السلام عليكم
المنازل تعطى فكرة جيدة لقارئ تاريخ الأقباط عن الحياة التى كان يعيشها المصرى فى المدن فى عصر الإحتلال الرومانى الرومانى فى ما قبل منتصف القرن الثالث - ونود أن نلفت نظر القارئ أن مخطوطات البردى التى أكتشفت توضح كيف عاش الأعيان المحليين القادرين على الكتابة أو عندهم كتبه يكتبون لهم على اوراق البردى التى بين أيدينا السوم وتعكس رؤية عن حياتهم الخاصة واليومية وطبيعى لأنهم الطبقة العليا من المجتمع فلا شك أنك ستفوح من وثقائق أوراق البردى رائحة الترف والبذخ مع رائحة قدمها :
المنــــــــــــازل :
تذكر وثائق البردى كانت مكونة من طابقين وفى أحيان قليلة ثلاثة طوابق , وكانت أحياناً تضم هذه المنازل أجنحة منفصلة عن البيت أو حجرات منفصلة مخصصة أحداها لأستقبال الرجال , واحيانا حجرات أخرى مخصصة لأستقبال النساء , وكانت هذه المنازل لها مداخل ببواك للأستمتاع بشمس الشتاء وبالراحة فى ليالى الصيف , وأهتم أصحاب هذه المنازل بإقامة الأبراج وأسقف للتظليل من شمس الصيف , بالأضافة على مختلف الأشياء الأخرى التى صممت للراحة والأنسجام .
وكانت المنازل فى الشوارع الهامة تستخدم الحجرات المطلة على الشارع كحوانيت (محلات) وهذا التنظيم حفظ لنا من أطلال بومبى وهيركولانيوم . وبعد الأطلاع على البردية نشرت فى القرن الماضى تحتوى عرضاً لتأجير منزل على ناصية أحد الشوارع الهامة يضم ثلاثة حوانيت ( دكاكين ) فى ألمام وحانوتين على الطريق الفرعى (1) - ونادراً ما تذكر البرديات مساحات المنازل ولكنها كانت متباينة فنجد فى أسيرنخوس مساحة منزل لا تتعدى 15 متر مربع بينما ذكرت بعض المنازل التى تتجاوز مساحتها 100 متراً مربعاً , أما مادة البناء فكانت من الطوب اللبن المنتشر فى قرى مصر ونجوعها , ونظرا لقلة المطر فإن الحوائط لا تتأثر بمضى الزمن , وما زال بعض اساسات بعض هذه المنازل موجود حتى ألآن , وكانت حوائط المنازل الخارجية سميكة تضم عدداً من صفوف الطوب , أما الحوائط الداخلية فيها بسمك طوبتين فقط تغطى بطبقة من الملاط تزخرف عادة بألوان زاهية تضم مناظر أسطورية ودينية محبوبة لديهم , وأستعملت الأحجار فى بعض مبانى الحكومة لأنه كانت مكلفع إذا قورن ثمنها بثمن الطوب اللبن , وأكتفى بأستعمال الأحجار كعتبات الأبواب التى تتأثر بكثرة الداخلين والخارجينإلى ومن البيت , وإذا ذكرت البرديات أن رجلاً غنياً من أكسيريخوس يتحدث عن منزله الحجرى فالأرجح يشير إلى واجهة منزلة ذى الواجهة الحجرية ولا يقصد أن منزله قد أقيم المنزل كله من الأحجار (2)
قائمة بأشياء منزلية كان يستخدمها المصرى
الأشياء التالية وردت فى بردية (3) حتى يكون القارئ فكرة عن استعمالات الأنسان فى المدن فى العصر الرومانى .
