سابعًا : استغلال أكاذيب التطور كبوابة للإلحاد !
ولن نطيل في تلك النقطة كذلك – ولاسيما تفاصيلها العلمية التي تتولى المجلة دحضها بالأدلة الدامغة والمُحايدة - ! ولكن يهمنا فقط استعراض كيف يتم في الأعمال الفنية والسينمائية تمرير أفكار تقبل التطور – والذي هو بوابة الإلحاد الكبرى لاستبدال الخالق بالصدفة والعشوائية ودفع الإنسان للاعتقاد في انحطاط قدره كحفيد لأشباه القرود – وذلك ليكون شبابنا منها على حذر – سواء الذي وقع فيها أو الذي سيتعرض لمثلها مع الميديا الحديثة – والتي يمكن تلخيص أساليب تمريرها في التالي :
1- تعمد التعامل مع التطور وكأنه (حقيقة واقعة) بالأدلة الحفرية ! – ومنها حفريات سلف الإنسان الأشبه بالقرود – وتصوير المعترضين عليه أنهم يعترضون لمجرد الاعتراض فقط لأنه يهدم عقائدهم الدينية في خلق الله تعالى للإنسان بيده ! وعلى هذا المنوال تسير الكثير مِن الرسومات والكاريكاتيرات والأفلام والمسلسلات : والتي أتت ثمارها بالفعل مع قوة الوسائل البصرية التي رسخت هذه الأفكار في عقول الكثيرين للأسف في الخارج والداخل ولسنوات ! كل ذلك : رغم أنه لا توجد إشارة واحدة في تلك الأعمال إلى الكمّ الهائل مِن الأكاذيب التي ما ارتفع التطور إلا على أكتافها ! والتي ما انتشر وانفتن به بعض رجال الدين والدعاة أنفسهم ليستميتوا بعد ذلك في التوفيق بينه وبين نصوص كتبهم : إلا عندما صدقوا التطوريين اللادينيين والملاحدة ! والذين لا مانع مادي عندهم مِن الكذب !
2- وسأعطيكم هنا بعض الأمثلة فقط والتي ظلت محفورة في خيال الكثيرين – وإلى اليوم – رغم انكشاف خداعها وتزويرها وغشها منذ عشرات السنين - وهو الذي لا ينشرونه ولا يعرفه بالتالي إلا المُطلعون فقط على مجال التطور علميًا - !!
أ*- وذلك مثل أكذوبة رسومات (إرنست هيجل) عن الأجنة Ernst Haeckel embryo drawings والتي تعمد فيها مِن منتصف القرن التاسع عشر رسم تشابهٍ كبيرٍ بين أجنة الفقاريات في مراحلها المبكرة : ثم اعترف بنفسه بتزويره فيما بعد في 14/ 12/ 1908م ! حيث ترون في الصورة التالية رسومات (هيجل) 1847م في الأعلى ، وأما أسفل منها فهي الصور الحقيقية لأجنة الحيوانات المرسومة - وكما وضحها للدكتور (مايكل ريتشاردسون) 1997م !
ورغم أن اعتراف (هيجل) كان بتاريخ 1908م ! إلا أنه – وإلى اليوم – لا زال هذا المفهوم سائدًا في أغلب المدارس بل وحتى في بعض أشهر كتب تشريح الأجنة التي يدرسها طلبة كليات الطب ! وقد نقل (فرانسيس هيتشينج) نص اعتراف (هيجل) كاملًا في كتابه (عنق الزرافة – حيث أخطأ داروين) (23) والذي أكد فيه (هيجل) كذلك أنه ليس وحده الذي التزم الغش لصالح التطور بين أقرانه !!!!
ب*- فضيحة (إنسان جاوا) scandal Java Man والتي تم غشها عام 1981م بالتوليف بين عظام جمجمة قرد كبير وعظام فخذ إنسان ! ثم اعترف صاحبها بذلك الغش بعد 30 عامًا !!!..
جـ- وكذلك فضيحة (إنسان بلتادون) Piltdown man scandal والتي استمرت لمدة 40 عامًا (مِن 1912م إلى 1953م) !! حيث تم بناء خرافة كاملة عن إنسان أشبه بالقرود بتركيب جمجمة مغشوشة لإنسان معاصر تم معاملتها كيكيائيًا بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم للتمويه + فك قرد أورانجتون + أسنان !
د- بل ولا تحتاج الأكاذيب والخرافات في التطور لأكثر مِن عظمة ضرس واحدة ! وذلك مثلما وقع مع فضيحة (إنسان نبراسكا) Nebraska Man scandal عام 1922م ، والتي بنى التطوريون مِن عظمة الضرس هذه : كامل تخيلاتهم وافتراضاتهم لشكل صاحبه !!! فرسموه سلفًا للإنسان أشبه بالقرود بل وصوروا له صورًا ورسومات لزوجته وأبنائه وأهله وعشيرته (وسائل بصرية تذكروا) ! ثم ظهر في النهاية أن الضرس كان لـ (خنزير أمريكي بري) wild American pig ! فكيف نلوم بعد ذلك الغيض مِن فيض : نجاح مثل هذه الأساليب الخبيثة في تمرير التطور - بوابة الإلحاد الكبرى – إلى الكثير مِن الناس والبسطاء والعوام طوال عشرات السنين ؟!
