوبرية في دماغ الإنسان مقام قطب مغناطيسي لذلك فإن الإنسان يتاثر بالتغيرات الكونية الدورية الناتجة من الأجرام السماوية القريبة , كما في حالة جاذبية القمر وتعمل هذه العوامل على تعميق انعدام التوازن وتؤكد الصراعات الموجودة عند الانسان ، ولهذا صلة بأثر الدورة القمرية على التوازن بين نسبة القلويات والأحماض في الدم .

    ولانجد بداً من أن نعلن أن أيام اكتمال البدر هى الأيام الأكثر مناسبة للشياطين لدخول الإجساد وتمكنهم من ذلك .
    فتأثير القمر على الجانب النفسى والعضوى فى حياة الإنسان لها مؤشرات تدفع الجن إلى التسلط علي الإنسان فى أوقات دون أوقات وينجح عمل السحرة فى أوقات دون أوقات من الشهر القمرى وفى أيام معينة من أيام الأسبوع وفقاً لما يحدثه القمر من تغييرات سيكيولوجية وفيسيولوجية فى حياة الإنسان وليس كما يظن السحرة بأن الأجرام لها تأثيرمستقل بصحة ومرض وموت وحياة وهم وحزن ونحس وسعادة فيتوسلون بها إلى دفع ضرر أو جلب منفعة أو العكس !
    ونستطيع أن نحصر تأثير الكواكب على الإنسان فيسيولوجياً من حيث تغيرات مادية فى جسده يحتاجها الساحر ليؤدى غرضه ولها تأثير على الجن والشياطين فى أوقات معينة .
    منقول

    تعليق


    • #3


      تأثيرات القمر على صحة الإنسان


      مع الاعتراف التام بأن ما قد يعتري القمر من كسوف أو غيره، لا علاقة له بما يجري في أحوال الناس من وفاة بعضهم أو مرض آخرين مثلاً، فان الحقيقة العلمية تظل تُؤكد أن للقمر نفسه، كجرم سماوي تابع لكوكب الأرض ويجري حولها وحول الشمس، تأثيرات على ظاهرتي المد والجزر التي تعتري بحار كوكب الأرض. هذا التأثير للقمر هو أحد العوامل التي تُصنف علمياً ضمن ما يُعرف بتأثيرات "الدورات الطبيعية الخارجية" وذلك في مختلف مراحل دورة القمر الشهرية monthly lunar cycle. وهي مجموعة من العوامل التي مصدرها ومنشأها يأتي من خارج كوكب الأرض. وتشمل التغيرات التي تطال المناخ والبيئة الأرضية وغيرها، بفعل تأثيرات موجات الإشعاعات الكونية ودورات القمر والشمس، وغيرها من الكواكب في الفضاء الخارجي.

      مع الاعتراف بتأثيرات تقلبات المناخ وظهور شمس النهار وظلمة الليل والإشعاعات الكونية على أنظمة الجسم وتفاعلاته، يبقى السؤال هو : هل للكواكب تأثيرات حقيقية على حياة الناس وصحتهم وأمراضهم وإصاباتهم وسلوكياتهم النفسية؟

      والواقع أن طرق مثل هذه المواضيع، في علاقة الأمراض بالعوامل البيئية والكونية المحيطة بنا، والتي يُحتمل أن يكون لها تأثيرات على حياتنا من جوانب شتى، ليس المقصود منه سرد "الغرائب والطرائف" العلمية، بل هو من باب عرض حقائق لها علاقة وثيقة بما يخدم معالجة الناس بشكل ونوعية أفضل، متى ما تم فهمها وفحصها والاستفادة منها من قبل أفراد الوسط الطبي وبقية الناس. والأطباء سبق لهم أن استفادوا كثيراً من دراستهم وفهمهم لسبب ارتفاع الإصابات بنوبة الجلطة القلبية في ساعات الصباح مقارنة ببقية أوقات اليوم، ومن ملاحظتهم ارتفاع الإصابات بنوبات الربو في الساعات المبكرة جداً من النهار، واختلال وتيرة النوم بفعل اختلاف ضوء الشمس، والتغيرات النفسية التي تحصل مع اختلاف فصول السنة، ومن ملاحظتهم اختلاف الكثير من أنظمة العمليات الكيميائية الحيوية التي تعتري الكولسترول وهرمون النمو وحرارة الجسم وعمل مناطق شتى من الدماغ وضغط الدم ونبض القلب وغيرها في أوقات معينة من نهار أو ليل اليوم، دون بقية ساعاته.

      ولأن فرضية التأثيرات النفسية للـ "القمر المكتمل" لا تزال أحد العوامل المطروحة حول جوانب صحية متعددة، فإن من المفيد مراجعة الأمر علمياً. خاصة أن ثمة دراسات طبية قديمة عززت من قوة تلك النظرية، قبل أن تتصدى لها وتُفندها الدراسات الطبية الأحدث والأدق. القمر والمسئولية عن التصرفات
      * ثمة كلمة في اللغة الإنجليزية يُقال لها "ليونيتك" lunatic ، أي المجنون والطائش. وكلمة أخرى يُقال لها "ليونسي" "lunacy" ، وتُترجم إلى اللغة العربية بـ " جنون وحماقة كبرى"، وتشرحها معاجم اللغة الإنجليزية بأنها " جنون متقطع intermittent insanity يُعتقد بأنه مرتبط بمراحل ظهور القمر".
      وهاتان الكلمتان لهما صلة مباشرة بكلمة "ليونا"، وهي الكلمة اللاتينية للقمر moon . والنسبة إلى كلمة "ليونا" هي بكلمة "ليونر" lunar والمستخدمة في التعبير عن أي شيء له صلة بالقمر.

      والأصل لاستخدام هذه الكلمة في اللغة الإنجليزية ما كان شائعاً في الوصف، وخاصة خلال القرن الثامن عشر، لأعمال الجنون الإجرامية التي كانت تحصل خلال مرحلة البدر، أي اكتمال ظهور كامل حلقة القمر في كبد سماء الليل، أي الأعمال الإجرامية، كجرائم القتل، التي سببها حالات من فقد السيطرة والتحكم العقلي على السلوكيات والتصرفات نتيجة تأثير نور القمر على البشر. والمهم في الأمر، من الناحية الطبية والقانونية، أن لجوء مُحامي الدفاع، عن هؤلاء القتلة المرتكبين لتلك الجرائم خلال تلك الأوقات من الشهر، إلى تبرير ذلك السلوك الإجرامي بتأثير ظهور البدر كاملاً على عقلية الإنسان وفقدانه القدرات العقلية على التمييز وضبط التصرفات، كفيل بحصول المجرم على نُطق القاضي بُحكم مُخفف على تلك الجرائم، حتى وإن كانت من درجة القتل العمد.
      وأصل بناء هذا الاعتقاد القانوني القضائي، في تلك الحقبة التاريخية من القضاء الإنجليزي، وتبعات ذلك في تخفيف العقوبات على المجرمين القتلة، كان هو وجود اعتقاد اجتماعي وطبي نفسي بأن للقمر، وفي مرحلة البدر بالذات، تأثيرات حقيقية على عقول الناس وعلى تصرفاتهم. وذلك لدرجة الاعتراف بأن الإنسان "ليس مسؤولاً مسؤولية كاملة عن عواقب أفعاله التي يُقدم عليها في مرحلة اكتمال ظهور البدر". والأمر هنا أشبه بكثير من الأمراض النفسية التي يعترف الطب النفسي بأن لها تأثيرات حقيقية على سلوكيات الإنسان، وعدم قدرته على مقاومتها.

