الفتاة في الإسطبل المهجور
قبل سنوات بعيدة عملت لفترة في مصنع نائي يقع خارج المدينة ، كنت أعمل ليلا وهناك حافلة خاصة بالمصنع تعيدني إلى المدينة فجرا برفقة العمال . كنت ضعيف الحال ، لذلك كنت أعمل في أيام العطل لكسب بعض المال الإضافي ، وطبعا لم تكن الحافلة تأتي في أيام العطل ، لذلك كنت اضطر للوقوف على قارعة طريق خارجي مقفر بانتظار توصيلة ، أومئ بيدي لسائقي الشاحنات الثقيلة لعل أحدهم يقف لي ، كانت المسألة أشبه باليانصيب ، أحيانا لا أقف سوى لدقائق معدودة ، وأحيانا أخرى يمتد وقوفي لساعة أو أكثر ، فأغلب سائقي الشاحنات لا يتوقفون ، ومعهم حق في ذلك ، فأولا إيقاف شاحنة ضخمة على جانب طريق مظلم وضيق ليس أمرا سهلا ، وثانيا الوقوف لرجل غريب في عتمة الفجر لا يكون عملا حكيما دوما . على العموم ، من خلال تجربتي أستطيع أن أقول بأن سائقي الشاحنات الذين يتوقفون من أجل توصيل الناس يفعلون ذلك أما بدافع الشهامة أو بسبب الضجر نتيجة سيرهم لمسافات طويلة بمفردهم أو مقابل بعض المال ، خصوصا حين تكون المسافة طويلة ولا يكون السائق هو مالك الشاحنة الأصلي . وقد تكون لهم مآرب أخرى ، دنيئة ربما ، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالنساء ، وهو أمر لم تضعه رجينا كاي واترز بالحسبان حين قبلت الصعود إلى شاحنة رجل غريب في ليلة ما من عام 1990 .
كانت في الرابعة عشر من عمرها ، وردة متفتحة ، جميلة وذكية ، لكنها للأسف لم تحظى بحياة أسرية هادئة وهانئة ، فوالديها مطلقان ، وشقيقتها الكبرى ماتت منتحرة ، أما شقيقها الأكبر فلديه مشاكل مستمرة مع الشرطة . عاشت في كنف والدها لسنوات ، ثم ذهبت لتعيش مع أمها . وفي أول يوم لها مع أمها تعرفت على شاب من الجوار يدعى ريكي ، كان في الثامنة عشر من عمره ، ويعاني أيضا مشاكل أسرية . أنجذب الاثنان لبعضهما سريعا ، وبعد يومين فقط على اللقاء الأول اتفقا على الفرار معا إلى المكسيك ، هربا من منزليهما وهما لا يملكان شيئا من حطام الدنيا سوى حبهما الوليد الساذج الذي حملاه معا بجيوب خاوية نحو الحدود المكسيكية . لم يكن من سبيل أمامهما للوصول إلى هدفهما إلا بالبحث عن توصيلة مجانية ، لذلك لم يترددا كثيرا في الصعود مع سائق شاحنة غريب توقف لهما وعرض إيصالهما إلى الحدود ... لكنهما للأسف لم يصلا أبدا .
انقطعت أخبار رجينا تماما عن أهلها ، وزاد قلقهم حول مصيرها ، خصوصا حين بدأ والدها يتلقى مكالمات من رجل مجهول ذو نبرة بغيضة زعم بأن رجينا موجودة معه وقال ساخرا : "لقد أجريت بعض التعديلات على أبنتك ، قمت بقص شعرها " .
كان مصدر المكالمات هواتف عمومية من مدن شتى ، لذلك وجدت الشرطة صعوبة في تعقب وتحديد هوية المتصل .
وبعد أشهر عدة تم العثور على جثة في إسطبل مهجور بالقرب من طريق خارجي في إلينوي ، تبين بالفحص الجنائي أنها تعود لفتاة ماتت مقتولة قبل أسابيع ، وبأنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب الشديد قبل مقتلها . كان عارية ، شعرها محلوق كالصبيان ، وتم أيضا حلق شعر عانتها ، وقد قتلت بواسطة سلك لفه القاتل حول رقبتها ستة عشر مرة ثم ربطها بواسطته إلى لوح خشبي .
بالبحث في سجلات المفقودين في عموم البلاد تم التعرف على صاحبة الجثة ، إنها رجينا كاي واترز ، تلك الفتاة الرقيقة التي فرت من منزلها ولم تعد أبدا . في البداية حامت شكوك الشرطة حول ريكي ، الشاب الذي رافق القتيلة في رحلة الهرب ، لكن معارفه وأصدقاءه أجمعوا على أنه ليس من النوع العنيف ، كما أن أسلوب الجريمة لم يكن أسلوب شاب غر يقتل لأول مرة ، بل أسلوب شخص متمرس بالقتل ، وفوق هذا كله فأن ريكي كان قد اختفى هو الآخر ولم تعثر له الشرطة على أثر .