3- ولعله واحد مِن أشهر الأفلام السينمائية التي تعرضت لتعميق هذا العلم المُزيف كان فيلم (ميراث الريح) Inherit the wind بنسختيه عام 1966م – 1999م ! وهو الذي عرض بصورة سينمائية المُناظرة المُطولة للقضية الأمريكية الشهيرة التي وقعت عام 1925م للمدرس (جون سكوبس) والتي اشتهرت باسم (محاكمة القرد/ سكوبس) Scopes Monkey Trial ، وهي التي جرت في ولاية تينيسي وتم اتهام المدرس فيها بأنه يُدرس (التطور) للطلاب حيث كان ذلك ممنوعًا في أي مدرسة ممولة في الولاية ، ولمَن أراد أن يقف على أقوى المُغالطات الطاعنة في الدين (مقابل التطور) في الفيلم : فعليه أن يراجع حديثي السابق عن (الممكن العقلي) و (المستحيل العقلي) و (الممكن الفيزيائي) و (المستحيل الفيزيائي) : ثم ليقارنه بتدبر مع الفقرة التالية على لسان المحامي (هنري دراموند) الموكل للدفاع عن المُدرس والتطور – والتي أراد فيها أن يقارن التطور وتماشيه مع العقل : في مقابل خرافات معجزات الأنبياء ! –
Yes! The individual human mind. In a child's ability to master the multiplication table، there is more holiness than all your shouted hosannas and holy holies. An idea is more important that a monument and the advancement of Man's knowledge more miraculous than all the sticks turned to snakes and the parting of the waters
ناهيكم بالطبع عن تعمد إظهار المُعارضين للتطور مِن لجنة المُحلفين والحاضرين في القاعة : في صورة المتعصبين الرجعيين لعمل صدود نفسي وعاطفي لدى المُشاهد !
4- ولا يسعنا أن نغفل هنا دور سلسلة الأفلام الشهيرة (كوكب القرود) Planet of the Apes 1968 والتي يعثر فيها رواد فضاء على كوكب يجدون أن الجنس الغالب فيه والمُتحكم هم القرود ! وأن الجنس المحكوم هو جنس مُتخلف مِن البشر ! وقد تلا هذا الفيلم أربعة أجزاء في أعوام 1970- 71- 72- 73م !! ثم تم إعادة إنتاجه بالتقنيات الحديثة والجرافيك المُبهر عام 2001م – ثم مرة أخرى في 2011م حيث تم إعادة توليد القصة مِن البداية (حيث تطور أحد القرود فجأة وبغير الحاجة لملايين السنين ! ليمتلك عقلًا مثل الإنسان ثم يبدأ في توعية باقي القرود لكي يتطوروا مثله !) ثم يليه الجزء الثاني الذي سيتم عرضه هذا العام 2014م عن تسيد هذا الجنس بالفعل ! وكلها خرافات – وكما تيقنا الآن – : قامت على مجموعة ضخمة مِن الأكاذيب التطورية وبخاصةً عن الإنسان والقرد ، حيث يعتمدون على إبهار اللقطات والخدع وتشويق القصة : في سد وتمرير ثغرات ولامعقوليات التطور !
5- وكذلك مجموعة مِن الأفلام – وخصوصًا في الفترة الأخيرة – والتي بدأت تلميع وإعادة الشعبية (عاطفيًا على الأقل) لشخص (تشارلز داروين) ! وبعدما تراجعت شعبيته كثيرًا (علميًا) في العقود الأخيرة ! ومع تزايد معلوماتية تعقيد الخلية الحية وحمضها النووي الوراثي الذي لم يكن يعرف عنه (داروين) أي شيء ! وذلك مثل السلسلة التليفزيونية (عبقرية تشارلز داروين) The Genius of Charles Darwin مِن 2008م ، والتي رغم كل الجهالات العلمية التي اعتمد عليها (داروين) في نظريته وكتابه (أصل الأنواع) مثل إمكانية وقوع تطور عن طريق تأثر الكائن ببيئته ثم توريثه لصفاته المكتسبة لأبنائه ! أو عن طريق تأثير الاستخدام وعدم الاستخدام ! أو عن طريق التهجين أو الطفرات في إظهار عضو جديد تمامًا لم يكن في الكائن الأول فضلًا عن ظهور كائن كامل جديد ! - وكلها خرافات أثبت العلم الحديث خطأها ! - إلا أن التطوري الملحد (ريتشارد دوكينز) حاول أن يُظهر داروين – أمام ملايين العوام وغير المختصين للأسف - في صورة الذي سبق عصره بعشرات السنين عن طريق ملاحظاته الدقيقة التي سجلها في رحلاته وزيارته لجزيرة جلاباجوس Galapagos !