      جرائم ليالي البدر
      * وفي سبعينيات القرن الماضي، نشرت مجلة علم الطب النفسي الإكلينيكي، جورنال أوف كلينيكل سايكاتري، دراسة لا تزال مثيرة للجدل، حتى اليوم، لفريق من باحثي جامعة ميامي، بقيادة طبيب النفسية، الدكتور أرنولد لايبير. وكانت الدراسة حول علاقة القمر بجرائم القتل. وتابع الباحثون في الدراسة كل جرائم القتل التي وقعت خلال فترة خمسة عشر عاماً في مقاطعة ديد بولاية فلوريدا. ومن مراجعة كامل التفاصيل والمعلومات المتعلقة بجرائم القتل، تبين أن هناك حوالي 2000 جريمة من نوع القتل العمد homicide . ومن نتائج تحليل المعلومات عن تلك الجرائم، وجد الباحثون أن معدل حصول جرائم القتل ينخفض ويزيد بحسب تطور مراحل ظهور القمر. وتحديداً وجد الباحثون أن جرائم القتل ترتفع بشكل أكبر خلال مرحلة "البدر" full moon ، أي اكتمال ظهور القمر، وكذلك في المرحلة التي تلي المحاق واختفاء القمر من الظهور السماء، أي بدء إعادة ظهور الهلال new moon. كما تنخفض معدلات وقوع جرائم القتل العمد خلال المراحل الأخرى من دورة القمر الشهرية.

      وفي محاولة التأكد من صحة هذه النتيجة البحثية، أي معرفة ما إذا كانت هذه النتائج التي ربطت بين ارتفاع جرائم القتل ومراحل القمر، كانت نتيجة وقعت بـ "الصدفة"، أم أنها حقيقة وتشير إلى ارتباط الأمرين بعضهما ببعض. ولذا اتجه الباحثون النفسيون إلى مقاطعة كايهوغا في أوهايو بكليفلاند. وتتبعوا نفس الموضوع، وتوصلوا إلى نفس النتائج التي أكدت ملاحظة ارتفاع جرائم القتل في أوقات مرحلة البدر للقمر.

      القمر وسلوكيات الناس
      * وفي معرض التعليل لتك النتائج، افترض الدكتور أرنولد لايبير أن ثمة تأثير حقيقي للقمر على عقول الناس. وقال بأن من المعلوم تأثير القمر، خلال تطور ظهوره في السماء، على حركتي المد والجزر لمياه البحار والمحيطات. وبما أن أجسام الناس مكونة بنسبة كبيرة من الماء، وتحديداً يكون الماء نسبة 80% من جسم الإنسان، فإن أعضاء الجسم، كالدماغ، لا بد أن تتأثر بتلك التأثيرات الذي يصنعها القمر على المياه في الجسم. واخترع مصطلحاً علمياً جديداً وصفه بـ " أمواج المد والجزر البيولوجي الحيوي" "biological tides". وأكمل الباحث النفسي مشواره في هذا الجانب من ناحيتين. وكانت الناحية الأولى، في تأليف كتاب أسماه "كيف يُؤثر القمر عليك" "How the Moon Affects You".

      وتشير مصادر الطب النفسي إلى أن نتائج تقرير ميداني سابق لتلك الدراستين، كانت قد أجرته المؤسسة الأميركية للطب المناخي American Institute of Medical Climatology لصالح إدارة الشرطة في فيلادلفيا، وكان عنوان التقرير "تأثير القمر المكتمل على السلوكيات البشرية" ، ووجد نفس الملاحظات التي ربطت بين اكتمال ظهور القمر وانتشار الجرائم. وكان تعليق التقرير يقول إن الناس يغدون أكثر جنوناً خلال تلك الفترة من الزمن. وتحديداً لاحظ التقرير أن في تلك الفترة من دورة القمر الشهرية ترتفع جرائم كل من: القتل العمد، وتعمد إحراق المباني والمنشئات arson ، والسرعة الخطرة في قيادة المركبات ، وحالات الهوس القهري بالسرقة kleptomania . أي ذلك النوع من السرقة التي يقوم بها أفراداً عاديون ليسوا محتاجين لتلك المسروقات وليسوا بالأصل لصوصاً، سواءً هواة أو محترفين. وهو موضوع طبي نفسي سبق لي عرضه في ملحق الصحة بالشرق الأوسط.

      القمر الدموي
      * وسبق أن لاحظت دراسة الدكتور إيدسون أندروز، والمنشورة في مجلة رابطة فلوريدا الطبية، أن ثمة علاقة بين حالات النزيف الدموي الحاد، ما بعد عمليات استئصال اللوزتين وبين تطور ظهور القمر خلال أيام الشهر القمري. وبعد متابعة ألف حالة من استئصال اللوزتين، تبين أن 82% من حالات النزيف الشديد تلك حصلت في أيام اكتمال البدر، مقارنة بأيام اختفاء القمر. والأغرب في تلك النتائج أن الباحثين لاحظوا ذلك الارتفاع الكبير في حالات النزيف بُعيد العملية الجراحة بالرغم من عدد العمليات الجراحية التي أُجريت خلال تلك الأيام بالذات كانت أقل من عدد العمليات التي أُجريت في الأوقات الأخرى من الشهر القمري.

      ومما قاله الباحثون صراحة في تعليقهم على النتائج التي توصلوا إليها: من الواضح أن أيام اكتمال البدر تحمل مخاطر أعلى لحصول النزيف بعد العملية الجراحية لاستئصال اللوزتين. وذهبوا إلى أبعد من ذلك بتبنيهم النصيحة بأخذ نتائج الدراسة هذه محل الاعتبار الجاد، حال التخطيط لإجراء عملية استئصال اللوزتين.
      وكانت دراسة للباحثين من الولايات المتحدة، تم نشرها في عام 1987 بمجلة طب الطوارئ، جورنال أوف إميرجنسي ميديسن، قد ذكرت أن 80% من أفراد طاقم التمريض بأقسام الإسعاف، و 64% من الأطباء فيها، يعتقدون بأن للقمر تأثيرات على سلوكيات الناس. وذلك لدرجة أن كثراً من الممرضين والممرضات يشكون من ارتفاع أعداد الحوادث، وطالبوا صراحة في عرائض كتبوها، بأن يتم اعتماد إعطائهم علاوة ومكافأة تحت مُسمى مكافأة قمرية bonus pay" "lunar.