فى القبو : حوض من البرونز عدد 1 * كوز صفيح عدد 1 * مكيال خشبى مكسو بالحديد عدد 1 * طشت غسيل عدد 1 ( الطشت هو وعاء من النحاس أرتفاع حافته حوالى 20 سم وهو متفوت الأقطار يبلغ قطره 1 م أو أكثر أو أقل يستعمل لغسل الملابس ) * مسند مصباح برونز بعاكس علوى عدد 1
فى المخازن : طبق صغير صفيح عدد 1 * أكواب وأطباق صفيح عدد 3 * مصباح صغير برونز عدد 1 * عباءة لونها ذهبى عدد 1 * غطاء سرسر شرحه عدد 1
فى الحجــرات العليا من المنزل : غلاية برونز عدد 1 * سلطانية مزج عدد 2 * سكاكين تشذيب شجر عدد 3 * سلطانية شوربة برونز عدد 1 * مصفاة صغيرة برونز عدد 1 * سلطانية مزج عدد 2 * غطاء سرير كتان كبير عدد 1 * وسائد خضر عدد 2 * غطاء سرير ملون عدد 1 * حشايا (مراتب ) عدد 2 * غطاء سرير عدد 1 * سرير عدد 1 * صندوق عدد 1 * إناء صغير برونز عدد 1
الأشياء السابقة يعتقد أنها زيادات سواء أكانت فى الطابق العلوى أو السفلى كانت تستعمل للضيوف , فلم يذكر أى نوع من الملابس .
الملابس
وكان أعيان المدن يلبسون صنادل مصنوعة من البردى أو الجلد أو خامات أخرى مطرزة بالخرز والأشياء الخرى اللامعة , أما الكسوة وملابسهم فكانت ملونة بألوان ولكنهم كانوا يفضلون اللون الأخضر والأحمر مع تفضيل واضح للون الأزرق بجميع درجاته .
أما القمصان التى كانوا يلبسونها على الجسم مباشرة فكانت تنسج من الكتان , وكانت الملابس الخارجية من الكتان والصوف .
الملابس القطنية
كان من المعتقد أن القطن بدء وجوده فى مصر فى عهد محمد على كما أعتقد مؤرخين آخرين أن القطن تم أستيراده من الهند فى فترة متأخرة من العصر الرومانى , ولكن بعد نشر ثلاث برديات من مجموعة متشجان ثبت بالدليل الوثائقى أن القطن لم يستخدم فى مصر فقط بل أنه كان يزرع أيضاً فيها على الأقل منذ القرن الثانى الميلادى - وكان المصريون يستوردون من بلاد فارس بعض الأغراض الزخرفية مثل الياقات والحواف فى ملابس الترف والأحتفلات العامة (4)
أعداد أفراد العائلات
يمكن معرفة حجم العائلات من الوثائق البردية المسجل فيها الوصايا والميراث ووثائق توزيع الرجل لأملاكه أثناء حياته Intrvivas , وكذلك الأحصاءات السكانية , فقد كان كل مالك مسءول عن تقديم الأحصاء كل 14 سنة , ويتراوح عدد الأطفال فى عواصم المحافظات فى العائلات ما بين 1 - 5 طفل بمتوسط ما بين 2-3 أطفال , وكانت نسبة المواليد كبيرة جداً بالمقارنة بأعداد الأطفال لاتى وصلتنا عبر أوراق البردى وهذا يعتقد أنه راجع إلى : -
1 - النسبة العالية لوفيات ألأطفال التى تميزت بها العصور القديمة .
2 - نظراً لعادة الأغريق فى التخلص من المواليد الغير مرغوب فيهم بعدم الأعتناء بهم ليموتوا .
3 - وكان كثير من سجلات التعداد لم تشمل الأطفال الذين كبروا وتركوا منازل الأسر , وفى أحيان أخرى نجد فى هذه السجلات أحد الأبوين وأصهاراً .
وفى أغلب الوثائق مسجل العبيد بمعدل عبد أو أثنين عند أسرة واحدة فى كل أربع أسر .