وبالطبع .. لم يتم الإشارة ولا التركيز على البلايا التي وقعت للبشر مِن جراء نظرية داروين عن التطور أو علو بعض الأجناس البشرية على بعض (وكما وضحه في كتابه الثاني أصل الإنسان) ! حيث فتح الباب على مصراعيه لأكبر وأخس وأقذر عمليات قتل وإبادة في التاريخ باسم التطور وعلو الجنس الأبيض الأوروبي على باقي أجناس الأرض الذين هم أقرب للقرود والغوريلا والشيمبانزي !
فلا عجب بعد ذلك أن يتهرب (ريتشارد دوكينز) مِن جديد مِن أي سؤال إليه يتعلق بتطبيق نظرية التطور بالفعل على الناس اليوم ! حيث يقول :
" أنا ضد الداروينية ولا أُطيقها حين يتعلق الأمر بحياتنا " !!! (24)
أيضًا هناك فيلم (خلق) Creation 2009 ، وفيه يتم محاولة إنقاذ فشل نظرية التطور (علميًا) بإبراز الوجه (العاطفي) لها – وللإلحاد عمومًا – ! ألا وهو شعور (داروين) بعبثية الحياة وقسوتها التي سلبته ابنته الصغيرة بالموت وحزنه الكبير عليها ! والذي كان بمثابة إعادة تفكيره في الحياة مِن جديد برؤية خالية هذه المرة مِن الرحمة – أي لا مكان فيها لإله الأديان الرحيم – !
ومجرد تناول التطور مِن هذه الوجهة لتثبيته وتمريره في عقول المُشاهدين (عاطفيًا) : لهو أكبر دليل على عدم اعتماده (علميًا) على شيء حقيقي غير الكذب والخداع كما قلنا ! أو التلاعب بمفاهيم التكيف وسوقها وكأنها دليل على التطور ! أو اللعب على أوتار إله الفجوات المعرفية الإلحادي أو التطوري ! – وذلك مثلما وضع التطوريون قائمة طويلة منذ أكثر مِن 100 عام لكل ما لم يعرفوا وظيفته في جسد الإنسان أيامها فاعتبروه بقايا تطور سابقة وبلا وظيفة ! ثم تكفل العلم ومكتشفاته المتوالية بعد ذلك وإلى اليوم بنسفها جميعًا وتبيان وظائف كل عضو خلقه الله بلا عبث – بما في ذلك الزائدة الدودية والجانك جين – وحتى لم يعد لهم شيء يتعلقون به ! – ولذلك نرى هذا التركيز (غير العلمي) لتمرير التطور (عاطفيًا) ولو عن طريق الأطفال !
6- حيث نرى مثلًا مسلسل الكارتون الشهير (عائلة فلينستون) The Flintstones مِن 1960م إلى 1966م والذي تدور أحداثه الطويلة في إطار كوميدي عن عائلة (فلينستون) في العصر الحجري ! وما يهمنا هنا هو أن تكرار مثل هذه الحلقات المُسلسلة لمدى سنوات على الصغار والكبار : هو غرس عميق وغير مباشر لتقبل مفهوم وجود مثل هذا الإنسان الحجري المتخلف بالفعل : رغم أن الله تعالى قد خلق الإنسان (آدم عليه السلام) في أحسن تقويم منذ أول مرة ! وعلمه بيان كل شيء مِن حوله " خلق الإنسان * علمه البيان " الرحمن 3 – 4 .
وقد تم محاكاة نفس الفكرة مؤخرًا في فيلم كارتون جرافيك سينمائي عالي التقنية وهو فيلم (عائلة كروود) The Croods 2013 ، وفيه شخصية الإنسان المتطور بعقله قليلًا وهو يؤثر على أسرة مِن الأدنى منه عقلًا ! وحتى يخطو بهم أولى خطوات التقدم الإنساني والانفتاح على العالم ! – يُذكرني ذلك بخرافة ادعاء أن جنس (النياندرتال) Neanderthal في أوروبا وأسيا كانوا أشباه بشر ! ثم اتضح مؤخرًا وبعد أكثر مِن 100 عام أنهم كانوا يعرفون الدين ! ويدفنون موتاهم في مراسم ! ويخيطون أثوابهم ! ويعزفون على آلات موسيقية بسيطة - !
وكذلك فيلم كارتون سينمائي آخر وهو فيلم (غائم مع فرصة لسقوط أمطار لحم !) Cloudy with a Chance of Meatballs وذلك بجزئيه 2009م – 2013م ، والذي يُصور فيه للأطفال – وبكل استخفاف ولا معقولية – إمكانية أن تنقلب الأشياء غير الحية (كالطعام والنباتات) إلى كائنات حية بل وتتطور وتتوالد أيضًا – وكما في جزئه الثاني - !
تعليق