      وفي دراسة أخرى أجراها الباحثون من جامعة نيو اورلينز في عام 1995، أشار 43% من العاملين في تخصصات لها علاقة بسلوكيات الناس النفسية، إلى اعتقادهم بأن للقمر تأثيرات على سلوكيات الناس. وتحديداً، المتخصصين في الطب النفسي والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين.

      اعتراضات علمية
      * وكان الدكتور إيفان كيلي، الباحث النفسي الكندية بجامعة ساسكاتشوان في ساسكاتون، قد تعمق في بحث موضوع القمر وتأثيراته على حياة الناس. ونشر أكثر من 15 بحثا طبيا نفسيا عن هذا الموضوع، وراجع أكثر من 200 دراسة علمية طبية عن علاقة القمر بحياة الناس النفسية والصحية.وعبرّ عن رأيه الصريح في الأمر برمته قائلاً: رأيي الشخصي هو أن الإدعاء بوجود تأثيرات لاكتمال القمر، بهيئة البدر، لم يثبت، علمياً. والدراسات التي تم إجراؤها لم تكن نتائجها متوافقة ومنضبطة. ولكل دراسة إيجابية في نتائجها هناك دراسة أخرى سلبية النتائج تُقابلها، وتُلغيها.
      وأضاف بالقول، وبالفعل يبدو أن كثيراً من نتائج مجموعات الدراسات يُناقض كل منها الآخر. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، وجدت دراسة انجليزية أن احتمالات التعرض لعضات الحيوانات ترتفع في أيام اكتمال البدر، وتحديداً إلى الضعف، بينما دلّت نتائج دراسة أسترالية مماثلة على أن علاقة "بأي شكل من الأشكال" بين عضات الكلاب واكتمال ظهور القمر.

      وتساءل الدكتور إيريك تشدلر، الباحث النفسي بجامعة واشنطن في سياتل بالولايات المتحدة، بالقول: هل من الممكن أننا، كثقافة، نُحب الفكرة القائلة بوجود قوة غامضة مُؤثرة للقمر على الأحداث في حياتنا. وأننا بالتالي ندعم تلك الخرافة إلى الأمام، وقُدماً، لأننا نُريد إثبات ذلك، بأي شكل؟
      وأضاف، حينما يحصل أمر غير معتاد ويكون القمر آنذاك بدراً، فإن الناس عادة ما يُلاحظون ظهور القمر بهيئته المكتملة ويلومونه في التسبب بحصول تلك الأمور.
      وعلق الدكتور سكوت براندهورست، الباحث النفسي في روبرت ميوري كلينك التابع لمؤسسة فورست بالولايات المتحدة، على الموضوع بالقول: إنها واحدة من الخرافات myths التي استمرت بالحضور بقوة عبر الأجيال المتعاقبة. ونحن، كمجتمع، لا نزال نستخدم اكتمال القمر لتعليل سلوكيات الناس.

      وفي عدد شتاء عام 1986 من مجلة البحث عن حقائق الشكوك Skeptical Inquirer ، صدر تقرير "الهيئة العلمية للتحقيق في مزاعم الأمور الخارقة للعادة" CSICO ، الذي تفحص بالتحليل نتائج العديد من الدراسات العلمية التي تناولت بالبحث علاقة مراحل ظهور القمر lunar phases بالتصرفات غير الطبيعية. وأعطى هذا التقرير رأيه في الأسباب التي لا تزال تجعل الكثيرين يستمرون في الاعتقاد بتأثيرات مراحل القمر.
      وتشكلت الهيئة العلمية من كل من: البروفسور كيلي، المتخصص في علم التعليم النفسي بجامعة ساسكاتشوان الكندية، كرئيس للهيئة الفرعية لعلم التنجيم التابع لـ" الهيئة العلمية للتحقيق في مزاعم الأمور الخارقة للعادة"، والبروفسور جيمس روتن، المتخصص في علم النفس بجامعة فوريدا الدولية، وروجر كيلفير، الباحث في علم الفلك والفضاء بجامعة ولاية كلورادو. واستخدم الباحثون أنظمة التحليل المتعدد، لجمع نتائج مجموعات الدراسات التي صدرت حول علاقة مراحل القمر بسلوكيات الناس الحياتية. ووفق ما قاله التقرير صراحة: وفي 23 دراسة تم فحص نتائجها، تبين أن في نصفها تقريباً، وعلى أقل تقدير، خطأ أو خطأين في طريقة البحث العلمي. وبتصحيح تلك الأخطاء المنهجية في البحث، وبالعودة إلى النتائج الأصلية لتلك الدراسات، فإننا لم نجد أن هناك علاقة ثابتة ومتوافقة بين مراحل القمر وبين تلك التصرفات غير الطبيعية من الناس، والتي تُوصف عادة بأنها نتيجة لتأثيرات القمر عليهم.

      وقال العلماء في تقريرهم، إن كانت البراهين العلمية تقول لنا بأنه لا تُوجد تلك التأثيرات المزعومة للقمر، فلماذا تستمر فرضية "القمر المكتمل" بين الناس؟ وأجابوا بأن هناك ثلاث عوامل تؤدي إلى استمرار ذلك المعتقد، وهي انحدار مستوى التقارير الإعلامية، وضحالة المعرفة بعلم الفيزياء الطبيعية، والانحياز والميل لدى بعض المتخصصين في علم النفس.
      وأكد الباحثون أن من طبيعة الإنسان النفسية: ملاحظته للأحداث التي تدعم وتُؤيد معتقداته، بخلاف الأحداث التي لا علاقة بها. وأضافوا في تقريرهم، واعتقاد الكثيرين أن للقمر تأثيرات على مياه البحار والمحيطات، وأن جسم الإنسان مكون من المياه بنسبة 80%، ما يجعل من الممكن اعتقاد أن للقمر تأثيرات على جسم الإنسان، ليس صحيحاً. والسبب أن باستخدام علم الرياضيات لا نجد ما يدعم هذا التعليل. ووفق ما قالوه، فإنه يُمكن إثبات أن القوة التي تبذلها الأم حينما تحمل طفلها الرضيع تفوق 12 مليون مرة "قوة المد والجزر" tidal force التي يُمكن أن يُؤثر بها القمر على كمية المياه في جسم الرضيع.