تحقيقات وتحريات الشرطة حول الجريمة سرعان ما وصلت إلى طريق مسدود ، كان واضحا بأن هذه القضية ستضاف إلى مئات القضايا التي تخص أشخاص يعثر على جثثهم بالقرب من الطرق الخارجية ولا يتم التوصل إلى القاتل أبدا . لكن ما لم تدركه الشرطة آنذاك هو أن رأس الخيط الذي سيقودهم إلى القاتل كان موجود سلفا في يد زملاء لهم في ولاية أخرى .
شاحنة الرعب
في ساعة مبكرة من فجر يوم 1 ابريل عام 1990 كان لشرطي مك ميلر يقود سيارة الدورية في مهمة روتينية على طريق خارجي في أريزونا ، لم تكن الشمس قد أشرقت بعد ، لكن كان هناك خيط أبيض رفيع يلوح بالأفق . الشرطي ميلر لمح وميض أنوار شاحنة ضخمة من نوع قاطرة ومقطورة (تريله) متوقفة على جانب الطريق فركن سيارته بالقرب منها عازما على تنبيه السائق إلى خطورة الوقوف في مكان كهذا في هذه الساعة المبكرة ، لكنه لم يشاهد السائق خلف المقود ، فظن بأنه عاد إلى مؤخرة الكابينة من اجل أخذ غفوة ، وكانت كابينة هذه الشاحنة من النوع الكبير كأنها حجرة .
الشرطي ميلر ارتقى إلى الكابينة ، كانت هناك ستارة تفصل كرسي السائق عن مؤخرة الكابينة ، ما أن أزاحها حتى وجد نفسه وجها لوجه مع امرأة عارية تماما ومقيدة بالأغلال وفي فمها لجام من الجلد . كان منظرا صادما جعل الشرطي ميلر يتجمد في مكانه لبرهة ، لكنه سرعان ما استفاق من صدمته على وقع الصرخات المكتومة التي أخذت المرأة تطلقها بصعوبة من وراء اللجام ، راحت تنتفض وتتلوى وسط أغلالها كأن لسان حالها يقول : "أنقذني أرجوك" . في هذه اللحظة بالذات ظهر من الظلام المحيط بالشاحنة شبح رجل طويل ونحيل ، كان السائق ، يبدو بأنه كان يتفقد مؤخرة الشاحنة ، وحالما رأى الشرطي ميلر حتى بادره قائلا : " لا بأس أيها الضابط .. كل شيء على ما يرام " ! .
الشرطي ميلر لن ينسى أبدا تلك اللحظة التي رأى فيها وجه السائق روبرت بين رودز ، كان ذلك الوجه ينضح خبثا وشرا ، وكانت رؤيته كفيلة بجعل الشرطي ميلر يسحب مسدسه بسرعة ويصوبه نحو السائق وهو يصرخ بحزم : "قف مكانك ! .. أنبطح أرضا .. أي حركة وسأطلق النار " .
السائق استجاب للتهديد وأنبطح أرضا ، فنزل الشرطي ميلر ووضع الأصفاد في يديه ثم سحبه نحو سيارة الدورية حيث وضعه في المقعد الخلفي ثم أتصل بمركز العمليات طالبا دعما فوريا . ولم ينس طبعا أن يهرول عائدا نحو الكابينة ليساعد تلك المرأة المكبلة بالأغلال ، المسكينة كانت منهكة ومنهارة تماما بسبب الجهد البدني الجبار الذي بذلته للفت انتباه الشرطي إليها ، وما أن رفع ميلر اللجام عن فمها حتى بدأت تصرخ بهستيرية : "أنقذني أرجوك .. لا تدعه يؤذيني .. لا تتركني .. أتوسل إليك " .
في هذه الأثناء كان زملاء الشرطي ميلر قد وصلوا وانضموا إليه ، أخذوا المرأة إلى المستشفى ونقلوا سائق الشاحنة إلى مركز الشرطة للتحقيق معه . وبعد ساعة وصل المحققون وضباط الأدلة الجنائية لتفقد الشاحنة وذهلوا على الفور لما شاهدوه داخل تلك الكابينة الرهيبة ، كانت هناك أغلال وأصفاد وحبال ، إضافة إلى مجموعة كبيرة من السياط والسكاكين والعصي الكهربائية والكمامات والإبر والدبابيس والأسياخ والألعاب الجنسية .. كانت الكابينة في الواقع عبارة عن مسلخ متحرك ، وكان واضحا بأن تلك الوسائل والأدوات استعملت أكثر من مرة .
