إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كولومبوس ليس أول من إكتشف أمريكا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كولومبوس ليس أول من إكتشف أمريكا



    كولومبوس ليس أول من إكتشف أمريكا


    … منذ منتصف الألف الثانية قبل الميلاد اسس البحارة الفينيقيون الناجحون العديد من مدن المستعمرات على طول الطرق التي يستخدمونها في رحلاتهم البحرية بإنتظام.




    من هذه المدن كانت قادش على شاطئ اسبانيا الأطلسي. اي ان الفينيقيون كانوا يبحرون بإنتظام اثناء تأسيس هذه المدينة، اي حوالي 1200 قبل الميلاد، في الأطلسي الذي كان يُعد خطرا. في نقس الفترة، ومع انشاء قادش على الأطلسي نشأ من لا شيء عصر ازدهار حضارة الألميك في اميركا الوسطى. وفي القرن السادس قبل الميلاد يهدد الشعوب السامية على الساحل الشرقي اعداء “اقوياء ويحاصرونهم ويسوقونهم الى الأسر”… وهيأت سفن البحارة الفينيقيين لهم فرصة للهرب. في نفس الفترة تبدأ في وسط اميركا مرحلة من النبضات الجديدة، تمخض عن مسارها انبعاث ثقافي وفني معلنا نهاية حضارة الألميك وبداية حضارة المايا.



    اخذت المدن الفينيقية، منذ القرون الأخيرة التي سبقت ولادة المسيح، تفقد سلطنها ونجاحها بإستمرار. وفي اول الأمر اعترت “الدول الفينيقية التجارية الواقعة على الساحل الشرقي حالة من اللاهمية”. وبعدها اعلنت نهاية القوة البحرية الفينيقية- البونية عقب انتصار روما عام 146 ق. م، على مدينة قرطاجة الساحلية التجارية في شمال افريقية. في نفس الوقت استقر وترسخ التطور في وسط اميركا. لقد بقيت حضارة المايا عدة قرون في طريق التطوّر الذي ارتسمت ملامحه قبل الميلاد. وكما برزت دفقات جديدة، يعني تأثيرات من الغرباء، بات ذلك جليا، منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد، “بوضوح” ودون ادنى ريب، غير انها بدأت في زمن الميلاد تقريبا تفقد بريقها بشكل واضح ملموس- كمرآة فقدت صفحتها المصقولة…

    … بعد الإكتشاف او بالأحرى “الغزو” الذي قام به الاسبان ابدى الأوروبيين استغرابهم لوجود افارقة سود في اميركة مما قوى الأعتقاد ان كولومبوس لم يكن اول زائر لأميركا في العصر القديم…
    … اثناء الغزو الماورر (المغربي) في القرن الثامن على سبييل المثال هدّد جزء من السكان المسيحيين في اسبانيا. يعرض كتاب كنسي (ان اساقفة اسبانيا السبعة انقذوا انفسهم على سبع سفن ابحرت بهم الى جزيرة المدن السبعة)…



    ويذكر العالم “توسكانيللي” في رسالة الى كولومبوس ينوّه فيها الى “انطاليا” والتي تطلقون انتم عليها اسم”جزيرة المدن السبع”…
    ان الطريق الى موقع “انطاليا” او المدن السبع المذكورة في هذا المقطع، هو نصف الطريق للوصول الى القارة الأميركية، نظرا الى ان التيارات المائية والرياح تضع السفن في هذا الطريق الإجباري وصولا الى القارة الأميركية الشمالية…

    …عُرض في قصر باريس الكبير، معرض كبير عن الفن المكسيكي. لم تكن اي قطعة من المعروضات اقدم من 1200 ق. م. ويتبيّن ان الفترة الزمنية التي يشار اليها غالبا ممتدة على طيف واسع من السنين 1200- 600 ق.م…
    … من الحقائق المؤكدة او المعطيات النادرة لكن ما يعتبر بحكم المؤكد ان حضارة الأولميك الراقية قامت حوالي 1200 ق.م، دون مقدمات او تمهيد. لم يعرف لحظة انبعاثها. في الوقت ذاته انطلق المشرقيون بسفنهم عبر البحار، مما يجعل التوقع اقرب الى الجزم، بأن “اغرابا” قرروا مصير التطوّر الحضاري من خلال استيراد حضارة لألميك اميريكا القديمة او من خلال المساهمة بإغنائها على اقل تقدير…

