Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php73/sess_4877046ddf1f4dbc17562371f0f4201c05a8aed7de5f3256, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php73) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 معاً .. لمكافحة الإلحاد ... anti - atheism - شبكة ومنتديات قدماء

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاً .. لمكافحة الإلحاد ... anti - atheism

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    سُبل العلاج :



    إن الإسلام دين جاء لخير الإنسان على هذه الأرض وإسعاده فيها، وتهيئته لسكنى الجنة دار السعادة الأبدية،

    وقد كفل العلاج الناجح المستأصل لظاهرة الإلحاد


    وهذه خطوط عريضة لكيفية علاج الإسلام لهذه الظاهرة:


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	almstba.com_1357721312_870.gif 
مشاهدات:	2 
الحجم:	4.9 كيلوبايت 
الهوية:	738961


    1 - الدعوة إلى ( توحيد الله سبحانه) :

    جَعَل الإسلام دعوته تبدأ من توحيد الله سبحانه وتعالى والإيمان به والإقرار بأنه إله الكون وخالق الوجود

    وجعل الهدف الأول والأخير للرسالات السماوية جميعًا هو إقرار هذه القضية العظيمة من قضايا الدين،

    قال تعالى: {
    ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}

    وقال تعالى: {
    وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة

    وجعل الله سبحانه وتعالى الهدف الأول من وجود الإنسان على هذه الأرض هو أن يعبد الله سبحانه وتعالى


    قال تعالى: {
    وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

    وبهذا جعل الدين الإسلامي هدف الإنسان على الأرض أن يعرف ربه سبحانه وتعالى ويوحده ويعبده وحده لا شريك له.

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	almstba.com_1357721312_870.gif 
مشاهدات:	2 
الحجم:	4.9 كيلوبايت 
الهوية:	738961


    2 -
    العناية بالتربية الخُلقية:

    جعل الإسلام الهدف الدنيوي الأرضي لرسالته هو إقامة العدل في الأرض وإسعاد الإنسان عليها؛


    ولذلك وجه الإسلام وجوه الداخلين فيه إلى العمل لخير الناس

    ولذلك أوجب على المسلمين جميعًا الدعوة إليه كما قال تعالى: {
    ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}

    أي لتكونوا جميعاً أمة داعية إلى الخير،

    وقال تعالى: {
    كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}

    وفي سبيل دعوة الناس إلى الخير والهداية
    أمر الله المؤمنين بالصبر في ذلك وتحمل الأذى حتى لا ينفر الناس من هذا الدين، واتخاذ الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى سبيلاً ومنهجاً،

    وهكذا امتلأت قلوب المسلمين بمحبة الخير للناس والرغبة في هدايتهم وإنقاذهم من ظلمات الشرك والكفر والإلحاد إلى نور الهداية والإسلام.


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	almstba.com_1357721312_870.gif 
مشاهدات:	2 
الحجم:	4.9 كيلوبايت 
الهوية:	738961


    3- التصدي لشبهات الملاحدة:


    الكفر كلمة تملأ الفم فقط وتجري على اللسان دون أن يكون لها نصيب من الواقع،

    فإنكار الله سبحانه وتعالى وإنكار البعث والجنة والنار وإنكار الرسالات كل ذلك ليس إلا كلامًا وقذفًا يملأ أفواه قائليه ويجري على ألسنتهم دون أن يكون له من الواقع نصيب،

    ولا يملك أهل هذا الكلام الباطل لإثباته إلا الجهل، والجهل ليس دليلاً،

    ولكن مع هذا لا يكفي الحق أن يكون حقاً ليعتنقه الناس ويذعنوا له،

    بل لا بد للحق من حجة تدافع عنه وسلطان يقوم به،

    وإن الباطل مهما كان زيفه وخزعبلاته فإنه ينتصر بالقوة أحيانًا وزخرفة القول أحيانًا أخرى،

    ولا يكون ذلك بالطبع إلا في غيبة الحق، أو بجهل أهل الحق بطرق الجدال والإقناع ودحض الباطل والرد على شبهات الملحدين.


    ويستحيل أن نعالج ظاهرة الإلحاد المعاصرة
    إلا إذا أقمنا دليلاً للرد على كل شبهة وهكذا إذا استطاع المسلمون أن يملكوا لكل شبهة جواباً وأن يكون الجواب كما يرى الناس لا كما يسمعون فقط ، استطعنا حقاً أن نقضي على ظاهرة الإلحاد.

    والله أعلم

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	almstba.com_1357721312_870.gif 
مشاهدات:	2 
الحجم:	4.9 كيلوبايت 
الهوية:	738961

    المصدر (بتصرف بسيط) : الرابط
    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #17

      في سياق استعراضنا لنشأة هذا التمرّد الفكري الحديث

      مَرّ معنا عبارات (التقدّم العلمي والبحوث العلمية التي يصيغها الملاحدة في ثنايا كلامهم)

      بل يروجوّن للإلحاد بدعوى العِلم


      فيتبادر إلى أذهاننا سؤال :


      هل العِلم يُخالف الإيمان ؟!!


      لعل المقال التفصيلي التالي - يفي بتوضيح الإجابة – إن شاء الله :


      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738962


      العِلم بين الإيمان والإلحاد

      "دراسة تفكيكية للخلاف المزعوم بين العِلم والإيمان"

      مقال من مجلة براهين - العدد الثالث :

      قبل البدء..

      لنتخيل معًا شابًا باحثا مُحبًا للعلم وقد ملأ الإعجاب قلبه بمحرك السيارة وأراد الوقوف على سر عمله

      (
      ولنعطي هذا الشاب مثلا اسم س)


      حيث جمع الشاب (س) مبلغا مِن المال واشترى بالفعل مُحركا مِن أحد المعارض الهندسية وعكف عليه كامل وقته ليفك

      أجزائه جزءًا جزءًا إلى أن وصل أخيرًا لفهم كيفية عمله وتشغيله



      والآن:

      هذا الموقف للشاب (
      س) سيكون محور الأمثلة معنا في هذا الموضوع بإذن الله.




      وذلك بعد استبعاد الفرض الإلحادي العجيب في أن معرفة كيفية عمل المُحرك = أنه لم يصممه ولم يصنعه أحد!!


      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738962


      1- معنى العِلم :

      العِلم في اللغة العربية هو الإحاطة التامة بالشيء وحقيقته وكلياته وجزئياته، وهو بذلك المفهوم أكبر مِن مجرد المعرفة بالشيء والتي تنحصر في الإدراك الجزئي أو البسيط له


      فعلاقة الشاب (س) بالمُحرك مثلا قبل فحصه والوقوف على سر أجزائه كلها توصف بأنها معرفة


      وأما بعد إحاطته بكل هذه التفاصيل فتوصف بأنها قد صارت عِلمًا


      ولذلك يوصف الله تعالى دومًا بصفات العِلم ولا يوصف بصفات المعرفة فيُقال في حقه مثلا: "عالِم" "عليم" "علّام" "يعلم"

      لأنه المُحيط بكل شيء سبحانه أو كما قال: "
      وأن الله قد أحاط بكل شيء عِلمًا" الطلاق 12،


      في حين أن أعلم البشر دينيًا أو دنيويًا لا يصح أن نصفه بأنه يعلم الله!


      وإنما نصفه فقط بأنه عارف بالله

      لأنه لا يُحيط أحدٌ عِلمًا بالله تعالى أبدًا أو كما قال سبحانه: "
      يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا" طه 110.



      وجدير بالذكر هنا أن كلمة عِلم بهذا المفهوم العربي والإسلامي هي أكبر مِن كلمة (Science) في اللغة الإنجليزية

      وأوسع مِنها شمولا وإحاطة ،

      ولذلك فإن الأقرب إلى معناها هي كلمة (
      knowledge) رغم استخدام الإنجليز لها كثيرًا كمرادف لمعنى المعرفة!!



      ولذلك نجد كلمة عالِم في لغتنا العربية هي أوسع استخدامًا في معانيها وتنوعاتها الدينية والدنيوية مِن كلمة

      (
      Scientist) وهي الحديثة نسبيًا في اللغة الإنجليزية وتعني المُتخصص في العلوم الطبيعية فقط.


      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738962


      2- بحث الإنسان في العِلل والأسباب

      لا شك أن عِلم الإنسان بشيء ما وإحاطته به لن يتحقق إلا بالبحث في عِلله وأسبابه للوصول في النهاية إلى رؤية شاملة عنه وإحاطة تامة به

      وهي الرحلة التي تبدأ مِن المُلاحظة والبحث والتجريب في توصيف الشيء وبيان كيفية عمله، وتنتهي إذا استطعنا الإجابة عن الغاية أو لماذا وجوده أو حدوثه؟

      وبذلك نرى أن صنفيّ العِلل التي يُمكن للإنسان البحث فيها هي عِلل فاعِلة وعِلل غائية.

      فالعِلة الفاعِلة: هي الوقوف على وصف الشيء وكيفية عمله ووقوعه

      وذلك مثل الطبيب الشرعي الذي يدرس الجريمة ويصف ملابساتها بكل دقة–، وهي تستلزم أن يكون الشيء أو آثاره المادية محل الدراسة هي موجودة بالفعل ومرصودة أمام الباحث.

      ولكن لا تستلزم معرفة الفاعل أو الصانع نفسه في دراستها

      وقد رأينا عدم تأثر الشاب (
      س) في كشفه لكيفية عمل المُحرك بمعرفة صانعه أم لا. وكذلك لا تتوقف صحة البحث فيها على مُعتقد الباحث أو دينه أو مذهبه في الحياة؛ متدين، ملحد، لاديني.. إلخ.

      فالكل مِن المُفترض أن يُعطي نفس النتائج إذا اتبع نفس السلوكيات ومنهجية البحث.


      وأما العِلة الغائية: فهي الوقوف على غاية الفاعل مِن الشيء ولماذا

      وذلك مثل الشرطي المُحقِق الذي يكشف شخصية المُجرم ودوافعه ونحوه

      وهذه العِلة -وبعكس العِلة الفاعِلة- تتعلق بالبحث في الغائب عن حواس الإنسان الخمسة :

      السمع والبصر والشم والتذوق واللمس، وهو الفاعل غير الموجود أو دوافعه غير المادية.