بالعودة إلى المرأة في الكابينة فقد أخبرت المحققين لاحقا بأن أسمها هو ليزا بنل ، وبأنها قابلت سائق الشاحنة في استراحة سواق الشاحنات على الطريق قرب فيونيكس وقبلت توصيلة منه ، كانت معتادة على الركوب المجاني مع سائقي الشاحنات ، وآخر ما تذكره عن تلك الليلة بأن السائق قدم لها كوبا من القهوة فاستغرقت في النوم لتستيقظ وتجد نفسها عارية ومقيدة بالأغلال في كابينة الشاحنة ، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلتها مع العذاب على يد سائق مجنون تعج نفسه بشهوات ورغبات سادية منحرفة ، كان يجد نشوة عارمة في اغتصابها وتعذيبها ، كان يضع قارصات حديدية على حلمتيها ، ويحشر أجساما وألعابا جنسية ضخمة في مناطقها الحساسة ، ويضع اللجام في فمها ثم يمتطيها كالحيوان ويضربها بالسوط ، ويستمتع بغرز الدبابيس والإبر في جسدها ، أو يقوم بتعليقها بالسلاسل ويربطها بالحبال في وضعيات مختلفة إلى سقف الكابينة ثم يغتصبها وهي على تلك الحال ، وكان يحلو له أحيانا جعلها ترتدي فستان سهرة مع حذاء كعب عالي ثم يقوم بتمزيق الفستان عليها ويغتصبها . وكان يتفاخر أمامها بأن ما يمارسه عليها الآن من تعذيب واغتصاب سبق أن مارسه على نساء أخريات لمدة خمسة عشر عاما .
تحرش جنسي
معرفة وتحليل نفسية كل مجرم – بل كل إنسان - تطلب العودة إلى طفولته ، فهناك حتما في مرحلة ما ، أمر أو حدث أثر على تفكيره ومسخ روحه ، لهذا تجد أكثر القتلة والسفاحين عاشوا في كنف أسر مفككة ولم يحظوا بطفولة سعيدة .
روبرت بين رودز ولد في بلدة صغيرة بولاية ايوا عام 1948 وعاش سنواته الأولى مع أمه فقط لأن والده كان دائم السفر . روبرت كان طفلا مميزا ، يشارك في الكثير من النشاطات ، فهو لاعب في فريق كرة قدم المدرسة ، يمارس المصارعة ، ويشارك في الجوقة الموسيقية ، كان محبوبا ولديه الكثير من الأصدقاء .
طفولة روبرت البهيجة كانت من النوع الذي قلما تجد لها مثيلا في سير المجرمين والسفاحين ، لكنها لم تكن تخلو من نقطة سوداء حرص روبرت على إخفائها لسنوات ، ففي مرحلة ما من صباه أو مراهقته عاد والده ليعيش مع الأسرة ، ويبدو بأن ذلك الوالد الذي كان غائبا لسنوات اعتدى أو تحرش بأبنه جنسيا .
كان والد روبرت ذو سجل حافل بالتحرش الجنسي بالأطفال وقد ألقي القبض عليه عام 1966 بتهمة الاعتداء على طفلة في الثانية عشر من عمرها وانتحر بعدها بفترة قصيرة . هذه الحادثة كانت بمثابة نقطة تحول في حياة روبرت ، أنخرط بعدها في نشاطات إجرامية وألقي القبض عليه مرتين خلال دراسته الثانوية ، الأولى بسبب السرقة وقيادته لسيارة بتهور ، والثانية بسبب اشتراكه في عراك شارع .
بعد إكماله الثانوية تطوع في مشاة البحرية الأمريكية ، لكن سرعان ما تم تسريحه بشكل غير مشرف لاتهامه بالسرقة . ألتحق بعدها بالجامعة ، لكنه لم يكمل دراسته ، ثم تقدم للعمل في الشرطة ، لكن تم رفضه بسبب سوابقه . أخيرا عاد إلى مسقط رأسه حيث تزوج وأنجب طفلا ، لكنه لم ينجح حتى في زواجه ، إذ تزوج وتطلق ثلاث مرات . وفي منتصف السبعينات ، بعد أن فشل في وظائف شتى ، انتهى به المطاف كسائق شاحنة .
الزوجة الأخيرة ، ديبرا ، قالت بأنها تعرفت على روبرت في ملهى ليلي عام 1983 ، كان يرتدي بزة طيار ، سحرها بقامته الطويلة ولباقته ، ولم يكن يخلو من وسامة آنذاك . ديبرا كانت متزوجة ولديها أطفال ، لكنها كانت على خلاف مع زوجها ، وسرعان ما وقعت في حب هذا الطيار الوسيم وتطورت علاقتها معه رغم أنه صارحها بأنه سائق شاحنة وليس طيار .
منذ بداية علاقتهما لاحظت ديبرا بأن تصرفات روبرت لا تخلو من غرابة ، لكنها غضت الطرف عن ذلك حتى وصلت الأمور إلى ما لا يطاق .
في إحدى المرات كانا في طريقهما لسهرة وكانت تجلس إلى جانبه بالسيارة ، فجأة أخرج أصفادا من جيبه ووضعها في يدها ، لكن حين لاحظ بأن ذلك لم يعجبها نزع الأصفاد وتظاهر بأنه يمزح .