وذكرت احدى وثائق البردى عن عائلة مكونة من 17 فرد يعيشون فى 1/10 من منازل المدينة وهذه الأسرة مكونة من : الزوج سنة 50 سنة وزوجته أخته عمرها 54 سنة وتتراوح أعمار أبنائهما ما بين 29 - 9 سنوات وكانت زوجة الأبن ألكبر لديها توأم عمرهما سنة واحدة , أما زوجة الأبن الثانى عندها اولاد لم يذكر عددهم - وهناك أيضاً ثلاثة أولاد أخ تتراوح أعمارهم بين 19 - 34 سنوات وزوجة أبن ألخ الأكبر وبنتاهما عمرها عام واحد , ومعهما رجل عمره 44 عاماً يبدوا أنه أبن الجد من ناحية الم ومعه زوجته الأخت وعمرها 52 سنة وأبنهما وعمره 8 سنوات وثلاثة أخوة أعمارهم 52 - 26 , كما يضم المنزل أيضاً زوجة الأبن الثانى والأخت زوجة الأصغر الأبناء الثلاثة وعمرها 23 عاماً (5)
متــــــوسط العمـــــر / نسبة الذكور للأناث
ذكر المؤرخين أن متوسط العمر خلال التاريخ القديم كله يتراوح بين 25 - 30 عاماً - وهذه النسبة تبدوا لنا منخفضة بالنسبة للحضارة التى نعيشهات فالتحليلات الحديثة للكمبيوتر للمعلومات التى خرجت من أوراق البردى المكتشفة تبين أن الأحياء الذين يعيشون بعد سن المراهقة يصبحون نصف عددهم بعد 10 سنوات خاصة الرجال , وهذا يعنى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون إلى سن 15 سنة لا يصل منهم إلى سن 25 إلا النصف , وربعهم هم الذين كانوا يصلون إلى سن 35 سنة , وهذا ما يفسر لنا أن نجد كثير من الأرامل والزيجات لثانى مرة ولو من أخوة أشقاء .
وأد الأطفــــــــال وخاصة البنــــات
وفى عشرات الأقرارات فى أوراق البردى الخاصة بالتعداد كان من بينهما أثنتين فقط فى عاصمة المحافظة كان لهما بنات أكثر عدداً من الأولاد وكانت الزيادة بنت واحدة فى الأسرة الأولى وأثنتين فى الأسرة الثانية , وقد استمر الأغريق فى عاداتهم فى التخلص من المواليد الغير مرغوب فيهم , أما المصريون فلم تكن عندهم هذه العادة وكانوا كثيراً ما ينقذون الأطفال لاذين تركوا للموت , وكان القانون فى صفهم وكان يعطيهم الحق بتبنى هؤلاء الأطفال أو تربيتهم كعبيد , وذكرت أوراق البردى أسماء بعض هؤلاء الأطفال مثل Kopreus التى تعنى "عند كوم السباخ وأشتقاقاتها "
وفى بردية ورد بها خطاب لرجل أسمه Hilarion كان فى مهمة بالأسكندرية إلى زوجته (كانت أخته) يرجع تاريخه إلى 17 / يونيو من العام الأول ق.م يقول فيه : " فلتعلمى انى لا أزال فى الأسكندرية , لا تقلقى إذ عادوا جميعاً وبقيت فى الأسكندرية , أننى أرجوكى وألح فى الرجاء أن تعتنى بأبننا الرضيع , وبمجرد أن أتسلم النقود فسوف أرسلها إليك , وإذا رزفت طفلاً (قبل أن أعود) فأبقى عليه إن كان ولداً أما إن كان بنتاً فتخلصى منها , لقد أرسلت إلى تقولى لا تنسانى !! كيف أنساك ؟؟ أننى أرجوكى ألا تقلقى على "
وفى أتفاق عقد بين أرملة صغيرة فى السن مات عنها زوجها بعد سنة ونصف من الزواج وترك طفلاً , وحماتها تم بالأسكندرية يرجع تاريخه إلى العام الثامن ق. م تقر فيه أنها - أستعادت الدوطة التى كانت قد أحضرتها لزوجها المتوفى , وفى المقابل تتنازل عن كل الحقوق تخصها فى ضيعته ( أرضه) وتذكر فى هذا الصدد : بالرغم من أنها حامل .. فلن تطالب بأى تطاليف فراش لوليدها , حيث أنها أخذت مايكفى مادياً فيما يخص ذلك , ولكنها تحتفظ لنفسها بحق التخلص من الطفل إذا حدث وأرتبطت برجل آخر " (6)
ونخرج بنتيجة أن التخلص من المواليد الغير مرغوب فيهم وكانت الأسباب هى : الفقر - رغبة السيدة فى الزواج من رجل آخر إلى آخره كانت عادة بين الأغريق فقط ولم تكن عادة ترك الطفل للموت محددة الجنس إلا أن نسبة التخلص من الطفل الأنثى كانت أكثر من التخلص من الطفل الذكر - وكانت رغبة الوالدين فى التخلص من الأناث بسبب الحاجة فى تجهيز النثى بالدوطات ,
الدوطــــــــة
وقد كانت الدوطات تكلف الأهالى مبلغ كبير من المال نظير التباهى والفخر الأجتماعى للأسر الغنية أو حتى للأسر الفقيرة التى كانت من سمات الأسر الأغريقية المتوطنين فى المدن المصرية من قرون مضت .