      ويمكن تمثيلها في حالة الشاب (
      س) بمعرفة شخصية صانع المُحرك أو دوافعه لصنع المُحرك أول مرة ماذا كانت؟

      وهنا نجد اختلافا عن العِلة الفاعِلة في تأثر العِلة الغائية بمعتقد الشخص ونظرته إلى الوجود.


      فوقوع زلزال ما مثلا

      فإنه تستوي معرفة كيفيته الجيولوجية ووصفه الطبيعي عند العالِم المؤمن أو الملحد،

      فإذا جئنا إلى تفسير الغاية أو لماذا وقع الزلزال في هذا الوقت تحديدًا أو هذا المكان فيُصيب بضرر – كتهدم البيوت وابتلاعها وموت الناس

      أو يُصيب بنفع – كظهور بعض كنوز الأرض أو المتحجرات الهامة ؟


      فهنا يبدأ الخلاف في الظهور بين المؤمن ويقينه مِن أن كل شيء في الطبيعة يجري بإرادة ومشيئة الله وحِكمته،

      وبين الملحد الذي يُريد أن يتخيل العالم وكأنه مُحرك آلي بلا غاية ولا هدف حيث تنتهي علومه بمعرفة كيفية عمله وفقط!


      فإذا استوعبنا ذلك :

      سقط أول خلاف مزعوم بين العِلم والإيمان ، حيث في الوقت الذي نجد لدى المؤمن إجابة عن كل مِن العِلة الفاعِلة والغائية لهذا الزلزال مثلا

      نرى الملحد وقد تعمد استقطاع العِلة الغائية فقط مِن كلام المؤمن ليوهم الناس أنها هي الإجابة الوحيدة التي لديه لتفسير وقوع الزلزال!

      وأنها بذلك تكون –بالطبع– إجابة غير علمية لأنه لا يمكن رصدها ولا التحقق مِنها تجريبيًا !

      فنقول له:

      إنه كما ذكر الله تعالى في قرآنه للناس أنه هو الذي يُنزل المطر رحمة بهم أو عذابًا عليهم (
      عِلة غائية

      فقد ذكر في آيات عدة أخرى تفاصيل نزول هذا المطر ودورته في الطبيعة بكل إعجاز (
      عِلة فاعِلة

      فلماذا أظهرت الأولى وأخفيت الثانية؟!


      - يُتبع إن شاء الله
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #18


        3- حدود العِلم الطبيعي وحدود الدين

        ومِن الشرح السابق نرى أن حدود العِلم الطبيعي، وهو النظر في الموجودات مِن حول الإنسان، تنحصر في البحث عن العِلل الفاعلة في الأشياء، وذلك لغرض فهمها وتفسيرها واستخراج قواعدها وقوانينها، إما لتجنب أضرارها وإما لتطويع فوائدها، فضلا عن إرضاء الفضول العِلمي


        وتعد أدوات العِلم الطبيعي في ذلك هي حواس الإنسان التي يقودها عقله لتحليل بياناتها ومُدخلاتها وتصميم تجاربها، ثم تدوين مُلاحظاتها للخروج في النهاية بالنتائج والتفسيرات والنظريات أو القوانين.

        وبذلك فإن العِلم الطبيعي له شِقّان :


        - شِق مادي تجريبي مُتعلق بالحواس والرصد،

        - وشِق عقلي بحت في الملاحظة والاستدلال والقياس والاستقراء والاستنباط،
        ثم الاستنتاج وتعميم الفرضية أو القانون.


        وأما الأديان :
        والتي يقودها عمومًا الإيمان بخالق، فهي تشمل حدود الموجودات المادية وتجعل مِنها أداة عقلية دالة عليها،

        ثم هي تتخطاها إلى ما وراءها مِن فاعل مُريد وغايات،

        وهي بذلك تتعدى حدود حواس الإنسان لتصب في استخدامه لـ (عقله) المُتدبر المُحلل المُفكر في كل ما حوله مِن أشياء وعلاقات، للوصول مِنها إلى صفات عامة يقينية عن الخالق أو الصانع، فتثبت وجوده حتمًا وربوبيته في الوجود,

        تمامًا كما يستطيع (س) الاستدلال على وجود صانع بالتأكيد للمُحرك

        بل ويستطيع كذلك استنباط العديد مِن صفات هذا الصانع مِن غير أن يراه أو يحيط به كله،

        مِثل أنه لديه صفات عِلم وحِكمة ودقة وتقدير وقدرة وقوة على تشكيل المواد وتركيبها.. إلخ

        ثم تأتي مِن بعد ذلك رسالات الرُسل لتخبرنا بمُراد الخالق مِنا، والكيفية التي يريدنا أن نعيش عليها ونتصرف لنحقق إرادته فينا

        وهو ما لا يمكن أن تصل إليه أبحاثنا في العِلل الفاعلة ولا في العلوم الطبيعية ولا حواس الإنسان بمفردها كما قلنا ،

        وهكذا يُمكننا تمثيل العِلم الطبيعي بدائرة تقع داخل دائرة أكبر وهي الدين ولا يتعارض معها

        ولكن لا يُمكننا عكس موضع الدائرتين حيث لا يُمكن أن يُحيط العِلم الطبيعي بكل غايات الدين وغيبياته وإنما يُستخدم فقط للدلالة عليه وبعض صفاته.


        فنحن عندما نأتي مثلا إلى تفاعل حيوي مُعين داخل الخلية الحية ونطلب مِن العلماء الطبيعيين أن يدرسوه ويحللوه ويعملوا عليه،

        فإننا ننتظر مِنهم تقاريرًا تترجم لنا تخصص كل مِنهم في جانب مِن جوانب المادة المرصودة أمامه أو آثارها،

        فننتظر تقاريرًا مثلا لعلماء الكيمياء عن تفاعلات جزيئات المواد وذراتها

        وتقاريرًا لعلماء الفيزياء عن الجسيمات داخل هذه الذرات

        وتقاريرًا لعلماء البيولوجيا عن تفصيل ما جرى داخل هذه الخلية الحية ككل.. وهكذا،

        ولكننا أبدًا لن ننتظر مِنهم تقاريرًا عن مَن الذي قرر وصمم هذا التفاعل في الأصل!

        ولا ماذا كان مُراده أو غايته مِنه!


        فذلك خارج هذه التخصصات العلمية الطبيعية كلها، وجوابه لا يمكن أن نجده عند أحدها بحال مِن الأحوال.

        فإذا فهمنا ذلك :

        سقط ثاني خلاف مزعوم بين العِلم والإيمان،

        والذي صوره الملحدون في صورة عدم خضوع الدين كله للعِلم الطبيعي والتجريبي وتعارضه معه
        ،

        حيث رأينا الآن أن الإشكال هو في محاولة إقحام أدوات بحث العِلة الفاعِلة للطبيعة والكون -مثل الحواس- لتبحث لنا في العِلة الغائية، وهي الخالق وإرادته وغيبيات الدين،

        بل والمسألة بذلك الحجم الكوني هي أعقد بالطبع مِن محاولة البحث في مُحرك الشاب (
        س)

        وذلك لأن الشاب (
        س) نفسه سيكون ساعتها داخل في الطبيعة والكون مِن حوله ومؤثر فيها، فكيف سيصل إلى حل هذه المنظومة الأكبر وهو جزء مِنها؟!

        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	98989.png 
مشاهدات:	11 
الحجم:	4.8 كيلوبايت 
الهوية:	738963

        يقول العالم الأشهر
        ماكس بلانكMax Planck" أحد الفائزين بجائزة نوبل في الفيزياء:

        "
        العِلم الطبيعي لا يستطيع حل اللغز المُطلق للطبيعة، وذلك لأنه في التحليل الأخير نكون نحن أنفسنا جزء مِن الطبيعة، وبالتالي جزء من اللغز الذي نحاول حله"

        Science cannot solve the ultimate mystery of nature. And that is because, in the last analysis, we ourselves are part of nature and therefore part of the mystery that we are trying to solve.

        ولذلك فإن حاكمية العِلم الطبيعي على الدين تتمثل فقط في البحث والتأكد مِن نصوصه العقلية والطبيعية الكونية، للحُكم على صدق هذا الدين أو كذبه،

        وليس مِن شأنها نفي غيبياته بالكلية لمجرد أنها لا تخضع لأدوات بحثه المادية!

        فإذا تعارضت الحقائق اليقينية المُكتشفة في العِلم الطبيعي مع عقلانية ونصوص دين ما، فهي تعطي مؤشرًا للعاقل ساعتها بترك هذا الدين وأنه ليس مِن لدن الخالق الحق لكل هذا الكون وما فيه

        (
        ووصف اليقينية هنا هام جدًا لاستبعاد كل ما كان في مرحلة الفرضيات والنظريات وعرضة للتغيير

        وأما إذا تطابقت هذه الحقائق اليقينية أو أكدت صحة نصوص هذا الدين ووصف الخالق فيه بالحِكمة وكمال العلم: فهي حينئذٍ تأخذ العاقل خطوة إلى الأمام للتمسك أكثر بهذا الدين وتصديقه واتباعه،

        يقول عالم الفيزياء الفلكي "
        جوزيف هوتن تايلور Joseph H. Taylor":

        "
        الاكتشاف العلمي هو أيضًا اكتشاف ديني، ليس هناك تعارض بين العلم والدين، معرفتنا عن الله تصبح أكبر مع كل اكتشاف نكتشفه عن العالم".
        A scientific discovery is also a religious discovery. There is no conflict between science and religion. Our knowledge of God is made larger with every discovery we make about the world

        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #19
          اخي الغالي ابوسلطان جزاك الله خيرا في ميزان حسناتك
          sigpic
          • العدل أنت سطعت في عليائه فوق الدجى لم تبق منه ولم تذر
          • ففتحت بالسيف الموحد دولة كانت تولي وجهها شطر القمر
          • ونطقت بالآيات قبل نزولها فبعثت في الأرض ملائكة البشر
          • وكفاك انك ما رأى الشيطان انك قادم من مفرق إلا وفر
          • وكفاك أنك فاتح القــدس براحتيك وكنت أول من ظفر

          تعليق


          • #20



            4- متى يصير العِلم صراعًا بين الإيمان والإلحاد ؟

            لقد رأينا منذ قليل كيف أن البحث في العِلة الفاعِلة لا يتوقف على مُعتقد الباحث ولا دينه ولا حتى إلحاده،

            وذلك بخلاف البحث في العِلة الغائية والذي كثيرًا ما يتأثر برؤية الباحث المُسبقة الناتجة عن معتقده أو دينه أو إلحاده..