وحين تركت زوجها أخيرا وانتقلت للسكن معه بدأ يلح عليها في الذهاب برفقته إلى نوادي العراة . رفضت بشدة ، لكنه بدأ يتحايل عليها بالهدايا والكلام المعسول حتى أقنعها بالذهاب معه ، هناك ، وأمام عينيها ، مارس الجنس مع نسوة أخريات . كان أمرا مزعجا ومحرجا بالنسبة لها ، وبالتدريج بدأت علاقتهما تتعكر على الرغم من أنهما تزوجا رسميا عام 1987 ، أصبحا يتشاجران كثيرا ، وجن جنون روبرت حين علم بأنها عاودت الاتصال بزوجها السابق ، فقام بضربها وأغتصبها بسادية ، وكان هذا آخر عهدها به إذ هجرته في صباح اليوم التالي ولم تعد إليه أبدا ، حدث ذلك قبل إلقاء القبض عليه بعدة أشهر .
ناجية أخرى
لم تكن ليزا بنل هي الناجية الوحيدة من جحيم شاحنة الرعب ، كانت هناك امرأة أخرى تدعى شانا هولتز ، نجحت بالفرار من قبضة روبرت قبل بضعة أشهر فقط على اختطاف ليزا . شانا كانت مرعوبة إلى درجة أنها أحجمت عن تقديم بلاغ ضد روبرت ، لكنها تشجعت واتصلت بالمحققين بعد أن قرأت خبر إلقاء القبض عليه في الصحف . قالت بأنها قابلت روبرت أول مرة في استراحة لسائقي الشاحنات في سان برناردينو في كاليفورنيا ، كانت تبحث عن توصيلة إلى مدينة اركنساس ، لم يكن روبرت متوجها إلى هناك لكنه عرض عليها أن يوصلها إلى نصف المسافة فوافقت وصعدت معه .. وليتها لم تفعل .
قالت بأنها شعرت بأمان تام مع روبرت في بداية الرحلة ، كان متحدثا لبقا ودودا وبدا واثقا من نفسه وذو شخصية قوية ، حتى أنه وجه لها نصائح في الحياة . وعند انتصاف الليل تراجعت شانا إلى فراش موجود خلف كرسي السائق ، أرادت أن تأخذ قسطا من الراحة ، نامت لبرهة قصيرة قبل أن تستيقظ على صوت توقف الشاحنة ، حين فتحت عينها شاهدت روبرت يقف فوق رأسها وهو يحدق إليها بصورة غريبة وغير مريحة ، شعرت بالحال أنه يريد بها شرا ، فدفعته وحاولت الفرار ، لكنه عالجها بصفعة قوية رمت بها أرضا ثم أستل بندقيته ووجهها نحو رأسها مما جعلها تستلم له تماما . قام بسحبها عنوة إلى مؤخرة الكابينة ، هناك نزع عنها ملابسها وقام بتكبيلها ثم شرع باغتصابها ، وكما حدث مع ليزا ، فقد مارس عليها أمورا منحرفة كثيرة وأمعن في تعذيبها وإذلالها ، كان يجد متعة كبيرة في معاملتها كالحيوان ، كان يتركها مقيدة طول النهار تتبول على نفسها ، ونادرا ما كان يطعمها ، لا يفعل ذلك إلا عندما تلبي رغباته الشاذة وتطيعه طاعة عمياء فيما يريد أن يفعله بها . وقام بحلق شعرها وجعله قصيرا لتبدو كالصبيان ، وحلق شعر عانتها أيضا ، وكان يجبرها على ارتداء فستان سهرة وحذاء كعب عالي ويجعلها تتبرج ثم يهاجمها كالوحش فيمزق ملابسها ويقوم باغتصابها وهو يخنقها بيده . كانت أفعاله تؤشر على وجود اضطراب سلوكي ونفسي ذو جذور عميقة تعود لطفولته ، فبحسب البعض ، أراد روبرت أن يحاكي نفسه عندما تعرض للاعتداء الجنسي على يد أبيه ، ولهذا دأب على حلق شعر ضحاياه ، الرأس والعانة ، لجعلهم يبدون كالصبيان .
فرصة النجاة لاحت لشانا عندما أخذها روبرت إلى شقته في هيوستن ، كانت لفتة غريبة منه ، ربما ظن بأنها أصبحت مدجنة ومطيعة تماما وأن لا خوف من فرارها . هناك في الشقة سمح لها بالاغتسال لأول مرة منذ أيام ثم شرع باغتصابها مجددا . وفي اليوم التالي أعادها إلى الشاحنة ، لكن هذه المرة لم يقيدها بصورة محكمة كما أعتاد أن يفعل فتمكنت من تحرير قدمها خلسة واستغلت فرصة نزوله لتفقد مؤخرة الشاحنة فقفزت إلى الشارع وركضت بأقصى سرعتها حتى أصبحت بمأمن من الوحش .
