عودة الروح إلى عالم الحياة
تعتبر نظرية التناسخ .. أو التقمص من أقدم النظريات التي أخذت حيزاً كبيراً في التنظير والبحث والاستقراء فأصحاب نظرية التناسخ لا يملكون دليلاً وافياً بالمطلوب ولا كافياً للإقناع ، إلا أننا نجد البعض يتمسك بها لأنها في رأيه تحل بعض الإشكاليات وتجيب على بعض الظواهر التي تنتشر هنا وهناك .
وحقيقة انتشار هذه العقيدة في أسرار وتفاصيل مراجعها يرجع إلى أربعة أسباب رئيسية :
أولاً : عدم وضوح الرؤية لحياة عالم البرزخ التي يحياها الإنسان بعد الموت ، فعلى الرغم أن النصوص الإسلامية ركزت على العالم الآخر بقدر تركيزها على عالم الدنيا ، إلا أن تفسير مفردات ذلك العالم ظل قيد الكتمان والسطحية ، الأمر الذي جعل من عالم البرزخ فترة راحة سكون وهدوء ونوم إلى يوم يبعثون . وكل ما هناك أن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .. إلى يوم الوقت المعلوم . إن هذا التصور لايسعف الفكر والوجدان عن التساؤل حول رحلة الإنسان في عالم البرزخ وطبيعة العالم الآخر وما يجري عليه من أمور غير ما هو معروف من العذاب أو النعيم .
ثانياً : تخوف رجال الدين من بحث موضوع رحلة الأرواح بعد الموت ، { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } ، أوجدت العديد من التساؤلات الحرجة التي تخص عالم الروح لا أحد يستطيع الإجابة عليها .. لأنها في رأيهم في علم الله .
مما جعل الناس يلجأون إلى أبواب ومنافذ أخرى تفي بحاجتهم المعرفية ، وبما أن نظرية تناسخ الأرواح تعد من أقدم النظريات وأكثرها شيوعاً حتى في البلاد العربية والإسلامية فقد لجأ البعض إليها سعياً للحصول على إجابة لبعض تساؤلاته فيها .
ثالثاً : هم لا يناقشون فكرة اعتقادهم لأنها في رأيهم جزء من الفطرة التي لا تحتاج إلى نقاش أو بحث ، وعلى الخصوص في الدول العربية والإسلامية .
أما في دول شرق آسيا ترحيبا وتفاعلاً للانتقادات الموجهة لنظرية التناسخ وكانوا أتباعها يصرون على ضرورة نقل هذه الانتقادات إلى الديلاما لأنها في منتهى الأهمية .
ومما يؤكد ما أقوله في أن إيمان أصحاب نظرية التناسخ إيمان تسليمي دون برهان يقيني هو ما قاله ( محمد خليل الباشا ) في كتاب التقمص وأسرار الحياة والموت.
" السائد عندنا عرفاً أن التقمّص منسوب إلى الموحدين الدروز الذين يؤمنون به ويجعلونه من الأسس التي يقوم عليها المعتقد التوحيدي ، لكنهم في الغالب لا يميلون إلى البحث في أصول معتقداتهم ، ولا يشجعون على الخوض فيها "
" فالتقمص عند الموحدين معتقد ثابت راسخ يستخلصونه من القرآن الكريم ويؤمنون به منذ ألف سنة ، ولم يكونوا يوماً بحاجة إلى وضع الدراسات عنه وتأليف الكتب بشأنه ، لأنه جزء لا يتجزأ من معتقدهم الديني ، بل هو من الركائز الأساسية فيه ، وما كان الموحدون يوما ً يميلون إلى التأليف في قضايا مذهبهم ، لذلك بقي التقمص في بلادنا جزءاً من التراث الحميم بنظر أصحابه وشيئاً طريفاً يخرج عن المعقول عند غير المؤمنين به " .
فالإيمان بهذه القضية أصبح إيماناً تسليمي لا نقاش فيه ولا بحث ولا استدلال وهو ليس بحاجة إلى وضع دراسات أو بحث في جزء من جزيئاته.
التسليم ( دون معرفة الحقيقة ) جعلهم يتبنون مثل هذه المعتقدات .
رابعاً : تستند أغلب عقائد نظرية التناسخ على تدني معرفي بجوانب الإنسان وأبعاده الروحانية .. فعدم معرفتهم بما يحيط الإنسان من عوالم من جانب وطبيعة تركيبة الإنسان الداخلية من جانب آخر أدى بهم إلى تفسير بعض السلوكيات أو الظواهر تبعاً لنظرية التناسخ ، معتقدين أن تفسير هذه الظواهر هي في تناسخ الأرواح ، بينما الحقيقة أن تفسير هذه الظاهرة في شيء آخر وعلة أخرى لن يتوصلوا إلى معرفتها بعد كما سنرى في تحليل النظرية .