    … وجرت في الوقت نفسه وبصورة معبّرة عن التغيرات في العالم الفينيقي- البوني، احداث جسام في منطقة الخليج الأميريكي ايضا. وجرى في حضارة الأولميك إبان تلك الفترة تحوّل ادّى الى نهايتهم التدريجية والإنتقال لبداية حضارة المايا. وعلى الرغم من ان الإختصاصيين يؤكدون على قرابة الأولميك اللصيقة بالمايا (يوصف الألميك بأنهم الأسلاف المباشرون للمايا) الا ان حضارة وسط اميركا الراقية والفتية تظهر اختلافات جمة وتشابها مع الحضارة الأولميكية الأم. وثمة دفعة تطوّر طرأت في نفس الفترة التي يفترض ان تكون قد شهدت سيلا قويا من زيارات بحارة العالم القديم الى اميركا…

    تقسم العلوم الأركيولوجية انطلاق العهد الفينيقي بحوالي العام 1200 ق.م.، لكن تلك التواريخ قد تم نقضها ورفضها من قبل الكثير من العلماء بالكثير الكثير من الأكتشافات الأركيولوجية، وخصوصا بعد ان تم رفض الواقع اليهودي من حيث الصحة التاريخية والأركيولوجية والإجتماعية، ولا بد من التنويه ان تلك التقسيمات كانت قد حصلت في بدايات القرن الماضي، قبل أوغاريت وإيبلا اللذان غيّرا وجه التاريخ المكتوب. وهذا الربط بين الفينيقيين وبداية الأولميك، هي دليل جديد على ان الحضارة الفينيقية كانت قد اصبحت في مرحلة متطوّرة للغاية…

    … الفكرة هي كون الهنود الحمر مُرْدا. وعلاقة العرق الرئيسي المنغوليد تتجلى في نمو شعر ذقن ضعيف او حتى غير موجود. وهذه مساعدة مرغوب بها في البحث عن الآثار في العروض الاميركية القديمة. وحين يعرض في حضارة الأولميك المايا دائما ملتحون، يعرف المرء ان هؤلاء المبيّنون ليسو اشخاصا من عرق الهنود الحمر المنغوليد. فلا بد ان يكون اصحاب اللحى هؤلاء أغرابا، حيث تتكرر رؤيتهم من المراقب النبيه. ولكن على الغالب في تقديم الأشراف واصحاب السلطة. بينما يميّز الهندي الأحمر البسيط عادة كونه بدون لحية…

    يتبع

  • #2

    … اصبح هذا الملتحي الأبيض نقطة تبلور للأنشطة الدينية والثقافية لمختلف الحضارات الأميركية القديمة التي قدسته بأسماء شتى منها كويتسالكوتيل، وفيراكوشا، وكوكولكان، وبوشيكا وغيرهم. وفي اغلب العروض التي تظهر هذا الإله يوجد تأكيد محسوس لوصفه الأدبي: انه أوروبيدي ذو لحية. ( كان يوجد في حضارات وسط وجنوب اميركا عدد من الآلهة المحليين وآلهة لقطاع الحياة والثقافة، اما الإله الأبيض فكان يحظى بمكانة مميّزة بين هؤلاء الآلهة.)…
    … وجد الآلاف من الرؤوس الاميركية القديمة “تراكوتا” في القبور المكسيكية، لكنها لم تحتل قي الواقع الا موقعا ثانويا في البحث العلمي. ولم تحظ مقولاتها التي عبرت عنها الا بالنظر القليل من الإهـتمام. يعدّ الكسندر فون فوتيناو اول من ادرك اهمية معرض اسلاف الأميركيين الفخاري هذا. وكان جمع حوالي 1700 رأس فخاري، مما خوّله لأن يصبح من المختصين القلائل في مجال علوم الأميركيات. لقد رتب مجموعته من الرؤوس الفخارية بشكل منهجي حسب المجموعات الأتـنية التي تنتج عن خصائص وسمات الوجه.