            ومِن هنا:

            فإن أي مُكتشفات أو أبحاث عِلمية –ومهما بلغت مِن قوة تغييرها لفهمنا الطبيعة والكون– فلن تستجلب صراعًا بين الإيمان

            والإلحاد إلا إذا تلامست مع حدود الغاية ولماذا لدى كل مِن المؤمنين والملحدين!

            فاكتشاف (
            الكهرباء، الكهرومغناطيسية، الإشعاعات، الذرة، نواتها، الإلكترونات، الحمض النووي.. إلخ)

            كلها صنعت انقلابات وطفرات في نظرة العلماء والناس للطبيعة والكون،

            ولكنها لم تسبب خلافات كبرى بين الدين والإلحاد إلا عندما تعلقت تفسيراتها بنقطة بدء الكون أو الوجود وبدء الإنسان

            حيث نرى الملحد ساعتها يتخطى حدود بحثه العلمي ليعطي تفسيرات مِن ميوله ورؤيته الخاصة لهذه المحطات الوجودية الهامة مُستميتا في إبعادها عن تفسير الخالق عز وجل!

            وهذا يدل على أن الملحد –مثل المؤمن– يدخل معامل العلوم الطبيعية والتجريبية بحصيلة مُسبقة مِن الدوافع أو الغايات والرؤى

            غير المادية، والتي ستتحرك نتائجه حتمًا بين حدودها مهما كانت مُخالفة لها،

            وطالما أنه كان مثل المؤمن في ذلك –أي في وجود رؤى مُسبقة

            فهل لنا أن ننظر فيمَن كانت رؤاه هي الأصح عقلا وأصدق مع النفس؟


            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738964



            5- المؤمن أعقل وأصدق حالا مع نفسه مِن الملحد.

            إن واحدة مِن أكبر فريات الملحدين في مواجهتهم مع المؤمنين باسم العِلم، هي :

            محاولتهم الفاشلة في إظهار محصورية صفة الموجود على المحسوس فقط،

            ومحصورية وسائل إدراك الإنسان التي حباه الله تعالى بها على الحواس الخمس فقط،

            مُتناسين بذلك أن أوثق وسائل الإدراك هي
            البدهيات الرياضية التي لا تحتاج إلى إثبات خارجي

            (
            مِثل قولنا 1+1=2 , أو أن 4 أصغر مِن 7 )

            ثم يليها
            البدهيات العقلية التي لا تحتاج في ذهن العاقِل إلى شرح وتفسير وإثبات كذلك

            (
            مِثل أنه لكل حادِث مُحدِث، وأن العدم مفهوم ذهني لا يُخرج شيئا بدون خالق، وأن فاقد الشيء لا يُعطيه أي أن ذرات المواد والقوانين غير المُختارة لا يُمكن أن ينتج عنها وعي الكائنات الحية المُختارة، وأن الجزء أصغر مِن الكل، وأنه يستحيل تسلسل العِلل أو المُسببات إلى مالانهاية، ومِثل صحة قياس المُتشابهات ومهارات الاستدلال والاستنباط والقياس والاستقراء وهكذا

            ثم تقبع في النهاية
            حواس الإنسان التي قد تخدعه (مِثل رؤيته للسراب في الصحراء على أنه ماءً).

            ولذلك فإن كل مُكتشفات العلوم الطبيعية لا تقوم إلا على هذه البدهيات العقلية في أبحاثها واستنباطاتها وإثباتاتها لوجود الأشياء،
            بالنظر فقط في آثارها ومِن غير الحاجة لرصد تلك الأشياء نفسها!



            ولذلك نقول إلى هذا الصنف مِن الملاحدة ومَن يصدقه أو يقع في شِباك خِداعه وكلماته:

            لقد تناقضت ثلاث مرات على الأقل مع إلحادك المادي وعلاقته بالعِلم الطبيعي وهم:



            1- افتراضك قبل الدخول إلى معملك أن الكون (موضوعي Objective) أي قابل للدراسة والفهم،

            وهذا افتراض عقلي سابق على أي تجربة وغير مدعوم بالحواس الخمس، وهو ما يُناقض مبادئ الإلحاد المادي البحت الذي تحاول أن تتمثله،

            وذلك بعكس الإيمان –أو الدين– الذي لا يجد في مِثل هذا الافتراض أيَّ إشكال، وخصوصًا مع نفيه للعبثية والجهل عن الخالق وإرادته الحكيمة.


            وإلا..
            تخيلوا لو قيل للشاب (
            س) عن المُحرك أنه مجرد تجميع عشوائي أو تجميع طفل صغير،

            فهل تعتقدون أنه كان سيُنفق وقتا أو مالا للانكباب عليه لدراسته وفهمه؟!

            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	99798797.gif 
مشاهدات:	5 
الحجم:	10.0 كيلوبايت 
الهوية:	738965


            2- افتراضك انتظام سلوك الأشياء باطراد (Consistency) وثبات القوانين (Persistency) وفعالية العلاقات الرياضية (Efficacy)

            للتعبير عن الحقائق والاستقراءات بالشكل الذي يتم فيه تعميم النتائج الواحدة على كل ما عداها مِن حالات في نفس

            سياقها رغم عدم معاينتها بعد!

            وكل ذلك لا غنى عنه لاستمرارية الاعتماد على العلوم الطبيعية وقبول نتائجها والعمل بها في كل مجال،

            وتوقع ذلك الانتظام الكوني والطبيعي هو فطرة مغروسة في الإنسان، بل وفي الحيوان نفسه أيضًا!

            ويمكن ملاحظتها بوضوح في تجنب كل منهما لمواضع الأذى بمجرد وقوعه في أحدها ولو مرة واحدة فقط،

            وهذه افتراضات عقلية مُسبقة كذلك وتناقض مبادئ الإلحاد المادي في عدم الإيمان إلا بالموجود والمحسوس في كل مرة.


            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	99798797.gif 
مشاهدات:	5 
الحجم:	10.0 كيلوبايت 
الهوية:	738965

            3- سلوكك أيها الملحد لنفس خطوات البحث العلمي الطبيعي والتجريبي القائمة على المُلاحظة، ثم التخطيط والافتراض والتجريب، ثم الاستدلال (العقلي) المُتقبل لإثبات وجود الأشياء مِن مجرد رصد آثارها فقط،

            بل وتقبلك لوصف الأشياء وإلباسها أسماءها المُميزة لها مِن غير ضرورة الوقوف على كنهها أو ماهيتها وحقيقة ذاتها!


            فها هو العالِم في معمله -سواء المؤمن أو الملحد- يتحدث يقينا عن وجود الجاذبية الأرضية وهو لم يرصدها ولم يعاين

            بحواسه وقياساته إلا آثارها فقط،

            في حين تبقى ماهيتها وكنهها مجهولين عنده إلى اللحظة،

            وكذلك يتحدث عن الإلكترون والفوتون وعن سائر الجسيمات دون الذرية وهو لم يرها بعينه المُجردة إلى الآن،

            بل ويتعامل مع توزيع احتمالات حركتها وموضعها لعجزه عن رصدها وهي تتحرك في سرعاتها الرهيبة فضلا عن

            (
            مبدأ عدم اليقين Uncertainty principle لهايزنبرج)،

            والذي يحكم بالفشل مُقدمًا على أية محاولة لرصد خاصيتين كموميتين معًا مثل السرعة والموضع للخروج بنتائج تامة 100% عنهما!


            إذًا..

            المؤمن أعقل وأصدق حالا مع نفسه مِن الملحد الذي يناقض ادعاءاته علنا في كل لحظة يقف فيها في معمله وبين أدواته وفي أحضان سجلاته و تدويناته لملاحظاته.

            ومعلوم أن الله تعالى قد ذكر في القرآن
            عِلم اليقين وعين اليقين وحق اليقين،

            ويتمثل الفرق بينهم في مراتبهم

            حيث عندما يجمع الإنسان الأدلة على وجود شيء ما وإلى أن يتيقن مِن وجوده –مثل الأدلة على وجود دولة جيبوتي مثلا– فذلك يُسمى
            عِلم اليقين،

            فإذا وقع ومر عليها بالطائرة فعلا ورآها بعينه فذلك هو
            عين اليقين،

            أما إذا نزل فيها بالفعل فهو هنا يكون قد وصل إلى أقوى مراتب اليقين وهو
            حق اليقين.

            والخالق عز وجل
            لم يُكلف المؤمنين به إلا بأولى درجات اليقين فقط؛ وهي عِلم اليقين.


            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #21
              المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله مسلم مشاهدة المشاركة
              اخي الغالي ابوسلطان جزاك الله خيرا في ميزان حسناتك
              آمين يارب - الله يغليك ويسعدك اخي عبدالله - وحيا الله حضورك الطيب
              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #22
                تابع - العِلم بين الإيمان والإلحاد



                6- اضطرار الملحد إلى عالم الغيب

                إن الرغبة الجامحة لملامسة الغيب ومحاولة فك أسراره والخروج عن حدود الملموس والمرصود هي رغبة أصيلة في عقل الإنسان وفضوله العلِمي إذا صح التعبير،

                إنها تشبه إلى حد كبير إنسانا محبوسًا داخل سجن صغير، وهو يعرف أن قدراته الحركية تفوق هذا الحيز المحدود الخانق بكثير.

