بسم الله الرحمن الرحيم
وينقسم الجن الى ثلاثة أصناف كما صنفهـم لـنا رسـول الله صلي الله عليه وسلـم قال : "الجن ثلاثة أصناف ، فصنف يطير فـي الهواء ، وصنـف حيـات وكـلاب، وصنف يحلون ويضعنون " رواه الطبراني ، والحاكم ، والبيهقـي باسنـاد صحيـح.
الجن :
هم مخلوقون من مارج من نار أي من اللهيب الأزرق الذي في أعلى النار الشديدة وهم تطوروا من النار إلى الصفة الأثيرية أي مثل الهواء وان كانت كثافتهم تزيد قليلاً جداً على الهواء مثلما تطور الإنسان من الطين إلى العظام واللحم والدم وهم يتناسلون ولهم عقول وقادرين على التشكل وهم قبائل وعشائر .
ومعنى كلمة جن أي الاستتارة أو الشيء الخفي .
غذاء الجن :
الشياطين والكفرة غذائهم روث البهائم والدم والأبخرة ذات الرائحة الكريهة .
والمسلمين غذائهم البخور ذو الرائحة الطيبة .
أنواعهم :
الغول :
الغول في لغة العرب هو الجان الذي تبدى بالليل فهوأكثرمايتراءى في الليل لمن يسافر وحده وأوقات الخلوات ويكون الإنسان مقابل جثته كالطفل الرضيع عند أمه ومن أعماله يصد المسافر عن الطريق ويفزع وربما يأذي ويسحر لأنه من الجن الذين لهم القدرة على سحر الإنسان فقد سؤل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الغيلان فقالهم سحرة الجن) وللأمن من الغيلان قال رسول الله (إذا تولعت بكم الغيلان فأذنوا )
السعلاة :
مسكنها القفار والصحراء وأكثر ماتتراءى على هيئة إمرأة وإذا ظفرة بإنسان تقتله خنقا ثم تلعب به كما تلعب الهرة بالفأر وبعدها تأكل شيئا من جسده والعجيب أن هذا النوع من الجن يخاف الذئب فإذا رآها الذب إفترسها وأكلها وهذه من عجائب خلق الله الذي أودع في الذئب خاصية الإفتراس لبعض أنواع الجن وهذا مايحد فساد الجن وتعرضهم للإنس.
الدلهاب :
هذا النوع من الجن يوجد في البحار ويتراءى على صورة إنسان جلده كصخر البحر الذي تجمع عليه الطحالب وهو يتعرض للمراكب القريبة منه ويقذف أهله في البحر .
أم الصبيان :
وهي تؤخذ على ثلاثمائة ضرب منها عقد اليدين والرجلين والرأس ومفاصل والضروس وثقل اللسان وتشويه للجسد وتنحيله وتهزيله وتأخذ في أرحام النساء فتدق عظم أولادهن وتأكل لحمهم وتشرب دمهم وتبرك على المرأة عند الحيض فتعقرها وتأخذ الصبيان والعجائز والشيوخ بالحمية والرمد واللطمه والوجع والدواب تثبت فيها ولاتطلقها وتنقص البركة من المال وتهلك الحرث وتأتي على أصناف الصنائع كلها باللذي لا دواء له وغالبا ماتتصر بهذه الضروب لأصحاب برج الثور والميزان والمولود بساعة الزهرة حبا فيها لهم وذلك إن لم يكن متحصنا بذكر الله تعالى .
الشق :
وهو جنس من الشياطين صورته على نصف صورة الإنسان والنصف الآخر حيوان يعرض للمسافر إذا كان وحده وربما أهلكه .
العفريت :
وهو الذي له من القوة والقدرة ماليس لغيره من الجن كالعلوم الصعبة وجلب الأخبار والبناء والسرقة وحمل مايعجز الإنسان حمله وله سلطنة وحكم وخدام من الجن يخضعون لأوامره والمؤمن من العفاريت يحث في سلطته لمن دونه إلى الخير والعمل الصالح والكافر يأمر في سلطته من دونه للشر والفساد والعمل الطالح.
العامر :
وهو نوع من أنواع الجن وهم يسكنون البيوت والمراحيض واغلب من يسكنون المنازل معنا من المسلمين وهناك من ديانات أخرى طبعاً لكن اغلبهم مسلمين وهم لا يؤذون إلا في حالات نادرة جداً وأما سان المراحيض فكلهم من الشياطين ولذلك يجب الاستعاذة من الخبث والخبائث قبل الدخول إلى الخلاء والحمامات .
القرين :
وهو شيطان يوكل بالإنسان من ساعة مولده وحتى وفاته فانه يخرج من جسد الإنسان وعمله أن يوسوس للإنسان بفعل الشر وهناك لكل إنسان قرين من الشياطين وقرين من الملائكة فالذي من الملائكة يحث على فعل الخير والذي من الشياطين يحث الإنسان على فعل الشر .
المارد :
وهو نوع من أنواع الجن يتميزون بالحجم الكبير وبطول القامة ولهم شغل التخيلات والأعمال وخلافه لكنهم ليسوا أقوى فئات الجن .
العفريت :
أقوى فئات الجن على الإطلاق وليس شرط الحجم في ذلك فربما أرى أن عفريتاً صغيراً من الأقزام يقوم بقتل مارداً عملاقاً من المردة و حتى عندما قام واحد من الجن ليأتي بعرش بلقيس لسيدنا سليمان قام عفريت من الجن .
وهناك فرق بين القرين وأم الصبيان فالقرين نوعين من الملائكة ومن الجن ويلازموا الإنسان إلى الممات .
وهناك تحت هذه التقسيمات صفات فيما بينهم فمنهم الطيارين ومنهم الغواصين ومنهم ساكني الجبال وساكني الكواكب وأنواع أخرى كثيرة.
ولكن اشد نوع من أنواع الجن حين يقوم بمس الإنسان صعب إخراجه منه ذلك الجن الطيار لصعوبة الإحاطة به ولأنه عندما يأتي الراقي ليرقى المريض يخرج ويهرب بعيداً عنه وهو نوع صعب لكن كما خلق الداء خلق الدواء أيضاً له .
وهناك من الجن على ديانات كثيرة فمنهم المؤمنين المسلمين الموحدين بالله وهم لا يؤذون المسلمين ولكن يساعدونهم في اغلب الأحيان وهناك النصارى واليهود وعباد الكواكب وهناك الشياطين أولاد إبليس .
وقد أمـرت الجن وكلفت كـما كلف الانسان ، فـهم مأمورون بالتوحيد و الأيمـان والطاعة والـعبادة ، وعـدم المعصيـة والبـعد عن الظلـم وعدم تعـي حدود الله ، فمسلمهم مسلم، ومؤمنهم مؤمن، وكافرهم كافـر ، والمطيـع منهـم لله ورسولـه، يدخل الجنة ومن أبى دخل النار سواء بسواء، مثلهم مثل الانسان والدليـل من قولـه عزوجل( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ).
اذا هم خلـق من خلـق الله ومـن ينكرهم فانه يكفر للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة . وقد وجـد مـن ينكرهـم قديمـا وحديثا . ولا يضيرنا ذلك منهم . والذي يهمنا أنـهم حقيقة لاشـك فيهـا ولا مريـة لمـا سيترتب علـى مـا سوف نسرد مـن أخبارهم وأحوالهـم، وربنا وربهم الله.
هذا والله اعلم
تعليق