      واستطرد الباحثون في تفنيد الكثير من المزاعم الأخرى التي يستند عليها مؤيدي فرضية "القمر المكتمل"، ولكن الأمرين الذين ذكرناهما، الأخطاء في منهجية البحث للدراسات العلمية المؤيدة لوجود تأثيرات للقمر وضعف تأثير قوة المد والجزر على مياه جسم الإنسان الصغير بالمقارنة مع الحجم الكبير جداً لمسطحات المياه في المحيطات والبحار، هما الأهم.
      وكان الباحثون من مركز علوم الصحة بجامعة جنوب فلوريدا، قد ذكروا في عام 2004، ضمن مراجعاتهم العلمية لعلاقة اكتمال البدر بالأمراض العضوية، أن هناك العديد من الدراسات الطبية التي حاولت فهم العلاقة بين أطوار ظهور القمر وبين الإصابات بنوبات الجلطات القلبية، ومعدل الولادات، ومحاولات الإقدام على الانتحار، وارتفاع الحاجة الدخول إلى المستشفيات نتيجة تهيج حالة المرضى النفسيين، ونوبات الصرع التشنجي. وأكدوا على أن نتائج تلك الدراسات لم تجد علاقة تُذكر بين مراحل ظهور القمر وبين حصول تلك الحالات المرضية.

      لا علاقة بين القمر ومفاجآت الحمل والولادة
      * هناك من يعتقد بأن ثمة علاقة بين وقت حصول تلقيح البويضة الأنثوية بالحيوان المنوي الذكري بالنسبة لدورة القمر الشهرية وبين جنس المولود. وكذلك بين وقت الولادة وبين مراحل دورة القمر الشهرية، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالحمل والولادة. وعلى سبيل المثال، ذكر كيرتس جاكسون، مدير المستشفى البروتستانتي لجنوبي كاليفورنيا بأن احتمالات الحمل ترتفع حينما تتلاقى البويضة مع الحيوان المنوي في أيام أوقات ظهور القمر، مقارنة بأيام أوقات المحاق وتضاؤل حجم قرص القمر. وتوصل إلى هذه الملاحظة بعد متابعته أكثر من أحد عشر ألف حالة حمل حصلت خلال بحر ست سنوات.

      والأكثر غرابة من هذا، ما لاحظه الباحثون الألمان بعد متابعة أكثر من 33 ألف حالة ولادة، حيث توصل الدكتور بيوهلر إلى أن احتمالات الحمل بمولود ذكر ترتفع في أيام ظهور القمر في حجم مكتمل.
      والواقع أن الدراسات الأحدث والأدق، لمجموعات من الباحثين الطبيين، لاحظت أن لا علاقة بين الأمرين. وعلى سبيل المثال، أشارت دراسة الباحثين من كارولينا الشمالية، والمنشورة ضمن عدد مايو 2005 من المجلة الأميركية لطب النساء والتوليد، أن نتائج المراجعة العلمية لحالات أكثر من 500 ألف مولود، لا تدل البتة أن هناك صلة بين وقت الولادة من جهة وبين مراحل دورة القمر الشهرية، وفق ما قالته الدكتورة شيللي غالفن، الباحثة المشاركة في الدراسة.

      نوبات الصرع لا تتأثر باكتمال القمر
      * بعيداً عن خرافات دراكولا، مصاص الدماء الأشهر على المستوى العالمي، وبعيداً عن خرافات الرجل "المذؤوب" Werewolves ، أي الممسوخ ذئباً، وغيرهما مما تطرحه صناعة السينما من الحالات المؤيدة لوجود تأثيرات للقمر على السلوكيات النفسية والعصبية للبشر، فإن ثمة حالة عصبية مرضية يُقال أنها تتأثر بظهور القمر بدراً في سماء الليل. والحالة هي نوبات الصرع التشنجية epileptic seizures.
      والمقولة المنسوبة إلى علم الطب مفادها أن احتمالات الإصابة بنوبة من الصرع وتشنجاته العضلية ترتفع في أيام اكتمال البدر.

      وكان الباحثون من جامعة جنوب فلوريدا قد حاولوا دراسة هذا الأمر لتبين مدى صحة هذه المقولة وسلامتها، وذلك وفق ما تم نشره في أواخر مايو للعام 2004 من مجلة الصرع والسلوكيات. وتأتي أهمية هذه الدراسة، حال ثبوت أو انتفاء هذه المقولة، من استفادة مرضى الصرع وذويهم وأطبائهم في مدى تميز الاهتمام الصحي خلال تلك الأيام من الشهر القمري.
      وأوضح الدكتور سليم بن باديس، الأستاذ المشارك وطبيب الأعصاب وجراحة الأعصاب بكلية الطب في جامعة جنوبي فلوريدا، بالقول: وخلافاً للخرافة، فإن حصول نوبات الصرع التشنجية ليس أكثر شيوعاً خلال فترة اكتمال القمر. وفي الحقيقة وجدنا أن عدد نوبات الصرع التشنجية هو أقل خلال فترة اكتمال القمر، وأعلى خلال الربع الأخير، من دورة القمر الشهرية.

      وقال الدكتور بن باديس، بأنه قرر فحص احتمالات العلاقة بين أطور ظهور القمر، خلال الدورة الشهرية للقمر، وبين عدد مرات حصول نوبات الصرع التنشيجية، وذلك بعد سماعه من المرضى إدعاءات تشير إلى أن تلك النوبات تنشط أو تسوء مع اكتمال القمر. وأضاف، وحتى هناك بعض العاملين والمتخصصين في الوسط الطبي يعتقدون بصحة هذا الأمر، وبالرغم من هذا كله، لم يتم فحص صحة هذه المقولة من قبل بطريقة علمية. وقام الدكتور بن باديس بتحليل المعلومات المتعلقة بحوالي 800 مريض بالصرع، خلال فترة ثلاث سنوات. وقسّم الباحثون المرضى إلى نوعين. النوع الأول، هم الذين تحصل لديهم نوبات الصرع التشنجي نتيجة لاضطرابات في أنظمة الكهرباء الدماغية، أي مرضى صرع حقيقي. والنوع الثاني، هم الذين لا تحصل لديهم أي اضطرابات في نظام كهرباء الدماغ، بالرغم من ظهور نوبات الحركات التشنجية على أطراف وأجزاء أجسامهم، بل تحصل نوبات التشنج نتيجة لاضطرابات نفسية عاطفية. وتم تصنيفهم بأن لديهم "تشنجات نفسية وليست صرع مرضي" psychogenic nonepileptic seizures.
      وبالجملة لاحظ الباحثون من نتائج المتابعة، أن لدى مرضى الصرع الحقيقي، حصلت معظم نوبات التشنجات في فترة الربع الأخير من الشهر القمري. وكان عددها في تلك الفترة من الشهر حوالي ضعف عدد النوبات التي حصلت خلال فترة اكتمال ظهور البدر. كما لم يُلاحظ الباحثون أي ارتفاع مهم في عدد مرات حصول نوبات التشنج النفسي خلال فترة اكتمال ظهور القمر بدراً .