الصور تفضحه
أقوال ليزا وشانا عززت من شكوك الشرطة في أنهم أمام مجرم متمرس ، وبأن ما جرى لهاتين السيدتين هو ليس حادث فردي وإنما جزء من مسلسل رعب استمر على مدى أعوام وراحت ضحيته العديد من النساء ، ليس هذا فحسب ، لكن المحققين صاروا يرجحون الآن بأن روبرت ربما أقترف جريمة قتل خلال السنوات التي مارس فيها هوايته السادية المنحرفة ، لكنهم كانوا بحاجة لدليل يثبت ذلك ، ومن أجل العثور على الدليل توجهوا لشقة روبرت لغرض تفتيشها . هناك عثروا على أمور مماثلة لتلك الموجودة في الشاحنة ، أغلال وأصفاد وسياط وألعاب جنسية .. عثروا أيضا على مناشف مخضبة بالدماء ، وعلى ملابس داخلية نسائية ، والأهم من كل ذلك عثروا على صور لفتاة شابة ذات شعر مقصوص كالصبيان ، الصور التقطت على ما يبدو داخل كوخ خشبي مهجور ، في بعضها تظهر الفتاة وهي عارية ومربوطة من رقبتها إلى وتد خشبي ، وفي صور أخرى تظهر مرتدية فستان أسود وحذاء كعب عالي أسود وقد تبرجت وصبغت أظافرها . والقاسم المشترك بين جميع تلك الصور هي نظرة الرعب والهلع التي تعلو وجه الفتاة ويديها الممدودتان إلى الأمام كأنما هناك شخص ما يهددها ويتأهب لضربها .
المحققون استغرقوا عاما كاملا لربط الفتاة الظاهرة في الصور بالجثة التي عثروا عليها في إسطبل مهجور في إلينوي ، أي جثة رجينا كاي واترز . تأكدوا من ذلك من خلال دفتر ملاحظات عثروا عليه في شقة روبرت ، أسم ريجينا كان مكتوبا على إحدى الصفحات ، وإلى جانبه أرقام هواتف أبيها وأمها وجدتها ، وفي نهاية الصفحة هناك عبارة تقول : "ريكي الآن رجل ميت" ، والتي عدها المحققون دلالة على قيام روبرت بقتل ريكي جونز ، الشاب الذي كان بصحبة رجينا .
دفتر الملاحظات كان يحوي على أسماء وأرقام وعبارات أخرى ، كان دليلا قاطعا على أن روبرت قتل العديد من الناس خلال السنوات الخمسة عشر التي أمضاها كسائق شاحنة . إحدى تلك الجرائم هي قتل كل من باتريشيا كاديس ولش و سكوت سزكافسكي في مطلع عام 1990 .
انقطعت أخبار رجينا تماما عن أهلها ، وزاد قلقهم حول مصيرها ، خصوصا حين بدأ والدها يتلقى مكالمات من رجل مجهول ذو نبرة بغيضة زعم بأن رجينا موجودة معه وقال ساخرا : "لقد أجريت بعض التعديلات على أبنتك ، قمت بقص شعرها " .
كان مصدر المكالمات هواتف عمومية من مدن شتى ، لذلك وجدت الشرطة صعوبة في تعقب وتحديد هوية المتصل .
وبعد أشهر عدة تم العثور على جثة في إسطبل مهجور بالقرب من طريق خارجي في إلينوي ، تبين بالفحص الجنائي أنها تعود لفتاة ماتت مقتولة قبل أسابيع ، وبأنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب الشديد قبل مقتلها . كان عارية ، شعرها محلوق كالصبيان ، وتم أيضا حلق شعر عانتها ، وقد قتلت بواسطة سلك لفه القاتل حول رقبتها ستة عشر مرة ثم ربطها بواسطته إلى لوح خشبي .
بالبحث في سجلات المفقودين في عموم البلاد تم التعرف على صاحبة الجثة ، إنها رجينا كاي واترز ، تلك الفتاة الرقيقة التي فرت من منزلها ولم تعد أبدا . في البداية حامت شكوك الشرطة حول ريكي ، الشاب الذي رافق القتيلة في رحلة الهرب ، لكن معارفه وأصدقاءه أجمعوا على أنه ليس من النوع العنيف ، كما أن أسلوب الجريمة لم يكن أسلوب شاب غر يقتل لأول مرة ، بل أسلوب شخص متمرس بالقتل ، وفوق هذا كله فأن ريكي كان قد اختفى هو الآخر ولم تعثر له الشرطة على أثر .