المصدرتعتبر نظرية التناسخ .. أو التقمص من أقدم النظريات التي أخذت حيزاً كبيراً في التنظير والبحث والاستقراء فأصحاب نظرية التناسخ لا يملكون دليلاً وافياً بالمطلوب ولا كافياً للإقناع ، إلا أننا نجد البعض يتمسك بها لأنها في رأيه تحل بعض الإشكاليات وتجيب على بعض الظواهر التي تنتشر هنا وهناك .
وحقيقة انتشار هذه العقيدة في أسرار وتفاصيل مراجعها يرجع إلى أربعة أسباب رئيسية :
أولاً : عدم وضوح الرؤية لحياة عالم البرزخ التي يحياها الإنسان بعد الموت ، فعلى الرغم أن النصوص الإسلامية ركزت على العالم الآخر بقدر تركيزها على عالم الدنيا ، إلا أن تفسير مفردات ذلك العالم ظل قيد الكتمان والسطحية ، الأمر الذي جعل من عالم البرزخ فترة راحة سكون وهدوء ونوم إلى يوم يبعثون . وكل ما هناك أن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران .. إلى يوم الوقت المعلوم . إن هذا التصور لايسعف الفكر والوجدان عن التساؤل حول رحلة الإنسان في عالم البرزخ وطبيعة العالم الآخر وما يجري عليه من أمور غير ما هو معروف من العذاب أو النعيم .
ثانياً : تخوف رجال الدين من بحث موضوع رحلة الأرواح بعد الموت ، { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } ، أوجدت العديد من التساؤلات الحرجة التي تخص عالم الروح لا أحد يستطيع الإجابة عليها .. لأنها في رأيهم في علم الله .
مما جعل الناس يلجأون إلى أبواب ومنافذ أخرى تفي بحاجتهم المعرفية ، وبما أن نظرية تناسخ الأرواح تعد من أقدم النظريات وأكثرها شيوعاً حتى في البلاد العربية والإسلامية فقد لجأ البعض إليها سعياً للحصول على إجابة لبعض تساؤلاته فيها .
ثالثاً : هم لا يناقشون فكرة اعتقادهم لأنها في رأيهم جزء من الفطرة التي لا تحتاج إلى نقاش أو بحث ، وعلى الخصوص في الدول العربية والإسلامية .
أما في دول شرق آسيا ترحيبا وتفاعلاً للانتقادات الموجهة لنظرية التناسخ وكانوا أتباعها يصرون على ضرورة نقل هذه الانتقادات إلى الديلاما لأنها في منتهى الأهمية .
ومما يؤكد ما أقوله في أن إيمان أصحاب نظرية التناسخ إيمان تسليمي دون برهان يقيني هو ما قاله ( محمد خليل الباشا ) في كتاب التقمص وأسرار الحياة والموت.
" السائد عندنا عرفاً أن التقمّص منسوب إلى الموحدين الدروز الذين يؤمنون به ويجعلونه من الأسس التي يقوم عليها المعتقد التوحيدي ، لكنهم في الغالب لا يميلون إلى البحث في أصول معتقداتهم ، ولا يشجعون على الخوض فيها "
" فالتقمص عند الموحدين معتقد ثابت راسخ يستخلصونه من القرآن الكريم ويؤمنون به منذ ألف سنة ، ولم يكونوا يوماً بحاجة إلى وضع الدراسات عنه وتأليف الكتب بشأنه ، لأنه جزء لا يتجزأ من معتقدهم الديني ، بل هو من الركائز الأساسية فيه ، وما كان الموحدون يوما ً يميلون إلى التأليف في قضايا مذهبهم ، لذلك بقي التقمص في بلادنا جزءاً من التراث الحميم بنظر أصحابه وشيئاً طريفاً يخرج عن المعقول عند غير المؤمنين به " .
فالإيمان بهذه القضية أصبح إيماناً تسليمي لا نقاش فيه ولا بحث ولا استدلال وهو ليس بحاجة إلى وضع دراسات أو بحث في جزء من جزيئاته.
التسليم ( دون معرفة الحقيقة ) جعلهم يتبنون مثل هذه المعتقدات .
رابعاً : تستند أغلب عقائد نظرية التناسخ على تدني معرفي بجوانب الإنسان وأبعاده الروحانية .. فعدم معرفتهم بما يحيط الإنسان من عوالم من جانب وطبيعة تركيبة الإنسان الداخلية من جانب آخر أدى بهم إلى تفسير بعض السلوكيات أو الظواهر تبعاً لنظرية التناسخ ، معتقدين أن تفسير هذه الظواهر هي في تناسخ الأرواح ، بينما الحقيقة أن تفسير هذه الظاهرة في شيء آخر وعلة أخرى لن يتوصلوا إلى معرفتها بعد كما سنرى في تحليل النظرية .
كتاب التقمص وأسرار الحياة والموت للكاتب محمد خليل الباشا
يتبع
تعليق