      تعليق


      • #4





        المد والجزر
        عبارة عن ارتفاع وانخفاض دوري لكل مياه المحيطات بما في ذلك مياه البحار المفتوحة والخلجان. وينتج المد والجزر بتأثير من جاذبية كل من القمر و الشمس على الأرض ذاتها، وبصفة خاصة على الماء.

        ويعتبر القمر هو السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى المد والجزر نظرا لقربه من الأرض أكثر من الشمس. وعندما يكون القمر فوق نقطة معينة من سطح الأرض مباشرة، فإنه يؤثر تأثيرا كبيرا على كتلة الماء التي ترتفع -تبعا لذلك- فوق مستواها المعتاد. وعادة توجد موجتان متضادتان من المد والجزر تتعاقبان في دورة مستمرة في كل يوم قمري. ويبلغ متوسط طول اليوم القمري 24 ساعة و50 دقيقة و28 ثانية. \

        كما تؤدي الشمس أيضا إلى ارتفاع موجتين متضادتين من المد والجزر. ولكن لأن الشمس أكثر بعدا عن الأرض من القمر، فإن قوة الجزر الشمسي تبلغ 46% من الجزر القمري. وتؤدي مجموع القوى التي يبذلها كل من الشمس والقمر إلى موجة تتكون من قمتين من المد والجزر يعتمد موقعها على المواقع النسبية لكل من الشمس والقمر في ذلك الحين. وأثناء فترة الهلال والبدر عندما يكون كل من الشمس والقمر والأرض على خط مستقيم، فإن الموجات الشمسية والقمرية تتزامن مع بعضها البعض، وهذا بدوره يؤدي إلى حالة تعرف بالجزر الربيعي حيث تكون هناك أعلى قيمة للمد، وأعلى قيمة للجزر.
        وفي القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، انفرد الكندي برسالة مستقلة في علة المد والجزر ذكر فيها أسبابه وأنواعه. فعرف نوعين من المد أحدهما المد الطبيعي وعرفه بأنه: "استحالة الماء من صغر الجسم إلى عظمه". والثاني المد العرضي وعرفه بأنه: "زيادة الماء بانصباب مواد فيه"، كما في الأنهار والأودية والفيوض التي أصلها من الأنهار. وأشار إلى أن مثل هذا المد لا تظهر فيه زيادة، وذلك لصغر قدر المياه المضافة إليه من الأنهار وغيرها، بالمقارنة مع مياه البحار، وكذلك بسبب البخر الواقع لها.
        وقد قسم الكندي المد الطبيعي على ثلاثة أنواع:

        الأول : المد السنوي وهو الزيادة في مياه البحار في وقت محدد من السنة في موضع دون موضع، حسب حركة الأجرام السماوية.

        الثاني : المد الشهري وهو يحدث حسب تغير أوضاع الق مر في دورانه حول الأرض.

        الثالث
        : المد اليومي وهو واقع لتأثير ضوء القمر عليه، فيبتدئ مده مع طلوع القمر عليه، ويبتدئ جزره حين يبتدئ زوال القمر عن سمت رؤوس أهله .
        وقد ربط الكندي في جميع الحالات بين قانون التمدد وعلاقته بالرياح، وارتباط كل منها بالمد والجزر.
        وفي منتصف القرن العشرين بدأ استخدام الطاقة المنبعثة من المد والجزر في إنتاج الكهرباء. وفي هذه الحالة يتم بناء محطة توليد الطاقة عند مصبات الأنهار. وعند تدفق الجزر القادم من النهر يمر عبر سد، ويقوم بدفع التوربينات ثم يحبس الماء خلف هذا السد. وعندما يمتد الجزر، ينطلق الماء المحبوس ويتدفق عبر السد فيدفع التوربينات مرة أخرى. وتعمل مثل هذه المحطات بكفاءة إذا كان الفارق بين أعلى قيمة للجزر وأقل قيمة له حوالي 8.5 متر.


        تأثير ظاهرة المد والجزر على حياة الإنسان

        ومع الاعتراف التام بأن ما قد يعتري القمر من كسوف أو غيره، لا علاقة له بما يجري في أحوال الناس من وفاة بعضهم أو مرض آخرين مثلاً، فان الحقيقة العلمية تظل تُؤكد أن للقمر نفسه، كجرم سماوي تابع لكوكب الأرض ويجري حولها وحول الشمس، تأثيرات على ظاهرتي المد والجزر التي تعتري بحار كوكب الأرض. هذا التأثير للقمر هو أحد العوامل التي تُصنف علمياً ضمن ما يُعرف بتأثيرات "الدورات الطبيعية الخارجية" وذلك في مختلف مراحل دورة القمر الشهرية monthly lunar cycle . وهي مجموعة من العوامل التي مصدرها ومنشأها يأتي من خارج كوكب الأرض. وتشمل التغيرات التي تطال المناخ والبيئة الأرضية وغيرها، بفعل تأثيرات موجات الإشعاعات الكونية ودورات القمر والشمس، وغيرها من الكواكب في الفضاء الخارجي مع الاعتراف بتأثيرات تقلبات المناخ وظهور شمس النهار وظلمة الليل والإشعاعات الكونية على أنظمة الجسم وتفاعلاته، يبقى السؤال هو : هل للكواكب تأثيرات حقيقية على حياة الناس وصحتهم وأمراضهم وإصاباتهم وسلوكياتهم النفسية؟

        والواقع أن طرق مثل هذه المواضيع، في علاقة الأمراض بالعوامل البيئية والكونية المحيطة بنا، والتي يُحتمل أن يكون لها تأثيرات على حياتنا من جوانب شتى، ليس المقصود منه سرد "الغرائب والطرائف" العلمية، بل هو من باب عرض حقائق لها علاقة وثيقة بما يخدم معالجة الناس بشكل ونوعية أفضل، متى ما تم فهمها وفحصها والاستفادة منها من قبل أفراد الوسط الطبي وبقية الناس. والأطباء سبق لهم أن استفادوا كثيراً من دراستهم وفهمهم لسبب ارتفاع الإصابات بنوبة الجلطة القلبية في ساعات الصباح مقارنة ببقية أوقات اليوم، ومن ملاحظتهم ارتفاع الإصابات بنوبات الربو في الساعات المبكرة جداً من النهار، واختلال وتيرة النوم بفعل اختلاف ضوء الشمس، والتغيرات النفسية التي تحصل مع اختلاف فصول السنة، ومن ملاحظتهم اختلاف الكثير من أنظمة العمليات الكيميائية الحيوية التي تعتري الكولسترول وهرمون النمو وحرارة الجسم وعمل مناطق شتى من الدماغ وضغط الدم ونبض القلب وغيرها في أوقات معينة من نهار أو ليل اليوم، دون بقية ساعاته.