                وبمثل هذه الحاجة المُلحة نجد العالِم الملحد لا يكتفي بحدود هذا السجن مِن العلوم الطبيعية التي باتت محدودة بشِقيها شِق الزمان،

                مثل جهل ما قبل الانفجار الكبير وزمن بلانك وجهل المستقبل الكوني في انهياره أو ثبوته، وشِق المكان،

                وهو صدمته في تتبع مرصود اتساع الكون بسرعات أكبر مِن سرعة الضوء أو في تتبع مرصود الجسيمات دون الذرية

                التي يؤثر عليها وأجهزته نفسها ساعة الرصد حيث يرصد بفوتون الضوء فوتونا ضوئيًا مِثله فيصطدمان!

                إنه سجنٌ حقيقي لمَن يعلم، سجنٌ يتألم فيه العالِم الملحد نفسيًا وهو عاجز عند تلك الحدود الطبيعية،

                إذا ما رأى مقارنة الناس بينه وبين علماء الدين والدنيا المؤمنين، والذين يجدون في أديانهم إجابات عن ما قبل وبعد

                خلق الكون والمكان والزمان،

                ومِن هنا –

                وحتى لا ينسحب البساط مِن تحت قدميه– فلن نجده يرضى بمثل هذه الهزائم أبدًا إلا أن يخترع لنفسه غيبًا هو الآخر

                يستطيع به سد فراغاته المعرفية، ولتقديمه إلى الناس في صورة تصبرهم على الإلحاد مِثله، أو كما قيل:

                "
                مَن يُنكر الميتافيزيقا، يتفلسف ميتافيزيقا" !!

                ومِن هنا..

                فلم يستحي الملحد أبدًا مِن أن يُحدث الناس مثلا عن ما قبل الانفجار الكبير (
                Big bang) ولحظته المتفردة (Singularity

                وذلك رغم جهل العلوم التام بما قبل زمن بلانك (
                Planck time)!

                أو حتى يُحدثهم عن وجود الطاقة السوداء (
                Dark Energy) أو المادة السوداء (Dark Matter) واللتان لا يمكن رصدهما ماديًا،
                ولكنه يفترض وجودهما لحل لغز التوسع العظيم في الكون ولتستقيم له معادلات الفيزياء الكلاسيكية مِن جديد!

                أو يتلو على الناس قصص التطور (
                Evolution) الخيالية التي لم يُشاهد هو ولا غيره مِنها شيئا،

                أو نراه تأخذه الجرأة الميتافيزيقية فيُحدث الناس عن احتمالية وجود أكوان موازية (
                Parallel Universes) لا نراها –وكما عند المؤمنين

                أو حتى وجود أكوان مُتعددة (
                Multiverse) رغم أنه لا يُمكن رصدها نظريًا بسبب محدودية أقصى مسافة مِن الجسيمات الحاملة للمعلومات عن الكون أو ما يُسمى بأفق الجسيم (The particle horizon)!

                والآن..

                هل يمكن لأي ملحد شجاع أن يُقارن كل هذه الإيمانيات الغيبية الميتافيزيقية الإلحادية باتهاماته الجاهزة لنظرية
                التصميم الذكي مثلا ،

                والتي يسوقها لينفي دلالتها على وجود الخالق فيقول كما نسمع ونقرأ مِنهم كثيرًا:

                "
                نظرية التصميم الذكي ليست عِلمًا لأنها تتعامل مع كيانات لا يمكن ملاحظتها أو تجريبها"!
                Intelligent Design theory is not science because it trades on unobserved entities and/or cannot be tested

                ولذلك فلا عجب مِن المقال العلمي النقدي اللاذع الذي وجهه عالم الكونيات الشهير (
                جورج إليز George Ellis) للسخرية مِن فرضية الأكوان المتعددة التي لا يمكن إثباتها،

                والتي وصل عددها حسب ما قاله الملحد (
                ستيفن هوكينج Stephen Hawking) وهو شريكه السابق في الكتابة العلمية

                الكونية إلى
                10 أس 500 احتمال!

                وذلك في محاولة إلحادية بئيسة للهروب مِن تفسير الإحكام المُتقن لقوانين الكون (
                Fine-tuning of universe) التي ألجمتهم وهم يحاولون نفي دلالتها على القصد والغاية الحكيمة للخالق!

                فإذا فهمنا هذا التناقض الصارخ :

                لرأينا العِلم وهو يميل في كفة الإيمان عن الإلحاد بالكلية،

                إذ امتاز الإيمان أولا بصدق فرضياته المتناسقة مع روح العلم وانتظامه،

                وثانيًا مع معقولية استدلالاته على وجود الغيب مِن آثاره المادية في الطبيعة والكون المرصود.

                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #23



                  7- بين إله الثغرات المعرفية، والسببية والاحتمالية !

                  لا شك أن مفهوم إله الثغرات المعرفية الديني قد سقط الآن بما أوضحناه مِن النقاط السابقة ،

                  بل والغريب أنه قد حل محله إله ثغرات معرفي آخر ولكنه إلحادي هذه المرة !!

                  حيث نرى الملحد يُسارع عند كل جهالة تسد طريقه العلمي الطبيعي إلى إضافة تفسيرات غيبية ميتافيزيقية مِن عنده

                  ليخلع عليها لبسة الإلحاد، بعيدًا عن التفسير الديني الذي يكون دومًا أقرب للعقل والعِلم الحقيقي،

                  يُذكرنا ذلك بقائمة عالم التطور الدارويني الألماني (
                  روبرت ويزرشيم Robert Wiedersheim)

                  التي وضعها في كتاب (
                  The Structure of Man: An Index to His Past History) عام 1893م،

                  وساق فيها
                  86 عضوًا مجهول الوظيفة في وقته على أنها دليل على الأعضاء الأثرية المزعومةVestigial organs والتي

                  يستميت الملحدون والتطوريون لإثبات وجودها كدليل على بقايا تطور الكائنات بعضها مِن بعض وصولا للإنسان!

                  فذكر مِنها الزائدة الدودية وكذلك الغدد الصماء التي كانت مجهولة الوظيفة قبل اكتشاف الهرمونات وغيرهم الكثير، وهو ما يترجم

                  لنا كيف تؤثر الأفكار المُسبقة على تفكير المُلحد في وضع تفسيرات إلحادية لكل مجهول عِلمي.


                  ففي هذا المثال السابق –

                  ومِثل زعمهم أيضَا أزلية الكون التي أسقطها العِلم وكذلك الجينات الخردة وغيرها- يمكننا أن نستخدم نفس تعبيرات الملاحدة التي يستخدمونها ضد الأديان لكشف إله الثغرات المعرفية الخاصة بهم،

                  ولعل أشهرها هو قولهم:

                  "
                  كلما تقدم العِلم خطوة.. انحسر وتضاءل دور الإله وتراجع"!

                  ويشيرون بها إلى أنه كانت هناك تفسيرات دينية لظواهر طبيعية مجهولة السبب في وقتها، فكان المؤمنون يكتفون بنسبتها

                  ساعتها إلى الإله، وأما بمجرد كشف أسباب الظاهرة، فيتراجع دور الإله عند المؤمنين،

                  أقول:

                  إن إيمان المؤمنين بأن الإله هو السبب الرئيس مِن وراء أية ظاهرة هو إيمان صحيح،

                  فسواء عرفوا سبب الشيء -مِثل سبب نزول المطر مثلا- أو لا فهذا لن يمنعهم في كِلتا الحالتين مِن أن يرجعوا بسبب النزول الأول إلى الخالق،

                  إما على سبيل تحكمه الاختياري في احتمالات العِلة الفاعلة،

                  وإما على سبيل عِلته الغائية كمُريد ومُسبب أول في وقوع المطر كما شرحنا مِن قبل،

                  تمامًا كما لو تخيلنا الشاب (
                  س) وهو عاجز أمام قطعة صغيرة مِن المُحرك لا يعرف ما الذي يتحكم في حركتها بالضبط،

                  فهنا يمكنه القول أن المُصمم أو الصانع أو المُريد أو المُسبب الأول هو الذي يُحركها، ويكون بذلك غير كاذب ولم يلجأ إلى مُداراة

                  جهله وإنما اعترف به، لأنه سواء اكتشف هذه القطعة الأخرى فيما بعد أم لا فستبقى عبارته الأولى صحيحة

                  وهي أن المُصمم أو صانع المُحرك أو المُريد أو المُسبب الأول هو الذي يجعل كل قطعة فيه تتحرك.

                  نجد الله تعالى يؤكد هذه العلاقة في قوله في إحدى آيات القرآن مثلا:

                  "
                  وهو الذي يُنزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد" الشورى 78

                  فهذه عِلة غائية وهي إرادته في نشر رحمته بماء المطر ليُغيث به الناس،

                  وأما إذا نظرنا إلى نفس الحدث –وهو نزول المطر أو الغيث–
                  مِن وجهة نظر العِلة الفاعلة فنراه يقول وبوضوح لا لبس فيه:

                  "
                  وهو الذي يُرسل الرياح بُشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون" الأعراف 57

                  وهنا –

                  وبعد سقوط هذا الخلاف الآخر المزعوم بين العِلم والدين

                  دعونا نتماشى مع خيال العلماء الملحدين في غاية ما يتمنوه مِن تحكم في مجريات أمور الطبيعة،

                  ولنأخذ مثلا ظاهرة نزول المطر وما يتعلق بها مِن تفاعلات الرياح وجسيمات ذرات الهواء والكهرباء.. إلخ،

                  وحتى تكون أقرب للمقارنة مِع الآيات المذكورة أعلاه فنقول:

                  يتخيل الملحد أنه إذا استطاع التحكم في كذا ثم كذا ثم كذا وصولا لأصغر مكونات المادة والذرة، فإنه سيكون بإمكانه أخيرًا التحكم في كل شيء في الطبيعة مِن حوله!

