بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كنت تعيش مطمئنا ثم دخلت مواطن الشبهات , قبل أن تتسلح بسلاح العلم , فغرقت ببحر الشبهات , فلا تلم أحدا فأنت السبب !
لأنك دخلت معركة دون أن تتسلح بالعلم , و إذا كنت عالما بما تحاور ثم دخلت في حوار مع ثعلب بري ولم تكن نبيها فأنت السبب في دخول الشبهة لغيرك , لأن البديهي المعروف عندك قد يكون لغيرك أمر جديد .
أخي المسلم أختي المسلمة
إن القلب ليعتصر ألما على الكثير من الغيورين , الذين تصدوا لرد الشبهات قبل أن يتعلموا العلم السليم المتكامل فيما يناقشوا به غيرهم في الشبهات
ويعتصر ألما عندما يرى من خرج لقتال غيره وحصنه مهدد من الداخل , يعتصر ألما على من يبحث عن الشبهات والرد عليها ولا يبحث عن العلم النافع .
لماذا ؟؟؟ لأنه اتعب نفسه , فالقلب ينقلب , الشبهات خاطفة , والعلم اضمحل
من هنا تكمن الفتنة , فتنة أساسها ان البيوت دخلها كل شيء ,دخلها الغث والسمين , دخلها الأهواء والاغراء , دخلها ما لا نرد ان يدخلها ,في عصر انتشرت فيه وسائل الإتصال , ودخلت وسائل نقل المعلومات كل بيت , وزالت الحواجز بين البلاد , وأصبحت البيوت تدخلوها أي معلومة دون رقيب ,و اختلط على الناس الكثير من أمور دينهم , حتى أصبحت الشبه تدخل قلوبهم أكثر مما يدخل عليهم من علم نافع من مصدر موثوق
انتشرت الشبهات في كل مكان , فأصبحت تدخل البيوت من غير أبوابها , حتى أصبحت الشبهة تُعرف أكثر من العلم النافع الذي يجب على المسلم تعلمه
فتجده يعرف الشبهات أكثر من معرفته سنن الصلاة وأحكام الصيام , وهذه المشكلة التي عمت بيوت المسلمين ,وانتشرت من الشبكة العنكبوتية خصوصا وفي وسائل الاعلام عموما , وأصبحت مما يخاض بها بشكل يومي , سواء ممن له علم ليرد الشبهة , أم ممن له حمية وقليل من العلم ,أو ممن يخوض بكل شيء دون علم ويستقر حيث يستقر الهوى
فهذا كي يرد الشبهة ينكر حديثا صحيحا لعدم فهمه الحديث
أو لظنه انه يخالف القرآن أو العقل
وهذا يرد بما يخالف الشريعة
ولو راجع كلام أهل العلم لما احتاج الى ذلك كله .
وآخر يقف محتار لا يعرف الأمر بصورة صحيحة ,فتعلق الشبهة ولا تزال بالبحث والمعرفة والسؤال .
ومنهم من يرد الشبهات بإتباع الأسلوب الصحيح بسؤال أهل العلم والإختصاص , أو التعرف على أقوال أهل العلم ,والرد بما آتاه الله من علم بطريقة صحيحة .
إلا أن الأمر الأهم من ذلك كله التعرف على أصل حدوث الشبهة , أو طريقة اشتباه الأمر على القاريء أوالسامع أو المستشكل , ومن بعد ذلك الطريقة الصحيحة لعلاج الشبهة وإزالتها من أصولها .
-يُتبع-
تعليق