    وكان اول من ادركه، ان هناك مجموعات اتنية تتميّز بكثرة تعدادها بشكل لافت. وكان اول من لاحظ ونشر، ان المجموعات الأكثر وجودا، تحتوي على نسبة عالية، يشابهون اناسا من منطقة البحر المتوسط…
    … ولدى فوتيناو عدد من “الساميين” و “السود” و “الماوريين” و “المصريين”. كما ويمكن التعرف على سلتيين واوروبيين آخرين من ملامح وجوههم. ووجد ايضا “آسيويين”، على سبيل المثال “صينيين” بشكل اعينهم المميّز وضفيرة شعرهم- كل هؤلاء جاؤوا الى اميركا عبر الأطلسي. فأيهم عبر الأطلسي قبل كولومبوس؟
    توضيح: هنا في هذه المقاطع القليلة، وقع الخلاف العلمي، فوقائع وجود الرسومات للحكام والكهنة الكبار ذوي لحا، هو امرا لا يخفى على احد، على كل مساحة القارتين الأميركيتين، فالمشككين بصحة الزيارات الكثيرة للـ “ما قبل كولومبوس”، وضعوا في موقف حرج للغاية، لأن تلك الدراسات السكانية توضح بما لا يقبل الشك بأن “اي من السكان القدماء” الأصليين للقارة الجديدة لا يملكون لحا كاملة…، طبعا اضافة الى فروع الأخرى طالصينية والأفارقة السود…



    … وعند التدقيق في صورة مظهر “رجل المايا” يتضح ان كل شيئ تقريبا في هذه الصورة مصطنع. فبالاضافة الى الجمجمة المشوهة اصطناعيا هناك الأنف المصطنع. ومن خلال انف ملصق اضافي يكتسب انف المايا شكله المحمر المعقوف الذي لا يمكن إخطاؤه.
    لم يطلقوا لحاهم في الغالب، واذا ما حصل ذلك، فإما هي غير كثة او مصطنعة. ومن المعروف عن المصريين انهم كانوا يثبتون لحية مصطنعة دلالة على الوقار. وليس بالإمكان الجزم فيما اذا كانت هذه قدوة او نمو لحية ضئيل جعلا المايا يلجأون في الغالب للحى المصطنعة. المؤكد انهم كانوا يضعون لحى مصطنعة…
    …وكما هو رأينا، فإن العلاقات التاريخية وتأثير الأغراب هي التي تقدم تفسيرا لهذه التصحيحات الجذرية في صورة الظهور. لقد عرف هؤلاء الأغراب انطلاقا من تفوّقهم الفكري كيف يصلون الى موقع السيطرة بين الهنود الحمر. وكأنما “تقديس الإله الأبيض من الشرق” الذي جلب للهنود المعارف عن الفلك والرياضيات ما زال حيا لدى وصول الغزاة الإسبان. ومن الجائز النظر الى التقديس من زاوية اخرى لها صلة بالدور الذي لعبه الأغراب القادمين من الشرق في القرن الأول قبل الميلاد. فالأبيض، العارف والقوي اصبحت مترادفات مرتبطة مباشرة بصورة ظهور الأبيض العالمي…
    توضيح: كم كان جميلا انتظار هذه العودة “المقدسة” لهذا الإله الأبيض، وكم الفرق واضحا بين هؤلاء “الآلهة” الفينيقيين، من كل النواحي الأخلاقية والإجتماعية والاهوتية، وكأنهم والإسبان يتشابهان “فقط من حيث الشكل” اما المضمون فمختلف الى حد الإنفصال، هذا الجديد “غازي استعماري”، وذاك القديم “لاهوتي راقي، ومهندس عالم”…