        جرائم ليالي البدر

        وفي سبعينيات القرن الماضي، نشرت مجلة علم الطب النفسي الإكلينيكي، جورنال أوف كلينيكل سايكاتري، دراسة لا تزال مثيرة للجدل، حتى اليوم، لفريق من باحثي جامعة ميامي، بقيادة طبيب النفسية، الدكتور أرنولد لايبير. وكانت الدراسة حول علاقة القمر بجرائم القتل. وتابع الباحثون في الدراسة كل جرائم القتل التي وقعت خلال فترة خمسة عشر عاماً في مقاطعة ديد بولاية فلوريدا. ومن مراجعة كامل التفاصيل والمعلومات المتعلقة بجرائم القتل، تبين أن هناك حوالي 2000 جريمة من نوع القتل العمد homicide . ومن نتائج تحليل المعلومات عن تلك الجرائم، وجد الباحثون أن معدل حصول جرائم القتل ينخفض ويزيد بحسب تطور مراحل ظهور القمر. وتحديداً وجد الباحثون أن جرائم القتل ترتفع بشكل أكبر خلال مرحلة "البدر" full moon ، أي اكتمال ظهور القمر، وكذلك في المرحلة التي تلي المحاق واختفاء القمر من الظهور السماء، أي بدء إعادة ظهور الهلال new moon . كما تنخفض معدلات وقوع جرائم القتل العمد خلال المراحل الأخرى من دورة القمر الشهرية. وفي محاولة التأكد من صحة هذه النتيجة البحثية، أي معرفة ما إذا كانت هذه النتائج التي ربطت بين ارتفاع جرائم القتل ومراحل القمر، كانت نتيجة وقعت بـ "الصدفة"، أم أنها حقيقة وتشير إلى ارتباط الأمرين بعضهما ببعض. ولذا اتجه الباحثون النفسيون إلى مقاطعة كايهوغا في أوهايو بكليفلاند. وتتبعوا نفس الموضوع، وتوصلوا إلى نفس النتائج التي أكدت ملاحظة ارتفاع جرائم القتل في أوقات مرحلة البدر للقمر .

        القمر وسلوكيات الناس

        · وفي معرض التعليل لتك النتائج، افترض الدكتور أرنولد لايبير أن ثمة تأثير حقيقي للقمر على عقول الناس. وقال بأن من المعلوم تأثير القمر، خلال تطور ظهوره في السماء، على حركتي المد والجزر لمياه البحار والمحيطات. وبما أن أجسام الناس مكونة بنسبة كبيرة من الماء، وتحديداً يكون الماء نسبة 80% من جسم الإنسان، فإن أعضاء الجسم، كالدماغ، لا بد أن تتأثر بتلك التأثيرات الذي يصنعها القمر على المياه في الجسم. واخترع مصطلحاً علمياً جديداً وصفه بـ " أمواج المد والجزر البيولوجي الحيوي" " biological tides ". وأكمل الباحث النفسي مشواره في هذا الجانب من ناحيتين. وكانت الناحية الأولى، في تأليف كتاب أسماه "كيف يُؤثر القمر عليك" " How the Moon Affects You ".

        · وتشير مصادر الطب النفسي إلى أن نتائج تقرير ميداني سابق لتلك الدراستين، كانت قد أجرته المؤسسة الأميركية للطب المناخي American Institute of Medical Climatology لصالح إدارة الشرطة في فيلادلفيا، وكان عنوان التقرير "تأثير القمر المكتمل على السلوكيات البشرية" ، ووجد نفس الملاحظات التي ربطت بين اكتمال ظهور القمر وانتشار الجرائم. وكان تعليق التقرير يقول إن الناس يغدون أكثر جنوناً خلال تلك الفترة من الزمن. وتحديداً لاحظ التقرير أن في تلك الفترة من دورة القمر الشهرية ترتفع جرائم كل من: القتل العمد، وتعمد إحراق المباني والمنشئات arson ، والسرعة الخطرة في قيادة المركبات ، وحالات الهوس القهري بالسرقة kleptomania . أي ذلك النوع من السرقة التي يقوم بها أفراداً عاديون ليسوا محتاجين لتلك المسروقات وليسوا بالأصل لصوصاً، سواءً هواة أو محترفين. وهو موضوع طبي نفسي سبق لي عرضه في ملحق الصحة بالشرق الأوسط .

        اعتراضات علمية

        * وكان الدكتور إيفان كيلي، الباحث النفسي الكندية بجامعة ساسكاتشوان في ساسكاتون، قد تعمق في بحث موضوع القمر وتأثيراته على حياة الناس. ونشر أكثر من 15 بحثا طبيا نفسيا عن هذا الموضوع، وراجع أكثر من 200 دراسة علمية طبية عن علاقة القمر بحياة الناس النفسية والصحية.وعبرّ عن رأيه الصريح في الأمر برمته قائلاً: رأيي الشخصي هو أن الإدعاء بوجود تأثيرات لاكتمال القمر، بهيئة البدر، لم يثبت، علمياً. والدراسات التي تم إجراؤها لم تكن نتائجها متوافقة ومنضبطة. ولكل دراسة إيجابية في نتائجها هناك دراسة أخرى سلبية النتائج تقابلها، وتُلغيها.

        وأضاف بالقول، وبالفعل يبدو أن كثيراً من نتائج مجموعات الدراسات يُناقض كل منها الآخر. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، وجدت دراسة انجليزية أن احتمالات التعرض لعضات الحيوانات ترتفع في أيام اكتمال البدر، وتحديداً إلى الضعف، بينما دلّت نتائج دراسة أسترالية مماثلة على أن علاقة "بأي شكل من الأشكال" بين عضات الكلاب واكتمال ظهور القمر.وتساءل الدكتور إيريك تشدلر، الباحث النفسي بجامعة واشنطن في سياتل بالولايات المتحدة، بالقول: هل من الممكن أننا، كثقافة، نُحب الفكرة القائلة بوجود قوة غامضة مُؤثرة للقمر على الأحداث في حياتنا. وأننا بالتالي ندعم تلك الخرافة إلى الأمام، وقُدماً، لأننا نُريد إثبات ذلك، بأي شكل؟ وأضاف، حينما يحصل أمر غير معتاد ويكون القمر آنذاك بدراً، فإن الناس عادة ما يُلاحظون ظهور القمر بهيئته المكتملة ويلومونه في التسبب بحصول تلك الأمور.


        وعلق الدكتور سكوت براندهورست، الباحث النفسي في روبرت ميوري كلينك التابع لمؤسسة فورست بالولايات المتحدة، على الموضوع بالقول: إنها واحدة من الخرافات myths التي استمرت بالحضور بقوة عبر الأجيال المتعاقبة. ونحن، كمجتمع، لا نزال نستخدم اكتمال القمر لتعليل سلوكيات الناس. وفي عدد شتاء عام 1986 من مجلة البحث عن حقائق الشكوك Skeptical Inquirer ، صدر تقرير "الهيئة العلمية للتحقيق في مزاعم الأمور الخارقة للعادة" CSICO ، الذي تفحص بالتحليل نتائج العديد من الدراسات العلمية التي تناولت بالبحث علاقة مراحل ظهور القمر lunar phases بالتصرفات غير الطبيعية. وأعطى هذا التقرير رأيه في الأسباب التي لا تزال تجعل الكثيرين يستمرون في الاعتقاد بتأثيرات مراحل القمر.