تحقيقات وتحريات الشرطة حول الجريمة سرعان ما وصلت إلى طريق مسدود ، كان واضحا بأن هذه القضية ستضاف إلى مئات القضايا التي تخص أشخاص يعثر على جثثهم بالقرب من الطرق الخارجية ولا يتم التوصل إلى القاتل أبدا . لكن ما لم تدركه الشرطة آنذاك هو أن رأس الخيط الذي سيقودهم إلى القاتل كان موجود سلفا في يد زملاء لهم في ولاية أخرى .
شاحنة الرعب
في ساعة مبكرة من فجر يوم 1 ابريل عام 1990 كان لشرطي مك ميلر يقود سيارة الدورية في مهمة روتينية على طريق خارجي في أريزونا ، لم تكن الشمس قد أشرقت بعد ، لكن كان هناك خيط أبيض رفيع يلوح بالأفق . الشرطي ميلر لمح وميض أنوار شاحنة ضخمة من نوع قاطرة ومقطورة (تريله) متوقفة على جانب الطريق فركن سيارته بالقرب منها عازما على تنبيه السائق إلى خطورة الوقوف في مكان كهذا في هذه الساعة المبكرة ، لكنه لم يشاهد السائق خلف المقود ، فظن بأنه عاد إلى مؤخرة الكابينة من اجل أخذ غفوة ، وكانت كابينة هذه الشاحنة من النوع الكبير كأنها حجرة .
الشرطي ميلر ارتقى إلى الكابينة ، كانت هناك ستارة تفصل كرسي السائق عن مؤخرة الكابينة ، ما أن أزاحها حتى وجد نفسه وجها لوجه مع امرأة عارية تماما ومقيدة بالأغلال وفي فمها لجام من الجلد . كان منظرا صادما جعل الشرطي ميلر يتجمد في مكانه لبرهة ، لكنه سرعان ما استفاق من صدمته على وقع الصرخات المكتومة التي أخذت المرأة تطلقها بصعوبة من وراء اللجام ، راحت تنتفض وتتلوى وسط أغلالها كأن لسان حالها يقول : "أنقذني أرجوك" . في هذه اللحظة بالذات ظهر من الظلام المحيط بالشاحنة شبح رجل طويل ونحيل ، كان السائق ، يبدو بأنه كان يتفقد مؤخرة الشاحنة ، وحالما رأى الشرطي ميلر حتى بادره قائلا : " لا بأس أيها الضابط .. كل شيء على ما يرام " ! .
الشرطي ميلر لن ينسى أبدا تلك اللحظة التي رأى فيها وجه السائق روبرت بين رودز ، كان ذلك الوجه ينضح خبثا وشرا ، وكانت رؤيته كفيلة بجعل الشرطي ميلر يسحب مسدسه بسرعة ويصوبه نحو السائق وهو يصرخ بحزم : "قف مكانك ! .. أنبطح أرضا .. أي حركة وسأطلق النار " .
في هذه الأثناء كان زملاء الشرطي ميلر قد وصلوا وانضموا إليه ، أخذوا المرأة إلى المستشفى ونقلوا سائق الشاحنة إلى مركز الشرطة للتحقيق معه . وبعد ساعة وصل المحققون وضباط الأدلة الجنائية لتفقد الشاحنة وذهلوا على الفور لما شاهدوه داخل تلك الكابينة الرهيبة ، كانت هناك أغلال وأصفاد وحبال ، إضافة إلى مجموعة كبيرة من السياط والسكاكين والعصي الكهربائية والكمامات والإبر والدبابيس والأسياخ والألعاب الجنسية .. كانت الكابينة في الواقع عبارة عن مسلخ متحرك ، وكان واضحا بأن تلك الوسائل والأدوات استعملت أكثر من مرة .
بالعودة إلى المرأة في الكابينة فقد أخبرت المحققين لاحقا بأن أسمها هو ليزا بنل ، وبأنها قابلت سائق الشاحنة في استراحة سواق الشاحنات على الطريق قرب فيونيكس وقبلت توصيلة منه ، كانت معتادة على الركوب المجاني مع سائقي الشاحنات ، وآخر ما تذكره عن تلك الليلة بأن السائق قدم لها كوبا من القهوة فاستغرقت في النوم لتستيقظ وتجد نفسها عارية ومقيدة بالأغلال في كابينة الشاحنة ، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلتها مع العذاب على يد سائق مجنون تعج نفسه بشهوات ورغبات سادية منحرفة ، كان يجد نشوة عارمة في اغتصابها وتعذيبها ، كان يضع قارصات حديدية على حلمتيها ، ويحشر أجساما وألعابا جنسية ضخمة في مناطقها الحساسة ، ويضع اللجام في فمها ثم يمتطيها كالحيوان ويضربها بالسوط ، ويستمتع بغرز الدبابيس والإبر في جسدها ، أو يقوم بتعليقها بالسلاسل ويربطها بالحبال في وضعيات مختلفة إلى سقف الكابينة ثم يغتصبها وهي على تلك الحال ، وكان يحلو له أحيانا جعلها ترتدي فستان سهرة مع حذاء كعب عالي ثم يقوم بتمزيق الفستان عليها ويغتصبها . وكان يتفاخر أمامها بأن ما يمارسه عليها الآن من تعذيب واغتصاب سبق أن مارسه على نساء أخريات لمدة خمسة عشر عاما .