    …وتوجد ملاحظة اخرى قد تكون اكثر اقناعا من الصفات الإفرادية لملامح الوجوه الأوربيدية على اقنعة الأموات الأميركيين القدماء ويمكن التنويه عنها في قبور اميركا الجنوبية، ونقصد بذلك الشعر الأشقر الذي وجد على عدة مومياوات. يمكن ان يختلف المرء على شكل الأنف او عرض الجمجمة. لكن لا تترك الشعور الشقراء للمومياوات الأميركية القديمة مجالا للنقاش. وجود العديد من هذه المومياوات الشقراء هو افضل دليل على حياة وموت المهاجرين الأغراب. ومن المؤكد عدم وجود مونغوليد شقر… ( عثر على المومياء في شبه جزيرة باراكاس في البيرو، يعود تاريخها الى قرون الأولى بعد الميلاد.)

    … من اللافت التطابق بين ايقونة شكل “بيس” (القزم الملتحي الذي كان يوضع على مقدمة السفن الفينيقية والذي كان جالبا للحظ الجيد) وبين الشكل الوجه المشوّه الذي وجد في منطقة كوريّرو في المكسيك، وعليه اللحية الكثة التي هي بطبيعة الحال غير معروفة عند الهنود الحمر…



    ان الجني الملتحي من كورييرو موجود اليوم في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي الشهير، لكن ليس في احدى خزائن العرض بل الدرج، كما يقول فوتيناو ولربما يكمن السبب في اخفاء الشكل الى ان المرء لا يعرف ماذا ستكون مسؤولية الكتابة التوضيحية لهذا “الجني الملتحي” من المكسيك ما قبل كولومبوس…

    يتبع

    تعليق


    • #3


      … اذ كانت الحقائق الأركيولوجية لا تتناسب مع معتقداتنا، نرزلها ونخبئها في الأدراج… اليس المعروف عن العلوم: تصحيح المعتقدات الخاصة بالفرد لتتلائم مع الإكتشافات العلمية؟، لا سيدي الكريم لا اعتقد ذلك ابدا، “الحقيقة العلمية” هي ما تقول به المعتقدات فقط، والحقيقة هي ما نقول عنه نحن (نحن العلماء)، لا يهم اذا كانت تلك الحقائق تنقضها الإكتشافات، فما لا يعجنا من تلك الإكتشافات ينتهي امرها في الأدراج…

      …كان حورس واحدا من اكثر آلهة مصر أهمية. وكان فرعون مصر يرى في نفسه تجسيدا لهذا الإله. انتصر حورس على الحيوانات الخطرة وكان اله بلاد النور. اعتبرت عيناه رمزا للشمس والقمر… ولم يكن من المفاجئ ان يفضي البحث عن حورس فوق الأرض الأميركية القديمة الى النجاح. ففي واجهات المعارض الكبيرة في القارة الأميركية يصادف المرء صورة حورس الصغيرة، التي تبدو على انها ليست استيرادا ثقافيا…



      … من المعروف ان حوروس دخل البلاد المصرية من الشرق، كما تقول “مخطوطة أنو”، في بوتقة روحية وقوانين كاملة في مرحلة واحدة، وها هو اليوم يطل اليوم من البلاد الأميركية القديمة، تماما كما دخل الى مصر…

      … الأثر الوحيد لألهة العالم القديم الذي ما زال ما زال قائما حتى يومنا هذا في أميركا وبصورة غير مزيفة اطلاقا هو للإله الفينيقي والبوني العظيم “بعل”…
      …وحين يسمى المرء بإسم بعل يعني انه اصبح تحت حمايته… وينطبق هذا على كلا العالمين، اذ ان بعل يعني في لغة المايا “سيد” ايضا. ولا تقتصر معرفة المايا على كلمة “البعل” بمعنى السيد، بل انهم يعرفون الإله البعل نفسه. حتى انه اطلق في منطقة المايا في غواتيمالا في الماضي اسم “بعل” على احدى المناطق “الباعول او البعل”. وفي هذا المكان يوجد رأس حجري لإله لا يزال سكان المنطقة يقدمون له القرابين. وهذا لا يمكن فهمه الا إذا كان “الإله الأبيض” هذا، يلعب دورا فيما مضى في اميركة القديمة…



