سُبل العلاج :
إن الإسلام دين جاء لخير الإنسان على هذه الأرض وإسعاده فيها، وتهيئته لسكنى الجنة دار السعادة الأبدية،
وقد كفل العلاج الناجح المستأصل لظاهرة الإلحاد
وهذه خطوط عريضة لكيفية علاج الإسلام لهذه الظاهرة:
1 - الدعوة إلى ( توحيد الله سبحانه) :
جَعَل الإسلام دعوته تبدأ من توحيد الله سبحانه وتعالى والإيمان به والإقرار بأنه إله الكون وخالق الوجود
وجعل الهدف الأول والأخير للرسالات السماوية جميعًا هو إقرار هذه القضية العظيمة من قضايا الدين،
قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}
وقال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}،
وجعل الله سبحانه وتعالى الهدف الأول من وجود الإنسان على هذه الأرض هو أن يعبد الله سبحانه وتعالى
قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
وبهذا جعل الدين الإسلامي هدف الإنسان على الأرض أن يعرف ربه سبحانه وتعالى ويوحده ويعبده وحده لا شريك له.
2 - العناية بالتربية الخُلقية:
جعل الإسلام الهدف الدنيوي الأرضي لرسالته هو إقامة العدل في الأرض وإسعاد الإنسان عليها؛
ولذلك وجه الإسلام وجوه الداخلين فيه إلى العمل لخير الناس
ولذلك أوجب على المسلمين جميعًا الدعوة إليه كما قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}
أي لتكونوا جميعاً أمة داعية إلى الخير،
وقال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}
وفي سبيل دعوة الناس إلى الخير والهداية أمر الله المؤمنين بالصبر في ذلك وتحمل الأذى حتى لا ينفر الناس من هذا الدين، واتخاذ الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى سبيلاً ومنهجاً،
وهكذا امتلأت قلوب المسلمين بمحبة الخير للناس والرغبة في هدايتهم وإنقاذهم من ظلمات الشرك والكفر والإلحاد إلى نور الهداية والإسلام.
3- التصدي لشبهات الملاحدة:
الكفر كلمة تملأ الفم فقط وتجري على اللسان دون أن يكون لها نصيب من الواقع،
فإنكار الله سبحانه وتعالى وإنكار البعث والجنة والنار وإنكار الرسالات كل ذلك ليس إلا كلامًا وقذفًا يملأ أفواه قائليه ويجري على ألسنتهم دون أن يكون له من الواقع نصيب،
ولا يملك أهل هذا الكلام الباطل لإثباته إلا الجهل، والجهل ليس دليلاً،
ولكن مع هذا لا يكفي الحق أن يكون حقاً ليعتنقه الناس ويذعنوا له،
بل لا بد للحق من حجة تدافع عنه وسلطان يقوم به،
وإن الباطل مهما كان زيفه وخزعبلاته فإنه ينتصر بالقوة أحيانًا وزخرفة القول أحيانًا أخرى،
ولا يكون ذلك بالطبع إلا في غيبة الحق، أو بجهل أهل الحق بطرق الجدال والإقناع ودحض الباطل والرد على شبهات الملحدين.
ويستحيل أن نعالج ظاهرة الإلحاد المعاصرة إلا إذا أقمنا دليلاً للرد على كل شبهة وهكذا إذا استطاع المسلمون أن يملكوا لكل شبهة جواباً وأن يكون الجواب كما يرى الناس لا كما يسمعون فقط ، استطعنا حقاً أن نقضي على ظاهرة الإلحاد.
والله أعلم
المصدر (بتصرف بسيط) : الرابط
تعليق