عبارة رمضان كريم صحيحة ولادليل على انكارها
كنت قد كتبت مقالا حول جواز كلمة ( رمضان كريم ) فأنكرها علي بعض الاخوة وشدوا علي لأني خالفت في رسالتي فتوى العالم الكبير ابن عثيمين رحمه الله ، وكان دليلي على ذلك أن كلمة ( كريم ) لا تقتصر على معنى المعطي بسخاء بل ومن معانيها أيضا الشي الرفيع القدر الجليل الشأن كالأحجار الكريمة مثلا ومنها قوله تعالى : { *فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ* }
فالعرش كريم وليس بمعطي وهكذا رمضان كريم وإن لم يكن معطيا ، ثم أني أرسلت رسالة لأحد مشايخي كي أستفيد منه في هذه المسالة فأرسل إلي هذه الرسالة
ونصها :
أخي العزيز أنور
نظرت في مسألة (رمضان كريم) فترجح لي ما ترجح لك وهو الجواز (أي جواز إطلاق مثل هذه العبارة) لكن لا يعني هذا وفقك الله أنها تصبح شعارا بحيث يقولها الشخص لأخيه عند اللقاء والمراسلات في رمضان ؛ فلم يكن هذا معهودا عند السلف ، لكن من حيث العبارة ما فيها محظور شرعي فيما يظهر والله أعلم .
وما ذهب إليه العلامة ابن عثيمين اجتهاد منه ، ومما يدل على الجواز قوله تعالى :
ـ { *قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيم* ٌ } (النمل:29)
ـ { *وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ* }(الشعراء:58)
ـ { *أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ* }(الشعراء:7)
ـ { *مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ* }(الواقعة:44)
ـ { *فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ* } (الحج:50)
ـ { *إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيم* ٍ } (يّس:11)
ـ { *مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيم* ٌ }(يوسف:31)
ـ { *وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ* } (الدخان:17)
وما ذكرته أنت من أن المعنى : (رفيع القدر جليل الشأن) متجه في بعض الأمثلة.
وهناك توجيه آخر وهو أن يقال : إن هذا من نسبة الشيء إلى سببه ، وهي جائزة ، والله سبحانه من وراء الأسباب كلها فهو مسببها.
ويكون فعيل بمعنى مفعل وهو سائغ في اللغة كقولك : أليم بمعنى مؤلم ، أي مسبب الألم .
وهكذا كريم بمعنى مكرم ، أي مسبب الكرم ، وهذا واقع فكم من أناس يجودون ويتصفون بالكرم في شهر رمضان.
والله أعلم وإن كان عندك إفادة غير ما ذكرت أفدني وجزاك الله خيرا
انتهت رسالة الشيخ حفظه الله وقد أبهمت اسمه لأني لا أدري هل يأذن بنشر ذلك عنه أم لا ولكني أنشرها باسمي باعتبار مافيها من الأدلة
كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
2/رمضان / 1437هـ
كنت قد كتبت مقالا حول جواز كلمة ( رمضان كريم ) فأنكرها علي بعض الاخوة وشدوا علي لأني خالفت في رسالتي فتوى العالم الكبير ابن عثيمين رحمه الله ، وكان دليلي على ذلك أن كلمة ( كريم ) لا تقتصر على معنى المعطي بسخاء بل ومن معانيها أيضا الشي الرفيع القدر الجليل الشأن كالأحجار الكريمة مثلا ومنها قوله تعالى : { *فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ* }
فالعرش كريم وليس بمعطي وهكذا رمضان كريم وإن لم يكن معطيا ، ثم أني أرسلت رسالة لأحد مشايخي كي أستفيد منه في هذه المسالة فأرسل إلي هذه الرسالة
ونصها :
أخي العزيز أنور
نظرت في مسألة (رمضان كريم) فترجح لي ما ترجح لك وهو الجواز (أي جواز إطلاق مثل هذه العبارة) لكن لا يعني هذا وفقك الله أنها تصبح شعارا بحيث يقولها الشخص لأخيه عند اللقاء والمراسلات في رمضان ؛ فلم يكن هذا معهودا عند السلف ، لكن من حيث العبارة ما فيها محظور شرعي فيما يظهر والله أعلم .
وما ذهب إليه العلامة ابن عثيمين اجتهاد منه ، ومما يدل على الجواز قوله تعالى :
ـ { *قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيم* ٌ } (النمل:29)
ـ { *وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ* }(الشعراء:58)
ـ { *أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ* }(الشعراء:7)
ـ { *مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ* }(الواقعة:44)
ـ { *فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ* } (الحج:50)
ـ { *إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيم* ٍ } (يّس:11)
ـ { *مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيم* ٌ }(يوسف:31)
ـ { *وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ* } (الدخان:17)
وما ذكرته أنت من أن المعنى : (رفيع القدر جليل الشأن) متجه في بعض الأمثلة.
وهناك توجيه آخر وهو أن يقال : إن هذا من نسبة الشيء إلى سببه ، وهي جائزة ، والله سبحانه من وراء الأسباب كلها فهو مسببها.
ويكون فعيل بمعنى مفعل وهو سائغ في اللغة كقولك : أليم بمعنى مؤلم ، أي مسبب الألم .
وهكذا كريم بمعنى مكرم ، أي مسبب الكرم ، وهذا واقع فكم من أناس يجودون ويتصفون بالكرم في شهر رمضان.
والله أعلم وإن كان عندك إفادة غير ما ذكرت أفدني وجزاك الله خيرا
انتهت رسالة الشيخ حفظه الله وقد أبهمت اسمه لأني لا أدري هل يأذن بنشر ذلك عنه أم لا ولكني أنشرها باسمي باعتبار مافيها من الأدلة
كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
2/رمضان / 1437هـ
تعليق