      … يجب ان نوضح ان تقديس اله الفينيقيين الكبير “بعل” واسمه، كانا يعيشان في المكسيك حتى ايامنا هذه… يطلق علماء الأميركيات على “الآلهة البيضاء الكبيرة” اسماء مختلفة: “إله النار”، “إله الشمس”، “إتس آمنا” او “الإله القديم” وهذا غيض من فيض عن تسمياتها. الشيء المشترك في كل هذه الآلهة مظهر “الغريب” فيها. وهذه الحقيقة هامة جدا لموضوع هذا الكتاب، اذ ان “الإله الأبيض” هو حجر الزاوية في الأساطير التي استمرت في استقطاب احاديث السكان حتى الغزو. كانوا يقولون ان “الإله الأبيض” جاء من الشرق الى الهنود الحمر وجلب لهم المعرفة والرياضيات والفلك والطب. لقد جاء عبر البحر الكبير، وعاش معهم ثم غادرهم في يوم من الأيام بعد ان قطع لهم عهودا في ان يعود في تاريخ “الساكتال” (وهي وحدة زمنية قوامها 52 سنة، وهي الوحدة الزمنية الأعلى في حساب الوقت، وتشكل عمليا “القرن” بمفهومنا).



      … كان “الطولطيقيون” في “طولا” يطلقون على الههم الأبيض “كوتيستالكوتيل” يمعنى “الأفعى ذات الريش”. ونفس المعنى يأخذه اسم اله ايوكاتش “كوكولكان”. وفي البيرو عرف الإله الأبيض بـ “ميزاكوشا”. وكان يسمى في منطقة كولومبيا “بوشيكا”. ومجددا يمكن القول ان كل هذه الآلهة جائت من بعيد، وكانوا كلهم “ذوي لحى”، وبيضا وكانوا يملكون علما جما…
      … ثم إنه يؤكد دون ادنى ريب، بأنه تركزت فيه التقوى الشعبية الأميركية القديمة والذي كان يحظى بموقع هام ومميّز في دائرة اله السماء الأميركية القديمة، هو ابيض جاء الى الهنود الحمر كغريب…
      …إيشابيل- إيزي- بيل او جيزي- بيل (يلفظ الحرف العربي س “ش”)، وفي السامية الغربية ترد كلمة “إيشا” يمعنى “السيدة”، ولهذا كانت ابنة الملك “السيدة” (تحت حماية) بعل…
      … يتأكد هذا الواقع عندما يصادف المرء اسم “ايشا- بيل” في منطقة المايا. نعم، لقد كانت قبائل المايا تعرف “ايشا- بيل”، وكان اله المايا- كينيش عنده “إيشا- بيل” في عائلته، مع الفارق في كتابة اسم اميرة المايا “اكشا- بيل” آخذين بعين الإعتبار ان الحرف “اكس” في اللغة المكسيكية يلفظ “ش”، وكلمة “اكش” في لغة المايا تلفظ “إش”، تماما كما تلفظ في اللغة السامية “ايشا” اي المرأة،ن او “الأنثى”، وبإضافة “بيل” الى الأسم المركب يصبح الإسم في لغة المايا نفس معناه كما هو وارد في اسم الفتاة الفينيقية “ايزابيل”…