                  ورغم أن هذه الخيالات هي مِن المُحال،

                  إلا أننا نريد أن نصدم الملحد بحقيقة لا يقف عليها إلا المُختصون لينظروا إليه بعدها بشفقة وهي:

                  أن أصغر مكونات للمادة والذرة –وهي جسيمات عالم فيزياء الكم– لا تتبع الحتمية أبدًا في سلوكياتها وتصرفاتها وإنما تتبع الاحتمالات!

                  وبذلك ينتحر حِلم الملحد بين يدي الخالق عز وجل في كل لحظة اختيار يحكم بها الله وفي كل احتمال يشاؤه ويُريده سبحانه،

                  وهو ما بيّنه لنا عالم الفيزياء والرياضيات الألماني الأشهر (ماكس بورن Max Born) الحائز على جائزة نوبل 1945م

                  بسبب أبحاثه في فيزياء الكم،

                  حيث وضح في أثناء تفريقه بين (
                  السببية والحتمية Causality and Determinism) كيف أنه في عالم فيزياء الكم لا تنتفي السببية، ولكن التي تنتفي هي الحتمية لتحل محلها الاحتمالات، وأن ذلك لا يتعارض مع ما جاءت به الأديان!

                  وفي ختام هذه النقطة نقول :

                  أن مثل هذا التفكير هو الذي أفرز لنا لادينية مثل لادينية "
                  آينشتاين" في تقديسه للقوانين التي تسوق الكون واكتفائه بها عن الإيمان بإله مُعين أو مُشخص،

                  حيث شابهت الحتمية التي ظنها آينشتاين تحكم العالم مع ما يتخيله الملاحدة في قدرتهم على التحكم يومًا ما في أسباب كل شيء،

                  ولذلك اشتهرت على لسانه دومًا عبارة كررها في أكثر مِن محفل ولقاء وهي:

                  "
                  إن الإله لا يلعب النرد مع العالم أو الكون"!
                  God doesn't play dice with the world ... أو:
                  Quantum mechanics is certainly imposing. But an inner voice tells me that it is not yet the real thing. The theory says a lot, but does not really bring us any closer to the secret of the "old one." I, at any rate, am convinced that He does not throw dice

                  ولكن كل هذه الرؤية المغرورة تهدمت بمئات الاحتمالات الرياضية المتنوعة التي يمكن الخروج بها لسيناريوهات المحطات الكبرى في الكون – مثل نشأته ونهايته.. إلخ

                  فما بالنا بالأصغر مِنها مثل نزول المطر أو زلزال ما هنا أو هناك؟!

                  فسبحان الذي جعل الإنسان البسيط بفطرته وقبل آلاف السنين يلمس هذه الاحتمالية في كل ما هو أبسط مِن ذلك،

                  ودون الحاجة لاكتشاف عالم الكم وما دون الذرة!

                  ويعلم أن المُتحكم الحقيقي فيها هو واحد فقط، هو خالقها عز وجل.

                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #24


                    8- هل هناك ما يمنع علماء الطبيعة والعِلم التجريبي مِن الإيمان بالله؟

                    حيث يجدر بنا في نهاية هذه الدراسة المختصرة والمتواضعة أن نسأل سؤالا وجيهًا واقعيًا بعيدًا عن تهويلات الملاحدة وتشويهاتهم المتعمدة لوجه العِلم –للأسف- وهو:

                    على مدار التاريخ، ولاسيما مع عصر النهضة العلمي الحديث على يد المسلمين،


                    هل هناك ما يمنع علماء الطبيعة والعِلم التجريبي فِعلا مِن الإيمان بالله أو بإله خالق لم يروه
                    ؟

                    والإجابة يُمكن استخراجها بكل سهولة مِن النقاط السابقة،

                    حيث رأينا أنه لا تعارض أبدًا بين العِلم الطبيعي التجريبي الذي يبحث في الموجودات، وبين استدلال العقلاء والعلماء واستخراجهم مِنه ما يدلهم على الخالق والصانع الحكيم العليم الخبير المُريد سبحانه

                    تلك الصفات المُمكن استنباطها مِن غير الحاجة حتى إلى وحي –لأن هناك صفات لا نعرفها إلا بوحي مِن الخالق ذاته ورسله-.

                    ولذلك نرى الإسلام خصوصًا -وفي كتابه المحفوظ القرآن- لم يُعلي شأنا بعد إخلاص الإيمان بالله مثل ما أعلى مِن شأن العِلم

                    والعلماء، بل ووصفهم بأنهم أحق الناس بخشية الله إذ يعرفون مِن صفاته ومِن عظمته ما لا يعرفه غيرهم فيقول:

                    "
                    إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفور" فاطر 28.

                    وبالفعل.. ها هم واضعو أسس المنهج التجريبي نفسه –المسلمين– وعلى رأسهم

                    (
                    جابر بن حيان Jabir Ibn Hayyan) و(الخوارزمي Al-Khwarizmi-AlGorismi) و(الرازي Al-Razi-Rhazes) و(ابن الهيثم Ibn Al-Haytham-AlHacen) و(ابن النفيس Ibn Al-Nafis) و(الكِندي Al-Kindi–Kindus) و(عباس بن فرناس Abbas Ibn Firnas-Armen Firman)

                    قد أبهروا العالم في شتى العلوم الطبيعية، ولم يروا أبدًا أي تعارض أو أي عائق بين البحث في الكون والموجودات وبين الإيمان بخالق يدل عليه كل شيء مِن مخلوقاته،

                    حيث برعوا مثلا في شتى علوم الكيمياء والطب والجراحة والتخدير والتشريح وعلوم النبات والحيوان وعلوم الفلك والتشفير والتسيير الذاتي والميكانيكي.. وغير ذلك الكثير الذي يصعب حصره


                    ، وإنما يُمكن التعرف على بعض ملامحه مِن موقع ألف اختراع واختراع على الرابط التالي -يمكن تغيير اللغة-:

                    موقع ألف اختراع واختراع


                    والذي كان في الأصل معرضًا في مدينة مانشيستر في بريطانيا للتعريف بأفضال المسلمين واختراعاتهم التي غيرت وجه

                    العالم إلى اليوم، ثم انتقل بعدها إلى الكثير مِن مدن العالم.

                    ولعل ذلك ما أورث (
                    روجر بيكون) تعزيز إيمانه بالله رغم أنه يُعد في عين الغرب -زورًا وبهتانا- واضع أسس المنهج التجريبي،

                    في حين أنه لم يكن في الحقيقة إلا ناقلا له مِن علماء المسلمين
                    الذين احتك بهم وتعلم مِنهم كيف يقف العالِم المؤمن بالله في معمله ليُسجل ملاحظاته ويُجهز تجاربه ويختبر صحة فرضياته بعيدًا عن الدوجمائيات والآراء الوهمية المُسبقة بلا دليل،

                    ولعله مِن أشهر الكُتاب الذين وضحوا هذه الحقائق هو الباحث (
                    روبرت بريفولت Robert Briffault)
                    في كتابه الشهير (
                    صناعة الإنسانية Making of Humanity) فيقول:

                    "
                    إن روجر بيكون درس اللغة العربية والعِلم العربي في مدرسة أكسفورد على يد خلفاء معلمي العرب المسلمين في أسبانيا، وليس لروجر بيكون ولا لسميه الذي جاء بعده الحق في أن يُنسب إليهما الفضل في ابتكار المنهج التجريبي، فلم يكن روجر بيكون إلا رسولا مِن رسل العلم والمنهج الإسلامي التجريبي إلى أوروبا المسيحية.." إلى آخر ما قاله في إثبات أولية المسلمين وتفوقهم وإبداعهم في المنهج التجريبي.
                    It was under their successors at Oxford School (that is, successors to the Muslims of Spain) that Roger Bacon learned Arabic and Arabic Sciences. Neither Roger Bacon nor later namesake has any title to be credited with having introduced the experimental method. Roger Bacon was no more than one of apostles of Muslim Science and Method to Christian Europe

                    وهكذا لم يكن مشاهير العلماء الذين غيروا وجه العِلم الحديث مثل (
                    بيكون Bacon) و(غاليليو Galilo) و(كبلر Kepler) و(نيوتن Newton) و(ماكسويل Maxwell)

                    لم يكونوا أبدًا مِن أهل فكر الإلحاد ولا إنكار الخالق عز وجل لحظة مِن الزمان،

                    بل وبالعودة إلى النقولات الرائعة لعالِم الفيزياء الأشهر (
                    ماكس بلانك Max Planck) مِن كتابه "أين يذهب العِلم" "Where is Science Going"

                    والتي يوضح فيها الكثير مِن الحقائق بين العِلم والإيمان نجده يُقرر قائلا:

                    "
                    لا يُمكن أن يُوجد أبدًا أي تعارض بين الدين والعِلم، بل كل مِنهم مُكملٌ للآخر، وأعتقد أن أي شخص جاد وصادق يُدرك ذلك، وذلك لأن العنصر الإيماني في طبيعته سيظهر حتمًا إذا تكاتفت كل قوى نفسه وتكاملت معًا بكل اتزان وتناسق، وفي الحقيقة لا يُعد مِن الصدفة أن أعظم المفكرين في كل العصور كانوا نفوسًا ذات إيمان كبير"
                    There can never be any real opposition between religion and science; for one is the complement of the other. Every serious and reflective person realizes, I think, that the religious element in his nature must be recognized and cultivated if all the powers of the human soul are to act together in perfect balance and harmony. And indeed it was not by accident that the greatest thinkers of all ages were deeply religious souls

                    فإذا تركنا الإحصائيات المُضللة التي يُظهرها الملاحدة عن نسبة العلماء الملحدين في جمعية كذا أو معهد كذا.. إلخ،

                    وهي الإحصائيات التي تتسم غالبًا بعدم الموضوعية لخضوع معظم هذه الجمعيات والمعاهد ومَن فيها مِن العلماء لاعتبارات رسمية تتعلق بتمويل الأبحاث والدعم المادي،

                    نجد أن أكثر الفائزين بجائزة نوبل مثلا هم مِن أصحاب الأديان سواء مِن العلوم الطبيعية أو غيرها كالأدب ونحوه!