تحرش جنسي
روبرت بين رودز ولد في بلدة صغيرة بولاية ايوا عام 1948 وعاش سنواته الأولى مع أمه فقط لأن والده كان دائم السفر . روبرت كان طفلا مميزا ، يشارك في الكثير من النشاطات ، فهو لاعب في فريق كرة قدم المدرسة ، يمارس المصارعة ، ويشارك في الجوقة الموسيقية ، كان محبوبا ولديه الكثير من الأصدقاء .
طفولة روبرت البهيجة كانت من النوع الذي قلما تجد لها مثيلا في سير المجرمين والسفاحين ، لكنها لم تكن تخلو من نقطة سوداء حرص روبرت على إخفائها لسنوات ، ففي مرحلة ما من صباه أو مراهقته عاد والده ليعيش مع الأسرة ، ويبدو بأن ذلك الوالد الذي كان غائبا لسنوات اعتدى أو تحرش بأبنه جنسيا .
كان والد روبرت ذو سجل حافل بالتحرش الجنسي بالأطفال وقد ألقي القبض عليه عام 1966 بتهمة الاعتداء على طفلة في الثانية عشر من عمرها وانتحر بعدها بفترة قصيرة . هذه الحادثة كانت بمثابة نقطة تحول في حياة روبرت ، أنخرط بعدها في نشاطات إجرامية وألقي القبض عليه مرتين خلال دراسته الثانوية ، الأولى بسبب السرقة وقيادته لسيارة بتهور ، والثانية بسبب اشتراكه في عراك شارع .
بعد إكماله الثانوية تطوع في مشاة البحرية الأمريكية ، لكن سرعان ما تم تسريحه بشكل غير مشرف لاتهامه بالسرقة . ألتحق بعدها بالجامعة ، لكنه لم يكمل دراسته ، ثم تقدم للعمل في الشرطة ، لكن تم رفضه بسبب سوابقه . أخيرا عاد إلى مسقط رأسه حيث تزوج وأنجب طفلا ، لكنه لم ينجح حتى في زواجه ، إذ تزوج وتطلق ثلاث مرات . وفي منتصف السبعينات ، بعد أن فشل في وظائف شتى ، انتهى به المطاف كسائق شاحنة .
الزوجة الأخيرة ، ديبرا ، قالت بأنها تعرفت على روبرت في ملهى ليلي عام 1983 ، كان يرتدي بزة طيار ، سحرها بقامته الطويلة ولباقته ، ولم يكن يخلو من وسامة آنذاك . ديبرا كانت متزوجة ولديها أطفال ، لكنها كانت على خلاف مع زوجها ، وسرعان ما وقعت في حب هذا الطيار الوسيم وتطورت علاقتها معه رغم أنه صارحها بأنه سائق شاحنة وليس طيار .
منذ بداية علاقتهما لاحظت ديبرا بأن تصرفات روبرت لا تخلو من غرابة ، لكنها غضت الطرف عن ذلك حتى وصلت الأمور إلى ما لا يطاق .
في إحدى المرات كانا في طريقهما لسهرة وكانت تجلس إلى جانبه بالسيارة ، فجأة أخرج أصفادا من جيبه ووضعها في يدها ، لكن حين لاحظ بأن ذلك لم يعجبها نزع الأصفاد وتظاهر بأنه يمزح .
وحين تركت زوجها أخيرا وانتقلت للسكن معه بدأ يلح عليها في الذهاب برفقته إلى نوادي العراة . رفضت بشدة ، لكنه بدأ يتحايل عليها بالهدايا والكلام المعسول حتى أقنعها بالذهاب معه ، هناك ، وأمام عينيها ، مارس الجنس مع نسوة أخريات . كان أمرا مزعجا ومحرجا بالنسبة لها ، وبالتدريج بدأت علاقتهما تتعكر على الرغم من أنهما تزوجا رسميا عام 1987 ، أصبحا يتشاجران كثيرا ، وجن جنون روبرت حين علم بأنها عاودت الاتصال بزوجها السابق ، فقام بضربها وأغتصبها بسادية ، وكان هذا آخر عهدها به إذ هجرته في صباح اليوم التالي ولم تعد إليه أبدا ، حدث ذلك قبل إلقاء القبض عليه بعدة أشهر .
