كولومبوس ليس أول من إكتشف أمريكا
… منذ منتصف الألف الثانية قبل الميلاد اسس البحارة الفينيقيون الناجحون العديد من مدن المستعمرات على طول الطرق التي يستخدمونها في رحلاتهم البحرية بإنتظام.
من هذه المدن كانت قادش على شاطئ اسبانيا الأطلسي. اي ان الفينيقيون كانوا يبحرون بإنتظام اثناء تأسيس هذه المدينة، اي حوالي 1200 قبل الميلاد، في الأطلسي الذي كان يُعد خطرا. في نقس الفترة، ومع انشاء قادش على الأطلسي نشأ من لا شيء عصر ازدهار حضارة الألميك في اميركا الوسطى. وفي القرن السادس قبل الميلاد يهدد الشعوب السامية على الساحل الشرقي اعداء “اقوياء ويحاصرونهم ويسوقونهم الى الأسر”… وهيأت سفن البحارة الفينيقيين لهم فرصة للهرب. في نفس الفترة تبدأ في وسط اميركا مرحلة من النبضات الجديدة، تمخض عن مسارها انبعاث ثقافي وفني معلنا نهاية حضارة الألميك وبداية حضارة المايا.
اخذت المدن الفينيقية، منذ القرون الأخيرة التي سبقت ولادة المسيح، تفقد سلطنها ونجاحها بإستمرار. وفي اول الأمر اعترت “الدول الفينيقية التجارية الواقعة على الساحل الشرقي حالة من اللاهمية”. وبعدها اعلنت نهاية القوة البحرية الفينيقية- البونية عقب انتصار روما عام 146 ق. م، على مدينة قرطاجة الساحلية التجارية في شمال افريقية. في نفس الوقت استقر وترسخ التطور في وسط اميركا. لقد بقيت حضارة المايا عدة قرون في طريق التطوّر الذي ارتسمت ملامحه قبل الميلاد. وكما برزت دفقات جديدة، يعني تأثيرات من الغرباء، بات ذلك جليا، منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد، “بوضوح” ودون ادنى ريب، غير انها بدأت في زمن الميلاد تقريبا تفقد بريقها بشكل واضح ملموس- كمرآة فقدت صفحتها المصقولة…
… بعد الإكتشاف او بالأحرى “الغزو” الذي قام به الاسبان ابدى الأوروبيين استغرابهم لوجود افارقة سود في اميركة مما قوى الأعتقاد ان كولومبوس لم يكن اول زائر لأميركا في العصر القديم…
… اثناء الغزو الماورر (المغربي) في القرن الثامن على سبييل المثال هدّد جزء من السكان المسيحيين في اسبانيا. يعرض كتاب كنسي (ان اساقفة اسبانيا السبعة انقذوا انفسهم على سبع سفن ابحرت بهم الى جزيرة المدن السبعة)…
ويذكر العالم “توسكانيللي” في رسالة الى كولومبوس ينوّه فيها الى “انطاليا” والتي تطلقون انتم عليها اسم”جزيرة المدن السبع”…
ان الطريق الى موقع “انطاليا” او المدن السبع المذكورة في هذا المقطع، هو نصف الطريق للوصول الى القارة الأميركية، نظرا الى ان التيارات المائية والرياح تضع السفن في هذا الطريق الإجباري وصولا الى القارة الأميركية الشمالية…
…عُرض في قصر باريس الكبير، معرض كبير عن الفن المكسيكي. لم تكن اي قطعة من المعروضات اقدم من 1200 ق. م. ويتبيّن ان الفترة الزمنية التي يشار اليها غالبا ممتدة على طيف واسع من السنين 1200- 600 ق.م…
… من الحقائق المؤكدة او المعطيات النادرة لكن ما يعتبر بحكم المؤكد ان حضارة الأولميك الراقية قامت حوالي 1200 ق.م، دون مقدمات او تمهيد. لم يعرف لحظة انبعاثها. في الوقت ذاته انطلق المشرقيون بسفنهم عبر البحار، مما يجعل التوقع اقرب الى الجزم، بأن “اغرابا” قرروا مصير التطوّر الحضاري من خلال استيراد حضارة لألميك اميريكا القديمة او من خلال المساهمة بإغنائها على اقل تقدير…
… وجرت في الوقت نفسه وبصورة معبّرة عن التغيرات في العالم الفينيقي- البوني، احداث جسام في منطقة الخليج الأميريكي ايضا. وجرى في حضارة الأولميك إبان تلك الفترة تحوّل ادّى الى نهايتهم التدريجية والإنتقال لبداية حضارة المايا. وعلى الرغم من ان الإختصاصيين يؤكدون على قرابة الأولميك اللصيقة بالمايا (يوصف الألميك بأنهم الأسلاف المباشرون للمايا) الا ان حضارة وسط اميركا الراقية والفتية تظهر اختلافات جمة وتشابها مع الحضارة الأولميكية الأم. وثمة دفعة تطوّر طرأت في نفس الفترة التي يفترض ان تكون قد شهدت سيلا قويا من زيارات بحارة العالم القديم الى اميركا…
تقسم العلوم الأركيولوجية انطلاق العهد الفينيقي بحوالي العام 1200 ق.م.، لكن تلك التواريخ قد تم نقضها ورفضها من قبل الكثير من العلماء بالكثير الكثير من الأكتشافات الأركيولوجية، وخصوصا بعد ان تم رفض الواقع اليهودي من حيث الصحة التاريخية والأركيولوجية والإجتماعية، ولا بد من التنويه ان تلك التقسيمات كانت قد حصلت في بدايات القرن الماضي، قبل أوغاريت وإيبلا اللذان غيّرا وجه التاريخ المكتوب. وهذا الربط بين الفينيقيين وبداية الأولميك، هي دليل جديد على ان الحضارة الفينيقية كانت قد اصبحت في مرحلة متطوّرة للغاية…
… الفكرة هي كون الهنود الحمر مُرْدا. وعلاقة العرق الرئيسي المنغوليد تتجلى في نمو شعر ذقن ضعيف او حتى غير موجود. وهذه مساعدة مرغوب بها في البحث عن الآثار في العروض الاميركية القديمة. وحين يعرض في حضارة الأولميك المايا دائما ملتحون، يعرف المرء ان هؤلاء المبيّنون ليسو اشخاصا من عرق الهنود الحمر المنغوليد. فلا بد ان يكون اصحاب اللحى هؤلاء أغرابا، حيث تتكرر رؤيتهم من المراقب النبيه. ولكن على الغالب في تقديم الأشراف واصحاب السلطة. بينما يميّز الهندي الأحمر البسيط عادة كونه بدون لحية…
يتبع
تعليق