خروج الشمس من المغرب
أولاً : لدينا الآية الكريمة : (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ)
وهي تتحدث عن علامات (يوم يأتي بعض آيات ربك) ، وأن تلك العلامات ستعلن عن إغلاق باب التوبة إلى الأبد
ثانياً : لدينا حديثين يقدمان تفاصيل للآية ، الحديثين يرويهما سيدنا أبو هريرة ، من صحيح مسلم :
- ((ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً : طلوع الشمس من مغربها ، و الدجال ، و دابة الأرض))
- ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفس أو كسبت في إيمانها خيراً ، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتباعيانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة و قد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها))
وهكذا من خلال الحديث الثاني نفهم أن هذا الحدث الكوني الهائل سيكون مفاجئ ، مع ذلك فسيحدث على نحو طبيعي وهادئ ، وسيحدث والناس يزاولون أعمالهم ويمارسون حياتهم اليومية كالمعتاد
ولكن حدث عظيم مثل عكس الأرض لدورانها ، سيصاحبه كوارث طبيعية ، ستبدأ مع تباطؤ دوران الأرض وستزيد حتى تتوقف مع توقف دوران الأرض ، ثم ستعود بقوة عند عكس الدوران ، ونحن نتكلم عن زلازل مدمرة ، وأمواج هائلة (تسونامي) ، وبراكين جديدة ستنبثق في الأراضي والبحار ، وأعاصير ، وقارات تتفكك ، وأخرى تتصادم ، وجزر تغرق ، وأراضي جديدة تخرج من البحر ، وإبادة لمعظم الحياة على الأرض ، من نباتات ، حيوانات ، طيور ، وبشر
فكيف سيحدث هذا ، والأحاديث تتحدث عن رجلان يتفاصلان بشأن ثوب في السوق ، بينما تعكس الأرض دورانها ، ورجل لديه لبن يكاد يشربه ، وآخر يرفع لقمة إلى فمه . والحياة تسير على نحو طبيعي جداً
أولاً : عليك أن تنسى كل ما أخبروك - رجال الدين غير المختصين بعلوم الفلك والفيزياء - عن طلوع الشمس من المغرب . فكل من تكلم بهذا الموضوع ليس ذي خبرة ، وكل ما فعلوه هو إحراج المسلمين ، وبلبلة أفكارهم
ثانياً : لا تنس الآية والحديثين طوال هذا الموضوع
ثالثاً : إعلم أن الله وضع قوانين (سنن) فيزيائية تحكم هذا الكون ، وهذه القوانين سنها الله لتنظيم العالم وحفظه ، وهي غير قابلة للكسر
سنبدأ الآن بشرح طلوع الشمس من مشرقها على النحو الذي يحدث يومياً ، كيف يحدث هذا .. يحدث شروق الشمس من المشرق نتيجة لدوران الأرض حول نفسها ، بسرعة 1674.4 كيلومتر في الساعة ، وهي تكمل دورة حول نفسها كل أربع وعشرون ساعة . أما دوران الأرض حول الشمس فينتج عنه الفصول الأربعة ، وهي تكمل دورة كاملة حول الشمس سنوياً .
هكذا الشمس لا علاقة لها بخروجها علينا من المشرق ، وإنما الأرض هي المسؤولة عن ذلك بدورانها حول نفسها عكس عقارب الساعة ، من الشمال إلى اليمين لكن ما الذي يجعل الأرض تدور حول نفسها ؟حسب قانون الجذب لنيوتن :
(أن كل جسمين ماديين بينهما قوة تجاذب تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتي الجسمين ، وعكسيا مع مربع المسافة بين مركزيهما)
وهكذا ، نظراً لكبر كتلة الشمس (مليون مرة قدر كتلة الأرض) فإن الشمس تجذب الأرض اليها وباقي الكواكب ايضاً وأقمارها ، وترغمها على الدوران حولها ، وذلك بتأثير قوة جذب للداخل (قوة الجذب المركزية) .
أما دوران الارض وباقي الكواكب حول نفسها ، فذلك بتأثير قوة جذب للخارج (قوة الطرد المركزية) وهي تساوي (القوة الجذب للداخل) في المقدار وتعاكسها في الاتجاه ، حسب قانون نيوتن الثالث .
وهذا يحدث (مصغراً) في دوران الإلكترون حول النواة فلا يصطدم بها ، ولا يتركها ، وإنما يدور حولها وحول نفسه ، على نحو محدد وثابت ، مثل الأرض تماماً.