وللتوضيح للقارئ فى عام 127 م أرسل والدين أبنتهما العروس ومعها جهاز فخم يضم زوجاً من الحلقان يزن 3 مينات و 14,5 كوارتر (*) وبروش زنة 8 كوارترات بالأضافة إلى الجواهر الأخرى التى تجعل الوزن الكلى 5 مينات , وردائين وكلها تساوى 560 دراخمة فضية بالأضافة إلى 1800 دراخمة نقداً , وهذا التجهيز يكلف الاباء فى هذا الوقت 4100 دراخمة (7) .
==================
المــــــــــــــــــــراجع :
(1) P. Turner 37
(2) P.Oxy. 243
(3) Stpal XX 67 recto
(4) عن القطن فى مصر الرومانية P. Mich. 500 ملاحظة فى السطر السابع
(5) BUG 115 = w chr. 203
(6) P. Oxy. 644 = Select Papyri 105, and BGU 1104
(*) الكوارتر وحدة وزن تعادل 25 رطلاً فى الولايات المتحدة و 28 رطلاً فى بريطانيا وكانت تساوى فى مصر فى ذلك الوقت ثلاث أوقيات
المنازل تعطى فكرة جيدة لقارئ تاريخ الأقباط عن الحياة التى كان يعيشها المصرى فى المدن فى عصر الإحتلال الرومانى الرومانى فى ما قبل منتصف القرن الثالث - ونود أن نلفت نظر القارئ أن مخطوطات البردى التى أكتشفت توضح كيف عاش الأعيان المحليين القادرين على الكتابة أو عندهم كتبه يكتبون لهم على اوراق البردى التى بين أيدينا السوم وتعكس رؤية عن حياتهم الخاصة واليومية وطبيعى لأنهم الطبقة العليا من المجتمع فلا شك أنك ستفوح من وثقائق أوراق البردى رائحة الترف والبذخ مع رائحة قدمها :
المنــــــــــــازل :
تذكر وثائق البردى كانت مكونة من طابقين وفى أحيان قليلة ثلاثة طوابق , وكانت أحياناً تضم هذه المنازل أجنحة منفصلة عن البيت أو حجرات منفصلة مخصصة أحداها لأستقبال الرجال , واحيانا حجرات أخرى مخصصة لأستقبال النساء , وكانت هذه المنازل لها مداخل ببواك للأستمتاع بشمس الشتاء وبالراحة فى ليالى الصيف , وأهتم أصحاب هذه المنازل بإقامة الأبراج وأسقف للتظليل من شمس الصيف , بالأضافة على مختلف الأشياء الأخرى التى صممت للراحة والأنسجام .