                    وهو ما نطالعه مِن الصفحة 57 مِن كتاب "
                    مائة عام مِن جوائز نوبل100 years of Nobel prizes "

                    حيث نقرأ في الفصل الذي عنوانه "
                    ديانة الفائزين بجائزة نوبل Religion of Nobel prize winners"

                    أن أكثر الفائزين هم مِن أصحاب الأديان، وأكثرهم النصرانية التي تحتل وحدها
                    65.4%، ثم يقبع في النهاية بنسبة 15% كل اللادينيين -وصف عام يشمل الملحد Atheists واللاأدري Agnostics والمُفكر الحرfree thinkers-.

                    بل وإذا تركنا علماء كبارًا كتبوا وأجادوا في بيان علاقة العِلم بالإيمان،

                    مِثل الكتاب الأكثر مِن رائع
                    لجون لينوكس John C. Lennox هل دفن العلم اللهHas Science Buried God ،

                    نرى أن هناك مِن العلماء الملاحدة مَن انزاحت عن أعينهم الغشاوة ليفيقوا على حقيقة الخداع العقلي الذي كانوا فيه حيث بدلا مِن أن يكون وجود الخالق هو بديهة البديهيات التي يؤكدها العِلم والعقل والوجدان معًا،

                    كانوا يطلبون عليها هي نفسها الدليل –

                    تخيلوا مثلا لو يطلب الشاب (
                    س) دليلا على أنه هناك صانع لهذا المُحرك المُحكم الغائي الدقيق!-.

                    فمِنهم مَن أفاق في منتصف العمر مِثل (
                    فرانسيس كولينز Francis Collins) على حقائق الأخلاق وقصور المادة عن شرح الوجود،

                    بل على الحقائق المُبهرة في تخصصه الكيميائي الحيوي والجيني بخصوص التعقيد المُذهل والمُعجز للحمض النووي والخلية -

                    حيث يُعد كولينز رائد مشروع الجينوم البشري- فلم يملك إلا أن كتب كتابًا رائعًا لإثبات وجود الخالق وهو كتاب

                    (
                    لغة الله: عالِم يُقدم دليل على الإيمانLanguage of God: A Scientist Presents Evidence for Belief)

                    ومِنهم مَن تدارك نفسه في نهايات عمره مِثل السير البريطاني الفيلسوف الملحد (
                    أنتوني فلو Antony Flew

                    والذي بعد أن قضى أكثر مِن نصف قرن كامل ينشر الإلحاد في كتبه التي بلغت الثلاثين كتابًا، رأى أن يكون صادقا مع نفسه أخيرًا ويعترف بالإعجاز العجيب في الأرقام العلمية المُذهلة في دقة خلق الكون وأن له بداية وليس أزليًا،

                    وكذلك حقائق الحمض النووي الوراثي التي يستحيل أن تكون إلا بمُدبر حكيم عليم قدير، ففاجأ العالم في عام 2003م

                    وقبل موته بسبع سنوات فقط عن عمر
                    87 عامًا بخبر تحوله مِن الإلحاد إلى الربوبية !

                    وكتب كتابًا رائعًا هو الآخر باسم :

                    (
                    هناك إله: كيف قام أكثر الملحدين شراسة بتغيير رأيهThere is a God: How The World's Most Notorious Atheist Changed His Mind).

                    فأمثال هؤلاء العلماء في كل زمان ومكان هم البشر الذين صدقوا مع أنفسهم، واتبعوا ما وصلهم مِن رسالات الله تعالى،

                    سواء كانت الإسلام الخاتم أو غيره، فآمنوا به واستجابوا لنداء ربهم عز وجل:

                    "
                    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادِقين" التوبة 119.

                    المصدر : العلم بين الإيمان والإلحاد
                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #25
                      السلام عليكم

                      بارك الله بك اخي الفاضل ما شاء الله عليك فكرة جيدة جدا

                      لكن لدي ملاحظة قرآنية علينا أخذها بالاعتبار

                      يقول الله تعالى .. :

                      ﴿ وَأَكثَرُهُمُ الكَافِرُونَ
                      ﴿ وَأَكثَرُهُم لِلحَقِّ كَارِهُونَ
                      ﴿ نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
                      ﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَـتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَـرُهُمُ الْكَافِـرُونَ

                      هذه حكمة الله في الأرض .. حيث توعّد ابليس بأن يجعل من شياطينه حُكماً على بني آدم
                      ولم يخلف الشيطان وعدهم حيث قال ..

                      ﴿ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا

                      وقال أيضا لآتيهم من

                      ﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ

                      ولكن قال الله تعالى له .. إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين

                      ﴿ الَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ


                      والمُخلَص ليس هو المُخلِصْ

                      فالقرآن فصل كلمة مُخلَص
                      أي الذي انسلخوا عن الشيطنة .. هم الذين تخَلّصوا من حُكمْ إبليس عليهم سواء كان بالإيمان الشديد أو بالتحصين

                      يعني لو اجتمعنا واجتمع العالم كله ليدمر الإلحاد والملحدين .. هم سيكونون في الرتبة الأولى في القائمة وسيزداد عددهم لأنها سنة كونية ليحِل عليهم الزلزلة ويوم القيامة .. لأن توازن الأرض يعني توازن العدد وتوازن الطاقة الإيمانية .. وكلما زاد الغيّ والكُفر كلما غضبت السماوات والأرض . لأنها طوعا عابدة لله .. وأي خطأ ينسج فوقها سوف تثور وتغضب لله .. لذلك ستحل على الكافر اللعنات والويلات .. بزلزلة الأرض وقدوم الصيحة من السماء سواء كان بملائكة مكلفين او بتكليف سمائي حقيقي .. فينفخ في الصور ويحل عليهم الحق الذي وعدهم الله به إن لم ينتهوا عما يفعلون

                      تحياتي لك

                      [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                      نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                      أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                      Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                      اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                      مدارك Perceptions

                      تعليق


                      • #26

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                        حياكم الله اختنا الفاضلة - ساحرة الكتاب المجهول

                        أشكر لك هذا الحضور والثناء - وإبداء الرأي


                        حقيقة أختي الفاضلة لسنا بصدد تدمير أي شيء - بقدر مانود (معاً) أن نحمي أنفسنا من خطره


                        باستعراض مفاهيمه وشبهاته التي يلقي بها على المسلمين – خصوصاً فئة الشباب

                        فنحن هنا و(معاً) لأجل :

                        مكافحة وصد هذا الهجوم - بالدين والعلم والمنطق - إن شاء الله تعالى


                        الأمر الآخر أختي الفاضلة :

                        سنة الله في خلقه ماضيه - ولن نستطيع لها تبديلاً


                        والله وحده يعلم من سيحل عليهم يوم القيامة : أَهُم الملاحدة ؟ المشركين ؟ المنافقين .. إلخ , أم جميعهم أم غيرهم - الله أعلم

                        و وحده يعلم هل سيزداد عدد الملاحدة أم لا

                        فهذا الأمر غيبي لا نعلمه - و لا نستطيع القول أن الملاحدة سيزداد عددهم بناء على ذلك

                        بل ربما جاء أحدهم وفقاً لهذا الاعتبار ليقول : دعوا الملاحدة إلى أن تقوم عليهم القيامة - فلا طائل من الرد عليهم !

                        وفقنا الله وإياكم لكل خير


                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #27
                          بارك الله بك اخي الفاضل واثابك الخير وادام عليك نعمة الإسلام والإيمان يارب

                          بالنسبة لي طبعا كلامي ليس معناه اعتراض او احباط او اين كان .. على العكس اقدر لك كل حرف كتبته هنا او نقلته بصدد هذا الشأن
                          اما بالنسبة لأكثرية الإلحاد والكفر .. فهو ليس كلامي اخي الفاضل بارك الله بك .. بل هو كلام الله عز وجل .. وهناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث فيه عن آخر الزمان ..

                          فجد ان الناس تسمع احدا يقول لا اله الا الله .. فيقول الرجل منهم نحن كنا نسمع آباءنا يقولونها ولكننا لا نعلم ما معناها .. !
                          وذلك الحديث لسبب بسيط ايضا ذكر في حديث شريف آخر .. وهو ان الله عز وجل في نهاية الزمان ( والذي نحن فيه الآن ) يُرفع العلم
                          ويرفع كتاب الله لأن الناس تبدأ بعملية التشكيك .. والتنظير .. والتحريف .. وانت لاحظ الآن

                          الناس بدأت تقدِر .. اصبح لدى الناس شجاعة وجسارة ليقوموا بتحوير آيات الله كما يريدون .. مع تحفظي على مسأل اتباع ما قاله اسلاف كانوا الأقرب للجبهة السياسية منها للمنهج الإسلامي

                          انا كباحثة سياسية قديمة .. لاحظت بشكل كبير التوجّه السياسي الديني .. انت تسمع فتاوى عجيبة من اذهان المفروض انهم مفكرون إسلاميون .. فتاوى عادية عدا عن الفتاوى الفظيعة التي لاقت اشهار واسع وسخرية شديدة من اهل العلم ومن العامة .. فكل ما يتم صنع له فتوى لو دققت في نصوص مواد القانون الفرنسية الأصل ستجد انها تخدم 99% من مادة القانون ..!