لم يشهد العلماء إنعكاس دوران كوكب ، أو أن يتوقف ، ثم يعكس دورانه . حتى كوكب الزهرة الذي يدور - عكس باقي الكواكب - من اليمين إلى الشمال ، مع عقارب الساعة ، يجزم العلماء أنه لم يعكس إتجاهه ، بل هو كذلك منذ الأزل ، والنظرية العلمية المعتمدة هي أن سبب دورانه العكسي هذا كثافة محيطاته العالية والتي تتكون من أكسيد الكربون السائل ، وهناك نظرية أقل منها مصداقية ، لكنها تظل فرضية قائمة ، ومفادها : أن سبب دوران كوكب الزهرة العكسي هو إصطدام نيزك هائل به ، تسبب بعكس دورانه.
وهكذا ، قد تعكس الأرض دورانها بسبب إصطدامها بنيزك ، لكن إصطدامها بنيزك سيكون مدمراً أكثر من عكس دورانها لوحدها ، والحديث الشريف يخبرنا - سواء عكست دورانها لوحدها أو لإصطدامها بنيزك - أن الحياة تسير على نحو طبيعي ، والناس يشترون ويبيعون ، بينما تعكس الأرض دورانها ، فكيف نفهم هذا؟[/بالحقيقة هذا ممكناً جداً ، وليس مستحيلاً على الإطلاق ، بل الأخطر أنه يحدث حالياً بينما تقرأ موضوعي هذاالإنعكاس الذي أعنيه على البوصلة ، أعني الأقطاب المغناطيسية والإتجاهات : الشمال ، الجنوب ، الشرق ، الغرب التي على وشك الإنعكاس ، وسيأتي يوم ستشير فيه إبرة الشمال في البوصلة للأسفل بدلاً من الأعلى ، وبذلك عندما تنظر إلى البوصلة ستشرق الشمس فيه من الغرب W ، بدلاً من الشرق وذلك سببه إنعكاس المجال المغناطيسي للأرض ، والذي بدأ منذ عشر سنوات ، في 2002
أولاً : ما هو المجال المغناطيسي ؟
هو قبة مغناطيسية تمتد لأكثر من ستين ألف كيلو متر في الفضاء ، وهو يمنع الرياح الشمسية والبلازما والإشعاعات والجزيئات الفتاكة المنبعثة من الشمس (الكمية : مليار كيلو في الثانية . بسرعة : ثمانمائة كيلو في الثانية) ، والتي لو وصلت إلى الأرض لقضت على كل حياة فيها وكان العلماء يعتقدون أن المجال المغناطيسي ثابت ، وأن قطبي الشمال والجنوب ثابتين منذ الأزل ، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن المجال المغناطيسي للأرض قد انعكس (١٧٠ مرة) خلال عمر الأرض ، وآخرها كان قبل ثمانمائة ألف عام
وأنه يحافظ على شدته لآلاف السنين، ولكن لأسباب غير معروفة، فإنه يضعف ثم يعكس اتجاهه.
ليس هذا فحسب ، ولكن يقول العلماء أن الانعكاس المغناطيسي الأخير للأرض جرى بغضون مئة عام فقط منذ بدأ يضعف ، وأن هذا الإنعكاس الذي بدأ في 2002 سيكتمل بنحو مئة عام على أقصى تقدير ، وقد يستغرق أقل من ذلك
هذه نتائج دراسة دولية من جامعة "كاليفورنيا بيركلي" ، ودليلهم طبقات رواسب بحيرة قديمة في "سولمونا" بإيطاليا، ونُشرت نتائج البحث في المجلة الدولية لفيزياء الأرض . وتختتم الدراسة بأن المجال المغناطيسي للأرض يتناقص حاليا خمسة عشرة مرة أسرع من المعتاد.
في الختام ؛ فلنعد للآية الكريمة : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ) إنتبه ؛ عندما يحدث ذلك فـ(لا ينفع نفساً لم تكن آمنت من قبل) والمقصود بذلك الكفار الذين لم يؤمنوا قبل شروق الشمس من المغرب ، وكذلك (أو كسبت في إيمانها خيراً) وهم المؤمنين ، ولكن لم يستفيدوا من إيمانهم ، وقد فرطوا في أوامر الله ونواهيه ، والآية تحذر أنهم كذلك لن يكون لهم توبه ، وفي النهاية تختتم الآية بـ(قل انتظروا إنا منتظرون) هذا الحدث الهام جداً ، الذي قد يكون أقرب مما نظن
تعليق