وكانت المنازل فى الشوارع الهامة تستخدم الحجرات المطلة على الشارع كحوانيت (محلات) وهذا التنظيم حفظ لنا من أطلال بومبى وهيركولانيوم . وبعد الأطلاع على البردية نشرت فى القرن الماضى تحتوى عرضاً لتأجير منزل على ناصية أحد الشوارع الهامة يضم ثلاثة حوانيت ( دكاكين ) فى ألمام وحانوتين على الطريق الفرعى (1) - ونادراً ما تذكر البرديات مساحات المنازل ولكنها كانت متباينة فنجد فى أسيرنخوس مساحة منزل لا تتعدى 15 متر مربع بينما ذكرت بعض المنازل التى تتجاوز مساحتها 100 متراً مربعاً , أما مادة البناء فكانت من الطوب اللبن المنتشر فى قرى مصر ونجوعها , ونظرا لقلة المطر فإن الحوائط لا تتأثر بمضى الزمن , وما زال بعض اساسات بعض هذه المنازل موجود حتى ألآن , وكانت حوائط المنازل الخارجية سميكة تضم عدداً من صفوف الطوب , أما الحوائط الداخلية فيها بسمك طوبتين فقط تغطى بطبقة من الملاط تزخرف عادة بألوان زاهية تضم مناظر أسطورية ودينية محبوبة لديهم , وأستعملت الأحجار فى بعض مبانى الحكومة لأنه كانت مكلفع إذا قورن ثمنها بثمن الطوب اللبن , وأكتفى بأستعمال الأحجار كعتبات الأبواب التى تتأثر بكثرة الداخلين والخارجينإلى ومن البيت , وإذا ذكرت البرديات أن رجلاً غنياً من أكسيريخوس يتحدث عن منزله الحجرى فالأرجح يشير إلى واجهة منزلة ذى الواجهة الحجرية ولا يقصد أن منزله قد أقيم المنزل كله من الأحجار (2)
قائمة بأشياء منزلية كان يستخدمها المصرى
الأشياء التالية وردت فى بردية (3) حتى يكون القارئ فكرة عن استعمالات الأنسان فى المدن فى العصر الرومانى .
فى القبو : حوض من البرونز عدد 1 * كوز صفيح عدد 1 * مكيال خشبى مكسو بالحديد عدد 1 * طشت غسيل عدد 1 ( الطشت هو وعاء من النحاس أرتفاع حافته حوالى 20 سم وهو متفوت الأقطار يبلغ قطره 1 م أو أكثر أو أقل يستعمل لغسل الملابس ) * مسند مصباح برونز بعاكس علوى عدد 1
فى المخازن : طبق صغير صفيح عدد 1 * أكواب وأطباق صفيح عدد 3 * مصباح صغير برونز عدد 1 * عباءة لونها ذهبى عدد 1 * غطاء سرسر شرحه عدد 1
فى الحجــرات العليا من المنزل : غلاية برونز عدد 1 * سلطانية مزج عدد 2 * سكاكين تشذيب شجر عدد 3 * سلطانية شوربة برونز عدد 1 * مصفاة صغيرة برونز عدد 1 * سلطانية مزج عدد 2 * غطاء سرير كتان كبير عدد 1 * وسائد خضر عدد 2 * غطاء سرير ملون عدد 1 * حشايا (مراتب ) عدد 2 * غطاء سرير عدد 1 * سرير عدد 1 * صندوق عدد 1 * إناء صغير برونز عدد 1
الأشياء السابقة يعتقد أنها زيادات سواء أكانت فى الطابق العلوى أو السفلى كانت تستعمل للضيوف , فلم يذكر أى نوع من الملابس .
الملابس
وكان أعيان المدن يلبسون صنادل مصنوعة من البردى أو الجلد أو خامات أخرى مطرزة بالخرز والأشياء الخرى اللامعة , أما الكسوة وملابسهم فكانت ملونة بألوان ولكنهم كانوا يفضلون اللون الأخضر والأحمر مع تفضيل واضح للون الأزرق بجميع درجاته .
أما القمصان التى كانوا يلبسونها على الجسم مباشرة فكانت تنسج من الكتان , وكانت الملابس الخارجية من الكتان والصوف .