        وتشكلت الهيئة العلمية من كل من: البروفسور كيلي، المتخصص في علم التعليم النفسي بجامعة ساسكاتشوان الكندية، كرئيس للهيئة الفرعية لعلم التنجيم التابع لـ" الهيئة العلمية للتحقيق في مزاعم الأمور الخارقة للعادة"، والبروفسور جيمس روتن، المتخصص في علم النفس بجامعة فوريدا الدولية، وروجر كيلفير، الباحث في علم الفلك والفضاء بجامعة ولاية كلورادو. واستخدم الباحثون أنظمة التحليل المتعدد، لجمع نتائج مجموعات الدراسات التي صدرت حول علاقة مراحل القمر بسلوكيات الناس الحياتية. ووفق ما قاله التقرير صراحة: وفي 23 دراسة تم فحص نتائجها، تبين أن في نصفها تقريباً، وعلى أقل تقدير، خطأ أو خطأين في طريقة البحث العلمي. وبتصحيح تلك الأخطاء المنهجية في البحث، وبالعودة إلى النتائج الأصلية لتلك الدراسات، فإننا لم نجد أن هناك علاقة ثابتة ومتوافقة بين مراحل القمر وبين تلك التصرفات غير الطبيعية من الناس، والتي تُوصف عادة بأنها نتيجة لتأثيرات القمر عليهم.
        وقال العلماء في تقريرهم، إن كانت البراهين العلمية تقول لنا بأنه لا تُوجد تلك التأثيرات المزعومة للقمر، فلماذا تستمر فرضية "القمر المكتمل" بين الناس؟ وأجابوا بأن هناك ثلاث عوامل تؤدي إلى استمرار ذلك المعتقد، وهي انحدار مستوى التقارير الإعلامية، وضحالة المعرفة بعلم الفيزياء الطبيعية، والانحياز والميل لدى بعض المتخصصين في علم النفس.


        يتبع

        تعليق


        • #5
          وأكد الباحثون أن من طبيعة الإنسان النفسية ملاحظته للأحداث التي تدعم وتُؤيد معتقداته، بخلاف الأحداث التي لا علاقة بها. وأضافوا في تقريرهم، واعتقاد الكثيرين أن للقمر تأثيرات على مياه البحار والمحيطات، وأن جسم الإنسان مكون من المياه بنسبة 80%، ما يجعل من الممكن اعتقاد أن للقمر تأثيرات على جسم الإنسان، ليس صحيحاً. والسبب أن باستخدام علم الرياضيات لا نجد ما يدعم هذا التعليل. ووفق ما قالوه، فإنه يُمكن إثبات أن القوة التي تبذلها الأم حينما تحمل طفلها الرضيع تفوق 12 مليون مرة "قوة المد والجزر" tidal force التي يُمكن أن يُؤثر بها القمر على كمية المياه في جسم الرضيع.
          واستطرد الباحثون في تفنيد الكثير من المزاعم الأخرى التي يستند عليها مؤيدي فرضية "القمر المكتمل"، ولكن الأمرين الذين ذكرناهما، الأخطاء في منهجية البحث للدراسات العلمية المؤيدة لوجود تأثيرات للقمر وضعف تأثير قوة المد والجزر على مياه جسم الإنسان الصغير بالمقارنة مع الحجم الكبير جداً لمسطحات المياه في المحيطات والبحار، هما الأهم.

          وكان الباحثون من مركز علوم الصحة بجامعة جنوب فلوريدا، قد ذكروا في عام 2004، ضمن مراجعاتهم العلمية لعلاقة اكتمال البدر بالأمراض العضوية، أن هناك العديد من الدراسات الطبية التي حاولت فهم العلاقة بين أطوار ظهور القمر وبين الإصابات بنوبات الجلطات القلبية، ومعدل الولادات، ومحاولات الإقدام على الانتحار، وارتفاع الحاجة الدخول إلى المستشفيات نتيجة تهيج حالة المرضى النفسيين، ونوبات الصرع التشنجي. وأكدوا على أن نتائج تلك الدراسات لم تجد علاقة تُذكر بين مراحل ظهور القمر وبين حصول تلك الحالات المرضية.

          لا علاقة بين القمر ومفاجآت الحمل والولادة
          والأكثر غرابة من هذا، ما لاحظه الباحثون الألمان بعد متابعة أكثر من 33 ألف حالة ولادة، حيث توصل الدكتور بيوهلر إلى أن احتمالات الحمل بمولود ذكر ترتفع في أيام ظهور القمر في حجم مكتمل. والواقع أن الدراسات الأحدث والأدق، لمجموعات من الباحثين الطبيين، لاحظت أن لا علاقة بين الأمرين. وعلى سبيل المثال، أشارت دراسة الباحثين من كارولينا الشمالية، والمنشورة ضمن عدد مايو 2005 من المجلة الأميركية لطب النساء والتوليد، أن نتائج المراجعة العلمية لحالات أكثر من 500 ألف مولود، لا تدل البتة أن هناك صلة بين وقت الولادة من جهة وبين مراحل دورة القمر الشهرية، وفق ما قالته الدكتورة شيللي غالفن، الباحثة المشاركة في الدراسة.