      … الأمر مختلف في موضوع الإله “بعل”. اذ يسير كخيط أحمر عبر تاريخ اميركا القديمة قبل كولومبوس. وعلى الرغم من ان جدران ابنية الميغاليت المنقوش عليها اسمه قد لا تكون بنيت بمباركته، انما غدت في وقت لاحق اماكن يقدس فيه اسم “بعل”، ويظهر هذا التقديس في وقت مبكر كجزء مكوّن راسخ في العبادة الأميركية القديمة.
      وليس من قبيل الصدفة ان تحمل اسمه تلال مستري في نيو هامشاير: فهنا عثر المرء قبل بضع سنوات على جدران الميغليت نقوشا غامضة عديدة. وفي غضون ذلك تمّ فك رموزها لتظهر على انها مكرسة للإله “بعل”. ولقد وجد جايمس ويتال الخبير المشهود له في آثار العصر البرونزي في شبه الجزيرة الإيبيرية اول قطعة اثبات في غرفة حجرية على تلال نستيري، كانت تستخدم سابقا لمراقبة انقلاب الشمس الشتوي، تبرهن على تقديس بعل في نيو انغلاند. وجد على لوح حجري ثلاثي الزوايا مكتوبا بالاحرف الإيبيرية- البونية، الكلمات التالية: هذا اهداء مخصص لإله الكنعانيين “بعل”. ولا يظهر من هذا النقش اي دور لعبه بعل بالنسبة لمريديه. الا ان غالبية النقوش الأخرى تتحدث عن “بعل- اله الشمس”…


      يتبع

      تعليق


      • #4


        هل من وضوح اكثر من ذلك؟
        كل الآلهة القديمة والتسميات، “وبعل والسيدة”، واخيرا “تولا”، والجدير بالذكر ان كل تسميية لعبارة “تولا” تتلازم مع تسمية قريبة لمنطقة “مقدسة للغاية”، في منطقة لبنان، وجبله المقدس، وهو “المكان المقدس” بإمتياز، لا تزال قرية تولا صامدة منذ القدم شاهدة لهذا المكان المقدس “لبنان”…

        … لكن، ماذا عن الأميركيين القدماء؟
        هل كانوا على دراية بالمعنى الرمزي للشجرة؟
        الجواب، نعم، فالكلمة المكسيكية “للصليب” هي “كوناكاكو اهوتيل” اي “شجرة الحياة”. وهنا يوجد تشابه واضح مع التصوّر في العالم القديم عن الصليب كرمز للحياة والأستمرار، الألميك والمايا والطولطوكيون وليس آخرا الأزتيك استخدموا الصليب كرمز لآلهتهم…



        … بيد ان الأميركيين القدماء عرفوا الرمز الخاص لشجرة الحياة. ويظهر نقش من المايا مشهدا واضح المعنى. اذ تشكل اطاره صورة لشجرة الحياة، وفيها اثنا عشر غصنا، السبعة على الطرف الأيسر نضرة وحيّة، دون شك، اشارة هامة على التعايش بين مجموعتين عرقيتين مختلفتين. فعلى الناحية اليسرى من جزع الشجرة يتعرّف المرء على كاهن وهو ينحني امام وعاء بخزر له شكل شرقي. والكاهن ذو اللحية، يضع على رأسه طاقية عالية مدبّبة الرأس تشابه طاقية كاهن من الشرق الأدنى (كان الكهنة الحثيّون يضعون على رؤوسهم قبعات طويلة، مثالا على ذلك تمثال المشرفة بالقرب من حمص، من الألف الثانية ق.م- متحف اللوفر باريس)
        بجلس في مواجهة الكاهن “السامي” الى يمين “شجرة الحياة” (على الجزور الأمامية) شخص آخر امام وعاء بخور يختلف في ملامح الوجه، واللباس وغطاء الوجه: انه هندي احمر.
        وهكذا نرى في المشهد انموذجين مختلفين من الكهنة امام وعاء من البخور له اسلوب شرقي لكنهما يمارسان طقوسهما سوية.
        ولا يُفتقد الماء هنا، لأنه يمثل الإشارة الحسية والعنصر الرابط بين الشرق والغرب في هذا المشهد العام. وتتضح في طرف الصورة السفلى وتحت شجرة الحياة الأمواج التي وصل عليها الغرباء الى ارض الهنود الحمر…