الملابس القطنية
كان من المعتقد أن القطن بدء وجوده فى مصر فى عهد محمد على كما أعتقد مؤرخين آخرين أن القطن تم أستيراده من الهند فى فترة متأخرة من العصر الرومانى , ولكن بعد نشر ثلاث برديات من مجموعة متشجان ثبت بالدليل الوثائقى أن القطن لم يستخدم فى مصر فقط بل أنه كان يزرع أيضاً فيها على الأقل منذ القرن الثانى الميلادى - وكان المصريون يستوردون من بلاد فارس بعض الأغراض الزخرفية مثل الياقات والحواف فى ملابس الترف والأحتفلات العامة (4)
أعداد أفراد العائلات
يمكن معرفة حجم العائلات من الوثائق البردية المسجل فيها الوصايا والميراث ووثائق توزيع الرجل لأملاكه أثناء حياته Intrvivas , وكذلك الأحصاءات السكانية , فقد كان كل مالك مسءول عن تقديم الأحصاء كل 14 سنة , ويتراوح عدد الأطفال فى عواصم المحافظات فى العائلات ما بين 1 - 5 طفل بمتوسط ما بين 2-3 أطفال , وكانت نسبة المواليد كبيرة جداً بالمقارنة بأعداد الأطفال لاتى وصلتنا عبر أوراق البردى وهذا يعتقد أنه راجع إلى : -
1 - النسبة العالية لوفيات ألأطفال التى تميزت بها العصور القديمة .
2 - نظراً لعادة الأغريق فى التخلص من المواليد الغير مرغوب فيهم بعدم الأعتناء بهم ليموتوا .
3 - وكان كثير من سجلات التعداد لم تشمل الأطفال الذين كبروا وتركوا منازل الأسر , وفى أحيان أخرى نجد فى هذه السجلات أحد الأبوين وأصهاراً .
وفى أغلب الوثائق مسجل العبيد بمعدل عبد أو أثنين عند أسرة واحدة فى كل أربع أسر .
وذكرت احدى وثائق البردى عن عائلة مكونة من 17 فرد يعيشون فى 1/10 من منازل المدينة وهذه الأسرة مكونة من : الزوج سنة 50 سنة وزوجته أخته عمرها 54 سنة وتتراوح أعمار أبنائهما ما بين 29 - 9 سنوات وكانت زوجة الأبن ألكبر لديها توأم عمرهما سنة واحدة , أما زوجة الأبن الثانى عندها اولاد لم يذكر عددهم - وهناك أيضاً ثلاثة أولاد أخ تتراوح أعمارهم بين 19 - 34 سنوات وزوجة أبن ألخ الأكبر وبنتاهما عمرها عام واحد , ومعهما رجل عمره 44 عاماً يبدوا أنه أبن الجد من ناحية الم ومعه زوجته الأخت وعمرها 52 سنة وأبنهما وعمره 8 سنوات وثلاثة أخوة أعمارهم 52 - 26 , كما يضم المنزل أيضاً زوجة الأبن الثانى والأخت زوجة الأصغر الأبناء الثلاثة وعمرها 23 عاماً (5)
متــــــوسط العمـــــر / نسبة الذكور للأناث
ذكر المؤرخين أن متوسط العمر خلال التاريخ القديم كله يتراوح بين 25 - 30 عاماً - وهذه النسبة تبدوا لنا منخفضة بالنسبة للحضارة التى نعيشهات فالتحليلات الحديثة للكمبيوتر للمعلومات التى خرجت من أوراق البردى المكتشفة تبين أن الأحياء الذين يعيشون بعد سن المراهقة يصبحون نصف عددهم بعد 10 سنوات خاصة الرجال , وهذا يعنى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون إلى سن 15 سنة لا يصل منهم إلى سن 25 إلا النصف , وربعهم هم الذين كانوا يصلون إلى سن 35 سنة , وهذا ما يفسر لنا أن نجد كثير من الأرامل والزيجات لثانى مرة ولو من أخوة أشقاء .