                          لقد رجعت لأكثر من 99 بند .. قديم وحديث .. من بنود الساسة .. رأيت ان المتأسلمون والذين يظهرون على شاشات العرض والتلفزة ما هم إلا بيادق بيد من وضعهم من الأساس رجعت لأكثر من 100 فتوى قديمة وحديثة قارنتها قرآنياً ثم بالأحاديث .. هناك ( ومع احترامي للشيعة الجيدين والذين يسلكون منهجنا ولكن باسم الشيعة فقط ) لقد تم تشيييع اكثر من 1500 حديث حتى الآن وتم تهويد أكثر من 400 حديث حتى الآن

                          عندما تذهب للتلمود والقبالة اليهودية ستجد ان الكثير مما سرد في قصصهم هناك .. سردت بنفس التفصيل وبطريقة ابتذالية عند المسلمين وهي ما نسميها نحن المسلمين الحقيقيون أساطير .. خرافات .. اتبذال شديد للعقل الإسلامي وفعلا شعرت بالغضب الشديد .. تنافي اكثر من 40% من نصوص الحديث المهوّدة والمشيّعة مع نصوص القرآن كانت أقرب للجنون حقا

                          لا استطيع ان افتح جبهة للحديث الآن فهذا ليس مكانا مناسبا ولكن ما اريد ان اقوله لك اخي

                          لا تحزن ولا تشعر بالضيق والهَم .. كما قال الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم .. لا تحزن .. إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ( مشيئة إلهية + مشيئة نفسية انسانية )

                          وأيضا .. الله يقول لك .. لا تحزن ولا تبالي .. فإن اكثرهم لكافرون .. واكثر الناس تكفر بالله وتكفر بالقرآن

                          ولن تجد اكثر الناس لله مؤمنين .. ولا للأنبياء ولا للكتب السماوية .. فحتى لو استعطنا ان نبقي على 100 ألف انسان ونحتويهم بعلمهم الأصلي الديني فلن تقدر على 7 مليار من حولك لأن الكفار عددهم اكبر من المسلمين .. وفي كل الاحوال نحن في نهاية الزمان .. لذلك الدين اصبح عند الناس ما هو إلا عقدة اخرى تضيق على رغباتهم وتمنعهم من ممارسة الشهوات كما يشاؤون

                          دعمي لك معنويا من خلال التواصل ونقل المعلومات إذا احببت ذلك .. وهكذا لكني لن اسيطر على مجموعة من الناس طمس الله على قلوبهم قبل عقولهم فلن يعقلو ابدا .. واعذرني على كلامي وارجو ان تأخذه بصدر رحب .. فوالله إنه ناتج عن تجربة حقيقية .. لأنك قد تكتب لمدة 50 عاما والنتيجة قد لا تتغير إلا بنسبة 2% فقط مثلا بل اقل .. لكن العمل يجلب نتائج اكبر بكثير .. فمثلا قد تكون في مكان عام وتقوم بتصرف رائع وجميل جدا فيه من الإنسانية والرحمة الكثير فيسألك الناس لماذا فعلت ذلك مثلا ( خصوصا في اروبا ) اجابتك ستحدد هويتك الإسلامية من الهوية المزيفة التأسلمية .. نحن سنصنع جيلا حقيقيّا بإذن الله

                          تحياتي لك

                          [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                          نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                          أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                          Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                          اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                          مدارك Perceptions

                          تعليق


                          • #28


                            أهلا بك اختنا الفاضلة - وتقبل الله دعوتكم الطيبة وأثابكم عليها الأجر والخير والثبات على دينه

                            يُسعدني النقاش معك بالرغم من إيراد محاور تحتاج لمواضيع أخرى بحد ذاتها

                            عموماً أختي – أنا أتفهّم توضيحك


                            ولي مداخلة أوضّحها في النقاط التالية :

                            أولاً :

                            صراحة ألمس (الإحباط ) في حديثك - ولا أقول استسلاماً
                            فأنتِ الآن بكل بساطة : تستعجلين النتائج
                            بل أراكِ وقد أكون مخطئاً : كمن ينتظر نهاية الأمر فقط

                            و ذلك في تكرارك لعبارة آخر الزمان وتصوّرك أن الواقع ماهو إلا ترجمة آخر الزمان


                            لكن السؤال :هل نعلم مقدار آخر الزمان ؟

                            هل نعلم كم سيمكث ويدوم هذا الواقع - سنوات - أجيال - قرون عديدة !

                            الله أعلم

                            و هذا حقيقة مما يجعلني أستبعد التفكير في تلك المعطيات للأسباب التالية:

                            1- لا نعلم مقدار آخر الزمان وكم تبقى منه .

                            2- الحق والباطل في تعارك – و هي من سنن الله الماضية في كونه .

                            3- الخير كائن إلى يوم القيامة .



                            ثانياً :

                            مشاهدة النتيجة لما نقوم به ونسعى إليه
                            صحيح أننا نريد رؤية النتائج وكم يسعدنا ذلك

                            ولنفرض أن النتيجة كانت 1% فقط - بل لنقل : لا نتيجة !


                            هل يعني : إنتهى كل شيء - أم كل شيء سينتهي ؟

                            لا بالطبع

                            فالأهم : أن نخلص لله في هذا العمل وأن يتقبله منا

                            وتحقيقاً لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام " لا تحقرن من المعروف شيئا..."

                            فهذا داعم معنوي – للمضي قُدماً

                            فالحاصل :


                            النتيجة التي تفوق جميع ( النتائج الآخرى المُشاهدة ) :

                            أن يثبتنا الله على الحق ويتقبله منا

                            فهذه أعظم نتيجة نحصل عليها


                            ثالثاً :

                            اتجاه الناس للفرار من الدين

                            يقابله أيضاً ما نرى ونسمع ونشاهد من الداخلين في دين الله

                            فاستخدامنا لتلك المعطيات - يُحدث خلل وجدل لا طائل منه


                            بل إصرارنا على هذا القول يجعلنا نُصرّ أكثر على السؤال :

                            كم بقي لدينا ياترى من آخر الزمان ؟

                            هل ستقام الساعة على دوكنز وسام هاريس ومن تبعهم ؟

                            هل هذا الجيل أم أجيال قادمة ؟

                            و كم من الوقت يتطلب ذلك ياترى ؟

                            الحقيقة أختي - هذا يدخلنا في دوامة لا توضح حقيقة - ولا تردّ باطل

                            فمن يضمن أن آخر الزمان هو سنوات قليلة أو أجيالاً طويلة أو قرونا عديدة - يحدث (خلالها) العكس !


                            ما الذي يمنع استمرار اختلاف الأعداد طالما لانعرف كم مقدار آخر الزمان ؟

                            فربما يحدث وتنعكس الأعداد لسنوات وأجيال - وفي آخر الزمان تظهر النتائج التابعة له !

                            مالمانع طالما لا نعرف مقدار آخر الزمان ؟


                            رابعاً

                            وجود فئة تستخدم الدين للمصلحة الدنيوية أمر مُشاهد

                            حقيقة أراهم محبطين للهِمَم – متسببين في النفور عن دين الله - ولعله مر معنا في أسباب الإلحاد السابقة

                            لكن :

                            الحكمة ضالة المؤمن

                            كتاب الله بين أيدينا – وسنة نبيه
                            الصحيحة


                            كلاهما سهل الوصول إلى معانيه ومفاهيمه


                            في ضوء ماكان عليه رسولنا الكريم وأصحابه الكرام


                            فهذا أمره سهل إن شاء الله لمن سهّله الله عليه


                            فلله الحمد هناك علماء راسخين معتدلين


                            من القرون المفضلة وحتى الآن


                            فلنأخذ بالأقوال المعتدلة - ونترك المتعصّبة والمخالفة جانباً

                            خامساً :

                            القول بأن : العمل يجلب نتائج اكبر بكثير - وستحدد هويتك الاسلامية من الهوية المزيفة التأسلمية

                            أردّ بما يخص الموضوع :


                            لنفرض - لا قدر الله – شخص يهمّكِ أمره – تأثر بالإلحاد واقتنع به وخرج عن دائرة الإسلام :


                            هل ستحاولين إقناعة للعدول عن ذلك – بإظهار المواقف الإنسانية التي يحثنا عليها الإسلام ؟


                            إن لم يفي ذلك بالغرض– ماذا ستفعلين لتصحيح مساره ؟


                            ستلجأين ( لتصحيح مفاهيمه الفكرية ) التي آلت إليه بالإلحاد


                            فهذا ما أعنيه تماماً


                            أي : ليس الإقناع الفكري بمنأى عن دعوتنا وإظهار معاني الإسلام


                            أما مايخص المتأسلمين – فهذا يحتاج إلى موضوع آخر



                            سادساً :

                            وهو مايمكن أن يسبب سوء فهم للموضوع برمته :

                            قولك ( فحتى لو استعطنا ان نبقي على 100 ألف انسان ونحتويهم بعلمهم الأصلي الديني
                            فلن تقدر على 7 مليار من حولك لأن الكفار عددهم اكبر من المسلمين )

                            حقيقة أختي هذه رؤية سوداوية لتمثيلك بتباين شاسع في العدد

                            عموماً :

                            لست معنياً ب7 مليار في هذا الموضوع إطلاقاً

                            لأن الإلحاد في أصله لايعنيني البتّة

                            ولا أسعى هنا لإقناع دوكنز أو لورنس او سام أو من على شاكلتهم بالدين - وإن كنت أرجو لهم الهداية

                            فهنا و ( معاً ) :

                            نُعنى إن شاء الله - بمكافحة سمومهم التي يبثونها ويروّجون لها

                            نُعنا بالوقاية والتوعية
                            الفكرية لئلا يكون أحدنا ضحية هذه النزعات الهدّامة

                            هذا هو لب وفحوى موضوعي اختي الفاضلة

                            آسف على الإطالة – ونسأل الله لنا ولكم التوفيق في الدنيا والآخرة
                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #29

                              قراءة في مبررات وحجج الملاحدة :

                              وأود الإشارة أولاً إلى أمور يلزمنا الإلمام بها قبل دخول هذا الباب

                              فمما قرأت واستحسنت :

                              1- ليست بمقدورنا هداية أحد أو التفوق على الآخر بالحجة - إلا بتوفيق الله عز وجل

                              فحتى إن كانت حجتك واضحة جلية - فربما لايستجيب الطرف الآخر - فأنت عليك البلاغ وإقامة الحجة - لا الهداية

                              كما أشارت إلى ذلك اختنا الفاضلة ساحرة الكتاب المجهول

                              2- إخلاص النية لله عز وجل - فالرياء والسمعة ثمنها في الدنيا - وحرمان في الآخرة والعياذ بالله

                              فاسأل الله الإخلاص و إسأل الله الثبات على دينه

                              3- تحصين نفسك - بفهم أساسيات عقيدتك
                              فيجب أن تكون مُلمّاً بمعاني التوحيد والشرك والنفاق والكفر - ومنهج أهل السنة في أسماء الله وصفاته
                              بمعنى - إفهم دينك قبل الدعوة إليه

                              4- التحلّي بالصبر وعدم الاستهانة بالآخر
                              فقد ترد الشبهة وليس لديك الأدلة الكافية - فلا تتحمس وتندفع في الإجابة نُصرة لدينك - لئلا يكون للطرف الآخر حجة عليك وإظهارك بمظهر المنهزم - ولاتعقتد أن الآخر ينتظر منك فرض عقيدة وتقبلها بكل سهولة - فالحكمة مطلب والصبر مطلب

                              هذا عموماً .