        …سوف نكرس بعض الكلمات للمرحلة الشكلية في الحضارة الأميركية القديمة. فكما يشرح طومبسون وكذلك آخرون من المختصين في هذه الحقبة من التاريخ الأميركي، تطوّرت الحضارة في اميركا القديمة ما بين الأعوام 1200 ق.م، الى ميلاد السيد المسيح.
        وما يزال تأكيد هذه المقولة بحاجة لإتفاق المختصين عليها. إلا ان المشاكل بدأت فيما بعد. فأي قيمة تنفرد بها هذه المقولة اذا كانت بداية التاريخ، التي يطلق عليها الخبراء تسمية “المرحلى الشكلية” انتجت انجازات حضارية مميّزة. هل نشأت هذه الإنجازات من لا شيء؟ ثمة تناقضات صارخة تجعل اكثر المختصين في التاريخ الأميركي يتحاشون الخوض في فترة الألفية الأولى. كارل مابير، يجيد التعبير عن هذه الناحية حيث يعلق على زملائه: انهم يتعاملون مع هذه الفكرة كما انهم يمسكون افعى مجلجلة.
        يقف المختصون الى اليوم حيارى امام ظاهرة ارتقاء ظاهرة الأولميك ومعاصريهم في اميركا الجنوبية دون مرحلة تطوّر واضحة للعالم. ويحس المرء بأخيلة الأولميك تتجوّل خلسة كالجان في بدايات التاريخ الأميركي القديم دون ان تستطيع تسميته عيانا. ويفرد المرء لهذا الشعب دور الرائد في كل الحضارات الأميركية القديمة، ويمتدح عبقريته وانطلاقته الفذة وقواه الخلاقة، ثم يقف المرء في غاية الإحترام والتقدير لإنجازاته العظيمة. لكن لا يتجرأ على الحديث عن اصله ومنشأه وبداياته، وبالتالي عن الشرارة الأولى التي يمكن ان تكون افرزت هذه الإبداعية المفاجئة، ثم يجري تجنب الإجابة شيئا فشيئا ليحل صمت مطبق بدلا من ذلك .

        ميسغويل موفارو بياس. اهم علماء الآثار في المكسيك. يرى ان مهد الحضارة المكسيكية لا تقع على خليج المكسيك (الأطلسي) بل على ساحل الباسيفيك. ولذا يعتقد بوجود تأثير من الخارج جاء به الآسيويون.
        ومن الممكن إيجاد تفسير للبداية المحيّرة والـ “كاملة” قبل ثلاثة آلاف عام من خلال مقارنة معبّرة من عالم الخرافة: انها الصحوة من نوم زهرة الشوك. بعد ان طبع الملك الفينيقي على الجميلة الألميكية قبلة الإستيقاظ، لقد صحت الحضارة في وسط اميركا لكي تعيش حياة اميرة رائعة، غير انها لم تنسى ابدا قبلة اميرها الذي جعلها تعيش. فما زالت الفنون والمهارات التي اراها اياها تبهرها بحيث لم تشأ ان تتخلى عنها على مدى قرون عدة. وهذا ما حصل اذا، ان الإرث الحضاري في العالم القديم بعد ان اعتراه النسيان استمر في العالم الجديد…
        … فحسب ما تذكره موروثاتهم فإن الإله الأبيض من الشرق “هو من دلهم على زراعة المدرجات”


