• الكتابُ دليلُكَ إلى المعرفة،
ومربعُكَ في عالمِ الفكر،
وموئلُكَ في عالمِ الأُنس،
ومفتاحُكَ لاكتشافِ المجهول.
• أذنكَ مخلوقةٌ لتسمعَ بها ما تريدُ من خيرٍ أو شرّ،
فأنتَ حرّ،
لكنَّ وراءَ هذه الحريةِ مسؤوليةً وحسابًا،
فما الذي يدفعكَ إلى وقفها على سماعِ الحرامِ سوى الانحرافِ واللذةِ الحرام؟
وكذلك بصرُك،
وفؤادك،
تستطيعُ أن تستعملها جميعًا فيما يحلُّ وفيما يحرم،
ولكنكَ ستُسألُ عن هذا وذاك.
﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾
سورة الإسراء: 36.
وبُدئ بالسمعِ لأهميته،
فأنتَ تسمعُ الحقَّ كما تسمعُ الباطل،
وتسمعُ كلامَ المؤمنِ وكلامَ الكافر،
وتستمعُ إلى القرآنِ الكريمِ وقد تستمعُ إلى الأغاني الخليعةِ والقصصِ والرواياتِ الماجنة،
فأيًّا منها تتبع؟
ولأيِّهم تستجيب؟
• لو نظرتَ في حياةِ الإنسانِ وواقعهِ العملي،
لرأيتَ أنه لا يستغني عن الإشاراتِ الخضراءِ والحمراء،
يعني الأمرَ والنهي،
والممنوعَ والمسموح،
وهذا في جميع المللِ والجماعات والأحزاب.
وهي موجودةٌ في الإسلامِ كذلك،
بما يسمَّى الحلالُ والحرام،
أو الحظرُ والإباحة،
والفرقُ بينه وبين ما هو وضعيٌّ من جوانب،
منها أن الإسلامَ أوسعُ تقسيمًا وتنويعًا،
ورأفةً ورحمةً بالناس،
فلا يوجدُ حلالٌ وحرامٌ فقط،
بل يوجدُ هذا وما بينهما،
وما بين بينِهما،
فهناك الفرض، والواجب، والندب، والمباح، والحرام، والمكروه،
وهذا الأخيرُ قد يكونُ مكروهًا خفيفًا أو شديدًا.
وهذه الأحكامُ كلها تعبدية،
يعني إذا فعلتَ ما هو واجبٌ أو مندوبٌ أُجرتَ عليه،
وما تركتَ من حرامٍ أو مكروهٍ أُجرتَ عليه أيضًا،
فإذا أخللتَ بما حدَّهُ الله لكَ أثمت،
أما الندب فتعاتبُ على تركهِ ولا تأثم،
والمكروهُ تعاتبُ على فعله.
• من فضلِ الله عليكَ أنه يوفقُكَ إلى العملِ الصالحِ ثم يؤجركَ عليه،
فهو الذي يُلهمكَ عمله،
ويحبِّبهُ إليك،
ويزيِّنهُ في قلبك،
ويقوِّي إرادتكَ لعمله.
فما تكتسبهُ من فضلٍ هو من عند الله تعالى،
وهكذا حسناتُكَ وأعمالُكَ الصالحةُ كلُّها،
فإذا أدخلكَ الله جنتهُ يكونُ بفضلهِ أيضًا.
• يا بني،
جنَّتُكَ في الدنيا والداك،
فهما بابان مفتوحانِ لكَ إلى جنّاتِ الله،
فأطِعهما ولا تعقَّهما ليسمحا لكَ بالدخولِ من بابيهما،
فإذا ماتا أُغلِقَ البابان،
وتبقَى أبوابٌ أخرى من رحمةِ الله مفتوحة،
والله أعلمُ من أيِّ أبوابِ الرحمةِ يكونُ دخولُكَ إلى جنَّته،
إذا كنتَ من أهلها.
تعليق