                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738983

                              نأتي لقراءة في مبررات وحجج الإلحاد

                              والهدف : معرفة مدى ( جديّة ) المُلحد في تطويع إلحاده للمفاهيم والأسس العلمية والمنطقية


                              الإلحاد ضد البدهيات العقلية ( كما مر معنا سابقاً )

                              والبدهيات العقلية أي تلك التي لا تحتاج لإثبات عليها

                              مثل قولنا أن 1+1=2 أو 3 أصغر من 7 أو أن الجزء أصغر من الكل وأن القريب أدنى من البعيد إلخ

                              لكن
                              الملحد يناقض البدهيات العقلية حتى يستقيم له إلحاده - وهذا في عرف العقلاء جنون :


                              1- فمثلا أنت عندما ترى شيئا مكونا من أجزاء متكاملة ومتناسقة ولها غاية تؤديها : فتوقن أن لها صانع حتى ولو لم تره :

                              الساعة - السيارة - اللابتوب - برنامج الغرفة الصوتية الذي تحدثنا فيه ... إلخ

                              أما
                              الملحد فلا !!

                              حيث يدعي أن الكون الدقيق والإنسان وغيره من المخلوقات متقنة الصنع والخلق :

                              هي نتاج صدفة وعشوائية !!

                              وهنا نقطة هامة وهي :

                              هل الذي يقول أن الساعة لها صانع ولو لم يره هو الذي يكون عليه إثبات ذلك ؟

                              أم الذي يزعم أنها بكل دقتها وانتظامها وتركيبها وغائيتها ليس لها صانع ؟!!

                              مَن الذي خالف الفطرة البديهية والعقلية هنا ليكون هو الذي عليه الإثبات ؟!

                              هو الملحد بالطبع وليس المسلم أو المؤمن

                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738983


                              2- لكي يعطي الملحد لهذه المغالطة ضد البدهيات العقلية أي حجة :

                              فإنه يأتي لأي شيء لم يكتشف وظيفته الإنسان أو العلم بعد سواء في الكون أو في الكائنات الحية وأعضاءها

                              مثل الزائدة الدودية مثلا - فيدعي أنه بسبب هذه التي (لا وظيفة لها) فإنه يؤمن بأنه لا يوجد خالق ولا صانع !!!

                              وبالطبع مغالطته المنطقية لا زالت باقية لأن الذي يتحدث عنه يكون نسبته نادرة وقليلة جدا بالمقارنة بين أضعاف

                              أضعافه مما تتبدى لنا الحكمة منه ووظيفته التي تصرخ بوجود صانع وخالق حكيم لها !!

                              فكيف يجعل من الشيء العارض - حتى على فرض صحته - سببا في زوال الشيء المتيقن والمتأكد منه ؟!

                              كيف ينظر إنسان إلى بيت كبير متقن الصنع ثم يأتي لشيء صغير لا يعرف وظيفته جهلا منه بها فيتحجج من أجل ذلك

                              ويزعم أنه لا يوجد صانع للبيت من أجل هذا الشيء الصغير وأن البيت وجد صدفة ؟!

                              وكذلك البرنامج الحاسوبي إذا لم أعرف منه وظيفة بعض الأزرار أو القوائم أو الأموامر ؟ أو الموبايل أو اللابتوب ؟

                              هذا كله سقوط منطقي وإسفاف فكري لن نجد مثله ولا في قوته إلا عند الملحدين

                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738983


                              3- أيضا من الأشياء التي يناقض فيها الملحد البدهيات العقلية هي زعمه أن معرفة كيف تحدث ظاهرة ما في الكون أو في الكائنات الحية :

                              أنه بذلك لا داعي لنقحم الخالق في الموضوع ! وهذا جهل وتدليس !

                              فلنتخيل أن أحدنا وقع في يده جهاز جوال جديد - ثم هو فتحه وفكه وتفحصه إلى أن عرف كيف يعمل

                              فهل يزعم عاقل أنه بمعرفته لكيفية عمله أنه بذلك يستغني عن أن يكون له صانع حكيم عليم خبير ؟!



                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق


                              • #30


                                4 -أيضا ذكرنا في كلامنا بديهية عقلية أخرى يناقضها الملحد عندما ينفي وجود الله تعالى ألا وهي :

                                استحالة تسلسل العلل إلى ما لانهاية !!

                                لأنه لو كل شيء لفي الوجود قد ظهر بعد أن لم يكن موجودا :

                                فحتما قد ظهر إلى الوجود بعلة - هذا هو مقتضى البديهة العقلية ومَن يخالفها يكون مجنونا

                                وعلى هذا :

                                فيستحيل أن تسلسل العلل إلى ما لانهاية

                                كما يتخيل الملحد أن سبب كذا هو كذا وسبب كذا هو كذا إلى ما لانهاية !!

                                وذلك لأنه لو صح كلامه : لما كان وُجد شيء أصلا ولكان العدم هو الأصل ولا يوجد أي موجود !!

                                ولنعطي على ذلك مثالا شهيرا للتوضيح :

                                فلو لدينا جندي ينتظر أمرا من قائده ليضرب الرصاصة - ولكن قائده فوقه قائده ينتظر أمرا منه - ولكن هذا القائد هو أيضا ينتظر أمرا من أعلى منه - وهكذا ..... فلو لن تنتهي هذه السلسلة : فلن تنطلق الرصاصة أبدا - أي لن يحدث أي شيء في الكون لو تسلسلت العلل والمسببات إلى ما لانهاية !!

                                إذن :

                                يجب أن تنتهي سلسلة الجندي والرصاصة بقائد أول ليس قبله أحد ولا فوق أحد ولا ينتظر أمره من أحد لتكون له كلمة البداية !!

                                وكذلك هذا الوجود يلزم أن يوجد له خالق موجد أول لكل شيء غني بنفسه عن كل ما سواه لا يعتمد وجوده على شيء ولم يسبقه عدم وكامل في ذاته وواجب الوجود

                                (أي وجوده ليس ممكنا مثل كل الموجودات الأخرى وإنما واجب لأنه لو لم يوجد فلن يحدث شيء وسيكون العدم) !!

                                ومن الفوائد من هذا التقرير السابق :

                                نفي الشرك عن الله تعالى أيضا !!

                                وذلك لأن وجود أكثر من إله لن يخرج عن حالتين :

                                إما أن كل منهم يستطيع عمل أي شيء في الكون - وفي هذه الحالة وجود أي منهم هو (ممكن) وليس (واجب) لأنه يمكن الاستغناء عنه ولن يتأثر الوجود بشيء - وبذلك يُعلم تساقط هذا الفرض لأن الوجود يحتاج إلى (واجب الوجود) وليس (ممكن الوجود) !!

                                وإما أنهم يقتسمون مثلا خصائص ومهام في إدارة الكون والخلق - وهنا نفي الكمال عن كل منهم من عدة وجوه - فأولا كل منهم صار ندا للآخر - كل منهم يمكن أن يزول إذا عارضه الآخرون - قد يختلفوا حتى لو كان هناك كبيرا لهم فلا يمنع أن يبتغي الآخرون إلى ذي العرش سبيلا .. وهكذا

                                فضلا عن أننا لا نرى أصلا أي اختلافا في الوجود والمخلوقات لتدل على أكثر من صانع أو خالق

                                اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	0042.gif 
مشاهدات:	30 
الحجم:	4.1 كيلوبايت 
الهوية:	738984


                                5- يحاول الملحد كذلك إقناعنا بأن الإدراك الإنساني لا يتحقق إلا بالأشياء المحسوسة فقط !!

                                وعلى هذا فهو يستبعد الإيمان بالله تعالى أو سائر الغيب مثل الجنة والنار والمائكة والجن ورمي الشهب للجن إلخ -

                                والصواب :

                                أن العلم التجريبي نفسه يثبت وجود أشياء بمجرد البحث في آثارها ومن غير أن يراها أو يلمسها أو يعرف ماهيتها أو كنهها - مثل الجاذبية الأرضية مثلا - ومثل الإلكترونات والنيترونات والبروتونات إلخ - ومثل الانفجار الكبير أو المادة السوداء أو الطاقة المظلمة !!

                                فكلها أشياء العلم يتحدث عنها بمجرد رصد آثارها ولا يلزمه الوقوف عليها نفسها ماديا !!

                                ولكن الملحد يأبى إلا أن يعارض كل ذلك كعادته ويدلس ويكذب !

                                فالمؤمن توصل بالعقل والتدبر إلى الإيمان بالله - وكذلك بالعقل والتدبر إلى الإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه المخبر عن الله تعالى وحيه لنا -

                                إذن :

                                تصديقنا بباقي الغيبيات مثل الجنة والنار والملائكة والجن ورمي الشهب للجن : ليس لأنه من المفترض أننا كمسلمين نراها (هذا من التخليط ولم يقله القرآن ولا السنة)

                                وإنما فقط لتصديقنا للمخبر عنها وهو رسول الله عن الله عز وجل !!

                                وإذا كنا لا نستطيع أن نرى الجن في صورتهم الحقيقية : فكيف للعاقل أن يجزم بأن الشهب لا ترميهم ؟!

                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X