فى ظل فوضى الإعلام الطبى حالياً مباح أن تتكلم عن أى شىء وتروّج لأى ممارسة وتخدر الناس بالدجل والنصب طالما رقم تليفونك موجود على الشاشة وخلف المذيع شاشة مضيئة مثل شاشات الكباريهات تعلن عن أن هذا الضيف سوبرمان الطب وطرزان الصحة. المهم أن حظى التعس ساقنى لمشاهدة واحد من تلك البرامج يستضيف طبيباً يقول إنه متخصص فى الأوزون وإلى جواره خبير ألمانى يرطن بجوتن ناخت ليوهمنا بأننا متخلفون فى فهم سر الأوزون الجبار، ظل الأستاذ أوزون يحكى لنا عن غزواته المغوارة وشفائه لكل الأمراض من العقم إلى تليف الكبد والسرطان!! هل إلى هذه الدرجة أصبح المرضى مستباحين لسماسرة بيع الوهم وأرزقية الدجل تحت اسم الطب البديل وما هو إلا نصب وهراء وتخاريف وتجارة بأرواح الناس فى بوتيكات الأوزون والأعشاب والحجامة... إلخ؟ باختصار وبعد لغط كبير فى منتصف التسعينات، تمت الموافقة على إدخال الأوزون إلى مصر فى حالات محدودة ومحددة منها «القدم السكرى» ومرض «بيرجر» للأوعية الدموية، ولكن حب البيزنس والمال جعل منه سبوبة لبعض الأطباء الذين حصدوا الملايين منه ومن بيع الوهم من خلاله. وإلى هؤلاء الأطباء، وقبلهم إلى وزير الصحة ونقيب الأطباء، نهدى هذه الوثيقة الخطيرة الصادرة عن أعلى هيئة رقابية للدواء والعلاج فى العالم وهى الـFDA، الوثيقة عبارة عن تشريع فيدرالى من هذه الهيئة العالمية الأمريكية التى لا يمر دواء فى العالم إلا من خلالها، هذا التشريع صادر فى أول أبريل 2006 Title 21، Volume 8 والموقع الموجودة فيه الوثيقة على الإنترنت هو: http://www.accessdata.fda.gov/script...cfm?fr=801.415 تقول أول فقرة فى هذه الوثيقة الهامة: «Ozone is a toxic gas with no known useful medical application in specific، adjunctive، or preventive therapy. In order for ozone to be effective as a germicide، it must be present in a concentration far greater than that which can be safely tolerated by man and animals». وترجمتها هى: «الأوزون غاز سام، ليست له أية تطبيقات طبية فى العلاج المحدد أو المساعد أو الوقائى، وكى يصبح الأوزون قادراً على قتل الجراثيم، فلا بد أن يكون موجوداً فى تركيزات أعلى من أن تُحتمل بأمان من قبَل الإنسان أو الحيوان». إننا نفتح باب النقاش العلمى حول هذه الموضة، وأهم شىء عندنا هو صحة الناس التى لا بد أن تراعى ولا نتاجر بها، ولا نعتمد على الأساس القصصى أو الحكائى المنتمى للنميمة وليس للعلم، من قبيل فلان خف بعدها أو سمعت عن علان شفى بعدها، ونحدد معنى الخففان والشفاء المزعوم بطرق علمية منضبطة! وهل الأمر متروك للعيادات أم هو محدد بالمستشفيات وتحت إشرافها فقط، وهو ما فعلته الإمارات على سبيل المثال. الضحايا كثيرون وخاصة مرضى الكبد، كله يجرى ويلهث على الأوزون، عصا الوهم السحرية التى لا بد أن تقف معها وزارة الصحة ونقابة الأطباء وقفة جادة حاسمة لا مهادنة فيها، فسوق نخاسة الوهم الطبى قد أصبحت كساحات الموالد بها نصابون ومهرجون وبتوع الثلاث ورقات، أما العلم فيقف على باب المولد منكسراً يتسول، أحياناً تطلق عليه رصاصة من لعبة التنشين، وأحياناً أخرى ينوَّم مغناطيسياً، وفى كل الحالات هو مستباح ينام وحيداً فى العراء بلا حماية.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
فوضى ونصب العلاج بالأوزون