          العلم الحديث يؤكد عظمة القرآن والسنة

          هناك علاقة وثيقة تناسبية بين الأرض وجسم الإنسان من حيث التوزيع: ـ
          فسطح الأرض يتكون من حوالي 80% سوائل أي بحار ومحيطات وأنهار، وحوالي 20% مواد صلبة أي يابسة.
          ـ كذلك جسم الإنسان يتكون من حوالي 80% سوائل، وحوالي 20% مواد صلبة، (وهذا ما أثبته العلم).وهناك أيضاً علاقة وثيقة تناسبية، بين الأرض وجسم الإنسان من حيث التكوين فالأرض تتكون من عناصر مختلفة من: كالسيوم، مغنيسيوم، صوديوم، بوتاسيوم، كبريتات، كلورايد، سلفات، حديد، نترات، بيكروبونات، أملاح... الخ.
          كذلك جسم الإنسان يتكون من العناصر نفسها.
          ـ فلو أخذنا زجاجة مياه صحية وقمنا بتحليلها كيميائياً أو قرأنا محتوياتها لوجدنا أنها تتكون من العناصر نفسها.وبما أن هذا الماء نابع من الأرض سواء عن طريق الآبار أو الأنهار أو عن طريق تكريره من البحار والمحيطات، وبما أننا نشرب هذا الماء، فإن أجسامنا تتكون من هذه العناصر نفسها الموجودة فيه.
          ـ كذلك لو أخذنا مجموعة من الفاكهة والخضروات والأطعمة المختلفة وقمنا بتحليلها،
          لوجدنا أنها تتكون من العناصر ذاتها لأنها ناتجة من الأرض، وبما أننا نتناولها فإن أجسامنا تتكون من عناصر الأرض ذاتها سواء كانت سائلة أو صلبة. أي أن هناك (علاقة ثنائية وثيقة ومحكمة بين الأرض وجسم الإنسان).(وهذا ما أثبته العلم أيضاً). كما أثبت القرآن الكريم هذه العلاقة الثنائية والمحكمة بين الأرض وجسم الإنسان، فالإنسان خُلق من طين، قال تعالى: (وبدأ خلق الإنسان من طين)السجدة ، والطين من الأرض، وبالتالي فالإنسان يتكون من عناصر الأرض ذاتها،قال تعالى: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) سورة طه.وهناك علاقة وثيقة ومحكمة أيضاً بينالقمر والأرض من ناحية)و(القمر وجسم الإنسان من ناحية أخرى)

          ـ فالقمر كما أن له قوة جاذبية على الأرض تسبب لها المد والجزر (كما هو معروف أيضاً) ع (لأن جسم الإنسان كما ذكرنا سابقا له عناصر الأرض ذاتها).وهذا المد والجزر يصل أقصاه على الأرض وجسم الإنسان في الأيام البيض، وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، وسميت الأيام البيض لأن القمر يكون فيها بدراً، أي مكتملاً، فيكون الضوء شديداً، وبالتالي تكون هذه الليالي بيضاء ومنيرة من شدة نور القمر.
          وهذا ما يلاحظ في هذه الليالي ـ ولا سيما ـ في الصحراء وانسحب الاسم إلى اليوم لأن اليوم يشمل بياض النهار وسواد الليل فسميت الأيام البيض، فيزداد المد والجزر على الأرض وعلى الإنسان، فيظهر على الأرض في صورة وصول المد والجزر أقصاه في البحار،ويظهر على الإنسان عن طريق ازدياد الانفعال والتهيج: عصبية، وتوتر، اضطراب، قلق... الخ مما يؤدي إلى: (ازدياد نسبة الجرائم).
          وألدليل على ذلك
          ـ بالنسبة للأرض لو أننا ذهبنا إلى شاطئ البحر، لرأينا المد والجزر يصل أقصاه في هذه الأيام. (أيام البيض).
          ـ بالنسبة للإنسان لو أننا ذهبنا إلى المغافر أو المحاكم أو قرأنا في الصحف لوجدنا أن أكبر نسبة جرائم وانتحار وسرقات وحوادث سير وطلاق تحدث في هذه الأيام (أيضاً).

          ونقل الدكتور محمد علي البار عن الدكتور «ليبر» المتخصص بعلم النفس من مدينة ميامي في الولايات المتحدة: «أن هناك ارتباطاً قوياً بين اكتمال دورة القمر وأعمال العنف لدى البشر، وخاصة بينه وبين مدمني الكحول، والميالين إلى العنف، وذوي النزعات الإجرامية،
          وأولئك الذين يعانون من عدم الاستقرار العقلي والعاطفي.واتضح له من التحليلات والإحصائيات البيانية التي قام بجمعها، والتي حصل عليها من سجلات الحوادث في المستشفيات، ومراكز الشرطة، وبعد ربط تواريخها بالأيام القمرية أن معدلات الجرائم وحوادث السير المهلكة مرتبطة باكتمال دورة القمر، كما أن الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية، ومرضى ازدواج الشخصية، والمسنين أكثر عرضة للتأثر بدورة القمر.كما أشارت الدراسات التي حصل عليها إلى أن أكبر نسبة للطلاق والمخاصمات العنيفة تكون في منتصف الشهر عند اكتمال القمر. ويشرح «ليبر» نظريته قائلاً: «إن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من 80% من الماء والباقي مواد صلبة»،ومن ثم فهو يعتقد بأن قوة جاذبية القمر التي تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات، تسبب أيضاً هذا المد والجزر في أجسامنا عندما يبلغ القمر: أوج اكتماله في الأيام البيض».
          ويقول الدكتور ليبر في كتابه «التأثير القمري» إنه نبه شرطة ميامي، كما طلب وضع اختصاصي التحليل النفسي في مستشفى جاكسون التذكاري في حالة طوارئ تحسباً للأحداث التي ستقع نتيجة الاضطرابات في السلوك الإنساني، والمتأثرة بزيادة جاذبية القمر..
          ويقول الدكتور ليبر:«إن ما حدث كان جحيما انفتح، فقد تضاعفت الجريمة في
          الأسابيع الثلاثة الأولى من يناير 1973، كما وردت أنباء عن جرائم أخرى غريبة
          وجرائم ليس لها أي دافع» .. وأصبح من المعروف أن للقمر في دورته تأثيراً على السلوك الإنساني وعلى الحالة المزاجية،وهناك حالات تسمى (الجنون القمري) حيث يبلغ الاضطراب في السلوك الإنساني أقصى مداه فى الأيام التي يكون القمر فيها بدرا (في الأيام البيض). فما أصدق رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وأحكمه وأعلمه بأسرار النفس وأسرار تكوينها وأخلاطها وهرموناتها، ومن هنا نلتمس (العلاج النبوي) لحل مثل هذه الظاهرة المتمثل في صيام الأيام البيض. فالصيام بما فيه من امتناع عن تناول السوائل، يعمل على خفض نسبة الماء في الجسم خلال هذه الفترة التي يبلغ تأثير القمر فيها على الإنسان أقصاه، فيسيطر على قوى جسده ونزعاته، فيكتسب من وراء ذلك: الصفاء النفسي، والاستقرار، ويتفادى تأثير الجاذبية، ويحصل على الراحة والصحة والطمأنينة يا سبحان الله!.

          * ومن هنا كان ( الإعجاز النبوي ) بالوصية، وأوصانا بصيام الأيام البيض، وذلك لتفادي تلك الحالات المرضية الخطيرة، والجرائم المريعة، والحوادث الفظيعة. فالصيام بالإضافة إلى أنه عبادة وأجر وطاعة وثواب عظيم للمسلم، فإنه أيضاً وقاية وسعادة وصحة ورحمة بالإنسان.
          * ولعل الهدف من هذا ( الإعجاز النبوي ) تنبيه الإنسان للعودة إلى ربه سبحانه وتعالى مهما أخذه غرور العلم، وعنجهية التقدم
          قال تعالى: (
          سيذكر من يخشى، ويتجنبها الأشقى ) سورة الأعلى.


          تعليق

          يعمل...
          X