وأد الأطفــــــــال وخاصة البنــــات
وفى عشرات الأقرارات فى أوراق البردى الخاصة بالتعداد كان من بينهما أثنتين فقط فى عاصمة المحافظة كان لهما بنات أكثر عدداً من الأولاد وكانت الزيادة بنت واحدة فى الأسرة الأولى وأثنتين فى الأسرة الثانية , وقد استمر الأغريق فى عاداتهم فى التخلص من المواليد الغير مرغوب فيهم , أما المصريون فلم تكن عندهم هذه العادة وكانوا كثيراً ما ينقذون الأطفال لاذين تركوا للموت , وكان القانون فى صفهم وكان يعطيهم الحق بتبنى هؤلاء الأطفال أو تربيتهم كعبيد , وذكرت أوراق البردى أسماء بعض هؤلاء الأطفال مثل Kopreus التى تعنى "عند كوم السباخ وأشتقاقاتها "
وفى بردية ورد بها خطاب لرجل أسمه Hilarion كان فى مهمة بالأسكندرية إلى زوجته (كانت أخته) يرجع تاريخه إلى 17 / يونيو من العام الأول ق.م يقول فيه : " فلتعلمى انى لا أزال فى الأسكندرية , لا تقلقى إذ عادوا جميعاً وبقيت فى الأسكندرية , أننى أرجوكى وألح فى الرجاء أن تعتنى بأبننا الرضيع , وبمجرد أن أتسلم النقود فسوف أرسلها إليك , وإذا رزفت طفلاً (قبل أن أعود) فأبقى عليه إن كان ولداً أما إن كان بنتاً فتخلصى منها , لقد أرسلت إلى تقولى لا تنسانى !! كيف أنساك ؟؟ أننى أرجوكى ألا تقلقى على "
وفى أتفاق عقد بين أرملة صغيرة فى السن مات عنها زوجها بعد سنة ونصف من الزواج وترك طفلاً , وحماتها تم بالأسكندرية يرجع تاريخه إلى العام الثامن ق. م تقر فيه أنها - أستعادت الدوطة التى كانت قد أحضرتها لزوجها المتوفى , وفى المقابل تتنازل عن كل الحقوق تخصها فى ضيعته ( أرضه) وتذكر فى هذا الصدد : بالرغم من أنها حامل .. فلن تطالب بأى تطاليف فراش لوليدها , حيث أنها أخذت مايكفى مادياً فيما يخص ذلك , ولكنها تحتفظ لنفسها بحق التخلص من الطفل إذا حدث وأرتبطت برجل آخر " (6)
ونخرج بنتيجة أن التخلص من المواليد الغير مرغوب فيهم وكانت الأسباب هى : الفقر - رغبة السيدة فى الزواج من رجل آخر إلى آخره كانت عادة بين الأغريق فقط ولم تكن عادة ترك الطفل للموت محددة الجنس إلا أن نسبة التخلص من الطفل الأنثى كانت أكثر من التخلص من الطفل الذكر - وكانت رغبة الوالدين فى التخلص من الأناث بسبب الحاجة فى تجهيز النثى بالدوطات ,
الدوطــــــــة
وقد كانت الدوطات تكلف الأهالى مبلغ كبير من المال نظير التباهى والفخر الأجتماعى للأسر الغنية أو حتى للأسر الفقيرة التى كانت من سمات الأسر الأغريقية المتوطنين فى المدن المصرية من قرون مضت .
وللتوضيح للقارئ فى عام 127 م أرسل والدين أبنتهما العروس ومعها جهاز فخم يضم زوجاً من الحلقان يزن 3 مينات و 14,5 كوارتر (*) وبروش زنة 8 كوارترات بالأضافة إلى الجواهر الأخرى التى تجعل الوزن الكلى 5 مينات , وردائين وكلها تساوى 560 دراخمة فضية بالأضافة إلى 1800 دراخمة نقداً , وهذا التجهيز يكلف الاباء فى هذا الوقت 4100 دراخمة (7) .
==================
المــــــــــــــــــــراجع :
(1) P. Turner 37
(2) P.Oxy. 243
(3) Stpal XX 67 recto
(4) عن القطن فى مصر الرومانية P. Mich. 500 ملاحظة فى السطر السابع
(5) BUG 115 = w chr. 203
(6) P. Oxy. 644 = Select Papyri 105, and BGU 1104
(*) الكوارتر وحدة وزن تعادل 25 رطلاً فى الولايات المتحدة و 28 رطلاً فى بريطانيا وكانت تساوى فى مصر فى ذلك الوقت ثلاث أوقيات
تعليق