تقليص
X
-
فوضى ونصب العلاج بالأوزون
فوضى ونصب العلاج بالأوزون
فى ظل فوضى الإعلام الطبى حالياً مباح أن تتكلم عن أى شىء وتروّج لأى ممارسة وتخدر الناس بالدجل والنصب طالما رقم تليفونك موجود على الشاشة وخلف المذيع شاشة مضيئة مثل شاشات الكباريهات تعلن عن أن هذا الضيف سوبرمان الطب وطرزان الصحة. المهم أن حظى التعس ساقنى لمشاهدة واحد من تلك البرامج يستضيف طبيباً يقول إنه متخصص فى الأوزون وإلى جواره خبير ألمانى يرطن بجوتن ناخت ليوهمنا بأننا متخلفون فى فهم سر الأوزون الجبار، ظل الأستاذ أوزون يحكى لنا عن غزواته المغوارة وشفائه لكل الأمراض من العقم إلى تليف الكبد والسرطان!! هل إلى هذه الدرجة أصبح المرضى مستباحين لسماسرة بيع الوهم وأرزقية الدجل تحت اسم الطب البديل وما هو إلا نصب وهراء وتخاريف وتجارة بأرواح الناس فى بوتيكات الأوزون والأعشاب والحجامة... إلخ؟ باختصار وبعد لغط كبير فى منتصف التسعينات، تمت الموافقة على إدخال الأوزون إلى مصر فى حالات محدودة ومحددة منها «القدم السكرى» ومرض «بيرجر» للأوعية الدموية، ولكن حب البيزنس والمال جعل منه سبوبة لبعض الأطباء الذين حصدوا الملايين منه ومن بيع الوهم من خلاله. وإلى هؤلاء الأطباء، وقبلهم إلى وزير الصحة ونقيب الأطباء، نهدى هذه الوثيقة الخطيرة الصادرة عن أعلى هيئة رقابية للدواء والعلاج فى العالم وهى الـFDA، الوثيقة عبارة عن تشريع فيدرالى من هذه الهيئة العالمية الأمريكية التى لا يمر دواء فى العالم إلا من خلالها، هذا التشريع صادر فى أول أبريل 2006 Title 21، Volume 8 والموقع الموجودة فيه الوثيقة على الإنترنت هو: http://www.accessdata.fda.gov/script...cfm?fr=801.415 تقول أول فقرة فى هذه الوثيقة الهامة: «Ozone is a toxic gas with no known useful medical application in specific، adjunctive، or preventive therapy. In order for ozone to be effective as a germicide، it must be present in a concentration far greater than that which can be safely tolerated by man and animals». وترجمتها هى: «الأوزون غاز سام، ليست له أية تطبيقات طبية فى العلاج المحدد أو المساعد أو الوقائى، وكى يصبح الأوزون قادراً على قتل الجراثيم، فلا بد أن يكون موجوداً فى تركيزات أعلى من أن تُحتمل بأمان من قبَل الإنسان أو الحيوان». إننا نفتح باب النقاش العلمى حول هذه الموضة، وأهم شىء عندنا هو صحة الناس التى لا بد أن تراعى ولا نتاجر بها، ولا نعتمد على الأساس القصصى أو الحكائى المنتمى للنميمة وليس للعلم، من قبيل فلان خف بعدها أو سمعت عن علان شفى بعدها، ونحدد معنى الخففان والشفاء المزعوم بطرق علمية منضبطة! وهل الأمر متروك للعيادات أم هو محدد بالمستشفيات وتحت إشرافها فقط، وهو ما فعلته الإمارات على سبيل المثال. الضحايا كثيرون وخاصة مرضى الكبد، كله يجرى ويلهث على الأوزون، عصا الوهم السحرية التى لا بد أن تقف معها وزارة الصحة ونقابة الأطباء وقفة جادة حاسمة لا مهادنة فيها، فسوق نخاسة الوهم الطبى قد أصبحت كساحات الموالد بها نصابون ومهرجون وبتوع الثلاث ورقات، أما العلم فيقف على باب المولد منكسراً يتسول، أحياناً تطلق عليه رصاصة من لعبة التنشين، وأحياناً أخرى ينوَّم مغناطيسياً، وفى كل الحالات هو مستباح ينام وحيداً فى العراء بلا حماية.
تعليق