        يتبع

        تعليق


        • #5
          لماذا لم يتجه الأميركيون القدماء ابدا نحو شكل القباء (القبو) الجديد؟ هذا السؤال لن يكون الأخير الذي لم يجد إجابة عنه في فن البناء الأميريكي القديم. ثمة اسئلة عن الإهرامات، وبسبب ضخامة الأهرامات تحظى هذه الأسئلة غالبا بالإهتمام اكثر من غيرها من بقايا التاريخ الأميريكي الأقل روعة- اندلع نقاش
          حول السؤال التالي: هل يمكن اطلاقا مقارنة الأهرامات الأميركية القديمة مع الأهرامات في العالم القديم التي شيّدت لتكون مدافن الملوك، بينما الأهرامات الأميركية هي اماكن فارغة قصد منها مواقع معابد فحسب. عدا عن هذه الناحية، هناك فارق بين الإهرامات في المنطقتين من حيث عمرها، فالأهرام الأقدم وهو هرم درجي، بني حوالي 2700 ق.م.، ثم بنيت لاحقا في المملكة الحديثة (1500- 1070 ق.م.) مقابر اهرامات اخرى. بينما شيّدت اقدم الأهرامات الأميركية القديمة حوالي 1200 ق.م. وتنسب الى حضارة الألميك لافنيتا. وهنا نأتي على ضمان التطابق الزمني. لكن متى ستنطلق الكلمة النهائية عن اقدم الأهرامات الأميركية؟ هل اكتشفت ثم جرى حفرها او انها تتبع للعديد من الأهرامات التي ما زالت تقبع تحت طبقة زراعية قديمة جدا ولم يظهر منها سوى رأسها؟ ففي العام 1925، اكتشف العالم الدانمركي “فرانس بلوم” في خليج المكسيك “صرح” الألميك المدهش في لافنيتا التي تمت فيها الحفريات عن اقدم الأهرام في وسط اميركا، وتبيّن من تاريخ الكربون المشع فترة نشؤ تقدر فيما بين اعوام 800- 400 ق.م.

          كان “ميشال كوي” الأستاذ في جامعة بيل قد كشف ما بين 1966- 1968 صرحا آخر من حضارة الأولميك يعود تاريخ انشائه الى الفترة الزمنية الممتدة بين 1200- 900 ق.م. وكما يُستدل من الدراسة العلمية التي وضعها هذا العالم انه نفسه اندهش من الفترة الزمنية المحسوبة منه والتي تصبح كل تواريخ الألميك السابقة لاغية…

          …ان ما يطلق عليه تسمية أهرام الشمس في تيوتيخواكان هو اعظم من اهرام شيوب بالقرب من القاهرة، وتبلغ نسبة حجم الهرمين الآخرين قياسا لأهرام الشمس واحد الى اثنين. لكن هذا ليس البرهان الوحيد ابدا عن التخطيط الرياضي الدقيق. وذكر العالِمين الأميركيين بيتر تومبكنس وهوغ كارلستون ان الموقع العملاق في تيوتيخواكان هو موديل حجري كبير لنظام الكواكب.




          معذرة كولومبس، “العجلة” ايضا لن تنقذ سمعتك كمكتشف لأميركا. منذ ان اكتشف علماء الآثار العربة الفخارية العائدة لأزمنة اميركا القديمة لم يترك مناصرو نظرية عبور الأطلسي قبلك للذين يحترمونك ويقدّرونك مجالا لكي ينسجوا على منوالك. لقد انبثقت آثار من سبقك من بين ضباب تاريخ اميركا القديم. ويمكن لهذه الآثار ان تنطق بوضوح ودون ثغرات- الفضل لهذه العربة الفينيقية الصغيرة…
          وان تكون لعبة الأطفال تحديدا قد جعلت قلعة المناوئين لنظرية عبور الأطلسي قبلك تتهاوى فهذا امر لا يخلو من التهكم. وكم هو محزن ان يسحب من ايديهم آخر سلاح في نضالهم ضد مؤيدي النظرية على هذه الشاكلة.
          الا انك نفسك لم تغادر مسرح احداث التاريخ خالي الوفاض، على العكس من ذلك: ستحتفظ بك ذاكرة الأجيال رجلا امتلأت يداه بالذهب والفضة. كانت كنوز العالم الجديد كافية لكي تجعل مملكة بكاملها تتعافى وتتحوّل لتغدو قوة عالمية.






          لتحميل الكتاب إضغط هنا

          تعليق

          يعمل...
          X