ناجية أخرى
لم تكن ليزا بنل هي الناجية الوحيدة من جحيم شاحنة الرعب ، كانت هناك امرأة أخرى تدعى شانا هولتز ، نجحت بالفرار من قبضة روبرت قبل بضعة أشهر فقط على اختطاف ليزا . شانا كانت مرعوبة إلى درجة أنها أحجمت عن تقديم بلاغ ضد روبرت ، لكنها تشجعت واتصلت بالمحققين بعد أن قرأت خبر إلقاء القبض عليه في الصحف . قالت بأنها قابلت روبرت أول مرة في استراحة لسائقي الشاحنات في سان برناردينو في كاليفورنيا ، كانت تبحث عن توصيلة إلى مدينة اركنساس ، لم يكن روبرت متوجها إلى هناك لكنه عرض عليها أن يوصلها إلى نصف المسافة فوافقت وصعدت معه .. وليتها لم تفعل .
قالت بأنها شعرت بأمان تام مع روبرت في بداية الرحلة ، كان متحدثا لبقا ودودا وبدا واثقا من نفسه وذو شخصية قوية ، حتى أنه وجه لها نصائح في الحياة . وعند انتصاف الليل تراجعت شانا إلى فراش موجود خلف كرسي السائق ، أرادت أن تأخذ قسطا من الراحة ، نامت لبرهة قصيرة قبل أن تستيقظ على صوت توقف الشاحنة ، حين فتحت عينها شاهدت روبرت يقف فوق رأسها وهو يحدق إليها بصورة غريبة وغير مريحة ، شعرت بالحال أنه يريد بها شرا ، فدفعته وحاولت الفرار ، لكنه عالجها بصفعة قوية رمت بها أرضا ثم أستل بندقيته ووجهها نحو رأسها مما جعلها تستلم له تماما . قام بسحبها عنوة إلى مؤخرة الكابينة ، هناك نزع عنها ملابسها وقام بتكبيلها ثم شرع باغتصابها ، وكما حدث مع ليزا ، فقد مارس عليها أمورا منحرفة كثيرة وأمعن في تعذيبها وإذلالها ، كان يجد متعة كبيرة في معاملتها كالحيوان ، كان يتركها مقيدة طول النهار تتبول على نفسها ، ونادرا ما كان يطعمها ، لا يفعل ذلك إلا عندما تلبي رغباته الشاذة وتطيعه طاعة عمياء فيما يريد أن يفعله بها . وقام بحلق شعرها وجعله قصيرا لتبدو كالصبيان ، وحلق شعر عانتها أيضا ، وكان يجبرها على ارتداء فستان سهرة وحذاء كعب عالي ويجعلها تتبرج ثم يهاجمها كالوحش فيمزق ملابسها ويقوم باغتصابها وهو يخنقها بيده . كانت أفعاله تؤشر على وجود اضطراب سلوكي ونفسي ذو جذور عميقة تعود لطفولته ، فبحسب البعض ، أراد روبرت أن يحاكي نفسه عندما تعرض للاعتداء الجنسي على يد أبيه ، ولهذا دأب على حلق شعر ضحاياه ، الرأس والعانة ، لجعلهم يبدون كالصبيان .
فرصة النجاة لاحت لشانا عندما أخذها روبرت إلى شقته في هيوستن ، كانت لفتة غريبة منه ، ربما ظن بأنها أصبحت مدجنة ومطيعة تماما وأن لا خوف من فرارها . هناك في الشقة سمح لها بالاغتسال لأول مرة منذ أيام ثم شرع باغتصابها مجددا . وفي اليوم التالي أعادها إلى الشاحنة ، لكن هذه المرة لم يقيدها بصورة محكمة كما أعتاد أن يفعل فتمكنت من تحرير قدمها خلسة واستغلت فرصة نزوله لتفقد مؤخرة الشاحنة فقفزت إلى الشارع وركضت بأقصى سرعتها حتى أصبحت بمأمن من الوحش .
الصور تفضحه
المحققون استغرقوا عاما كاملا لربط الفتاة الظاهرة في الصور بالجثة التي عثروا عليها في إسطبل مهجور في إلينوي ، أي جثة رجينا كاي واترز . تأكدوا من ذلك من خلال دفتر ملاحظات عثروا عليه في شقة روبرت ، أسم ريجينا كان مكتوبا على إحدى الصفحات ، وإلى جانبه أرقام هواتف أبيها وأمها وجدتها ، وفي نهاية الصفحة هناك عبارة تقول : "ريكي الآن رجل ميت" ، والتي عدها المحققون دلالة على قيام روبرت بقتل ريكي جونز ، الشاب الذي كان بصحبة رجينا .
دفتر الملاحظات كان يحوي على أسماء وأرقام وعبارات أخرى ، كان دليلا قاطعا على أن روبرت قتل العديد من الناس خلال السنوات الخمسة عشر التي أمضاها كسائق شاحنة . إحدى تلك الجرائم هي قتل كل من باتريشيا كاديس ولش و سكوت سزكافسكي في مطلع عام 1990 .
إحدى صور رجينا التي عثر عليها داخل شقة روبرت .. ربما التقطها لها قبل مقتلها بدقائق داخل الاسطبل المهجور ..